back page fehrest page next page

و قال ابن عباس : أخذ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تحت شجرة السمرة بيعتهم على أن لا يفروا .

و ليس أحد من الصحابة إلا نقض عهدا في الظاهر بفعل أو بقول و قد ذمهم الله تعالى فقال في يوم الخندق وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ و في يوم حنين

[23]

وَ ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ الأدبار مُدْبِرِينَ و في يوم أحد إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ و انهزم أبو بكر و عمر في يوم خيبر بالإجماع و علي (عليه السلام) في وفائه اتفاق فإنه لم يفر قط , و ثبت مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى نزل رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ و لم يقل كل المؤمنين فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ يعني حمزة و جعفر و عبيدة وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ يعني عليا .

بيت :

علي موفي العهد *** و ما كان بغدار

السوسي :

ذاك الإمام المرتضى إن غدر القوم وفى *** ‏أو كدر القوم صفا فهو له مطاول

‏مونسه في وحدته صاحبه في شدته ‏حقا *** مجلي كربته و الكرب كرب شامل

ثم إن الله تعالى قال وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً يعني فتح خيبر و كان على يد علي بالاتفاق و قد وجدنا النكث في أكثرهم خاصة في الأول و الثاني لما قصدوا في تلك السنة إلى بلاد خيبر فانهزم الشيخان , ثم انهزموا كلهم في يوم حنين , فلم تثبت منهم تحت راية علي إلا ثمانية من بني هاشم ذكرهم ابن قتيبة في المعارف . قال الشيخ المفيد رحمه الله في الإرشاد : و هم : العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله , و الفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره , و أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممسك بسرجه عند لغد بغلته , و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بين يديه يقاتل بسيفه , و نوفل بن الحارث بن عبد المطلب , و ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب , و عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب , و عتبة , و معتب ابنا أبي لهب بن عبد المطلب حوله , و قال العباس :

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة *** و قد فر من قد فر منهم فاقشعوا

مالك بن عبادة :

لم يواس النبي غير بني هاشم *** عند السيوف يوم حنين

[24]

هرب الناس غير تسعة رهط *** فهم يهتفون بالناس أين

و التاسع أيمن بن عبيد قتل بين يدي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

العوني :

و هل بيعة الرضوان إلا أمانة *** فأول من قد خانها السلفان

ثم إن النبي إنما كان يأخذ البيعة لنفسه و لذريته .

روى الحافظ بن مردويه في كتابه بثلاثة طرق عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال , أشهد لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده الحسين بن علي (عليه السلام) قال : لما جاءت الأنصار تبايع رسول الله على العقبة , قال : قم يا علي .

فقال علي : على ما أبايعهم يا رسول الله ?

قال : على أن يطاع الله فلا يعصي , و على أن يمنعوا رسول الله و أهل بيته و ذريته مما يمنعون منه أنفسهم و ذراريهم .

ثم إنه كان الذي كتب الكتاب بينهم .

ذكر أحمد في الفضائل عن حبة العرني و عن ابن عباس و عن الزهري : أن كاتب الكتاب يوم الحديبية علي بن أبي طالب .

و ذكر الطبري في تاريخه بإسناده عن البراء بن عازب عن قيس النخعي و ذكر القطان و وكيع و الثوري و السدي و مجاهد في تفاسيرهم عن ابن عباس في خبر طويل : أن النبي (عليه السلام) قال ما كتبت يا علي حرفا إلا و جبرئيل ينظر إليك و يفرح و يستبشر بك .

و أما بيعة العشيرة قال النبي (عليه السلام) بعثت إلى أهل بيتي خاصة و إلى الناس عامة .

و قد كان بعد مبعثه بثلاث سنين .

على ما ذكره الطبري في تاريخه و الخركوشي في تفسيره و محمد بن إسحاق في كتابه عن أبي مالك عن ابن عباس و عن ابن جبير إنه لما نزل قوله : وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول الله بني هاشم و هم يومئذ أربعون رجلا و أمر عليا أن ينضج رجل شاة و خبز لهم صاعا من طعام و جاء بعس من لبن ثم جعل يدخل إليه عشرة عشرة حتى شبعوا و إن منهم لمن يأكل الجذعة و يشرب الفرق .

و في رواية مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس أنه قال : و قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم .

و في رواية البراء بن عازب و ابن عباس : أنه بدرهم أبو لهب , فقال : هذا ما سحركم به الرجل .

[25]

ثم قال لهم النبي (عليه السلام) : إني بعثت إلى الأسود و الأبيض و الأحمر . إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين , و إني لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله .

فقال أبو لهب : أ لهذا دعوتنا ? ثم تفرقوا عنه . فنزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ تَبَّ .

ثم دعاهم دفعة ثانية و أطعمهم و سقاهم .

ثم قال لهم : يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الأرض و حكامها , و ما بعث الله نبيا إلا جعل له وصيا أخا و وزيرا .

فأيكم يكون أخي و وزيري و وصيي و وارثي و قاضي ديني ?

و في رواية الطبري عن ابن جبير و ابن عباس : فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم ?

فأحجم القوم .

و في رواية أبي بكر الشيرازي عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس و في مسند العشرة و فضائل الصحابة عن أحمد بإسناده عن ربيعة بن ناجد عن علي (عليه السلام) : فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي ?

فلم يقم إليه أحد .

و كان علي أصغر القوم , يقول : أنا .

فقال في الثالثة : أجل و ضرب بيده على يدي أمير المؤمنين .

و في تفسير الخركوشي عن ابن عباس و ابن جبير و أبي مالك و في تفسير الثعلبي عن البراء بن عازب : فقال علي و هو أصغر القوم : أنا يا رسول الله .

فقال : أنت .

فلذلك كان وصيه .

قالوا : فقام القوم , و هم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أمر عليك .

و في تاريخ الطبري : فأحجم القوم .

فقال علي : أنا يا نبي الله , أكون وزيرك عليه .

فأخذ برقبته , ثم قال : هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا .

قال : فقام القوم يضحكون , فيقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع .

و في رواية الحارث بن نوفل و أبي رافع و عباد بن عبد الله الأسدي عن علي (عليه السلام) : فقلت : أنا يا رسول الله .

قال أنت , و أدناني إليه و تفل في فيّ .

فقاموا يتضاحكون و و يقولون :بئس ما حبا ابن عمه إذا اتبعه و صدقه .

تاريخ الطبري عن ربيعة بن ناجد : إن رجلا قال لعلي : يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك ?

فقال (عليه السلام) , بعد كلام ذكر فيه حديث الدعوة : فلم يقم إليه أحد , فقمت إليه و كنت من أصغر القوم .

قال , فقال : اجلس .

ثم قال ذلك ثلاث مرات , كل ذلك أقوم إليه , فيقول لي : اجلس . حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي .

قال , فبذلك ورثت ابن عمى دون عمى .

[26]

و في حديث أبي رافع : أنه قال أبو بكر للعباس أنشدك الله تعلم أن رسول الله قد جمعكم و قال يا بني عبد المطلب إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله وزيرا و أخا و وصيا و خليفة في أهله فمن يقم منكم يبايعني على أن يكون أخي و وزيري و وارثي و وصيي و خليفتي في أهلي ?

فبايعه علي على ما شرط له .

و إذا صحت هذه الجملة وجبت إمامته بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بلا فصل .

الحميري :

و قيل له أنذر عشيرتك الأولى *** و هم من شباب أربعين و شيب‏

فقال لهم إني رسول إليكم *** و لست أراني عندكم بكذوب

‏و قد جئتكم من عند رب مهيمن *** جزيل العطايا للجزيل وهوب

‏فأيكم يقفوا مقالي فأمسكوا *** فقال أ لا من ناطق فمجيبي

‏ففاز بها منهم علي و سادهم *** و ما ذاك من عاداته بغريب

و له :

أنت أولى الناس بالناس *** و خير الناس دينا

كنت في الدنيا أخاه *** يوم يدعو الأقربينا

ليجيبوه إلى الله *** فكانوا أربعينا

بين عم و ابن عم *** حوله كانوا عرينا

فورثت العلم منه *** و الكتاب المستبينا

و له :

و يوم قال له جبرئيل قد علموا *** أنذر عشيرتك الأدنين إن بصروا

فقام يدعوهم من دون أمته *** فما تخلف عنه منهم بشر

فمنهم آكل في مجلس جذعا *** و شارب مثل عس و هو محتفر

فصدهم عن نواحي قصعة شبعا *** فيها من الحب صاع فوقه الوزر

فقال يا قوم إن الله أرسلني *** إليكم فأجيبوا الله و ادكروا

فأيكم يجتبي قولي و يؤمن بي *** إني نبي رسول فانبرى عذر

فقال تبا أ تدعونا لتلفتنا عن *** ديننا ثم قام القوم فانشمروا

[27]

من الذي قال منهم و هو أحدثهم *** سنا و خيرهم في الذكر إذ سطروا

آمنت بالله قد أعطيت نافلة لم *** يعطها أحد جن و لا بشرو

إن ما قلته حق و إنهم إن لم *** تجيبوا فقد خانوا و قد خسروا

ففاز قدما بها و الله أكرمه *** فكان سباق غايات إذا ابتدروا

و له :

أبو حسن غلام من قريش *** أبرهم و أكرمهم نصابا

دعاهم أحمد لما أتته *** من الله النبوة فاستجابا

فأدبه و علمه و أملى *** عليه الوحي يكتبه كتابا

فأحصى كل ما أملى عليه *** و بينه له بابا فبابا

و له :

لأقدم أمته الأولين هدى *** و لأحدثهم مولدا

دعاه ابن آمنة المصطفى *** و كان رشيد الهدى مرشدا

إلى أن يوحد رب السماء *** تعالى و جل و أن يعبدا

فلباه لما دعاه إليه و *** وحده مثل ما وحدا

و أخبره أنه مرسل فقال *** صدقت و ما فندا

فصلى الصلاة و صام الصيام *** غلاما و وافى الوغي أمردا

فلم ير يوما كأيامه *** و لا مثل مشهده مشهدا

العوني :

تخيره الله من خلقه *** فحمله الذكر و هو الخبير

و أنزل بالسور المحكمات *** عليه كتاب مبين منير

و أغشاه نورا و ناداه قم *** فأنذر و أنت البشير النذير

فلاح الهدى و اضمحل العمى *** و ولى الضلال و عيف الغرور

فوصى عليا فنعم الوصي *** و نعم الولي و نعم النصير

و له :

إن رسول الله مصباح الهدى *** و حجة الله على كل البشر

[28]

جاء بقرآن مبين ناطق بالحق *** من عند مليك مقتدر

فكان من أول من صدقه وصيه *** و هو بسن من صغر

و لم يكن أشرك بالله و لا *** دنس يوما بسجود لحجر

فذاكم أول من آمن بالله *** و من جاهد فيه و نصر

أول من صلى من القوم و من *** طاف و من حج بنسك و اعتمر

دعبل :

سقيا لبيعة أحمد و وصيه *** أعني الإمام ولينا المحسودا

أعني الذي نصر النبي محمدا *** قبل البرية ناشيا و وليدا

أعني الذي كشف الكروب و لم *** يكن في الحرب عند لقائها رعديدا

أعني الموحد قبل كل موحد لا ** عابدا وثنا و لا جلمودا

غيره :

فلما دعا المصطفى أهله *** إلى الله سرا دعاه رفيقا

و لاطفهم عارضا نفسه *** على قومه فجزوه عقوقا

فبايعه دون أصحابه و *** كان لحمل أذاه مطيقا

و وحد من قبلهم سابقا *** و كان إلى كل فضل سبوقا

فصل في المسابقة بالعلم :

سفيان عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس في قوله : الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ قال قد يكون مؤمنا و لا يكون عالما فو الله لقد جمع لعلي كلاهما العلم و الإيمان .

مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله : إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ قال كان علي يخشى الله و يراقبه و يعمل بفرائضه و يجاهد في سبيله .

الصفواني في الإحن و المحن عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : حم اسم من أسماء الله عسق علم علي سبق كل جماعة و تعالى عن كل فرقة .

[29]

محمد بن مسلم و أبو حمزة الثمالي و جابر بن يزيد عن الباقر (عليه السلام) و علي بن فضال و الفضيل بن يسار و أبو بصير عن الصادق (عليه السلام) و أحمد بن محمد الحلبي و محمد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) و قد روي عن موسى بن جعفر (عليه السلام) و عن زيد بن علي و عن محمد ابن الحنفية رضي الله عنه و عن سلمان الفارسي رضي الله عنه و عن أبي سعيد الخدري و عن إسماعيل السدي أنهم قالوا في قوله تعالى : قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

الثعلبي في تفسيره بإسناده عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس و روي عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر (عليه السلام) : أنه قيل لهما زعموا أن الذي عنده علم الكتاب ; عبد الله بن سلام .

قال : ذاك علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

ثم روى أيضا أنه سئل سعيد بن جبير : وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عبد الله بن سلام .

قال : لا , فكيف و هذه سورة مكية .

و قد روي عن ابن عباس : لا و الله ما هو إلا علي بن أبي طالب , لقد كان عالما بالتفسير و التأويل و الناسخ و المنسوخ و الحلال و الحرام .

و روي عن ابن حنفية : علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأول و الآخر و رواه النطنزي في الخصائص .

و من المستحيل أن الله تعالى يستشهد بيهودي و يجعله ثاني نفسه .

و قوله قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ موافق لقوله : كلا , أنزل في أمير المؤمنين علي , و عدد حروف كل واحد منهما ثمانمائة و سبعة عشر .

العوني :

و من عنده علم الكتاب و علم ما *** يكون و ما قد كان علما مكتما

أبو مقاتل بن الداعي العلوي :

و إن عندك علم الكون أجمعه *** ما كان من سالف منه و مؤتنف

نصر بن المنتصر :

و من حوى علم الكتاب كله *** علم الذي يأتي و علم ما مضى

و قد ظهر علمه على سائر الصحابة حتى اعترفوا بعلمه و بايعوه .

قال الجاحظ : اجتمعت الأمة على أن الصحابة كانوا يأخذون العلم من أربعة علي و ابن عباس

[30]

و ابن مسعود و زيد بن ثابت .

و قال : قالت طائفة , و عمر بن الخطاب .

ثم أجمعوا على أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب الله من عمر .

و قال (عليه السلام) يؤم بالناس أقرأهم .

فسقط عمر . ثم أجمعوا على أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال .

الأئمة من قريش فسقط ابن مسعود و زيد و بقي علي و ابن العباس إذ كانا عالمين فقيهين قرشيين فأكثرهما سنا و أقدمهما هجرة علي فسقط ابن عباس و بقي علي أحق بالإمامة بالإجماع و كانوا يسألونه و لم يسأل هو أحدا .

و قال النبي (عليه السلام) إذا اختلفتم في شي‏ء فكونوا مع علي بن أبي طالب .

عبادة بن الصامت : قال عمر كنا أمرنا إذا اختلفنا في شي‏ء أن نحكم عليا .

و لهذا تابعه المذكورون بالعلم من الصحابة نحو سلمان و عمار و حذيفة و أبي ذر و أبي بن كعب و جابر الأنصاري و ابن عباس و ابن مسعود و زيد بن صوحان و لم يتأخر إلا زيد بن ثابت و أبو موسى و معاذ و عثمان و كلهم معترفون له بالعلم مقرون له بالفضل .

النقاش في تفسيره قال ابن عباس : علي علم علما علمه رسول الله و رسول الله علمه الله فعلم النبي من علم الله و علم علي من علم النبي و علمي من علم علي و ما علمي و علم أصحاب محمد في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر .

الضحاك عن ابن عباس قال : أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم و إنه لأعلمهم بالعشر الباقي .

أمالي الطوسي : مر أمير المؤمنين بملإ فيهم سلمان .

فقال لهم سلمان : قوموا فخذوا بحجزة هذا , فو الله لا يخبركم بسر نبيكم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) غيره .

أمالي ابن بابويه قال محمد بن المنذر : سمعت أبا أمامة يقول كان علي (عليه السلام) إذا قال شيئا لم يشك فيه و ذلك أنا سمعنا رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول خازن سري بعدي علي .

الحميري :

و علي خازن الوحي الذي *** كان مستودع آيات السور

يحيى بن معين بإسناده عن عطاء بن أبي رياح أنه سئل هل تعلم أحدا بعد رسول الله أعلم من علي ?

فقال : لا و الله ما أعلمه .

[31]

فأما قول عمر بن الخطاب في ذلك فكثير :

رواه الخطيب في الأربعين : قال عمر : العلم ستة أسداس , لعلي من ذلك خمسة أسداس , و للناس سدس , و لقد شاركنا في السدس , حتى لهو أعلم به منا .

عكرمة عن ابن عباس : إن عمر بن الخطاب , قال له : يا أبا الحسن إنك لتعجل في الحكم و الفصل للشي‏ء إذا سئلت عنه .

قال : فأبرز علي كفه , و قال له : كم هذا ?

فقال عمر : خمسة .

فقال : عجلت يا أبا حفص ?

قال : لم يخف علي .

فقال علي : و أنا أسرع فيما لا يخفى علي .

و استعجم عليه شي‏ء و نازع عبد الرحمن فكتبا إليه أن يتجشم بالحضور .

فكتب إليهما : العلم يؤتى و لا يأتي .

فقال عمر : هناك شيخ من بني هاشم و إثارة من علم يؤتى إليه و لا يأتي .

فصار إليه .

فوجده متكئا على مسحاة , فسأله عما أراد .

فأعطاه الجواب .

فقال عمر : لقد عدل عنك قومك و إنك لأحق به .

فقال (عليه السلام) : إن يوم الفصل كان ميقاتا .

يونس عن عبيد قال الحسن : إن عمر بن الخطاب قال اللهم إني أعوذ بك من عضيهة ليس لها علي عندي حاضرا .

إبانة ابن بطة : كان عمر يقول فيما يسأله عن علي فيفرج عنه لا أبقاني الله بعدك .

تاريخ البلاذري : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن .

الإبانة و الفائق : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن .

و قد ظهر رجوعه إلى علي (عليه السلام) في ثلاث و عشرين مسألة .

حتى قال : لو لا علي لهلك عمر . و قد رواه الخلق منهم أبو بكر بن عباس و أبو المظفر السمعاني .

الصاحب :

في مثل فتواك إذ قالوا مجاهرة *** لو لا علي هلكنا في فتاوينا

[32]

خطيب خوارزم :

إذا عمر تخطى في جواب *** و نبهه علي بالصواب

‏يقول بعد له لو لا علي *** هلكت هلكت في ذاك الجواب

و قد اشتهر عن أبي بكر قوله : فإن استقمت فاتبعوني و إن زغت فقوموني .

و قوله : أما الفاكهة فأعرفها و أما الأب فالله أعلم .

و قوله : في الكلالة أقول فيها برأيي فإن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمني و من الشيطان : الكلالة ما دون الولد و الوالد .

و عن عمر , سؤال السبيع عن الذاريات , و قوله : لا تتعجبوا من إمام أخطأ , و امرأة أصابت , ناضلت أميركم فنضلته .

و مسألة الحمارية , و آية الكلالة , و قضاؤه في الجد , و غير ذلك .

و قد شهد له رسول الله بالعلم :

قوله : علي عيبة علمي .

و قوله : علي أعلمكم علما و أقدمكم سلما .

و قوله : أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب .
رواه علي بن هاشم و ابن شيرويه الديلمي بإسنادهما إلى سلمان .

النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم , و أعطاه من الفهم جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم .

حلية الأولياء سئل النبي عن علي بن أبي طالب فقال : قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء و الناس جزء واحد .

ربيع بن خثيم : ما رأيت رجلا من يحبه أشد حبا من علي و لا من يبغضه أشد بغضا من علي . ثم التفت فقال : وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً .

و استدل بالحساب , فقالوا : أعلم الأمة علي بن أبي طالب . اتفقا في مائتين و ثمانية عشر .

و كذلك قولهم : أعلم الأمة جمال الأمة علي بن أبي طالب سيد النجباء . اتفقا في ثلاثمائة و سبعين .

ديك الجن :

هو الذي سمي أبا البيان *** صدقت قد أصبت بالبيان

[33]

و هو أبو العلم الذي لا يعلم *** من قوله قولوا و لا تحمحموا

و قد أجمعوا على أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : أقضاكم علي .

و روينا عن سعيد بن أبي الخضيب و غيره أنه قال الصادق (عليه السلام) لابن أبي ليلى : أ تقضي بين الناس يا عبد الرحمن ?

قال : نعم يا ابن رسول الله .

قال : بأي شي‏ء تقضي .

قال : بكتاب الله .

قال : فما لم تجد في كتاب الله .

قال : من سنة رسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) . و ما لم أجده فيهما أخذته عن الصحابة بما اجتمعوا عليه .

قال فإذا اختلفوا فبقول من تأخذ منهم ?

قال : بقول من أردت و أخالف الباقين .

قال : فهل تخالف عليا فيما بلغك أنه قضى به ?

back page fehrest page next page