back page fehrest page next page

قال أبو حنيفة الدينوري : متى عجز اليعسوب عن الطيران حملته النحل حملا و بقية النحل لا تعسل بعده و جعل يطير في وجه الأرض .

السروجي :

و النحل أضحى لعلي طائعا *** ممتثلا لأمره لما انزجر

و الصحيح أنه أنزل الله تعالى الملائكة النحليين فكان أميرهم .

العوني :

علي أمير النحل و النحل جنده *** فهل لك علم بالأمير و بالنحل

[316]

الوراق :

علي و بيت الله آية أحمد *** و يعسوب دين المؤمن المنحرم

الصاحب :

أ يعسوب دين الله صنو نبيه *** و من حبه فرض من الله واجب

‏مكانك من فوق الفراقد لائح *** و مجدك من أعلى السماك مراقب

‏و سيفك في جيد الأعادي قلائدا *** قلائد يعكف عليهن ثاقب

فصل في طاعة الجمادات له (عليه السلام) :

روى أبو بكر بن مردويه في المناقب و أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره و أبو عبد الله بن مندة في المعرفة و أبو عبد الله النطنزي في الخصائص و الخطيب في الأربعين و أبو أحمد الجرجاني في تاريخ جرجان : رد الشمس لعلي (عليه السلام) و لأبي بكر الوراق كتاب طرق من روى رد الشمس و لأبي عبد الله الجعل مصنف في جواز رد الشمس و لأبي القاسم الحسكاني مسألة في تصحيح رد الشمس و ترغيم النواصب الشمس و لأبي الحسن الشاذان كتاب بيان رد الشمس على أمير المؤمنين .

و ذكر أبو بكر الشيرازي في كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة عن الحسن البصري عن أم هانئ هذا الحديث مستوفى ثم قال : قال الحسن عقيب هذا الخبر و أنزل الله عز و جل آيتين في ذلك قوله تعالى وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً يعني هذا يخلف هذا لمن أراد أن يذكر فرضا أو نام عليه أو أراد شكورا و أنزل أيضا يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ و ذكر أن الشمس ردت عليه مرارا الذي رواه سلمان و يوم البساط و يوم الخندق و يوم حنين و يوم خيبر و يوم قرقيساء و يوم براثا و يوم الغاضرية و يوم النهروان و يوم بيعة الرضوان و يوم صفين و في النجف و في بني مازر و بوادي العقيق و بعد أحد و روى الكليني في الكافي أنها رجعت بمسجد الفضيخ من المدينة .

و أما المعروف مرتان في حياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بكراع الغميم و بعد وفاته ببابل .

فأما في حال حياته (عليه السلام) :

ما روت أم سلمة و أسماء بنت عميس و جابر الأنصاري و أبو ذر و ابن عباس و الخدري و أبو هريرة

[317]

و الصادق (عليه السلام) : أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صلى بكراع الغميم , فلما سلم , نزل عليه الوحي و جاء علي (عليه السلام) و هو على ذلك الحال فأسنده إلى ظهره , فلم يزل على تلك الحال حتى غابت الشمس و القرآن ينزل على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

فلما تم الوحي , قال يا علي : صليت ?

قال : لا , و قص عليه .

فقال : ادع ليرد الله عليك الشمس .

فسأل الله , فردت عليه بيضاء نقية .

و في رواية أبي جعفر الطحاوي : أن النبي (عليه السلام) , قال : اللهم إن عليا كان في طاعتك و طاعة رسولك فاردد عليه الشمس , فردت .

فقام علي (عليه السلام) : و صلى , فلما فرغ من صلاته وقعت الشمس , و بدر الكواكب .

و في رواية أبي بكر مهرويه : قالت أسماء أما و الله لقد سمعنا لها عند غروبها صريرا كصرير المنشار في الخشب .

قال : و ذلك بالصهباء في غزاة خيبر .

و روي : أنه صلى إيماء , فلما ردت الشمس ; أعاد الصلاة بأمر رسول الله (عليه السلام) .

و سئل الصاحب أن ينشد في ذلك فأنشأ :

لا تقبل التوبة من تائب *** إلا بحب ابن أبي طالب

‏أخي رسول الله بل صهره *** و الصهر لا يعدل بالصاحب‏

يا قوم من مثل علي و قد *** ردت عليه الشمس من غائب

المفجع البصري :

و علي إذ نال رأس رسول الله *** من حجره وسادا وطيا

إذ يخال النبي لما أتاه *** الوحي مغمى عليه أو مغشيا

فتراخت عنه الصلاة و لم يوقظه *** إلى أن كان شخصه منحيا

فدعا ربه فأنجزه الميعاد *** من كان وعده مأتيا

قال هذا أخي بحاجة ربي *** لم يزل شطر يومه مغشيا

فاردد الشمس كي يصلي في *** الوقت فعاد العشي بعد مضيا

الحميري :

ردت عليه الشمس لما فاته *** وقت الصلاة و قد دنت للمغرب

‏حتى تبلج نورها في أفقها *** للعصر ثم هوت هوى الكوكب‏

و عليه قدرت ببابل مرة *** أخرى و ما ردت لخلق معرب

[318]

إلا ليوشع أو له من بعده *** و لردها تأويل أمر معجب

و له :

فلما قضى وحي النبي دعا له *** و لم يك صلى العصر و الشمس تنزع

‏فردت عليه الشمس بعد غروبها *** فصار لها في أول الليل مطلع

و له أيضا :

علي عليه ردت الشمس مرة *** بطيبة يوم الوحي بعد مغيب

‏و ردت له أخرى ببابل بعد ما *** أفت و تدلت عينها لغروب

ابن حماد :

قرن الإله ولاءه بولائه *** لما تزكى و هو حان يركع

‏سماه رب العرش نفس محمد *** يوم البهال و ذاك ما لا يدفع

‏فالشمس قد ردت عليه بخيبر *** و قد ابتدت زهر الكواكب تطلع

‏و ببابل ردت عليه و لم يكن *** و الله خير من علي يوشع

علي بن أحمد :

و غدير خم ليس ينكر فضله *** إلا زنيم فاجر كفار

من ذا عليه الشمس بعد مغيبها *** ردت ببابل نبئن يا حارو

عليه قد ردت ليوم المصطفى *** يوما و في هذا جرت أخبار

حاز الفضائل و المناقب كلها *** أنى يحيط بمدحه الأشعار

و أما بعد وفاته (عليه السلام) .

ما روى جويرية بن مسهر و أبو رافع و الحسين بن علي (عليه السلام) : أن أمير المؤمنين لما عبر الفرات ببابل صلى بنفسه في طائفة معه العصر ثم لم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس و فات صلاة العصر من الجمهور فتكلموا في ذلك .

فسأل الله تعالى رد الشمس عليه , فردها عليه ; فكانت في الأفق .

فلما سلم القوم غابت , فسمع لها وجيب شديد هال الناس ذلك و أكثروا التهليل و التسبيح و التكبير .

و مسجد الشمس بالصاعدية من أرض بابل شائع ذائع .

و عن ابن عباس بطرق كثيرة : أنه لم ترد الشمس

[319]

إلا لسليمان وصي داود و ليوشع وصي موسى و لعلي بن أبي طالب وصي محمد صلوات الله عليهم أجمعين .

قدامة السعدي :

رد الوصي لنا الشمس التي غربت *** حتى قضينا صلاة العصر في مهل

‏لا أنسه حين يدعوها فتتبعه *** طوعا بتلبية ها ها على عجل

‏فتلك آيته فينا و حجته فهل *** له في جميع الناس من مثل

‏أقسمت لا أبتغي يوما به بدلا *** و هل يكون لنور الله من بدل

‏حسبي أبو حسن مولى أدين به *** و من به دان رسل الله في الأول

العوني :

و لا تنس يوم الشمس إذ رجعت له *** بمنتشر وادي من النور ممتع

‏فذلك بالصهبا و قد رجعت له *** ببابل أيضا رجعة المتطوع

ابن حماد :

و ردت لك الشمس في بابل *** فساميت يوشع لما سمى

‏و يعقوب ما كان أسباطه *** كنجليك سبطي نبي الهدى

السروجي :

و الشمس لم تعدل بيوم بابل *** و لا تعدت أمره حين أمر

جاءت صلاة العصر و الحرب على *** ساق فأومى نحوها رد النظر

فلم تزل واقفة حتى قضى صلاته *** ثم هوت نحو المقر

و لغيره :

من لم ترد الشمس بعد نبيه *** إلا له بعد الحجاب المسدل

‏و ببابل و القوم فرض دونه *** يتقارعون على ورود المنهل

‏لله معجزة أتت لوليه بين *** الملأ بعد النبي المرسل

فأما طعن الملاحدة أن ذلك يبطل الحساب و الحركات فيجاب : بأن الله تعالى ردها و رد معها الفلك فلا يختلف الحساب و الحركات أو يقول بردها ثم يحدث فيها من السير

[320]

ما يظهر و تلحق بموضعها و لا يظهر على الفلك و ذلك يبني على حدوث العالم و إثبات المحدث .

و أما اعتراض ابن فورك في كتاب الفصول من تعليق الأصول أنه لو كان ذلك صحيحا لرآه جميع الناس في جميع الأقطار فالانفصال منه بما أجيب عنه من اعترض على انشقاق القمر للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

الرضي :

ردت عليه الشمس يحدث ضوئها *** صبحا على بعد من الإصباح

‏من قاس ذا شرف به فكأنما *** وزن الجبال القود بالأشياح

ابن الحجاج :

سيدي الذي رجعت له *** شمس النهار كما أمر

و دعا فطار به البساط *** كما روينا في الخبر

ابن حماد :

يا إماما ما له إلا *** رسول الله شكل

‏لم يزل شأنك عند *** الله يعلو و يجل

‏و عليك الشمس ردت *** و دجى الليل مطل

و له :

ردت له الشمس و هو شأن *** لو علم الناس أي شأن

كشاجم :

و من رد خالقنا شمسه عليه *** و قد جنحت للطفل

‏و لو لم تعد كان في رأيه *** و في وجهه من سناها بدل

الجماني :

أين الذي ردت عليه *** الشمس في يوم الحجاب

‏و أين القسيم النار *** في يوم المواقف و الحساب

‏مولاهم يوم الغدير *** برغم مرتاب و آب

[321]

الصنوبري :

ردت له الشمس في أفلاكها فقضى *** صلاته غير ما ساه و لا وان

العوني :

ذاك الذي رجعت شمس النهار له *** بعد الأفول كان الشمس لم تغب

و له :

إمامي كليم الشمس بعد غروبها *** فردت له من بعد ما غربت عصرا

و له :

إني أنا عبد لمن ردت له شمس *** الضحى عند الغروب فانحرف

‏ردت له حتى أقام فريضة للظهر *** صلى و الضياء لم ينكشف

الصاحب :

كان النبي مدينة العلم التي *** حوت الكمال و كنت أفضل باب

‏ردت عليك الشمس و هي فضيلة *** ظهرت فلم تستر بكف نقاب

و له :

أول الناس صلاة *** جعل التقوى جلاها

ردت الشمس عليه *** بعد ما غاب سناها

الأصفهاني :

أمن عليه الشمس ردت بعد ما *** كسي الظلام معاطف الجدران

‏حتى قضى ما فات من صلواته *** في دبر يوم مشرق ضحيان

‏و الناس من عجب رأوه و عاينوا *** يترجحون ترجح السكران

‏ثم انثنت لمغيبها منحطه كالسهم *** طار بريشه الظهران

الحميري :

أم من عليه الشمس كرت بعد ما *** غربت و ألبسها الظلام شعارا

حتى تلاقى العصر في أوقاتها *** و الله آثره بها إيثارا

تمت توارت بالحجاب حثيثة *** جعل الإله لسيرها مقدارا

[322]

أبو الفضل الإسكافي :

من ذا له شمس النهار تراجعت *** بعد الأفول و قد تقضي المطلع

‏حتى إذا صلى الصلاة لوقتها *** أفلت و نجم عشا الأخيرة تطلع

‏في دون ذلك للأنام كفاية من *** فضله و لذي البصيرة مقنع

ابن رزيك :

من ردت الشمس من بعد المغيب له *** فأدرك الفضل و الأملاك تشهده

ابن الرومي :

و له عجائب يوم سار بجيشه *** يبغي لقصد النهروان المخرجا

ردت عليه الشمس بعد غروبها *** بيضاء تلمع و قده و تأججا

غيره :

من له آخى النبي المصطفى *** يوم خم بالوفا دون الأهال

‏و له معجزة مشهورة حين *** رد الشمس من بعد الزوال

آخر :

لا و من أمري و نهيي *** و حيائي في يديه

‏لا تواليت سوى من *** ردت الشمس عليه

محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر قال : كلمت الشمس علي بن أبي طالب سبع مرات :

فأول مرة قالت له : يا إمام المسلمين اشفع لي إلى ربي أن لا يعذبني .

و الثانية قالت له : مرني أحرق مبغضيك فإني أعرفهم بسيماهم .

و الثالثة , ببابل : و قد فاتته العصر فكلمها و قال لها ارجعي إلى موضعك فأجابته بالتلبية .

و الرابعة قال : يا أيتها الشمس هل تعرفين لي خطيئة ?

قالت : و عزة ربي لو خلق الله الخلق مثلك لم يخلق النار .

و الخامسة : فإنهم اختلفوا في الصلاة في خلافة أبي بكر فخالفوا عليا , فتكلمت الشمس ظاهرة , فقالت : الحق له , و بيده , و معه , سمعته قريش و من حضره .

و السادسة : حين دعاها , فاتته بسطل من ماء الحياة فتوضأ للصلاة , فقال لها : من أنت ?

فقالت : أنا الشمس المضيئة .

و السابعة عند وفاته : حين جاءت و سلمت عليه و عهد إليها و عهدت إليه .

و حدثني ابن شيرويه الديلمي و عبدوس الهمداني و الخطيب الخوارزمي من

[323]

كتبهم و أجازني جدي الكيا شهرآشوب و محمد الفتال من كتب أصحابنا نحو ابن قولويه و الكشي و العبدكي عن سلمان و أبي ذر و ابن عباس و علي بن أبي طالب إنه :
لما فتح مكة و انتهيا إلى هوازن .

قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : قم يا علي و انظر كرامتك على الله , كلم الشمس إذا طلعت .

فقام علي , فقال : السلام عليك أيتها العبد الدائب في طاعة الله ربه .

فأجابته الشمس , و هي تقول : و عليك السلام يا أخا رسول الله و وصيه و حجة الله على خلقه .

فانكب علي ساجدا شكرا لله تعالى .

فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقيمه و يمسح وجهه , و قال : قم يا حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك و باهى الله بك حملة عرشه .

ثم قال : الحمد لله الذي فضلني على سائر الأنبياء و أيدني بوصيي سيد الأوصياء , ثم قرأ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً الآية .

الناشئ :

مكلم الشمس بما قال لها رب السما *** تسمع منه الكلما و هي له تقاول

العوني :

إمامي كليم الشمس راجع نورها *** فهل لكليم الشمس في القوم من مثل

ابن حماد :

فرد حين أظلمت *** شمس الضحى و سلمت

‏ عليه إذ تكلمت *** بكل ما يجلو الغشا

و له :

و رجعت الشمس حين تكلمت *** و أبدت من أسماء الإمام حامها

و له :

من كلمته الشمس لما سلمت *** جهرا عليه و كل شي‏ء يسمع

‏يا أولا يا آخرا يا ظاهرا *** يا باطنا في الحجب سرا مودع

ابن هانئ المغربي :

و الشمس حاسرة القناع و ودها *** لو تستطيع الأرض التقبيلا

[324]

و على أمير المؤمنين غمامة *** نشأت تظلل تاجه تظليلا

و مديرها من حيث شاء طالما *** زاحت تحت ظلاله جبريلا

و منه ما تضمن كلمة ابن حماد :

روي عن ميثم التمار في مسنده الأكبر:
بأن الشمس لم تطلع *** لنا عشرا و لم تظهر

فجئنا نسأل المرسل *** ما للشمس لم تظهر

فقال المصطفى أخبر *** كم يا أيها المعشر

علي كان بالعتب *** على فاطم مستشعر

فغابت عنكم الشمس *** رضاء للفتى حيدر

فلما أن رضي عادت *** و لو لم يرض لم تظهر

و أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر : ففزع إلى علي (عليه السلام) أصحابه .

فقعد علي على تلعة , و قال : كأنكم قد هالكم و حرك شفتيه و ضرب الأرض بيده , ثم قال : ما لك , اسكني .

فسكنت , ثم قال : أنا الرجل الذي قال الله تعالى إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ الآيات , فأنا الإنسان الذي أقول لها ما لك يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إياي تحدث .

و في خبر آخر : أنه قال لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه لأجابتني و لكنها ليست بتلك .

و في رواية سعيد بن المسيب و عباية بن ربعي : أن عليا (عليه السلام) ضرب الأرض برجله فتحركت , فقال : اسكني فلم يأن لكي .

ثم قرأ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها .

شكا أبو هريرة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) شوق أولاده : فأمره (عليه السلام) بغض الطرف فلما فتحا كان في المدينة في داره فجلس فيها هنيئة فنظر إلى علي في سطحه و هو يقول هلم ننصرف و غض طرفه فوجد نفسه في الكوفة فاستعجب أبو هريرة .

فقال أمير المؤمنين : إن آصف أورد تختا من مسافة شهرين بمقدار طرفة عين إلى سليمان و أنا وصي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

و روي عن الصادق عن أبيه (عليه السلام) ,قال : عرض لعلي بن أبي طالب خصومة فجلس في

[325]

أصل جدار .

فقال رجل : يا أمير المؤمنين الجدار يقع .

فقال له علي : امض كفى الله حارسا .

فقضى بين الرجلين , و قام , و سقط الجدار .

و وجد (عليه السلام) مؤمنا لازمه منافق بالدين .

فقال : اللهم بحق محمد و آله الطاهرين لما قضيت عن عبدك هذا الدين .

ثم أمره بتناول حجر و مدر , فانقلبت له ذهبا أحمر فقضى دينه , و كان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم .

و روى جماعة عن خالد بن الوليد أنه قال : رأيت عليا يسرد حلقات درعه بيده و يصلحها .

فقلت : هذا كان لداود (عليه السلام) .

فقال : يا خالد بنا لان الله الحديد لداود , فكيف لنا .

صالح بن كيسان و ابن رومان رفعاه إلى جابر الأنصاري قال : جاء العباس إلى علي (عليه السلام) يطالبه بميراث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

فقال له : ما كان لرسول الله شي‏ء يورث إلا بغلته دلدل و سيفه ذو الفقار و درعه و عمامته السحاب و أنا أربى بك أن تطالب بما ليس لك .

فقال : لا بد من ذلك , و أنا أحق , عمه , و وارثه دون الناس كلهم .

فنهض أمير المؤمنين و معه الناس حتى دخل المسجد .

ثم أمر بإحضار الدرع و العمامة و السيف و البغلة .

فأحضر .

فقال للعباس : يا عم إن أطقت النهوض بشي‏ء منها فجميعه لك , فإن ميراث الأنبياء لأوصيائهم دون العالم و لأولادهم ; فإن لم تطق النهوض فلا حق لك فيه .

قال : نعم .

فألبسه أمير المؤمنين الدرع بيده , و ألقى إليه العمامة , و السيف , ثم قال انهض بالسيف و العمامة يا عم .

فلم يطق النهوض .

فأخذ منه , و قال له : انهض بالعمامة , فإنها آية من نبينا .

فأراد النهوض , فلم يقدر على ذلك .

و بقي متحيرا .

ثم قال له : يا عم و هذه البغلة بالباب , لي خاصة و لولدي , فإن أطقت النهوض لركوبها فاركبها .

فخرج و معه عدوي , فقال له يا عم رسول الله : خدعك علي فيما كنت فيه , فلا تخدع نفسك في البغلة , إذا وضعت رجلك في الركاب فاذكر الله و سم و اقرأ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا .

قال , فلما نظرت البغلة إليه مقبلا مع العباس , نفرت و صاحت صياحا ما سمعناه منها قط , فوقع العباس مغشيا عليه .

و اجتمع الناس و أمر بإمساكها فلم يقدر عليها .

ثم إن عليا (عليه السلام) دعا البغلة باسم ما سمعناه فجاءت خاضعة ذليلة , فوضع رجله في الركاب و وثب عليها فاستوى عليها راكبا .

فاستدعى أن يركبا الحسن و الحسين , فأمرهما بذلك .

ثم لبس علي الدرع و العمامة و السيف و ركبها و سار عليها إلى منزله , و هو يقول هذا من فضل

[326]

ربي , ليبلوني أ أشكر أنا و هما , أم تكفر أنت يا فلان .

الحميري :

رجل حوى إرث النبي محمد *** قسما له من منزل الأقسام

‏بوصية قضيت بها مخصوصة *** دون الأقارب من ذوي الأرحام

‏و لقد دعا العباس عند *** وفاته بقبولها فأصبح بالأعدام

‏فحبا الوصي بها فقام بحقها *** لما حباه بها على الأعمام

و له :

و قد ورث النبي رداه يوما *** و بردته و لائكة اللجام

و له :

وارث السيف و العمامة و الراية *** مطوية و ذات القيود

منه و البغلة التي كان عليها *** و الحرب يلقاه يوم الوقود

أبو جعفر الطوسي في الأمالي عن أبي محمد الفحام بالإسناد عن أبي مريم عن سلمان قال : كنا جلوسا عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل علي بن أبي طالب .

فناوله النبي حصاة , فلما استقرت الحصاة في كفه نطقت بـ : لا إله إلا الله محمد رسول الله رضيت بالله ربا و بمحمد نبيا و بعلي وليا .

فقال النبي من أصبح منكم راضيا بولاية علي فقد آمن خوف الله و عقابه .

العوني :

من صاحب المنديل و السطل و من *** في كفه سبح لله الحصى

ابن حماد :

من سبحت في كفه بيض الحصى *** ليكون ذاك لفضله تبيانا

من فيه أنزل هل أتى رب العلى *** و جزاه حور العين و الولدانا

ديك الجن :

أشنأ عليا و تفنيد الغلاة له *** و في غد يعرف الأفاك و الأشر

من ذا الذي كلمته البيد و الشجر *** و سلم الترب إذ ناداه و الحجر

[327]

حتى إذا أبصر الأحياء من بمن *** بربها آمنوا من بعدها كفروا

الحق أبلج و الأعلام واضحة *** لو آمنت أنفس الشانين أو نظروا

جابر بن عبد الله و حذيفة بن اليمان و عبد الله بن العباس و أبو هارون العبدي عن عبد الله بن عثمان و حمدان بن المعافي عن الرضا (عليه السلام) و محمد بن صدقه عن موسى بن جعفر (عليه السلام) , و لقد أنبأني أيضا ابن شيرويه الديلمي بإسناده إلى موسى بن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قالوا : كنا مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في طرقات المدينة إذ جعل خمسه في خمس أمير المؤمنين فو الله ما رأينا خمسين أحسن منهما , إذ مررنا على نخل المدينة فصاحت نخلة أختها هذا محمد المصطفى و هذا علي المرتضى ,فاجتزناهما .

فصاحت ثانية بثالثة هذا نوح النبي و هذا إبراهيم الخليل , فاجتزناهما .

فصاحت ثالثة برابعة هذا موسى و أخوه هارون , فاجتزناهما .

فصاحت رابعة بخامسة هذا محمد سيد النبيين و هذا علي سيد الوصيين , فتبسم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .

ثم قال : يا علي سم نخل المدينة صيحانيا , فقد صاحت بفضلي و فضلك .

و روي أنه : كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلى .

ابن حماد ;

فتكلم النخل الذي في وسطه *** بفصاحة تتعجب الثقلان

‏من نخلة قالت هناك لأختها *** هذان أكرم من مشى هذان

back page fehrest page next page