back page fehrest page next page

‏نعم و صراط الله ينجو وليه و يهلك *** من زلت عليه به الرجل

[151]

باب ما تفرد من مناقبه (عليه السلام)

فصل في منزلته عند الميزان و الكتاب و الحساب و نحوها :

ابن دراج عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ قال الرسل و الأئمة من أهل بيت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

و في رواية إبراهيم في هذه الآية قال : الأنبياء و الأوصياء .

الإمامان الجعفران (عليهما السلام) في قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فهو أمير المؤمنين فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ وَ أَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ و أنكر ولاية علي (عليه السلام) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ فهي النار جعلها الله له أما و مأواه .

الحميري :

و قوله الميزان بالقسط و ما *** غير علي في غد ميزانه

‏ويل لمن خف لديه وزنه *** و فوز من أسعده رجحانه

أبو حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

تاريخ بغداد و فردوس الديلمي و خصائص النطنزي بالإسناد عن محمد بن شهاب عن أنس قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

محمد بن السمرقندي :

آل النبي ذريعتي *** و هم إليه وسيلتي

‏أرجو بأن أعطي غدا *** بيد اليمين صحيفتي

[152]

الشيرازي في كتابه و أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مسلم النظير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النيران السبع و أمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية و يقول يا ميكائيل مد الصراط على متن جهنم و يقول يا جبرئيل انصب الميزان تحت العرش و ناد يا محمد قرب أمتك للحساب و يأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ و على كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام فيسألون هذه الأمة نساءهم و رجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية علي بن أبي طالب و حب آل محمد (عليه السلام) فمن أتى به جاز القنطرة الأولى كالبرق الخاطف و من لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أم رأسه في قعر جهنم و لو كان له من أعمال البر عمل سبعين صديقا .

و على القنطرة الثانية يسألون عن الصلاة .

و على الثالثة يسألون عن الزكاة .

و على القنطرة الرابعة عن الصيام .

و على الخامسة عن الحج .

و على السادسة عن العدل .

فمن أتى بشي‏ء من ذلك جاز كالبرق الخاطف و من لم يأت عذب و ذلك قوله وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ يعني معاشر الملائكة و قفوهم يعني العباد على القنطرة الأولى عن ولاية على و حب أهل البيت .

و سئل الباقر (عليه السلام) عن هذه الآية قال : يقفون فيسألون ما لكم لا تناصرون في الآخرة كما تعاونتم في الدنيا على علي (عليه السلام) قال يقول الله بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ إلى قوله بِالْمُجْرِمِينَ .

محمد بن إسحاق و الشعبي و الأعمش و سعيد بن جبير و ابن عباس و أبو نعيم الأصفهاني و الحاكم الحسكاني و النطنزي و جماعة أهل البيت (عليه السلام) : وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عن ولاية علي بن أبي طالب و حب أهل البيت (عليه السلام) .

الرضا (عليه السلام) إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قرأ : إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا .

فسئل عن ذلك .

فأشار إلى الثلاثة فقال هم السمع و البصر و الفؤاد و سيسألون عن وصيي هذا و أشار إلى علي بن أبي طالب .

ثم قال : و عزة ربي إن جميع أمتي لموقوفون يوم القيامة و مسئولون عن ولايته و ذلك قول الله تعالى وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ .

تفسير وكيع بن سفيان عن السدي في قوله : فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عن

[153]

ولاية أمير المؤمنين , ثم قال عما كانوا يعملون عن أعمالهم في الدنيا .

أبو جعفر (عليه السلام) في قوله : ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ يعني الأمن و الصحة و ولاية علي بن أبي طالب .

التنوير في معاني التفسير الباقر و الصادق : النَّعِيمِ ولاية أمير المؤمنين .

شاعر :

مواهب الله عندي جاوزت أملي *** و ليس يبلغها قولي و لا عملي

‏لكن أشرفها عندي و أفضلها *** ولايتي لأمير المؤمنين علي

الثعلبي في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس و أبو القاسم القشيري في تفسيره الحاكم الحافظ عن أبي برزة و ابن بطة في إبانته بإسناده عن أبو سعيد الخدري كلهم عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى تسأل عن أربعة :

عن عمره فيما أفناه .

و عن شبابه فيما أبلاه .

و عن ماله من أين اكتسبه , و فيما أنفقه .

و عن حبنا أهل البيت .

أربعين المكي و ولاية الطبري : فقيل له فما آية محبتكم من بعدكم ?

فوضع يده على رأس علي و هو على جانبه , فقال : إن حبي من بعدي حب هذا .

منقبة المطهرين عن أبي نعيم فقال عمر : و ما آية حبكم يا رسول الله ?

قال :حب هذا , و وضع يده على كتف علي , و قال : من أحبه فقد أحبنا و من أبغضه فقد أبغضنا .

ابن عباس قال النبي (عليه السلام) : و الذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبده حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

أنشد :

و لا ينجى من الرحمن شي‏ء *** و من هول القيامة و الحساب

‏و من نار تلهب في جحيم *** سوى حب الإمام أبي تراب

‏شفيع الخلق في يوم التلاق *** هو المنعوت في آي الكتاب

صحيفة أهل البيت (عليهم السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : فيّ نزلت هذه الآية إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ .

أبو عبد الله (عليه السلام) : إذا كان يوم القيامة وكلنا الله تعالى بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا و ما كان لنا نهبه لهم ثم قرأ هذه الآية .

[154]

ابن حماد :

يا آية الله التي قدرها *** ليس له في الخلق من قادر

و يا صراطا لم يجزه سوى *** كل تقي مؤمن صابر

و يا حجابا ليس من غيره *** إلى إله العرش من صائر

لا يغفر الله لمن لم تكن *** له غداة البعث بالغافر

و أنشد :

خير زاد نختار فيه المزيد *** حب آل النبي و التوحيد

فهم عدتي إذا شمل العالم *** يوم الحساب أمر شديد

و أتت من ضريحها كل نفس *** و لها سائق غدا و شهيد

سأل محمد بن مسلم الباقر (عليه السلام) عن قوله تعالى : فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ .

فقال : يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب فيكون الله هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحد من الناس فيعرفه بذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته .

قال الله للكتبة بدلوها حسنات و أظهروا للناس .

فيقول الناس : أ ما كان لهذا العبد سيئة واحدة .

ثم يأمر الله به إلى الجنة .

فهذا تأويل الآية في المذنبين من شيعتنا .

و أنشد :

إذا حشر الناس يوم المعاد *** و لاقوا قبيح الذي قدموه

‏فحسبي الإله و حسبي النبي *** و حسبي الوصي و حسبي بنوه

أبو هريرة سمعت أبا القاسم (عليه السلام) يقول : يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ , إلا من ولاية علي بن أبي طالب فإنه لا يفر من والاه و لا يعادي من أحبه و لا يحب من أبغضه , الخبر .

الحميري :

و إنك آمن من كل خوف *** إذا كان الخلائق خائفينا

و إنك حزبك الأدنون حزبي *** و حزبي حزب رب العالمينا

و حزب الله لا خوف عليهم *** و لا نصب و لا هم يحزنونا

النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في خبر و أنت أول من يدخل الجنة .

و عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في خبر و منزلك

[155]

في الجنة حذاء منزلي كمنزل الأخوين .

و عنه منزلك في الجنة تجاه منزلي تكسى إذا كسيت و تحيا إذا حييت .

الحميري :

و إنك في جنان الخلد جاري *** منازلنا بها متوجهونا

و إنك في جوار الله كاس *** و جيران المهيمن آمنونا

أمير المؤمنين (عليه السلام) : إن للجنة إحدى و سبعين بابا يدخل من سبعين منها شيعتي و أهل بيتي و من باب واحد سائر الناس .

النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في خبر قال للعباس دخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر و قصور علي بعدد البشر .

فصل في أنه جواز الصراط و قسيم الجنة و النار :

محمد بن الصباح الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن حميد عن أنس قال رسول الله في قوله تعالى : فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ .

إن فوق الصراط عقبة كئودا طولها ثلاثة آلاف عام : ألف عام هبوط , و ألف عام شوك و حسك و عقارب و حيات , و ألف عام صعودا .

أنا أول من يقطع تلك العقبة , و ثاني من يقطع تلك العقبة علي بن أبي طالب .

و قال : ...بعد كلام : لا يقطعها في غير مشقة إلا محمد و أهل بيته ... الخبر .

عبد الله بن سالم عن أبيه في خبر عن الصادق : نحن و الله الْعَقَبَةَ من اقتحمها فك رقبة من النار .

الباقر (عليه السلام) نحن : الْعَقَبَةَ التي من اقتحمها نجا , ثم قال فَكُّ رَقَبَةٍ الناس كلهم عبيد النار ما خلا نحن و شيعتنا فك الله رقابهم من النار .

الصادق (عليه السلام) : فَكُّ رَقَبَةٍ يعني ولاية أمير المؤمنين فإن ذلك فك رقبته .

تفسير مقاتل عن عطاء عن ابن عباس : يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ لا يعذب الله محمدا وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ لا يعذب علي بن أبي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفرا نُورُهُمْ يَسْعى يضي‏ء على الصراط لعلي و فاطمة مثل الدنيا سبعين مرة فيسعى نورهم بين أيديهم و يسعى عن أيمانهم و هم يتبعونها فيمضي أهل بيت محمد و آله زمرة

[156]

على الصراط مثل البرق الخاطف , ثم قوم مثل الريح , ثم قوم مثل عدو الفرس , ثم يمضي قوم مثل المشي , ثم قوم مثل الجثو , ثم قوم مثل الزحف , و يجعله الله على المؤمنين عريضا و على المذنبين دقيقا ; قال الله تعالى يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا حتى نجتاز به على الصراط .

قال : فيجوز أمير المؤمنين في هودج من الزمرد الأخضر و معه فاطمة على نجيب من الياقوت الأحمر حولها سبعون ألف حور كالبرق اللامع .

ابن عباس و أنس عن النبي (عليه السلام) قال : إذا كان يوم القيامة و نصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب و ذلك قوله تعالى وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ .

و حدثني أبي شهرآشوب بإسناد له إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لكل شي‏ء جواز و جواز الصراط حب علي بن أبي طالب .

تاريخ الخطيب ليث عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس قلت للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : يا رسول الله للناس جواز ?

قال :نعم .

قلت : و ما هو ?

قال : حب علي بن أبي طالب .

و في حديث وكيع قال أبو سعيد يا رسول الله : ما معنى براة علي ?

قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله .

و سأل النبي جبرئيل كيف تجوز أمتي الصراط فمضى و دعا و قال إن الله تعالى يقرئك السلام و يقول إنك تجوز الصراط بنوري و علي بن أبي طالب يجوز الصراط بنورك و أمتك تجوز الصراط بنور علي فنور أمتك من نور علي و نور علي من نورك و نورك من نور الله .

و في الخبر : و هو الصراط الذي يقف على يمينه رسول الله و على شماله أمير المؤمنين و يأتيهما النداء من الله أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ .

الحسن البصري عن عبد الله عن النبي (عليه السلام) في خبر : و هو جالس على كرسي من نور يعني عليا يجري بين يديه التسنيم لا يجوز أحد الصراط إلا و معه براة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف على الجنة و يدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار .

[157]

الحميري :

و لدى الصراط ترى عليا واقفا *** يدعو إليه وليه المنصورا

الله أعطى ذا عليا كله *** و عطاء ربي لم يكن محظورا

ابن حماد :

لا يجوز الصراط إلا من *** أعطاه براة و بالنجاة استخصا

و له :

و أناس يعلون في الدرجات *** و أناس يهوون في الدركات

‏لا يجوز الصراط إلا امرئ *** من عليه أبوكم ببراة

و له :

و هو الصراط عليه يجتاز الورى *** طرا و من ساع عليه و ناكب

الكاتب :

إني و جبريل و إنك يا أخي *** يوم الحساب و ذو الجلال يراني‏

لعلى الصراط فلا مجاز لجائز *** إلا لمن من ذي الجلال أتاني

‏ببراءة فيها ولايتك التي *** ينجو بها من ناره الثقلان

الباقر (عليه السلام) سئل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالى : أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ الآية .

فقال : يا علي إن الله تعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد و أحد كنت أنا و أنت على يمين العرش و يقول الله يا محمد و يا علي قوما و ألقيا من أبغضكما و خالفكما و كذبكما في النار .

الرضا (عليه السلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : نزلت فيّ و في علي هذه الآية .

شريك القاضي و عبد الله بن حماد الأنصاري قال كل واحد منهما : حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها و عنده ابن شبرمة و ابن أبي ليلى و أبو حنيفة .

فقال أبو حنيفة : يا أبا محمد اتق الله و انظر لنفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة و قد كنت تحدث في علي بأحاديث لو تبت عنها كان خيرا لك .

قال الأعمش : مثل ما ذا ?

قال : مثل حديث عباية الأسدي ; إن عليا قسيم النار .

قال : أقعدوني , و سندوني : و حدثني و الذي إليه مصيري , موسى بن طريف إمام بني أسد عن عباية بن ربعي إمام الحي قال : سمعت عليا يقول , أنا قسيم النار , أقول هذا وليي دعيه , و هذا عدوي خذيه .

[158]

و حدثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجاج عن أبي سعيد الخدري قال النبي : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز و جل فأقعد أنا و علي على الصراط و يقال لنا أدخلا الجنة من آمن بي و أحبكما و أدخلا النار من كفر بي و أبغضكما .

و في لفظ : ألقيا في النار من أبغضكما و أدخلا الجنة من أحبكما .

و في رواية غيرهما , و حدثني أبو وائل قال حدثني ابن عباس قال قال رسول الله : إذا كان يوم القيامة يأمر الله عليا أن يقسم بين الجنة و النار فيقول للنار خذي ذا عدوي و ذري ذا وليي .

قال : فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه , و قال : قوموا بنا لا يجي‏ء أبو محمد بأعظم من هذا .

قال : فما أمسى الأعمش حتى توفي .

ابن شيرويه في الفردوس قال حذيفة قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : علي قسيم النار .

الصفواني في الإحن و المحن في خبر طويل عن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن آبائه (عليه السلام) قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و ينزل الملكان يعني رضوان و مالك فيقول مالك إن الله أمرني بلطفه و منه أن أسعر النيران فسعرتها و أن أغلق أبوابها فغلقتها و أن آتيك بمفاتيحها ; فخذها يا محمد .

فأقول : قد قبلت ذلك من ربي , فله الحمد على ما من به علي .

ثم أدفعها إلى علي .

ثم يقول رضوان : إن الله أمرني بمنه و لطفه أن أزخرف الجنان فزخرفتها و أن أغلق أبوابها فغلقتها و أن آتيك بمفاتيحها ; فخذها يا محمد .

فأقول : قد قبلت ذلك من ربي , فله الحمد على ما من به علي .

ثم أدفعها إلى علي .

فينزل علي و في يده مفاتيح الجنة و مقاليد النار , فيقف علي بحجزتها , و يأخذ بزمامها , و قد تطاير شررها , و علا زفيرها , و تلاطمت أمواجها , فتناديه النار جزني يا علي , فقد أطفأ نورك لهبي .

فيقول لها علي : اتركي هذا وليي , و خذي هذا عدوي .

و إن جهنم يومئذ لأطوع لعلي من غلام أحدكم لصاحبه .

و قال الزمخشري في الفائق : معنى قول علي أنا قسيم النار أي مقاسمها و مساهمها , يعني أن القوم على شطرين مهتدون و ضالون ; فكأنه قاسم النار إياهم فشطر لها و شطر معه في الجنة و لقد صنف محمد بن سعيد كتاب من روى في علي : أنه قسيم النار .

[159]

السيد :

قسيم النار هذا لي فكفي عنه لا يضرر *** و هذا لك يا نار فحوزي الفاجر الأكبر

و له :

ذاك قسيم النار من قيله *** خذي عدوي و ذري ناصري

‏ذاك علي بن أبي طالب *** صهر النبي المصطفى الطاهر

و له :

علي قسيم النار من قيله ذري ذا *** و خذي هذا فاشربي منه و اطعمي

‏خذي بالشوى ممن نصيبك منهم *** و لا تقربي من كان حزبي فتظلمي

و له :

قسيم النار ذلك ها و ذا لي *** ذرية أنه لي ذو وداد

يقاسمها فينصفها فترضى مقا *** سمة المعادل غير عاد

كما انتقد الدراهم صيرفي *** ينقي الزائفات من الجياد

العوني :

إمامي قسيم النار مختار أهلها *** و لا بد للجنات و النار من أهل

و له :

يسوق الظالمين إلى جحيم *** فويل للظلوم الناصبي

‏يقول لها خذي هذا فهذا *** عدوي في البلاء على الشقي

‏و خل من يواليني فهذا *** رفيقي في الجنان و ذا وليي

غيره :

و إني لأرجو يا إلهي سلامة *** بعفوك من نار تلظى همومها

أبا حسن لو كان حبك مدخلي *** جهنم كان الفوز عندي جحيمها

و كيف يخاف النار من هو موقن *** بأن أمير المؤمنين قسيمها

[160]

البشنوي :

و كيف تحرقني نار الجحيم إذا *** كان القسيم لها مولاي ذا الحسب

دعبل :

قسيم الجحيم فهذا له *** و هذا لها باعتدال القسم

‏يذود عن الحوض أعداءه *** فكم من لعين طريد و كم

‏فمن ناكثين و من قاسطين *** و من مارقين و من مجترم

الزاهي :

يا سيدي يا ابن أبي طالب *** يا عصمة المعتف و الجار

لا تجعلن النار لي مسكنا *** يا قاسم الجنة و النار

غيره :

علي حبه جُنة *** قسيم النار و الجَنة

وصي المصطفى حقا *** إمام الإنس و الجِنة

قال عمرو بن شمر : اجتمع الكلبي و الأعمش , فقال الكلبي : أي شي‏ء أشد ما سمعت من مناقب علي (عليه السلام) .

فحدث بحديث عباية أنه قسيم النار .

فقال الكلبي و عندي أعظم مما عندك : أعطى رسول الله عليا كتابا فيه أسماء أهل الجنة و أسماء أهل النار .

عبد الصمد بن بشير عن الصادق (عليه السلام) في خبر طويل يذكر فيه حديث الإسراء ثم قال : فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى .

قال دفع إليه كتابا يعني إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في أسماء أصحاب اليمين و أصحاب الشمال فأخذ كتاب اليمين بيمينه و نظر إليه فإذا فيه أسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم .

فقال الله تعالى آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ .

فقال النبي (عليه السلام) وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ الآية , ثم قال رسول الله رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا فقال تعالى قد فعلت .

فقال النبي وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ إلى آخر السورة .

كل ذلك , يقول الله تعالى : قد فعلت .

ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه , و فتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم .

ثم ساق جعفر الصادق (عليه السلام) الكلام إلى أن قال : ثم نزل و معه الصحيفتان فدفعهما إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

[161]

الصفواني بإسناده إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) عن النبي في خبر طويل قال : فبينا أنا كذلك إذ أقبل ملكان أحدهما رضوان و الآخر مالك فيصعد الرضوان فيقول السلام عليك يا نبي الله .

فأقول و عليك السلام أيها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على , من أنت ?

فيقول : أنا رضوان خازن الجنان ; إن الله أمرني بلطفه أن أزخرف الجنان فزخرفتها , و أن أغلق أبوابها فغلقتها , و أتيتك بمفاتيحها ; فخذها يا أحمد .

back page fehrest page next page