فرفع إلى رأسه , و قال (عليه السلام) : الله بعدي , و وصيي : صالح المؤمنين .
زيد بن علي عن أبيه (عليه السلام) : إن أبا ذر لقيه علي (عليه السلام) فقال أبو ذر أشهد لك بالولاء و الوخاء و الوصية و روى أبو بكر بن مردويه مثل ذلك عن سلمان و المقداد و عمار .
عكرمة عن ابن عباس : أن جبرئيل نظر إلى علي (عليه السلام) فقال هذا وصيك .
الأعمش عن عباية عن ابن عباس : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أتاه جبرئيل و عنده علي فقال هذا علي خير الوصيين .
النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : خلق الله تعالى مائة ألف نبي و أربعة و عشرين ألف نبي و أنا أكرمهم على الله و لا فخر ; و خلق الله عز و جل مائة ألف وصي و أربعة و عشرين ألف وصي , فعلي أكرمهم على الله .
المسعودي عن عمر بن زياد الباهلي عن شريك بن الفضيل بن سلمة عن أم هاني بنت أبي طالب قالت : قلت يا رسول الله إن ابن أمي يؤذيني , تعني عليا .
فقال النبي : إن عليا لا يؤذي مؤمنا , إن الله طبعه على خلقي ; يا أم هاني إنه أمير في الأرض و أمير في
[48]
السماء إن الله جعل لكل نبي وصيا , فشيث وصي آدم , و يوشع وصي موسى , و آصف وصي سليمان , و شمعون وصي عيسى , و علي وصيي , و هو خير الأوصياء في الدنيا و الآخرة , و أنا صاحب الشفاعة يوم القيامة , و أنا الداعي و هو المؤدي .
حلية أبو نعيم و ولاية الطبري : قال النبي يا أنس : يدخل عليك من هذا الباب ; أمير المؤمنين , و سيد المرسلين , و قائد الغر المحجلين , و خاتم الوصيين .
قال أنس : قلت , اللهم اجعله رجلا من الأنصار , و كتمته , إذ جاء علي .
فقال : من هذا يا أنس ?
قلت : علي .
فقام مستبشرا , و اعتنقه , ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه .
فقال علي : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعته بي قبل .
قال : و ما يمنعني , و أنت تؤدي عني , و تسمعهم صوتي , و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي , و هذا من قول الله عز و جل وَ ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ فأقام عليا لبيان ذلك .
و قد تقدم حديث الوصية في بيعة العشيرة بالاتفاق و استدل بالحساب على أنه وصي فقالوا علي بن أبي طالب ميزانه في الحساب أعز الأوصياء لاتفاقهما في مائتين و سبعة عشر .
و من كلام الصاحب :
صنوه الذي واخاه , و أجابه حين دعاه , و صدقه قبل الناس و لباه , و ساعده و واساه , و شيد الدين و بناه , و هزم الشرك و أخزاه , و بنفسه على الفراش فداه , و مانع عنه و حماه , و أرغم من عانده و قلاه , و غسله و واراه , و أدى دينه و قضاه , و قام بجميع ما أوصاه , ذلك أمير المؤمنين , لا سواه .
ابن حماد :
أوصى النبي و فيها مقنع لهم *** لو لم يكونوا له بالبهت غصابا
و قال أنت كهارون الخليفة *** من موسى على قومه بالحق إذ غابا
و قال أنت أخي إذ كان بينهم *** أخي و قارب أشباها و أضرابا
و قال في يوم نجران أباهلهم *** بأكرم الخلق أخوالا و أحسابا
أنا مدينة علم الله و هو لها *** باب فمن رامها فليقصد البابا
و قال إني سأعطيها غدا رجلا *** ما كان في الحرب فرارا و هيابا
و الإجماع في حديث ابن عباس في وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ;
[49]
قال النبي : يا عباس , يا عم رسول الله , تقبل وصيتي و تنجز عدتي و تقضي ديني ?
فقال العباس : يا رسول الله , عمك شيخ كبير ذو عيال كثير , و أنت تباري الريح سخاء و كرما , و عليك وعد لا ينهض به عمك .
فأقبل على علي , فقال : تقبل وصيتي و تنجز عدتي و تقضي ديني ?
فقال : نعم يا رسول الله .
فقال ادن مني .
فدنا منه , و ضمه إليه , و نزع خاتمه من يده , و قال له : خذ هذا فضعه في يدك , و دعا بسيفه و درعه و يروى : أن جبرئيل نزل بها من السماء فجيء بها إليه , فدفعها إلى علي (عليه السلام) , فقال له : اقبض هذا في حياتي , و دفع إليه بغلته و سرجها , و قال امض على اسم الله إلى منزلك . ثم أغمي عليه ... القصة .
ابن عبد ربه في العقد بل روته الأمة بأجمعها عن أبي رافع و غيره : أن عليا نازع العباس إلى أبي بكر في برد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و سيفه و فرسه .
فقال أبو بكر : أين كنت يا عباس حين جمع رسول الله بني عبد المطلب و أنت أحدهم , فقال : أيكم يؤازرني فيكون وصيي و خليفتي في أهلي و ينجز موعدي و يقضي ديني ?
فقال له العباس : فما أقعدك مجلسك هذا ? تقدمته و تأمرت عليه .
فقال أبو بكر : أ غدرا يا بني عبد المطلب ?
و قال متكلم لهارون الرشيد : أريد أن أقرر هشام بن الحكم بأن عليا كان ظالما .
فقال له : إن فعلت فلك كذا و كذا , و أمر به فلما حضر المتكلم فقال المتكلم يا أبا محمد روت الأمة بأجمعها أن عليا نازع العباس إلى أبي بكر في برد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و سيفه و فرسه .
قال : نعم .
قال : فأيهما الظالم لصاحبه ?
فخاف من الرشيد , فقال : لم يكن فيهما ظالم ?
قال : فيختصم اثنان في أمر و هما جميعا محقان ?
قال : نعم , اختصم الملكان إلى داود و ليس فيهما ظالم و إنما أراد أن ينبهاه على الحكم ; كذلك هذان تحاكما إلى أبي بكر ليعرفاه ظلمه .
ابن علوية :
ختن النبي و عمه أكرم به *** ختنا و صنو أبيه في الصنوان
خصمان مؤتلفان ما لم يحضرا *** بأسا و عند الناس يختلفان
جهر الباطن بغيه و لباطن *** منها إلى الصديق يختصمان
لم يجهلا حكم القضية في الذي *** جاءا إلى الفاروق يصطحبان
لكن للازم حجة كانا بها *** ذهبا على الأقوام يتخذان
قولا به مكرا كما دخلا على *** داود قالا لا تخف خصمان
[50]
عقبة بن أبي لهب يخاطب بها عائشة :
أ عائش خلي عن علي و عتبة *** بما ليس فيه إنما أنت والده
وصي رسول الله من دون أهله *** فأنت على ما كان من ذاك شاهده
الأشعث بن قيس كتب في جواب أمير المؤمنين (عليه السلام) :
أتانا الرسول رسول الوصي *** علي المهذب من هاشم
وصي النبي و ذو صهره *** و خير البرية في العالم
كثير عزة :
وصي النبي المصطفى و ابن عمه *** و فكاك أغلال و قاضي مغارم
الحميري :
وصي النبي المصطفى و ابن عمه *** و أول من صلى لذي العزة العالي
و ناصره في كل يوم كريهة إذا *** كان يوم ذو هرير و زلزال
و له :
أنت الوصي وصي المصطفى نزلت من *** ذي العلى فيك من فرقان آيونا
و أنت من أحمد الهادي بمنزلة *** قد كان أثبتها موسى لهارونا
أتاك من عنده علما حباك به *** فكنت فيه أمينا فيه مأمونا
و له :
هذا الإمام الذي إليه *** أسند خير الورى الوصية
حكمت حكم النبي عدلا *** و لم تجر قط في قضية
أنت شبيه النبي حقا في *** الحكم و الخلق و السجية
و له :
هذا وصي فيكم و خليفتي *** لا تجهلوه فترجعوا كفارا
و له :
محمد خير بني غالب *** و بعده ابن أبي طالب
هذا نبي و وصي له *** و تعزل العالم في جانب
[51]
الحسين بن النضر الفهري :
إن النبي محمدا و وصيه *** في كل سابقة هما إخوان
قمران نسلهما النجوم فثاقب *** منها و خاف خامدا للمعان
جرير بن عبد الله البجلي :
علي وصي له بعده *** خليفتنا القائم المنتقم
له الفضل و السبق و المكرمات *** و بيت النبوة و المدعم
أنشد :
علي وصي المصطفى و وزيره *** و أول من صلى لذي العرش و اتقى
غيره :
الله أيدني بحب نبيه *** و أعزني بولايتي لوصيه
قال الله تعالى هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ فلا حظ فيها لأحد إلا من ولاه سبحانه كما قال تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ... الآية و قال فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ ... الآية و قال النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ .
و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام) : من كنت مولاه فعلي مولاه .
و المولى بمعنى : الأولى , بدليل قوله تعالى مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ .
قال لبيد :
فقدت كلا الفرجين تحسب أنه *** مولى المخافة خلفها و أمامها
أبو سعيد الخدري و عبد الله بن عباس و بريدة الأسلمي و زيد بن أرقم : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من كنت وليه فعلي وليه ذكره أحمد في الفضائل و الألكاني في الشرح .
محمد بن إسحاق و الأجلح بن عبد الله و عبد الله بن بريدة و الباقر (عليه السلام) : قال النبي (عليه السلام) علي وليكم بعدي .
عمران بن الحصين و بريدة و ابن عباس و جابر الأنصاري و عمر بن علي : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) علي مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي .
الثعلبي بإسناده عن عطاء عن ابن عباس : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الله ربي و لا إمارة لي معه , و علي ولي من كنت وليه , و لا إمارة لي معه .
قالوا : من سماه الله وليا , كان بالنص حريا فهذا يقتضي أن عليا ولي الله .
[52]
الصاحب :
إن المحبة للوصي فريضة *** أعني أمير المؤمنين عليا
قد كلف الله البرية كلها *** و اختاره للمؤمنين وليا
و له :
علي ولي المؤمنين لديكم *** و مولاكم من بين كهل و معظم
علي من الغصن الذي منه أحمد *** و من سائر الأشجار أولاد آدم
الفضل بن عباس :
و كان ولي الأمر بعد محمد *** علي و في كل المواطن صاحبه
وصي رسول الله حقا و صهره *** و أول من صلى و ما ذم جانبه
الكميت :
و نعم ولي الأمر بعد نبيه *** و منتجع التقوى و نعم المؤدب
أبو عمر البعلبكي :
علي مولى لجميع الورى *** لا شك في هذا و لا مرية
بذاك جاء النص عن أحمد *** متصلا كالماء في الجرية
فمن رأيتم أنفه راغما *** فصيروا في أنفه خزية
فصل في أنه أمير المؤمنين و الوزير و الأمين :
روى جماعة من الثقات عن الأعمش عن عباية الأسدي عن علي (عليه السلام) و الليث عن مجاهد و السدي عن أبي مالك و ابن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه و ابن جريح عن عطاء و عكرمة و سعيد بن جبير كلهم عن ابن عباس و روى العوام بن حوشب عن مجاهد و روى الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنه قال : ما أنزل الله تعالى آية في القرآن فيها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها و شريفها .
و في رواية حذيفة : إلا كان لعلي بن أبي طالب لبها و لبابها .
و في روايات إلا علي رأسها و أميرها .
و في رواية يوسف بن موسى القطان و وكيع بن الجراح : أميرها و شريفها لأنه أول المؤمنين إيمانا .
[53]
و في رواية إبراهيم الثقفي و أحمد بن حنبل و ابن بطة العكبري عن عكرمة عن ابن عباس : إلا علي رأسها و شريفها و أميرها .
و في صحيفة الرضا (عليه السلام) : ليس في القرآن يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا في حقنا , و لا في التوراة يا أيها الناس ; إلا فينا .
و في تفسير مجاهد قال ما كان في القرآن : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فإن لعلي سابقة ذلك ... الآية لأنه سبقهم إلى الإسلام فسماه الله في تسع و ثمانين موضعا أمير المؤمنين و سيد المخاطبين إلى يوم الدين .
الصادق (عليه السلام) : وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إلى أربع آيات ... نزلت في ولاية علي و ما كان من قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) سلموا على علي بإمرة المؤمنين .
محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى : وَ لَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ قال نزلت في رجل أمره رسول الله أن يسلم على علي بإمرة المؤمنين .
فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ترك ما أمره به و ما وفى .
و روى علماؤهم كالمنقري بإسناده إلى عمران بن بريدة الأسلمي و روى يوسف بن كليب المسعودي بإسناده عن داود عن بريدة و روى عباد بن يعقوب الأسدي بإسناده عن داود السبيعي عن أبي بريدة أنه : دخل أبو بكر على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال اذهب و سلم على أمير المؤمنين .
فقال : يا رسول الله , و أنت حي ?
قال : و أنا حي .
ثم جاء عمر , فقال له مثل ذلك .
و في رواية السبيعي : أنه قال عمر و من أمير المؤمنين ?
قال : علي بن أبي طالب .
قال : عن أمر الله و أمر رسوله ?
قال : نعم .
إبراهيم السقفي عن عبد الله بن جبلة الكناني عن ذريح المحاربي عن الثمالي عن الصادق (عليه السلام) : أن بريدة كان غائبا بالشام فقدم و قد بايع الناس أبا بكر .
فأتاه في مجلسه , فقال يا أبا بكر : هل نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين واجبة من الله و رسوله ?
قال , يا بريدة : إنك غبت و شهدنا , و إن الله يحدث الأمر بعد الأمر , و لم يكن الله تعالى يجمع لأهل هذا البيت النبوة و الملك .
الثقفي و السري بن عبد الله بإسنادهما أن عمران بن الحصين و أبا بريدة : قالا لأبي بكر قد كنت أنت يومئذ فيمن سلم على علي بإمرة المؤمنين فهل تذكر ذلك اليوم أم نسيته ?
قال : بل أذكره .
فقال بريدة : فهل ينبغي لأحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين ?
[54]
فقال عمر : إن النبوة و الإمامة لا تجتمع في بيت واحد .
فقال له بريدة : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فقد جمع الله لهم النبوة و الملك .
قال : فغضب عمر , و ما زلنا نعرف في وجهه الغضب حتى مات .
و أنشد بريدة الأسلمي :
أمر النبي معاشرا هم أسوة *** و لازم أن يدخلوا فيسلموا
تسليم من هو عالم مستيقن *** أن الوصي هو الإمام القائم
الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : قال لأم سلمة اسمعي و اشهدي هذا علي أمير المؤمنين و سيد المسلمين .
بشير الغفاري و القاسم بن جندب و أبو الطفيل عن أنس بن مالك في خبر : أتيت النبي (عليه السلام) بوضوء , فقال يا أنس : يدخل عليك من هذا الباب الساعة أمير المؤمنين و سيد المسلمين و قائد الغر المحجلين و خاتم الوصيين .
قال أنس : فدخل علي (عليه السلام) .
ابن عباس : قال علي (عليه السلام) السلام عليك يا رسول الله .
فقال : و عليك السلام يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته .
قال : يا رسول الله أنت حي و تسميني أمير المؤمنين ?
قال : نعم , إنما سماك جبرئيل من عند الله و أنا حي يا علي ; مررت بنا أمس و أنا و جبرئيل في حديث فلم تسلم علينا .
فقال : ما بال أمير المؤمنين لم يسلم علينا ? أما و الله لو سلم , لسررنا و لرددنا عليه .
و روى الخلق منهم ابن مخلد عن علي (عليه السلام) : قال دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فوجدته نائما و رأسه في حجر دحية الكلبي , فسلمت عليه .
فقال دحية : و عليكم السلام يا أمير المؤمنين , و يا فارس المسلمين , و يا قائد الغر المحجلين , و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين , و قال : إمام المتقين .
ثم قال لي : تعال خذ رأس نبيك في حجرك , فأنت أحق بذلك .
فلما دنوت من رسول الله و وضعت رأسه في حجري لم أر دحية .
ففتح رسول الله عينيه , و قال : يا علي من كنت تكلم ?
قلت : دحية , و قصصت عليه القصة .
فقال لي : لم يكن دحية , و إنما كان جبرئيل , أتاك ليعرفك أن الله تعالى سماك بهذه الأسماء .
الحارث بن الخزرج صاحب راية الأنصار : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي لا يتقدمك إلا كافر و إن أهل السماوات يسمونك أمير المؤمنين .
[55]
خطيب منيح :
و من بالإمرة اجتمعت عليه *** ملائكة السماء مسلمينا
و سلم فيه جبرئيل عليه *** علانية برغم الساخطينا
و لم يجوز أصحابنا أن يطلق هذا اللفظ لغيره من الأئمة (عليهم السلام) .
و قال رجل للصادق (عليه السلام) يا أمير المؤمنين .
فقال : مه , فإنه لا يرضى بهذه التسمية أحد ; إلا ابتلي ببلاء أبي جهل .
أبان بن الصلت عن الصادق (عليه السلام) : سمي أمير المؤمنين إنما هو من ميرة العلم و ذلك أن العلماء من علمه امتاروا و من ميرته استعملوا .
سلمان سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال إنه يميرهم العلم يمتار منه و لا يمتار من أحد .
و قد ذكرنا هذا المعنى في باب مولده .
و قال ابن عباس إنما سمي أمير المؤمنين لأنه أول الناس إيمانا .
أمالي ابن سهل أحمد القطان و كافي الكليني بإسنادهما إلى جابر الجعفي قال , قال لي أبو جعفر (عليه السلام) : لو علم الناس متى سمي أمير المؤمنين ما أنكروا ولايته .
قلت : رحمك الله , و متى سمي ?
قال : إن ربك عز و جل حين أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم و أشهدهم على أنفسهم , قال : أ لست بربكم , و أن محمدا رسولي , و أن عليا أمير المؤمنين .
الحميري :
بأبي أنت و أمي *** يا أمير المؤمنينا
بأبي أنت و أمي *** و برهطي أجمعينا
و بأهلي و بمالي *** و بناتي و البنينا
و فدتك النفس مني *** يا إمام المتقينا
و أمين الله و الو *** ارث علم الأولينا
و وصي المصطفى أحمد *** خير المرسلينا
و ولي الحوض و الذا *** ئد عنه المحدثينا
[56]
و لغيره :
فرض الإله على الأنام ولاءه *** و عليه في القرآن حث و حرضا
و الله علمه العلوم بأسرها *** مما أبان لخلقه أو أغمضا
سمي أمير المؤمنين كرامة من *** ربنا لإمامنا العدل الرضا
شاعر :
هذا الإمام لمن ظللت نبيه *** فارضوا أميركم بلا رزيان
هذا أمير المؤمنين فسلموا *** طرا عليه بإمرة السلطان
ذكر الخطيب في ثلاثة مواضع من تاريخ بغداد : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال يوم الحديبية و هو أخذ بيد علي (عليه السلام) هذا أمير البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره و مخذول من خذله يمد بها صوته .
أحمد في مسند الأنصار و أبو يوسف النسوي في المعرفة و التأريخ و الألكاني و أبو القسم الألكاني في الشرح عن بريدة و البراء قالا : بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعثين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب و على الآخر خالد بن الوليد , و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذ التقيتم فعلي على الناس , و إذ افترقتما , فكل واحد على جنده .
فكان (صلى الله عليه وآله وسلّم) يؤمره على الناس لا يؤمر عليه أحد .
الحميري :
علي إمام رضي النبي *** بمحضرهم قد دعاه أميرا
و كان الخصيص به في الحياة *** فصاهره و اجتباه عشيرا
أبو بكر الشيرازي في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مقاتل عن عطا في قوله تعالى : وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ كان في التوراة يا موسى إني اخترتك و وزيرا هو أخوك يعني هارون لأبيك و أمك كما اخترت لمحمد إليا هو أخوه و وزيره و وصيه و الخليفة من بعده طوبى لكما من أخوين و طوبى لهما من أخوين إليا أبو السبطين الحسن و الحسين و محسن الثالث من ولده كما جعلت لأخيك هارون شبرا و شبيرا و مشبرا .
[57]
العوني :
سمي إليا ابن ملكان الذي *** يعرف في توراة موسى بالكبر
و في منقبة المطهرين و في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين تصنيفي أبي نعيم الأصفهاني و خصائص العلوية عن النطنزي ما روى شعبة بن الحكم عن ابن عباس قال : أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و نحن بمكة بيدي و بيد علي (عليه السلام) فصعد بنا إلى ثبير ثم صلى بنا أربع ركعات ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم إن موسى بن عمران سألك و أنا محمد نبيك أسألك أن تشرح لي صدري و تيسر لي أمري و تحلل عقدة من لساني ليفقه قولي و اجعل لي وزيرا من أهلي علي بن أبي طالب أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري .
قال ابن عباس : فسمعت مناديا ينادي يا أحمد قد أوتيت ما سألت .
و في رواية و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري ... الآيات .
تفسير القطان و وكيع بن جراح و عطاء الخراساني و أحمد في الفضائل أنه قال ابن عباس سمعت أسماء بنت عميس تقول سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : اللهم إني أقول كما قال موسى بن عمران اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي يكون لي صهرا و ختنا .
السمعاني في فضائل الصحابة بالإسناد عن مطر عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إن خليلي و وزيري و خليفتي في أهلي و خير من أترك بعدي من ينجز موعدي و يقضي ديني علي بن أبي طالب .