back page fehrest page next page

[220]

عند الله تعالى و منزلته عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

و من تحننه ما جاء في أمالي الطوسي عن ابن مسعود , قال : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و كفه في كف علي و هو يقبلها .

فقلت : ما منزلة علي منك ?

قال : منزلتي من الله .

و حدثني أبو العلاء الهمداني بإسناده إلى عائشة قالت : رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) التزم عليا و قبله , و يقول : بأبي الوحيد الشهيد بأبي الوحيد الشهيد , و قد ذكره أبو يعلى الموصلي في المسند عن ابن مينا عن أبيه عن عائشة .

أبو بصير في حديثه عن الصادق (عليه السلام) : إنه أخذ يمسح العرق عن وجه علي و يمسح به وجهه .

أبو العلاء العطار بإسناده إلى عبد خير عن علي (عليه السلام) قال : أهدي إلى النبي (عليه السلام) قنو موز فجعل يقشر الموزة و يجعلها في فمي .

فقال له قائل : إنك تحب عليا .

قال : أ و ما علمت أن عليا مني و أنا منه .

الحميري :

أنت ابن عمي الذي قد كان بعد أبي *** إذ غاب عني أبي لي حاضنا و أبا

ما إن عرفت سوى عمي أبيك أبا *** و لا سواك أخا طفلا و لا شيبا

كم فرجت يدك اليمنى بذي شطب *** في مارق خرج عن وجهي الكربا

و هؤلاء أهل شرك لا خلاق لهم *** من مات كان لنار أوقدت حطبا

تاريخ الخطيب : فقد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد انصرافه من بدر فنادت الرفاق بعضهم بعضا أ فيكم رسول الله حتى جاء رسول الله و معه علي .

فقالوا : يا رسول الله فقدناك .

فقال : إن أبا الحسن وجد مغصا في بطنه فتخلفت معه عليه .

و روي : أنه جرح رأسه عمرو بن عبد ود يوم الخندق فجاء إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فشده و نفث فيه فبرأ , و قال :أين أكون إذا خضب هذه من هذه .

و كان علي ينام مع النبي في سفره فأسهرته الحمى ليلة أخذته فسهر النبي لسهر علي فبات ليلته بينه و بين مصلاه يصلي ثم يأتيه فيسأله و ينظر إليه حتى أصبح بأصحابه الغداة .

فقال : اللهم اشف عليا و عافه فإنه أسهر في الليلة مما به . و في رواية : قم يا علي فقد برئت .

و قال : ما سألت ربي شيئا إلا أعطانيه , و ما سألت شيئا إلا سألته لك .

[221]

الحميري :

من ليلة بات موعوكا أبا حسن *** فيها يكابد من حمى و من ألم

‏إذ قال من بعد ما صلى النبي ***له أبشر فقد ألت من وعك و من سقم

‏و ما سألت لنفسي قيد أنملة *** من فضل علم و لا حلم و لا فهم

‏إلا سألت لكم مثل الذي ظفرت *** كفى به ذا لذي الآلاء و الكرم

أبو الزبير عن أنس قال : كنت أمشي خلف حمار رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و هو يكلم الحمار و الحمار يكلمه و هو يريد الغابة و الغيضة .

فلما دنا منهما , قال : اللهم أرني إياه , اللهم أرني إياه , و قال في الرابعة , اللهم أرني وجهه .

فإذا علي قد خرج من بين النخل ; فانكب على النبي و انكب رسول الله يقبله ... الخبر .

و كان النبي إذا لم يلق عليا يقول أين حبيب الله و حبيب رسوله .

العوني :

إمامي حبيب المصطفى بعل فاطمة *** فناهيك بعلا بالجليلة و البعل

غيره :

حبيب رسول الله ثم ابن عمه *** و زوجته الزهراء من أطهر الطهر

فضائل أحمد جابر الأنصاري : كنا مع النبي (عليه السلام) عند امرأة من الأنصار فصنعت له طعاما .

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : يدخل عليكم رجل من أهل الجنة .

فرأيت النبي يدخل رأسه تحت الوادي , و يقول : اللهم إن شئت فحوله عليا .

فدخل علي (عليه السلام) , فهنأه .

جامع الترمذي و إبانة العكبري و مسند أحمد و فضائله و كتاب ابن مردويه عن أم عطية و أبي هريرة و عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه : إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعث عليا في سرية قال فرأيته رافعا يديه يقول اللهم لا تمتني حتى تريني عليا .

الأربعين عن الخطيب إن النبي (عليه السلام) قال يوم الخندق : اللهم إنك أخذت مني عبيدة بن الحارث يوم بدر و حمزة بن عبد المطلب يوم أحد و هذا علي فلا تدعني فردا و أنت خير الوارثين .

[222]

خطيب منيح :

و كان إذا مضى يوما علي *** لحرب عداته المتظافرينا

يقول لربه لا قول سخط *** و لكن قوله المتضرعينا

أخذت عبيدة مني ببدر *** فألم أخذه قلب الحزينا

و في أحد لحمزة قد أصابت *** طوائلها أكف الطالبينا

و جعفر يوم موتة قد سقته *** كئوس الموت أيدي الكافرينا

و قد أبقيت لي منهم عليا *** يكائد دوني الحرب الزبونا

إلهي لا تذرني منه فردا *** و أنت اليوم خير الوارثينا

فلا تقدم على الموت حتى *** أراه قد أتى في القادمينا

حيص بيص :

قوم إذا أخذ المديح قصائدا *** أخذوه عن طه و عن ياسين

‏و إذا انطوى أرق الأضالع *** وفروا ميسور زادهم على المسكين

‏و إذا عصى أمر الموالي *** خادم نفذت أوامرهم على جبرين

‏و إذا تفاخرت الرجال *** بسيد فخروا بأنزع في العلوم بطين‏

ملقى عمود الشرك بعد قيامه *** و مبين دين الله بعد كمون‏

و المستغاث إذا تصافحت القنا *** و غدت صفون الخيل غير صفون‏

ما أشكلت يوم الجدال قضية *** إلا و بدل شكها بيقين‏

مستودع السر الخفي و موضع *** الخلق الجلي و فتنة المفتون

و من إنشائه الأسرار عليه ما روى ابن شيرويه في الفردوس , قال ابن عباس قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : صاحب سري علي بن أبي طالب .

الترمذي في الجامع و أبو يعلى في المسند و أبو بكر بن مهدويه في الأمالي و الخطيب في الأربعين و السمعاني في الفضائل مسندا إلى جابر قال : ناجى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في يوم الطائف عليا (عليه السلام) فأطال نجواه .

فقال أحد الرجلين للآخر : لقد أطال نجواه مع ابن عمه .

و في رواية الترمذي : فقال الناس لقد أطال نجواه فبلغ ذلك النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

[223]

و في رواية غيره : أن رجلا قال أ تناجيه دوننا ?

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ما انتجيته , و لكن الله انتجاه . ثم قال الترمذي : أي أمر بي أنتجي معه .

العبدي :

و كان بالطائف انتجاه *** فقال أصحابه الحضور

أطلت نجواك مع علي *** فقال ما ليس فيه زور

ما أنا ناجيته و لكن *** ناجاه ذو العزة الخبير

الحميري :

و في يوم ناجاه النبي محمد *** يسر إليه ما يريد و يطلع‏

فقالوا أطال اليوم نجوى ابن عمه *** مناجاته بغي و للبغي مصرع

‏فقال لهم لست الغداة انتجيته *** بل الله ناجاه فلم يتورعوا

و له :

و يوم الثنية يوم الوداع *** و أزمع نحو تبوك المضيا

ننجي يودعه خاليا و قد *** أوقف المسلمون المطيا

فظن أولو الشك أهل النفاق *** ظنونا و قالوا مقالا فريا

و قالوا يناجيه دون الأنام *** بل الله أدناه منه نجيا

على فم أحمد يوحي إليه *** كلاما بليغا و وحيا خفيا

فكان به دون أصحابه بما *** حث فيه عليه حفيا

و له أيضا :

و كنت الخليفة دون الأنام *** على أهله يوم يغزو تبوكا

غداة انتجاك و ظل المطي *** بأكوارهم إذ هم قد راوكا

يراك نجيا له المسلمون *** و كان الإله الذي ينتجيكا

على فم أحمد يوحي إليك *** و أهل الضغائن مستشرفوكا

غيره :

و أذكر غداة خلا به في *** معرك لما أراد إلى تبوك مضيا

[224]

يرضيه حين بدا له استخلافه *** قولا يسر إلى أخيه خفيا

و المسلمون و من تابش منهم *** دون الثنية واقفون مطيا

من قبلهم لقد انتجاه لحادث *** بل كان قربة الإله نجيا

الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في خطبة الوداع : سموني أذنا و زعموا أنه لكثرة ملازمته إياي و إقبالي عليه و قبوله مني حتى أنزل الله تعالى وَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَ يَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ .

و دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و جلس عند يمينه فتناجى عند ذلك اثنان .

فقال النبي : لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يؤذي المؤمن فنزل إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ الآية , و قوله تعالى إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا الآية .

و أمره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن لا يفارقه عند وفاته ذكره الدارقطني في الصحيح و السمعاني في الفضائل أن النبي (عليه السلام) لم يزل يحتضنه حتى قبض يعني عليا .

الأعمش عن أبي سلمة الهمداني و سلمان قالا : قبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حجر علي .

أبو بكر بن عياش و ابن الحجاف و عثمان بن سعيد كلهم عن جميع بن عمير عن عائشة أنها قالت : و لقد سألت نفس رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في كف علي فردها إلى فيه .

الحميري :

و سألت نفس أحمد في يديه *** فألزمها المحيا و الجبينا

و عن المغيرة عن أم موسى عن أم سلمة قالت : و الذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

ثم ذكرت بعد كلام , قالت : فانكب عليه علي فجعل يساره و يناجيه , و من ذلك أنه قسم له النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حنوطه الذي نزل به جبرئيل من السماء .

الحميري :

إن جبريل أتى ليلا إلى *** طاهر من بعد ما كان هجع

[225]

بحنوط طيب من جنة *** في صرار حل منه فسطع‏

فدعا أحمد من كان به *** واثقا عند معضات الجزع

‏أوثق الناس معا في نفسه *** عند مكروه إذ الخطب وقع

‏قسم الصرة أثلاثا فلم *** يأل أن تسوية القسم الشرع

‏قال جزء لي و جزء لابنتي *** و لك الثالث فاقبضها جمع‏

فإذا مت فحنطني بها ثم *** حنطها بهذا لا تدع

‏إنها أسرع أهلي ميتة *** و لحاقا بي فلا تكثر جزع

و كان من الثقة به أنه جعله لمصالح حرمه روى التاريخي في تاريخه و الأصفهاني في حليته عن محمد بن الحنفية : أن الذي قذفت به مارية و هو خصي اسمه مابور و كان المقوقس أهداه مع الجاريتين إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فبعث النبي عليا (عليه السلام) و أمره بقتله .

فلما رأى عليا و ما يريد به , تكشف حتى بين لعلي أنه أجب لا شي‏ء معه مما يكون مع الرجال .

فكف عنه (عليه السلام) .

حلية الأولياء محمد بن إسحاق بإسناده في خبر أنه : كان ابن عم لها يزورها فأنفذ عليا ليقتله .

قال فقلت : يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسبكة المحماة .

و في رواية : كالمسمار المحمي في الوبر و لا يثنيني شي‏ء حتى أمضي لما أرسلني به , و الشاهد يرى ما لا يرى الغائب .

فقال : بل الشاهد قد يرى ما لا يرى الغائب .

فأقبلت متوشحا السيف فوجدته عندها , فاخترطت السيف , فلما أقبلت نحوه عرف أني أريده , فأتى نخلة فرقى فيها , ثم رمى بنفسه على قفاه و شغر برجليه , فإذا هو أجب أمسح ما له مما للرجل قليل و لا كثير .

فأغمدت سيفي , ثم أتيت إلى النبي فأخبرته .

فقال : الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت الامتحان .

عن ابن بابويه عن الصادق (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في آخر احتجاجه على أبي بكر بثلاث و عشرين خصلة : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت لرسول الله إن إبراهيم ليس منك و إنه من فلان القبطي .

فقال : يا علي فاذهب فاقتله .

فقلت : يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمي في الوبر لما أمرتني , المعنى سواء .

البخاري عن سهل بن سعد الساعدي : و كانت فاطمة تغسل الدم عن وجهه و علي

[226]

يأتي بالماء يرشه فأخذ حصيرا فحرقه فحثا به يعني النبي (عليه السلام) يوم أحد .

تاريخ الطبري : لما كان من وقعة أحد ما قد كان , بعث النبي (عليه السلام) علي بن أبي طالب , فقال : اخرج في آثار القوم فانظر ما ذا يصنعون و ما ذا يريدون ?

في كلام له , قال علي (عليه السلام) : فخرجت في آثار القوم أنظر ما يصنعون ?

فلما أجنبوا الخيل و امتطوا الإبل و توجهوا إلى مكة , أقبلت أصيح . يعني بانصرافهم .

المفسرون في قوله تعالى : مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ أنه لما سحر النبي (عليه السلام) لبيد بن أعصم اليهودي في بئر دوران , مرض النبي .

فجاء إليه ملكان فأخبراه بالرمز .

فأنفذ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليا و الزبير و عمار فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحبي , ثم رفعوا الصخرة و أخرجوا الخف ; فإذا فيه مشاطة رأسه و أسنان مشطه و إذا وتر معقود فيه أحد عشر عقدة مغروزة .

فحلها علي , فبرأ النبي (عليه السلام) .

إن صح هذا الخبر فليتأول و إلا فليطرح .

و من ذلك ما دعا له (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في مواضع كثيرة منها :

يوم الغدير , قوله : اللهم وال من والاه , الخبر .

و دعا له يوم خيبر : اللهم قه الحر و البرد .

و دعا له يوم المباهلة : اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا .

و دعا له لما مرض : اللهم عافه و اشفه .

و غير ذلك .

و دعاؤه له بالنصر و الولاية لا يجوز إلا لولي الأمر فبانت بذلك إمامته .

و كان (عليه السلام) يكتب الوحي و العهد و كاتب الملك أخص إليه لأنه قلبه و لسانه و يده , فلذلك أمره النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بجمع القرآن بعده , و كتب له الأسرار , و كتب يوم الحديبية بالاتفاق .

و قال أبو رافع : إن عليا كان كاتب النبي إلى من عاهد و وادع و أن صحيفة أهل نجران كان هو كاتبها و عهود النبي لا توجد قط إلا بخط علي (عليه السلام) .

و من ذلك ما رواه أبو رافع : إن عليا كانت له من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ساعة من الليل بعد العتمة لم تكن لأحد غيره .

تاريخ البلاذري إنه : كانت لعلي دخله لم تكن لأحد من الناس .

مسند الموصلي عبد الله بن يحيى عن علي (عليه السلام) قال : كانت لي من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ساعة من السحر آتيه فيها فكنت إذا أتيت استأذنت فإن وجدته يصلي سبح فقلت أدخل .

مسند أحمد و سنن ابن ماجة و كتاب أبي بكر بن عياش بأسانيدهم عن عبد الله بن

[227]

يحيى الحضرمي عن علي (عليه السلام) قال :
كان لي من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مدخلان مدخلا بالليل و مدخلا بالنهار و كنت إذا دخلت عليه و هو يصلي تنحنح لي .

و قال عبد المؤمن الأنصاري سألت أنس بن مالك من كان آثر الناس عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : ما رأيت أحدا بمنزلة علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن كان يبعث إليه في جوف الليل فيستخلي به حتى يصبح هذا عنده إلى أن فارق الدنيا .

الحميري :

و كان له من أحمد كل شارق *** قبيل طلوع الشمس أو حين تنجم

‏إذا ما بدت مثل الطلاية *** دخله يقوم فيأتي بابه فيسلم

‏يقول إذا جاء السلام عليكم *** و رحمة ربي إنه مترحم

‏فيبلغ بترحيب و يجلس ساعة *** و يؤتى بفضل من طعام فيطعم

‏و يدعو بسبطيه حنانا ورقة *** فيدنيهما منه قريبا و يكرم

‏يضمهما ضم الحبيب حبيبه *** إلى صدره ضما و شما فيلثم

و من ذلك أنه قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي أنا أبو القاسم , الله يعطي و أنا أقسم , و في خبر : سموا باسمي و كنوا بكنيتي و لا تجمعوا بينهما .

ثم إنه رخص في ذلك لعلي (عليه السلام) و لابنه .

الثعلبي في تفسيره و السمعاني في رسالته و ابن البيع في أصول الحديث و أبو السعادات في فضائل العشرة و الخطيب و البلاذري في تاريخهما و النطنزي في الخصائص بأسانيدهم عن علي قال : , قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : إن ولد لك غلام نحلته اسمي و كنيتي .

و في رواية السمعاني و أحمد : فسمه باسمي و كنه بكنيتي و هو له رخصة دون الناس .

و لما ولد محمد بن الحنفية , قال طلحة : قد جمع علي لولده بين اسم رسول الله و كنيته .

فجاء علي بمن يشهد له : أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رخص لعلي وحده في ذلك و حرمهما على أمته من بعده .

و كذلك رخص في ذلك للمهدي (عليه السلام) لما اشتهر قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي .

الصاحب :

أ ما عرفتم سمو منزله *** أ ما عرفتم علو مثواه

[228]

أ ما رأيتم محمدا حدبا *** عليه قد حاطه و رباه

‏و اختصه يافعا و آثره *** و اعتامه مخلصا و آخاه

‏زوجه بضعة النبوة إذ *** رآه خير امرئ و أتقاه

ثم إنه كان ذخيرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) للمهمات .

قال أنس : بعث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليا إلى قوم عصوه فقتل المقاتل و سبى الذرية و انصرف بها .

فبلغ النبي (عليه السلام) قدومه , فتلقاه خارجا من المدينة .

فلما لقيه اعتنقه و قبل بين عينيه و قال : بأبي و أمي من شد الله به عضدي كما شد عضد موسى بهارون .

و في حديث جابر إنه قال لوفد هوازن : أما و الذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة و ليؤتن الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا و هو مني كنفسي فليضربن أعناق مقاتليهم و ليسبين ذراريهم , هو هذا ; و أخذ بيد علي .

فلما أقروا بما شرط عليهم .

قال : ما استعصى علي أهل مملكة و لا أمة إلا رميتهم بسهم الله علي بن أبي طالب , ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ملكا أمامه و سحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر و الظفر .

و روى الخطيب في الأربعين نحوا من ذلك عن مصعب بن عبد الرحمن أنه قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لوفد ثقيف , الخبر .

و في رواية : أنه قال مثل ذلك لبني وليعة .

ثم إنه (عليه السلام) كان عيبة سره .

روى الموفق المكي في كتابه في خبر طويل عن أم سلمة إنه : دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و هو مخلل أصابعه في أصابع علي فقال يا أم سلمة اخرجي من البيت .

و أخليه فخرجت , و أقبلا يتناجيان بكلام لا أدري ما هو ?

فأقبلت ثلاث مرات فاستأذن أن ألج و النبي يأبى , و أذن في الرابعة و علي واضع يديه على ركبتي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد أدنى فاه من أذن النبي و فم النبي على أذن علي يتساران و علي يقول : أ فأمضي و أفعل ? و النبي يقول نعم .

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) , يا أم سلمة : لا تلوميني فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر أن أوصي به عليا من بعدي و كنت بين جبرئيل و علي و جبرئيل عن يميني فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن إلى يوم القيامة ... الخبر .

و من ذلك أن النبي أعطاه درعه و جميع سلاحه و بغلته و سيفه و قضيبه و برده و غير ذلك .

[229]

باب ذكره عند الخالق و عند المخلوقين

فصل في تحف الله عز و جل :

أحمد بن يحيى الأزدي عن إبراهيم النخعي أنه قال : لما أسري برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هتف به هاتف في السماوات يا محمد إن الله عز و جل يقرأ عليك السلام و يقول لك اقرأ على علي بن أبي طالب مني السلام .

ابن حماد :

و اهبط بالسلام إليك لطفا *** إله الخلق جبريلا أمينا

قنبر : كنت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) على شاطئ الفرات فنزع قميصه و دخل الماء فجاءت موجه فأخذت القميص فخرج أمير المؤمنين فلم يجد القميص فاغتم بذلك غما شديدا .

و إذا بهاتف يهتف : يا أبا الحسن انظر عن يمينك و خذ ما ترى .

فإذا مئزر عن يمينه , و فيه قميص مطوي فأخذه و لبسه ; فسقط عن جنبه رقعة فيها مكتوب : هدية من الله العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب , و هذا قميص هارون بن عمران , و أورثناها قوما آخرين .

و في حديث الحسن بن ذكردان الفارسي : إن عليا مشى مع النبي و هو راكب حتى وصل إلى غدير ماء فتوضيا و صليا .

قال علي : فبينما أنا ساجد و راكع إذ قال يا علي ارفع رأسك انظر إلى هدية الله إليك .

فرفعت رأسي فإذا أنا بنشر من الأرض و إذا عليها فرس بسرجه و لجامه .

فقال : هذا هدية الله إليك , اركبه .

فركبته , و سرت مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

أمالي أبي عبد الله النيسابوري إنه : دخل الكاظم على الصادق و الصادق على الباقر و الباقر على زين العابدين و زين العابدين على الشهيد و كلهم فرحون و قائلون إنه ناول النبي عليا تفاحة فسقط من يديه و صارت بنصفين فخرج في وسطه مكتوب فيه من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب .

[230]

كتاب الخطيب الخوارزمي عن ابن عباس إنه : هبط جبرئيل و معه أترجة فقال إن الله تعالى يقرئك السلام و يقول لك هذه هدية علي بن أبي طالب .

فدعاه النبي فدفعها , فلما صارت في كفه انفلقت الأترجة ; فإذا فيها حريرة خضراء نضرة مكتوب فيها سطران هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب . و يقال : كان ذلك لما قتل عمرا .

back page fehrest page next page