طفيل الغنوي :
فأبصرت الهدى و سمعت قولا *** كريما ليس من سجع الأنام
فصدقت الرسول و هان قوم *** علي رموه بالبهت العظام
كعب بن نمط :
و ما حملت من ناقة فوق رحلها *** أبر و أوفى ذمة من محمد
و لا وضعت أنثى بمثل محمد *** من الناس في التقوى و لا في التعبد
و مالك بن عوف :
ما إن رأيت و لا سمعت بواحد *** في الناس كلهم شبيه محمد
[168]
قيس بن بحر الأشجعي :
رسولا يضاهي البدر يتلو كتابه *** و لما أتى بالحق لم يتلعثم
عبد الله بن حرب الأسهمي :
فينا الرسول و فينا الحق نتبعه *** حتى الممات و نصر غير محدود
أبو دهبل الجمحي :
إن البيوت معادن فنجاره *** ذهب و كل بيوته ضخم
عقم النساء فلا يلدن شبيهه *** إن النساء بمثله عقم
متهلل نعم بلا متباعد *** سيان منه الوفر و العدم
بحير بن أبي سلمى :
إلى الله وجهي و الرسول و من يقم *** إلى الله يوما وجهه لا يخيب
و أتى الأعشى مكة فقالت قريش إن محمدا يحرم الخمر و الزناء فانصرف فسقط عن بعيره و مات و يقال إنه قال :
نبي يرى ما لا يرون و ذكره *** أغار لعمري في البلاد و أنجدا
و من هجاته ابن الزبعري السهمي و هبيرة بن أبي وهب المخزومي و مشافع بن عبد مناف الجمحي و عمرو بن العاص و أمية بن الصلت الثقفي و أبو سفيان بن أبي الحرث و من قوله :
فأصبحت قد راجعت حلمي و ردني *** إلى الله من طردت كل مطرد
أصد و أنأى جاهلا عن محمد *** و أدعي و إن لم أنتسب من محمد
فضرب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يده في صدره و قال متى طردتني يا أبا سفيان .
فصل في أمواله و رقيقه (عليه السلام) :
أفراسه : الورد أهداه التميم الداري .
و الطرب سمي لتشوقه و حسن صهيله و يقال هو الظرب .
و اللزاز و قد أهداه المقوقس سمي بذلك لأنه كان ملززا موثقا .
[169]
و اللحيف أهداه ربيعة بن أبي البراء و سمي بذلك لأنه كان كالمتلحف بعرفة و الصحيح أنه الورد الذي أعطاه الداري و سماه النبي اللحيف .
و مرتجز و قد صحفوه فقالوا المرتجز و هو المشترى من الأعرابي الذي شهد فيه خزيمة .
و السكب و كان أول فرس ركبه و أول ما غزا عليه في أحد و كان ابتاعه من رجل من فزارة و يقال اسمه بريدة الملاح .
و منها :
اليعسوب ، و السبحة ، و ذو العقاب ، و الملاوح ، و قيل مراوح .
بغاله : أهدى إليه المقوقس دلدل و كانت شهباء فدفعها إلى علي (عليه السلام) ثم كانت للحسن ثم للحسين ثم كبرت و عميت و هي أول بغلة ركبت في الإسلام .
و قال التاريخي أهدى إليه فروة بن عمرو الجذامي بغلة يقال لها فضة .
حمره : أهدى له المقوقس يعفور مع دلدل و أعطاه فروة الجذامي عفير مع فضة .
إبله : العضباء :و كانت لا تسبق .
و الجدعاء ، و القصواء و يقال القضواء و هي ناقة اشتراها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أبي بكر بأربعمائة درهم و هاجر عليها ثم نفقت عنده ,
و الصهباء .
و منها : البغوم ، و الغيم ، و النوق ، و مروة .
و كان له عشر لقاح : يحلبها يسار كل ليلة قربتين عظيمتين يفرقها على نسائه .
منها : مهرة أرسل بها سعد بن عبادة .
و الشقرا و الريا ابتاعهما بسوق النبط .
و الحباء و السمرا و العريس و السعدية و البغوم و اليسيرة و بردة .
و كانت منائح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سبع أعنز يرعاهن ابن أم أيمن و هي عجوة و زمزم و سقيا و بركة و ورسة و أطلال و أطراف .
و كانت له مائة من الغنم .
و كان مخرنبق أحد بني النضير حبرا عالما أسلم و قاتل مع رسول الله و أوصى بماله لرسول الله و هو سبع حوائط و هي المينب و الصائفة و الحسيني و يرقد و العواف و الكلاء و مشربة أم إبراهيم .
و كان له صفايا ثلاثة مال بني النضير و خيبر و فدك فاعطى فدك و العوالي فاطمة (عليه السلام) .
[170]
و روي : أنه وقف عليها .
و كان له من الغنيمة الخمس و صفي يصطفيه من الغنم ما شاء قبل القسمة و سهمه مع المسلمين كرجل منهم .
و كانت له الأنفال .
و كان ورث من أبيه (أم أيمن) , فأعتقها .
و ورث خمسة أجمال أوارك و قطعة غنم و سيفا ماثوي و زرقا .
سيوفه : ذو الفقار و المنحذم و الرسوب ورثه من أبيه و العضب أعطاه سعد بن عبادة و أصاب من بني قينقاع بتارا و حتفا و سيفا قلعيا .
رماحه : أصاب ثلاثا من بني قينقاع و كان له رمح يقال له المستوفي و كان له عنزة يقال لها لمثنى أنفذها النجاشي و يقال إن النجاشي أعطى للزبير عنزة فلما جاء إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أعطاه إياها فكان بلال يحملها بين يديه يوم العيد و يخرج بها في أسفاره فتركز بين يديه يصلي إليها و يقولون هي التي تحمل المؤذنون بين يدي الخلفاء .
دروعه : ذات الفضول أعطاها سعد بن عبادة و الفضة و درعان أصابهما من بني قينقاع و هما السعدية و ذات الوشاح و يقال كانت عنده درع داود النبي (عليه السلام) التي لبسها لما قتل جالوت .
قسيه : البيضاء و كانت من شوحط و الصفراء من نبع و الروحاء أصاب هذه الثلاثة من بني قينقاع و الكرع و يقال كرار و كان له ترس يقال له الزلوق و ترس فيه تمثال رأس كبش أذهبه الله و كان له جعبة يقال له الكافورة و دخل مكة و على رأسه مغفر يقال له السبوغ .
رايته : العقاب و لوائه أبيض و كان له قضيب يسمى الممشوق و محجن و مخصرة تسمى العرجون و منطقة من أديم منشور فيها ثلاث حلق من فضة و الإبزيم و الطرف من فضة و كان له قدح مضبب بثلاث ضبات فضة و تور من حجارة .
[171]
يقال له المخضب و قدح من زجاج و مغتسل من صفر و قطيفة و قصعة و خاتم فضة نقشه محمد رسول الله و أهدى له النجاشي خفين أسودين ساذجين فلبسهما .
و قالت عائشة : كان فراش النبي (عليه السلام) الذي يرقد فيه من أدم حشوة ليف و كانت ملحفته مصبوغة بورس أو زعفران و كان يلبس يوم الجمعة برده الأحمر و يعتم بالسحاب و دخل مكة يوم الفتح عليه عمامة سوداء و كانت له ربعة فيها مشط عاج و مكحلة و مقراض و سواك و يقال ترك يوم مات عشرة أثواب ثوب حبرة و إزارا عمانيا و ثوبين صحاريين و قميصا سحوليا و جبة يمنية و خميصة و كساء أبيض و قلانس صغارا لاطئة ثلاثا أو أربعا و إزارا طوله ثلاثة أشبار و توفي في إزار غليظ من هذه اليمانية و كساء يدعى بالملبدة و كان له سرير أعطاه أسعد بن زرارة و كان منبره ثلاثة مراقي من الطرفاء استعملت امرأة لغلام لها نجار اسمه ميمون و كان مسجده بلا منارة و كان بلال يؤذن على الأرض و كان شعار أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يا منصور أمت .
و قال لمزينة ما شعاركم قالوا حرام قال شعاركم الحلال .
و كان شعار المهاجرين يوم أحد يا بني عبد الله و الخزرج يا بني عبد الرحمن و الأوس يا بني عبد الله .
مواليه : سلمان الفارسي و زيد بن حارثة و ابنه أسامة و أبو رافع أسلم و يقال اسمه بندويه العجمي وهبه العباس و أعتقه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما بشر بإسلام العباس و زوجه سلمى فولد له عبيد الله كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) و بلال الحبشي و صهيب الرومي و سفينة اسمه مفلح الأسود و يقال رومان البلخي و كان لأم سلمة فأعتقه و اشترطت عليه خدمة النبي (عليه السلام) و ثوبان الحميري اشتراه النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و أعتقه و بقي في خدمته و خدمة أولاده إلى أيام معاوية و يسار النوبي أسر في غزوة بني ثعلبة فأعتقه و هو الذي قتله العرنيون و شقران و اسمه صالح بن عدي الحبشي ورثه عن أبيه و يقال هو من أولاد دهاقين الري و مدعم الخثعمي و هو هدية فروة بنت عمرو الجذامي و أبو مويهبة من مولدي مزينة أعتقه النبي (عليه السلام) و أبو كبشة و اسمه السليم من مولدي أرض دوس أو مكة فاشتراه و أعتقه مات
[172]
في أول يوم من جلوس عمر و أبو بكرة هشام و اسمه نقيع تدلى من الحصن على بكرة و نزل من حصن الطائف إلى النبي (عليه السلام) فانعتق و أبو أيمن و اسمه رباح و كان أسود و كان يستأذن على النبي (عليه السلام) ثم صيره مكان يسار حين قتل و أبو لبابة القرظي اشتراه النبي فأعتقه و فضالة وهبه رفاعة بن زيد الجذامي و قتل بوادي القرى و أنبسة بن كردي من العجم قتل في بدر و قيل توفي في أيام أبي بكر و كركرة أهدي له فأعتقه و يقال مات و هو مملوك و أبو ضمرة كان مما أفاء الله عليه من العرب و هو أبو ضميره و يقال اشترته أم سلمة للنبي (عليه السلام) فأعتقه و يقال هو روح بن شيرزاد من ولد كشتاسب الملك و بنيه من مولدي السراة و أسلم الأصفر الرومي و الحبشة الحبشي و ماهر كان المقوقس أهداه إليه و أبو ثابت و أبو بيزر و أبو سلمى و أبو عسيب و أبو رافع الأصفر و أبو لقيط و أبو البشر و مهران و عبيد و أفلح و رفيع و يسار الأكبر .
إماؤه : حارثة بنت شمعون أهداها له ملك الحبشة و سلمى و رضوى و أم أيمن اسمها بركة و أسلمة و أنسة و مويهبة و قيل هما من مواليه و كان له خصي يقال له مابورا .
فصل في أحواله و تواريخه (عليه السلام) :
حملت به أمه في أيام التشريق عند جمرة العقبة الوسطى في منزل عبد الله بن عبد المطلب .
ولد بمكة عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول بعد خمس و خمسين يوما من هلاك أصحاب الفيل .
و قالت العامة يوم الإثنين الثامن أو العاشر منه لسبع بقين من ملك أنوشيروان .
و يقال في ملك هرمز لثمان سنين و ثمانية أشهر مضت من ملك عمرو بن هيد ملك العرب و وافق شهر الروم العشرين من شباط في السنة الثانية من ملك هرمز بن أنوشيروان .
و ذكر الطبري : أن مولده كان لاثنتي و أربعين سنة من ملك أنوشيروان و هو الصحيح . لقوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولدت في زمن الملك العادل أنوشيروان .
قال الكليني : في شعب أبي طالب في دار محمد بن يوسف في الزاوية القصوى عن يسارك و أنت داخل الدار .
و قال الطبري : في بيت من الدار التي تعرف اليوم بدار محمد بن يوسف و هو أخو الحجاج بن يوسف و كان قد اشتراها من عقيل و أدخل ذلك البيت
[173]
في الدار حتى أخرجته خيزران و اتخذته مسجدا يصلي فيه الناس .
الزهرة عن أبي عبد الله الطرابلسي : البيت الذي ولد فيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في دار محمد بن يوسف و توفي أبوه و هو ابن شهرين الواقدي و هو ابن سبعة أشهر الطبري توفي أبوه بالمدينة و دفن في دار النابغة ابن إسحاق توفي أبوه و أمه حامل به و ماتت أمه و هو ابن أربع سنين الكلبي و هو ابن ثمانية و عشرين شهرا محمد بن إسحاق توفيت أمه بالأبواء منصرفة إلى مكة و هو ابن ست و رباه عبد المطلب و توفي عنه و هو ابن ثمانية سنين و شهران و عشرة أيام فأوصى به إلى أبي طالب فرباه .
كتاب العروس و تاريخ الطبري : أنه أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أياما فتوفيت مسلمة سنة سبع من الهجرة , و مات ابنها قبلها .
ثم أرضعته حليمة السعدية فلبثت فيهم خمس سنين , و كانت أرضعت قبله الحمزة و بعده أبا سلمة المخزومي .
و خرج مع أبي طالب في تجارته و هو ابن تسع سنين و يقال ابن اثنتي عشرة سنة .
و خرج إلى الشام في تجارته لخديجة و له خمس و عشرون سنة , و تزوج بها بعد أشهر .
قال محمد بن يعقوب الكليني : تزوج خديجة و هو ابن بضع و عشرين سنة و لبث بها أربع و عشرين سنة و أشهرا .
و بنيت الكعبة و رضيت قريش بحكمه فيها و هو ابن خمس و ثلاثين سنة .
ابن عباس و أنس : أوحى الله إليه يوم الإثنين السابع و العشرين من رجب و له أربعون سنة .
ابن مسعود : أحد و أربعون سنة .
ابن المسيب و ابن عباس : ثلاث و أربعون سنة . و كان لإحدى عشرة خلون من ربيع الأول , و قيل لعشر خلون من ربيع الأول , و قيل و بعث في شهر رمضان لقوله شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أي ابتدأ إنزاله للسابع عشر أو الثامن عشر : عن ابن عباس . و الرابع و العشرين عن أبي الحلد .
قام يدعو الناس و قام أبو طالب بنصرته فأسلم خديجة و علي و زيد .
و أسري به بعد النبوة بسنتين , و قالوا بسنة و ستة أشهر بعد رجوعه من الطائف .
الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) : قال اكتتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمكة مستخفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر و علي معه و خديجة ثم أمره الله أن يصدع بما يؤمر فظهر و أظهر أمره و توفي أبو طالب بعد نبوته بتسع سنين و ثمانية أشهر و ذلك بعد خروجه من الشعب بشهرين .
[174]
و زعم الواقدي : أنهم خرجوا من الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين و في هذه السنة توفي أبو طالب و توفيت خديجة بعده بستة أشهر و له ست و أربعون سنة و ثمانية أشهر و أربعة و عشرون يوما و يقال و هو ابن سبع و أربعين سنة و ستة أشهر و أياما .
أبو عبد الله مندة في كتاب المعرفة : أن وفاة خديجة بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام .
المعرفة عن النسوي : توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة من قبل أن تفرض الصلاة على الموتى و سمي هذا العام عام الحزن .
و لبث بعدها بمكة ثلاثة أشهر فأمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة فخرج جماعة من أصحابه بأهاليهم و ذلك بعد خمس من نبوته و كان حصار الشعب و كتبه الصحيفة أربع سنين و قيل ثلاث سنين و قيل سنتين .
فلما توفي أبو طالب خرج إلى الطائف و أقام فيه شهرا و كان معه زيد بن الحارث ثم انصرف إلى مكة و مكث فيها سنة و ستة أشهر في جوار مطعم بن عدي .
و كان يدعو القبائل في المواسم فكانت بيعة العقبة الأولى بمنى فبايعه خمسة نفر من الخزرج و واحد من الأوس في خفية من قومهم بيعة النساء و هم جابر بن عبد الله و فطنة بن عامر بن حزام و عوف بن الحارث و حارثة بن ثعلبة و مرثد بن الأسد و أبو أمامة ثعلبة بن عمرو و يقال هو أسعد بن زرارة فلما انصرفوا إلى المدينة و ذكروا القصة و قرءوا القرآن صدقوه .
و في السنة القابلة و هي العقبة الثانية أنفذوا معهم ستة أخرى بالسلام و البيعة و هم أبو الهيثم بن التيهان و عبادة بن الصامت و ذكوان بن عبد الله و نافع بن مالك بن العجلان و عباس بن عبادة بن نضلة و يزيد بن ثعلبة حليف له و يقال مسعود بن الحارث و عويم بن ساعدة حليف لهم .
ثم أنفذ النبي (عليه السلام) معهم ابن عمه مصعب بن هاشم فنزل دار أسعد بن زرارة فاجتمعوا عليه و أسلم أكثرهم إلا دار أمية بن زيد و حطمة و وائل و واقف فإنهم أسلموا بعد بدر و أحد و الخندق .
و في السنة القابلة كانت بيعة الحارث كانوا من الأوس و الخزرج سبعين رجلا و امرأتين و اختار (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منهم اثني عشر نقيبا ليكونوا كفلاء قومه تسعة من الخزرج .
[175]
و ثلاثة من الأوس فمن الخزرج أسعد و جابر و البراء بن معرور و عبد الله بن حزام و سعد بن عبادة و المنذر بن قمر و عبد الله بن رواحة و سعد بن الربيع و من القوافل عبادة بن الصامت و من الأوس أبو هيثم و أسيد بن خضير و سعيد بن خيثمة .
و بعث رسله إلى الآفاق في سنة عشر و بين فتح مكة و وفاته كانت الوفود منهم بنو سليم : و فيهم العباس بن مرداس و بنونهم و فيهم : عطارد بن حاجب بن زرارة . و بنو عامر : و فيهم عامر بن الطفيل و أربدة بن قيس . و بنو سعد بن بكر و فيهم : صام بن ثعلبة و عبد القيس و الجارود بن عمرو . و بنو حنيفة و فيهم : مسيلمة الكذاب . وطي و فيهم : زيد الخيل و عدي بن حاتم . و زبيد و فيهم : عمرو بن معديكرب . و كندة و فيهم : الأشعث بن قيس . و نجران و فيهم : السيد و العاقب و أبو الحارث . و الأزد و بعثت حمير إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بإسلامهم . و بعث فروة الجذامي رسولا باسمه . و بنو الحارث بن كعب و فيهم : قيس بن الحصين و يزيد بن عبد المدان .و ثقيف و سيدهم عبد نائل . و بنو أسد . و أسلم .
و هاجر إلى المدينة و أمر أصحابه بالهجرة و هو ابن ثلاث و خمسين سنة و كانت هجرته يوم الإثنين و صار ثلاثة أيام في الغار ليخيب من قصد إليه , و روي ستة أيام .
و دخل المدينة يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول , و قيل الحادي عشر و هي السنة الأولى من الهجرة فرد التاريخ إلى المحرم .
و كان نزل بقبا في دار كلثوم بن الهدم ثم بدار خيثمة الأوسي ثلاثة أيام , و يقال اثني عشر يوما إلى بلوغ علي و أهل البيت .
و كان أهل المدينة يستقبلون كل يوم إلى قبا و ينصرفون , فأسس بقبا مسجدهم .
و خرج يوم الجمعة و نزل المدينة و صلى في المسجد الذي ببطن الوادي .
قال النسوي في تاريخه : أول صلاة صلاها في المدينة صلاة العصر ثم نزل على أبي أيوب فلما أتى لهجرته شهر و أيام تمت صلاة المقيم , و بعد ثمانية أشهر آخى بين المؤمنين . و فيها شرع الأذان .
فلما أتى لهجرته سنة و شهران و اثنان و عشرون يوما زوج عليا (عليه السلام) من فاطمة , و روي أنها كانت بعد سنة من مقدمه إليها .
قال الحسن : نزل القرآن في ثمانية عشر سنة بمكة ثماني سنين و بالمدينة عشر سنين .
و قال الشعبي : في عشرين سنة .
سئل الصادق (عليه السلام) متى حولت القبلة : قال (عليه السلام) بعد رجوعه من بدر .
[176]
قال أنس : و هم ركوع في صلاة الصبح فاستداروا .
البخاري و الواحدي : أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صلى عند قدومه المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس .
البخاري : .
حج النبي (عليه السلام) قبل النبوة و بعدها لا نعرف عددها و لم يحج بعد الهجرة إلا حجة الوداع .
و عن جابر الأنصاري : أنه حج ثلاثة حجج حجتين قبل الهجرة و حجة الوداع .
العلاء بن رزين و عمرو بن يزيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : حج رسول الله عشرين حجة .
الطبري عن ابن عباس : اعتمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أربع عمر : الحديبية , و القضاء , و الجعرانة , و التي مع حجته .
معاوية بن عمار عن الصادق (عليه السلام) : اعتمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثلاث عمر متفرقات ثم ذكر الحديبية و القضاء و الجعرانة .
و أقام بالمدينة عشر سنين , ثم حج حجة الوداع .
و نصب عليا إماما يوم غدير خم .
فلما دخل المدينة بعث أسامة بن زيد و أمره أن يقصد حيث قتل أبوه و جعل في جيشه و تحت رايته أبا بكر و عمر و أبا عبيدة و عسكر أسامة بالجرف فاشتكى شكواه التي توفي فيها فكان يقول في مرضه : نفذوا جيش أسامة و يكرر ذلك .
فلما دخل سنة إحدى عشرة أقام بالمدينة المحرم و مرض أياما و توفي في الثاني من صفر يوم الإثنين , و يقال يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول .
كان بين قدومه المدينة و وفاته عشر سنين , و قبض قبل أن تغيب الشمس و هو ابن ثلاث و ستين سنة .
فغسله علي (عليه السلام) بثوبيه بوصية منه . و في رواية : و يؤدى بذلك . و بقي غير مدفون ثلاثة أيام يصلي عليه الناس .
و حفر له لحدا أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري .
و دفنه علي (عليه السلام) و عاونه العباس و الفضل و أسامة فنادت الأنصار يا علي نذكرك الله و حقنا اليوم من رسول الله أن يذهب أدخل منا رجلا فيه فقال ليدخل أوس بن خولي فلما دلاه في حفرته قال له اخرج و ربع قبره .
فصل في معراجه (عليه السلام) :
الحمد لله العلي الأعلى الوفي الأوفى الولي الأولى رب الآخرة و الأولى خالق السماوات العلى و مبدع الأرضين السفلى له الآخرة و الأولى الذي خلق فسوى و الذي قدر فهدى و الذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى بعث محمدا (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ذي النعمة العظمى و المحبة الكبرى الهادي إلى الطريقة المثلى الداعي إلى الخليقة
[177]
الحسنى و جعله خير الخلق ما بين الثريا و الثرى و رفعه إلى السماء من أم القرى بقوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .
اختلف الناس في المعراج :
فالخوارج ينكرونه .
و قالت الجهمية : عرج بروحه دون جسمه على الطريق الرؤيا .
و قالت الإمامية و الزيدية و المعتزلة : بل عرج بروحه و بجسمه إلى بيت المقدس لقوله تعالى إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .
و قال آخرون بل عرج بروحه و جسمه إلى السماوات روي ذلك عن ابن عباس و ابن مسعود و حذيفة و أنس و عائشة و أم هانئ .
و نحن لا ننكر ذلك إذا قامت الدلالة , و قد جعل الله معراج موسى إلى الطور وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ .
و لإبراهيم إلى السماء الدنيا وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ .
و لعيسى إلى الرابعة بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ .
و لإدريس إلى الجنة وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا .
و لمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى .
و ذلك لعلو همته فلذلك يقال :المرء يطير بهمته فتعجب الله من عروجه سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى و أقسم بنزوله وَ النَّجْمِ إِذا هَوى فيكون عروجه و نزوله بين تأكيدين .
السدي و الواقدي : الإسراء قبل الهجرة بستة أشهر بمكة في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت بعد العتمة من دار أم هانئ بنت أبي طالب . و قيل من بيت خديجة .
و روي : من شعب أبي طالب .
الحسن و قتادة : كان من نفس المسجد .
ابن عباس : هي ليلة الإثنين في شهر ربيع الأول بعد النبوة بسنتين .
فالأول معراج العجائب و الثاني معراج الكرامة .
ابن عباس في خبر : أن جبرئيل (عليه السلام) أتى النبي (عليه السلام) و قال إن ربي بعثني إليك و أمرني أن آتيه بك فقم فإن الله يكرمك كرامة لم يكرم بها أحد قبلك و لا بعدك فأبشر و طب نفسا .