الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج33)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 241

الليل هول يرهب المهيبا * ويذهل المشجع اللبيبا

ولست فيه أرهب الترهيبا * لأنني أهول منه ذيبا

ولست أخشى الروع والخطوبا * ولا أبالي الهول والكروبا

إذا هززت الصارم القضيبا * أبصرت منه عجبا عجيبا

قال سلمة: وانتهى علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وله زجل. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا رأيت في طريقك يا علي؟ فأخبره بما رأى. فقال: إن الذي رأيت مثل ضربه الله لي ولمن حضر معي في وجهي هذا. قال علي: بأبي وأمي يا رسول الله فاشرحه لي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما الرؤوس التي رأيت والنيران، والرؤوس ملجلجة بألسنتها لها أصوات هائلة، وضجة مفزعة: فذاك مثل أناس يشهدون معي، ويرون إحساني ويسمعون عتاب ربي وحكمته، ولا تؤمن قلوبهم. والهاتف الذي هتف بك فذاك قاتل الحق وهو سملقة بن عراني الذي قتل عدو الله مسعرا شيطان الأصنام الذي كان يكلم قريشا منها ويسرع في هجائي لعنه الله. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في (هواتف الجنان) (ص 171 ط مؤسسة الرسالة في بيروت) قال: فذكر الحديث بعين ما تقدم عن يموت بن المزرع بن سيار متنا وسندا. ومنها

إرسال رسول الله صلى الله عليه وآله عليا لدعوة الجن إلى الإسلام

رواه جماعة: فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر يموت بن المزرع بن يموت بن عيسى بن موسى بن سيار المتوفى سنة 304 في (الأمالي) المطبوع في (نوادر الرسائل) (ص 143 ط مؤسسة الرسالة

ص 242

في بيروت سنة 1407) قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: ثنا عمارة بن زيد، قال: حدثني أبو البختري وهب بن وهب، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، قال: حدثني سلمان الفارسي، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده في يوم مطير، ذي سحائب ورياح، ونحن ملتفون حوله، فسمعنا صوتا لا نرى شخصه، وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله. فرد عليه السلام، وقال: ردوا على أخيكم السلام قال: فرددنا عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال: أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح، أتيتك يا رسول الله مسلما. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك يا عرفطة، أظهر لنا - رحمك الله - في صورتك. قال سلمان. فظهر لنا شيخ أزب أشعر، قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وله فم في صدره، فيه أنياب بادية طوال، وإذا له في موضع الأظفار من بين يديه مخالب كمخالب السباع، فلما رأيناه اقشعرت جلودنا، ودنونا من النبي صلى الله عليه وسلم. فقال الشيخ: يا نبي الله. ابعث معي من يدعو جماعة قومي إلى الإسلام، وأنا أرده إليك سالما إن شاء الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أيكم يقوم فيبلغ الجن عني وله علي الجنة. فما قام أحد. وقال الثانية والثالثة، فما قام أحد. فقال علي كرم الله وجهه: أنا يا رسول الله. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشيخ، فقال: وافني إلى الحرة، في هذه الليلة، أبعث معك رجلا يفصل بحكمي، وينطق بلساني، ويبلغ عني. قال سلمان: فغاب الشيخ، وأقمنا يومنا، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، وانصرف الناس من المسجد، قال: يا سلمان سر معي. فخرجت معه، وعلي بين يديه، حتى أتينا الحرة. فإذا الشيخ على بعير كالشاة، وإذا بعير آخر على ارتفاع الفرس، فحمل عليه

ص 243

رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وحملني خلفه، وشد وسطي إلى وسطه بعمامة، وعصب عيني، وقال: يا سلمان لا تفتحن عينيك حتى تسمع عليا يؤذن، ولا يروعك ما تسمع، فإنك آمن إن شاء الله. ثم أوصى عليا بما أحب أن يوصيه، ثم قال: سيروا ولا قوة إلا بالله. فثار البعير سائرا يدف كدفيف النعام، وعلي يتلو القرآن، فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذن علي، وأناخ البعير، وقال: انزل يا سلمان، فحللت عيني ونزلت، فإذا أرض قوراء، لا ماء ولا شجر، ولا عود ولا حجر، فلما بان الفجر أقام علي الصلاة وتقدم وصلى بنا أنا والشيخ. ولا أزال أسمع الحس حتى إذا سلم علي التفت، فإذا خلق عظيم، لا يسمعهم إلا الخطيب الصيت الجهير، فأقام علي يسبح ربه، حتى طلعت الشمس، ثم قام فيهم خطيبا، فخطبهم، فاعترضه منهم مردة، فأقبل علي عليهم، فقال: أبا الحق تكذبون، وعن القرآن تصدفون وبآيات الله تجحدون؟ ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: بالكلمة العظمى، والأسماء الحسنى، والعزائم الكبرى، والحي القيوم، محيي الموتى، ورب الأرض والسماء، يا حرسة الجن، ورصدة الشياطين، خدام الله الشرهباليين، ذوي الأرواح الطاهرة. اهبطوا بالجمرة التي لا تطفأ، والشهاب الثاقب، والشواظ المحرق، والنحاس القاتل، بالمص، والذاريات، وكهيعص، والطواسين، ويس، و(ن، والقلم وما يسطرون) (والنجم إذا هوى) (والطور، وكتاب مسطور، في رق منشور، والبيت المعمور) والأقسام والأحكام، ومواقع النجوم، لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين، الجاحدين لآيات رب العالمين. قال سلمان: فحسست الأرض من تحتي ترتعد، وتعبث في الهواء هبوبا شديدا، ثم نزلت نار من السماء صعق لها كل من رآها من الجن، وخرت على وجوهها مغشيا عليها، وخررت أنا على وجهي، ثم أفقت فإذا دخان يفور من الأرض يحول بيني وبين النظر إلى عبثة المردة من الجن، فأقام الدخان طويلا بالأرض.

ص 244

قال سلمان: فصاح بهم علي: ارفعوا رؤوسكم: فقد أهلك الله الظالمين، ثم عاد إلى خطبته، فقال: يا معشر الجن والشياطين والغيلان، وبني شمراخ وآل نجاح، وسكان الآجام والرمال والأقفار، وجميع شياطين البلدان: اعلموا أن الأرض قد ملئت عدلا، كما كانت مملؤة جورا. هذا هو الحق (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون). قال سلمان: فعجبت الجن لعلمه، وانقادوا مذعنين له، وقالوا: آمنا بالله، وبرسوله، وبرسول رسوله، لا نكذب وأنت الصادق والمصدق. قال سلمان: فانصرفنا في الليل على البعير الذي كنا عليه، وشد علي وسطي إلى وسطه، وقال: اعصب عينيك، واذكر الله في نفسك. وسرنا يدف بنا البعير دفيفا، والشيخ الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامنا، حتى قدمنا الحرة، وذلك قبل طلوع الفجر، فنزل علي ونزلت، وسرح البعير فمضى، ودخلنا المدينة فصلينا الغداة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سلم رآنا، فقال لعلي: كيف رأيت القوم؟ قال: أجابوا وأذعنوا. وقص عليه خبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة. ومنهم الشيخ أبو بكر بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي المتوفى سنة 327 ه في (هواتف الجنان) (ص 143 ط مؤسسة الرسالة سنة 1407) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم عن يموت بن المزرع بن سيار بعينه سندا ومتنا. ومنهم العلامة حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي في (سر العالمين وكشف ما في الدارين) (ص 92 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وأما حديث جن العقبة فأعجب، قال عبد الله بن مسعود: (مشيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب في ليلة مظلمة حتى وقف بنا على ثقب، فظهر منه رجل فقال: انزل بنا يا رسول الله! فناولني فاضل ثيابه، ثم أخذ

ص 245

بيد علي عليه السلام ونزلا في الثقب وأقعدني مكاني، فلما برق بارق الصبح عادا ومعهما رجال يشبهون الزط، فقال: هؤلاء إخوانك المؤمنون، وكان معي ماء فيه منبوذ شيء من التمر، فشرب منه ثم توضأ). صح ذلك من غير نزاع، وقد أوله أرباب الهوى على اختيار ما يريدون، فمن أراد أن يعلم حقيقة هذا وغيره فلينظرن في كتاب (مغايب المذاهب) وهو من جملة تصانيفنا. ثم ذكر قصة زعيم بن بلعام العجيبة الذي وجد الخضر عليه السلام في طلب منبع النيل - إلى أن قال: وأعجب من هذا الحديث حديث بلوقيا وعفان وحديثهما طويل، وإشارة منه كافية، فقد بلغ من سفرهما حتى وصلا إلى المكان الذي فيه سليمان، فتقدم بلوقيا ليأخذ الخاتم من أصبعه، فنفخ فيه التنين الموكل معه، فأحرقه فضربه عفان بقارورة فأحياه، ثم مد يده ثانية وثالثة فأحياه بعد ثلاث، فمد يده رابعة فاحترق وهلك فخرج عفان وهو يقول: أهلك الشيطان أهلك الشيطان، فناداه التنين: ادن أنت وجرب، فهذا الخاتم لا يقع في يد أحد إلا في يد محمد صلى الله عليه وسلم إذا بعث، فقل له إن أهل الملأ الأعلى قد اختلفوا في فضلك وفضل الأنبياء قبلك، فاختارك الله على الأنبياء، ثم أمرني فنزعت خاتم سليمان فجئتك به، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه عليا فوضعه في إصبعه، فحضر الطير والجان والناس يشاهدون ويشهدون، ثم دخل الدمرياط الجني، وحديثه طويل، فلما كانوا في صلاة الظهر تصور جبرائيل عليه السلام بصورة سائل طائف بين الصفوف، فبينا هم في الركوع إذ وقف السائل من وراء علي عليه السلام طالبا، فأشار علي بيده فطار الخاتم إلى السائل، فضجت الملائكة تعجبا، فجاء جبرائيل مهنيا وهو يقول أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فأخبر النبي بذلك عليا فقال علي عليه السلام: ما نصنع بنعيم زائل، وملك حائل، ودنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب؟ فإن اعترض المفتي وقال: كيف قاتل معاوية على الدنيا، فالجواب أنه قاتل على حق هو له يصل به إلى حق.

ص 246

مستدرك مناقب وفضائل سدتنا أم الأئمة النجباء والدة السبطين الحسن والحسين زوج أمير المؤمنين فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين

لله در العبدي حيث قال: وزوج في السماء بأمر ربي * بفاطمة المهذبة الطهور

وصير مهرها خمسا بأرض * لما تحويه من كرم وحور

فذا خير الرجال وتلك خير * النساء ومهرها خير المهور

وله: وزوجه بفاطم ذو المعالي على * الأرغام من أهل النفاق

وخمس الأرض كان لها صداقا * ألا لله ذلك من صداق

وله: صديقة خلقت لصديق * شريف في المناسب

اختاره واختارها * طهرين من دنس المعايب

اسماهما قرنا على سطر * بظل العرش راتب

كان الإله وليها * وأمينه جبريل خاطب

والمهر خمس الأرض موه - * بة تعالت في المواهب

ص 247

ونها بها من حمل طوبى * طيبت تلك المناهب

ابن حماد: وقالت أم أيمن جئت يوما * إلى الزهراء في وقت الهجير

فلما أن دنوت سمعت صوتا * وطحنا في الرحاء له الهدير

فجئت الباب أقرعه مليا * فما من سامع أو من مجير

إذ الزهراء نائمة سكوت * وطحن للرحاء بلا مدير

فجئت المصطفى فقصصت شاني * وما عاينت من أمر ذعور

فقال المصطفى شكرا لربي * بإتمام الحبأ لها جدير

رآها الله متعبة فألقى * عليها النوم ذو المن الكبير

ووكل بالرحى ملكا مديرا * فعدت وقد ملئت من السرور

قال ابن الحجاج في رده على مروان بن أبي حفصة:

أكان قولك في الزهراء فاطمة * قول امرئ لهج بالنصب مفتون

عيرتها بالرحى والحب تطحنه * لا زال زادك حبا غير مطحون

وقلت إن رسول الله زوجها * مسكينة بنت مسكين لمسكين

ست النساء غدا في الحشر يخدمها * أهل الجنان بحور الحر والعين

وقال محمد بن منصور السرخسي:

وأراد رب العرش أن يلقى بها * شجر كريم العرق والأغصان

فقضى فزوجها عليا إنه * كان الكفي لها بلا نقصان

وقضى الإله من أن تولد منهما * ولدان كالقمرين يلتقيان

سبطا محمد الرسول وفلذتا * كبد البتول كذاك يعتلقان

فبنى الإمامة والخلافة والهدى * بعد الرسالة ذانك الولدان

وقال مهيار: يا ابنة المختار من كل * الأذى روحي فذاك

ص 248

يا ابنة المختار إن الله * بالفضل اجتباك

وارتضى بعلك للخل - * ق جميعا وارتضاك

وعلى الأمة جمعا * فضل الله أباك

وقال الزاهي: وبمدح فاطمة البتول تنير لي ظلم * القيامة يوم ينفخ صورها

مستدرك ذكر مناقب فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وآله وفضائلها

قد ذكرنا في المجلدات السابقة من هذه الموسوعة الشريفة ما تيسر لنا من فضائلها ومناقبها غير المتناهية. ونستدرك هيهنا - وهو المجلد الثالث والثلاثون - من (تعليقات إحقاق الحق) عن كتب العامة التي لم نرو عنها فيما سبق - فنقول بعون الله تعالى وسبحانه:

الآيات التي تدل على فضائلها:

مستدرك الآية الأولى - قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 138 وج 14 ص 530 ومواضع أخرى. نقلا عن العامة ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الله محمود شحاته في (أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم - جز عم) (ص 312 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة)

ص 249

قال: في تفسير سورة الكوثر: القول الثاني: إن الكوثر أولاده من نسل فاطمة - أي إن الله يعطيه منها نسلا يبقون إلى آخر الزمان.

مستدرك الآية الثانية - قوله تعالى:

(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (الأحزاب: 33)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 2 ص 501 وج 3 ص 513 وج 9 ص 1 وج 14 ص 40 وج 18 ص 358 وج 22 ص 2 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر عبد الله الميثمي الأنصاري في (مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم السلام لابن حنبل) (ص 4 ط بيروت) قال: وأخرج (الترمذي) من حديث أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) يمر بباب فاطمة إذا خرج للصلاة قريبا من ستة أشهر فيقول: (الصلاة أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم عبد الله مهنا وسمير جابر في (أخبار النساء) (ص 183 ط دار الكتب العلمية ط بيروت) قال: وجمع النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين، فألقى عليهم كساءه وضمهم إلى نفسه، ثم تلا هذه الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

ص 250

ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون في تاريخ الإسلام) (ص 23 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وفي فاطمة وزوجها وبنيها نزلت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة - للعلامة الصفوري) (ص 184 ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال: قال أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على باب فاطمة رضي الله عنها إذا خرج لصلاة الفجر، ويقول: الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا) [الأحزاب: 33]. ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في (المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية) (ج 2 ص 316 ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال: كان صلى الله عليه وآله يأتي فاطمة وعلي والحسن والحسين كل يوم عند صلاة الصبح حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول - فذكر مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام) (ص 472 ط 2 دار الريان للتراث) قال: روى أنس بن مالك: (أن رسول الله كان يمر ببيت فاطمة، ستة أشهر، إذا خرج لصلاة الفجر، يقول: الصلاة يا أهل بيت (محمد)، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 6 ص 360 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال:

ص 251

كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة ستة أشهر. وقال في (فهارس المستدرك للحاكم) ص 708 مثل ما مر - وزاد: يوقظها لصلاة الفجر. مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) رواه جماعة: منهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى 732 ه في (منح المدح - أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أو رثاه) (ص 356 ط دار الفكر دمشق) قال: قرئ على الشيخ أبي بكر أحمد بن إسماعيل بن فارس بالقاهرة، وأنا أسمع، وقرأت على أبي الفتح يوسف بن يعقوب بن المجاور الشيباني بسفح قاسيون قالا: أنا العلامة أبو اليمن الكندي سماعا عليه، أنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، أنا أبو الحسين بن شمعون، ثنا: أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي، ثنا أبو أسامة، ثنا علي بن ثابت، ثنا أسباط بن نصر عن السري عن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحريرة فوضعتها بين يديه فقال: (إدعي زوجك وابنيك) فدعتهم فطعموا، وعليهم كساء خيبري فجمع الكساء عليهم ثم قال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا). قالت أم سلمة: ألست من أهل البيت؟ قال: (إنك على خير وإلى خير). وبه قال ابن سمعون: حدثنا محمد، ثنا أبو أسامة، ثنا علي بن ثابت عن أبي

ص 252

إسرائيل عن زبيد عن شهرية بن حوشب عن أم سلمة مثل ذلك. رواه الترمذي في المناقب عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيري عن سفين عن زبيد عن شهرية. وقال صحيح.

مستدرك الآية الثالثة -

قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (الشورى: 23)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 3 ص 2 وص 531 وج 9 ص 92 وج 14 ص 106 وج 18 ص 336 وص 338 وج 20 ص 78 وج 22 ص 96. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيم سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة) (ص 11 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) روى الطبراني في (المعجم الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) الآية، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله مودتهم قال: علي وفاطمة والحسن والحسين.

ص 253

مستدرك الآية الرابعة -

قوله تعالى: (قل تعالوا ندعو أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 3 ص 75 وج 9 ص 70 وج 14 ص 131 وج 18 ص 389 وج 20 ص 84 وج 22 ص 33. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة. فمنهم العلامة الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة 276 في (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) (ص 43 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال: قوله تعالى: (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم) فدعا حسنا وحسينا (ونساءنا ونساءكم) فدعا فاطمة عليها السلام (وأنفسنا وأنفسكم) فدعا عليا عليه السلام.

مستدرك الآية الخامسة - قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 3 ص 549 وج 14 ص 575 وج 19 ص 119 وج 25 ص 531 ومواضع أخرى. نقلا عن كتب العامة. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى 307 ه في (مسند أبي يعلى) (ج 2 ص 334 ط دار المأمون للتراث دمشق) قال:

ص 254

قرأت على الحسين بن يزيد الطحان هذا الحديث فقال: هو ما قرأت على سعيد بن خثيم، عن فضيل، عن عطية. عن أبي سعيد قال: (لما نزلت هذه الآية (وآت ذا القربى حقه) [الإسراء: 26] دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وأعطاها فدك). وقال أيضا في ص 534: قرأت على الحسين بن يزيد الطحان، حدثنا سعيد بن خثيم، عن فضيل، عن عطية، عن أبي سيعد الخدري - فذكر الحديث بعين ما تقدم. ومنهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 119 ط اسلامبول) قال: وفي جمع الفوائد، أبو سعيد قال: لما نزلت: (وآت ذا القربى حقه) - فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى. ومنهم العلامة الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) (ج 1 ص 257) قال: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سعيد بن خثيم عن فضيل بن مرزون عن عطية عن أبي سعيد قال. فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى - إلا أن فيه: فجعل لها فدك.

مستدرك فاطمة حوراء آدمية

رواه جماعة: فمنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد 305 والمتوفى 402 ه في (معجم الشيوخ) (ص 344 ط مؤسسة الرسالة بيروت ودار الإيمان طرابلس) قال:

ص 255

حدثنا غانم بن حميد، ببغداد، حدثنا أبو عمارة أحمد بن محمد، حدثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي، حدثنا القاسم بن مطيب، حدثنا منصور بن صدقة، عن أبي معبد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة لأن الله عز وجل فطمها ومحبيها عن النار).

مستدرك أسماء فاطمة سلام الله عليها

قد تقدم ذكر أسماء بضعة الرسول صلى الله عليه وآله في مواضع من هذا الكتاب الشريف نقلا عن أعلام العامة، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الشيخ الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) (ص 319 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وكان لها أسماء تدعى بها. وهي البتول، والزهراء، وطاهرة، ومطهرة، وفاطمة، وكان يحبها صلى الله عليه وسلم محبة عظيمة، وكان يكثر تقبيلها، وفضلها وأوصافها وزهدها وعبادتها لا يتسع هذا الكتاب لنقله، وقد نقلنا بعضا مما ورد في فضلها (التوضيح والتبيين لمسائل العقد الثمين).

مستدرك إنما سميت فاطمة فاطمة

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 16 وج 19 ص 7، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة:

ص 256

منهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة - للعلامة الصفوري) (ص 182 ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار). وقال أيضا في ص 189: قال أسماء رضي الله عنها: قبلت فاطمة رضي الله عنها بولدها الحسن، فلم أر لها دما، فقلت: يا نبي الله لم أر لفاطمة دما من حيض ونفاس، فقال صلى الله عليه وسلم: (أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة). ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في (فهارس كتاب الموضوعات - لابن الجوزي) (ص 37 ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال: إنما سميت فاطمة لأن الله تعالى فطم... ذكر تزويج فاطمة بعلي 1 / 421. ومنهم العلامة محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في (الخصائص النبوية - المسماة فتح الكريم القريب شرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب) (ص 240 ط مكتبة جدة) قال: (وذكر صاحب الفتاوي الظهيرية من الحنفية أن من خصائصه أن ابنته فاطمة الزهراء لم تحض ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها صلاة قال ولذلك سميت الزهراء وقد ذكره من أصحابنا المحب الطبري في كتابه (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى) (وأورد فيه حديثين أنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة لا تحيض ولا يرى دم في طمث ولا ولادة. ومنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في (أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله) (ص 42 ط دار الهجرة بيروت) قال: ولما سئل عليه السلام لم سميتها فاطمة كان يقول: إن الله عز وجل قد فطمها

ص 257

وذريتها من النار يوم القيامة. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 6 ص 678 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: لم ير لفاطمة دم حيض ولا نفاس.

مستدرك سميت فاطمة البتول

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 25 وج 19 ص 11 وج 25 ص 19 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر العلامة أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى 556 ه في (المعلم بفوائد مسلم) (ج 2 ص 130 ط بيت الحكمة تونس والجزائر) قال: وقال أحمد بن يحيى: سميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها وعن نساء الأمة دينا وفضلا وحسبا رضي الله عنها. ومنهم الفاضلان عبد مهنا وسمير جابر في (أخبار النساء في العقد الفريد) (ص 183 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وجاء في شرح المصابيح: إن فاطمة سميت بتولا لانقطاعها عن نساء الأمة فضلا ودينا وحسبا. ومنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في (أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله) (ص 42 ط دار الهجرة بيروت) قال: لقبت رضي الله عنها بلقب السيدة مريم (البتول) لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا

ص 258

ودينا وحسبا. وسنرى فيما بعد حياتها رضي الله عنها مع الإمام بعد الزواج.. وكيف ضربت لنساء المسلمين مثلا عظيما في الصبر والعفة والمؤازرة.. في كل ما يريده الإمام علي كرم الله وجهه.

مستدرك سميت فاطمة عليها السلام: الزهراء

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 244 وج 19 ص 10 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في (أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله) (ص 42 ط دار الهجرة بيروت) قال: لقبوها بالزهراء: لأنها كانت بيضاء اللون وكانت تلقب بالمحدثة: لأنه قال الرواة إن الملائكة تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم ابنة عمران عليها السلام ويحدثها روح القدس.

مستدرك كانت فاطمة عليها السلام إذا دخلت على النبي(ص) قام إليها وقبلها

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 185 وج 19 ص 101 وج 25 ص 137 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة:

ص 259

فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني المولود 470 والمتوفى 561 ه في (الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل) (ص 97 ط بغداد) قال: وقد روت عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل على فاطمة رضي الله تعالى عنها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها وإذا دخلت على النبي قام إليها وأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في موضعه. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (فهارس المستدرك - للحاكم) (ص 708 ط بيروت) قال: كانت فاطمة إذا دخلت على النبي قام إليها. 3 / 160. وقال في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) ج 6 ص 160 ط بيروت: كان كثيرا ما يقبل غرف فاطمة. وقال: يقبل نحر فاطمة. ومنهم عبد مهنا وسمير جابر في (أخبار النساء في العقد الفريد) (ص 138 ط دار الكتب العلمية بيروت) قالا: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وآله أخذ بيدها فقبلها ورحب بها. منهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليش سلالة سيد قريش المتوفى 1299 ه في (فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك) (ج 1 ص 47 ط دار المعرفة بيروت) قال: وأما ما أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي واللفظ للأولين عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت

ص 260

من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها قال الترمذي حديث حسن ففيه بيان المعنى الذي لأجله وقع القيام وهو التقبيل. ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في (فهارس كتاب الموضوعات - لابن الجوزي) (ص 35 وص 80 ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال: أشار إلى قبلته صلى الله عليه وآله بنته فاطمة كثيرا. ومنهم أبو الفوز محمد بن أمين السويدي البغدادي في (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب) (ص 319 ط بيروت) قال: وكان صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة. ومنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه (حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة) (ص 354 ط عالم الكتب بيروت) قال: فذكر تقبيل النبي صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة عليها السلام. ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون) (ص 23 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وقال ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت هي تصنع به، وقد شبهت عائشة مشيتها بمشية النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى 732 ه في (منح المدح - أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أو رثاه) (ص 357 ط دار الفكر دمشق) قال:

ص 261

وروى السراج من حديث المنهال بن عمرو عن عائشة بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة). وكانت إذا دخلت إليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت هي تصنع به صلى الله عليه وسلم. رواه محمد بن الصباح، ثنا عثمان بن عمر، ثنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال رواته ثقات: ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام) (ص 470 ط 2 دار الريان للتراث) قال: وروى (ابن عباس) أنه كان إذا قدم من سفر قبل ابنته (فاطمة).

مستدرك قال رسول الله (ص): تبعث فاطمة على ناقة من نوق الجنة

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 245 وج 18 ص 402 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 ه في كتابه (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 44 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد الهند سنة 1406) قال: يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدواب ويبعث صالحا على ناقته كيما يوافى بالمؤمنين من أصحابه المحشر، وتبعث فاطمة والحسن على ناقتين من نوق الجنة وعلي بن أبي طالب على ناقتي وأنا على البراق ويبعث بلالا على ناقة فينادى بالأذان وشاهده حقا حقا حتى إذا بلغ أشهد أن محمدا رسول الله شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين من الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت منه (طب، وأبو

ص 262

الشيخ، ك وتعقب، والخطيب، وابن عساكر عن أبي هريرة).

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أحب أهلي فاطمة)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 176 وج 19 ص 96 وج 25 ص 121 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى 1120 ه في (البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف) (ص 68 ط المكتبة العلمية بيروت) قال: (فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها). أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. (سببه) عن أبي هريرة قال قال علي: يا رسول الله، أيما أحب إليك: أنا أم فاطمة؟ فذكره. ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في (المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية) (ج 3 ص 215 ط بيروت) قال: وسئل النبي صلى الله عليه وسلم - كما قالت عائشة مرة - من أحب الناس إليك؟ فقال: فاطمة! ثم سئل: ومن الرجال؟ فقال زوجها. ومنهم محمد سعيد زغلول في (فهارس المستدرك للحاكم) (ص 708 ط بيروت) قال: أحب أهلي إلي فاطمة. 2 / 486. ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب

ص 263

البغدادي في (تلخيص المتشابه في الرسم) (ج 2 ص 765 ط دار طلاس دمشق) قال: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم، نا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ إملاء، نا موسى بن موسى، نا عبد العزيز بن بحر، نا أبو إدريس الكوفي تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن جميع بن عمير قال: دخلت مع عمتي على عائشة فقال: يا أم المؤمنين، أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قالت: إنما أسألك عن الرجال! قالت: فزوجها، إن كان قواما، صواما، جديرا بقول الحق. ومنهم العلامة محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الأباضي الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود 1236 والمتوفى 1332 ه في (جامع الشمل في حديث خاتم الرسل) (ج 1 ص 38 ط دار الكتب العلمية) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب أهلي إلي فاطمة). رواه الترمذي، والحاكم، عن أسامة بن زيد. ومنهم الفاضل المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في (مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم السلام لأحمد بن حنبل) (ص 10 ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال: وأخرج الطبراني في الأوسط بإسناد رجاله ثقات إلا سلمى بن عقبة فلم يعرف عن أبي هريرة أن علي بن أبي طالب قال: يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: (فاطمة [أحب] إلي منك، وأنت أعز علي منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وإن عليه لأباريق [مثل] عدد نجوم السماء. وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة (إخوانا على سرر متقابلين) لا ينظر أحد في قفا صاحبه). ومنهم العلامة أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في (الكنز الثمين في

ص 264

أحاديث النبي الأمين) (ص 15 ط عالم الكتب بيروت) قال: أحب أهلي إلي فاطمة (ت ك) عن أسامة. ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون) (ص 23 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وأخرج الترمذي من حديث عائشة أنها قيل لها: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة من قبل النسأ، ومن الرجال زوجها وإن كان ما علمت صواما قواما. ومنهم محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة - للصفوري) (ص 182 ط دار ابن كثير) قال: وقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله أنا أحب إليك أم فاطمة؟ فقال: (هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها). ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله) (ص 198 ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت: فذكرت الحديث مثل ما تقدم. وذكرته أيضا في (تراجم سيدات بيت النبوة) ص 614. ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمد العقاد في (المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية) (ج 2 ص 316 ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال: كلما دخل البيت مهموما وخرج منه منطلق الأسارير، فيسألونه فيجيب: (ولم لا وقد أصلحت بين أحب الناس إلي). ومنهم أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي في (غريب الحديث) (ج 1 ص 291 ط دار الفكر دمشق) قال:

ص 265

وفي الخبر قلت: يا رسول الله هي أحب إليك مني؟ قال: هي أحب إلي منك وأنت أعز علي.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 69 وج 19 ص 31 وج 25 ص 66 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ الجلال عبد الرحمن السيوطي في (مسند فاطمة عليها السلام) (ص 44 ط حيدر آباد بالهند) قال: إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربي أن يسلم علي ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. (ت عن حذيفة). ومنهم الحافظ جمال الدين يوسف المزي في (تهذيب الكمال) (ج 35 ص 249 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: وقال عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي، عن أبي سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران). وقال إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران، ثم فاطمة بنت محمد، ثم خديجة، ثم آسية امرأة فرعون). ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عمر سليمان الأشقر في (عالم الملائكة الأبرار) (ص 41 ط دار النفائس الكويت ومكتبة الفلاح أيضا بها) قال:

ص 266

وفي تاريخ لابن عساكر بإسناد صحيح عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني ملك فسلم علي - نزل من السماء، لم ينزل قبلها - فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). (صحيح الجامع 1 / 80). وفي مسند أحمد والترمذي والنسائي عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: (أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ هو ملك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه - عز وجل - أن يسلم علي، ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة). (صحيح الجامع 1 / 419). ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في (موسوعة أمهات المؤمنين) (ص 493 ط الزهراء للإعلام العربي القاهرة) قالا: عن عائشة قالت: كن أزواج النبي عنده لم يغادر منهم واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رحب بها وقال: مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله - ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارها ثانية فضحكت فقلت لها: خصك رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟ فلما قام رسول الله سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره. فلما توفي قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله؟ قالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضه الآن مرتين وإني لأرى الأجل قد اقترب، فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك. فبكت بكائي الذي رأيت. فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء المؤمنين؟ فضحكت ضحكي الذي رأيت.

ص 267

وفي رواية... أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، وإنك أول أهلي لحوقا بي؟ (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي في جامع ج 9 ص 129). و(ابن عساكر وابن أبي شيبة في كنز ج 13 ص 675 وص 677). ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في (رياض الجنة في محبة النبي صلى الله عليه وآله واتباع السنة) (ص 18) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. رواه البخاري. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في (تهذيب خصائص الإمام علي) للحافظ النسائي (ص 99 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن خلد بن راهويه قال: أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما كان من مريم بنت عمران. ومنهم العلامة أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي المتوفى 505 ه في (ذم البخل وفضل السخاء) (ص 204 ط دار الاعتصام) قال: وضرب على منكبها وقال لها: (أبشري، فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة). ومنهم العلامة محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الحفصي العدوي القرشي الأباضي الجزائري المولود 1236 والمتوفى 1332 في (جامع الشمل في حديث خاتم الرسل) (ج 1 ص 56 ط دار الكتب العلمية) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).

ص 268

رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والحاكم عن ابن عباس. ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في (جمهرة الفهارس) (ص 277 ط دار الصحابة للتراث) قال: أنت سيدة نساء أهل الجنة. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 2 ص 311 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: وج 3 ص 355 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وج 5 ص 552 روى مثله بعينه. وقال في (فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد) ج 2 ص 678 مثله. ومنهم الفاضل ساعد بن عمر بن غازي في (ذيل - مجلس من الأمالي - لأبي نعيم الإصبهاني) (ص 53) قال: وسوف أكتفي بذكر ما أخرجه البخاري (3624) ومسلم (2450) من حديث عائشة الذي روت قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة (أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة - أو نساء المؤمنين) وهذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم: (يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة). وأيضا ما أخرجه الحاكم (3 / 151) عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. صححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال الحافظ في (الفتح) (7 / 105) (سنده جيد). ومنهم السيد رفاعة رافع الطهطاوي في (نهاية الايجاز في سيرة ساكن الحجاز صلى الله

ص 269

عليه وآله) (ج 2 ص 288 ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز) قال: قال في المواهب: وخرج الإمام أحمد عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون. فمن أفضل: خديجة أم فاطمة؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاطمة بضعة مني، فلا أعدل ببضعته أحدا ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: (أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة). ومنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه (حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة) (ص 502 ط عالم الكتب بيروت) قال: وعن علي رضي الله عنه قال: إن فاطمة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاما، وأكثرهم علما، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، إلا ما جعل الله تعالى لمريم بنت عمران، وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة). وعن حذيفة قال: سألتني أمي متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلت لها منذ كذا وكذا، قال: فنالت مني وسبتني، قال: فقلت لها: دعيني فإني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب ثم لا أدعه حتى يستغفر لي ولك. قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب، فصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشاء ثم انفتل فتبعته، فعرض له عارض فناجاه، ثم ذهب فاتبعته فسمع صوتي، فقال: من هذا؟ قلت: حذيفة، قال: ما لك؟ فحدثته، فقال: غفر الله لك ولأمك، ثم قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت: بلى. قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة، فاستأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني، أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة).

ص 270

ومنهم العلامة السيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي في (هداية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري) (ج 1 ص 177 ط مطبعة الاستقامة بمصر) قال: إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي (قالت الراوية) فبكيت فقال أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك (روته فاطمة: كتاب المناقب: باب علامات النبوة). ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى 307 ه في (مسند أبي يعلى) (ص 110 ط دار المأمون للتراث دمشق) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، حدثنا محمد بن خالد الحنفي، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم، عن عبد الله بن وهب ، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسارها بشيء فبكت، ثم سارها بشيء فضحكت. فسألتها عنها فقالت: أخبرني أنه مقبوض في هذه السنة فبكيت فقال: (ما يسرك أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا فلانة؟). فضحكت. ورواه أيضا في ص 312 بعين ما تقدم سندا ومتنا. ومنهم الشريف أبو الفضل عبد الله بن محمد الصديق الحسني في (الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين) (ص 361 ط بيروت) قال: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران (ك) عن أبي سعيد رضي الله عنه. ومنهم الفاضل المعاصر محمد عطية الأبراشي في (عظمة الإسلام) (ص 390 ط مكتبة الإنجلو المصرية القاهرة) قال: ذكر عيادة النبي صلى الله عليه وآله لابنته فاطمة عليها السلام وقوله: (أبشري

ص 271

فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة). ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون) ص 23 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وقال علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم وآسية). رواه أبو داود. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 ه في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 26 ص 86 ط دار الفكر) قال: وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران). وعن علي: أن فاطمة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ألا ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأحلمهم حلما، وأكثرهم علما؟! أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا ما جعل الله لمريم بنت عمران، وأن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة؟!): ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة - للعلامة الصفوري) (ص 188 ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال: رأيت في (الإحياء) أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة رضي الله عنها، فقال: (السلام عليك يا ابنتاه كيف أصبحت؟) قال: أصبحت والله وجعة، أضرني الجوع، فبكى صلى الله عليه وسلم وقال: (لا تجزعي فوالله ما ذقت طعاما منذ ثلاث، وإني لأكرم على الله منك، ولو سألت الله لأطعمني، ولكن آثرت الآخرة على الدنيا) ثم ضرب بيده على منكبها وقال: (أبشري، فوالله إنك سيدة نساء أهل الجنة قالت: فأين آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران؟ فقال صلى الله عليه وسلم:

ص 272

(آسية سيدة نساء عالمها ومريم سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، إنكن في بيوت من قصب لا أذى فيها ولا نصب، ولا صخب اقنعي بابن عمك، فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة).

مستدرك

قال رسول الله (ص): (خير نساء العالمين أربع إحديهن فاطمة عليها السلام)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 43 وج 19 ص 50 وج 25 ص 52 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 ه في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 26 ص 86 ط دار الفكر) قال: وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وعليهن). ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله) (ص 166 ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت: وفي صحيح الحديث: (خير نساء العالمين أربع: مريم وآسية وخديجة وفاطمة)... ومنهم سامية منيسي في (أمهات المؤمنين والقرشيات) (ص 246 ط دار المريخ) قالت: فذكرت الحديث كما تقدم.

ص 273

مستدرك

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)

 تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 116 وج 19 ص 54 وج 25 ص 259 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد الحسن بن هبة الله البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى 643 ه في (ذيل تاريخ بغداد) (ج 2 ص 203 ط دار الكتب العلمية بغداد) قال: أخبرنا عثمان بن الحسين بن الحكيم قراءة عليه قال أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي ثنا أبو أحمد الغطريفي ثنا عمر بن محمد الكاغذي ثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ثنا عبد الله بن محمد بن سالم ثنا الحسين بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي رضي الله عنهم أجمعين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لفاطمة عليها السلام: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. ومنهم الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى 307 ه في (المعجم) (ص 259 ط دار المأمون للتراث بيروت) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم، حدثنا حسين بن زيد، عن علي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن الحسين بن علي عليه السلام، عن علي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة عليها السلام: (يا فاطمة، إن الله

ص 274

عز وجل يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك). ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 11 ص 217 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك. كنز 34238 - كر 1: 299 - عدي 2: 762. ومنهم عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين) (ص 480 ط دار الريان) قال: وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك). ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 3 ص 193 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: إن الله ليغضب لغضب فاطمة. كنز 34237 - جوامع 4996. ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله) (ص 172 ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت: في صحيح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله ليرضى لرضاك ويغضب لغضبك. ومنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في (أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم) (ص 42 ط دار الهجرة بيروت) قال: يقول النبي صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. ومنهم سامية منيسي في أمهات المؤمنين والهاشميات) (ص 266 ط دار المريخ بالرياض) قالت:

ص 275

يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب - فذكرت الحديث. منهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في (المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية) (ج 2 ص 328 ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال: وفي خلال الخلاف على هذه القضية قال عمر لأبي بكر: (انطلق بنا إلى فاطمة فإنا قد أغضبناها). فانطلقا فاستأذنا عليها فلم تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه، فأدخلهما. فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال: (يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك إني مت ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله؟ ألا إني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث. ما تركناه فهو صدقة). فقالت: (أرأيتكما إن حدثكما حدثنا عن رسول الله تعارفانه وتفعلان به؟) قالا: (نعم). فقالت: (نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: رضاء فاطمة من رضائي وسخطها من سخطي؟) قالا: (نعم سمعناه من رسول الله). قالت: (فإني أشهد الله وملائكته إنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه). فقال أبو بكر: (أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة)، ثم انتحب يبكي حتى كادت نفسه تزهق... ثم خرج فاجتمع إليه الناس فقال لهم: (يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه؟ لا حاجة لي في بيعتكم. أقيلوني بيعتي).

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة بضعة مني)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 198 وج 10 ص 187 وج 19 ص 75 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة:

ص 276

فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني المولود 470 والمتوفى 561 ه في (الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل) (ص 365 ط بغداد) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فاطمة بضعة مني، يريبني ما يريبها). ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني المتوفى 430 ه في (مجلس من الأمالي) (ص 47 ط دار الصحابة للتراث طنطا) قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا خلاد ابن أسلم ثنا سفيان بن عيينة. عن عمرو بن دينا عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها). متفق عليه من حديث عمرو. ورواه الزهري عن علي بن الحسين عن المسور. ومنهم العلامة الملا علي القاري في (شرح الشفاء) (ج 2 ص 48 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: روى الحديث مثل ما تقدم عن الحافظ أبي نعيم. ومنهم العلامة محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في (الخصائص النبوية - المسماة فتح الكريم القريب شرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب) (ص 191 ط مكتبة جدة) قال: (وذكر المحب الطبري ما هو أبلغ فإنه أورد حديث المسور بن مخرمة) الذي رواه أحمد والحاكم والطبراني عنه. أنه لما خطب إليه حسن بن حسن فاعتذر إليه بقوله صلى الله عليه وسلم فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها ويبسطني ما يبسطها. ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في (شرح الشفاء للقاضي عياض) (ج 4 ص565 المطبوع بهامش (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) ط دار الفكر بيروت)

ص 277

قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) (ج 4 ص 565 ط دار الفكر بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول - في التوحيد) (ج 2 ص 484 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما فاطمة - فذكر مثل ما تقدم عن أبي نعيم إلا أنه ليس فيه: ويغضبني ما أغضبها. ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في (رياض الجنة في محبة النبي صلى الله عليه وآله واتباع السنة) (ص 17) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني). رواه البخاري. ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في (خديجة أم المؤمنين - نظرات في إشراق فجر الإسلام) (ص 480 ط 2 دار الريان للتراث) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في (المرتضى - سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب) (ص 85 ط دار القلم دمشق) قال: في الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ص 278

ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى 1120 ه في (البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف) (ص 116 ط المكتبة العلمية بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم عن رياض الجنة. ومنهم العلامة أبو الفضل عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني في (الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين) (361 ط عالم الكتب بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم عن رياض الجنة. وذكر أيضا مثل ما تقدم عن (الخصائص النبوية) للأهدل. ومنهم الفاضلان عبد مهنا وسمير جابر في (أخبار النساء في العقد الفريد) (ص 183 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم عن (رياض الجنة). ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد الدريويش في (أحكام السوق في الإسلام وأثرها في الاقتصاد الإسلامي) (ص 474 ط 1 دار عالم الكتب الرياض) قال: فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم. ومنهم الأستاذ رضوان محمد رضوان في (فهارس البخاري) (ص 243 ط دار المعرفة بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في (جمهرة الفهارس) (ص 280 ط دار الصحابة للتراث) قال: فذكر الحديث الشريف.

ص 279

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 3 ص 510 وج 5 ص 552) قال: فذكر الحديث الشريف. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ خليل الميسي مفتي زحلة والبقاع مدير أزهر لبنان في (فهرس الموضوعات في صحيح مسلم) (ص 193 ط دار القلم بيروت) قال: فأشار إلى الحديث الشريف. ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون في تاريخ الإسلام) (ص 22 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها. ومنهم الفاضل محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة - للصفوري) (ص 190 ط دار ابن كثير) قال: وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يوما بيدها وقال: (من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها، فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله). ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله) (ص 168 ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت: في صحيح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها.

ص 280

مستدرك

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 25 ص 177 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل) (ج 2 ص 678 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها. المسور بن مخرمة 4 / 323.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 217 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في كتابه (أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم) (ص 42 ط دار الهجرة بيروت) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخطها أسخطني. وقال أيضا: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي.

ص 281

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 135 وج 19 ص 60 وج 25 ص 217 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 159 ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال: الزهراء أول من يدخل الجنة: يقول علي بن أبي طالب: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة شجنة مني)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 200 وج 25 ص 150 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو فيما سبق. رواه جماعة: ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 3 ص 355 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: إن فاطمة شجنة مني. كنز 34240. ومنهم عدة من الفضلاء في (فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 413 ط عالم الكتب بيروت) قالوا: إنما فاطمة شجنة مني... معرفة الصحابة / فاطمة 3 / 154.

ص 282

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (أنا أبو ولد فاطمة وأنا عصبتهم)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 644 وج 10 ص 239 وج 18 ص 331 وص 334 وص 432 وص 555 وج 19 ص 64 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: منهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية) (ج 1 ص 260 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أنا القزاز قال أخبرنا أحمد بن علي [قال أخبرنا علي] بن محمد المعدل قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال نا جعفر بن محمد الزعفراني قال نا محمد بن حميد قال نا محمد بن عمرو الرازي عن حسين الأشقر عن جرير بن عبد الحميد عن شيبة بن نعامة عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة الكبرى قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم ينتمون إلى عصبة [أبيهم] غير ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وأنا عصبتهم.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة سيدة نساء المؤمنين)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 30 وص 31 وص 33 وص 34 وج 11 ص 281 وج 19 ص 21 وج 25 ص 38 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ خليل الميسي مفتي زحلة والبقاع، مدير أزهر لبنان في

ص 283

(فهرس الموضوعات في صحيح مسلم) (ص 365 ط دار العلم بيروت) قال: يا فاطمة! أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين؟ ح 98 ب 15 ك 44. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 11 ص 216 و217 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة. خ 8: 79 - ك 3: 156 - فتح 11: 80 - كنز 34216، 34232 - عر 2: 188. ورواه أيضا في ج 2 ص 311 مثل ما تقدم.

مستدرك قال رسول الله (ص): (فاطمة وبعلها وابناهما معي في مكان واحد)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 212 وج 25 ص 209 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ الجلال السيوطي في (مسند فاطمة) (ص 70 ط حيدر آباد) قال: عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته فاطمة وابناه إلى جانبها وعلي نائم فاستسقى الحسن فأتى ناقة لهم فحلب منها ثم جاء به فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال: يشرب أخوك ثم تشرب، فقالت فاطمة كأنه آثر عندك منه، قال: ما هو بآثر عندي منه وإنهما عندي بمنزلة واحدة وإنك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة (كر).

ص 284

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أحبني وأحب فاطمة وبعلها وبنيها كان معي في درجتي يوم القيامة)

فقد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 52 ص 174 وج 7 ص 471 وج 9 ص 174 وج 18 ص 546 وج 19 ص 287 وج 25 ص 207، ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 35 والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال: وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبني وأحب هذين وأمهما وأباهما كان معي في درجتي يوم القيامة. أخرجه الإمام أحمد والترمذي.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أحب فاطمة فقد أحبني)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 261 وج 18 ص 393 وص 445 وج 25 ص 243 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في (أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله) (ص 42 ط

ص 285

دار الهجرة بيروت) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول دوما: من أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة حذية مني)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 220 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: منهم الفاضل المعاصر نبيل بن منصور بن يعقوب البصارة في (فهارس كتب غريب الحديث - لأبي سليمان الخطابي وأبي إسحاق الحربي وابن قتيبة الدينوري) (ص 28 ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال: إنما فاطمة حذية مني... أبو هريرة 3 / 1186.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (حسبك من نساء العالمين أربع إحداهن فاطمة)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 58 وج 19 ص 44 وج 35 ص 60 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى 307 ه في (المعجم) (ص 69 ط دار المأمون للتراث بيروت) قال:

ص 286

حدثنا محمد بن مهدي الابلي أبو عبد الله بالبصرة، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون). ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون) (ص 23 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: عن أنس مثله مرفوعا ولفظه: (خير نساء العالمين أربع). وقال معمر عن قتادة عن أنس رفعه: (حسبك من نساء العالمين أربع) وذكرهن. ويروى نحوه من حديث أبي هريرة وغيره. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 ه في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 26 ص 85 ط دار الفكر) قال: وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حسبك من نساء العالمين بأربع: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، صلوات الله عليهن أجمعين).

مستدرك قال رسول الله (ص): (خير نسائكم فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 114 وج 20 ص 433 وج 25 ص 65 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: منهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف

ص 287

الحديث النبوي الشريف) (ج 4 ص 659 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: خير نسائكم فاطمة بنت محمد. خط 4: 392 - كر 4: 321.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة سيدة نساء هذه الأمة)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 27 وج 19 ص 23 وج 25 ص 96 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة: فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) (ج 26 ص 391 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: محمد بن الذهلي أبو جعفر الكوفي روى عن: أبي حازم الأشجعي (س). روى عنه: أبو أحمد الزبيري (س)، وأبو نعيم (س). روى له النسائي، وقد وقع لنا حديثه عاليا جدا. أخبرنا به أبو الحسن بن البخاري، قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا محمد بن مروان الذهلي، قال: حدثني أبو حازم، قال: حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن ملكا من السماء، لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي، فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). رواه عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن أبي نعيم فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين. أخرجه في (الخصائص) من رواية أبي أحمد الزبيري عنه، فوقع لنا عاليا بدرجتين، وذكر في أوله قصة.

ص 288

وقال أيضا في ج 35 ص 249: وقال مسروق، عن عائشة: حدثتني فاطمة رضي الله عنها قال: أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا وقد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك - فبكيت، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو سيدة نساء المؤمنين؟ فضحكت. ومنهم المؤرخ الشهير شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) (ج 3 ص 45) قال في ترجمة سيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله: وقد أخبرها أبوها أنها سيدة نساء هذه الأمة. وقد روى مثله في كتابه (الخلفاء الراشدون من تاريخ الإسلام) ص 23. ومنهم الفاضل المعاصر العلامة أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى 556 ه في (المعلم بفوائد مسلم) (ج 3 ص 242 ط بيت الحكمة تونس والجزائر) قال: وقوله صلى الله عليه وسلم لها (أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة. ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في (تهذيب خصائص الإمام علي) (للحافظ النسائي ص 99 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي قال حدثنا أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن مروان قال: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة قال: أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صبوة النهار، فلما كان العشي قال له قائلنا: يا رسول الله قد شق علينا، لم نرك اليوم؟ قال: إن ملكا من السماء لم يكن زارني، فاستأذن الله في زيارتي، فأخبرني وبشرني أن فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي،

ص 289

وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة. أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا زكريا، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه (أو عن شماله) ثم أسر إليها حديثا، فبكت، ثم إنه أسر إليها حديثا، فضحكت، فقلت لها: ما رأيت مثل اليوم فرحا أقرب من حزن؟ وسألتها عما قال: فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى إذا قبض سألتها، فقالت: إنه أسر إلي، فقال: إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة. وإنه عارضني به العام مرتين، وما أراني إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقا، ونعم السلف أنا لك، قالت: فبكيت لذلك، ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة!؟ (أو نساء المؤمنين) قالت: فضحكت. أخبرنا محمد بن معمر البحراني قال: حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق قال: أخبرتني عائشة، قالت: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا، ما يغادر منا واحدة، فجاءت فاطمة رضي الله عنها تمشي، ولا والله إن تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى انتهت إليه، فقال: مرحبا بابنتي، فأقعدها عن يمينه (أو يساره) ثم سارها بشيء، فبكت بكاء شديدا، ثم سارها بشيء فضحكت، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لها: أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيننا بالسرار وأنت تبكين؟ أخبريني ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما الآن فنعم، سارني في المرة الأولى، فقال: إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أدري الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، ثم قال لي: يا فاطمة! أما ترضين أنك تكوني سيدة نساء هذه الأمة، وسيدة نساء العالمين

ص 290

فضحكت. ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله) (ص 214 ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت: فأشار إلى الحديث الشريف. ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول - في التوحيد) (ج 2 ص 484 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: وفيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة، ثم إنه سارها فضحكت أيضا، فقلت لها ما يبكيك؟ فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين، وسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها، فقالت: إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن (تهذيب الكمال) من حديث مسروق عن عائشة. ومنهم عدة من الفضلاء في (فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 207 ط عالم الكتب بيروت) قالوا: وأشاروا إلى الحديث الشريف. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 11 ص 217 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة.

ص 291

ورواه أيضا في ج 2 ص 311 مثله بعينه. وروى أيضا في فهارس أحاديث وآثار مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 427: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة. فاطمة 6 / 282. ومنهم الفاضل ساعد بن عمر بن غازي في (ذيل مجلس من الأمالي لأبي نعيم الإصبهاني) (ص 54) قال: أخرجه البخاري في (التاريخ الكبير) (1 / 1 / 232) من طريق محمد بن مروان الذهلي عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أن فاطمة سيدة نساء أمتي). ومنهم الفاضل وحيد عبد السلام بالي في (وقاية الانسان) (ص 318 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: ذكر الحديث عائشة إن النبي صلى الله عليه وآله سار فاطمة فبكت ثم سارها فضحكت - وقال في الثانية: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين - أو سيدة نساء هذه الأمة.

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة علاقة الميزان)

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 9 ص 207 وج 13 ص 79 وج 18 ص 417 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد بن عبد الرؤوف الشافعي المناوي في (إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل) (ص 74 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال:

ص 292

(عن ابن عباس عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه والأئمة من أمتي عموده، وفاطمة علاقته توزن فيه أعمال المحبين لنا، والمبغضين لنا). [رواه الديلمي]. مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة لسان الميزان) قد رواه جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة - للعلامة الصفوري) (ص 191 ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال: قال علي رضي الله عنه: دخلت يوما منزلي، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره، وفاطمة بين يديه، فقال: (يا حسن ويا حسين، أنتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه ولا تعتدل الكفتان إلا باللسان، ولا يقوم اللسان إلا على الكفتين، أنتما الإمامان ولأمكما الشفاعة، ثم التفت إلي وقال: يا أبا الحسن أنت توفي أجورهم، وتقسم الجنة بين أهلها يوم القيامة).

مستدرك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (فاطمة سيدة نساء العالمين)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 27 وج 19 ص 18 وج 25 ص 42 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 ه في (مختصر

ص 293

تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 17 ص 342 ط دار الفكر) قال: وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ألا تنطلق بنا نعود فاطمة؟ فإنها تشتكي، قلت: بلى. قال: فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها، فسلم فاستأذن، فقال: أدخل أنا ومن معي؟ قالت: نعم، ومن معك يا أبتاه، فوالله ما علي إلا عباءة. فقال لها: اصنعي بها هكذا، واصنعي بها هكذا، فعلمها كيف تستتر، فقالت: والله ما على رأسي خمار، قال: فأخذ خلق ملاءة كانت عليه، قال: اختمري بها، ثم أذنت لهما، فدخلا، فقال: كيف تجدنيك يا بنية؟ قالت: إني لوجعة، وإنه ليزيدني أني مالي طعام آكله، قال: أما ترضين يا بنية أنك سيدة نساء العالمين؟ قال: تقول: يا أبه، فأين مريم بنت عمران؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة. ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه (سيدات نساء أهل الجنة) (ص 113 ط مكتبة التراث الإسلامي القاهرة) قال: وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة وهي مريضة ذات يوم فقال لها: كيف تجدينك يا بنية؟ قالت الزهراء: إني لوجعة وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور بعينه. ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في (المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية) (ج 2 ص 333 ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور. ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى 732 ه في (منح المدح أو: شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أو رثاه) (ص 356 ط دار الفكر دمشق) قال:

ص 294

فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور. ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في (الخلفاء الراشدون) (ص 23 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أبو العباس السراج، ثنا محمد بن الصباح، ثنا علي بن هاشم، عن كثير النواء، عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم: عاد فاطمة وهي مريضة فقال لها: (كيف تجدينك)؟ قالت: إني وجعة وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله، قال: (يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين) قالت فأين مريم؟ قال: (تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة). ومنهم سامية منيسي في (أمهات المؤمنين والقرشيات) (ص 246 ط دار المريخ في الرياض قالت: قال لها في آخر حياته: أنت أول من لحقني من أهل بيتي وأنت سيدة نساء العالمين فضحكت. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 5 ص 552 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال: فاطمة سيدة نساء العالمين. ورواه أيضا في ج 2 ص 311. ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في (فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم) لأبي عبد الله الترمذي (ص 12 ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية بيروت) قال: أربع نساء سيدة نساء العالمين مريم وآسية وخديجة وفاطمة. 307. ومنهم عفت وصال حمزة في (تعليقات منح المدح) (ص 358) قالت:

ص 295

وفي الإصابة 4 / 367: وقال مسروق عن عائشة: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (مرحبا بابنتي) ثم أجلسها عن يمينه ثم أسر إليها حديثا، فبكت، ثم أسر إليها حديثا، فضحكت. فقلت: ما رأيت كاليوم أقرب فرحا من حزن. فسألتها عما قال فقالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره. فلما قبض سألتها فأخبرتني أنه قال: (إن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين. وما أراه إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي، ونعم السلف أنا لك) فبكيت. فقال: (ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين)؟ فضحكت.

مستدرك

قال رسول الله صلى الله عليه وآله لابنته فاطمة: (أنت أول أهل بيتي لحوقا بي)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 439 وج 19 ص 172 وج 25 ص 173 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى 307 ه في (مسند أبي يعلى) (ج 12 ص 111 ط دار المأمون للتراث دمشق) قال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (مرحبا بابنتي). وأجلسها عن يمينه - أو عن يساره - وأسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديثا فضحكت. فقلت: ما رأيت

ص 296

كاليوم حزنا أقرب من فرح! أي شيء أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قبض سألتها، فقالت: قال: (إن جبريل كان يأتيني فيعارضني القرآن مرة. وإنه أتاني العام فعارضني به مرتين، ولا أرى أجلي إلا قد حضر. ونعم السلف أنا لك، وإنك أول أهل بيتي لحوقا بي). فبكيت لذلك. فقال: (أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين - أو نساء هذه الأمة؟). قالت فضحكت. ومنهم العلامة العارف الشيخ فخر الدين بن عربي المتوفى 638 ه في (تفسير القرآن الكريم) (ج 2 ص 865 ط دار الأندلس بيروت) قال: وعنه أنه دعا فاطمة عليها السلام، فقال: (يا بنتاه نعيت إلي نفسي، فبكت، فقال: لا تبكي، فإنك أول أهلي لحوقا بي. فضحكت) وتسمى هذه سورة التوديع. وروي أنه عاش بعدها سنتين. ونزلت في حجة الوداع. ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في (المجموعة الكاملة - العبقريات الإسلامية) (ج 2 ص 339 ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال: أشار إلى الحديث الشريف كما تقدم. ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى 711 ه في (مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر) (ج 25 ص 253 ط دار الفكر) قال: منصور بن بشير حدث عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وآله دعا فاطمة في مرضه الذي توفي فيه - فذكر الحديث مثل ما مر عن المسند لأبي يعلى. وقال أيضا في ج 26 ص 86: وعن عائشة: أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، ثم أكببت فضحكت؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت، ثم أكببت فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به، قال: (وأنت

ص 297

سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم بنت عمران)، فضحكت. ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) (ج 3 ص 170 ط دار الفكر بيروت) قال: (و) مما أخبر به صلى الله تعالى عليه وسلم من المغيبات ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله تعالى عنها (إن فاطمة) الزهراء بنته صلى الله تعالى عليه وسلم ورضي الله عنها (أول أهل لحوقا) وروي لحاقا (به) أي أول من - فذكر الحديث مثل ما مر. ومنهم الفاضل المعاصر عبد السلام محمد هارون في كتابه (تهذيب إحياء علوم الدين - للغزالي) (ج 1 ص 369 ط القاهرة) قال: وأخبر فاطمة ابنته رضي الله عنها بأنها أول أهله لحاقا. ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في (شرح الشفاء للقاضي عياض) (ج 3 ص 170 المطبوع بهامش (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض) ط دار الفكر بيروت) قال: فذكر الحديث مثل ما تقدم. منهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 ه في (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) (ج 4 ص 35 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال: أخبرنا هبة الله بن الحصين، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (مرحبا بابنتي)، ثم أجلسها عن يمينه - أو عن شماله - ثم أنه أسر إليها حديثا

ص 298

فبكت، فقلت لها: استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ثم تبكين. ثم إنه أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل المعاصر سليمان سليم البواب في (مئة أوائل من النساء) (ص 156 ط 2 دار الحكمة دمشق) قال: ذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم. ومنهم الفاضل الدكتور دوايت. رونلدسن في (عقيدة الشيعة) تعريب: ع. م (ص 30 ط مؤسسة المفيد بيروت) قال: فذكر الحديث الشريف. ومنهم الفاضل المعاصر رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في (إظهار الحق) (ج 2 ص154 ط دار الجيل بيروت) قال: فذكر الحديث الشريف. ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه: (أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله) (ص 79 ط دار الهجرة بيروت) قال: فذكر الحديث الشريف. ومنهم الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب عقد الفريد في كتاب (طبايع النساء وما جاء فيها من العجائب والغرائب) (ص 178 ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال: عن عثمان بن عمر عن إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين - فذكر الحديث.

ص 299

ومنهم الفاضل المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في (نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق) (ص 52 ط دار السلام) قال: أخرج البخاري في صحيحه فقال: حدثنا أبو نعيم ثنا زكريا عن فراس عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا با ابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت: أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك. درجة الحديث: الحديث صحيح: أخرجه الشيخان. تحقق النبوءة: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كانت فاطمة رضي الله عنها أول من لحقت النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته فإنها لم تعش بعده صلى الله عليه وسلم إلا ستة أشهر. يقول الحافظ ابن جر رحمه الله تعالى: إنهم اتفقوا - أي أهل السير - على أن فاطمة عليها السلام كانت أول من مات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بعده حتى من أزواجه. ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: عاشت - أي فاطمة رضي الله عنها - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وهو الصحيح المشهور وقيل: ثمانية شهر وقيل: ثلاثة وقيل: شهرين وقيل: سبعين يوما فعلى الصحيح قالوا توفيت رضي الله عنها لثلاث مضين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.

ص 300

ويقول النووي رحمه الله تعالى في موضع آخر: هذه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم بل معجزتان فأخبر ببقائها بعده وبأنها أول أهله لحاقا به ووقع كذلك. وقال في الذيل: هذا الحديث يتعلق بسيدتنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابيان هما فاطمة نفسها وواثلة بن الأسقع الليثي رضي الله عنهما. أما حديث فاطمة رضي الله عنها، فأخرجه البخاري في صحيحه 61 - كتاب المناقب 25 - باب علامات النبوة في الإسلام 6 / 628 (ح 3624) بلفظه و(ح 3626) بمثله. و62 - كتاب فضائل الصاحبة 12 - باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم 7 / 78 (ح 3716) بمثله. و64 - كتاب المغازي 83 - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته 8 / 135 (ح 4433). ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة 15 - باب فضائل فاطمة رضي الله عنها 4 / 1905 (ح 2450) بمثله. وابن ماجة في سننه كتاب الجنائز 64 - باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم 1 / 517 (ح 162) بمثله. وأحمد في مسنده 6 / 282 - 283 - 240 بمثله. والدارمي في مقدمة سننه 14 - باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم 1 / 38 (ح 80) بمثله. وابن سعد في الطبقات 2 / 247 بمثله. وابن أبي شيبة في مصنفه 14 / 129 (ح 17840) بمثله. والطبراني في معجمه الكبير 11 / 330 (ح 11907) بمثله. والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 364 بمثله. وأما حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه. فأخرجه ابن عساكر في تاريخه كما

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج33)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب