ابن حماد :
هو العروة الوثقى هو الجنب إنما *** يفرط فيه الخاسر العمه الغفل
و له :
علي على القدر عند مليكة *** و إن أكثرت فيه الغواة ملالها
و عروته الوثقى التي من تمسكت *** يداه بها لم يخش قط انفصامها
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان النسوي و الكلبي و مجاهد و أبي صالح
[77]
و المغربي عن ابن عباس أنه : رأت حفصة النبي في حجرة عائشة مع مارية القبطية قال أ تكتميني علي حديثي قالت نعم قال فإنها علي حرام ليطيب قلبها فأخبرت عائشة و بشرتها من تحريم مارية فكلمت عائشة النبي في ذلك فنزل وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً إلى قوله هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ قال صالح المؤمنين و الله علي يقول الله و الله حسبه و الملائكة بعد ذلك ظهير .
البخاري و أبو يعلى الموصلي قال ابن عباس : سألت عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين .
قال : حفصة و عائشة .
السري عن أبي مالك عن ابن عباس و أبو بكر الحضرمي عن أبي جعفر (عليه السلام) و الثعلبي بالإسناد عن موسى بن جعفر (عليه السلام) و عن أسماء بنت عميس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : و صالح المؤمنين علي بن أبي طالب .
زيد بن علي : و الناصر للحق و صالح المؤمنين علي بن أبي طالب رواه أبو نعيم الأصفهاني بالإسناد عن أسماء بنت عميس .
ابن عباس عن النبي : أن عليا باب الهدى بعدي و الداعي إلى ربي و هو صالح المؤمنين .
وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَى اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً ... الآية .
و قال أمير المؤمنين على المنبر : أنا أخو المصطفى , خير البشر من هاشم , سنامه الأكبر , و نبأ عظيم جرى به القدر , و صالح المؤمنين مضت به الآيات و السور .
و إذا ثبت أنه صالح المؤمنين ; فينبغي كونه أصلح من جميعهم بدلالة العرف و الاستعمال , كقولهم فلان عالم قومه و شجاع قبيلته .
الناشي :
إذ أسر النبي فيه حديثا *** عند بعض الأزواج ممن يليه
نبأتها به و أظهره الله *** عليه و جاء من قبل فيه
يسأل المصطفى فيعرف بعضا *** بعد إبطان بعضه يستحيه
و غدا يعتب اللتين بقصد *** أبديا سره إلى حاسديه
فأبى الله أن يتوبا إلى الله *** فقد صاغ قلب من يتقيه
أو تحيا تظاهرا فهو مولاه *** و جبريل ناصر في ذويه
ثم خير الورى أخوه علي *** ناصر المؤمنين من ناصريه
[78]
الوراق :
علي دعاه الله في الذكر صالحا *** كما قاله الرحمن في المتحرم
أبو نعيم في حلية الأولياء روى عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه (عليه السلام) و الواحدي في أسباب نزول القرآن عن بريدة و أبو القاسم بن حبيب في تفسيره عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب و اللفظ له : قال علي بن أبي طالب ضمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و قال أمرني ربي أن أدنيك و لا أقصيك و أن تسمع و تعي .
تفسير الثعلبي في رواية بريدة : و أن أعلمك و تعي و حق على الله أن تسمع و تعي فنزلت وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ذكره النطنزي في الخصائص .
خبار أبي رافع قال (عليه السلام) : إن الله تعالى أمرني أن أدنيك و لا أقصيك و أن أعلمك و لا أجفوك و حق علي أن أطيع ربي فيك و حق عليك أن تعي .
محاضرات أبو القاسم الراغب قال الضحاك و ابن عباس و في أمالي الطوسي قال الصادق (عليه السلام) و في بعض كتب الشيعة عن سعد بن طريف عن أبي جعفر (عليه السلام) قالوا : وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ أذن علي .
الباقر (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : لما نزلت هذه الآية و الله أذنك يا علي .
كتاب الياقوت عن أبي عمر و غلام تغلب و الكشف و البيان عن الثعلبي قال عبد الله بن الحسن في كتاب الكليني و اللفظ له عن ميمون بن مهران عن ابن عباس عن النبي لما نزلت : وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قلت اللهم اجعلها أذن علي فما سمع شيئا بعده إلا حفظه .
سعيد بن جبير عن ابن عباس : وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ علي بن أبي طالب ثم قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ما زلت أسأل الله تعالى منذ أنزلت أن تكون أذنيك يا علي .
تفسير القشيري و غريب العزيري : لما نزلت هذه الآية قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي بن أبي طالب إني دعوت الله أن يجعل هذه أذنك .
جابر الجعفي و عبد الله بن الحسين و مكحول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إني سألت ربي أن يجعلها أذنك يا علي اللهم اجعل أذنا واعية أذن علي ففعل فما نسيت شيئا سمعته بعد .
[79]
الوراق القمي :
علي وعت أذناه ما قال أحمد *** لدعوته فيه و لم يتصمم
الحميري :
وصي محمد و أمين غيب *** و نعم أخو الإمامة و الوزير
إذا ما آية نزلت عليه *** يضيق بها من القوم الصدور
دعاها صدره و حنت عليها *** أضالعه و أحكمها الضمير
المحبرة :
و به تنزل إن أذني وحية *** للعلم واعية فمن ساواني
تفسير القطان عن وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) , فقال يا محمد هذا الأمر بعدك لنا أم لمن ?
قال , يا صخر : الأمر بعدي لمن هو بمنزلة هارون من موسى .
قال : فأنزل الله تعالى عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ .
منهم المصدق بولايته و خلافته و منهم المكذب بهما ثم قال كَلَّا و رد هو عليهم سَيَعْلَمُونَ خلافته بعدك أنها حق ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ و يقول يعرفون ولايته و خلافته إذ يسألون عنها في قبورهم فلا يبقى ميت في شرق و لا غرب و لا في بر و لا في بحر إلا و منكر و نكير يسألانه عن الولاية لأمير المؤمنين بعد الموت يقولان للميت من ربك و ما دينك و من نبيك و من إمامك .
و روى علقمة أنه : خرج يوم صفين رجل من عسكر الشام و عليه سلاح و مصحف فوقه و هو يقول عَمَّ يَتَساءَلُونَ فأردت البراز فقال (عليه السلام) مكانك .
و خرج بنفسه , و قال : أ تعرف النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ?
قال : لا .
قال و الله إني أنا النبأ العظيم الذي في اختلفتم , و على ولايتي تنازعتم , و عن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم , و ببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم , و يوم غدير قد علمتم , و يوم القيامة تعلمون ما علمتم .
ثم علاه بسيفه , فرمى رأسه و يده ; ثم قال :
أبى الله إلا أن صفين دارنا *** و داركم ما لاح في الأفق كوكب
و حتى تموتوا أو نموت و ما لنا *** و ما لكم عن حومة الحرب مهرب
[80]
و في رواية الأصبغ : و الله إني أنا النبأ العظيم الذي هم مختلفون كلا سيعلمون حين أقف بين الجنة و النار فأقول هذا لي و هذا لك ... الخبر .
أبو المضا صبيح عن الرضا (عليه السلام) قال علي (عليه السلام) : ما لله نبأ أعظم مني .
و روي أنه : لما هربت الجماعة يوم أحد كان علي يضرب قدامه و جبرئيل على يمين النبي و ميكائيل عن يساره فنزل قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون .
العوني :
يا أيها النبأ العظيم كفاك أن *** سماك ربك في القرآن عظيما
إني لأعلم أن من والاكم والى *** إله الواحد القيوما
و له :
هو النبأ العالي العظيم الذي دعا *** تطيل البرايا في نبئه اختصامها
فهل يطفئ الكفار أنوار فضله *** و رب العلى قد مدها و أدامها
قائل :
يا من هو النبأ الأعلى العلي و من *** لم يخف عن علمه غيب و لم يغب
السوسي :
إذا نادت صوارمه سيوفا *** فليس لها سوى نعم جواب
طعام سيوفه مهج الأعادي *** و فيض دم الرقاب لها شراب
و بين سنانه و الدرع صلح *** و بين البيض و البيض اصطحاب
هو النبأ العظيم و فلك نوح *** و باب الله و انقطع الخطاب
فصل في أنه النور و الهدى و الهادي :
الواحدي في الوسيط و في أسباب النزول قال عطاء في قوله تعالى : أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ نزلت في علي و حمزة فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ في أبي جهل و ولده .
أبو جعفر و جعفر (عليه السلام) في قوله : لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ يقول من الكفر إلى الإيمان يعني إلى الولاية لعلي (عليه السلام) .
[81]
الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بولاية علي بن أبي طالب أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ نزلت في أعدائه و من تبعهم أخرجوا الناس من النور و النور ولاية علي (عليه السلام) فصاروا إلى الظلمة ولاية أعدائه و قد نزل فيهم فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ و قوله تعالى يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ .
و قال أبو الحسن الماضي : يريدون أن يطفئوا ولاية أمير المؤمنين بأفواههم وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ و الله متم الإمامة .
مالك بن أنس عن ابن شهاب عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : وَ ما يَسْتَوِي الْأَعْمى أبو جهل وَ الْبَصِيرُ أمير المؤمنين وَ لَا الظُّلُماتُ أبو جهل وَ لَا النُّورُ أمير المؤمنين وَ لَا الظِّلُّ يعني ظل أمير المؤمنين (عليه السلام) في الجنة وَ لَا الْحَرُورُ يعني جهنم ثم جمعهم جميعا فقال وَ ما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ علي و حمزة و جعفر و الحسن و الحسين و فاطمة و خديجة وَ لَا الْأَمْواتُ كفار مكة .
أبو خالد الكابلي عن الباقر (عليه السلام) في قوله : فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا يا أبا خالد النُّورِ و الله الأئمة من آل محمد قوله أَتْمِمْ لَنا نُورَنا ألحق بنا شيعتنا .
الصادق (عليه السلام) في قوله : انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قال إن الله تعالى يقسم النور يوم القيامة على قدر أعمالهم و يقسم للمنافق فيكون في إبهام رجله اليسرى فيطفئوا نوره الخبر ثم قرأ الصادق (عليه السلام) فينادون من وراء السور أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى .
و لنا :
قلبي المخمور من صهبائكم *** فافشئوا ذا الخمر عن مخموركم
طور سينا أنتم يا سادتي *** يا متى ميعادنا في طوركم
يا أمير المؤمنين المرتضى *** انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ
قد طلبنا فضلكم قبل النوى *** انظروا طولا إلى مأموركم
الوامق :
إذا ظلمت طرق الرشاد عن الهدى *** قال رسول الله كانت مصابحا
سليل علي المرتضى و ابن فاطم *** معاشر كانوا للغواية رامحا
[82]
و ليس يوالي أهل بيت محمد *** سوى عاقل في دينه ظل راجحا
و حدثني شيرويه الديلمي و أبو الفضل الحسيني السروي بالإسناد عن حماد بن ثابت عن عبيد بن عمير الليثي عن عثمان بن عفان قال عمر بن الخطاب : إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
ابن رزيك :
هو النور نور الله و النور مشرق *** علينا و نور الله ليس يزول
سما بين أملاك السماوات ذكره *** نبيه فما أن يعتريه خمول
ابن علوية :
نور يضيء به البلاد و جنة *** للخائفين و عصمة اللهفان
بحر تلاطم حافتاه بنائل *** فيه القريب و من نأى سيان
الوراق :
علي هو النور الذي كان أولا *** مع المصطفى قبل المصور آدم
ابن حماد :
لله في أرضه نور به ثبتت *** على بريته الأحكام و الحجج
أبو بكر الشيرازي في كتابه و أبو صالح في تفسيره عن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى : ذلِكَ الْكِتابُ يعني القرآن و هو الذي وعد الله موسى و عيسى أنه ينزله على محمد في آخر الزمان هو هذا لا رَيْبَ فِيهِ أي لا شك فيه أنه من عند الله نزل هُدىً يعني تبيانا و نذيرا لِلْمُتَّقِينَ علي بن أبي طالب الذي لم يشرك بالله طرفة عين و أخلص لله العبادة يبعث إلى الجنة بغير حساب هو و شيعته .
الباقر (عليه السلام) في سورة البقرة : الم اسم من أسماء الله ثم أربع آيات في نعت المؤمنين و آيتان في نعت الكافرين و ثلاثة عشرة آية في نعت المنافقين .
أبو الحسن الماضي (عليه السلام) : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ قال هو الذي أرسل رسوله بالولاية لوصيه و الولاية هي دين الحق قلت ليظهره على الأديان عند قيام القائم يقول الله وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولاية القائم وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ لولاية علي .
[83]
و عنه في قوله تعالى : لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ و قال الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه فلا يخاف بخسا و لا رهقا .
أبو الورد عن أبي جعفر (عليه السلام) : وَ شَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى قال في أمر علي بن أبي طالب .
الزمخشري في الكشاف و الألكاني في شرح حجج أهل السنة يحكي عن الحجاج أنه : قال للحسن ما رأيك في أبي تراب ?
قال : إن الله جعله من المهتدين .
قال : هات لما تقوله برهانا .
قال : إن الله تعالى يقول في كتابه وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إلى قوله إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فكان علي هو أول من هدى الله مع النبي .
و روي أنه نزل فيه : وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ و قوله وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً .
كشاجم :
فكم شبهة بهداه حلل *** و كم بحجة بحجاه فصل
و من أطفأ الله نار الضلال *** و هي ترمي الهدى بالشعل
الوراق :
علي هدى فاختاره الله ربه *** لصفوته ردا على كل مسلم
صنف أحمد بن محمد بن سعيد كتابا في قوله : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ابن العباس و الضحاك و الزجاج : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ رسول الله وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ علي أمير المؤمنين .
الحسكاني في شواهد التنزيل و المرزباني في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين قال أبو برزة : دعا لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالطهور و عنده علي بن أبي طالب فأخذ بيد علي بعد ما تطهر فألصقها بصدره ثم قال إنما أنا منذر ثم ردها إلى صدر علي ثم قال وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ثم قال أنت منار الأنام و راية الهدى و أمين القرآن و أشهد على ذلك أنك كذلك .
الحافظ أبو نعيم بثلاثة طرق عن حذيفة بن اليمان قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إن تستخلفوا عليا و ما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء .
[84]
و عنه في ما نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام) بالإسناد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و عن شيرويه في الفردوس عن ابن عباس و اللفظ لأبي نعيم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنا المنذر , و الهادي علي . يا علي بك يهتدي المهتدون و رواه الفلكي المفسر .
الثعلبي في الكشف عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله يده على صدره و قال أنا المنذر و أومى بيده إلى منكب علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي .
عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنا المنذر و علي الهادي .
أبو هريرة عن النبي قال : أنا المنذر و أنت الهادي لكل قوم .
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : سألت رسول الله عن هذه الآية فقال لي هادي هذه الأمة علي بن أبي طالب .
الثعلبي عن السدي عن عبد خير عن علي بن أبي طالب قال : المنذر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) , و الهادي رجل من بني هاشم , يعني نفسه .
الحافظ أبو نعيم بالإسناد عن عبد خير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنا المنذر , و الهادي رجل من بني هاشم .
و في الحساب : إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وزنه خاتم الأنبياء الحجج محمد المصطفى عدد حروف كل واحد منهما ألف و خمسمائة و ثلاثة و ثلاثون و باقي الآية وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ وزنه علي و ولده بعده و عدد كل واحد منهما مائتان و اثنان و أربعون .
أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس في قوله : وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يعني من أمة محمد يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) يَهْدُونَ بِالْحَقِّ يعني يدعو بعدك يا محمد إلى الحق وَ بِهِ يَعْدِلُونَ في الخلافة بعدك .
و معنى الأمة العلم في الخير لقوله إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً يعني علما في الخير و هذا اسم من أسماء الله تعالى أجري عليه و هو كذلك فإنا علمنا بعصمته أن ظاهره كباطنه و أنه يلزمنا موالاته ظاهرا و باطنا كما يلزم في النبي السلم و أنه لا يضل أحدا و لا يضل عن الحق أبدا فهو هاد و مهدي .
ثابت البناني في قوله : وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى قال إلى
[85]
ولاية علي و أهل البيت (عليهم السلام) و في الحساب إلا لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى وزنه إلى ولاية المرتضى علي و الأئمة بعده و عدد حروف لكل واحد منهما ألف و ثمانمائة و اثنان و خمسون .
الحميري :
هما إخوان ذا هاد إلى ذا *** و ذا فينا لأمته نذير
فأحمد منذر و أخوه هاد *** دليل لا يضل و لا يحير
كسابق حلبة و له مظل *** إمام الخيل حيث يرى البصير
و له :
علي هادينا الذي نحن من *** بعد عمانا فيه نستبصر
لما دجى الدين و رق الهدى *** و جار أهل الأرض و استكبروا
و له :
من كان في الدين نور يستضاء به *** و كان من جهلها بالعلم شافيها
كان النبي بوحي الله منذرها و *** كان ذا بعده لا شك هاديها
فصل في أنه :
الشاهد و الشهيد و الشهداء و ذو القرنين و البئر المعطلة و القصر المشيد :
الطبري بإسناده عن جابر بن عبد الله عن علي (عليه السلام) و روى الأصبغ و زين العابدين و الباقر و الصادق و الرضا (عليهم السلام) أنه قال أمير المؤمنين (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ أنا .
الحافظ أبو نعيم بثلاثة طرق عن عباد بن عبد الله الأسدي في خبر قال سمعت عليا يقول : أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على بينة من ربه و أنا الشاهد ذكره النطنزي في الخصائص .