ص 551
عليه وسلم نكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على عضده
مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض، أفتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء
يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن تكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد
سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، فسيروا على اسم الله. فلما التقينا وعلى
الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا السيوف من جفونها
فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا برماحهم، واستلوا السيوف
وشجرهم الناس برماحهم وقتلوا بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلا فقال
علي: التمسوا فيهم المخدج، فلم يجدوه فقام علي بنفسه حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على
بعض فقال: أخروهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر وقال: صدق الله وبلغ رسوله، فقام إليه
عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لقد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ فقام فقال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثا
وهو يحلف له. (عب، م، د، وأبو عوانة، وابن أبي عاصم، ق). وقال أيضا في ص 158: عن
عبد الله بن أبي رافع: إن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب قالوا: لا حكم
إلا لله، قال علي: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف
ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم - وأشار إلى
حلقه - من أبغض خلق الله إليه منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قتلهم
علي بن أبي طالب قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا فقال: ارجعوا فوالله ما كذبت
ولا كذبت مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة فأتوه به حتى وضعوه بين يديه. (ابن وهب،
م، وابن جرير، وأبو عوانة،
ص 552
حب، وابن أبي عاصم، ق). وقال أيضا في ج 1 ص 188: عن زرانة، سمع على رضى الله عنه:
أنا فقأت عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان وأهل الجمل، ولولا أني أخشى
أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم لمن
قاتلهم مبصرا ضلالتهم عارفا بالهدى نحن عليه. (د، ش، حل، والدورقي). عن أبي كثير
قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قتل أهل النهروان، فكأن الناس
وجدوا في أنفسهم من قتلهم، فقال علي: يا أيها الناس إن نبي الله صلى الله عليه وسلم
حدثني أنا ناسا يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه أبدا.
وقال أيضا في ص 198: عن علي رضي الله عنه قال: لقد علم أولو العلم من أصحاب محمد
وعائشة بنت أبي بكر فسلوها أن أصحاب كرثى وذي الثدية ملعونون على لسان النبى الأمي
صلى الله عليه وسلم وقد خاب من افترى. (عبد الغني ابن سعد في إيضاح الإشكال طس).
وقال في ص 199: عن علي رضي الله عنه قال: لقد علمت عائشة بنت أبي بكر أن جيش
المروءة وأهل النهروان ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم. قال علي بن عياش:
جيش المروة قتلة عثمان. (طس. ق في الدلائل، كر). عن جندب قال: لما فارقت الخوارج
عليا رضي الله عنه خرج في طلبهم
ص 553
وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر القوم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن،
وإذا فيهم أصحاب النقيات وأصحاب البرانس، فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة فتنحيت
فركزت رمحي ونزلت عن فرسي ووضعت برنسي فنشرت عليه درعي وأخذت بمقود الفرس، فقمت
أصلي إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي: اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فأذن لي
فيه وإن كان معصية فأرني برأيك، فأنا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما جاء إلى قال: نعوذ بالله يا جندب من
شر السخط فجئت أسعى إليه، ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ألك
حاجة في القوم؟ قال: قطعوا النهر فذهبوا، قال علي: ما قطعوه. قال: سبحان الله، ثم
جاء آخر فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي: ما قطعوه. قال: سبحان الله! ثم جاء
آخر فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي: ما قطعوه ولا يقطعوه وليقتلن دونه عهد
من الله ورسوله، ثم ركب فقال لي: يا جندب، أما أنا فأبعث إليهم رجلا يقرأ المصحف
يدعو إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل، يا جندب
أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة. ثم قال: من يأخذ هذا المصحف فيمشي به
إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيهم وهو مقتول وله الجنة؟ فلم يجبه
إلا شاب من بني عامر بن صعصعة، فقال له علي: خذ هذا المصحف أما إنك مقتول ولست
مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل. فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم، فلما دنا منهم
حيث يسمعوا قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع فرماه الشاب فأقبل علينا بوجهه فقعد،
فقال علي: دونكم القوم. قال جندب: فقتلت بكفي هذه ثمانية قبل أن أصلي الظهر وما قتل
منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال. (طس). عن أبي جعفر الفراء مولى علي رضي الله
عنه قال: شهدت مع علي النهر، فلما فرغ من قتلهم قال: اطلبوا المخدج، فطلبوه فوجدوه
في وهدة رحل أسود منتن
ص 554
الريح في موضع يده كهيئة الثدي عليه شعرات، فلما نظر إليه قال: صدق الله رسوله،
فسمع أحد ابنيه أما الحسن أو الحسين يقول: الحمد لله الذي أراح أمة محمد صلى الله
عليه وسلم من هذه العصابة، فقال علي: لو لم يبق من أمة محمد إلا ثلاثة لكان أحدهم
على رأي هؤلاء، إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء. (طس). وقال في ص 209: عن علي
رضي الله عنه قال: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. (عد، طس وعبد الغني بن
سعيد في إيضاح الأشكال، والإصبهاني في الحجة وابن مندة في غرائب شعبة، كر). عن علي
رضي الله عنه قال: أمرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناكثين والمارقين، فأما القاسطون
فأهل الشام، وأما الناكثون فذكرهم، وأما المارقون فأهل النهروان يعني الحرورية. (ك
في الأربعين، كر). وقال في ص 282: عن سويد بن غفلة قال: سألت عليا عن الخوارج فقال:
جاء ذو الثدية المخدجي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم فقال: كيف تقسم؟
والله ما تعدل. قال: فمن يعدل؟ فهم به أصحابه فقال: دعوه سيكفيكموه غيركم، يقتل في
الفئة الباغية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قتالهم حق على كل مسلم.
(ابن أبي عاصم). وقال في ص 283: عن أبي موسى الوائلي قال: شهد علي بن أبي طالب رضي
الله عنه حين قتل
ص 555
الحرورية فقال: انظروا في القتلى رجلا يده كأنها ثدي المرأة، فإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أخبرني أني صاحبه، فقلبوه بين القتلى فلم يجدوه، فقال لهم علي:
انظروا وبحث عليه سبعة نفر فقلبوه فنظروا فإذا هو فيه فجئ به حتى ألقي بين يديه،
فخر علي ساجدا وقال: أبشروا قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار. (ابن أبي عاصم، ق،
في الدلائل، خط). عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي رضي الله عنه إلى الخوارج
فقتلهم، ثم قال: اطلبوا فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه سيخرج قوم
يتكلمون بكلام الحق لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية،
سيماهم أن فيهم رجلا أسود مخدج اليد في يده شعرات سود، فانظروا إن كان هو فقد قتلتم
سوء الناس، وإن لم يكن فقد قتلتم خير الناس، فبكينا فقال: اطلبوا فطلبنا فوجدنا
المخدج فخررنا سجودا وخر علي معنا. (الدورقي وابن جرير). وقال أيضا في ص 304: عن
أبي وائل قال: لما كان بصفين استحر القتل في أهل الشام فرجع علي إلى الكوفة وقال
فيه الخوارج ما قالوا ونزلوا بحروراء وهم بضعة عشر ألفا، فأرسل إليهم علي يناشدهم
الله: ارجعوا إلى خليفتكم فبم نقمتم عليه؟ في قسمة أو قضاء؟ قالوا: نخاف أن ندخل
فتنة، قال: فلا تعجلوا ضلالة العام مخافة فتنة عام قابل، فرجعوا فقالوا: نكون على
ناحيتنا، فإن أقبل القفية قاتلناه على ما قاتلناه عليه أهل الشام بصفين، وإن نقضها
قاتلنا معه، فساروا حتى قطعوا نهروان وافترقت منهم فرقة يقاتلون الناس، فقال
أصحابهم: ما على هذا فارقنا عليا، فلما بلغ علي صنيعهم قام فقال: أتسيرون إلى عدوكم
أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم؟ قالوا: بل نرجع إليهم، قال: فحدث عليه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن طائفة تخرج من قبل المشرق عند اختلاف
الناس لا ترون جهادكم مع جهادهم شيئا
ص 556
ولا صلاتكم مع صلاتهم شيئا ولا صيامكم مع صيامهم شيئا، يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية، علامتهم رجل عضده كثدي المرأة، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق،
فسار علي إليهم فاقتتلوا قتالا شديدا، فجعلت خيل علي تقوم لهم فقال: يا أيها الناس
إن كنتم إنما تقاتلون في فوالله ما عندي ما أجزيكم به وإن كنتم إنما تقاتلون لله
فلا يكونن هذا قتالكم، فأقبلوا عليهم فقتلوهم كلهم، فقال: ابتغوه فطلبوه فلم يوجد،
فركب علي دابته وانتهى إلى وهدة من الأرض فإذا قتلى بعضهم على بعض فاستخرج من تحتهم
فجر برجله يراه الناس، فقال علي: لا اغزوا العام، فرجع إلى الكوفة فقتل. (ابن
راهويه، ش، ع: وصحح). عن قيس بن عباد قال: كف علي رضي الله عنه عن قتال أهل النهر
حتى تحدثوا فانطلقوا فأتوا على عهد عبد الله بن خباب وهو في قرية له قد تنحى عن
الفتنة فأخذوه فقتلوه، فبلغ ذلك عليا فأمر أصحابه بالمسير إليهم، فقال لأصحابه،
ابسطوا عليهم فوالله لا يقتل منكم عشرة ولا يفر منهم عشرة. فكان كذلك، فقال علي:
اطلبوا رجلا صفته كذا وكذا، فطلبوه فلم يجدوه ثم طلبوه فوجدوه، فقال علي: من يعرف
هذا؟ فقال رجل: أنا رأيت هذا بالنجف فقال: إني أريد هذا المصر وليس في فيه ذو نسب
ولا معرفة، فقال علي: صدقت، هو رجل من الجن. (مسدد، ورواه خشيش في الاستقامة، ق عن
أبي مجلن، ورواه ابن النجار عن يزيد بن رويم). وقال في ص 306: عن قتادة قال: لما
سمع علي رضي الله عنه المحكمة قال: من هؤلاء قيل له: القراء، قال: بل هم الخيابون،
قال إنهم يقولون: لا حكم إلا لله، قال: كلمة حق عنى بها باطل، فلما قتلهم قال رجل:
الحمد لله الذي أبادهم وأراحنا منهم، فقال علي: كلا والذي نفسي بيده إن منهم لمن في
أصلاب الرجال لم تحمله النساء بعد وليكونن
ص 557
آخرهم لصاصا جرادين. (عب). عن جندب الأزدي قال: لما عدلنا إلى الخوارج مع علي بن
أبي طالب رضي الله عنه قال: يا جندب ترى تلك الرابية؟ قلت: نعم، قال: فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخبرني أنهم يقتلون عندها. (كر). ومنهم العلامة حميد بن زنجويه
المتوفى سنة 251 في كتابه الأموال (ج 1 ص 427 ط مركز الملك فيصل للبحوث
والدراسات الإسلامية) قال: أنا حميد، أنا مالك بن إسماعيل، أنا جعفر بن زياد
الأحمر، قال: أخبرنا سليمان التيمي، أخبرنا لاحق بن حميد أبو مجلز، قال: لما كان
يوم النهر قال علي: لا تبسطوا عليهم حتى يبسطوا أو يقتلوا. قال: فقتلوا عبد الله بن
خباب بن الأرت، فبعث إليهم علي اقيدونا من صاحبنا. قالوا: ممن نقيدك وكلنا قتله.
قال: قال علي: أو كلكم قتله؟ قالوا: نعم. قال: انبسطوا عليهم فوالذي نفسي بيده لا
يفر منهم عشرة، ولا يقتل منكم عشرة. ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي
جرادة المولود سنة 588 والمتوفى سنة 660 في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب (ج
10 ص 4474 ط دمشق) قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي فيما أذن لنا
فيه قال: أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب، قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أخبرنا عبد الصمد بن علي الطشتي، قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر، قال: حدثنا شهاب بن عباد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان،
عن الجعد بن عثمان، عن أبي سليمان المرعشي، قال: لما سار علي إلى أهل النهر ، وسرت
معه، فلما نزلنا بحضرتهم أخذني غم لقتالهم لا يعلمه إلا الله تعالى،
ص 558
قال: حتى سقطت في الماء مما أخذني من الغم، قال: فخرجت من الماء وقد شرح الله صدري
لقتالهم، قال: فقال علي لأصحابه: لا تبدؤوهم - الخ. وقال في ص 4475: فقال علي: إن
فيهم رجلا مخدج اليد أو مثدون أو مودن اليد، قال: فأتي به قال: فقال علي من رأى
منكم هذا؟ فأسكت القوم، ثم قال علي: من رأى منكم؟ فأسكت القوم: ثم قال علي من رأى
منكم هذا؟ فقال رجل: يا أمير المؤمنين رأيته جاء كذا وكذا. قال: كذبت ما رأيته،
ولكن هذا أمير خارجة خرجت من الجن. قال أبو بكر الخطيب أبو سليمان المرعشي، سمع علي
بن أبي طالب وحضر معه قتال الخوارج بالنهروان، روى عنه الجعد بن عثمان اليشكري.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان قراءة عليه بحلب، قال: أخبرنا
الشريف النقيب أبو العباس حمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي القاضي ببغداد، قال:
أخبرنا الشيخ الثقة العدل أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن المكي، قال: أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الفقعسي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم
بن عبد الله بن الفضل الديبلي المكي، قال: حدثنا أحمد بن الحسين الموصلي، قال:
حدثني أبو سلمة، قال: حدثنا أبو سليمان الأنطاكي، عن هشام أبي المقداد، عن محمد بن
كعب القرظي بمثله ونحوه. ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي
المتوفى سنة 597 في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج 5 ص 135 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال: قال علماء السير: وخرج علي في طلب ذي الثدية، فوجده في حفرة
على شاطئ
ص 559
النهر قتيلا، فلما استخرج نظر إلى عضده فإذا لحم مجتمع على منكبه كثدي المرأة له
حلمة عليها شعيرات سود، فقال علي: الله أكبر، والله ما كذبت ولا كذبت، أما والله
لولا أن تنكلوا عن العمل لأخبرتكم بما قضى الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم
لمن قاتلهم مستنصرا في قتالهم. أخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر، قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن
عثمان النسوي، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثنا أصبغ بن الفرح، قال: حدثنا
ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بشر بن سعيد، عن عبيد
الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن الحرورية لما خرجت على علي
بن أبي طالب رضي الله عنه وقالوا: لا حكم إلا لله، قال علي رضي الله عنه: كلمة حق
أريد بها باطل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لنا ناسا إني لأعرف صفتهم في
هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم، لا يجاوز هذا منهم - وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق
الله إليه، فيهم أسود، إحدى يديه كأنها طبي شاة، أو حلمة ثدي، فلما قتلهم قال:
انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، فقال: ارجعوا، والله ما كذبت - مرتين أو ثلاثا -
فوجدوه في حفرة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من
أمرهم وقول علي رضي الله عنه فيهم. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أخبرنا
أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا أبو القاسم الأزهري، قال: أخبرنا علي بن عبد
الرحمن البكائي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، قال: أخبرنا يحيى
بن عبد الحميد الحمامي، قال: أخبرنا خالد بن عبيد الله، عن عطاء بن السائب، عن
ميسرة قال: قال أبو جحيفة: قال علي رضي الله عنه حين فرغنا من الحرورية: إن فيهم
رجلا مخدجا، ليس في عضده عظم، ثم عظمه أو عضده حلمة كحلمة الثدي، عليها شعيرات
ص 560
طوال عقف، فالتمسوه فلم يجدوه، وأنا فيمن يلتمس. قال: فما رأيت عليا جزعا قط أشد من
جزعه يومئذ، فقالوا: ما نجده يا أمير المؤمنين، قال: ويلكم ما اسم هذا المكان؟
قالوا: النهروان، قال: كذبتم إنه لفيهم، فثورنا القتلى فلم نجده، فعدنا إليه فقلنا:
يا أمير المؤمنين ما نجده، قال: ويلكم ما اسم هذا المكان؟ قالوا: النهروان. قال:
صدق الله ورسوله وكذبتم إنه لفيهم فالتمسوه، فالتمسناه في ساقية، فوجدناه فجئنا به،
فنظرت إلى عضده ليس فيها عظم، وعليها حلمة كحلمة ثدي المرأة، عليها شعرات طوال عقف.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة 307
في مسند أبي يعلى (ج 1 ص 363 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال: حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة وأبو هشام الرفاعي، وهذا لفظ أبي بكر، حدثنا محمد ابن فضيل، عن عاصم بن
كليب، عن أبيه، قال: كنت جالسا عند علي وهو في بعض أمر الناس، إذ جاء رجل عليه ثياب
السفر فقال: يا أمير المؤمنين، فشغل عليا ما كان فيه من أمر الناس، قال: إني..
فقلت: ما شأنك؟ قال: فقال: كنت حاجا أو معتمرا - قال: لا أدري أي ذلك. قال: فمررت
على عائشة، فقالت: من هؤلاء القوم الذين خرجوا قبلكم يقال لهم الحرورية؟ قال: قلت:
في مكان يقال له حروراء؟ قال: فسموا بذلك الحرورية. قال فقلت: طوبى لمن شهد هلكتهم.
قالت: أما والله لو سألتم ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، فمن ثم جئت أسأله عن ذلك.
قال: وفرغ علي فقال: أين المستأذن؟ فقام عليه فقص عليه مثل ما قص علي. قال: فأهل
علي ثلاثا ثم قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عنده أحد إلا عائشة
قال: فقال لي: يا علي كيف أنت وقوم يخرجون بمكان كذا وكذا - وأومأ بيده نحو المشرق
-
ص 561
يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من
الرمية، فيهم رجل مخدج اليد كأن يده ثدي حبشية. ثم قال: نشدتكم بالله الذي لا إله
إلا هو، أحدثتكم أنه فيهم؟ قالوا: نعم، فذهبتم التمستموه ثم جئتم به تسحبونه كما
نعت لكم. قال: ثم قال: صدق الله ورسوله، ثلاث مرات. حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبد العزيز بن سياه، حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي
وائل قال: أتيته فسألته عن هؤلاء القوم الذين قتلهم علي، قال: قلت: فيم فارقوه؟
وفيم استحلوه؟ وفيم دعاهم؟ وفيم فارقوه؟ وبم استحل دماءهم؟ قال: إنه لما استحر
القتل في أهل الشام بصفين اعتصم معاوية وأصحابه بحيل، فقال له عمرو بن العاص: أرسل
إلي بالمصحف فلا والله لا نرده عليك. قال: فجاء رجل يحمله فنادى: بيننا وبينكم كتاب
الله (ألم تر إلى اللذين أوتوا نصيبا من الكتاب) [الآية آل عمران: 23] قال علي: نعم
بيننا وبينكم كتاب الله، إنا أولى به منكم. فجاءت الخوارج وكنا نسميهم يومئذ القراء
وجاؤوا بأسيافهم على عواتقهم وقالوا: يا أمير المؤمنين، ألا تمشي إلى هؤلاء القوم
حتى يحكم الله بيننا وبينهم، فقام سهل بن حنيف، فقال: أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا قاتلنا، وذاك في
الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين فجاء عمر بن الخطاب
فقال: يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في
الجنة وقتلاهم في النار؟ قال بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا، ونرجع ولم يحكم
الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا.
فانطلق عمر ولم يصبر متغيظا، حتى أتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، ألسنا على حق، وهم
على باطل؟ قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى قال:
فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن
ص 562
الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا، فنزل القرآن على محمد بالفتح، فأرسل إلى
عمر فأقرأه، فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: نعم. قال: فطابت نفسه ورجع، ورجع
الناس. ثم إنهم خرجوا بحروراء أولئك العصابة من الخوارج بضعة عشر ألفا فأرسل إليهم
علي ينشدهم الله فأبوا عليه، فأتاهم صعصعة بن صوحان فأنشدهم، وقال: علام تقاتلون
خليفتكم؟ قالوا: مخافة الفتنة. قال: فلا تعجلوا الضلالة العام مخافة فتنة عام قابل.
فرجعوا وقالوا: نسير على ما جئنا، فإن قبل علي القضية قاتلنا على ما قاتلنا يوم
صفين، وإن نقضها قاتلنا معه. فساروا حتى بلغوا النهروان، فاقترفت منهم فرقة فجعلوا
يهدون الناس ليلا، قال أصحابهم: ويلكم ما على هذا فارقنا عليا، فبلغ عليا أمرهم
فقام فخطب الناس، فقال: ما ترون؟ أنسير إلى أهل الشام أم نرجع إلى هؤلاء الذين
خلفوا إلى ذراريكم؟ قالوا: بل نرجع إليهم، فذكر أمرهم فحدث عنهم بما قال فيهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن فرقة تخرج عند اختلاف من الناس يقتلهم أقرب الطائفتين
إلى الحق علامتهم رجل منهم يده كثدي المرأة، فساروا حتى التقوا بالنهروان فاقتتلوا
قتالا شديدا. فجعلت خيل علي لا تقوم لهم. فقام علي فقال: أيها الناس إن كنتم إنما
تقاتلون في فوالله ما عندي ما أجزيكم، وإن كنتم إنما تقاتلون لله، فلا يكون هذا
فعالكم، فحمل الناس حملة واحدة فانجلت عنهم وهم مكبون على وجوههم، فقال علي: أطلبوا
الرجل فيهم، فطلب الناس الرجل فلم يجدوه، حتى قال بعضهم: غرنا ابن أبي طالب من
إخواننا حتى قتلناهم. قال: فدمعت عين علي فدعى بدابته فركبها فانطلق حتى أتى وهدة
فيها قتلى بعضهم على بعض، فجعل يجر بأرجلهم حتى وجد الرجل تحتهم، فأخبروه فقال علي:
الله أكبر وفرح. وفرح الناس ورجعوا، وقال علي: لا أغزو العام. ورجع إلى الكوفة وقتل
رحمه الله، واستخلف حسن، وسار سيرة أبيه، ثم بعث بالبيعة إلى معاوية،
ص 563
وقال في ج 1 ص 370: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا
عوف، حدثنا محمد بن سيرين، حدثنا عبيدة السلماني قال: لما كان حيث أصيب أهل
النهروان. قال لنا علي: ابتغوا فيهم، رجلا مخدج اليد، أو مثدن اليد، قال: فابتغيناه
فوجدناه، فدعوناه إليه، فقام عليه فقال: الله أكبر لولا أن تبطروا لحدثتكم ما قضى
الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لمن قتل هؤلاء. قال: قلت: أنت سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، قال: فبلغ ذلك
بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كأنها حسدته على ذلك، قال عوف: عمدا أمسكت
عنها. حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الرحمن بن العريان الحارثي،
حدثنا الأزرق بن قيس، عن رجل من عبد القيس، قال: شهدت عليا يوم قتل أهل النهروان
قال: قال علي حيت قتلوا: علي بذي الثدية، أو المخدج، ذكر من ذلك شيئا لا أحفظه،
قال: فطلبوه فإذا هم بحبشي مثل البعير في منكبه مثل ثدي المرأة، عليه قال عبد
الرحمن أراه قال شعر، فلو خرج روح انسان من الفرح لخرج روح علي يومئذ، قال: صدق
الله ورسوله. من حدثني من الناس أنه رآه قبل مصرعه هذا فأنا كذاب. حدثنا القواريري،
حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة، قال: ذكر علي أهل النهروان قال:
فيهم رجل مودن اليد، أو مثدن اليد، أو مخدج اليد لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد
الله الذين يقاتلونه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم قال: قلت: أنت سمعته منه؟
قال: إي ورب الكعبة.
ص 564
وقال في ص 372: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثني أبي، عن إسماعيل بن مسلم، حدثنا
أبو كثير مولى الأنصار قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب حين قتل أهل النهروان،
قال: فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم، قال: فقال علي: يا أيها الناس، إن نبي
الله صلى الله عليه وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية،
فلا يرجعون فيه حتى يرجع السهم على قومه، وآية ذلك أن فيهم رجلا مخدج اليد، إحدى
يديه كثدي المرأة لها حلمة كحلمة ثدي المرأة، إن بها سبع هلبات فالتمسوه، فإني أراه
فيهم، فالتمسوه فوجدوه على شفير النهر تحت القتلى، فأخرجوه فكبر علي وقال: الله
أكبر، صدق الله ورسوله. وآية ذلك متقلد قوسا له عربية فأخذها بيده ثم جعل يطعن بها
في مخدجته ويقول: الله أكبر، صدق الله ورسوله، صدق الله ورسوله، وكبر الناس حين
رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون. حدثنا عبيدة الله بن عمر، حدثنا خالد بن
الحارث، حدثنا ابن عون، عن محمد، عن عبيدة، أنه قال: لا أحدثك إلا ما سمعت منه يعني
عليا قال: لولا أن تبطروا لنبأتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى
الله عليه وسلم. قال: قلت: أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب
الكعبة ثلاث مرات، فيهم رجل مخدج، أو مثدن اليد، قال: أحسبه قال: ومودن اليد. قال:
فطلبوا ذلك الرجل فوجدوا من هاهنا مثل ثدي المرأة عليه شعرات. قال محمد: فحلف لي
عبيدة ثلاث مرات أنه سمع من علي، وحلف على ثلاث مرات أنه سمعه من رسول الله صلى
الله عليه وسلم. وقال في ص 374: حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا
جميل بن مرة، عن أبي
ص 565
الوضئ، قال: شهدت عليا حيث قتل أهل النهروان، قال: التمسوا المخدج. قال: فطلبوه في
القتلى فقالوا: ليس نجده، فقال: ارجعوا فالتمسوه، فوالله ما كذبت ولا كذبت. فرجعوا
فطلبوه، ثم ردد مثل ذلك مرارا: ما كذبت ولا كذبت فانطلقوا، فوجدوه تحت القتلى في
طين فاستخرجوه فجئ به، قال: قال أبو الوضئ: فكأني أنظر إليه حبشي عليه قرطق، إحدى
يديه مثل ثدي المرأة عليها شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع. حدثنا أبو خثيمة،
قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن محمد، عن عبيد، عن علي، قال ذكر
الخوارج فقال: فيهم رجل مخدج اليد، أو مودن اليد، أو مثدن اليد لولا أن تبطروا
لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد. قال: قلت أنت بالله أخبرتكم
أنه منهم؟ قالوا: نعم. قال: فأخبرتموني أنه ليس منهم فحلفت لكم أنه منهم؟ قالوا:
نعم، فأتيتموني تسحبونه كما نعت لكم؟ قالوا: نعم. قال: صدق الله ورسوله. وقال في ص
421: حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد، حدثنا جميل بن مرة، عن أبي الوضئ،
قال: كنا مع علي حين قتل أهل النهروان، قال: التمسوا لي المخدج، فانطلق القوم فلم
يجدوه. قال: ارجعوا فالتمسوه، فانطلقوا، فلم يجدوه. قال: ارجعوا فالتمسوه فوالله ما
كذبت ولا كذبت. قال: فانطلقوا، فاستخرجوه من تحت القتلى في طين، فجاؤوه به فكأني
أنظر إليه حبشي عليه قرطق إحدى يديه مثل حلمة المرأة، عليه شعرات مثل شعرات تكون
على ذنب اليربوع. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى
سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (ج 29 ص 80 ط دار الفكر) قال في ترجمة
أبي عمر ابن العلاء:
ص 566
حدث عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج
قوم فيهم رجل مودن اليد أو مثدن اليد أو مخدج اليد، ولولا أن تبطروا لأنبأتكم بما
وعد الله الذين يقتلونهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. قال: عبيدة: قلت لعلي:
أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي
ورب الكعبة. ومنهم الحافظ الشيخ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد
الله الشامي المصري المتوفى سنة 656 في مختصر سنن أبي داود (ج 7 ص 148 - 157 ط
دار المعرفة - بيروت) ذكر أحاديث الباب وشرحها. ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام
الدين بن غلام حسين في التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء للدولابي (ج
2 ص 680 ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني - بيروت) قال: وذكر
أحمد بن سنان المروزي، قال: حدثني أبو عصمة أحد بن عبد ربه، قال: حدثنا خارجة بن
مصعب، قال: أخبرني أبي أنه شهد عليا يوم النهر فقال: اطلبوا ذا العضيدة. ورواه أيضا
في ص 740 مثله. وقال في ذيله: الكنى والأسماء 2 / 32. ومنهم الشيخ أبو الفضل
الحويني الأثرى في جمهرة الفهارس (ص 161 ط دار الصحابة بطنطا) قال: لما قتل علي
أهل النهروان ركب بغلة 161
ص 567
ومنهم الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في مسند علي بن أبي طالب
عليه السلام (ج 1 ص 169) قال: عن علي رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم وليس عنده أحد إلا عائشة فقال: أي علي كيف أنت وقوم يخرجون بمكان
كذا وكذا - وأومأ بيده نحو المشرق - يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم أو تراقيهم
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج اليد كأن بيده ثدي حشفة
حبشية. (ش، وابن راهويه، والبزار، وابن أبي عاصم، وابن جرير، عم، ع). ومنهم الحافظ
جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي المتوفى سنة 742 في كتابه
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف (ج 7 ص 394 - ط بيروت) قال: حديث، قال علي: اطلبوا
المخدج.. الحديث. د في السنة 31 / 7 عن محمد بن عبيد بن حساب، عن حماد بن زيد، عن
جميل بن مرة، عنه به. عباد بن أبي يزيد ويقال: ابن يزيد الكوفي، عن علي. ومنهم عدة
من الفضلاء المعاصرين في فهرس أحاديث وآثار المصنف للشيخ عبد الرزاق الصنعاني
(ج 2 ص 693 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا: لما قتل علي رضي الله عنه الحرورية الحسن
اللقطة 10 18656 / 150 ومنهم العلامة أبو الفرج معافى بن زكريا النهرواني الجريري
المتوفى سنة 390 في كتابه الجليس الصالح الكافي (ج 1 ص 558 ط بيروت سنة 1401)
قال: مناظرة ابن عباس للحرورية: حدثنا علي بن محمد بن الجهم، أبو طالب الكاتب قال:
حدثني أبو عبد الله
ص 568
أحمد بن يوسف بن الضحاك الفقيه، قال: حدثنا عمر بن علي الفلاسي، قال: حدثنا عبد
الرحمن بن سدي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو رميل، قال: حدثني عبد
الله بن عباس، قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دار، وكانوا ستة آلاف، فقلت لعلي:
يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلي أكلم هؤلاء القوم، فقال: إني أخافهم عليك، قلت:
كلا، فلبست أحسن ما يكون من اليمنة وترجلت ودخلت عليهم في دار نصف النهار وهم
يأكلون، فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس، فما جاء بك؟ فقلت لهم: أتيتكم من عند أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار، ومن عند ابن عم رسول الله صلى الله
عليه وسلم وصهره، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد
لأبلغكم ما يقولون وأبلغهم ما تقولون، فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشا فإن الله عز
وجل قال: (بل هم قوم خصمون) فانتحى لي نفر منهم فقالوا: لنكلمه، فقلت: هاتوا ما
نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه، قالوا: ثلاثا، قلت: ما هن؟
قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله تعالى، وقد قال الله عز وجل: (إن
الحكم إلا لله) ما شأن الرجال والحكم؟ قلت: هذه واحدة، قالوا: وأما الثانية فإنه
قاتل ولم يسب ولم يغنم، فإن كانوا كفارا فقد حل سباهم وقتالهم، ولئن كانوا مؤمنين
فما حل قتالهم ولا سباهم، قلت: هذه ثنتان فما الثالثة؟ قالوا: إنه محا نفسه من إمرة
المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين، قال: قلت: هل عندكم من غير
هذا؟ قالوا: حسبنا هذا، قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله
عليه وسلم ما يرد قولكم هذا ترجعون؟ قالوا: نعم. قلت: أما قولكم حكم الرجال في أمر
الله تعالى، فأنا أقرأ عليكم من كتاب الله عز وجل أن قد صير الله عز وجل حكمه إلى
الرجال في ثمن ربع درهم، وأمر الله عز وجل الرجال أن يحكموا في أرنب، قال الله
تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتله منكم متعمدا
فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا
ص 569
عدل منكم) وكان من حكم الله عز وجل أنه صيره إلى الرجال يحكمون فيه ولو شاء لحكم
فيه فجاز حكم الرجال، أنشدكم بالله أحكم الرجال في صلاح ذات البين وحقن دمائهم أفضل
أم حكمهم في أرنب؟ وفي المرأة وزوجها: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله
وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما)، نشدتكم الله فحكم الرجال في
إصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل أم حكمهم في بضع امرأة؟ أخرجت من هذه؟ قالوا:
نعم. وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة فتستحلون منها ما
تستحلون من غيرها وهي أمكم، فإن قلتم: إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها لقد كفرتم،
ولئن قلتم ليست بأمنا لقد كفرتم بالله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
وأزواجه أمهاتهم) فأنتم بين ضلالتين فأتوا منهما مخرجا، أخرجت من هذا؟ قالوا: نعم.
وأما قولكم محا نفسه من إمرة المؤمنين فأنا آتيكم بما ترضون به، إن النبي صلى الله
عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي: اكتب يا علي: هذا ما صالح عليه
محمد رسول الله. قالوا: لا نعلم أنك رسول الله، ولو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: امح يا علي، اللهم إنك تعلم أني رسول الله، امح
يا علي واكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، ووالله لرسول الله خير من علي
لقد محا نفسه، ولم يكن محوه ذلك يمحوه من النبوة، أخرجت من هذه؟. قالوا: نعم، فرجع
منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلالة، قتلهم المهاجرون والأنصار. ومنهم الشريف
كمال يوسف الحوت في تهذيب خصائص النسائي (ص 104 ط بيروت) قال: أخبرنا عمر بن
علي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عكرمة
ص 570
ابن عمار، قال: حدثنا أبو رميل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: لما خرجت
الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف، فقلت لعلي رضي الله عنه: يا أمير
المؤمنين، أبرد بالظهر لعلي آتي هؤلاء - فذكر مثل ما تقدم عن الجليس الصالح .
وقصة الخوارج ذكرها جماعة كثيرة في كتبهم: فمنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي المتوفى سنة 458 في الاعتقاد على مذهب السلف (ص 219 ط دار الكتب
العلمية - بيروت) ومنهم العلامة الشريف السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني
الموسوي الشافعي الشهرزوري المدني المتوفى بها سنة 1103 في كتابه الإشاعة لأشراط
الساعة (ص 19 ط دار الكتب العلمية في بيروت) ومنهم الفاضل بطرس البستاني الماروني
اللبناني في أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام (ص 262 ط دار مارون عبود -
بيروت) ومنهم الدكتور عبد الرحمن عميره في كتابه رجال أنزل الله فيهم قرآنا (ج
4 ص 102 ط دار الجيل - بيروت) فذكر قصة الخوارج. ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي
في كتابه حياة الإمام علي عليه السلام (ص 76 و80 و547 ومواضع أخرى ط دار الجيل
في بيروت) ومنهم الفاضل المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في نبوءات
الرسول ما تحقق منها وما يتحقق (ص 110 ط دار السلام)
ص 571
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع
الخلفاء الراشدين (ص 230 ط دار الكتب العلمية - بيروت) ومنهم الفاضل المعاصر
الدكتور عامر النجار في الخوارج عقيدة وفكرا وفلسفة (ص 39 ط دار عالم الكتب في
بيروت سنة 1406) ومنهم العلامة الشيخ محمد علي الصابوني المكي الأستاذ بكلية
الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة في روافع البيان تفسير آيات الأحكام
(ج 2 ص 535 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1406) ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد
أسعد أطلس في تاريخ العرب (ج 3 ص 236 ط دار الأندلس - بيروت) ومنهم الدكتور عبد
المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم (ص 186 ط القاهرة) فذكر
قصة الخوارج. ومنهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 1206 بالدرعية في مختصر
سيرة الرسول (ص) (ص 217 ط دار القلم - بيروت) ومنهم العلامة السيد صديق حسن خان
القنوجي في إكليل الكرامة في تبيان مقاصد الإمامة (ص 37 ط 1 عام 1411) قال: وإن
الخارجين على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، المحاربين له،
المصرين على ذلك، الذين لم تصح توبتهم، بغاة وأنه المحق وهم المبطلون.
ص 572
ومنهم الدكتور محمد رواس قلعه جي في موسوعة فقه إبراهيم النخعي (ج 1 ص 20 ط
بيروت) ذكر قتاله عليه السلام الخوارج في النهروان. ومنهم الدكتور أحمد الحصري
أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر في الدولة وسياسة الحكم
في الفقه الإسلامي (ج 2 ص 313 ط مكتبة الكليات الأزهرية - القاهرة) ذكر قتاله
الخوارج. وذكر القوم أيضا في ص 157. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور صابر طعيمة في
دراسات في الفرق (ص 143 ط مكتبة المعارف في الرياض) فذكر الخوارج. ومنهم الفاضل
المعاصر الدكتور أحمد حجازي السقا في الخوارج الحروريون (ص 10 ط مكتبة الكليات
الأزهرية - القاهرة) ذكر الخوارج. ومنهم الفاضلة المعاصرة ليلى مبروك في كتابها
علامات الساعة الصغرى والكبرى (ص 33 ط المختار الإسلامي - القاهرة) فذكرت
الخوارج. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو تراب الظاهري في شواهد القرآن (ج 2 ص
212 ط 1 جده - النادي الأدبي الثقافي)
ص 573
ذكر من دعاء الإمام علي عليه السلام على الخوارج. ومنهم الشريف أبو الحسن علي
الحسني الندوي في المرتضى برة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب (ص 151 ط دار
القلم - دمشق) ذكر الخوارج. ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في علي
إمام المتقين (ج 2 في موضع كثيرة ط مكتبة غريب الفجالة) ذكر الخوارج. ومنهم
الفاضل المعاصر أبو اليقظان عطية الجبوري الأستاذ المساعد بجامعة بغداد في دراسات
في التفسير ورجاله (ص 58 ط 3 دار الندوة الجديدة - بيروت) ذكر الخوارج. ومنهم
الدكتور أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة في
علم الكلام وبعض مشكلاته (ص 32 ط دار الثقافة للنشر والتوزيع - القاهرة) ذكر
الخوارج. ومنهم الفاضل المعاصر عبد الوهاب النجار في الخلفاء الراشدون (ص 451 ط
1 دار القلم - بيروت) ذكر الخوارج. ومنهم الأستاذ مناع بن خليل القطان في تاريخ
التشريع الإسلامي (ص 288 ط دار المريخ - الرياض)
ص 574
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن محمود الشافعي في المدخل إلى دراسة علم الكلام
(ص 62 ط المطبعة الفنية) ومنهم الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في كتابه في رحاب
علي عليه السلام (ص 176 ط دار المعارف بمصر ودار المعارف بلبنان) ذكر قصة الخوارج
بالتفصيل. ومنهم الفضلاء المعاصرون الأساتذة بكلية الشريعة في تفسير آيات الأحكام
(ص 88 ط مطبعة محمد علي صبيح بإشراف الأستاذ الشيخ محمد علي السايس المدرس بكلية
الشريعة الإسلامية) ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمود محمد الطنطاوي في المدخل
إلى الفقه الإسلامي (ص 97 و103 ط دار التوفيق النموذجية للطباعة - الأزهر) ومنهم
تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني المتوفى سنة
728 في الفتاوى الكبرى (ج 1 ص 191 - ط دار الكتب العلمية في بيروت) ومنهم
الفاضل المعاصر الشيخ محمد الخضري ابن الشيخ عفيفي الباجوري المفتش بوزارة الأوقاف
في إتمام الوفاء في سيرة الخلفاء (ص 192 ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر) ومنهم
العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في رفع الخفا شرح ذات الشفا
(ج 2 ص 264 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور
مصطفى الشكعة في إسلام بلا مذاهب (ص 121 ط 8 الدار المصرية اللبنانية -
القاهرة)
ص 575
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج 5 ص 124 ط دار الكتب العلمية بيروت) ذكر قصة
الخوارج بالتفصيل. ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في
كتاب جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسن علي بن أبي طالب (ق 86 والنسخة
مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) ذكر قصة الخوارج وقتلهم بالنهروان وإخباره عن ذي
الثدية وغير ذلك. ومنهم نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي في تاريخ الشعوب الإسلامية
والأصل لكارل بروكلمان الألماني (ص 119 ط دار العلم للملايين - بيروت) فذكرا
الخوارج. ومنهم العلامة القاضي نشوان بن سعيد الحميري اليمني المتوفى سنة 573 في
شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (ج 1 ص 455 ط عالم الكتب - بيروت) فذكر
الخوارج. ومنهم الدكتور عبد السلام الترمانيني في أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب
السنين (ج 1 ص 125 ط الكويت) فذكر الخوارج. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد
السعيد بن بسيوني زغلول في موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف (ج 11 ص 418 ط
عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال:
ص 576
الخوارج يمرقون من الدين. ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين أحمد بن الحسن بن يوسف
البياضي الحنفي في إشارات المرام (ص 321 ط القاهرة) قال: مفاوضة علي للخوارج:
أخذ أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه في مفاوضتهم لعلهم يرجعون عن رأيهم،
فأرسل إليهم عبد الله بن عباس فناقشهم، واقتنع كثير منه بحجته، فرجعوا عن رأيهم
وبقي آخرون منهم على رأيهم، فرأى أن يخرج إليهم بنفسه، وقال لهم: أيها القوم، ماذا
نقمتم مني حتى فارقتموني لأجله؟ فذكروا أمورا منها أنه أباح لهم يوم الجمل الأموال،
ولم يبح النساء والذراري، فاعتذر لهم بأنه أباح الأموال بما أخذوه من بيت المال
بالبصرة، وأما النساء والذراري فمسلمون ولم يكونوا محاربين، ولا ذنب لهم، ثم قال
لهم: لو أبحت لكم النساء، فمن منكم كان يأخذ عائشة أم المؤمنين في قسمه؟ فلما سمعوا
ذلك خجلوا، وما زال علي رضي الله عنه يقيم عليهم الحجة تلو الحجة حتى استأمن إليه
منهم ثمانية آلاف، وثبت أربعة آلاف منهم على خلافه وقتاله، فقال للذين استأمنوا
إليه امتازوا اليوم مني جانبا، وقال لأصحابه: لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة،
واشتغل الفريقان بالقتال، فكان الأمر على ما قال علي رضي الله تعالى عنه، ولم يبق
في جملة الخوارج إلا تسعة تفرقوا في بعض البلاد. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد
نوري الشيخ رشيد الصوفي النقشبندي الديرشوي المرجي في كتابه ردود على شبهات
السلفية ص 246 ط مطبعة الصباح سنة 1408) قال: الخوارج شرار الخلق - وفيه ذم ابن
تيمية أيضا.
ص 577
ومنهم الحافظ المحدث الشيخ أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي في كتاب المسند
(ج 1 ص 31 ط عالم الكتب في بيروت) قال: حدثنا الحميدي، ثنا عبد الملك بن إبراهيم،
ثنى إسماعيل بن مسلم العبدي، ثنا أبو كثير قال: كنت مع سيدي علي بن أبي طالب حين
قتل أهل النهروان، فكان الناس قد وجدوا في أنفسهم من قتلهم، فقال علي: أيها الناس
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثني أن ناسا يخرجون من الدين كما يخرج السهم من
الرمية، ولا يعودون فيه أبدا، ألا وإن آية ذلك أن فيهم رجل أسود مخدج اليد إحدى
يديه كثدي المرأة لها حلمة كحلمة المرأة، قال: وأحسبه قال: حولها سبع هلبات
فالتمسوه فإني لا أراه إلا فيهم، فوجدوه على شفير النهر تحت القتلى، فقال: صدق الله
ورسوله، وإن عليا لمتقلد قوسا له عربية يطعن بها في مخدجته قال: ففرح الناس حين
رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون. ومنهم العلامة الأمير علاء الدين علي بن
بلبان الفارسي الحنفي المتوفى سنة 739 في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ج 7 ط
بيروت) ذكر أحاديث الخوارج المارقة في ج 7 ص 14 و159 وج 8 ص 260 وج 9 ص 46 ومواضع
أخرى. ومنهم عدة من الفضلاء في فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين للحاكم
النيسابوري (القسم الأول ص 415 ط عالم الكتب - بيروت) ذكروا حرب النهروان وطلب
الإمام عليه السلام المخدج - ذا الثدية. ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت وكيل
كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في جمهرة رسائل العرب في العصور العربية
الزاهرة (ج 1 ص 422 ط المكتبة العلمية -
ص 578
بيروت) ذكر مكاتبته عليه السلام الخوارج. ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الكريم
عثمان في كتابه معالم الثقافة الإسلامية (ص 66 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال:
فقد أرسل إليهم [الخوارج] علي رضي الله عنه كتابا يقول فيه: كونوا حيث شئتم بيننا
وبينكم ألا تسفكوا دما حراما ولا تقطعوا سبيلا ولا تظلموا أحدا فإن فعلتم نذر الحرب
لا نبدأ بقتال ما لم تحدثوا فسادا. ومنهم صاحب كتاب الأنوار اللمعة في الجمع بين
الصحاح الستة (ق 69 مصورة من مكتبة أياصوفيا باسلامبول) قال: أيضا حدث زيد بن وهب
الجهني أنه كان في الجيش الذي كانوا مع علي عليه السلام الذين ساروا على الخوارج،
فقال علي عليه السلام: أيها الناس إني سمعت رسول الله ص يقول: يخرج قوم من أمتي
يقرأون القرآن ليس قراءتكم على قراءتهم بشيء - الحديث. وروى أيضا حديث عبد الله بن
أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحرورية لما خرجت - الحديث. ومنهم
العلامة أبو بكر محمد بن جعفر السامري الحنفي في فضيلة الشكر على نعمته (ص 55 ط
دار الفكر بدمشق) قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، قال:
حدثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن محمد بن قيس الهمداني، قال: سمعت أبا موسى
الهمداني: رأيت عليا وهم يطلبون المخدج وهو يعرق ويقول: ما كذبت ولا كذبت، فلما
وجده خر
ص 579
ساجدا. ومنهم العلامة أحمد بن الحسين البيهقي في دلائل النبوة (ج 5 ص 184 - 189
وج 6 ص 424 - 431 ومواضع أخرى ط دار الكتب العلمية بيروت) ذكر قول قائلهم: يا محمد،
اعدل. قال صلى الله عليه وسلم: ويلك! ومن يعدل إذا لم أكن أعدل. وأخبر صلى الله
عليه وسلم أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ويمرقون من الدين ، وإن فيهم ذا
الثدية ويقتلهم أولى الطائفتين بالحق. ومنهم المحدث الخبير نبيط بن شريط الأشجعي في
الأحاديث الموضوعة (ص 53 ط دار الصحابة للتراث في طنطا) ذكر الخوارج المارقين
الضالين وأوصافهم وفيهم ذو الثدية. ومنهم العلامة المتكلم أبو المظفر عماد الدين
شاهفور بن طاهر بن محمد الإسفراييني الشافعي الأشعري في التبصير في الدين (ص 43
ط بيروت) ذكر الخوارج وسيئات أعمالهم. ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في
شرح الشفاء للقاضي عياض المطبوع بهامش نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض
(ج 3 ص 178 ط دار الفكر - بيروت) فذكر الخوارج. ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد
بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير
والأعلام (ج 3 ص 587 ط بيروت سنة 1407)
ص 580
فذكر أحوال الخوارج ومروقهم من الدين. ومنهم العلامة أبو زكريا يحيى بن شرف النووي
الشافعي الشامي في شرح صحيح مسلم (ص 342 ط نول كشور في لكهنو) فذكر الخوارج.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي
عياض (ج 3 ص 178 ط دار الفكر - بيروت) فذكر الخوارج وضلالهم وأن فيهم المخدج.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف كمال يوسف الحوت في تهذيب خصائص النسائي (ص 92 -
109 ط بيروت) ذكر أحاديث الباب. ومنهم الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد
المدنيان في جامع الأحاديث (القسم الثاني ج 2 ص 475 وج 4 ص 118 و145 و275 و277
و280 و281 و283 إلى ص 300 وص 492 و518 وج 5 ص 16 و242 و247 و295 وج 6 و141 ومواضع
أخرى): ذكرا أحاديث الباب من مروقهم عن الدين واعتراضهم على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وخروجهم على الوصي صلوات الله عليه وغير ذلك. ومنهم الشيخ أبو عبد الرحمن
عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى سنة 290 في كتابه السنة (ط دار الكتب
العلمية في بيروت سنة 1405) ذكر الخوارج في ص 267 و268 إلى ص 285 بأنهم شر الخلق
ويقتلهم خير
ص 581
الخلق وأولاهم بالحق، وهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وفيهم رجل
مثدون اليد - إلى غير ذلك. ومنهم العلامة المحدث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل
البخاري في الأدب المفرد (ص 201) قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهم
يمرقون من الدين كالسهم ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم - وغير ذلك. ومنهم الفاضل
المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (ج 1
ص 233 و234 ط المكتبة العلمية - بيروت) ذكر قصة ذي الخويصرة مع النبي صلى الله عليه
وسلم وأنهم يمرقون من الدين أينما لقيتموهم فاقتلوهم وأنهم شر الخلق - وغير ذلك.
ص 582
مستدرك إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخوارج المارقة

قد تقدم نقل ما يدل
عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 99 وج 6 ص 64 وج 7 وص 264 وج 8 ص 88 و90 و93 و107
و149 و475 وج 18 ص 10 و126 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق: فمنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن هبة الله الشهير بابن العديم
المتوفى سنة 660 في كتابه بغية الطالب في تاريخ حلب (ص 288 ط معهد تاريخ العلوم
العربية بالتصوير في فرانكفورت 1406) قال: أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد
الكريم السمعاني في كتابه إلينا من مرو، قال: أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمد
بن الفضل الفزاري قراءة عليه - حيلولة - وأنبأنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر
بن الصفار، قال: أخبرنا الشيخان أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن أبي القاسم
القشيري قراءة عليه وأبو البركات عبد الله بن محمد بن المفضل الفراوي إجازة، قال
أبو الأسعد: أخبرنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري قراءة عليه، وقال
أبو البركات: أخبرنا أبو عمرو عثمان بن
ص 583
محمد بن عبد الله المحمى، قالا: أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفرائني،
قال: أخبرنا خالي الإمام الحافظ أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائني، قال: حدثنا
أبو الأزهر، قال: حدثنا أسد بن موسى - حيلولة - قال أبو عوانة: وأخبرنا حمدان بن
علي، قال: حدثنا محمد بن محبوب - حيلولة -، قال: وحدثنا أحمد بن يحيى بن أبي زنبر
الصوري، قال: حدثنا الهيثم بن جميل - حيلولة - قال: وحدثنا الصغاني، قال: حدثنا
عفان كلهم عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يكون من أمتي فرقتان يخرج بينهما مارقة يقتلهم أولاهما بالحق.
وقال أبو عوانة الإسفرائيني: حدثنا ابن أبي رجاء، قال: حدثنا وكيع - حيلولة -،
وقال: حدثنا ابن الملك، قال: قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا القاسم بن الفضل
- حيلولة -، وقال حدثنا أبو الأزهر، قال: حدثنا عبد الملك الحري - حيلولة -، قال:
وحدثنا يونس بن حبيب، قال: حدثنا أبو داود - حيلولة - قال: وحدثنا الصغاني، قال:
حدثنا يونس بن محمد وعفان - حيلولة -، قال: وحدثنا أبو أمية، قال: حدثنا أبو نعيم
وعبيد الله، قالوا: حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلهم أولى
الطائفتين بالحق. وقال أبو عوانة: روى أبو أحمد الزئيري، عن سفيان، عن حبيب بن أبي
ثابت، عن الضحاك المشرفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث
ذكر فيه قوما يخرجون على فرقة مختلفة يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق. قال: رواه
مسلم عن القواريري عن أبي أحمد. ه. وقال أيضا في ص 293: أخبرنا أبو الحسن علي بن
محمود الصابوني كتابة، قال: أنبأنا أبو محمد بن أحمد
ص 584
النحوي، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن الحسن، قال: أخبرنا الحسن
بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدثنا سعيد
بن كثير بن عفير، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن حنش الصنعاني، قال: جئت
إلى أبي سعيد الخدري، وقد عمى، فقلت: أخبرني عن هذه الخوارج؟ فقال: تأتوني فأخبركم
ثم ترفعون ذلك إلى معاوية فيبعث إلينا بالكلام الشديد، فقال له حنش: تعال مرحبا بك
يا حنش المصري [كذا] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج ناس يقرؤن
القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر في نصله
فلا ترى شيئا وتنظر في قذذه فلا ترى شيئا سبق الفرث والدم، يصلي بقتالهم أولى
الطائفتين بالله. قال حنش: فإن علي بن أبي طالب عليه السلام صلى بقتالهم قال: وما
يمنع عليا أن يكون أولى الطائفتين بالله عز وجل. ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي
بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (ج 3 ص
340 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: روى جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالجعرانة وهو يقسم الغنائم والتبر وهو في حجر بلال، فقام رجل فقال: اعدل يا
محمد فإنك لم تعدل، فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا في أصحاب له، وإن أصحابا لهذا يقرأون القرآن لا
يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. قال مؤلف الكتاب: وهذا
الرجل يعرف بذي الخويصرة: ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى
سنة 360 في المعجم الكبير (ج 11 ص 280 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
ص 585
حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد (ح). وحدثنا عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري،
ثنا يوسف بن عدي، قالا: ثنا أبو الأحوص، ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليقرأن القرآن ناس من أمتي
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية. وقال أيضا في ص 292: حدثنا معاذ بن
المثنى، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله
عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليقرأن القرآن أقوام - فذكر الحديث
كما تقدم بعينه. وقال أيضا في ج 12 ص 363: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا
حرملة بن يحيى، ثنا ابن وهب، أخبرني عمر بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر - وذكر
الحرورية فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث كما تقدم. ومنهم
الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة
1353 في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (ج 6 ص 425 ط دار الفكر في بيروت) فذكر
الحديث وشرحه. ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في التصنيف
الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء للدولابي (ج 2 ص 679 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني - بيروت) قال: حدث محمد بن محبوب بن منصور، قال:
حدثنا يحيى بن عقبة، عن حسان بن
ص 586
زيد أبي الغصن، حدثني عبد الله بن أحمد، قال: حدثني هدبة بن خالد، قال: حدثنا ديلم
أبو غالب، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: تمرق مارقة في فرقة من المسلمين تقتلها أولى الطائفتين
بالحق. وقال في ص 681: حدثني أبو شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا
عبيد الله موسى، قال: أنبأ سويد بن نجيح أبو قطبة، عن يزيد الفقير، قال: قرأت
القرآن وأنا غلام شاب فأتاني نفر من الخوارج يدعونني إلى أمرهم، فقضى أني حججت معهم
فقالوا: هل لك في رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ينقض بعضه بعضا
فقمت معهم فإذا أبو سعيد الخدري فقيل: يا أبا سعيد، إن ههنا رجالا هم أقرأ بالقرآن،
وذكر من صلاحهم قال: فبيناهم كذلك إذ خرجوا علينا بأسيافهم فقال أبو سعيد : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم
يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية. حدثنا أحمد بن يحيى الأودي، قال:
حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا سويد بن نجيح أبو قطبة، قال: حدثني يزيد
الفقير أن أبا سعيد الخدري، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قوما
يقرؤن القرآن - فذكر الحديث كما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق
الحويني الأثرى حجازي بن محمد بن شريف في تهذيب خصائص الإمام علي للحافظ
النسائي (ص 117 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
ص 587
ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة من الناس يلي قتلهم أولى الطائفتين
بالحق أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا داود عن أبي نضرة، عن
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تمرق مارقة من
الناس يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق. أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا أبو عوانة،
عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تكون أمتي فرقتين فيخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهما بالحق. أخبرنا سليمان بن
عبيد الله الغيلاني، قال: حدثنا بهز، عن القاسم بن الفضل، قال: حدثنا أبو نضرة، عن
أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تمرق مارقة عند فرقة من الناس
تقتلهما أولى الطائفتين بالحق. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر، قال:
سمعت أبي، قال: حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه ذكر أناسا يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق، يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية، هم شر الخلق - أو هم شر الخلق - تقتلهم أولى الطائفتين إلى الحق،
قال: وقال كلمة أخرى، قلت: ديني دينه ما في، فقال: وأنتم قتلتموهم أهل العراق.
أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا محاضر بن الورع، قال: حدثنا
الأجلح، عن حبيب أنه سمع الضحاك المشرقي حديثهم ومعه سعيد بن جبير
ص 588
وميمون بن شعيب وأبو البختري والوضاح الهمداني والحسن العرني أنه سمع أبا سعيد
الخدري، يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي قوم يخرجون من هذه الأمة، فذكر
من صلاتهم وزكاتهم وصومهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز
القرآن من تراقيهم، يخرجون في فرقة من الناس، لقاتلهم أقرب الناس إلى الحق. ذكر ما
خص به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من قتال المارقين أخبرنا يونس
بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن وهب، قال:
أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري
قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة
- وهو رجل من تميم - فقال: يا رسول الله أعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ومن يعدل إذا لم أعدل، لقد خبت وخسرت إن لم أعدل، قال عمر: ائذن لي فيه أضرب عنقه،
قال: دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه من صيامه، يقرأون القرآن
لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، فينظر في قذذه فلا يوجد
فيه شيء، ثم ينظر في نضبه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم
ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل
ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على خير فرقة من الناس. قال أبو سعيد،
فأشهد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن عليا بن أبي طالب كرم الله
وجهه قاتلهم وأنا معه. فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد، فأتي به حتى نظرت إليه على
النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخبرنا محمد بن مصفى بن بهلول،
قال: حدثنا الوليد بن مسلم (ح) وحدثنا
ص 589
قتيبة ابن سعيد، وذكر آخر، قالوا: أخبرنا الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة
والضحاك، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات
يوم قسما، فقال ذو الخويصرة التميمي: أعدل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ائذن لي حتى أضرب
عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع
صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، حتى إن أحدهم لينظر
إلى قذذه فلا يجد شيئا، سبق الفرث والدم، يخرجون على خير فرقة من الناس، آيتهم رجل
أدعج أحد يديه مثل ثدي المرأة، أو كالبضعة تدردر، وقال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشهد أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلي
بن أبي طالب رضي الله عنه حين قاتلهم، فأرسل إلى القتلى، فأتي به على النعت الذي
نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع،
عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث بن بكير بن عبد الله الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبد
الله بن أبي رافع: أن الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
فقالوا: لا حكم إلا لله، قال علي رضي الله عنه: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحق بألسنتهم،
لا يجاوز هذا منهم (وأشار إلى حلقه) من أبغض خلق الله إليهم، منهم أسود كأن إحدى
يديه طي شاة، أو حلمة ثدي، فلما قاتلهم علي رضي الله عنه، قال: انظروا، فنظروا فلم
يجدوا شيئا، قال: ارجعوا، فوالله ما كذبت ولا كذبت - مرتين أو ثلاثا - ثم وجدوه في
خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبد الله: أنا حاضر ذلك من أمرهم، وقول علي
رضي الله عنه. أخبرنا محمد بن معاوية بن يزيد قال: أخبرنا علي بن هاشم، عن الأعمش،
عن
ص 590
خثيمة، عن سويد بن غفلة، عن علي رضي الله عنه يقول: إذا حدثتكم عن نفسي، فإن الحرب
خدعة، وإذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلأن أخر من السماء أحب إلي من
أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية،
يقرأون القرآن، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من
الرمية، فأينما أدركتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم
القيامة. ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث أخبرنا أحمد بن سليمان والقاسم
بن زكريا، قالا: حدثنا عبد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، عن
علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج قوم في آخر الزمان،
يقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية،
قتالهم حق على كل مسلم. خالفه يوسف بن أبي إسحاق فأدخل بين أبي إسحاق وسويد بن غفلة
عبد الرحمن ابن ثروان. أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال:
حدثني إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي قيس الأودي، عن سويد بن
غفلة، عن علي رضي الله عنه قال: في آخر الزمان قوم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، قتالهم حق على كل مسلم، سيماهم التحليق.
أخبرني أحمد بن بكار الحراني، حدثنا مخلد، قال: حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد
الأعلى، عن طارق بن زيادة قال: خرجنا مع علي رضي الله عنه إلى الخوارج فقتلهم، ثم
قال: انظروا فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: سيخرج قوم
ص 591
يتكلمون كلمة الحق لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم من الرمية،
سيماهم أن فيهم رجلا أسود مخدج اليد، في يده شعرات سود، فانظروا إن كان هو فقد
قتلتم شر الناس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير الناس، فبكينا، ثم قال: اطلبوا فطلبنا
فوجدنا المخدج، فخررنا سجودا وخر علي رضي الله عنه معنا ساجدا ، غير أنه قال:
يتكلمون كلمة. أخبرنا الحسن بن مدرك قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة
قال: أخبرني أبو سليمان الجهني، أنه كان مع علي رضي الله عنه يوم النهروان، قال:
وكنت أصارع رجلا على ذلك فقلت: ما شأن بذلك قال أكلها، فلما كان يوم النهروان وقتل
علي الحرورية، فخرج على قتلاهم حين لم يجد ذا الثدية، فطاف حتى وجده في ساقية،
فقال: صدق الله وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال لي: في مسكنه ثلاث شعرات
في قبل حلمة الثدي. قال: أخبرنا علي بن المنذر قال: حدثني أبي، قال: أخبرنا عاصم بن
كليب الجرمي عن أبيه، قال: كنت عند علي رضي الله عنه جالسا إذ دخل رجل عليه ثياب
السفر، وعلي رضي الله عنه يكلم الناس، ويكلمونه، فقال: يا أمير المؤمنين أتأذن لي
أن أتكلم؟ فلم يلتفت إليه وشغله ما فيه، فجلس إلى رجل قال له: ما عندك؟ قال: كنت
معتمرا فلقيت عائشة، فقالت: هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون حرورية؟ قلت:
خرجوا في موضع يسمى حروراء (تسمى بذلك). فقالت: طوبى لمن شهد منكم، لو شاء ابن أبي
طالب رضي الله عنه لأخبركم خيرهم، فجئت أسأله عن خبرهم، فلما فرغ علي رضي الله عنه
قال: أين المستأذن؟ فقص عليه كما قص عليها. قال: إني دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وسلم وليس عنده أحد غير عائشة رضي الله عنها، فقال لي: كيف أنت يا علي وقوم
كذا وكذا؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ثم أشار بيده، فقال: قوم يخرجون من المشرق،
يقرأون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق
ص 592
السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج، كأن يده ثدي حبشية، أنشدكم بالله أخبرتكم به؟
قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله أخبرتكم أنه فيهم؟ قالوا: نعم، فجئتموني وأخبرتموني
أنه ليس فيهم، فحلفت لكم بالله أنه فيهم، ثم أتيتموني به تسحوبنه كما نعت لكم،
قالوا: نعم صدق الله ورسوله. أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن زيد بن وهب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما كان يوم النهروان
لقي الخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح (قتلوا جميعا) قال علي رضي الله عنه:
اطلبوا ذا الثدية، فطلبوه فلم يجدوه، فقال علي رضي الله عنه: ما كذبت، ولا كذبت،
أطلبوه، فطلبوه فوجدوه في وخدة من الأرض، عليه ناف من القتلى، فإذا رجل على يده مثل
سبلات السنور، فكبر علي رضي الله عنه والناس، وأعجبهم ذلك. أخبرنا عبد الأعلى بن
واصل بن عبد الأعلى، قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن
كهيل، عن زيد بن وهب، قال: خطبنا علي بقنطرة الديرخان، فقال: إنه قد ذكر بخارجة
تخرج من قبل المشرق، وفيهم ذو الثدية، فقاتلهم، فقالت الحرورية بعضهم لبعض: فردكم
كما يردكم يوم حروراء، فشجر بعضهم بعضا بالرماح، فقال رجل من أصحاب علي رضي الله
عنه: قطعوا العوالي (والعوالي الرماح) فداروا واستداروا، وقتل من أصحاب علي رضي
الله عنه اثنا عشر رجل، أو ثلاثة عشر رجلا، قال: التمسوا المخدج (وذلك في يوم شات)
فقالوا: ما نقدر عليه، فركب علي رضي الله عنه بغلة النبي صلى الله عليه وسلم
الشهباء، قال: هذه من الأرض، قالوا: التمسوا في هؤلاء، فأخرج، فقال: ما كذبت، ولا
كذبت، اعلموا ولا تتكلوا، لولا أني أخاف أن تتكلوا لأخبرتكم بما قضى الله لكم على
لسانه - يعني النبي - ولقد شهدت أناسا باليمن قالوا: كيف يا أمير المؤمنين؟ قال: هو
لهم.
ص 593
أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي
سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب، أنه كان في الجيش الذي كانوا مع علي رضي
الله عنه (الذين ساروا إلى الخوارج) فقال علي رضي الله عنه: أيها الناس إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن، ليس قراءتكم
إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون
القرآن يحسبون أنه لهم، وهو عليهم، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق
السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لا تكلوا
على العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع على أس عضده مثل حلمة ثدي
المرأة، عليه شعرات بيض، قال سلمة فنزلني زيد منزلا حتى مررنا على قنطرة، قال: فلما
التقينا وعلى الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا رماحكم، وسلوا
سيوفكم من جفونها، فشجرهم الناس برماحهم، فقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس
يومئذ إلا رجلان، قال علي كرم الله وجهه: التمسوا فيهم المخدج، فلم يجدوه، فقام علي
رضي الله عنه بنفسه حتى أتى ناسا قتلى، بعضهم على بعض، قال: صدق الله وبلغ رسوله،
فقام إليه عبيدة اليماني، فقال: يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو لسمعت
هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال علي رضي الله عنه: إني والله الذي
لا إله هو لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى استحلفه ثلاثا) وهو يحلف
فيه. أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عوف، عن محمد، عن عبيدة، قال:
قال رضي الله عنه: لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان
محمد صلى الله عليه وسلم، قلت: أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي
ورب الكعبة. أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان بن عوف قال:
حدثنا
ص 594
محمد بن سيرين قال: قال عبيدة السلماني: لما جئت أصيب أصحاب النهروان، قال: علي رضي
الله عنه: أتبعوا فيهم، فإنهم إن كانوا من القوم الذين ذكرهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فإن فيهم رجلا مخدج اليد، أو مثدون اليد، أو مودون اليد، وأتيناه
فوجدناه، فدللنا عليه، فلما رآه قال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، والله لولا
أن يبطروا (ثم ذكر كلمة معناها) لحدثتكم بما قضى الله على لسان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قتل هؤلاء، قلت: أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي
ورب الكعبة - ثلاثا -. أخبرنا محمد بن عبيد قال: حدثنا عمرو بن قيس الرازي، عن
المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، أنه سمع عليا رضي الله عنه يقول: أنا فقأت عين
الفتنة، لولا أنا ما قوتل أهل النهروان، وأهل الجمل، ولولا أخشى أن تتركوا العمل
لأخبرتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم لمن قاتلهم، مبصرا ضلالتهم عارفا بالهدى
الذي نحن عليه.
ص 595
مستدرك إخبار النبي (ص) عن شهادة الإمام علي عليه السلام

تقدم
نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 337 وج 8 ص 779 وج 17 ص 345 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق: وفيه أحاديث: منها
حديث أنس بن
مالك

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم ابن
عساكر في تاريخ مدينة دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام (ج 3 ص 266 ط بيروت)
قال: أخبرنا أبو الوفا [ء] عمرو بن الفضل [بن أحمد] المميز، أنبأنا إبراهيم بن محمد
بن إبراهيم، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله، أنبأنا عمر بن الحسن،
ص 596
أنبأنا أبو يعلى المسمعي، أنبأنا عبد العزيز بن الخطاب، أنبأنا ناصح بن عبد الله
المحلمي، عن عطا [ء] بن السائب، عن أنس بن مالك، قال: مرض علي بن أبي طالب فدخل
عليه النبي صلى الله عليه وسلم فتحولت عن مجلسي فجلس النبي صلى الله عليه وسلم حيث
كنت جالسا، وذكر كلاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لا يموت حتى يملأ
غيظا، ولن يموت إلا مقتولا. أخبرنا أبو غالب البنا [ء]، أنبأنا أبو الغنائم بن
المأمون، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر
البجلي الكوفي الحرار، أنبأنا علي بن الحسين بن عبيد بن كعب، أنبأنا إسماعيل بن
أبان، عن ناصح أبي عبد الله، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك، قال: كان علي بن أبي
طالب مريضا فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر جالسان، قال: فجلست عنده فما كان إلا
ساعة حتى دخل نبي الله صلى الله عليه وسلم فتحولت عن مجلسي فجاء النبي صلى الله
عليه وسلم حتى جلس في مكاني وجعل ينظر في وجهه، فقال أبو بكر أو عمر: يا نبي الله
لا نراه إلا لما به، فقال: لن يموت هذا الآن، ولن يموت إلا مقتولا. قال الدارقطني:
هذا حديث غريب من حديث سماك، عن أنس، تفرد به ناصح ولم يروه عنه غير إسماعيل بن
أبان. ومنها
حديث أبي رافع

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة
المذكور في الكتاب (ج 3 ص 269) قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو
القاسم ابن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا محمد بن
الحسن بن حفص، أنبأنا عباد بن
ص 597
يعقوب، أنبأنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه عن جده أبي رافع أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تقتل على سنتي. ومنها
حديث جابر بن سمرة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم: فمنهم العلامة المذكور (في ص 267 من الكتاب)
قال: أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي، أنبأنا أبو القاسم ابن مسعدة الجرجاني،
أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني،
أنبأنا أحمد بن الحسين الصوفي، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا علي بن هاشم، عن ناصح
- يعني ابن عبد الله المحلمي - عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعلي: إنك مستخلف ومقتول، وإن هذه مخضوبة من هذه [يعني] لحيته من
رأسه. ومنهم الفاضل المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في نبؤات الرسول ما
تحقق منها وما يتحقق (ص 113 ط دار السلام) قال: أخرج الحميدي في مسنده فقال:
حدثنا سفيان، ثنا عبد الملك بن أعين سمعه من أبي حرب بن أبي الأسود الديلي يحدثه عن
أبيه قال: سمعت عليا يقول: أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز فقال
لي: أين تريد؟ فقلت، العراق فقال: أما إنك إن جئتها ليصبك بها ذباب السيف. فقال
علي: وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله يقوله. درجة الحديث:
الحديث صحيح، صححه الحاكم والذهبي وأشار إلى صحته
ص 598
الهيثمي كما ذكرت في تخريج الحديث. تحقق النبوءة: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد استشهد علي كرم الله وجهه بالعراق حين أصاب ذباب سيف الشقي عبد الرحمن بن ملجم
سنة أربعين من الهجرة، وتفصيل ذلك أنه انتدب ثلاثة نفر من الخوارج عبد الرحمن بن
ملجم وهو من حمير والبرك بن عبد الله التميمي وعمرو بن بكير فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا
وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن
العاص ويريحون العباد منهم، فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا لكم بعلي، وقال البرك:
أنا لكم بمعاوية، وقال عمرو بن بكير: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فاتعدوا بينهم ليلة
سبع عشر من شهر رمضان. فقدم عبد الرحمن بن ملجم الكوفة فلقي أصحابه من الخوارج
فكاتمهم ما يريد ولقي عبد الرحمن شبيب بن بجرة الأشجعي فأعلمه ما يريد ودعاه إلى أن
يكون معه فأجابه إلى ذلك، فلما كانت الليلة التي عزم فيها أن يقتل عليا في صبيحتها
أخذا أسيافهما ثم جاءا حتى جلسا مقابل السدة التي يخرج منها علي كرم الله وجهه،
فلما كان الفجر خرج علي رضي الله عنه من الباب ونادى: أيها الناس الصلاة الصلاة،
فبدره شبيب بسيفه فأخطأه وضربه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه فقال علي رضي الله عنه:
فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم الكلب فأما شبيب فأفلت وأخذ عبد الرحمن ابن ملجم فأدخل
على علي كرم الله وجهه فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه فإن أعش فأنا أولى بدمه
عفوا وقصاصا وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين. وقال في ذلك الكتاب: هذا
الحديث يتعلق بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه رواه عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم صحابيان هما علي وعمار رضي الله تعالى عنهما.
ص 599
أما حديث علي رضي الله عنه. فخرجه أحمد في مسنده 1 / 102 بنحوه، وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد 9 / 137 رجاله موثقون. والحميدي في مسنده 1 / 30 (ح 53) بلفظه ورجاله
رجال الصحيح غير أبي حرب بن أبي الأسود وهو ثقة. تقريب التهذيب 2 / 410. والبزار في
مسنده كما في كشف الأستار 3 / 204 (ح 2571) بمثله و3 / 203 (ح 2568) بنحوه. ومنهم
العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ
دمشق لابن عساكر (ج 18 ص 33 ط دار الفكر) قال: وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال لعلي: إنك لن تموت حتى تؤمر، وتملأ غيظا، وتوجد من بعدي صابرا. وعن
عمران بن حصين قال: مرض علي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فعاده النبي صلى الله
عليه وسلم وعدناه معه، فقال: يا رسول الله، ما أرى عليا إلا لما به، فقال: والذي
نفسي بيده لا يموت حتى يملأ غيظا، ويوجد من بعدي صابرا. وفي حديث آخر: فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظا، ولن يموت إلا مقتولا. وقال
أيضا في ص 84: وعن أنس بن مالك قال: مرض علي بن أبي طالب فدخل عليه النبي صلى الله
عليه وسلم فتحولت عن مجلسي، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم حيث كنت جالسا، وذكر
كلاما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا لا يموت حتى يملأ غيظا، ولن يموت
إلا مقتولا.
ص 600
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم (ص
194 ط القاهرة) قال: عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات
العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها رأينا ناسا من بني
مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي علي: يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء
فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا
وعلي، فاضطجعنا في صور من النخل في دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا إلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من الدقعاء، فيومئذ قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب. قال: ألا
أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحمير ثمود الذي عقر
الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبل منه هذه يعني لحيته. عن
عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد، أو كليهما، أخبرنا عبيد الله أن النبي صلى الله
عليه وسلم، قال لعلي: يا علي من أشقى الأولين والآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم قال:
أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي، وأشار إلى حيث يطعن.
ومنهم الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن العراقي في شرح الألفية (ج 3 ص
243 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال: وكان الذي قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي
أشقى الآخرين كما في حديث صهيب، وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر، عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا -
ووضع يده على رأسه - حتى تخضب هذه - يعني لحيته - وأشرت إلى ذلك ذلك بقولي: ذو
الشقاء الأزلي.