و في رواية الخدري : أنه كان يوم الخميس .
العودي :
أ ما قال إن اليوم أكملت دينكم *** و أتممت بالنعماء مني عليكم
و قال :
أطيعوا الله ثم رسوله تفوزوا *** و لا تعصوا أولي الأمر منكم
الطاهر :
عيد في يوم الغدير المسلم *** و أنكر العيد عليه المجرم
يا جاحدي الموضع و اليوم *** و ما فاه به المختار تبا لكم
فأنزل الله تعالى جده *** اليوم أكملت لكم دينكم
و اليوم أتممت عليكم نعمتي *** و إن من نصب الأنام المنعم
الحميري :
و من أكملتم الإيمان فارضوا *** عباد الله في الإسلام دينا
و قال و لا و ربك لا يفيئوا *** إليك و لا يكونوا مؤمنينا
و له :
بعد ما قام خطيبا معلنا *** يوم خم باجتماع المحفل
قال إن الله قد أخبرني *** في معاريض الكتاب المنزل
[25]
أنه أكمل دينا قيما *** بعلي بعد أن لم يكمل
و هو مولاكم فويل للذي *** يتولى غير مولاه الولي
و هو سيفي و لساني و يدي *** و نصيري أبدا لم يزل
و وصيي و صفيي و الذي *** حبه في الحشر خير العمل
نوره نوري و نوري نوره *** و هو بي متصل لم يفصل
و هو فيكم من مقامي بدل *** ويل لمن بدل عهد البدل
قائل :
أي عذر لأناس سمعوا *** من رسول الله ما قال بخم
قال قال الله في تنزيله *** إن دين الله في ذي اليوم تم
العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر و إنما وقع الخلاف في تأويله : ذكره محمد بن إسحاق و أحمد البلاذري و مسلم بن الحجاج و أبو نعيم الأصفهاني و أبو الحسن الدار قطني و أبو بكر بن مردويه و ابن شاهين و أبو بكر الباقلاني و أبو المعالي الجويني و أبو إسحاق الثعلبي و أبو سعيد الخركوشي و أبو المظفر السمعاني و أبو بكر بن شيبة و علي بن الجعد و شعبة و الأعمش و ابن عباس و ابن الثلاج و الشعبي و الزهري و الأقليشي و ابن البيع و ابن ماجة و ابن عبد ربه و الألكاني و أبو يعلى الموصلي من عدة طرق و أحمد بن حنبل من أربعين طريقا و ابن بطة من ثلاث و عشرين طريقا و ابن جرير الطبري من نيف و سبعين طريقا في كتاب الولاية و أبو العباس بن عقدة من مائة و خمس طرق و أبو بكر الجعاني من مائة و خمس و عشرين طريقا و قد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير ; و أحمد بن محمد بن سعد كتاب من روى غدير خم ; و مسعود الشجري كتابا فيه رواه هذا الخبر و طرقها ; و استخرج منصور اللاتي الرازي في كتابه أسماء رواتها على حروف المعجم .
و ذكر عن الصاحب الكافي أنه قال ; روى لنا قصة غدير خم : القاضي أبو بكر الجعاني عن أبي بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير و الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر و عباس بن عبد المطلب و عبد الله بن عباس و أبو ذر و
[26]
سلمان و عبد الله بن عباس و عبد الرحمن و أبو قتادة و زيد بن أرقم و جرير بن حميد و عدي بن حاتم و عبد الله بن أنيس و البراء بن عازب و أبو أيوب و أبو برزة الأسلمي و سهل بن حنيف و سمرة بن جندب و أبو الهيثم و عبد الله بن ثابت الأنصاري و سلمة بن الأكوع و الخدري و عقبة بن عامر و أبو رافع و كعب بن عجرة و حذيفة بن اليمان و أبو مسعود البدري و حذيفة بن أسيد و زيد بن ثابت و سعد بن عبادة و خزيمة بن ثابت و حباب بن عتبة و جندب بن سفيان و عمر بن أبي سلمة و قيس بن سعد و عبادة بن الصامت و أبو زينب و أبو ليلى و عبد الله بن ربيعة و أسامة بن زيد و سعد بن جنادة و خباب بن سمرة و يعلى بن مرة و ابن قدامة الأنصاري و ناجية بن عميرة و أبو كأهل و خالد بن الوليد و حسان بن ثابت و النعمان بن عجلان و أبو رفاعة و عمرو بن الحمق و عبد الله بن يعمر و مالك بن الحويرث و أبو الحمراء و ضمرة بن الحبيب و وحشي بن حرب و عروة بن أبي الجعد و عامر بن النميري و بشير بن عبد المنذر و رفاعة بن عبد المنذر و ثابت بن وديعة و عمرو بن حريث و قيس بن عاصم و عبد الأعلى بن عدي و عثمان بن حنيف و أبي بن كعب .
و من النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) و عائشة و أم سلمة و أم هاني و فاطمة بنت حمزة .
و قال صاحب الجمهرة في الخاء و الميم : خم : موضع نص النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيه على علي (عليه السلام) و ذكره عمرو بن أبي ربيعة في مفاخرته و ذكره حسان في شعره .
و في رواية عن الباقر (عليه السلام) قال : لما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يوم غدير خم بين ألف و ثلاثمائة رجل من كنت مولاه فعلي مولاه الخبر .
الصادق : نعطي حقوق الناس بشهادة شاهدين و ما أعطي أمير المؤمنين حقه بشهادة عشرة آلاف نفس يعني الغدير .
و الغدير : في وادي الأراك على عشرة فراسخ من المدينة و على أربعة أميال من الجحفة عند شجرات خمس دوحات عظام .
أنشد الكميت عند الباقر (عليه السلام) :
و يوم الدوح دوح غدير خم *** أبان له الولاية لو أطيعا
و لكن الرجال تبايعوها *** فلم أر مثلها خطرا منيعا
و لم أر مثل هذا اليوم يوما *** و لم أر مثله حقا أضيعا
[27]
فلم أقصد بهم لعنا و لكن *** أساء بذاك أولهم صنيعا
فصار لذاك أقربهم لعدل *** إلى جور و أقربهم مضيعا
أضاعوا أمر قائدهم فضلوا *** و أقربهم لدى الحدثان ريعا
تناسوا حقه فبغوا عليه بلا *** ترة و كان لهم قريعا
مهيار :
و أسألهم يوم خم بعد ما عقدوا *** له الولاية لم خانوا و لم خلعوا
قول صحيح و نيات بها دغل لا *** ينفع السيف صقل تحته طبع
إنكارهم بأمير المؤمنين لها *** بعد اعترافهم عادية ادرعوا
و نكثهم يك ميلا عن وصيته *** شرع لعمرك ثان بعده شرعوا
و المجمع عليه أن الثامن عشر من ذي الحجة كان يوم غدير خم .
فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مناديا فنادى الصلاة جامعة .
و قال : من أولى بكم من أنفسكم ?
قالوا : الله و رسوله .
فقال : اللهم اشهد ; ثم أخذ بيد علي , فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه , و انصر من نصره , و اخذل من خذله .
و يؤكد ذلك أنه استشهد به أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الدار حيث عدد فضائله .
فقال : أ فيكم من قال له رسول الله : من كنت مولاه فعلي مولاه ?
فقالوا : لا .
فاعترفوا بذلك و هم جمهور الصحابة .
و من خطبة للصاحب الجليل : ... الذي كفله صغيرا و رباه , و بالعلم و بالحكمة غذاه , و على كتفه رقاه , و ساهمه في المسجد و ساواه , و قام بالغدير و ناداه , و رفع ضبعه و أعلاه , و قال من كنت مولاه فعلي مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه .
و قال حسان بن ثابت :
يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخم و أسمع بالنبي مناديا
[28]
يقول فمن مولاكم و وليكم *** فقالوا و لم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا و أنت ولينا *** و لا تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني *** رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه *** فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه *** و كن للذي عادى عليا معاديا
قيس بن سعد :
قلت لما بغى العدو علينا *** حسبنا ربنا و نعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتق البصرة *** بالأمس و الحديث طويل
و علي إمامنا و إمام لسوانا *** أتى به التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه *** فهذا مولاه خطب جليل
إنما قاله النبي على الأمة *** حتما ما فيه قال و قيل
الصاحب :
و قالوا علي علا قلت لا *** فإن العلى بعلي علا
و لكن أقول كقول النبي *** و قد جمع الخلق كل الملا
ألا إن من كنت مولى له *** يوالي عليا و إلا فلا
أبو الفرج :
تجلى الهدى يوم الغدير على الشبه *** و برز إبريز البيان عن الشبه
و أكمل رب العرش للناس دينهم *** كما نزل القرآن فيه فأعربه
و قام رسول الله في الجمع جاذبا *** بضبع علي ذي التعالي من الشبه
و قال ألا من كنت مولى لنفسه *** فهذا له مولى فيا لك منقبة
ابن الرومي :
يا هند لم أعشق و مثلي لا يرى *** عشق النساء ديانة و تحرجا
لكن حبي للوصي مخيم في الصدر *** يسرج في الفؤاد تولجا
[29]
فهو السراج المستنير و من به *** سبب النجاة من العذاب لمن نجا
و إذا تركت له المحبة لم أجد *** يوم القيامة من ذنوبي مخرجا
قل لي أ أترك مستقيم طريقه *** جهلا و أتبع الطريق الأعوجا
و أراه كالتبر المصفى جوهرا *** و أرى سواه لناقديه مبهرجا
و محله من كل فضل بين عال *** محل الشمس أو بدر الدجى
قال النبي له مقالا لم يكن *** يوم الغدير لسامعيه بمجمجا
من كنت مولاه فذا مولى له *** مثلي و أصبح بالفخار متوجا
و كذاك إذ منع البتول جماعة *** خطبوا و أكرمه بها إذ زوجا
ابن حماد :
يوم الغدير لأشرف الأيام *** و أجلها قدرا على الإسلام
يوم أقام الله فيه إمامنا *** أعني الوصي إمام كل إمام
قال النبي بدوح خم رافعا *** كف الوصي يقول للأقوام
من كنت مولاه فذا مولى له *** بالوحي من ذي العزة العلام
هذا وزيري في الحياة عليكم *** فإذا قضيت فذا يقوم مقامي
يا رب والي من أقر له الولاء *** و أنزل بمن عاداه سوء حمام
أبو العلا :
علي إمامي بعد الرسول *** سيشفع في عرصة الحق لي
و لا أدعي لعلي سوى *** فضائل في العقل لم يشكل
و لا أدعي أنه مرسل *** و لكن إمام بنص جلي
و قول الرسول له إذ أتى *** له سيما الفاضل المفضل
ألا إن من كنت مولى له *** فمولاه من غير شك علي
القاضي التنوخي :
وزير النبي المصطفى و وصيه *** و مشبهه في شيمة و ضرائب
[30]
و من قال في يوم الغدير محمد *** و قد خاف من غدر العداة النواصب
أ ما أنني أولى بكم من نفوسكم *** فقالوا بلى ريب المريب الموارب
فقال لهم من كنت مولاه منكم *** فهذا أخي مولاه بعدي و صاحبي
أطيعوه طرا فهو مني بمنزل *** كهارون من موسى الكليم المخاطب
الأمير أبو فراس :
تبا لقوم بايعوا أهواءهم *** فيما يسوؤهم في غد عقباه
أ تراهم لم يسمعوا ما خصه *** منه النبي من المقال أتاه
إذ قال في يوم الغدير معالنا *** من كنت مولاه فذا مولاه
دعبل :
فقال ألا من كنت مولاه منكم *** فهذا له مولى ببعد وفاتي
أخي و وصيي و ابن عمي و وارثي *** و قاضي ديوني من جميع عداتي
الملك الصالح :
و يوم خم و قد قال النبي له *** بين الحضور و شالت عضده يده
من كنت مولى له هذا يكون له *** مولى أتاني به أمر يؤكده
من كان يخذله فالله يخذله *** أو كان يعضده فالله يعضده
بقراط النصراني :
أ ليس بخم قد أقام محمد *** عليا بإحضار الملأ و المواسم
فقال لهم من كنت مولاه منكم *** فمولاكم بعدي علي بن فاطم
فقال إلهي كن ولي وليه ***و عاد أعاديه على رغم راغم
الجوهري :
أ ما أخذت عليكم إذ نزلت بكم *** غدير خم عقودا بعد أيمان
و قد جذبت بضبعي خير من وطئ *** البطحا من مضر العليا و عدنان
و قلت و الله يأبى أن أقصر *** أو أعف الرسالة عن شرح و تبيان
[31]
هذا علي لمولى من بعثت له *** مولى و طابق سري فيه إعلاني
هذا ابن عمي و والي منبري و أخي *** و وارثي دون أصحابي و إخواني
هذا يحل إذا قايست من بدني *** محل هارون من موسى بن عمران
العوني :
إمامي له يوم الغدير أقامه *** نبي الهدى ما بين من أنكر أمرا
و قام خطيبا فيهم إذ أقامه *** و من بعد حمد الله قال لهم جهرا
ألا إن هذا المرتضى بعل فاطم *** علي الرضي صهري فأكرم به صهرا
و وارث علمي و الخليفة فيكم *** إلى الله من أعدائه كلهم أبرا
سمعتم أطعتم هل وعيتم مقالتي *** فقالوا جميعا ليس نعدو له أمرا
سمعنا أطعنا أيها المرتضى فكن *** على ثقة منا و قد حاولوا عذرا
و له :
من قال أحمد في يوم الغدير له *** من كنت مولاه من عجم و من عرب
فإن هذا له مولى و منذرها *** يا حبذا هو من مولى و يا بأبي
و من قصائد الحميري :
و قال هذا فيكم خليفتي *** و من عليه في الأمور المتكل
نحن كهاتين و أومى بإصبع *** من كفه عن كفه لم تنفصل
لا تبتغوا بالطهر بعدي بدلا *** فليس فيكم لعلي من بدل
يا رب والى من يوالي حيدرا *** و عاد من عاداه و اخذل من خذل
يا خالقي بلغت ما نزله *** إلي جبريل و عنه لم أحل
و له :
أ لم يسمعوا يوم الغدير مقالة *** يأمر خير الناس عودا و معتصر
يقول إلا هذا ابن عمي و وارثي *** و أول من صلى و أول من نصر
وليكم بعدي فوالوا وليه و كونوا *** لمن عادى عدوا لمن كفر
[32]
و له :
جحدوا ما قاله في صنوه *** يوم خم بين دوح منتظم
أيها الناس فمن كنت له *** واليا يوجب حقي في القدم
فعلي هو مولاه لمن *** كنت مولاه قضاء قد حتم
و له :
أحمد الخير بأعلى صوته *** قال قولا فيه لم يفتعل
إنما مولاكم بعدي إذا *** حان موتي و دنا مرتحلي
ابن عمي و وزيري فسقوا *** ماء صبر بنقيع الحنظل
قطبوا في وجهه و ائتمروا *** بينهم فيه بأمر معضل
و له أيضا :
منحت الهوى المحض مني الوصيا *** و لا أمنح الود إلا عليا
دعاني النبي عليه السلام إلى *** حبه فأحببت النبيا
فعاديت فيه و واليته *** و كنت لمولاه فيه وليا
أقام بخم بحيث الغدير *** فقال فأسمع صوتا نديا
ألا ذا إذا مت مولاكم *** فأفهمه العرب و الأعجميا
و منها :
يوم قام النبي في ظل دوح *** و الورى في وديقة صيخود
رافعا كفه بيمنى يديه *** بائحا باسمه بصوت مديد
أيها المسلمون هذا خليلي *** و وزيري و وارثي و عضيدي
و ابن عمي ألا فمن كنت مولاه *** فهذا مولاه فارعوا عهودي
و علي مني بمنزلة هارون *** بن عمران من أخيه الودود
[33]
و منها :
يا بايع الدين بدنياه *** ليس بهذا أمر الله
فارجع إلى الله و ألق الهوى *** إن الهوى في النار مأواه
من أين أبغضت علي الرضي *** و أحمد قد كان يرضاه
جهدك أن تسلبه اليوم ما *** كان رسول الله أعطاه
من ذا الذي أحمد من بينهم *** يوم غدير الخم ناداه
أقامه من بين أصحابه *** و هم حواليه فسماه
هذا علي بن أبي طالب *** مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا العلى *** و عاد من قد كان عاداه
و منها :
فقام مأمورا و في كفه *** كف علي لهم تلمع
رافعها للناس أكرم بها *** كفا و بالكف التي ترفع
من كنت مولاه فهذا له مولى *** فلم يرضوا و لم يقنعوا
و منها :
به وصى النبي غداة خم *** جميع الناس لو حفظوا النبيا
و ناداهم أ لست لكم بمولى *** عباد الله فاستمعوا إليا
فمن ذا كنت مولاه فإني *** جعلت له أبا حسن وليا
فعادى الله من عاداه منكم *** و كان بمن تولاه حفيا
و منها :
يوم الغدير و كل القوم قد حضروا *** من كنت مولاه في سر و إجهار
هذا أخي و وصيي في الأمور و من *** يقوم فيكم مقامي عند تذكار
يا رب عاد الذي عاداه من بشر *** و أركسه في درك للخزي و العار
و منها :
إذ قال للناس من مولاكم قبلا *** يوم الغدير فقالوا أنت مولانا
[34]
أنت الرسول و نحن الشاهدون على *** أن قد نصحت و قد بينت تبيانا
هذا وليكم بعدي أمرت به *** حتما فكونوا له حزبا و أعوانا
هذا أبركم برا و أكثركم علما *** و أولكم بالله إيمانا
هذا له قربة مني و منزلة كانت *** لهارون من موسى بن عمرانا
و منها :
و قام محمد بغدير خم *** فنادى معلنا صوتا نديا
لمن وافاه من عرب و عجم *** و حفوا حول دوحته حنيا
ألا من كنت مولاه فهذا *** له مولى و كان به حفيا
إلهي عاد من عادى عليا *** و كن لوليه ربي وليا
و منها :
و بخم إذ قال الإله بعزمه *** قم يا محمد لا تقصر و اخطب
و انصب أبا حسن لقومك إنه *** هاد و ما بلغت إن لم تنصب
فدعاه ثم دعاهم فأقامه *** لهم فبين مصدق و مكذب
جعل الولاية بعده لمهذب *** ما كان يجعلها لغير مهذب
و منها :
لقد سمعوا مقالته بخم *** غداة يضمهم و هو الغدير
فمن أولى بكم منكم فقالوا *** مقالة واحد و هم الكثير
جميعا أنت مولانا و أولى *** بنا منا و أنت لنا نذير
فقال لهم علانية جهارا *** مقالة ناصح و هم حضور
فإن وليكم بعدي علي *** و مولاكم هو الهادي الوزير
وزيري في الحياة و عند موتي *** و من بعدي الخليفة و الأمير
فوالى الله من والاه منكم *** و قابله لدى الموت السرور
و عادى الله من عاداه منكم *** و حل به لدى الموت النشور
البشنوي :
و قد شهدوا عيد الغدير و أسمعوا *** مقال رسول الله من غير كتمان
[35]
أ لست بكم أولى من الناس كلهم *** فقالوا بلى يا أفضل الإنس و الجان
فقام خطيبا بين أعواد منبر و نادى بأعلى الصوت جهرا بإعلان
بحيدرة و القوم خرس أذلة *** قلوبهم ما بين خلف و عينان
فلبى مجيبا ثم أسرع مقبلا *** بوجه كمثل البدر في غصن البان
فلاقاه بالترحيب ثم ارتقى *** به إليه و صار الطهر للمصطفى ثان
و شال بعضديه و قال و قد صغى *** إلى القوم أقصى القوم تالله و الداني
علي أخي لا فرق بيني و بينه *** كهارون من موسى الكليم بن عمران
و وارث علمي و الخليفة في غد *** على أمتي بعدي إذا زرت جثماني
فيا رب من والى عليا فواله *** و دان مدانيه و لا تنصر الشاني
و له :
أ أترك مشهور الحديث و صدقه *** غداة بخم قام أحمد خاطبا
أ لست لكم مولى و مثلي وليكم *** علي فوالوه و قد قلت واجبا
شاعرة .
و في خم إذ شال النبي بضبعه *** بحضرة أصحاب له ذات كثرة
فمن كنت مولاه فهذا وليه *** فهل بعد هذا من بيان و شهرة
فضائل أحمد و أحاديث أبي بكر بن مالك و إبانة ابن بطة و كشف الثعلبي عن البراء قال : لما أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في حجة الوداع كنا بغدير خم .
فنادى إن الصلاة جامعة .
و كسح النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تحت شجرتين , فأخذ بيد علي , فقال : أ لست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ?
قالوا : بلى , يا رسول الله .
فقال : أ و لست أولى من كل مؤمن بنفسه ?
قالوا : بلى .
قال : هذا مولى من أنا مولاه , اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه .
فقال : فلقيه عمر بن الخطاب , فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب , أصبحت مولى كل مؤمن و مؤمنة .
أبو سعيد الخدري في خبر , ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا قوم هنئوني هنئوني , إن الله خصني بالنبوة و خص أهل بيتي بالإمامة .
فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (عليه السلام) , فقال : طوبى لك يا أبا الحسن , أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة .
[36]
الخركوشي في شرف المصطفى عن البراء بن عازب في خبر : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : اللهم وال من والاه , و عاد من عاداه .
فلقيه عمر بعد ذلك , فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة . ذكر أبو بكر الباقلاني في التمهيد متأولا له .
السمعاني في فضائل الصحابة بإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لعمر بن الخطاب إنك تصنع بعلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال إنه مولاي .
الحميري :
و قال محمد بغدير خم *** عن الرحمن ينطق باعتزام
يصيح و قد أشار إليه فيكم *** إشارة غير مصنع للكلام
ألا من كنت مولاه فهذا *** أخي مولاه فاستمعوا كلامي
فقام الشيخ يقدمهم إليه *** و قد حصدت يداه من الزحام
ينادي أنت مولاي و مولى *** الأنام فلم عصي مولى الأنام
و له :
فقلت أخذت عهدكم على ذا *** فكونوا للوصي مساعدينا
لقد أصبحت مولانا جميعا *** و لسنا عن ولائك راغبينا
و له أيضا :
قام النبي يوم خم خاطبا *** بجانب الدوحات أو حيالها
فقال من كنت له مولى فذا *** مولاه رب اشهد مرارا قالها
إن رجالا بايعته إنما *** بايعت الله فلم بدا لها
قالوا سمعنا و أطعنا أجمعا *** و أسرعوا بالألسن اثتقالها
و جاءه مشيخة يقدمهم *** شيخ يهني حبذا منالها
قال له بخ بخ من مثلك *** أصبحت مولى المؤمنين يا لها
العوني :
حتى لقد قال ابن خطاب له *** لما تفوض من هناك و قاما
[37]
أصبحت مولاي و مولى كل من *** صلى لرب العالمين و صاما
و قال :
نادى و لم يك كاذبا بخ بخ *** أبا حسن تريع الشيب و الشبان
أصبحت مولى المؤمنين جماعة *** مولى إناثهم مع الذكران
خطيب منيح :
و قال لهم رضيتم بي وليا *** فقالوا يا محمد قد رضينا
فقال وليكم بعدي علي *** و مولاكم فكونوا عارفينا
فقام لقوله عمر سريعا *** و قال له مقال الواصفينا
هنيئا يا علي أنت مولى *** علينا ما بقيت و ما بقينا
معاوية بن عمار عن الصادق (عليه السلام) في خبر : لما قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من كنت مولاه فعلي مولاه .