ص 541
بالسلاح ثم ذكر الحسين قول أخيه لا ترفعن في ذلك صوتا فحفر له في البقيع ودفن هناك
عليه السلام في أحسن مقام. ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي
المتوفى سنة 597 ه في (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) (ج 5 ص 225 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان، قال: أخبرنا أبو نعيم
الإصبهاني، قال: حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا أبو عروبة الحراني، قال: حدثنا
سليمان بن محمد ابن خالد، قال: حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن محمد بن إسحاق، قال:
دخلت أنا ورجل على الحسن نعوده، فقال: قد ألقيت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم
مرارا فلم أسق مثل هذه المرة. ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند
رأسه، فقال: يا أخي من تتهم؟ قال: لم، لتقتله؟ قال: نعم، قال: إن يكن الذي أظن
فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا، وإن لم يكن فلا أحب أن يقتل بي برئ، ثم قضى رضي الله
عنه. أخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي
الجوهري، قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال: حدثني أبو
عبد الله اليماني، قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي، عن ابن جعدة، قال: كانت جعدة
بنت الأشعث بن قيس تحت الحسن بن علي فدس إليها يزيد أن سمي حسنا حتى أتزوجك، ففعلت،
فلما مات الحسن بعثت جعدة إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها، فقال: إنا والله لم
نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا. مرض الحسن أربعين يوما، وتوفي في ربيع الأول من هذه
السنة، وهو ابن سبع وأربعين سنة، وصلى عليه سعيد بن العاص بالمدينة، ودفن بالبقيع،
وقيل: إنه توفي في سنة خمسين، وقيل: إحدى وخمسين. ومنهم الشريف أبو الحسن علي
الحسني الندوي في (المرتضى - سيرة سيدنا أبي
ص 542
الحسن علي بن أبي طالب) (ص 202 ط دار القلم دمشق) قال: وسقي الحسن سما كان سبب
موته، يقول عمير بن إسحاق: دخلت أنا ورجل آخر من قريش على الحسن بن علي، فقال: وقد
سقيت السم مرارا، وما سقيت مرة هي أشد من هذه، وقد أخذ في السوق، فجاء الحسين حتى
قعد عند رأسه، وقال: أي أخي، من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم، قال: لئن كان
صاحبي الذي أظن فالله أشد نقمة، وفي رواية: الله أشد بأسا وأشد تنكيلا، وإن لم يكنه
ما أحب أن تقتل بي بريئا. وقد اجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدا من
الزحام. روى الواقدي عن ثعلبة بن أبي مالك قال: شهدت الحسن يوم مات ودفن ببقيع،
ورأيت البقيع لو طرحت فيه إبرة ما وقعت إلا على رأس انسان. وتوفي الحسن وهو ابن سبع
وأربعين على الأصح. مات لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين (50)، وروي عن
أبي جعفر قال مكث الناس يبكون على الحسن بن علي سبعا ما تقوم الأسواق. وقد ولي
الحسن بعد موت علي عليهما السلام لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وصالح معاوية
في شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، ويسمى عام الصلح مع معاوية (عام الجماعة).
فكانت خلافته ستة أشهر تمت بها ثلاثون سنة للخلافة. ومنهم الفاضل الدكتور دوايت.
رونلدسن في (عقيدة الشيعة) تعريب: ع، م (ص 91 ط مؤسسة المفيد بيروت) قال: والخبر عن
وفاة الحسن. وكذلك الخبر الذي تأخذ به الشيعة هو أنه مات مسموما بعد عدة محاولات
غير ناجحة لسمه. فتذكر القصة أنهم اتفقوا مع خادم له يحمل طعامه، أن يسمم له
الطعام، فكتب إليهم أنه فعل ذلك ثلاثا فلم يحدث شيء. فأرسلوا رسولا بكتاب إلى
الخادم ومعه زجاجة بها سم قتال يقال أن قطرة منه في البحر تقتل السمك. وهذا السم هو
(زهر
ص 543
هلاهل) كما يصفه أحد الشيوخ الإيرانيين (أي السم الفتاك) بأنه سائل يفرزه السقنقور
في بعض الأحيان على سفح التل وهو قوي إلى درجة يتمكن بها من قتل أي حيوان إذا ضربه
وإذا وقع على الأرض حفر سطحها. لكن الرسول كان جائعا فنزل في مرحلة ليأكل، فلما أكل
أصابه مغص شديد. فجاء ذهب وهو يتلوى فأكله أما ناقته فسلمت ووصل الكتاب والسم
المرسل إلى خادم الحسن، إلى يد الحسن نفسه. وكان عنده بعض الضيوف. فلما قرأ الكتاب
وضعه تحت وسادته ولم يذكر شيئا وألح عليه أصحابه بالسؤال فلم يجبهم. وأصفر وجهه
فقام أحد أصحابه وتمكن من أخذ الكتاب فلما قرأه مع آخرين قاموا وقتلوا الخادم الذي
افتضح غدره. وفي مرة أخرى أغرى مروان كما يذكر الشيعة إحدى زوجات الحسن بسمه
وأقنعها أن يزيد ابن الخليفة يرغب تزوجها ولا يتمكن من ذلك ما دام الحسن حيا.
فاتفقت معه على سمه. فوضعت له السم في المرة الأولى بالعسل وأطعمته إياه فمرض مرضا
شديدا وأدرك ما جرى فذهب إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصلى واحتك بحجر القبر
وذهب عنه الألم شيئا فشيئا ويعتبر أنه شفى بمعجزة. وأخذ منذ ذلك الحين يشك بزوجته
جعدة بنت الأشعث بن قيس وتسمى أيضا بأسماء. وحاولت مرة أخرى تسميمه ووضعت السم في
تمر وجاءته به في سلة فأمرها الحسن من باب الحيطة والحذر أن تأكل من التمر قبله
ولما كانت تميز التمرات المسمومة أخذت حفنة من غير المسموم وأكلتها. وأخذ الحسن سبع
تمرات مسمومات فشعر بمرض شديد فذهب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فنجا
بمعجزة. وبعد هذه الحوادث اضطربت أعصاب الحسن فقال لأصحابه أن صحته منذ سنوات عديدة
لم تكن على ما يرام في المدينة وقد قرر الذهاب إلى الموصل. وكان أحد أسباب ذلك
رغبته في الابتعاد من زوجته التي كان يخافها. وكان في الموصل رجل أعمى يكره الحسن
عليه السلام فسمم رأس عكازته وجاءه يوما يطلب صدقة وكان الحسن جالسا متربعا وإحدى
رجليه على الأرض
ص 544
ووضع الأعمى رأس عصاه على رجل الحسن وداسها بثقله. وأعلن الأطباء أن العصا كانت
مسمومة وسقوه بعض الأدوية فشفى. ولم يجد الحسن راحة التي كان ينشدها في الموصل فعاد
إلى المدينة وسكن بعيدا عن زوجته التي شك فيها واتخذ الحيطة في مأكله ومشربه ولكن
أسماء جاءت ليلا ومعها سم من الماس المسحوق. وكان إلى جانب الحسن إناء فيه ماء
للشرب ففكرت في تسميم الماء ولكن فوهة الإناء كانت مشدودة بقطعة من القماش مختومة.
غير أن القماش كان ناقعا فرشت السم عليه فامتصه فتسمم الماء، ولما أمر الحسن ابنته
أن تسقيه ماء ففعلت فأصابه مرض شديد حتى قذف بأحشائه. وعلى كل حال فإن هذا الوصف
التصويري يذكر بأنه قذف بكبده قطعة قطعة حتى بلغت مائة وسبعين قطعة. وقال أحد
الشيوخ الإيرانيين إن الأطباء الحديثين يقولون إن هذا الأمر غير ممكن وقوعه وبذلك
يلقون بعض الشك على تفاصيل شهادة الحسن.. ويذكر في الأخبار أن الحسن عند ما كان على
فراش الموت أخبر بأن من أعطته السم لا تنال ما تريد، فيروى بناء على ذلك أن معاوية
أرسل إليها بعد ذلك يقول: إننا نحب حياة يزيد، ولولا ذلك لوفينا لك بتزويجه. وترى
قصة إنهم أرادوا دفنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حسب وصيته، وكان قد أخبر بأن
عائشة ربما منعت دفنه هناك. فإذا فعلت ذلك فيدفن في البقيع إلى جانب أمه. فلما
حملوا جنازة الحسن إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ مروان الخبر إلى عائشة
فخرجت تمنع وقد ركبت بغلة وقالت إن دفن الحسن هناك مما يحط من قدر الرسول صلى الله
عليه وسلم فغضب محمد بن الحنفية أخو الحسن من أبيه علي وقال لها خرجت على أبي وأنت
على جمل واليوم جئت تشتمينا وأنت على بغلة، وإن خرجت غدا لخزي الإسلام فستكونين على
فيل فغضبت عائشة من ذلك والتفتت إلى بني أمية وسألتهم كيف أنها تخاطب بمثل ذلك وهم
سكوت فسألوها وما نفعل فقالت ارموا جنازة الحسن بالسهام ففعلوا حتى سل منها سبعون
ص 545
نبلا. فأخذ بنو هاشم الجنازة ودفنوها بالبقيع كما أوصى الحسن إلى جانب أمه فاطمة.
كلمات القوم من الصحابة والتابعين والعلماء في حق سيدنا الإمام الحسن عليه السلام

منها
كلام عبد الله بن عمر وعمرو بن العاص 
رواه جماعة: فمنهم الحافظ إمام الحنابلة
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل المتوفى 241 ه في (مسند أهل البيت) برواية ولده
عبد الله (ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال: وأخرج البزار بإسناد رجاله رجال
الصحيح - غير هاشم بن البريد - وهو ثقة عن رجاء بن ربيعة قال: كنت جالسا بالمدينة
في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو، فمر
الحسن بن علي فسلم، فرد عليه أقوم وسكت عبد الله بن عمرو، ثم أتبعه فقال: وعليك
السلام ورحمة الله، ثم قال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، والله ما كلمته منذ
ليالي (صفين). فقال أبو سعيد: ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه؟ قال: نعم. فقام فدخل أبو
سعيد فاستأذن، فأذن له، ثم استأذن لعبد الله بن عمرو، فدخل، فقال أبو سعيد لعبد
الله بن عمرو: حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن فقال: نعم أحدثكم، إن أحب أهل
الأرض إلى أهل السماء. قال: فقال له الحسن: إذا علمت أني أحب أهل الأرض إلى أهل
السماء فلم قاتلتنا، أو كثرت يوم صفين؟ فقال: أما إني والله ما كثرت سوادا، ولا
ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبي، أو كلمة نحوها. قال: أما علمت أنه لا طاعة
لمخلوق
ص 546
في معصية الله؟ قال: بلى. ولكني أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فشكاني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن عبد الله ابن
عمرو يصوم النهار ويقوم الليل، قال: صم وأفطر، وصل ونم، فإني أنا أصلي وأنام، وأصوم
وأفطر، قال لي: يا عبد الله أطع أباك. فخرج يوم صفين وخرجت معه. مجمع الزوائد (9 /
176 - 177). وذكره من طريق أخرى غير (البزار) عن الطبراني في المعجم الأوسط وذكر أن
في إسناده علي بن سعيد بن بشير وفيه (لين) (9 / 186 - 187). ومنها
كلام أبي بكر

رواه جماعة: منهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي
المتوفى سنة 742 في كتابه (تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) (ج 5 ص 299 ط بيروت) قال:
إن أبا بكر رأى الحسن فأخذه على عنقه، ثم قال: بأبي شبيها برسول الله صلى الله عليه
وسلم، ليس شبيها بعلي، وعلي يضحك. في صفة النبي صلى الله عليه وسلم (المناقب 23: 1)
عن أبي عاصم - وفي الفضل الحسن (المناقب 52: 5) عن عبدان، عن ابن المبارك في
المناقب (الكبرى 7: 1) عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن أبي داود، عن سفيان -
ثلاثتهم عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، عنه به ومعنى حديثهم واحد.
قيل: إن عمر بن سعيد تفرد به. ومنهم الحافظ القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن
شعيب المشتهر بالنسائي الخراساني المتوفى سنة 303 ه في كتابه (فضائل الصحابة) (ص 19
ط بيروت سنة 1405) قال:
ص 547
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: أنا أبو داود، عن سفيان عن عمر بن سعيد عن
ابن مليكة عن عقبة بن الحارث، قال: إني مع أبي بكر حين مر على الحسن فوضعه على
عنقه، ثم قال بأبي شبيه النبي صلى الله عليه وسلم، لا شبه علي، وعلي معه، فجعل
يضحك. ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العلك - المدرس في إدارة الافتاء العام
بدمشق في (مختصر حياة الصحابة - للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي) (ص 318 ط دار
الإيمان - دمشق وبيروت) قال: وأخرج أبو نعيم والجابري في جزئه عن عبد الرحمن ابن
الإصبهاني قال: جاء الحسن بن علي إلى أبي بكر رضي الله عنهم وهو على منبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: انزل عن مجلس أبي، قال: صدقت، إنه مجلس أبيك، وأجلسه في
حجره وبكى. فقال علي رضي الله عنه: والله ما هذا عن أمري. فقال: صدقت والله ما
اتهمتك. وعن ابن سعد عن عروة أن أبا بكر خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر،
فقال: انزل عن منبر أبي، فقال علي: إن هذا شيء من غير ملأمنا. كذا في الكنز (3 /
132). ومنها
كلام أبي هريرة 
رواه جماعة: منهم العلامة جمال الدين أبو الحجاج يوسف
بن الزكي الكلبي في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 230 ط مؤسسة الرسالة) قال: وقال عبد الله
بن عون عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقى الحسن بن علي فقال: ارفع ثوبك حتى أقبل
ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فرفع عن بطنه
ص 548
فوضع فمه على سرته. ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك - المدرس في إدارة
الافتاء العام بدمشق في (مختصر حياة الصحابة - للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي) (ص
318 ط دار الإيمان دمشق وبيروت) قال: وأخرج أحمد عن عمير بن إسحاق قال: رأيت أبا
هريرة رضي الله عنه لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال له: اكشف عن بطنك حيث
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل منه، فكشف عن بطنه فقبله. وفي رواية. فقبل
سرته. قال الهيثمي (9 / 177): رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: فكشف عن بطنه ووضع
يده على سرته. ورجالهما رجال الصحيح غير عمير بن إسحاق وهو ثقة. ا ه. وأخرجه ابن
النجار عن عمير كما في الكنز (7 / 104) وفيه: فوضع فمه على سرته. وأخرج الطبراني عن
المقبري قال: كنا مع أبي هريرة رضي الله عنه فجاء الحسن ابن علي رضي الله عنهما
فسلم فرد عليه القوم، ومعنا أبو هريرة رضي الله عنه لا يعلم، فقيل له: هذا حسن بن
علي يسلم، فلحقه فقال: وعليك يا سيدي، فقيل له: تقول: يا سيدي، فقال: أشهد أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه سيد قال الهيثمي (9 / 178): رجاله ثقات. وأخرجه
أيضا أبو يعلى وابن عساكر عن سعيد المقبري نحوه كما في الكنز (7 / 104). وأخرجه
الحاكم (3 / 169) وصححه. ومنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه (حقيقة
التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة) (ص 499 ط عالم الكتب بيروت) قال: وعن سعيد
بن أبي سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة، فجاء الحسن بن علي بن أبي طالب فسلم
علينا فرددنا عليه السلام، ولم يعلم به أبو هريرة، فقلنا له: يا أبا هريرة، هذا
الحسن بن علي قد سلم علينا، فلحقه وقال: وعليك السلام يا سيدي، ثم قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيد.
ص 549
ومنها
كلام معاوية بن أبي سفيان 
رواه جماعة: فمنهم الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي
المزي الكلبي في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 230 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: قال حريز
بن عثمان عن عبادة بن حمزة... عن معاوية رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص
لساه - أو قال: شفتيه يعني الحسن بن علي وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول
الله صلى الله عليه وآله. ومنهم المستشار سالم البهناوي في (الخلافة والخلفاء
الراشدون بين الشورى والديمقراطية) (ص 317 ط 1 الزهراء للإعلام العربي القاهرة)
قال: إن معاوية أخذ بيد الحسن بن علي، في مجلس له، ثم قال لجلسائه: من أكرم الناس
أبا وأما وجدا وجدة؟ فقالوا: أمير المؤمنين أعلم، فأخذ بيد الحسن وقال: هذا أبوه
علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت محمد، وجده رسول الله، وجدته خديجة... ومنها
كلام
نعمان بن العجلان الزرقي 
رواه جماعة من الأعلام: منهم العلامة أبو القاسم علي بن
الحسن الشافعي الشهير بابن عساكر الدمشقي في (ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق) (ص
138 ط بيروت) قال: أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد إذنا ومناولة، وقرأ علي إسناده،
أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين، أخبرنا أبو الفرج المعافا بن زكريا، أخبرنا الحسين
بن علي
ص 550
المرزباني النحوي، أخبرنا عبد الله بن هارون النحوي، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا
أبو عثمان قال: سمعت أبا الحسن المدائني يقول: قال معاوية وعنده عمرو بن العاص
وجماعة من الأشراف من أكرم الناس أبا وأما وجدا وجدة وخالا وخالة وعما وعمة؟ فقام
النعمان بن العجلان الزرقي، فأخذ بين الحسن فقال: هذا أبوه علي وأمه فاطمة وجده
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته خديجة وعمه جعفر وعمته أم هاني بنت أبي طالب
وخاله القاسم وخالته زينب، فقال عمرو بن العاص أحب بني هاشم دعاك إلى ما عملت؟ قال
ابن العجلان: يا بن العاص ما علمت، إنه من التمس رضى مخلوق بسخط الخالق حرمه الله
أمنيته، وختم له بالشقاء في آخر عمره، بنو هاشم انضر قريش عودا، وأقعدها سلما،
وأفضلها أخلاقا (أحلاما خ ل). ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور
محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296
والمتوفى سنة 1372 ه بالقاهرة في كتابه (السمير المهذب) (ج 1 ص 110 ط دار الكتب
العلمية في بيروت سنة 1399) قال: روي أن معاوية بن أبي سفيان كان جالسا - فذكر مثل
ما تقدم عن ابن عساكر - إلى: وخالته زينب. ومنها
كلام العلامة فضل الله بن روزبهان
الخنجي الأصفهاني 
المتوفى 927 ه في (وسيلة الخادم إلى المخدوم - در شرح صلوات
چهارده معصوم عليهم السلام) (ص 139 ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفي بقم)
قال: اللهم وصل وسلم على الإمام الثاني. اى بار خدايا صلوات ده وسلام فرست بر امام
دوم.
ص 551
از اينجا شروع در صلوات است بر حضرت امام دوم امير المؤمنين حسن عليه السلام وآن
حضرت بعد از حضرت امير المؤمنين على عليه السلام امام به حق است وخلافت نبوت بدو
ختم شده. وروايت كرده اند كه صباح آن شب كه حضرت امير المؤمنين على عليه السلام را
دفن كردند حضرت امير المؤمنين حسن با برادران واكابر قوم خود به مسجد كوفه فرمودند
وبر منبر رفت وفرمود: امشب مردى در گذشت كه هيچكس از سابقان بدو نرسيده وهيچكس از
لاحقان بدو نرسند وهيچ درهم ودينارى ميراث نگذشت إلا چند درهمى كه جهت آنكه خادم
جهت اطفال بخرد مهيا داشته بود، بعد از آن عبد الله عباس در پايه منبر نشسته بود بر
خاست وخطبه كرد ومردمان را گفت شتابند وبا امام خود وفرزند حضرت پيغمبر صلى الله
عليه وسلم بيعت كنند. پس خلايق شتافتند وبا آن حضرت بيعت كردند وخلقى بسيار از
لشكرهاى إسلام به بيعت آن حضرت در آمدند وكار خلافت وامامت تمام شد. صاحب آيات
المناقب من المثاني. آن حضرت صاحب آيت هاى منقبت ها است از قرآن كه اسم آن مثانى
است زيرا كه در آنجا جمعميان وعده ووعيد شده، واين اشارت است به آيات كه در مناقب
آن حضرت واهل بيت فرود آمده، وآن بسيار است از جمله آيات (إنما يريد الله) الايه.
وآيه (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). كاشف أسرار الحقائق والمعاني.
آن حضرت كشف كننده اسرار حقيقت ها است. واين اشارت است به علم ومعرفت آن حضرت
واشارت [به] حقايق كه آن حضرت كشف فرموده. زيراكه هر يك از ائمه دوازده گانه محل
اسرار علوم الهى ومستقر اسرار وحكمت نا متناهى بوده اند وجميع حقايق علوم از اشارت
ايشان كشف شده. حارز قصبات السبق في المرابع والمعاني.
ص 552
آن حضرت رباينده قصب هاى سبق است در منزلها ومقامها. وعرب را عادت است كه چون اسب
دوانند در منتهاى دوانيدن اسب نى ها را بر زمين فرو برند كه هر كس پيش تر برسد، آن
را بربايد وآن را قصب السبق گويند وچون كس در فضايل وكمالات بر همه كس سابق باشد،
گويند، او قصب السبق از همه كس ربوده. واين اشارت است به سبق آن حضرت در كمالات،
وچون اول اولاد امير المؤمنين على عليه السلام است. الفائق بمنقبة: نعم الراكب على
السائر والباري. آن حضرت فايق است به منقبت فرموده خوشا سوارى كه اوست بر هر كسى كه
سير مى كند وهر كس كه ساكن است. وآن اشارت است بدانچه در حديث وارد شده از روايت
عبد الله عباس كه او گفت: حضرت پيغمبر صلى الله عليه وسلم وسلم امير المؤمنين حسن
را بر دوش مبارك خود نشانده بود. مردى گفت: خوش مركبى كه تو سوار شدى اى پسر، آن
حضرت فرمود: خوش سوارى كه اوست، ودر اين فقره بدان سخن اشارت بود. المتولعة إلى
جماله الحور والغوالي. آن حضرت مشتاق وحريص است به سوى جمال او حوران بهشت كه ايشان
بى نيازند از آرايش از بس كه آراسته وصاحب حسن اند. واين اشارت است به كمال حسن
وكمال جمال آن حضرت به غايتى كه حوران بهشت با وجود آن حسن وصفا مشتاق ديدار وحريص
جمال آن حضرت بوده اند. روايت كرده اند كه حضرت بسيار ماننده بود به حضرت پيغمبر
صلى الله عليه وسلم وكسى در زمان آن حضرت ماننده تر به حضرت پيغمبر صلى الله عليه
وسلم نبود وحضرت امير المؤمنين على عليه السلام فرمود كه حسن بن حضرت پيغمبر صلى
الله عليه وسلم ماننده تر است از سينه تا سر، وحسين به حضرت پيغمبر صلى الله عليه
وسلم وسلم ماننده تر از سينه تا شيب، وروايت كرده اند كه آن حضرت زن بسيار
ص 553
مى كرده واز كمال جمال او، زنان بدو شيفته بوده اند وهر زن كه آن حضرت مى خواسته
وطلاق مى گفته ديگر رجعت نمى نموده وزنان را صداقها ومتعه هاى وافى مى داده تا به
رضا وطيب خاطر از او مفارقت كنند، ودر اخبار آمده كه نوبتى زنى را طلاق داده وده
هزار درهم يا زيادت متعه او داده چون مال آن متعه را پيش آن زن برده اند گفته: متاع
قليل عن حبيب مفارق. يعنى متاعى اندك از دوستى كه مفارقه كرده. اين سخن را بدان
حضرت رسانيده اند فرمود: اگر من زنى را رجعت كردمى اين را رجعت مى كردم. الفاتح
لأبواب النائح على البائس والعاني. آن حضرت گشاينده درهاى بخششهاست بر درويش واسير.
واين اشارت است به كرم وعطاى آن حضرت. روايت كرده اند كه آن حضرت عطاى بسيار مى
فرمود: واز مشهوران كريمان بنى هاشم آن حضرت است. وحكايات آن حضرت بسيار است.
التارك شوكة الخلافة تبرما من المتاع الفاني. آن حضرت ترك كننده است شوكت خلافت را
از جهت سير بر آمدن از متاع فانى دنيا. واين اشارت بدانكه آن حضرت به اختيار ترك
خلافت كرد. چنانچه روايت كرده اند كه چون اهل كوفه با آن حضرت بيعت كرده اند
ولشكرهاى بسيار از شيعه [با] آن حضرت بيعت كرده اند وشيعه آن حضرت وامراى عرب نزد
آن حضرت جمع شدند، عزم قتال شام فرمود با چهل هزار مرد آراسته از كوفه بيرون رفت
ودر مقدمه لشكر قيس بن سعد بن عبادة را با دوازده هزار سوار روانه گردانيد وايشان
به جزيره وموصل آمدند وآن حضرت با برادران ولشكر به مداين آمدند ومدتي در قصر مداين
ساكن شد واعتماد بر وفاى كوفيان نداشت زيراكه مى دانست كه در باطن با آن حضرت راست
نيستند ومكاتيب با اهل شام مى نويسند، ونيز انديشه فرمود كه مستولى شام، ترك ملك
نمى كند واهل شام با او موافقند، ديگر خون مسلمانان ريخته مى شود، پس كتابت به
معاويه نوشت وبا او صلح كرد.
ص 554
الحافظ لجماجم عساكر الإسلام من القاصي والداني. آن حضرت نگاه دارنده كله هاى سر
لشكرهاى إسلام است، از دور ونزديك. يعنى هر دو لشكر را كه دوران ومخالفنا ونزديكان
وموافقان بودند، از قتل وهلاك نگاه داشت، وبر ايشان ترحم فرموده، خلافت را بگذاشت
تا خون مسلمانان ريخته نشود. روايت كرده اند كه آن حضرت چون در مداين فرود آمد با
آن حضرت لشكرها بود، همچو كوه وآن حضرت فرموده كه كله هاى سر عرب تمامى در دست من
بود من آن را نگاه داشتم از براى خداى تعالى، ونگذاشتم كه ايشان هلاك شوند واين
نهايت شفقت ومرحمت است كه كسى ملك وخلافت را بگذارد تا مؤمنان وبندگان خدا هلاك
نشوند. واين از كمال كرم واحسان اوست. الراحم على المسلمين برفع الموت الاحمر
القاني. آن حضرت رحم كننده است بر مسلمانان به برداشتن مرگ سوخ سخت سرخ، مراد از
مرگ سرخ قتل و[از سخت] مبالغه در سرخى [است] وآن اشارت است بدانكه خون بسيار در
ميان مسلمانان شده بود وآن حضرت رحم فرمود وآن خون را از ميان ايشان برداشت بافكند
[ن] صلح. المصلح بين الفئتين العظيمتين لتأييد الدين وتشييد المباني. آن حضرت اصلاح
كننده است ميان دو گروه بزرگ از براى تقويت دين ومحكم گردانيدن بناهاى إسلام. واين
اشارت است بدانكه آن حضرت اصلاح فرمود ميان لشكرها. چنانچه در حديث صحيح وارد شده
كه آن حضرت [پيغمبر] در بالاى منبر بود وحضرت امير المؤمنين حسن نزد آن حضرت نشسته
بود آن حضرت فرمود: اين پسر من سيد است وزود باشد كه خداى تعالى اصلاح كند به واسطه
او ميان دو گروه بزرگ از مسلمانان. سيد شباب أهل الجنة، في الجنة ذات القطوف
الدواني. آن حضرت سيد جوانان اهل بهشت است كه آن بهشت خداوند [صاحب]
ص 555
خوشه هاست كه نزديكند از جهت چيدن آن خوشه ها، واين اشارت است به حديث صحيح كه حضرت
پيغمبر صلى الله عليه وسلم فرمود: حسن وحسين سيدان جوانان اهل بهشت اند در بهشت
واين از مناقب آن دو حضرت است. أبي محمد الحسن بن علي السيد الرضا السبط الزكي.
كنيت آن حضرت ابو محمد است وآن حضرت را فرزندان بوده وبزرگتر ايشان حسن مثنى نام
داشته وديگر زيد بن الحسن وفاطمة بنت حسين زوجه حسن مثنى بوده، واسم مبارك آن حضرت
اول حرب بوده وحضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم او را حسن نام كرده چنانچه
مذكور شد. واز جمله القاب آن حضرت يكى سيد است ويكى رضا به واسطه آنكه كمال رضا
وتواضع او را حاصل بوده ويكى ديگر سبط، زايراكه آن حضرت سبط حضرت پيغمبر صلى الله
عليه وآله وسلم است ويكى ديگر زكى به واسطه كمال پاكى وطهارت كه آن حضرت داشته. اين
القاب مشهور است. الشهيد بالسم النتيع، المدفون بالبقيع. آن حضرت شهيداست به زهر
پالوده خالص ودفن كرده شده است در بقيع واين اشارت است به سبب شهادت آن حضرت، روايت
كرده اند كه چون آن حضرت با اهل شام صلح كرد وخلافت را بگذاشت وبا اهل وجماعت وساير
اولاد امير المؤمنين على عليه السلام به مدينه نقل فرمود ومدتى در آنجا ساكن شد بعد
از آن جعدة بنت اشعث بن قيس كه زوجه آن حضرت بود، آن حضرت را زهر داد وآن حضرت مريض
شد. روايت كرده اند در مرض موت مى فرمود كه: مرا چند نوبت زهر دادن، اين نوبت اثر
آن در رگ جان خود در مى يابم. چون مرض اشتداد يافت فرمود: فرش مرا نقل كنيد به صحن
خانه، شايد كه در ملكوت آسمان وزمين نظر كنم. بعد از آن وفات فرمود. ولادت آن حضرت
در مدينه بود در شب نصف رمضان سنه اثنين از هجرت، ودر بعضى روايت سنه ثلاث از هجرت،
ودر مدينه وفات
ص 556
فرمود در بيست وهشتم صفر خمسين از هجرت، وسن مبارك آن حضرت چهل وهفت سال وچند ماه
بود وآن حضرت را در بقيع دفن كردند آنجا كه امروز قبه ساخته اند، منسوب بدان حضرت
وبه عباس بن عبد المطلب است. اللهم وصل على سيدنا محمد وآله سيما الإمام المجتبى
الحسن الرضا وسلم تسليما. ومنها
كلام الفاضل المعاصر موسى محمد علي

في كتابه (حليم
آل محمد الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه) (ص 99 ط عالم الكتب بيروت) قال: لا رتبة
فوق رتبة النبوة، ولا درجة أعلى من درجة الرسالة. والله سبحانه وتعالى أجرى سنته
ألا يخص بأفضاله، وجميل صنعه وإقباله، إلا من يسمو إليه طرفه بالاجلال، وألا يوضح
له قدره بين الاضراب والاشكال. ولكن ليس الأمر كما تذهب إليه الأوهام، ولا كما
يعتقد فيه الأنام، بل الجواهر مستورة في معادنها، وقيمة المحال بساكنيها. فمن صبر
على مقساة الذل في الله تعالى، وضع الله على رأسه قلنسوة العرفان، فهو العزيز
سبحانه، الذي لا يشمت بأوليائه أعداءهم ولا يضيع من جميل عهده جزأهم. فهم الذين
سبقت لهم منه العناية، وصدقت فيهم الولاية فبقوا على الحق من غير تحريف ولا تحويل،
وأدركتهم الرحمة السابقة، فلم تتطرق إليهم مفاجأة تغيير ولا خفى تبديل. وسيدنا
الحسن بن علي رضي الله عنه، من الذين سبقت لهم من الله العناية، واختصهم بالولاية،
فالتزموا بالحق للحق، فأدركتهم رعاية الحق، حتى أوضح الله قدرهم بين الأشكال
والألوان، ووضع على رؤوسهم قلنسوة الهداية والعرفان، فأحبهم صلوات الله وسلامه
عليه، لحبهم لله تعالى، وآثرهم بالترغيب فيهم، والحث عليهم، لقربهم منه سبحانه.
ص 557
ولقد توالت آيات الله تعالى، على إمامنا الحسن بن علي رضي الله عنه، أسبغ الله نعمه
عليه، حتى أفعم قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبه، وأمر بحبه، وحث على حبه،
حتى جاء ذلك واضحا في الصحيح من السنة. وقال أيضا في ص 132: دواعي الحق بحسن البيان
ناطقة، وألسنة الخلق فيما ورد به التكليف صادقة. وخواطر الغيب بكشف ظلم الريب
مفصحة، وزواجر التحقيق عن متابعة التمويه للقلوب ملازمة. غير أن الهداية ليست من
حيث السعاية، وإنما الهداية من حيث البداية. وليست الهداية بفكر العبد ونظره، وإنما
الهداية بفضل الحق وجميل ذكره. فمن قام بحق الله تعالى، تولى الله أموره، على وجه
الكفاية، فلا يخرجه إلى أمثاله، ولا يدع شيئا من أحواله، إلا أجراه على ما يريده
بحسن أفضاله. فإن لم يفعل ما يريده، جعل العبد راضيا بما يفعل، وروح الرضا على
الأسرار، أتم من راحة العطاء على القلوب. وإمامنا الجليل الحسن بن علي رضي الله
عنه، له من شهادة الخلق، ما يعبر عنه بأقلام الحق، ومن ثناء الخلق ما يعد من دواعي
الحق. فمنذ أن نشأ، رضي الله عنه، وهو يرى أن تقوى الله حمته من محارمه، وألزمت
قلبه مخافته، حتى أسهرت لياليه، وأظمأت هواجره، فأخذ الراحة بالنصب، والري بالظمأ،
واستقرب الأجل، فبادر العمل، وكذب الأمل. والباحث في تاريخه رضي الله عنه والدارس
لسيرته، والمتتبع لآثاره، يجد من كلام الرواة الثقات، والحفاظ المكثرين ما يبين لنا
بوضوح واضح، منزلة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه، عندهم، ومكانته لديهم. يقول
عنه أبو نعيم في الحلية: فأما السيد المحبب، والحكيم المقرب، الحسن بن علي رضي الله
عنهما. فله في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب، والمقام المؤنق المهذب. ويقول
ابن أسعد اليافعي: ومن توكله: أنه بلغه أن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من الغنى،
والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل
ص 558
على حسن اختيار الله تعالى له، لم يختر غير ما اختار الله له. ثم يعلق الحافظ
الذهبي على هذا فيقول في سير أعلام النبلاء: وهذا حد الوقوف على الرضا مما تصرف به
القضاء أ ه. ويعبر ابن قتيبة في كتابه النفيس (عيون الأخبار) عن منزلة الإمام الحسن
رضي الله عنه، عند الناس فيقول: مقام الحسن عند عمر بن هبيرة: كتب ابن هبيرة إلى
الحسن، وابن سيرين، والشعبي، فقدم بهم عليه، فقال لهم: إن أمير المؤمنين يكتب إلي
في الأمر، إن فعلته خفت على ديني، وإن لم أفعله خفت على نفسي. فقال له ابن سيرين،
والشعبي قولا رققا فيه. وقال له الحسن: يا ابن هبيرة، إن الله يمنعك من يزيد، وإن
يزيد لا يمنعك من الله. يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله. يا ابن
هبيرة: إنه يوشك أن يبعث الله إليك ملكا فينزلك عن سريرك إلى سعة قصرك، ثم يخرجك عن
سعة قصرك إلى ضيق قبرك، ثم لا ينجيك إلا عملك، يا ابن هبيرة: إنه لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق، فأمر له بأربعة آلاف درهم. وأمر لابن سيرين والشعبي بألفين، فقالا:
رققنا فرقق لنا ا ه. وأخرج اليعقوبي في تاريخه بسنده قال: قال معاوية: ما تكلم عندي
أحد كان أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي، وما سمعت منه كلمة فحش قط،
إلا مرة، فإنه كان بين الحسن بن علي، وبين عمرو بن عثمان بن عفان، خصومة في أرض،
فعرض الحسن بن علي أمرا، لم يرضه عمرو؟ فقال الحسن ليس له عندنا إلا ما رغم أنفه،
فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه قط. ا ه. ويقول الهجويري في الكشف: عندما ارتفع شأن
القدريين، وكانت لهم الغلبة، وانتشر مبدأ أهل الاعتزال في الدنيا، كتب الحسن البصري
إلى الحسن بن علي وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليك يا ابن رسول الله،
وقرة عينه، ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإنكم معشر بني هاشم كالفلك الجارية في
اللجج، ومصابيح الدجى، وأعلام الهدى والأئمة القادة، الذين من تبعهم نجا، كسفينة
نوح المشحونة،
ص 559
التي يأوي إليها المؤمنون، وينجو بها المتمسكون. فما قولك يا ابن رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند حيرتنا في القدر، واختلافنا في الاستطاعة؟ لتعلمنا بما تأكد
عليه رأيك، فإنكم ذرية بعضها من بعض، يعلم الله علمكم، وهو الشاهد عليكم، وأنتم
شهداء على الناس، والسلام. وحينما وصله الخطاب أجابه قائلا: أما بعد: فقد انتهى إلي
كتابك، عند حيرتك وحيرة من زعمت من أمتنا، والذي عليه رأي: أن من لم يؤمن بالقدر
خيره وشره، فقد كفر، ومن حمل المعاصي على الله فقد فجر، إن الله لا يطاع بإكراه،
ولا يعصى بغلبة، ولا يهمل العباد من المملكة، ولكنه المالك لما ملكهم، والقادر على
ما غلب عليه قدرتهم، فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن لهم صادا، ولا لهم عنا مثبطا، فإن
أتوا بالمعصية، وشاء أن يمن عليهم، ويحول بينهم وبينها فعل، وإن لم يفعل فليس هو
حملهم عليها إجبارا، ولا ألزمهم إياه إكراها باحتجاجه عليهم، أن عرضهم ومكنهم، وجعل
له السبيل إلى أخذ ما دعاهم إليه، وترك ما ينهاهم عنه، ولله الحجة البالغة والسلام.
ثم يعلق الهجويري على هذا فيقول: ويقصد الحسن أن العبد مختار في كسبه بقدر استطاعته
من الله عز وجل والدين بين الجبر والقدر، ولم يكن مرادي من هذا الخطاب إلا هذه
الكلمة، ولكني أوردتها بجملتها، لأنها بينة الفصاحة والبلاغة، وقد أوردتها لأبين
إلى أي درجة بلغ رضي الله عنه في علم الحقائق والأصول، فإشارة الحسن البصري بالرغم
من بلاغتها، تعد من بد العلم. وقد قرأت أنه بينما كان الحسن بن علي جالسا عند باب
داره في الكوفة، إذ جاء أعرابي فسبه وسب أباه وأمه، فنهض الحسن بن علي قائلا: أيها
الأعرابي، أجوعان أنت حتى أطعمك، أم ظمآن حتى أرويك، أم ماذا بك؟ فلم يلتفت
الأعرابي إليه، بل استمر في سبابه، فأمر الحسن عبده أن يأتي بكيس من الفضة، ثم
أعطاه للرجل قائلا: عفوا أيها الأعرابي، فليس لدي غيره، ولو كان لدي المزيد
لأعطينك، وعندما سمع
ص 560
الأعرابي منه هذا القول صاح: أشهد أنك ابن بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقد جئتك
أختبر حلمك. ثم قال: هكذا يكون أولياء الله الحقيقيون، الذين لا يهمهم، أمدحهم
الناس أم لاموهم، والذين يسمعون اللوم هادئين فيستوي عندهم مدح الخلق لهم أو قدحهم
فيهم. وأخرج ابن حجر في تهذيب التهذيب بسنده قال: قال جويرة: لما مات الحسن ابن علي
بكى مروان في جنازته، فقال الحسين: أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال إني كنت
أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل. ويقول ابن خلكان في وفيات
الأعيان: كان الحسن إذا فرغ من الوضوء تغير لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حق على ما
أراد أن يدخل على ذي العرش أن يتغير لونه ا ه. وأخرج الحافظ ابن كثير بسنده قال: ما
قامت النساء عن مثل الحسن بن علي. وقال غيره: كان الحسن إذا صلى الغداة في مسجد
رسول الله، يجلس في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ثم يسند ظهره فلا يبقى في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، رجل له شرف إلا أتاه ويجلس إليه من يجلس، من
سادات الناس يتحدثون عنده، ثم يقوم فيدخل على أمهات المؤمنين فيسلم عليهن، فربما
أتحفنه ثم ينصرف إلى منزله، وما نزل لمعاوية عن الخلافة إلا من ورعه، صيانة لدماء
المسلمين. كان له على معاوية في كل عام جائزة، وكان يفد إليه، فانقطع سنة عن الذهاب
وجاء وقت الجائزة فاحتاج الحسن فربما أجازه بأربعمائة ألف درهم، وراتبه في كل سنة
مائة ألف، إليها - وكان من أكرم الناس - فأراد أن يكتب إلى معاوية ليبعث بها إليه،
فلما نام تلك الليلة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المنام فقال له: يا بني
أتكتب إلى مخلوق بحاجتك؟ وعلمه دعاء يدعو به، فترك الحسن ما كان هم به من الكتاب،
فذكره معاوية وافتقده، وقال: ابعثوا إليه بمائتي ألف، فلعل له ضرورة في تركه القدوم
علينا، فحملت إليه من غير سؤال.
ص 561
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: الحسن بن علي مدني ثقة. حكاه ابن عساكر في
تاريخه، قالوا: وقاسم الله ثلاث مرات، وخرج من ماله مرتين، وحج خمسا وعشرين مرة
ماشيا، وأن النجائب لتقاد بين يديه. وروى ذلك البيهقي من طريق عبيد الله بن عمير عن
ابن عباس، وقال علي بن يزيد ابن جدعان: وقد علق البخاري في صحيحه: أنه حج ماشيا
والنجائب تقاد بين يديه. وروى داود بن رشيد عن حفص عن جعفر بن محمد عن أبيه، قال:
حج الحسن ابن علي ماشيا والنجائب تقاد بين يديه، ونجائبه تقاد إلى جنبه. وقال
العباس بن الفضل عن القاسم عن محمد بن علي: قال الحسن بن علي: إني لأستحي من ربي أن
ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه. قالوا: وكان يقرأ في
بعض خطبه سورة إبراهيم. وكان يقرأ كل ليلة سورة الكهف قبل أن ينام، يقرؤها من لوح
كان يدور معه حيث كان من بيوت نسائه، فيقرؤه بعد ما يدخل في الفراش قبل أن ينام رضي
الله عنه. وأخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده، وابن عبد البر في الاستيعاب قالا: قال
له والده علي رضي الله عنه يوما: قم يا حسن فاخطب الناس. فقال: إني أهابك أن أخطب
وأنا أراك، فتغيب عنه بحيث يسمع كلامه ولا يراه. فقام الحسن فحمد الله، وأثنى عليه،
وتكلم ثم نزل. فقال علي: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. وهاجر قوم من قريش
فذكر كل رجل منهم مناقبه فقال معاوية للحسن: يا أبا محمد، ما يمنعك من القول فما
أنت بكليل اللسان؟ قال يا أمير المؤمنين: ما ذكروا مكرمة ولا فضيلة إلا ولي مخضها
ولبابها ثم قال: فيم الكلام وقد سبقت مبرزا سبق الجياد من الذي يتنفس؟ وأخرج
اليعقوبي في تاريخه بسنده عن رجاء بن ربيعة قال: كنت جالسا بالمدينة في مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حلقة فيها أبو سعيد وعبد الله بن عمرو
ص 562
فمر الحسن بن علي، فسلم فرد عليه القوم، وسكت عبد الله بن عمرو، ثم أتبعه فقال:
وعليك السلام ورحمة الله، ثم قال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، والله ما
كلمته منذ ليال صفين: فقال أبو سعيد: ألا تنطلق إليه فتعتذر إليه؟ قال: نعم. قال:
فقام فدخل أبو سعيد فاستأذن له، ثم استأذن لعبد الله بن عمرو، فدخل فقال أبو سعيد
لعبد الله بن عمرو: حدثنا بالذي حدثتنا به حيث مر الحسن. فقال: نعم، أنا أحدثكم به،
أنه أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قال: فقال له الحسن: إذا علمت أني أحب أهل الأرض
إلى أهل السماء فلم قاتلتنا أو كثرت يوم صفين؟ قال: أما أني والله ما كثرت سوادا
ولا ضربت معهم بسيف ولكني حضرت مع أبي أو كلمة نحوها. قال: أما علمت أنه لا طاعة
لمخلوق في معصية الله؟ قال: بلى ولكني كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فشكاني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: إن
عبد الله بن عمرو يصوم النهار، ويقوم الليل، قال صم وأفطر وصل ونم، فإني أنا أصلي
وأنام وأصوم وأفطر. ثم قال لي: يا عبد الله أطع أباك، فخرج يوم صفين وخرجت معه.
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة. وعن عبد الرحمن بن أبي
عوف قال: قال عمرو بن العاص، وأبو الأعور السلمي لمعاوية: إن الحسن بن علي عيي فقال
معاوية: لا تقولا ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد تفل في فيه، ومن تفل في
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس بعيي. فقال الحسن بن علي: أما أنت يا عمرو،
فتنازع فيك رجلان فانظر أيهما أباك، وأما أنت يا أبا الأعور، فإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لعن رعلا، وذكوان، وعمرو بن سفيان. رواه الطبراني عن شيخه محمد بن
عون السيرافي ورجاله ثقات. وعن المقبري قال: كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي
رضي الله عنهما، فسلم فرد عليه القوم، ومعنا أبو هريرة لا يعلم. فقيل له: هذا حسن
بن علي يسلم، فلحقه
ص 563
فقال: وعليك يا سيدي. فقيل له تقول: يا سيدي؟ فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: إنه لسيد. رواه الطبراني ورجاله ثقات. وأخرج الحافظ الذهبي في سير
أعلام النبلاء قال: أنبأنا العوام بن حوشب، عن هلال بن يساف قال: سمعت الحسن يخطب
ويقول: يا أهل الكوفة، اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم، وإنا أضيافكم، ونحن أهل البيت
الذي قال الله فيهم: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت). قال: فما رأيت
قط باكيا أكثر من يومئذ. وأخرج المسعودي في مروج الذهب بسنده قال: قال صاحب العقد:
بينما معاوية جالس في أصحابه إذ قيل له: الحسن بالباب. فقال معاوية: إنه إن دخل
علينا أفسد ما نحن فيه. فقال له مروان بن الحكم: ايذن له، فإني أسأله عما ليس عنده
فيه جواب. قال معاوية: لا تفعل، فإنهم قوم: ألهموا الكلام عن وحي، واغترفوه من بحر.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه بسنده قال: قال عبد الله بن مصعب: كان رجل عندنا قد
انقطع في العبادة فإذا ذكر عبد الله بن الزبير بكى، وإذا ذكر عليا نال منه، فقلت
له: ثكلتك أمك، لغدوة من علي، أو روحة في سبيل الله، خير من عمر عبد الله ابن
الزبير حتى مات. ولقد أخبرني عبد الله بن عروة أن عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن
في غداة من الشتاء باردة، فوالله ما قام حتى تصبب جبينه عرقا فغاظني ذلك، فقمت إليه
ولمته على ما فعل فقال: والله يا ابن أخي ما قالت النساء عن مثله. وأخرج ابن عبد
البر في الاستيعاب، وابن الأثير الجزري في تاريخه الكامل: كان الحسن بن علي رضي
الله عنه، حليما كافيا، ورعا فاضلا، دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا
ورغبة فيما عند الله، وكان يقول: والله ما أحببت منذ علمت ما ينفعني وما يضرني أن
ألي أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم، على أن يهراق في ذلك محجمة دم. وكان من
المبادرين إلى نصرة عثمان بن عفان.
ص 564
وأخرج الحافظ الذهبي بسنده قال: حدثني مساور السعدي قال: رأيت أبا هريرة قائما على
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات الحسن، يبكي وينادي بأعلى صوته: يا أيها
الناس، مات اليوم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابكوا. ويقول ابن أسعد اليافي
في مرآة الجنان: ومناقبه - أي الحسن بن علي - بالأنساب، والاكتساب، والقرابة،
والنجابة، والمحاسن، في الظاهر والباطن معروفة مشهورة، وفي تعدادها غير محصورة،
وكان مع نهاية الشرف والارتفاع في غاية التلطف والاتضاع أ ه. رحمه الله تعالى ورضي
عنه. ومنها
كلام العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى 1189 ه

في (رفع الخفا
شرح ذات الشفا) (ج 2 ص 280 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال: وقام بعده
ابنه السبط الحسن * ونجل صخر في الخلاف ما سكن
سنة إحدى في ربيع الآخر * تنازل
الجمعان بالعسكر
قريب الأنبار بأرض مسكن * وظهر القدر بجيش الحسن
( وقام) بالخلافة
والولاية بمبايعة أهل الكوفة أجمعين (بعده) أي بعد قتل علي كرم الله وجهه (ابنه)
فاعل قام وهو (السبط) بكسر السين وسكون الباء أي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم
وريحانته، والسبط لغة ابن بنت الرجل (الحسن) عطف بيان وهو آخر الخلفاء الراشدين،
وخلافته حق وصدق بنص جده صلى الله عليه وسلم عليها كما سيأتي بيانه، وبإجماع أهل
الكوفة كما مر، ومن ثمة لما قال في خطبة الصلح الآتي: إن معاوية نازعني حقا هو لي
دونه الخ، أقر له معاوية بذلك ولم يرد عليه، وإلى ذلك أشار بقوله: (ونجل صخر) أي
معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب، والنجل بالنون والجيم الولد كما مر (في الخلاف)
أي المخالفة والنزاع مع الإمام (ما سكن) بل استمر على ذلك، ثم إن الحسن رضي الله
عنه أقام بالخلافة ستة
ص 565
أشهر، وبعد ذلك سار إلى معاوية في أربعين ألفا أو أكثر (سنة إحدى) وأربعين (في) شهر
(ربيع الآخر) وقيل في شهر ربيع الأول وقيل في جمادى الأولى. إلى أن قال في ص 285:
(و) كان (خير أهل عصره وأشرفا) سيدا حليما كريما زاهدا ذا سكينة ووقار جوادا
ممدوحا، خرج من مال الله مرتين، وقاسم لله ماله ثلاث مرات حتى إن كان ليعطي نعلا
ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا، وسمع رجلا يسأل ربه عز وجل عشرة آلاف درهم، فبعث
بها إليه، وأخرج أبو نعيم في الحلية أنه قال: إني لاستحيي من ربي أن ألقاه ولم أمش
إلى بيته، فحج عشرين حجة ماشيا، وأخرج الحاكم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لقد
حج الحسن خمسا وعشرين حجة ماشيا، وأن النجائب لتقاد بين يديه. وشكى إليه رجل حاله
وفقره بعد أن كان ذا ثروة فأعطاه خمسمائة دينار وخمسين ألف درهم، ثم اعتذر إليه أنه
لم يجد غيرهما. وأخرج ابن عساكر أنه قيل له: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من
الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل
إلى حسن اختيار الله له، لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له.
وفضائله لا تفي بذكرها هذه العجالة. ومنها
كلام الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي

في (المرتضى - سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب) (ص 195 ط دار القلم دمشق)
قال: الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هو الحسن بن علي بن أبي طالب، ابن بنت
رسول الله فاطمة الزهراء وريحانته، وأشبه خلق الله به في وجهه. ولد للنصف من شعبان
سنة ثلاث من الهجرة على الصحيح، وقيل في رمضان. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحبه حبا شديدا
ص 566
حتى كان يقبل ذبيبته وهو صغير، وربما مص لسانه، واعتنقه وداعبه، وربما جاء ورسول
الله صلى الله عليه وسلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره، ويقره على ذلك ويطيل
السجود من أجله، وربما صعده على المنبر. وقد روى الزهري عن أنس قال: كان الحسن بن
علي أشبههم وجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن هانئ عن علي قال: الحسن أشبه
برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما
أسفل من ذلك. وكان علي يكرم الحسن إكراما زائدا ويعظمه ويبجله، وقد قال له يوما: يا
بني ألا تخطب حتى أسمعك؟. فقال: إني أستحيي أن أخطب وأنا أراك، فذهب علي فجلس حيث
لا يراه الحسن، ثم قام الحسن في الناس خطيبا وعلي يسمع، فألقى خطبة بليغة فصيحة،
فلما انصرف جعل علي يقول: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم). وكان أكثر دهره
صامتا، فإذا قال بذ القائلين، وكان لا يشارك في دعوة ولا يدخل في مراء، ولا يدلي
بحجة حتى يرى قاضيا، وقاسم الله ماله ثلاث مرات، وخرج من ماله مرتين، وحج خمسا
وعشرين مرة ماشيا، وإن النجائب لتقاد من يديه. وقد كان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن
والحسين إذا ركبا، ويرى هذا من النعم عليه، وكان إذا طافا بالبيت يكاد الناس
يحطمونها مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما. ومنها
كلام الفاضل المعاصر خالد محمد
خالد 
في (أبناء الرسول صلى الله عليه وآله في كربلا) (ص 57 ط دار ثابت بالقاهرة)
قال: كان عابدا: يحب الله ويخشاه، ويخرج إلى الحج من المدينة إلى مكة أعواما كثيرة
ماشيا على قدميه والنجائب تقاد بين يديه، حتى إذا سئل عن سبب هذا الاجتهاد لنفسه
أجاب: إني أستحي أن ألقى ربي، ولم أمش على قدمي إلى بيته.
ص 567
كان جوادا: لم يكن يبقى من ماله شيئا.. لا يعرف مكروبا إلا فرج كربته، ولا غارما
إلا قضى دينه.. سيدا: لا يعرف الدنية ولا يقبلها، ولا يعرف السوء طريقا إلى لسانه
ومقاله.. يقول محمد بن إسحاق: ما رأيت أحدا كان إذا تحدث تمنيت ألا يسكت، مثل الحسن
بن علي.. وما سمعت منه كلمة سوء قط.. وإن أشد كلمة سمعتها منه، هي تلك التي قالها
حين وقعت خصومة بينه وبين عمرو بن عثمان، فقال الحسن: ليس له عندنا إلا ما رغم
أنفه.. تلك أشد كلمة سمعته يقولها..!! ولقد تحدث رضي الله عنه راسما للناس صورة
المؤمن المثالي الرشيد، فقال: إنه من تصغر في عينه ويخرج على سلطان بطنه، وفرجه،
وجهله.. لا يسخط ولا يتبرم.. إذا جالس العلماء، كان على أن يسمع أحرص منه على أن
يتكلم.. وإذا غلب على الكلام، لم يغلب على الصمت.. لا يشارك في ادعاء.. ولا يدخل في
مراء.. لا يغفل عن إخوانه، ولا يختص نفسه بخير دونهم. وإذا تردد بين أمرين، لا يدري
أيهما أقرب إلى الحق. نظر أيهما أقرب من هواه، فخالفه واتقاه..!! ومنها
كلام
العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي 
في (جواهر المطالب في مناقب
الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 120 نسخة المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وكان الحسين يعظمه ويمتثل أمره ويرد الناس إذا اجتمعوا وازدحموا عليه وكان عليه
السلام عالما عابدا ناسكا صديقا فاضلا مهابا جوادا وقورا حليما حكيما فصيحا ورعا
صدوقا وليا تقيا شديد الخوف كثير الخشوع جامعا بجميع الأوصاف الحميدة حج خمسا
وعشرين حجة ماشيا وإن الجياد لتقاد معه ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أنه كان
يعطي الخف والنعل.
ص 568
ومنها
كلام يسرى عبد الغني البشري 
في (تعاليق كشف الكربة - لابن رجب) (ص 55 ط بذيل
أصل الكتاب) قالت: الإمام الحسن بن علي هو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم
وريحانته، كانت حياته ومماته صورة من أروع صور النبل والتضحية والعفة والنزاهة
وسكينة النفس.. ونقاء الضمير.. وسلامة الوجدان.. حسبه منزلة رفيعة في الدنيا
والآخرة أنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وابن الإمام علي.. وفاطمة
الزهراء.. وشقيق الحسين سيد الشهداء.. وحسبه مكانة عالية بين الصديقين والأبرار أنه
رفض أن يصل إلى منصب الخلافة عن طريق مضرج بدماء الشهداء.. وآثر أن يرفع راية
السلام.. بدلا من أن يطلق صيحة الحرب.. فقد كان قلبه مضيئا بالرحمة.. ووجدانه مشرقا
بالحنان.. ونفسه مزدحمة بالفضائل. كانت قبلات النبي صلى الله عليه وسلم التي تتضوع
كعبير السماء على شفتيه.. وكان حب النبي له ولأخيه الإمام الحسين يجعل حياتهما
كحياة الملائكة.. إذ كان في نقاء النور.. وصفاء الجدول الرقراق.. ففي طفولتهما
الباهرة الطاهرة أخذا من بيت النبوة كلمات الوحي.. وتعاليم السماء.. ومنهج
الإسلام.. والتربية الإلهية.. ومن بيت الأبوة والأمومة أخذا المثل العليا.. والقدوة
الحسنة.. وفي هذا المناخ الناصع الشفاف نشأ الإمامان الحسن والحسين كوكبين دريين..
لا يكاد يمر يوم دون أن يعرب النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه عن حبه لحفيديه..
وكان الإمام الحسن أكثر شبيها برسول الله صلى الله عليه وسلم في ملامحه.. حدث ذات
يوم أن كان أبو بكر وعلي خارجين من المسجد بعد الصلاة.. وإذا بهما يريان الحسن
يلعب.. فحمله أبو بكر وداعبه.. ثم قال له: بأبي شبيه بالنبي.. وليس شبيها بعلي..
والإمام علي يضحك.
ص 569
مستدرك فضائل ومناقب الإمام الثالث السبط سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين بن علي
عليهما السلام 
لله در الصاحب ابن عباد حيث يرثي سيدنا الحسين عليه السلام:
عين جودي
على الشهيد القتيل * واتركي الخد كالمحل المحيل
كيف يشفي البكاء في قتل مولا * ي
إمام التنزيل والتأويل
ولو أن البحار صارت دموعي * ما كفتني لمسلم بن عقيل
قاتلوا
الله والنبي ومولا * هم عليا إذ قاتلوا ابن الرسول
صرعوا حوله كواكب دجن * قتلوا
حوله ضراغم غيل
إخوة كل واحد منهم لي * ث عرين وحد سيف صقيل
أوسعوهم طعنا وضربا
ونحرا * وانتهابا ياضلة من سبيل
والحسين الممنوع شربة ماء * بين حر الظبي وحر الغليل
مثكل بابنه وقد ضمه وه * وغريق من الدماء الهمول
فجعوه من بعده برضيع * هل سمعتم
بمرضع مقتول
ثم لم يشفهم سوى قتل نفس * هي نفس التكبير والتهليل
هي نفس الحسين نفس
رسول ال * له نفس الوصي نفس البتول
ذبحوه ذبح الأضاحي فيا قلب * تصدع على العزيز
الذليل
وطأوا جسمه وقد قطعوه * ويلهم من عقاب يوم وبيل
ص 570
أخذوا رأسه وقد بضعوه * إن سعي الكفار في تضليل
نصبوه على القنا فدمائي * لا دموعي
تسيل كل مسيل
واستباحوا بنات فاطمة الزه * رأ لما صرخن حول القتيل
حملوهن قد كشفن
على الاق * تاب سبيا بالعنف والتهويل
يا لكرب بكربلاء عظيم * ولرزء على النبي ثقيل
كم بكى جبرئيل مما دهاه * في بنيه صلوا على جبرئيل
سوف تأتي الزهراء تلتمس الحك * م
إذا حان محشر التعديل
وأبوها وبعلها وبنوها * حولها والخصام غير قليل
وتنادي يا رب
ذبح أولا * دي لماذا وأنت خير مديل
فينادي بمالك ألهب النا * ر وأجج وخذ بأهل
الغلول
[ويجازى كل بما كان منه * من عقاب التخليد والتنكيل]
يا بني المصطفى بكيت
وأبكي * ت ونفسي لم تأت بعد بسولي
ليست روحي ذابت دموعا فأبكي * للذي نالكم من
التذليل
فولائي لكم عتادي وزادي * يوم ألقاكم على سلسبيل
لي فيكم مدائح ومراث حفظت
* حفظ محكم التنزيل
قد كفاني في الشرق والغرب فخرا * أن يقولوا: من قيل إسماعيل
ومتى كادني النواصب فيكم * حسبي الله وهو خير وكيل
مديحة سيدنا الشهيد الإمام
الحسين عليه السلام قالها العلامة الحجة الآية الشيخ محمد حسين الكمباني الأصفهاني
قدس سره:
أسفر صبح اليمن والسعادة * عن وجه سر الغيب والشهادة
أسفر عن مرآت غيب
الذات * ونسخة الأسماء والصفات
تعرب عن غيب الغيوب ذاته * تفصح عن أسمائه صفاته
ينبئ عن حقيقة الحقايق * بالحق والصدق بوجه لائق
ص 571
لقد تجلى أعظم المجالي * في الذات والصفات والأفعال
روح الحقيقة المحمدية * عقل
العقول الكمل العلية
فيض مقدس عن الشوائب * مفيض كل شاهد وغائب
تنفس الصبح بنور لم
يزل * بل هو عند أهله صبح الأزل
وكيف وهو النفس الرحماني * في نفس كل عارف رباني
به
قوام الكلمات المحكمة * به نظام الصحف المكرمة
تنفس الصبح بسر القدم * بصورة جامعة
للكلم
تنفس الصبح بالاسم الأعظم * محى عن الوجود رسم العدم
بل فالق الاصباح قد تجلى
* فلا ترى بعد النهار ليلا
فاصبح العلم ملأ النور * وأي فوز فوق نور الطور
ونار
موسى قبس من نوره * بل كل ما في الكون من ظهوره
أشرق بدر من سماء المعرفة * به
استبان كل اسم وصفة
به استنار عالم الابداع * والكل تحت ذلك الشعاع
به استنار ما
يرى ولا يرى * من ذروة العرش إلى تحت الثرى
فهو بوجهه الرضي المرضي * نور السموات
ونور الأرض
فلا توازي نوره الأنوار * بل جل أن تدركه الأبصار
غرته بارقة الفتوة *
قرة عين خاتم النبوة
تبدو على غرته الغراء * شارقة الشهامة البيضاء
بادية من آية
الشهامة * دلائل الاعجاز والكرامة
فوقن هامة السماء همته * تكاد تسبق الفضاء مشيته
ما هامة السماء من مداها * إن إلى ربك منتهاها
أم الكتاب في علو المنزلة * وفي الأبا نقطة باء البسملة
تمت به دائرة الشهادة * وفي محيطها له السيادة
ص 572
لو كشف الغطاء عنك لا ترى * سواه مركزا لها ومحورا
وهل ترى لملتقى القوسين * أثبت
نقطة من الحسين
فلا ورب هذه الدوائر * جل عن الأشباه والنظائر
بشراك يا فاتحة
الكتاب * بالمعجز الباقي مدى الأحقاب
وآية التوحيد والرسالة * وسر معنى لفظة
الجلالة
بل هو قرآن وفرقان معا * فما أجل أجل شأنه وأرفعا
هو الكتاب الناطق الإلهي
* وهو مثال ذاته كما هي
ونشأة الأسماء والشؤون * كل نقوش لوحه المكنون
لا حكم
للقضاء إلا ما حكم * كأنه طوع بنانه القلم
رابطة المراد بالإرادة * كأنه واسطة
القلادة
ناطقة الوجود عين المعرفة * ونسخة اللاهوت ذاتا وصفة
في يده أزمة الأيادي *
بالقبض والبسط على العباد
بل يده العليا يد الإفاضة * في الأمر والخلق ولا غضاضة
لك الهنا يا سيد الكونين * فغاية الآمال في الحسين
وراث كل المجد والعياء * من
المحمدية البيضاء
فإنه منك وأنت منه في * كل المعاني يا له من شرف
وفيه سر الكل في
الكل بدا * روحان في روح الكمال اتحدا
لك العروج في السموات العلى * له العروج في
سموات العلى
حظك منتهى الشهود في دنى * وسهمه أقصى المنى من الفنا
منك أساس العدل
والتوحيد * منه بناء قصره المشيد
منك لواء الدين وهو حامله * قام بحمله الثقيل
كاهله
والمكرمات والمعالي كلها * أنت لها المبدء وهو المنتهى
لك الهنا يا صاحب
الولاية * بنعمة ليس لها نهاية
ص 573
أنت من الوجود عين العين * فكن قرير العين بالحسين
شبلك في القوة والشجاعة * نفسك
في العزة والمناعة
منطقك البليغ في البيان * لسانك البديع في المعاني
طلعتك الغراء بالاشراق * كالبدر في الأنفس والآفاق
صفاتك الغر له ميراث * والمجد ما بين الورى
تراث لك الهنا يا غاية الايجاد * بمده الخيرات والأيادي
وهو سفينة النجاة في اللجج
* وبابها السامي ومن لج ولج
سلطان اقليم الحفاظ والأبا * مليك عرش الفخر أما وأبا
رافع راية الهدى بمهجته * كاشف ظلمة العمى ببهجته
مستدرك تاريخ ولادة سيد الشهداء
الحسن بن علي عليهما السلام

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 11 ص 256 وج 19 ص 361
وج 27 ص 1، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة (1):
= وكانوا يتغايرون على هذا تغاير المحبين، الذي
يتنافسون على حب لا يمنع بعضهم بعضا أن يتنافسوا عليه.
ص 580
علي رضي الله عنه) (ص 106 ط عالم الكتب بيروت) قال: فقد أخرج الحافظ ابن حجر
العسقلاني رضي الله عنه في كتابه النفيس تهذيب التهذيب بسنده عن جعفر بن محمد، عن
أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد
الحسن والحسين، فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما، كان معي في درجتي يوم
القيامة.
مستدرك الحسين وأخوه الحسن عليهما السلام أغصان الشجرة النبوية

تقدم ما
يدل عليه عن العامة في ج 5 ص 265 وج 7 ص 183 وج 9 ص 155 وج 17 ص 185 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الفاضل
المعاصر محمد خير المقداد في (مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة -
للعلامة الصفوري) (ص 183 ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال: وعن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن
والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة.
مستدرك اللهم إني أحبه فأحبه
وأحبب من يحبه قاله في الحسين عليه السلام 
تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 11 ص
294 وج 27 ص 51 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق.
رواه جماعة:
ص 581
فمنهم الدكتورة عائشة بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وسلم) (ص 201 ط دار
الكتاب العربي بيروت) قالت: قال صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكتفي الحسين، وقدماه
على قدميه صلى الله عليه وسلم، يرقصه قائلا: ترق، ترق فما يزال الصبي يرقى حتى يضع
قدميه على صدر جده، فيقول له: افتح فاك!.. فيفتحه، ويقبله صلى الله عليه وسلم وهو
يقول: اللهم إني أحبه، فأحبه وأحبب من يحبه. وروته أيضا في كتابه: تراجم سيدات بيت
النبوة ص 617 مثله.
مستدرك الحسين عليه السلام ريحانة النبي صلى الله عليه وآله

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 10 ص 595 وج 19 ص 260 وج 27 ص 39 ومواضع أخرى.
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ جمال
الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 ه في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 401 ط
مؤسسة الرسالة بيروت) قال: وقال عبد الرحمان بن أبي نعيم: كنت عند ابن عمر فسأله
رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت؟ قال: من العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن
دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتاي من الدنيا. ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني
الندوي في (المرتضى - سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب) (ص 204 ط دار القلم
دمشق) قال: عن أبي أيوب الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ص 582
والحسن والحسين يلعبان على صدره، فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ قال: كيف لا أحبهما
وهما ريحانتاي من الدنيا.
مستدرك قوله (ص): حسين مني وأنا من حسين
أحب الله من أحب حسينا 
تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 11 ص 265 وج 19 ص 373 وج 27
ص 70 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة
(1):
(هامش)
(1) قال الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب (آل بيت النبي صلى الله عليه
وآله في مصر) ص 21 ط دار المعارف القاهرة قال: بمزيد من العطف والبر، فكثيرا ما كان
يخالطه ويداعبه ويضمه ويقبله، لأنه أصغر الحفيدين. كان يلقاه في بعض الطرقات مع بعض
لداته، فيتقدم الرسول أمام القوم ويبسط للغلام يديه، والغلام يفرها هنا وهاهنا،
والرسول يمازحه ويضاحكه، ثم يأخذه فيضع إحدى يديه تحت قفاه، والأخرى تحت ذقنه
ويقبله وهو يقول حسن مني وأنا من حسين. كما كان يفعل ذلك من أخيه الحسن حين كان
صغيرا. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل في صلاته، حتى إذا سجد جاء الحسين فركب
على ظهره. وكان صلى الله عليه وسلم يطيل السجدة، فيسأله بعض أصحابه، إنك يا رسول
الله سجدت سجدة بين ظهراني صلاتك، أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك
فيقول النبي: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته. وقد
شاء الله أن ينتقل النبي إلى أكرم جوار، والحسين لم يزل صبيا صغيرا وبويع أبو بكر
بالخلافة، ولم ينزل الحسين غض الأهاب ثم ماتت أمه فاطمة الزهراء، فأنساه عطف أبيه
وبره حزنه على أمه. ولما آل الأمر إلى عمر بن الخطاب، لم يكن الإمام الحسين قد بلغ
الحلم من العمر، ولكن لما بويع عثمان بن عفان كان الحسين قد جاوز العشرين، فأضحى
فتى مكتمل الخلق، واسع الأفق، عابدا في زهد، وعالما في وقار. شابا في حكمة الشيوخ.
شجاعا لا يهاب الموت في سبيل الله. = (*)
ص 583
فمنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى 902 ه في
(المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) ص 201 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال: حديث: حسين مني وأنا من حسين: الترمذي من حديث سعيد بن راشد،
عن يعلى بن مرة الثقفي به مرفوعا، وقال: حسن، وكذا رواه أحمد وابن ماجة في (السنة)
في حديث. ومنهم الدكتور علي محمد جماز في (مسند الشاميين من مسنة الإمام أحمد بن
حنبل) (ج 2 ص 28 ط دار الثقافة الدوحة دولة قطر) قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي،
ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى
العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا له قال: فاستمثل
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عفان: قال وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أمام القوم وحسين مع غلمان يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه
قال: فطفق الصبي ههنا مرة، وههنا مرة. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه
حتى أخذه قال: فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه فقبله
وقال: حسين
(هامش)
= كان الحسين في طليعة المجاهدين الصابرين فلما سير عثمان بن عفان جشا لفتح طبرستان
بقيادة سعيد بن العاص، اشترك الحسين في الجهاد، ليبذل دمه إعلاء لكلمة الله. وقاتل
مع أبيه أصحاب الجمل، واشترك في موقعة صفين، وقاتل الخوارج، وتنقل مع جيوش المسلمين
لفتح أفريقية، وغزو جرجان وقسطنطينية ونؤكد المؤرخون أن الإمام الحسين قد زار مصر
في عصر عمر بن الخطاب مع جيش الفتح الإسلامي. وقال أيضا في ص 36: قال الإمام أحمد
في (مسنده) والبخاري في (الأدب المفرد). والترمذي وابن ماجة، والحاكم في
(المستدرك).. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله
من أحب حسينا: الحسن والحسين سبطان من الأسباط. (*)
ص 584
مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط. (أ) رواته: ثقات. 1
- وهيب هو ابن خالد بن عجلان الباهلي أبو بكر البصري - ثقة ثبت، لكنه تغير بآخره
قال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن مهدي: كان من أبصر أصحابه بالحديث والرجال، وثقه
أبو حاتم وابن سعد وقال: كان ثقة كثير الحديث حجة، مات سنة 165 ه، أخرج له أصحاب
الكتب الستة. 2 - سعيد بن أبي راشد، روى عن يعلى بن مرة وعنه عبد الله بن عثمان بن
خثيم، قال الحافظ في التقريب: مقبول، وذكره ابن حبان في الثقات، من الثالثة، أخرج
له الترمذي وابن ماجة. (ب) درجته: إسناده صحيح. (ج) تخريجه: أخرجه الترمذي وابن
ماجة عن يعلى بن مرة بألفاظ متقاربة. 1 - أخرجه الترمذي في مناقب الحسن والحسين 5 /
324 مقتصرا على الجزء المرفوع فقط دون ذكر القصة وقال: حديث حسن. 2 - وأخرج ابن
ماجة في المقدمة في فضل الحسن والحسين 1 / 51 بنحو رواية أحمد، وذكر القصة مع
اختلاف يسير في اللفظ. (د) المفردات: (استمثل): توقف أو طلب الوقوف. (سبط من
الأسباط): أي أمة من الأمم في الخير. ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف
المزي في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 401 ط بيروت) قال: وقال عبد الله بن عثمان بن خثيم
عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى بن مرة أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
طعام دعوا له فاستنتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم، وحسين مع غلمان
يلعب، فأراد رسول الله صلى الله عليه
ص 585
وسلم أن يأخذه قال: فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وها هنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه فرضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على
فيه فقبله وقال: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من
الأسباط. ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في (التصنيف
الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء - للدولابي) (ج 2 ص 531 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني بيروت) قال: حدثنا محمد بن عوف الطائي قال: ثنا محمد
بن المبارك الصوري قال: ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد
بن أبي راشد عن يعلى ابن مرة قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعينا
إلى طعام فإذا حسين يلعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمام القوم فبسط يده فطفق
الصبي يفر منه مرة إلى هاهنا ومرة إلى هاهنا ويضاحكه حتى إذا أخذه جعل إحدى يديه في
ذقنه والأخرى في فأس رأسه وقال: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين
سبط من الأسباط. وفي ص 756 ذكر مثل ما تقدم متنا وسندا بعينه. ومنهم عدة من الفضلاء
في (فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين) للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 481 ط
عالم الكتب بيروت) قالوا: حسين مني وأنا من حسين... يعلى بن مرة بن وهب. معرفة
الصحابة / الحسين 3 / 177. ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني
زغلول في (فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل) (ج 1 ص 33 وص 247 ط دار
الكتب العلمية بيروت) قال:
ص 586
وقال أيضا في كتابه: موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف ج 1 ص 32 وج 4 ص 544 ذكر
مثله. وأيضا في ج 10 ص 225 ذكر مثله. ومنهم العلامة أبو الفضل عبد الله بن محمد بن
الصديق الحسني في (الكنز الثمين في أحاديث النبي الأمين) (ص 255 ط عالم الكتب
بيروت) قال: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا. ومنهم الفاضل خالد محمد
خالد في (أبناء الرسول صلى الله عليه وآله في كربلاء) (ص 59 ط دار ثابت بالقاهرة)
قال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا.. ومنهم الدكتورة عائشة بنت
الشاطئ في (بنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) (ص 201 ط دار الكتاب العربي
بيروت) قال: فذكر الحديث الشريف مثل ما مر. وروته أيضا في كتابها (تراجم سيدات بيت
النبوة) ص 617.
مستدرك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة

قد تقدم ما يدل عليه عن
العامة في ج 4 ص 59 وص 83 وص 152 وص 158 وج 5 ص 20 وص 56 وص 62 وج 9 ص 229 وص 244
وج 10 ص 69 وص 72 وص 91 وص 103 وص 544 وج 13 ص 109 وص 116 وج 15 ص 603 وج 18 ص 385
وص 408 وص 457 وج 19 ص 263 وص 277 وص 288 وص 293 وج 27 2 ص 48 ومواضع أخرى، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة:
ص 587
فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 ه في (تهذيب
الكمال) (ج 6 ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: وقوله: الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة. ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في (المرتضى - سيرة سيدنا أبي
الحسن علي بن أبي طالب) (ص 204 ط دار القلم دمشق) قال: وعن الحارث عن علي مرفوعا:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
بكاء الحسين عليه السلام كان يؤذي رسول الله
صلى الله عليه وآله

رواه جماعة: فمنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في
(المرتضى - سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب) (ص 204 ط دار القلم بدمشق) قال:
وفي مراسيل يزيد بن زياد: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع حسينا يبكي، فقال لأمه:
ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني؟. ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن
الشهيرة ببنت الشاطئ في (تراجم سيدات بيت النبوة) (ص 615 ط دار الكتاب العربي
بيروت) قالت: فذكر مثل ما تقدم. ومنهم الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب (آل بيت النبي
صلى الله عليه وآله في مصر) (ص 17 ط دار المعارف بمصر) قال: فذكر مثل ما تقدم.
ص 588
مستدرك إن الحسين عليه السلام من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله

تقدم ما يدل
على ذلك عن العامة في ج 27 ص 98 ومواضع أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه جماعة: منهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون
المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة
الشريفة المصونة) (ص 14 ط المطبعة الفاسية) قال: وحكي أن الرشيد قال لموسى الكاظم
رضي الله عنه: كيف قلتم نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم بنو علي؟
وإنما ينسب الرجل إلى جده لأبيه دون جده لأمه فقرأ الكاظم: (ومن ذريته داود) إلى
قوله (من الصالحين). ثم قال: وليس لعيسى أب وإنما الحق بذرية الأنبياء من قبل أمه.
وكذلك ألحقنا بذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أمنا فاطمة رضي الله عنها.
ثم قال: قال الله عز وجل: (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع
أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم) الآية ولم يدع عند مباهلتهم غير فاطمة وعلي
والحسن والحسين وهما الأبناء. وذكر في (الروض الزاهر) عن الشعبي قال: لما بلغ
الحجاج أن يحيى بن يعمر يقول: إن الحسن والحسين رضي الله عنهما من ذرية رسول الله
صلى الله عليه وسلم وكان يحيى بن يعمر بخراسان فكتب الحجاج إلى قتيبة بن مسلم والي
خراسان أن ابعث إلي يحيى بن يعمر فبعث به إليه قال الشعبي: كنت عند الحجاج حين أتي
به إليه فقال له الحجاج: بلغني إنك تزعم أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: أجل يا حجاج قال الشعبي: فعجبت من جرأته بقوله يا حجاج
ص 589
فقال له الحجاج والله لم تخرج منها وتأتني بها مبينة واضحة من كتاب الله لألقين
أكثر منك شعرا ولا تأتني بهذه الآية: (ندع أبنائنا وأبنائكم). قال: فإن خرجت من ذلك
وأتيت بها واضحة مبينة من كتاب الله فهو أمامي قال: نعم فقال: قال الله تعالى:
(ووهبنا له إسحاق ويعقوب) إلى: (الصالحين). ثم قال يحيى بن يعمر: فمن كان أبا عيسى
وقد ألحقه الله بذرية إبراهيم وما بين عيسى وإبراهيم أكثر مما بين الحسن والحسين
ومحمد صلى الله عليه وسلم فقال له الحجاج: وما أراك إلا وقد خرجت وأتيت بها مبينة
واضحة والله لقد قرأتها وما علمت بها قط. ومنهم الحاكم في (المستدرك) (ج 3 ص 164 ط
حيدر آباد) قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن محد بن عبد الله بن زياد النحوي ببغداد ثنا
جعفر بن محمد بن شاكر ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير قال: دخل
يحيى ابن يعمر على الحجاج. وحدثنا إسحاق بن محمد بن علي بن خالد الهاشمي بالكوفة
ثنا أحمد بن موسى ابن إسحاق التميمي ثنا محمد بن عبيد النحاس ثنا صالح بن موسى
الطلحي ثنا عاصم بن بهدل قال: اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن علي فقال الحجاج:
لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وعنده يحيى بن يعمر فقال له: كذبت أيها
الأمير فقال: لتأتيني على ما قلت ببينة ومصداق من كتاب الله عز وجل أو لأقتلنك
قتلا، فقال: (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى) إلى قوله عز وجل (وزكريا
ويحيى وعيسى والياس) فأخبر الله عز وجل أن عيسى من ذرية آدم بأمه والحسين بن علي من
ذرية محمد صلى الله عليه وسلم بأمه، قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي؟ قال:
ما أخذ الله على الأنبياء ليبيننه للناس ولا يكتمونه قال الله عز وجل: (فنبذوه وراء
ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا) قال فنفاه إلى خراسان. وقد أورده الذهبي بتلخيص
السند ولم يضعفه. ومنهم الدكتورة عائشة بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه
وآله) (ص 197 ط
ص 590
دار الكتاب العربي بيروت) قالت: ونقل الترمذي في (سننه) عن أسامة بن زيد رضي الله
عنه أنه قال: طرقت باب النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة، فخرج رسول الله وهو
مشتمل على شيء، لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه
يا رسول الله؟.. فكشفه، فإذا الحسن والحسين، وقال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم
إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما.
مستدرك شمول آية المودة للحسين عليه السلام

أيضا تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 3 ص 2 وص 533 وج 9 ص 92 وج 14 ص 106 وج 18 ص
336 وص 538 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه
جماعة: فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي
المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه (الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة)
(ص 11 ط المطبعة الفاسية) قال: وقال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) إلى قوله: (يفعلون) روى الطبراني في
المعجم الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس
قال لما نزلت قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) الآية،
قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.
ص 591
مستدرك شمول آية المباهلة لسيدنا الحسين الشهيد عليه السلام

تقدم ما يدل عليه عن
العامة في ج 3 ص 75 وج 9 ص 70 وج 14 ص 131 وج 18 ص 389 وج 20 ص 84 وج 27 ص 111
ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم
العلامة الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة 276
في (الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة) (ص 43 ط دار الكتب العلمية في
بيروت سنة 1405) قال: قوله تعالى: (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) فدعا حسنا
وحسينا (ونساءنا ونساءكم) فدعا فاطمة عليها السلام، (وأنفسنا وأنفسكم) فدعا عليا
عليه السلام.
مستدرك من أراد أن ينظر إلى شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين عليه
السلام 
تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 11 ص 52 وج 19 ص 381 وج 27 ص 47 ومواضع
أخرى ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم العلامة
محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في (مراقد أهل البيت بالقاهرة) (ص 24 ط 4
مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال: وروى ابن حبان وابن سعد
وأبو يعلى وابن عساكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من سره أن ينظر إلى شباب أهل
الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي رضي الله عنه.
ص 592
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة أطراف
الحديث النبوي الشريف) (ج 8 ص 309 وص 310 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال:
من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين. مجمع 9: 187 - مطالب 3990
- كر 4: 316.
مستدرك إعطاء رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين عليه السلام جرأته
وجوده 
قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 18 ص 546 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج
يوسف المزي المتوفى سنة 742 ه في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 400 ط مؤسسة الرسالة بيروت)
قال: وقال إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدته زينب بنت أبي رافع: أتت فاطمة
بنت النبي صلى الله عليه وسلم بابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكوه
الذي توفي فيه فقالت: يا رسول الله هذان إبناك فورثهما شيئا، قال: أما حسن فإن له
هيبتي وسؤددي، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي. وروي عن محمد بن عبيد الله بن أبي
رافع، عن أبيه وعمه، عن جده، نحو ذلك.
ص 593
مستدرك قطع رسول الله صلى الله عليه وآله كلامه في المنبر ونزل فحمل الحسين وأخاه
عليهما السلام ثم عاد إلى المنبر 
تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 27 ص 66 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ
جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 ه في (تهذيب الكمال) (ج 6 ص 403
ط مؤسسة الرسالة بيروت) قال: وقال زيد بن الحباب: حدثني حسين بن واقد، عن عبد الله
بن واقد، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطبنا فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله
صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله ورسول:
(إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى
قطعت حديثي ورفعتهما. أخبرنا بذلك أبو الفرج بن أبي عمر بن قدامة: وابن علان وابن
شيبان، قالوا: أخبرنا حنبل، قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا ابن المذهب، قال:
أخبرنا ابن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا زيد بن
الحباب، فذكره. ومنهم الدكتورة عائشة بنت الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله
وسلم) (ص 201 ط دار الكتاب العربي بيروت) قالت: وقد وقف يوما يخطب المسلمين، فجاء
الحسن والحسين، عليهما قميصان
ص 594
أحمران يمشيان ويعثران، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما ووضعهما
بين يديه ثم قال يخاطب القوم: صدق الله: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)!.. نظرت إلى
هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما!.. وروته في كتابه
(تراجم سيدات بيت النبوة) ص 617. مثله بعينه.
مستدرك 
إطالة رسول الله(ص) سجوده في الصلاة لأجل ركوب الحسين على ظهره

تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج
11 ص 306 وج 19 ص 367 وج 27 ص 63 ومواضع أخرى. ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في
(تهذيب الكمال) (ج 6 ص 402 ط بيروت) قال: وقال محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن
عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم النبي صلى الله
عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها. قال أبي:
فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في
سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله إنك
سجدت بين ظهري الصلاة سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال:
كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته. أخبرنا بذلك
الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان،
ص 595
قالوا: أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا
أبو علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا جرير بن حازم، قال: حدثنا
محمد بن أبي يعقوب، فذكره. ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت
الشاطئ في (بنات النبي صلى الله عليه وآله) (ص 201 ط دار الكتاب العربي بيروت)
قالت: فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ. وذكرت أيضا مثله في كتابه (تراجم
سيدات بيت النبوة) ص 617. لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسين عليه السلام رواه
جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 7 ص 450 ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال:
لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسين.
مستدرك حسين عليه السلام خير الناس 
رواه
جماعة: فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في (موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف) (ج 10 ص 201 ط عالم التراث للطباعة النشر بيروت) قال:
هذا الحسين بن علي خير الناس. كر 4: 323.
ص 596
مستدرك لعن الله من قطع السدر (1) 
تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج 27 ص 365 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة: فمنهم عدة من
الفضلاء المعاصرين في (فهرس أحاديث وآثار المصنف - للشيخ عبد الرزاق الصنعاني) (ج 3
ص 681 ط عالم الكتب بيروت) قالوا: لعن الله من قطع السدر. محمد بن علي أبو جعفر
الجامع 19757. 11 / 11.
قاتل الحسين عليه السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل
النار 
رواه جماعة: ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر الشيباني
الشافعي الأثري في (تمييز الطيب) (ص 114 ط دار الكتاب العربي بيروت) قال: (حديث)
قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار قال ابن حجر قد ورد عن علي
رفعه من طريق واه.
احترامه عليه السلام للحرم الشريف الإلهي

رواه جماعة:
(هامش)
(1) كانت سدرة عند قبر الحسين الشهيد عليه السلام وكانت علامة قبره الشريف فقطعها
بعض الخلفاء ليعمى أثر القبر الشريف فالملعون قاطع هذه السدرة. وهي من معجزات رسول
الله صلى الله عليه وآله. وقد ذكرنا رواية يحيى بن المغيرة الرازي في ج 27 ص 365
فراجع هناك. (*)
ص 597
فمنهم علامة التاريخ محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في (مختصر تاريخ دمشق) (ج 7 ص
142 ط دار الفكر) قال: قال الحسين [في جواب ابن عباس]: لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب
إلي أن تستحل بي - يعني: مكة. ومنهم الدكتور محمد جميل غازي في (استشهاد الحسين
عليه السلام) (ص 45 ط مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر) قال: - فذكر مثل ما تقدم
- فقال: قال: فبكى ابن عباس وقال: أقررت عين ابن الزبير بذلك، وذلك الذي سلى نفسي
عنه. قال: ثم خرج ابن عباس عنه وهو مغضب وابن الزبير على الباب، فلما رآه قال: يا
ابن الزبير قد أتى ما أحببت، قرت عينك، هذا أبو عبد الله خارج ويتركك والحجاز، ثم
قال: يا لك من قنبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري *
صيادك اليوم قتيل فأبشري ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ
أحمد عبد الجواد المدنيان في (جامع الأحاديث) (القسم الثاني ج 6 ص 432 ط دمشق)
قالا: قال ابن عباس: وكان الذي سخى بنفسه عنه أن قال لي: إن هذا الحرم يستحل برجل،
ولأن أقتل في أرض كذا وكذا أحب إلي من أن أكون أنا هو. (ش). ومنهم الفاضل المعاصر
خالد محمد خالد في (أبناء الرسول صلى الله عليه وآله في كربلاء) (ص 54 وص 95 ط 5
دار ثابت القاهرة) قال: قال عليه السلام في الخروج عن مكة: لأن أقتل في أي مكان من
الأرض أحب إلي من أن أقتل هنا فيستباح البلد الحرام بسببي.
ص 598
نبذة من كلماته الشريفة الحكيمة

ومن كلامه عليه السلام ما رواه (1):
(هامش)
(1) قال العلامة الشيخ علي بن أحمد بن الصباغ في (الفصول المهمة) ص 178 ط مطبعة
العدل بالنجف الأشرف قال: فصل في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه عليه السلام
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة كانت الفصاحة لديه خاضعة والبلاغة لأمره زامعة طائعة
وأما نظمه فيعد من الكلام جوهر عقد منظوم ومشهود برد مرقوم انتهى فمن كلامه عليه
السلام حوائج الناس إليكم من نعم الله فلا تملوا النعم فتعود نقما وقال عليه السلام
صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤالك فأكرم وجهك عن رده وقال عليه السلام في خطبة
أيها الناس نافسوا في المكارم وسارعوا في المغانم ولا يحسبوا بمعروف ولم تجعلوا
واكتسبوا الحمد بالنحج ولا تكسبوه بالمبطل فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة ورأي أنه
لا يقوم بشكرها فالله تعالى له بمكافاته بمكان وذلك أجزل عطاء وأعظم أجرا واعلموا
أن المعروف يكسب حمدا ويعقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر
الناظرين ولو رأيتم اللؤم رأيتموه منظرا قبيحا تنفر منه القلوب وتغض منه الأبصار
أيها الناس من جاد ساد ومن بخل ذل فإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه واعف الناس
من عفا عن قدرة وإن أوصل الناس من وصل من قطعه ومن أراد بالصنيعة إلى أخيه وجه الله
تعالى كافاه الله تعالى بها في وقت حاجته وصرفت عنه من البلاد بأكثر من ذلك ومن نفس
عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ومن أحسن أحسن الله
إليه والله يحب المحسنين ومن كلامه عليه السلام الحلم زينة والوفاء مروة والصلة
نعمة والاستكثار صلف والعجلة سفه والسفه ضعف واللغو ورطة ومجالسة الدنائة شره
ومجالسة أهل الفسق ريبة. وقيل كان بينه وبين أخيه الحسن عليه السلام كلام فقيل له
إذهب إلى أخيك الحسن فاسترضه وطيب خاطره فإنه أكبر منك فقال سمعت جدي رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول أيما اثنين جرى بينهما كلام فطلب أحدهما رضى الآخر كان السابق
سابقه إلى الجنة وأكره أن أسبق أخي الأكبر إلى الجنة فبلغ الحسن قوله عليه السلام
فأتاه وترضاه. فهذه الألفاظ تجاري الهوى رقة ومتانة وتنبئك بأن لهم عند الله أكبر
منزلة وعلو مكانة توارثوا البيان كابرا عن كابر وتسنموا تلك الفضايل كتسنمهم متون
المنابر وتساووا في مضمار المعارف فالآخر يأخذ عن الأول والأول يملي على الآخر. شرف
تتابع كابرا عن كابر * كالرمح انبوبا على انبوب وأما نظمه عليه السلام فمن ذلك ما
نقله عنه ابن اعثم صاحب كتاب الفتوح وهو انه عليه السلام لما أحاطت به جموع بن زياد
لعنه الله وقتلوا من قتلوا من أصحابه ومنعوهم الماء كان له ولد صغير فجائه سهم
فقتله فرمله الحسين عليه السلام وحفر له بسيفه وصلى عليه ودفنه وقال = (*)
ص 599
(هامش)
= شعرا:
غدر القوم وقدما رغبوا * عن ثواب الله رب الثقلين
قتلوا قدما عليا وابنه *
حسن الخير كريم الأبوين
حسدا منهم وقالوا اقبلوا * نقتل الآن جميعا للحسين
خيرة
الله من الخلق أبي * ثم أمي فأنا ابن الخيرتين
فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة
وابن الذهبين
من له جد كجدي في الورى * أو كشيخي فأنا ابن القمرين
فاطم الزهراء أمي
وأبي * قاصم الكفر ببدر وحنين
وله في يوم أحد وقعة * شفت الغل بفض العسكرين
ثم
بالأحزاب والفتح معا * كان فيها حتف أهل الوثنين
ومن ذلك ما حكي أن الفرزدق لقيه
عليه السلام وهو متوجه إلى الكوفة فقاله له يا ابن رسول الله كيف تركبن إلى أهل
الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل فترحم على مسلم بن عقيل وقال أما إنه
صار إلى رحمة الله تعالى ورضوانه وقضى ما عليه وبقي ما علينا وأنشد يقول:
وإن تكن
الدنيا تعد نفيسة * فإن ثواب الله أعلى وأنبل
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل
أمر في الله بالسيف أفضل
وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في الكسب
أجمل
وإن تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل
ومن نظمه عليه
السلام:
ذهب الذين أحبهم * وبقيت فيمن لا أحبه
فيمن أراه يسبني * ظهر المغيب ولا
أسبه
أفلا يرى أن فعله * مما يسير إليه غيه
حسبي بربي كافيا * مما اختشي والبغي
حسبه
ولعل من يبغي عليه * ألا كفاه الله ربه
وقال عليه السلام:
إذا ما عضك الدهر *
فلا تجنح إلى الخلق
ولا تسأل سوى الله * تعالى قاسم الرزق
فلو عشت وطوقت * من الغرب
إلى الشرق
لما صادفت من يقدر * أن يسعد أويشقي (*)
ص 600
فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي بن الدكتور محمد عبد الله فكري الحسيني القاهري
المولود بها 1296 ه والمتوفى بها أيضا 1372 ه في (أحسن القصص) (ج 4 ص 234 ط دار
الكتب العلمية في بيروت) قال: قال الحسين رضي الله عنه: إذا سمعت أحدا يتناول أعراض
الناس فاجتهد ألا يعرفك، فإن أشقى الأعراض به معارفه. لا تتكلف ما لا تطيق، ولا
تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا
تطلب من الجزاء إلا بقدر ما صنعت، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تعالى، ولا
تتناول إلا ما رأيت نفسك له أهلا. (عن يا قوم المستعصمي في أسرار الحكماء). شر خصال
الملوك الجبن عن الأعداء، والقسوة على الضعفاء، والبخل عن الاعطاء. قال لنافع بن
الأزرق لما قال له: صف لي إلهك الذي تعبد يا نافع؟ من وضع دينه على القياس، لم يزل
الدهر في الالتباس، مائلا إذا كبا عن المنهاج، ظاعنا *
(هامش)
= وقال عليه السلام من قصيدة طويلة هذا أولها:
إذا استنصر المرء امرء لا يداله *
فناصره والخاذلون سواء
أنا ابن الذي قد يعلمون مكانه * وليس على الحق المبين طحاء
أليس رسول الله جدي ووالدي * أنا البدر إن خلا النجوم خفاء
ألم ينزل القرآن خلف
بيوتنا * صباحا ومن بعد الصباح مسأ
ينازعني والله بيني وبينه * يزيد وليس الأمر حيث
يشاء
فيا نصحاء الله أنتم ولانه * وأنتم على أديانه أمناء
بأي كتاب أم بأية سنة *
تناولها عن أهلها البعداء
وقال أبو مخنف كان الحسين بن علي تعلوه الكراهة لما كان
عليه من أمر أخيه الحسن من صلح معاوية ويقول لو جز أنفي بموس كان أحب إلى مما فعله
أخي وقال في ذلك:
فما سائني شيء كما سائني أخي * ولم أرض والله الذي كان صانعا
ولكن
إذا ما الله أمضى قضاءه * فلا بد يوما أن تر الأمر واقعا
ولو أنني شورت فيه لما رأوا
* قرينهم إلا عن الأمر شاسعا
ولم أك أرضى بالذي قد رضوا به * ولو جمعت كفي إلى المجامعا
ولو جز أنفي قبل ذلك جزة * بموس لما ألقيت للصلح طائعا (*)