back page fehrest page next page

الأعمش عن أبي سفيان عن أبي أيوب الأنصاري قال : نزل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) داري .

فنزل عليه جبرئيل من السماء بجام من فضة , فيه سلسلة من ذهب , فيه ماء من الرحيق المختوم , فناول النبي (عليه السلام) فشرب , ثم ناول عليا فشرب , ثم ناول فاطمة فشربت , ثم ناول الحسن فشرب , ثم ناول الحسين فشرب , ثم ناول الأول فانضم الكأس فأنزل الله تعالى لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ .

ابن عباس قال : جاع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جوعا شديدا فأخذ بأستارها و قال يا رب محمد لا تجع محمدا أكثر مما أجعته .

فهبط جبرئيل و معه لوزة , فقال : إن الله جل ذكره يأمرك أن تفك عنها .

قال : فإذا في جوفها ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها : محمد رسول الله أيدته بعلي ارتضيت له عليا و ارتضيته لعلي ما أنصف الله من نفسه من اتهمه في قضائه و استبطأه في رزقه .

ثابت عن أنس : لما خرج النبي (عليه السلام) إلى غزوة الطائف فبينما نحن بغمامة فأدخل يده تحتها فأخرج رمانا فجعل يأكل و يطعم عليا ثم قال لقوم رمقوه بأبصارهم هكذا يفعل كل نبي بوصيه .

و في رواية الباقر (عليه السلام) : إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مصها ثم دفعها إلى علي فمصها حتى لم يترك منها شيئا .

فقال النبي (عليه السلام) : إنه لا يذوقها إلا نبي أو وصى نبي .

محمد بن أبي عمير و محمد بن مسلم و زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : نزل جبرئيل على محمد برمانتين من الجنة فأعطاهما إياه , فأكل واحدة , و كسر الأخرى و أعطى عليا نصفها فأكله , ثم قال : الرمانة التي أكلتها فهي النبوة ليس لك فيها شي‏ء , و أما الأخرى فهي العلم , فأنت شريكي فيها .

عيسى بن الصلت عن الصادق (عليه السلام) في خبر : فأتوا جبل ذباب فجلسوا عليه فرفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)

[231]

رأسه فإذا رمانة مدلاة ; فتناولها رسول الله ففلقها فأكل و أطعم عليا منها , ثم قال : يا أبا بكر هذه رمانة من رمان الجنة لا يأكلها في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي .

أبان بن تغلب عن أبي الحمراء إنه : قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : يا فلان ما أنا منعتك من هذه الرمانة و لكن الله أتحفني بها و وصيي و حرمها على غير نبي أو وصي في دار الدنيا , فسلم لأمر ربك تطعم في الآخرة إن قبلت و صدقت , و إن كذبت و جحدت , فويل يومئذ للمكذبين , إن عليا و شيعته في ظلال و عيون , إلى قوله ويل يومئذ للمكذبين بهذا .

و قد روينا من حديث الرمان عند الخروج إلى العقيق فإن نزول المنديل من السماء فيه رمان معجز , ثم فقد الرمان من كمه عند مشاهدة الثاني معجز ثان , ثم وجدانه بعد ذلك , معجز ثالث .

ابن حماد :

من أكل الطير الذي لم يستطع *** خلق له جحدا و لا كتمانا

من أكل القطف الجني على حرى *** و إليه أهدى ربه رمانا

من ذا له يوم الغدير فضيلة *** إذ لا نطيق لفضله جحدانا

أم فروة : كانت ليلتي من أمير المؤمنين (عليه السلام) فرأيته يلقط من الحجرة حب طعام من طعام قد نثر و يقول يا آل علي قد سبقتم .

أبو محمد الفحام بالإسناد عن محمد بن جرير بإسناد له عن أنس و ابن خشيش التميمي بالإسناد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس و اللفظ له : إن رسول الله ركب يوما إلى جبل كداء .

فقال , يا أنس : خذ البغلة و انطلق إلى موضع كذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فاقرأه مني السلام و احمله على البغلة و ائت به إلي .

فقال : فلما ذهبت وجدت عليا كذلك .

فقلت : إن رسول الله يدعوك .

فلما أتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) , قال له اجلس . فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ما جلس فيه من الأنبياء أحدا إلا و أنا خير منه .

و قد جلس مع كل نبي أخ له ما جلس من الإخوة أحد إلا و أنت خير منه .

قال : فرأيت غمامة بيضاء و قد أظلتهما , فجعلا يأكلان منه عنقود عنب .

و قال : كل يا أخي , فهذه هدية من الله إلي ثم إليك .

ثم شربا , ثم ارتفعت الغمامة .

ثم قال , يا أنس : و الذي خلق ما يشاء , لقد أكل من الغمامة ثلاثمائة و ثلاثة عشر نبيا , و ثلاثمائة و ثلاثة عشر وصيا , ما فيهم نبي أكرم

[232]

على الله مني , و لا وصي أكرم على الله من علي .

العبدي و روي عن ابن حماد :

حدثنا الشيخ الثقة *** محمد عن صدقة

رواية متسقة عن *** أنس عن النبي

‏رأيته على حرى *** مع النبي ذي النهى

‏يقطف قطفا في الهوى *** شيئا كمثل العنب

‏فأكلا منه معا ***حتى إذا ما شبعا

رأيته مرتفعا *** فطال منه عجبي

‏كان طعام الجنة *** أنزله ذو العزة

هدية للصفوة *** من الهدايا النخب

الناشئ :

و أكله قطب العنب مع النبي المنتجب *** من السماء المقترب و هذه دلائل
الرضا (عليه السلام) قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أدخلت الجنة و ناولني جبرئيل (عليه السلام) سفرجلة فانفلقت فخرجت منها جارية .

فقلت : من أنت ?

فقال : أنا الراضية المرضية , خلقني الله لأخيك و لابن عمك , علي بن أبي طالب .

الوراق :

علي الذي أهدى السفرجل ربه *** إليه فألفاه تحية منعم

‏علي لدى الأستار حياة ذو *** العلى بكاغذه في لوذة لم توسم

و قد تقدم حديث اشتراء الحب من جبرئيل (عليه السلام) .

الحميري :

ابتاع من جبرئيل حبا قد زكى *** في جنة لم تحرم الأنهارا

جبريل بايعه و أحمد ضيفه *** خير الأنام مركبا و نجارا

و له :

فأبصر دينارا طريحا فلم يزل *** مشيرا به كفا ينادي و يسمع

‏فمال به و الليل يغشي سواده *** و قد هم أهل السوق أن يتصدعوا

إلى بيع سمح اليدين مبارك *** توسم فيه الخير و الخير يتبع

‏فقال له بعني طعاما فباعه *** فقال لك الدينار و الحب أجمع

‏فلا ذلك الدينار أحمى تبره *** و لا الحب مما كان في الأرض يزرع

‏فبايعه جبرئيل و الضيف أحمد *** فثم تناهي الخير و البر أجمع

[233]

و له :

و بايع جبرئيل و نعم البيع المشتر *** بدينار من الحب فلم يندم و لم يخسر

الناشئ .

و بايع الحنطة جبريل الذي *** من حنطة الفردوس بالحب هبط

لم تلمس الدينار كف طابع *** و لا اجتنى الحنطة دفاع النبط

دينارك الله تولى نقشه *** كذلك الحنطة من خير الحنط

ابن حماد :

و لكم من تحفة أتحفه *** ربه تعلو جميع التحف

‏كم له في الطور و النجم *** و هل أتى من وصف له و الزخرف

السيد :

كانت ملائكة الرحمن دائبة *** يهبطن نحوك بالألطاف و التحف

‏و القطف و الحب و الدينار أهبطه *** لطف من الله ذي الإحسان و اللطف

فصل في محبة الملائكة إياه :

حديث علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة في تفسير قوله تعالى : وَ تَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ الآية , قال أنس قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لما كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي فإذا أنا بعلي بن أبي طالب قائما أمامي تحت العرش يسبح الله و يقدسه .

قلت يا جبرئيل : سبقني علي بن أبي طالب .

قال : لا , لكني أخبرك ; اعلم يا محمد : إن الله عز و جل يكثر من الثناء و الصلاة على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فوق عرشه , فاشتاق العرش إلى علي بن أبي طالب فخلق الله تعالى هذا الملك على صورة علي بن أبي طالب (عليه السلام) تحت عرشه لينظر إليه العرش فيسكن شوقه , و جعل تسبيح هذا الملك و تقديسه و تمجيده ثوابا لشيعة أهل بيتك يا محمد ... الخبر .

طاوس عن ابن عباس قال , قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لما أسري بي إلى السماء و صرت أنا و جبريل إلى السماء السابعة قال جبرئيل يا محمد هذا موضعي .

ثم زج بي في النور زجة فإذا أنا بملك من ملائكة الله تعالى في صورة علي (عليه السلام) اسمه علي ساجد تحت العرش يقول :

[234]

اللهم اغفر لعلي و ذريته و محبيه و أشياعه و أتباعه , و العن مبغضيه و أعاديه و حساده إنك على كل شي‏ء قدير .

مجاهد عن ابن عباس و الحديث مختصر : لما عرج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السماء رأى ملكا على صورة علي حتى لا يفاوت منه شيئا فظنه عليا .

فقال يا أبا الحسن : سبقتني إلى هذا المكان .

فقال جبرئيل (عليه السلام) : ليس هذا علي بن أبي طالب , هذا ملك على صورته , و إن الملائكة اشتاقوا إلى علي بن أبي طالب فسألوا ربهم أن يكون من علي صورته فيرونه .

و في حديث حذيفة : أنه رآه في السماء الرابعة .

الوراق القمي :

علي الذي لما تشوق في السما *** إلى وجهه سكانها شوق محرم

‏على خلقه ذو العرش صور ملكا *** و قال لهم زوروا الولي المطهم

العبدي :

يا من شكت شوقه الأملاك إذ شغفت *** بحبه و هواه غاية الشغف

‏فصاغ شبهك رب العالمين فما *** ينفك من زائر منها و معتكف

و له :

لقد أعطيت ما لم يعط خلقا *** هنيئا يا أمير المؤمنينا

إليك اشتاقت الأملاك حتى *** تحنت من تشوقها حنينا

هناك برا لها الرحمن شخصا *** كشبهك لا يغادره يقينا

و له أيضا :

صور الله لأملاك العلى *** مثله أعظمه في الشرف‏

و هي ما بين مطيف زائر *** و مقيم حوله معتكف

‏هكذا شاهده المبعوث في *** ليلة المعراج فوق الرفرف

العوني :

و في خبر صحت روايته لهم *** عن المصطفى لا شك فيه فيستبرأ

[235]

بأن قال لما أن عرجت إلى السماء *** رأيت بها الأملاك ناظره شزرا

إلى نحو شخص حين بيني و بينه *** لعظم الذي عاينته منه لي خيرا

فقلت حبيبي جبرئيل من الذي *** تلاحظه الأملاك قال لك البشرى

‏فقلت و ما من ذاك قال علي الرضا *** و ما خصه الرحمن من نعم فخرا

تشوقت الأملاك إذ ذاك شخصه *** فصورة الهادي على صور أخرى

‏فمال إلى نحو ابن عم و وارث *** على جذل منه بتحقيقه خبرا

الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ .

قال : كان جبرئيل (عليه السلام) جالسا عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن يمينه إذ أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فضحك جبرئيل , فقال : يا محمد هذا علي بن أبي طالب قد أقبل .

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) , يا جبرئيل : و أهل السماوات يعرفونه ?

قال ,يا محمد : و الذي بعثك بالحق نبيا إن أهل السماوات لأشد معرفة له من أهل الأرض , ما كبر تكبيرة في غزوة إلا كبرنا معه , و لا حمل حملة إلا حملنا معه , و لا ضرب بسيف إلا ضربنا معه , يا محمد ; إن اشتقت إلى وجه عيسى و عبادته , و زهد يحيى و طاعته , و ميراث سليمان و سخاوته , فانظر إلى وجه علي بن أبي طالب . و أنزل الله تعالى وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا يعني شبها لعلي بن أبي طالب و علي بن أبي طالب شبها لعيسى ابن مريم إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ يعني يضحكون و يعجبون .

تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس إنه : لما تمثل إبليس لكفار مكة يوم بدر على صورة سراقة بن مالك و كان سائق عسكرهم إلى قتال النبي فأمر الله تعالى جبرئيل فهبط إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و معه ألف من الملائكة .

فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين , فكان إذا حمل علي حمل معه جبرئيل .

فبصر به إبليس , فولى هاربا . و قال : إني أرى ما لا ترون .

قال ابن مسعود : و الله ما هرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) فخاف أن يأخذه و يستأسره و يعرفه الناس فهرب فكان أول منهزم و قال إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله في قتاله و الله شديد العقاب لمن حارب أمير المؤمنين .

[236]

السمعاني في فضائل الصحابة عن ابن المسيب عن أبي ذر إن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : يا أبا ذر علي أخي و صهري و عضدي إن الله لا يقبل فريضة إلا بحب علي بن أبي طالب يا أبا ذر لما أسري بي إلى السماء مررت بملك جالس على سرير من نور على رأسه تاج من نور إحدى رجليه في المشرق و الأخرى في المغرب و بين يديه لوح ينظر إليه و الدنيا كلها بين عينيه و الخلق بين ركبتيه و يده تبلغ المشرق و المغرب .

فقلت يا جبرئيل : من هذا ? فما رأيت من ملائكة ربي جل جلاله أعظم خلقا منه .

قال : هذا عزرائيل ملك الموت ; ادن فسلم عليه .

فدنوت منه , فقلت : سلام عليك حبيبي ملك الموت .

فقال : و عليك السلام يا أحمد ; ما فعل ابن عمك علي بن أبي طالب ?

فقلت : و هل تعرف ابن عمي ?

قال : و كيف لا أعرفه ; و إن الله جل جلاله وكلني بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك و روح علي بن أبي طالب , فإن الله يتوفاكما بمشيته .

كتابي الخطيب الخوارزمي و أبي عبد الله النطنزي قال أبو عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك : بلغ عمر بن عبد العزيز إن قوما تنقصوا لعلي بن أبي طالب , فصعد المنبر و قال حدثني غزال بن مالك الغفاري عن أم سلمة قال : بينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عندي إذ أتاه جبرئيل فناداه فتبسم رسول الله ضاحكا فلما سرى عنه , قلت : ما أضحكك ?

قال : أخبرني جبرئيل أنه مر بعلي و هو يرعى ذودا له و هو نائم قد أبدى بعض جسده قال فرددت عليه ثوبيه , فوجدت برد إيمانه قد وصل إلى قلبي .

أمالي أبي جعفر القمي في خبر طويل : إن النبي (عليه السلام) قال يوما معاشر الناس أيكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلوا باللات و العزى ليقتلوني و قد كذبوا و رب الكعبة .

فأحجم الناس .

فقال : ما أحسب علي بن أبي طالب فيكم .

فأخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) بذلك فجاء .

فقال : أنا لهم سرية وحدي فدرعه و عممه و قلده من نفسه فأركبه فرسه .

فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فمكث ثلاثة لا يصل خبر من السماء و لا من الأرض , فأقعدت فاطمة (عليه السلام) الحسن و الحسين (عليه السلام) على وركيها و هي تقول : أوشك أن يؤتم هذين الغلامين .

فأسبل النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عينيه يبكي ; ثم قال : معاشر الناس من يأتيني بخبر علي فأبشره بالجنة .

فتفرقت الناس في طلبه و أقبل عامر بن قتادة يبشر بعلي .

[237]

فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) و معه أسيران , و رأس , و ثلاثة أبعرة , و ثلاثة أفراس .

و قال : لما سرت في الوادي رأيت هؤلاء ركبانا على الأباعر , فنادوني من أنت ?

فقلت : علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله .

فشد علي هذا المقتول , و دارت بيني و بينه ضربات , و هبت ريح حمراء سمعت صوتك فيها يا رسول الله و أنت تقول : قطعت لك جربان درعه .

فضربته فلم أجفه , ثم هبت ريح صفراء , فسمعت صوتك فيها يا رسول الله قلبت لك الدرع عن فخذه فضربته و وكزته .

فقال الرجلان : صاحبنا هذا يعد بألف فارس فلا تعجل علينا , و قد بلغنا أن محمدا رفيق شفيق رحيم فاحملنا إليه .

فقال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أما الصوت الأول فصوت جبرئيل , و الآخر فصوت ميكائيل .

فعرض النبي (عليه السلام) عليهما الإسلام , فأبيا .

فأمر بقتلهما .

فهبط جبرئيل , و قال : لا تقتله , فإنه حسن الخلق , سخي في قومه .

فقال النبي : يا علي , أمسك .

فإن هذا رسول ربي يخبرني أنه حسن الخلق سخي في قومه .

فقال الرجل : و الله ما ملكت درهما مع أخ لي قط , و لا قطبت وجهي في الحرب , و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله .

و في رواية الأصبغ : إن عليا (عليه السلام) مضى من المدينة وحده فأتى عليه سبعة أيام ; فرئي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يبكي و يقول : اللهم رد إلي عليا قرة عيني و قوة ركني و ابن عمي و مفرج الكرب عن وجهي .

ثم ضمن الجنة لمن أتى بخبر علي .

فركب الناس في كل طريق فوجده الفضل بن عباس , فبشر النبي بقدومه .

فاستقبله فما زال يفتش عن يمين علي و عن يساره و عن بدنه و عن رأسه فقلت تفتش عليا كأنه كان في الحرب ; فأخبرني عن جبرئيل : أن أقواما من المشركين يقصدونك من الشام , فأخرج إليهم عليا وحده .

فخرج معه جبرئيل (عليه السلام) في ألف ملك و ميكائيل في ألف ملك و رأيت ملك الموت يقاتل دون علي .

أربعين الخطيب و شرح ابن الفياض و أخبار أبي رافع في خبر طويل عن حذيفة بن اليمان أنه : دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و هو مريض فإذا رأسه في حجر رجل أحسن الخلق و النبي (عليه السلام) نائم .

فقال الرجل ادن إلى ابن عمك

[238]

فأنت أحق به مني .

فوضع رأسه في حجره , فلما استيقظ النبي (عليه السلام) , سأله عن الرجل .

قال علي : كان كذا و كذا .

فقال النبي : ذاك جبرئيل (عليه السلام) كان يحدثني حتى خف عني وجعي .

و في خبر : أن النبي كان يملي عليه جبرئيل فنام (عليه السلام) و أمره بكتابة الوحي .

الناشئ :

وحي من الله حبا الطهر به *** أثبته حفظ علي ما غلط

أناطه الطهر به مؤاخيا في *** الفضل إذ قال له الله انط

الحميري :

فبينا رسول الله يملي أصابه *** نعاس فأغفي ساعة متجافيا

فأملى عليه جبريل مكانه من *** الوحي آيات بها كان آتيا

فلما انجلى عنه النعاس كأنه *** هلال سرت عنه الغيوم سواريا

تلا بعض ما خطت من الخير كفه *** و كان لما أوعي من العلم تأليا

فقال علي قال أنت محمد بل *** الروح أملاه عليك مباديا

أتاني به جبرئيل يمليه معربا *** عليك فلم يغفل و لم يك ناسيا

ابن حماد :

ثم لما هب نادى *** و قد اسود السجل

إنني قلت و جبريل *** الذي كان يمل

و له أيضا :

ناجاك رب العلى شفاها *** في الأرض من غير ترجمان

المحبرة :

أمن عليه الوحي إملاء واثقا *** جبريل و هو إليه ذو اطمئنان

‏إذ قال أحمد يا علي اكتب *** و لا تلمح و ذاك به الأمين أتاني

‏من ذي الجلال فإني عنكما *** متبرز في هذه الغطيان

‏و خلا خليل خليله بخليله *** و يداه عنه الوحي تكتنفان

‏و وعت مسامعه حلاوة لفظه *** و رآه رؤية غير ما رؤيان

التهذيب و الكافي قال أبو عبد الله (عليه السلام) : لما هبط جبرئيل (عليه السلام) بالأذان على

[239]

رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان رأسه في حجر علي (عليه السلام) فأذن جبرئيل (عليه السلام) و أقام فلما انتبه رسول الله , قال : يا علي سمعت ?

قال :نعم .

قال : حفظت ?

قال :نعم .

قال : ادع بلالا ,فعلمه .

فدعا علي (عليه السلام) بلالا , فعلمه .

محمد بن عمرو بإسناده عن جابر بن عبد الله إنه قال , قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ما عصاني قوم من المشركين إلا رميتهم بسهم الله .

قيل : و ما سهم الله يا رسول الله ?

قال : علي بن أبي طالب , ما بعثته في سرية و لا أبرزته لمبارزة إلا رأيت جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ملك الموت أمامه و سحابة تظله حتى يعطيه الله خير النصر و الظفر .

أبو هريرة : لما قسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المغنم في غزاة تبوك خلف عليا على أهله دفع إليه سهمين فتكلموا في ذلك .

فقال : معاشر الناس , ناشدتكم بالله و رسوله أ لم تروا الفارس الذي حمل على المشركين من يمين العسكر فهزمهم .

ثم رجع إلي , فقال لي , يا محمد : إن لي معك سهما , و قد جعلته لعلي و هو جبرئيل .

معاشر الناس ناشدتكم بالله و رسوله , هل رأيتم الفارس الذي حمل على المشركين من يسار العسكر فهزمهم .

ثم رجع إلي فعلمني , و قال لي : يا محمد إن لي معك سهما و قد جعلته لعلي و هو ميكائيل .

فو الله ما دفعت إلى علي إلا سهم جبرئيل و ميكائيل .

فكبر , و كبر الناس بأجمعهم .

الوراق القمي :

علي حوى سهمين من غير أن غزا *** غزاة تبوك حبذا سهم مسهم

أركبه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يوم خيبر و عممه بيده و ألبسه ثيابه و أركبه بغلته .

ثم قال امض يا علي و جبرئيل عن يمينك و ميكائيل عن يسارك و عزرائيل أمامك و إسرافيل ورائك و نصر الله فوقك و دعائي خلفك .

و خبر النبي (عليه السلام) : رميه باب خيبر أربعين ذراعا فقال (عليه السلام) : و الذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكا .

و يقول علي في كتابه : و الله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية و لا بحركة غذائية و لكني أيدت بقوة ملكوتية و نفس بنور ربها مضيئة .

الحميري :

و لله جل الله في فتح خيبر *** عليه أيادي نعمة بعد أنعم

‏مشى بين جبريل و ميكال حوله *** ملائكة مشي الهزبر المصمم

[240]

فصمم آطام الذين تهودوا *** و أرعن ممن يعبد الله موحم

و له :

من كان جبريل يقوم يمينه *** فيها و ميكال يقوم يسارا

من كان ينصره ملائكة السما *** يأتونه مددا له أنصارا

و له أيضا :

يا راية جبريل سار أمامها *** قدما و أتبعها النبي دعاء

الله فضله بها و رسوله *** و الله ظاهر عنده الآلاء

ابن فياض في شرح الأخبار روى محمد بن الجنيد بإسناده عن سعيد بن المسيب قال : أصاب عليا يوم أحد ستة عشر ضربة و هو بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يذب عنه في كل ضربة يسقط إلى الأرض فإذا سقط رفعه جبرئيل (عليه السلام) .

خصائص العلوية قيس بن سعد عن أبيه قال علي (عليه السلام) : أصابني يوم أحد ست عشرة ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن ; فأتاني رجل حسن الوجه حسن اللمة طيب الريح فأخذ بضبعي فأقامني .

ثم قال أقبل عليهم , فإنك في طاعة الله و طاعة رسول الله و هما عنك راضيان .

قال علي (عليه السلام) : فأتيت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأخبرته .

back page fehrest page next page