فقال ما في يدي من أمرها سبب *** و الله أولى بها أمرا و أسبابا
و جاءه المرتضى من بعد يخطبها *** فارتد مستحييا منه و قد هابا
و قام منصرفا , قال النبي له *** و قد كسا من حياة الطهر جلبابا
أ جئتني تخطب الزهراء , قال نعم *** فقال حبا و إكراما و إيجابا
هل في يديك لها مهر , فقال له *** ما كنت أذخر أموالا و أنشابا
[184]
فقال هاتيك درعك ما فعلت بها *** فقال ها هي ذي للخطب إن نابا
فقال نرضي بها مهرا فزوجه *** و فاز من فاز لما خاب من خابا
و له أيضا :
من خص بالزهراء فاطمة التقى *** فضلا من الله العلى الواجب
حبيت به و حبي بها و لقد زوي *** عنها سواه بكل ظن خائب
أكرم بمن كان الإله وليها *** و خطيبها أكرم بها من خاطب
العوني :
زوجك الله يا إمامي *** بفاطم البرة الزكية
و رد من رامها جميعا *** بأوجه كزة خزية
أ ليس قد نافقوا و إلا *** ما رد للقوم جاهلية
الحنيني :
أنا مولى من حباه ربه *** بالرضا فاطمة زين العرب
لست مولى الخاطب الوغد *** الذي رد بالخيبة لما إن خطب
غيره :
و فاطمة الزهراء لم يك كفوها *** سواه من الخطاب في كل عزة
فصل في الإخوة :
صارا أخوين من ثلاثة أوجه :
أولها :
لقوله (عليه السلام) لا زال ينقله من الآباء الأخاير ... الخبر .
و الثاني : أن فاطمة بنت أسد ربته حتى قال هذه أمي و كان عند أبي طالب من أعز أولاده رباه في صغره و حماه في كبره و نصره باللسان و المال و السيف و الأولاد و الهجرة و الأب أبوان : أب ولادة , و أب إفادة .
ثم إن العم والد قوله تعالى حكاية عن يعقوب ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي الآية , و إسماعيل كان عمه و قوله تعالى حكاية إبراهيم
[185]
وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ قال الزجاج أجمع النسابة أن اسم أبي إبراهيم تارخ .
و الثالث : آخاه في عدة مواضع يوم بيعة العشيرة حين لم يبايعه أحد بايعه علي على أن يكون له أخا في الدارين .
و قال في مواضع كثيرة منها : يوم خيبر ; أنت أخي و وصيي , و في يوم المؤاخاة ما ظهر عند الخاص و العام صحته , و قد رواه ابن بطة من ستة طرق .
و روي أنه : كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنخيلة و حوله سبعمائة و أربعون رجلا .
فنزل جبرئيل , و قال إن الله تعالى آخى بين الملائكة , بيني و بين ميكائيل , و بين إسرافيل و بين عزرائيل ,و بين دردائيل و بين راحيل ; فآخى النبي بين أصحابه .
و روى خطيب خوارزم في كتابه بالإسناد عن ابن مسعود قال : النبي أول من اتخذ علي بن أبي طالب أخا إسرافيل ثم جبرائيل ... , الخبر .
تاريخ البلاذري و السلامي و غيرهما عن ابن عباس و غيره لما نزل قوله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ آخى رسول الله بين الأشكال و الأمثال , فآخى بين أبي بكر و عمر , و بين عثمان و عبد الرحمن , و بين سعد بن أبي وقاص و سعيد بن زيد , و بين طلحة و الزبير , و بين أبي عبيدة و سعد بن معاذ , و بين مصعب بن عمير و أبي أيوب الأنصاري , و بين أبي ذر و ابن مسعود , و بين سلمان و حذيفة , و بين حمزة و زيد بن حارثة , و بين أبي الدرداء و بلال , و بين جعفر الطيار و معاذ بن جبل , و بين المقداد و عمار , و بين عائشة و حفصة , و بين زينب بنت جحش و ميمونة , و بين أم سلمة و صفية , حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم .
ثم قال : أنت أخي و أنا أخوك يا علي .
محمد بن إسحاق قال : آخى النبي بين أصحابه من المهاجرين و الأنصار أخوين أخوين .
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب و قال :و هذا أخي .
تاريخ البلاذري : قال علي يا رسول الله آخيت بين أصحابك و تركتني .
فقال : أنت أخي , أ ما ترضى أن تدعى إذا دعيت , و تكسى إذا كسيت , و تدخل الجنة إذا دخلت ?
قال : بلى يا رسول الله .
الترمذي و السمعاني و النطنزي أنه قال عمر و زيد بن أبي أوفى : آخى رسول الله بين أصحابه , فجاء علي تدمع عيناه .
فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك و لم تواخ
[186]
بيني و بين أحد .
فقال النبي (عليه السلام) : أنت أخي في الدنيا و الآخرة .
و في فضائل أحمد : إنما تركتك لنفسي أنت أخي و أنا أخوك و فيه برواية زيد بن أوفى : و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي , و أنت مني بمنزلة هارون من موسى ; إلا أنه لا نبي بعدي .
الأربعين عن الخوارزمي قال أبو رافع : إن رسول الله التفت إلى علي فقال : أنت أخي في الدنيا و الآخرة و وزيري و وارثي .
اعتقاد أهل السنة روى مخدوج بن زيد الذهلي : أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لما آخى بين المسلمين ; أخذ بيد علي فوضعها على صدره و قال يا علي أنت مني و أنا منك بمنزلة هارون من موسى ... الخبر .
شيخ السنة القاضي أبو عمرو بإسناده عن شرحبيل في خبر : إن عليا (عليه السلام) قال : فأنا يا رسول الله من أخي ?
قال : و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي , و أنت مني بمنزلة هارون من موسى ; إلا أنه لا نبي بعدي , و أنت أخي في الدنيا و الآخرة .
و في فضائل العشرة عن ابن عباس قال النبي (عليه السلام) : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب .
فضائل السمعاني روى أبو الصلت الأهوازي بإسناده عن طاوس عن جابر : أن النبي رأى عليا , فقال : هذا أخي و صاحبي و من باهى الله به ملائكته و من يدخل الجنة بسلام .
فردوس الديلمي عن حذيفة قال النبي (عليه السلام) : علي أخي و ابن عمي .
المناقب عن أبي إسحاق العدل قال أبو يحيى : ما جلس علي على المنبر إلا قال : أنا عبد الله و أخو رسول الله لا يقولها بعدي إلا كذاب .
الصادق (عليه السلام) : و لما آخى رسول الله بين الصحابة و ترك عليا , فقال له في ذلك .
فقال له النبي : إنما اخترتك لنفسي , أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة , فبكى علي عند ذلك , و قال :
أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي *** هدانا به الرحمن من عمه الجهل
[187]
و أفديك حوبائي و ما قدر مهجتي *** لمن انتمي منه إلى الفرع و الأصل
و من ضمني مذ كنت طفلا و يافعا *** و انعشني بالبر و العل و النهل
و من جده جدي و من عمه عمي *** و من أهله أمي و من بنته أهلي
و من حين آخى بين من كان حاضرا *** دعاني و آخاني و بين من فضلي
لك الفضل إني ما حييت لشاكر *** لإتمام ما أوليت يا خاتم الرسل
الفنجكردي في سلوة الشيعة جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت عليا ينشد , و رسول الله يسمع :
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي *** معه ربيت و سبطاه هما ولدي
جدي و جد رسول الله منفرد *** و فاطم زوجتي لا قول ذي فند
والحمد لله شكرا لا شريك له *** البر بالعبد و الباقي بلا أمد
قال : فتبسم رسول الله , و قال : صدقت .
محمد بن إسحاق : فبقي الناس ما شاء الله يتوارثون في المدينة بعقد الأخوة دون أولي الأرحام و أنزل الله فيهم إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ و بقي ميراث من لم يهاجر من المؤمنين بمكة على القرابة حتى أنزل الله وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فصار الميراث لأولي الأرحام .
تفسير القطان و تفسير وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس : إن الناس كانوا يتوارثون بالأخوة فلما نزل قوله تعالى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.. .وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُهاجِرِينَ و هم الذين آخى بينهم النبي .
ثم قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مات منكم و عليه دين فإلي قضاؤه و من مات و ترك مالا فلورثته فنسخ هذا الأول فصارت المواريث للقرابات الأدنى
[188]
فالأدنى .
ثم قال إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً الوصية من ثلث مال اليتيم فقال النبي عند نزولها أ لست أولى بكل مؤمن من نفسه .
قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : ألا من كنت مولاه فهذا ولي الله علي بن أبي طالب مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه ... الدعاء ; ألا من ترك دينا أو ضيعة فإلي و من ترك مالا فلورثته .
تفسير جابر بن يزيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في هذه الآية : فكانت لعلي من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الولاية في الدين , و الولاية في الرحم , فهو وارثه كما قال (عليه السلام) : أنت أخي في الدنيا و الآخرة و أنت وارثي .
السمعاني في الفضائل عن بريدة قال النبي (عليه السلام) : لكل نبي وصي و وارث , و إن عليا وصيي و وارثي .
و قالوا : و أما العباس فلم يرث لقوله تعالى وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ و بالاتفاق أنه لم يهاجر العباس .
ابن بطة في الإبانة إنه : قيل لقثم بن العباس بأي شيء ورث علي بن أبي طالب النبي (عليه السلام) دون العباس ?
قال : لأنه كان أشدنا به لصوقا و أسرعنا به لحوقا .
ابن حماد :
و يوم المؤاخاة نادى به *** أخوك أنا اليوم بي فاقنع
و له :
و آخاك أحمد إذ واخى صحابته *** و كنت أنت له دون الأنام كفى
زوجت فاطمة الزهراء إذ خطبت *** و رد خطابها بالرغم و الأسف
و له أيضا :
و آخاه من دون الأنام فيا لها *** غنيمة فوز ما أجل اغتنامها
العوني :
علي أخوه المصطفى قد رويتم *** و شيخا كما قد قلتما إخوان
السوسي :
هل من أخ لرسول الله نعرفه سوى *** علي فهل بالأمر منه خفاء
أبو العلا :
من في الورى أحد أخوه محمد *** أكرم بذاك من النبي أخاه
[189]
الحميري :
فتى أخواه المصطفى خير مرسل *** و خير شهيد ذو الجناحين جعفر
ابن طوطي :
أ ليس رسول الله آخى بنفسه *** عليا صغير السن يومئذ طفلا
أبو هاشم الجعفري :
فألا سواه كان آخى و فيهم *** إذا ما عددت الشيخ و الكهل و الطفلا
فهل ذاك إلا أنه كان مثله *** فألا جعلتم في اختياركم المثلا
أ ليس رسول الله أكد عقده *** فكيف ملكتم بعده العقد و الحلا
محمد بن علي العلوي :
و هو أخوه يوم آخى صحبه *** و نفسه , في المحكم المنزل
فإن أردت صدق ما أوضحته *** وجدته في سورة المزمل
الجماني :
و آخاهم مثلا لمثل فأصبحت *** إخوته كالشمس ضمت إلى البدر
فآخى عليا دونكم و أصاره *** لكم علما بين الهداية و الكفر
لم يكونا أخوين من النسب تحقيقا , و إنما قال ذلك فيه إبانة لمنزلته و فضله و إمامته على سائر المسلمين , لئلا يتقدم أحد منهم و لا يتأمر عليه بعد ما آخى بينهم أجمعين .
الأشكال : و جعله شكلا لنفسه , و العرب تقول للشيء إنه أخو الشيء إذا أشبهه , أو قاربه , أو وافق معناه , و منه قوله تعالى إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً و كانا جبرئيل و ميكائيل . و قوله تعالى يا أُخْتَ هارُونَ .
فلما كان علي وصي رسول الله في أمته كان أقرب الناس شبها في المنزلة به , و الأخوة لا توجب ذلك ; لأنه قد يكون المؤمن أخا للكافر و المنافق فثبتت إمامته .
فصل في الجوار :
حديث سد الأبواب : رواه نحو ثلاثين رجلا من الصحابة ; منهم : زيد بن أرقم و سعد بن أبي وقاص و أبو سعيد الخدري و أم سلمة و أبو رافع و أبو الطفيل عن حذيفة
[190]
بن أسيد الغفاري و أبو حازم عن ابن عباس و العلاء عن ابن عمر و شعبة عن زيد بن علي عن أخيه الباقر عن جابر و علي بن موسى الرضا (عليه السلام) .
و قد تداخلت الروايات بعضها في بعض إنه : لما قدم المهاجرون إلى المدينة بنوا حوالي مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد و نام بعضهم في المسجد فأرسل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معاذ بن جبل فنادى أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي (عليه السلام) ; فأطاعوه , إلا رجل .
قال : فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فحمد الله و أثنى عليه .
ثم قال : ما حدثني به أبو الحسن العاصمي الخوارزمي عن أبي البيهقي عن أحمد بن جعفر عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن محمد بن جعفر عن عون عن عبد الله بن ميمون عن زيد بن أرقم إنه قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي , فقال فيه قائلكم ; فإني و الله ما سددت شيئا و لا فتحته و لكن أمرت بشيء فاتبعته . ذكره أحمد في الفضائل .
مسند أبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص : أنا ما فتحته و لكن الله فتحه .
خصائص العلوية عن بريدة الأسلمي : يا أيها الناس ما أنا سددتها و ما أنا فتحتها بل الله عز و جل سدها ثم قرأ وَ النَّجْمِ إِذا هَوى إلى قوله إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى .
مسند أبي يعلى و فضائل السمعاني و حلية الأولياء عن أبي نعيم بطريقين عن أبي صالح عن عمرو بن ميمون قال ابن عباس قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي .
و في رواية عن ابن عباس : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قبل أن ينزل العذاب .
تاريخ بغداد فيما أسنده الخطيب إلى زيد بن علي عن أخيه محمد بن علي (عليه السلام) أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي و أومى بيده إلى باب علي .
الفردوس عن الكياشيرويه : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي .
جامع الترمذي عن شعبة عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس : إن رسول الله أمر بسد الأبواب إلا باب على .
مسند العشرة عن أحمد بن عبد الله بن الرقيم الكناني قال خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك يقول : أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بسد الأبواب الشارعة في
[191]
المسجد و ترك باب علي .
تاريخ البلاذري و مسند أحمد قال عمرو بن ميمون في خبر : خلا ابن عباس مع جماعة , ثم قام يقول : أف , أف , وقعوا في رجل .
قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : من كنت مولاه فعلي مولاه .
و قال له : من كنت وليه فعلي وليه .
و قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى , الخبر .
و قال له : لأدفعن الراية إلى رجل , الخبر .
و سد الأبواب إلا باب علي .
و نام مكان رسول الله ليلة الغار .
و بعث براءة مع أبي بكر ثم أرسل عليا فأخذها .
الإبانة عن أبي عبد الله العكبري و المسند عن أبي يعلى و أحمد و فضائل أحمد و شرف المصطفى عن أبي سعيد النيسابوري و اللفظ له قال عبد الله بن عمر : ثلاثة أشياء لو كان لي واحدة منهن لكان أحب إلي من حمر النعم :
أحدها : إعطاء الراية إياه يوم خيبر . و تزويجه فاطمة إياه . و سد الأبواب إلا باب علي .
قالوا : فخرج العباس يبكي , و قال : يا رسول الله أخرجت عمك و أسكنت ابن عمك ?
فقال : ما أخرجتك , و لا أسكنته , و لكن الله أسكنه .
و روي أن العباس قال لفاطمة (عليها السلام) : انظروا إليها كأنها لبوة بين يديها جرواها تظن أن رسول الله يخرج عمه و يدخل ابن عمه .
و جاء حمزة يبكي و يجر عباه الأحمر ; فقال له كما قال للعباس .
و قد ذكرنا جواب أحمد بن حنبل للمعتصم في ذلك .
فقال عمر : دع لي خوخة أطلع منها إلى المسجد .
فقال : لا , و لا بقدر إصبعة .
فقال أبو بكر : دع لي كوة أنظر إليها .
فقال : لا و لا رأس إبرة .
فسأل عثمان مثل ذلك , فأبى .
الفائق عن الزمخشري قال سعد : لما نودي ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله و آل علي خرجنا نجر قلاعنا ; هو جمع قلع , و هو الكنف .
فضائل السمعاني روى جابر عن ابن عمر في خبر أنه سأله رجل فقال : ما قولك في علي و عثمان ?
فقال :أما عثمان فكان الله قد عفا عنه فكرهتم أن يعفو عنه .
و أما علي فابن عم رسول الله و ختنه و هذا بيته و أشار بيده إلى بيته حيث ترون أمر الله تعالى
[192]
نبيه أن يبني مسجده فبنى فيه عشرة أبيات تسعة لنبيه و أزواجه و عاشرها و هو متوسطها لعلي و فاطمة و كان ذلك في أول سنة الهجرة .
و قالوا : كان في آخر عمر النبي و الأول أصح و أشهر و بقي على كونه فلم يزل علي و ولده في بيته إلى أيام عبد الملك بن مروان و فعرف ... الخبر .
فحسد القوم على ذلك و اغتاض و أمر بهدم الدار , و تظاهر أنه يريد أن يزداد في المسجد .
و كان فيها الحسن بن الحسن , فقال : لا أخرج , و لا أمكن من هدمها .
فضرب بالسياط , و تصايح الناس , و أخرج عند ذلك .و هدمت الدار و زيد في المسجد .
و روى عيسى بن عبد الله : أن دار فاطمة (عليها السلام) حول تربة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و بينهما حوض .
و في منهاج الكراجكي أنه : ما بين البيت الذي فيه رسول الله و بين الباب المحاذي لزقاق البقيع فتح له باب , و سد على سائر الأصحاب .
من قلع الباب ; كيف يسد عليه الباب ?
قلع باب الكفر من التخوم ; فتح له أبواب من العلوم .
الحميري :
و خص رجال من قريش بأن بنى لهم *** حجرا فيه و كان مسددا
فقيل له اسدد كل باب فتحته سوى *** باب ذي التقوى علي فسددا
و له :
جاروا على أحمد في جاره *** و الله قد أوصاه بالجار
هو جاره في مسجد طاهر *** و لم يكن من عرصة الدار
أربى بما كان و أربى بما *** في كل إعلان و إسرار
و أخرج الباقين منه معا *** بالوحي من إنزال جبار
و له :
من كان ذا جار له في مسجد *** من نال منه قرابة و جوارا
و الله أدخله و أخرج قومه *** و اختاره دون البرية جارا
و له :
و أسكنه في مسجد الطهر وحده *** و زوجه و الله من شاء يرفع
فجاوره فيه الوصي و غيره *** و أبوابهم في مسجد الطهر شرع
[193]
فقال لهم سدوا عن الله صادقا *** فضنوا بها عن سدها و تمنعوا
فقام رجال يذكرون قرابة , و ما *** ثم فيما يبتغي القوم مطمع
فعاتبه في ذاك منهم معاتب *** و كان له عما و للعم موضع
فقال له أخرجت عمك كارها *** و أسكنت هذا إن عمك يجزع
فقال له يا عم ما أنا بالذي *** فعلت بكم هذا بل الله فاقنعوا
العبدي :
سدد أبوابهم سواه *** فأكثرت منهم الشرور
و قال ما تبتغون فيه *** و هو عليم بذي الصدور
يا قوم إني امتثلت أمرا *** من ربنا العالم الغفور
و كان هذا له دليل *** بأنه وحده ظهير
و له , و قيل للمفجع :
و له من أخيه نعت *** حاز فخرا بفضله شرمحيا
جاز شبها له بسكناه في *** المسجد حتما من أمره مقضيا
بابه في شروع باب رسول الله *** إن كان مستخصا حظيا
حين سدت أبوابهم و هو يغشي *** بابه شارعا منيفا بهيا
الصاحب :
و لا سد عن خير المساجد بابه *** و أبوابهم إذ ذاك عنه تسدد
خطيب خوارزم :
فتح المبشر باب مسجده له *** إذ سد عنه سائر الأبواب
شاعر :
و قد سد أبوابهم تاركا *** عليا لباب علي طريقا
آخر :
محمد قد يرى للفضل بابا *** له إذ سد أبواب الصحاب
[194]
القمي :
علي له سد النبي كواهم *** و باب علي وحده لم يردم
و في رواية أبي رافع : إنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صعد المنبر و قال : إن رجالا يجدون في أنفسهم أن سكن علي في المسجد و خرجوا .
و الله ما فعلت ذلك إلا عن أمر ربي , إن الله تعالى أوحى إلى موسى أن يسكن مسجده فلا يدخل جنب غيره و غير أخيه هارون و ذريته ; و اعلموا رحمكم الله أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي , و لو كان , كان عليا .
جابر بن عبد الله : كنا ننام في المسجد و معنا علي .
فدخل علينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) , فقال : قوموا فلا تناموا في المسجد .
فقمنا لنخرج , فقال : أما أنت فنم يا علي , فقد أذن لك .
أبو صالح المؤذن في الأربعين و أبو العلاء العطار الهمداني في كتابه بالإسناد عن أم سلمة إنه قال بأعلى صوته : ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب و لا حائض إلا للنبي و أزواجه و فاطمة بنت محمد و علي , ألا بينت لكم أن تضلوا , مرتين .