back page fehrest page next page

و في الخبر المسند : أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين .

و في الخبر للحسين (عليه السلام) : أنت السيد و ابن السيد و أخو السيد .

و في الحساب : سيد النجباء جمال الأئمة اتفقا في مائة و إحدى و ستين و هكذا قولهم جمال النجباء سيد الأئمة استويا في العدد و إذا قلت سيد النجباء جمال الأئمة يكون وزنه السيد علي بن أبي طالب و كذلك إذا قلت جمال النجباء سيد الأئمة .

[14]

الصاحب :

سيد الناس حيدرة *** هذه حين تذكره

‏لعن الله كل من *** رد هذا و أنكره

‏هو غيض لناصبيه *** و هو حتف لمخبره

و له :

أيا ابن عم رسول الله أفضل من *** ساد الأنام و ساس الهاشميينا

أنت الإمام و منظور الأنام فمن *** يرد ما قلته يقمع براهينا

و له :

حب علي علو همة *** لأنه سيد الأئمة

فصل :

الأمة على قولين في معنى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ .

أحدها : أنها في أئمتنا (عليهم السلام) .

و الثاني : أنها في أمراء السرايا ; و إذا بطل أحد الأمرين ثبت الآخر و إلا خرج الحق عن الأمة .

و الذي يدل على أنها في أئمتنا (عليهم السلام) : أن ظاهرها يقتضي عموم طاعة أولي الأمر , من حيث عطفه تعالى الأمر بطاعتهم على الأمر بطاعته و طاعة رسوله , و من حيث أطلق الأمر بطاعتهم و لم يخص شيئا من شي‏ء لأنه سبحانه لو أراد خاصا لبينه ; و في فقد البيان منه تعالى , دليل على إرادة الكل ; و إذا ثبت ذلك ثبتت إمامتهم .

لأنه لا أحد تجب طاعته على ذلك الوجه بعد النبي إلا الإمام .

و إذا اقتضت وجوب طاعة أولي الأمر على العموم , لم يكن بد من عصمتهم ; و إلا أدى إلى أن يكون تعالى قد أمر بالقبيح , لأن من ليس بمعصوم لا يؤمن منه وقوع القبيح .

فإذا وقع , كان الاقتداء به قبيحا .

و إذا ثبت دلالة الآية على العصمة و عموم الطاعة , بطل توجهها إلى أمراء السرايا , لارتفاع عصمتهم و اختصاص طاعتهم .

و قال بعضهم : هم علماء أمة العامة ; و هم مختلفون , و في طاعة بعضهم عصيان بعض , و إذا أطاع المؤمن بعضهم عصى الآخر , و الله تعالى لا يأمر بذلك .

ثم إن الله تعالى وصف أولي الأمر بصفة تدل على العلم و الإمرة جميعا , قوله تعالى وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ

[15]

أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
فرد الأمر إلى الخوف للأمراء , و الاستنباط للعلماء ; و لا يجتمعان إلا لأمير عالم .

الشعبي قال ابن عباس : هم أمراء السرايا و علي أولهم .

و سأل الحسن بن صالح بن حي جعفر الصادق (عليه السلام) عن ذلك فقال : الأئمة من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

تفسير مجاهد : إنما نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) حين خلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة , فقال : يا رسول الله أ تخلفني بين النساء و الصبيان ?

فقال : يا علي أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ .

فقال : بلى و الله وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ .

قال : علي بن أبي طالب (عليه السلام) ; ولاة الله أمر الأمة بعد محمد حين خلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالمدينة , فأمر الله العباد بطاعته و ترك خلافه .

و في إبانة الفلكي : أنها نزلت لما شكا أبو بردة من علي (عليه السلام) ... الخبر .

الحميري :

أ و ليس قد فرضت علينا طاعة *** لأولي الأمور فهل لها تأويل

‏ما كان خبرنا بذاك محمد *** خبرا له في المسندات أصول

‏إن الخليفة بعده هذا الذي *** فيها عليه من الخطاب يحيل

و له :

و قال الله في القرآن قولا *** يرد عليكم ما تدعونا

أطيعوا الله رب الناس ربا *** و أحمد و الأولي المتأمرينا

فذلكم أبو حسن علي *** و سبطاه الولاة الفاضلونا

و تنحل ابن الجهم هذا المعنى للمتوكل فقال :

كفاكم بأن الله فوض أمره إليكم *** و أوحى أن أطيعوا أولي الأمر

و لم يسأل الناس النبي محمد *** سوى ود ذي القربى القريبة من أجر

و لا يقبل الإيمان إلا بحبكم *** و هل يقبل الله الصلاة بلا طهر

[16]

و أما الخبر : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ; فقد أخرجه الشيخان في صحيحهما .

و النطنزي في الخصائص أنه : سئل رجل شافعي عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال , قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة .

و صنف أحمد بن محمد بن سعد كتابا في طرقه قد تلقته الأمة بالقبول إجماعا : و قد قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) ذلك مرارا منها لما خلفه في غزاة تبوك على المدينة و الحرم فريدا لأن تبوك بعيدة منها فلم يأمن أن يصيروا إليها و إنه قد علم أنه لا يكون هناك قتال و خرج في جيش أربعين ألف رجل و خلف جيشا و هو علي وحده و قد قال الله تعالى في غيره رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ ... الآية . فما ظنك بالمدينة ليس فيها إلا منافق أو امرأة .

قال أبو سعيد الخدري : فلما وصل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى الجرف أتاه علي (عليه السلام) , فقال : يا نبي الله , زعم المنافقون أنك إنما خلفتني استثقلتني و تخففت مني .

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : كذبوا , إنما خلفتك لما وراي , فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك ; أ فلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى , إلا أنه لا نبي بعدي .

فرجع علي (عليه السلام) .

و في روايات كثيرة إلا أنه لا نبي بعدي , و لو كان لكنته رواه الخطيب في التأريخ و عبد الملك العكبري في الفضائل و أبو بكر بن مالك و ابن الثلاج و علي بن الجعد في أحاديثهم و ابن فياض في شرح الأخبار عن عماد بن مالك عن سعيد عن أبيه .

و وجه الدليل من هذا الخبر : أن هارون لما كان تاليا لموسى في رتبة الفضل فكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) يجب أن يتلو النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الفضل إلا ما استثناه من رتبة النبوة فيجب القطع على أنه أفضل الصحابة .

ثم أنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) أوجب لأمير المؤمنين جميع منازل هارون من موسى إلا النبوة و ما علم انتفاؤه من الإخوة ; و لا شبهة أن من جملة منازله منه أنه كان خليفة له على قومه , و مفترض الطاعة عليهم , و مستحقا لمقامه من بعده فيهم ; و في هذا ثبوت إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) و ثبوت عصمته , لأن إيجاب طاعته على الإطلاق يقتضي أنه لا يقع منه القبيح و دخول الاستثناء في الخبر يبطل حمل المخالف له على منزلة واحدة و هو استخلافه له على المدينة ; لأن من حقه أن يخرج من الكلام ما لولاه لدخل تحته فيجب تناوله لجملة يصح أن يخرج الاستثناء بعضها و لأن الحال التي فيها ينفى المستثنى

[17]

فيها يجب أن يثبت المستثنى منه لوجوب المطابقة بينهما , و إذا نفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالاستثناء النبوة بعد وفاته وجب أن يكون ما عداها ثابتا في تلك الحال , و على هذا كأنه قال : أنت مني بعد وفاتي بمنزلة هارون من موسى في حياته .

و إذا ثبت ذلك لم يجز حمل الخبر على ما ادعوه أن ذلك يختص بحال الحياة .

ثم إنه يوجب الاستثناء أنه لو كان بعدي نبي لكان علي , و إذا كان لم يجز بعده نبي يكون أخوه و وزيره و خليفته لقوله تعالى وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي و لقوله اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي و من خصه محمد بمنزلة هارون تنزه أن يختلج في تقديمه الظنون .

و في كاملة , ديك الجن :

إن النبي لم يزل يقول *** و الخير ما فاه به الرسول

‏إنك مني يا علي و يا *** أخي بحيث من موسى و هارون النبي

‏لكنه ليس نبي بعدي *** فأنت خير العالمين عندي

شاعر :

و كان لأحمد الهادي وزيرا *** كما هارون كان وزير موسى

‏و كان له أخ و أمين غيب *** على الوحي المنزل حين يوحى

‏وصي محمد و أبو بنيه *** و أول ساجد لله صلى

ابن علوية :

رحل النبي إلى تبوك و إنه *** لمخلف عنه بأمر الماني

‏حذرا على أموالها و ضعافها *** و كرائم النسوان و الصبيان‏

من ماكرين منافقين تخلفوا *** فتنوا إلى أهليه صرف عنان

‏و لكاشحيه عداوة في تركه *** خوض بلا مرض و لا نسيان

‏فأتى النبي مبادرا و فؤاده *** متخلع من لاعج الرجفان

‏لم يا أمين الله أنت مخلفي *** عنها و لست عن الجهاد بوان

[18]

أ و لم تجدني ذا بلاء في الوغى *** حسن بحيث تناطح الكبشان

‏قال النبي له فداك أحبتي *** لم تؤث من سأم و لا استرزان

‏بأبي أبا حسن أ ما ترضى بأن *** بوئت أكرم منزل و مكان

‏أصبحت مني يا علي كمثل ما *** هارون أصبح من فتى عمران

‏إلا النبوة إنها محظورة *** من أن تصير أخي في إنسان

ابن مكي :

أ لم تعلموا أن النبي محمدا *** بحيدرة أوصى و لم يسكن الرمسا

و قال لهم و القوم في خم حصرا *** و يتلو الذي فيه و قد همسوا همسا

علي كزرى من قميصي و إنه نصيري *** و مني مثل هارون من موسى

الزاهي :

غداة دعاه المصطفى و هو مزمع *** لقصد تبوك و هو للسير مضمر

فقال أقم دوني بطيبة و اعلمن *** بأنك للفجار بالحق مبهر

فلما مضى الطهر النبي تظاهرت *** عليه رجال بالمقال و أجهروا

فقالوا علي قد قلاه محمد و *** ذاك من الأرجاء إفك و منكر

فألفيته دون المعرس فانثنى *** و قالوا علي قد أتاك يكفر

فعلاك خير الخلق من فوق شاهق *** و ذاك من الله العلي مقدر

فقال رسول الله هذا إمامكم *** له الله ناجى أيها المتحير

الناشي :

فلا سيما حين واخيته *** و قد سار بالجيش يبغي تبوكا

فقال أناس قلاه النبي *** فصرت إلى الطهر إذ أخفضوكا

فقال النبي جوابا لما *** تؤدي إلى سمعه لفظ فيكا

أ لم ترض أنا على رغمهم *** كموسى و هارون إذا واقفوكا

[19]

و لو كان بعدي نبيا كما *** جعلت الوزير جعلت الشريكا

و لكنني خاتم المرسلين *** و أنت الخليفة إن طاوعوكا

ابن حماد :

نص النبي على الهادي أبي الحسن *** نصا على صدقه أجمعت أنت معي

‏في قوله لك مني اليوم منزلة *** كانت لهارون من موسى فلا ترع

‏و إنما قال هذا حين خلفه *** على المدينة إن أنصفت فاقتنع

العوني :

هذا أخي مولاكم و إمامكم *** و هو الخليفة إن لقيت حماما

مني كما هارون من موسى فلا *** تألوا لحق إمامكم إعظاما

إن كان هارون النبي لقومه *** ما غاب موسى سيدا و إماما

فهو الخليفة و الإمام و خير *** من أمضى القضاء و خفف الأقلاما

و له :

أ ما رويت يا بعيد الذهن *** ما قاله أحمد كالمهني

‏أنت كهارون لموسى مني *** إذ قال موسى لأخيه اخلفني

‏فاسألهم لم خالفوا الوصيا

محمد بن نصر بن هشام :

إن عليا لم يزل محنة *** لرابح الدين و مغبون

‏أنزله في نفسه المصطفى *** منزلة لم تك بالدون

‏صيره هارون في قومه *** لعاجل الدين و للدين

‏فارجع إلى الأعراف حتى ترى *** ما صنع القوم بهارون

الرئيس أبو يحيى بن الوزير أبو القاسم المغربي :

هل في رسول الله من أسوة *** لم يقتد القوم بما سن فيه

‏أخوك هل خولفت فيه كما *** خالف موسى قومه في أخيه

[20]

الجماني :

و أنزله منه على رغمة العدى *** كهارون من موسى على قدم الدهر

فمن كان في أصحاب موسى و قومه *** كهارون لا زلتم على زلل الكفر

ابن الأطيس :

من قال فيه المصطفى معلنا *** أنت لدى الحوض لدى الحشر

أنت أخي أنت وصيي كما *** هارون من موسى في الأمر

منصور النمري :

رضيت حكمك لا أبغي به بدلا *** لأن حكمك بالتوفيق مقرون

‏آل الرسول خيار الناس كلهم *** و خير آل رسول الله هارون

أبان اللاحقي :

أشهد أن لا إله إلا *** الخالق الرازق الكبير

محمد عبده رسول جاء *** بحق عليه نور

و إن هارون مرتضانا في *** العلم ما إن له نظير

الصاحب :

و صيره هارون بين قومه *** كهارون موسى فابحثوا و تبدلوا

و له :

حاله حالة هارون *** لموسى فافهماها

زيد بن علي (عليه السلام) :

و من شرف الأقوام يوما ترابه *** فإن عليا شرفته المناقب

‏و قول رسول الله و الحق قوله *** و إن رغمت منه أنوف كواذب

‏بأنك مني يا علي معالنا كهارون *** من موسى أخ لي و صاحب

الصنوبري :

أ ليس من حل منه في أخوته محل *** هارون من موسى بن عمران

فصل في قصة يوم الغدير :

الحمد لله الذي أمال عنا عنان البلاء فأحسن إمالته الرحمن الذي أزال عنا

[21]

الأذى فأتم إزالته الرحيم الذي أقال لنا الذنب فأحسن إقالته رجى العبيد و خوفهم فأظهر جماله و جلالته و أرسل النبي فأوضح لنا دلالته أمره بالدعوة و تكفل له بالعصمة فأحسن كفالته و قال يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ .

الواحدي في أسباب نزول القرآن بإسناده عن الأعمش و أبي الحجاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري و أبو بكر الشيرازي في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإسناد عن ابن عباس و المرزباني في كتابه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يوم غدير خم في علي بن أبي طالب .

تفسير ابن جريح و عطاء و الثوري و الثعلبي : أنها نزلت في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

إبراهيم الثقفي بإسناده عن الخدري و بريدة الأسلمي و محمد بن علي : أنها نزلت يوم الغدير في علي (عليه السلام) .

تفسير الثعالبي قال جعفر بن محمد : معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .

و عنه بإسناده عن الكلبي : نزلت أن يبلغ فيه فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه .

فقوله يا أَيُّهَا الرَّسُولُ فيه خمسة أشياء كرامة و أمر و حكاية و عزل و عصمة أمر الله نبيه أن ينصب عليا إماما فتوقف فيه لكراهته تكذيب القوم فنزلت فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ ... الآية فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن يسلموا على علي بالإمرة ثم نزل بعد أيام يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ .

و جاء في تفسير قوله تعالى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى ليلة المعراج في علي فلما دخل وقته قال بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ و ما أوحى أي بلغ ما أنزل إليك في علي (عليه السلام) ليلة المعراج .

المرتضى :

لله در اليوم ما أشرفا *** و در ما كان به أعرفا

ساق إلينا فيه رب العلى *** ما أمرض الأعداء أو أتلفا

و خص بالأمر عليا و إن *** بدل من بدل أو حرفا

إن كان قولا كافيا فالذي *** قال بخم وحده قد كفى

[22]

قيل له بلغ فإن لم يكن ***مبلغا عن ربه ما وفى

الزاهي :

من قال أحمد في يوم الغدير له *** بالنقل في خبر بالصدق مأثور

قم يا علي فكن بعدي لهم علما *** و اسعد بمنقلب في البعث محبور

مولاهم أنت و الموفي بأمرهم *** نص بوحي على الأفهام مسطور

و ذاك أن إله العرش قال له *** بلغ و كن عند أمري خير مأمور

فإن عصيت و لم تفعل فإنك ما *** بلغت أمري و لم تصدع بتذكيري

المحبرة :

قال النبي له بشرح ولاية *** نزل الكتاب بها من الديان

‏إذ قال بلغ ما أمرت به *** و ثق منهم بعصمة كالئ حنان‏

فدعا الصلاة جماعة و أقامه *** علما بفضل مقالة و بيان‏

نادى أ لست وليكم قالوا بلى *** حقا فقال فذا الولي الثاني‏

فدعا له و لمن أجاب بنصره *** و دعا الإله على ذوي الخذلان

ابن حماد :

و قيل له بلغ من الله عزمة *** فقام عشاء و الضحى قد تصعدا

بكف علي رافعا آخذا بها *** يدل لهم أكرم بها من يد يدا

فنادى بما نادى به من ولائه *** على كل من صلى و صام و وحدا

و له :

و قال لأحمد بلغ قريشا *** أكن لك عاصما أن تستكينا

فإن لم تبلغ الأنباء عني *** فما أنت المبلغ و الأمينا

فأبرز كفه للناس حتى *** تبينها جميع الحاضرينا

فأكرم بالذي رفعت يداه *** و أكرم بالذي رفع اليمينا

فقال لهم و كل القوم مصغ *** لمنطقه و كل يسمعونا

إلا هذا أخي و وصيي حقا *** و موفي العهد و القاضي الديونا

[23]

ألا من كنت مولاه فهذا *** له مولى فكونوا قابلينا

تولى الله من والى عليا *** و عادى مبغضيه الشانئينا

فإن لم تحفظوا الميثاق بعدي *** و تدعوه رجعتم كافرينا

الباقر و الصادق (عليهما السلام) في قوله تعالى : أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ أ لم نعلمك من وصيك فجعلناه ناصرك و مذل عدوك الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ و أخرج منه سلالة الأنبياء الذين يهتدون وَ رَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ فلا أذكر إلا ذكرت معي فَإِذا فَرَغْتَ من دنياك فَانْصَبْ عليا للولاية تهتدي به الفرقة .

عبد السلام بن صالح عن الرضا (عليه السلام) : أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ يا محمد أ لم نجعل عليا وصيك وَ وَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ بقتل مقاتلة الكفار و أهل التأويل بعلي وَ رَفَعْنا لَكَ بذلك ذِكْرَكَ أي رفعنا مع ذكرك يا محمد له .

زينة أبي حاتم الرازي إن جعفر بن محمد قرأ : فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ قال فإذا فرغت من إكمال الشريعة فانصب لهم عليا إماما .

الحمد لله الذي كون الأشياء فخص من بينها تكوينكم الرحمن الذي أنزل عليه السكينة فضمن فيها تسكينكم لين قلوبكم بقبول معرفته فألطف تليينكم و لقنكم كلمة توحيده فأحسن تلقينكم و علم أذان الشهادة فأذن بلطفه تأذينكم و ملككم في دار الدين على سر الإسلام فأتم دينكم .

أبو سعيد الخدري و جابر الأنصاري قالا لما نزلت : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعدي رواه النطنزي في الخصائص .

العياشي عن الصادق (عليه السلام) : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ بإقامة حافظه وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي بولايتنا وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً أي تسليم النفس لأمرنا .

الباقر و الصادق (عليهما السلام) : نزلت هذه الآية يوم الغدير .

و قال يهودي لعمر : لو كان هذا اليوم فينا لاتخذناه عيدا .

فقال ابن عباس : و أي يوم أكمل من هذا العيد .

ابن عباس : إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) توفي بعد هذه الآية بإحدى و ثمانين يوما .

السدي :

[24]

لم ينزل الله بعد هذه الآية حلالا و لا حراما و حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في ذي الحجة و محرم و قبض .

و روي أنه : لما نزل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أمر الله تعالى أن ينادي بولاية علي فضاق النبي بذلك ذرعا لمعرفته بفساد قلوبهم فأنزل يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ثم أنزل اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ثم نزل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .

و في هذه الآية خمس بشارات : إكمال الدين ; و إتمام النعمة ; و رضى الرحمن ; و إهانة الشيطان ; و بأس الجاحدين ; قوله تعالى الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ و عيد المؤمنين .

في الخبر ... الغدير عيد الله الأكبر .

ابن عباس : اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد : الجمعة , و الغدير , و عيد اليهود , و النصارى , و المجوس , و لم يجتمع هذا فيما سمع قبله .

back page fehrest page next page