الجماني :
الفاضل الخطب الذي باسمه *** يمتحن الإيمان و الكفر
الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى : أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ بموالاة علي فَفَرِيقاً من آل محمد كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ .
الصادق (عليه السلام) سئل عن قوله تعالى : قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) دعا الناس إلى ولاية علي (عليه السلام) فكره ذلك قوم و قالوا فيه فأنزل الله قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ إن عصيته فيما أمرني به ... الآيات .
هلقام عن أبي جعفر في قوله : فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ قال دفعهم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ابن بطة من ستة طرق و ابن ماجة و الترمذي و مسلم و البخاري و أحمد و ابن البيع و أبو القاسم الأصفهاني و أبو بكر بن أبي شيبة عن وكيع و ابن معاوية عن الأعمش بأسانيدهم عن زر بن حبيش قال علي (عليه السلام) : و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق .
الحلية و فضائل السمعاني و العكبري و شرح الألكاني و تاريخ بغداد عن زر بن حبيش قال سمعت عليا (عليه السلام) يقول : عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق و قد رواه كثير النواء و سالم بن أبي حفصة .
جامع الترمذي و مسند الموصلي و فضائل أحمد عن أم سلمة : قال النبي لعلي لا يحبك منافق و لا يبغضك مؤمن .
أحمد في مسند النساء الصحابيات عن أم سلمة و كتاب إبراهيم الثقفي عن أنس : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أبشر فإنه لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق و لو لا أنت لم يعرف حزب الله .
و في الخبر : يا علي حبك تقوى و إيمان و بغضك كفر و نفاق .
الصادق (عليه السلام) : وَ لَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا يعني بولاية علي وَ لَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ يعني الذين أنكروا ولايته .
ربيع المذكرين : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يا علي لولاك لما عرف المؤمنون بعدي .
[207]
البلاذري و الترمذي و السمعاني عن أبي هارون العبدي قال أبو سعيد الخدري : كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب .
إبانة العكبري و كتاب ابن عقدة و فضائل أحمد بأسانيدهم أن جابرا و الخدري قالا : كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ببغضهم عليا .
إبانة العكبري و شرح الألكاني قال جابر و زيد بن أرقم : ما كنا نعرف المنافقين و نحن مع النبي إلا ببغضهم عليا .
الحميري :
و جاء عن ابن عبد الله أنا *** به كنا نميز مؤمنينا
فنعرفهم بحبهم عليا و *** إن ذوي النفاق ليعرفونا
ببغضهم الوصي ألا فبعدا *** لهم ما ذا عليه ينقمونا
و مما قالت الأنصار كانت *** مقالة عارفين مجربينا
ببغضهم علي الهادي عرفنا *** و حققنا نفاق منافقينا
و لغيره :
فرض الله و النبي على الخلق *** موالاته بخم و نصا
و به يعرف النفاق من الإيمان *** فاعرف ما قلت سرا و محصا
الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ قال لا تعدلوا عن ولايتنا فتهلكوا في الدنيا و الآخرة .
أبو بكر مردويه عن أحمد بن محمد بن الصباح النيسابوري عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد قال سمعت الشافعي يقول سمعت مالك بن أنس يقول قال أنس بن مالك : ما كنا نعرف الرجل لغير أبيه إلا ببغض علي بن أبي طالب .
أنس في خبر طويل : كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم يقف على طريق علي (عليه السلام) فإذا نظر إليه أومى بإصبعه يا بني تحب هذا الرجل فإن قال نعم قبله و إن قال لا خرق به الأرض و قال له الحق بأمك .
الهروي في الغريبين قال عبادة بن الصامت : كنا نسير أولادنا بحب علي بن أبي طالب فإذا
[208]
رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة .
الطبري في الولاية بإسناد له عن الأصبغ بن نباتة : قال علي (عليه السلام) لا يحبني ثلاثة : ولد زنا , و منافق , و رجل حملت به أمه في بعض حيضها .
الصاحب :
حب علي بن أبي طالب *** فرض على الشاهد و الغائب
و أم من نابذه عاهر *** تبذل للنازل و الراكب
و له :
حب علي بن أبي طالب *** يميز الحر من النغل
يصفر وجه السفلة النذل
لا تعذلوه و اعذلوا أمه *** إذ آثرت جارا على البعل
و له أيضا :
حب الوصي علامة في *** من على الإسلام ينشو
فإذا رأيت مناصبا *** فاعلم بأن أباه كبش
و له أيضا :
بحب علي تزول الشكوك *** و تصفو النفوس و يزكو النجار
فمهما رأيت محبا له *** فثم العلاء و ثم الفخار
و مهما رأيت بغيضا له *** ففي أصله نسب مستعار
فمهد على نصبه عذره *** فحيطان دار أبيه قصار
غيره :
بغض الوصي علامة معروفة *** كتبت على جبهات أولاد الزنا
من لم يوال من الأنام وليه *** سيان عند الله صلى أم زنا
[209]
آخر :
من كان ذا علم و ذا فطنة *** و بغض أهل البيت من شأنه
فإنما الذنب على أمه *** إذ حملت من بعض جيرانه
آخر :
أحب النبي و آل النبي *** لأني ولدت على الفطرة
إذا شك في ولد والد *** فآيته البغض للعترة
آخر :
حب النبي محمد و وصيه *** ينبئك عن وضعي و طيب المولد
من طاب مولده و صح ولادة *** صحت ولايته لآل محمد
آخر :
يا ذا الذي هجو الوصي و آله *** أظهرت حقا أن أمك فاعلة
وقفت بضاعتها على جيرانها *** و السائلين من الورى و السائلة
آخر :
بعلي المرتضى خير الورى *** يعرف الفاجر من ولد الحلال
أبو الحسين فاذشاه :
من لم يعاد كل من عاداه *** لا شك خانت أمه أباه
روى عبادة بن يعقوب بإسناده عن يعلى بن مرة : أنه كان جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) قال كذب من زعم أنه يتوالاني و يحبني و هو يعادي هذا و يبغضه و الله لا يبغضه و يعاديه إلا كافر أو منافق أو ولد زانية .
الصاحب :
أشهد بالله و آلائه *** شهادة خالصة صادقة
أن علي بن أبي طالب *** زوجة من يبغضه طالقة
ثلاثة ليس لها رجعة *** طالقة طالقة طالقة
ابن المدلل :
و لقد روينا في حديث مسند *** عما رواه حذيفة بن يمان
[210]
أني سألت المرتضى لم لم يكن *** عقد الولاء يصيب كل جنان
فأجابني بإجابة طابت لها نفسي *** و أطربني لها استحساني
الله فضلني و ميز شيعتي *** من نسل أرجاس البعول زواني
و رواية أخرى إذا حشر الورى *** يوم المعاد روين عن سلمان
للناصبين يقال يا ابن فلانة *** و يقال للشيعي يا ابن فلان
كتموا أبا هذا الخبيث ولادة *** و لطيب ذا يدعى بلا كتمان
فصل في أذاه (عليه السلام) :
الواحدي في أسباب النزول و مقاتل بن سليمان و أبو القاسم القشيري في تفسير لهما أنه نزل قوله تعالى : وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ... الآية . في علي بن أبي طالب (عليه السلام) و ذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه و يسمعونه و يكذبون عليه و في رواية مقاتل : وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ يعني عليا وَ الْمُؤْمِناتِ يعني فاطمة فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً .
قال ابن عباس : و ذلك أن الله تعالى أرسل عليهم الجرب في جهنم فلا يزالون يحكون حتى تقطع أظفارهم ثم يحكون حتى تنسلخ جلودهم ثم يحكون حتى تظهر عظامهم و يقولون ما هذا العذاب الذي نزل بنا فيقولون لهم معاشر الأشقياء هذه عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمد .
تفسير الضحاك و مقاتل قال ابن عباس في قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و ذلك حين قال المنافقون إن محمدا ما يريد منا إلا أن نعبد أهل بيت رسول الله بألسنتهم فقال لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ بالنار وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً في جهنم .
و في تفاسير كثيرة أنه نزل في حقه : لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا يعني يهلكهم ثم قال مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا يعني بعدك يا محمد أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا فو الله لقد قتلهم أمير المؤمنين ثم قال سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ... الآية .
محمد بن هارون رفعه إليهم (عليهم السلام) : لا تؤذوا رسول الله في علي و الأئمة كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا .
كتاب ابن مردويه بالإسناد عن محمد بن عبد الله الأنصاري و جابر الأنصاري و في الفضائل عن أبي المظفر بالإسناد عن محمد بن عبد الله عن جابر الأنصاري و في
[211]
الخصائص عن النطنزي بإسناده عن جابر كلهم عن عمر بن الخطاب قال : كنت أجفو عليا , فلقيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) , فقال : إنك آذيتني يا عمر .
فقلت : أعوذ بالله ممن آذى رسوله .
قال : إنك قد آذيت عليا و من آذى عليا فقد آذاني .
العكبري في الإبانة مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال : كنت أنا و رجلان في المسجد فنلنا من علي .
فأقبل النبي مغضبا , فقال : ما لكم و لي ? من آذى عليا فقد آذاني .
الحاكم الحافظ في أماليه و أبو سعيد الواعظ في شرف المصطفى و أبو عبد الله النطنزي في الخصائص بأسانيدهم أنه حدث زيد بن علي و هو آخذ بشعره قال حدثني علي بن الحسين و هو آخذ بشعره قال حدثني الحسين بن علي و هو آخذ بشعره قال حدثني علي بن أبي طالب و هو آخذ بشعره قال حدثني رسول الله و هو آخذه بشعره فقال : من آذى أبا حسن فقد آذاني حقا , و من آذاني فقد آذى الله , و من آذى الله فعليه لعنة الله .
و في رواية : من آذى الله لعنه الله ملء السماوات و ملء الأرض .
الصوري :
سيسأل من آذى النبي و آله *** بما ذا خلفتم لاختلفتم محمدا
بما ذا ينال الفاسقون شفاعة *** لأحمد لما حاربوا آل أحمدا
أ ترجون عند الله لا بل تبوءوا *** من النار إذ خالفتم الله مقعدا
سيجمعكم و الطيبين مواقفا *** و تلقون ما قدمتموه مؤكدا
المحبرة :
و لمن يقول سوى علي كل من *** آذى أبا حسن فقد آذاني
حقا و من آذى النبي فإنه *** مؤذ بخالقي الذي أنشأني
حقا و من آذى المليك فإنه *** في النار يرسف أيما رسفان
الترمذي في الجامع و أبو نعيم في الحلية و البخاري في الصحيح و الموصلي في المسند و أحمد في الفضائل و الخطيب في الأربعين عن عمران بن الحصين و ابن عباس و بريدة أنه : رغب علي (عليه السلام) من الغنائم في جارية فزايده حاطب بن أبي بلتعة و بريدة الأسلمي فلما بلغ قيمتها قيمة عدل في يومها أخذها بذلك .
فلما رجعوا , وقف بريدة قدام
[212]
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) و شكا من علي , فأعرض عنه النبي .
ثم جاء عن يمينه , و عن شماله , و من خلفه يشكو , فأعرض عنه النبي .
ثم جاء عن يمينه و عن شماله و من خلفه يشكو , فأعرض عنه .
ثم قام بين يديه , فقالها .
فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و تغير لونه و تربد وجهه و انتفخت أوداجه , فقال : ما لك يا بريدة ! ما آذيت رسول الله منذ اليوم . أ ما سمعت أن الله يقول إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً أما علمت أن عليا مني و أنا منه ; و أن من آذى عليا فقد آذاني , و من آذاني فقد آذى الله , و من آذى الله ; فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم .
يا بريدة أنت أعلم أم الله أعلم , أم قراء اللوح المحفوظ أعلم ? أنت أعلم أم ملك الأرحام أعلم ? أنت أعلم يا بريدة أم حفظة علي بن أبي طالب ?
قال : بل حفظته .
قال : و هذا جبرئيل أخبرني عن حفظة علي أنهم ما كتبوا قط عليه خطيئة منذ ولد .
ثم حكى عن ملك الأرحام و قراء اللوح المحفوظ و فيها : ما تريدون من علي ? ثلاث مرات .
ثم قال علي مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي .
و في رواية أحمد : دعوا عليا .
الحميري :
فقال له مه يا بريدة لا تقل *** فإن ابن عمي في علي تتبع
فمني علي يا بريدة لم يزل *** و إني كذا منه على الحق نتبع
وليكم بعدي علي فأيقنوا *** وقائعه بعد الوقيعة تسرع
بتوبته مستعجلا خاب إنه *** بسب علي في لظى يتدرع
فصل في حساده (عليه السلام) :
الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ يعني إنكارهم ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) .
و عنه في قوله كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ إذا عاينوا عند الموت ما أعد لهم من العذاب الأليم و هم أصحاب الصحيفة الذين
[213]
كتبوا على مخالفة علي وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ .
و عنه (عليه السلام) في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً و أعلمهم بما في قلوبهم و هم أصحاب الصحيفة .
الباقر و الصادق (عليهما السلام) في قوله : فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً نزلت في علي و ذلك لما رأوا عليا يوم القيامة اسودت وجوه الذين كفروا لما رأوا منزلته و مكانه من الله ; أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولاية علي .
و حدثني أبو الفتوح الرازي في روض الجنان بما ذكره أبو عبد الله المرزباني بإسناده عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ نزلت في رسول الله و في علي (عليه السلام) .
و حدثني أبو علي الطبرسي في مجمع البيان : المراد بالناس النبي و آله .
و قال أبو جعفر (عليه السلام) المراد بالفضل فيه النبوة و في علي الإمامة .
ابن سيرين عن أنس : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من حسد عليا فقد حسدني و من حسدني فقد كفر .
و في خبر : و من حسدني دخل النار .
الزاهي :
و قالوا علي إن فيه دعابة *** و من عجب أن يملك الصعو للصقر
و لم لا يقولوا ذاك في يوم خيبر *** و يوم حنين و النضير و في بدر ?
و سأل أبو زيد النحوي الخليل بن أحمد : ما بال أصحاب محمد رسول الله كأنهم بنو أم واحدة و علي كأنه ابن علة ?
قال : تقدمهم إسلاما , و بذهم شرفا , و فاقهم علما , و رجحهم حلما , و كثرهم هدى , فحسدوه . و الناس إلى أمثالهم و أشكالهم أميل .
و في رواية : هجروا الناس عليا و قرباه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قرباه , و موضعه من المسلمين موضعه , و عناه في إسلام عناه .
فقال : بهر و الله نوره على أنوارهم , و غلبهم على صفو كل منهل , و الناس إلى أشكالهم أميل ; أ ما سمعت الأول حيث قال :
و كل شكل لشكله إلف *** أ ما ترى الفيل يألف الفيلا
و قال العباس الأحنف :
و قائل كيف تهاجرتما *** فقلت قولا فيه إنصاف
[214]
لم يك من شكلي فهاجرته *** و الناس أشكال و آلاف
و قيل لمسلمة بن نميل ما لعلي (عليه السلام) رفضه العامة و له في كل خير ضرس قاطع فقال لأن ضوء عيونهم قصر عن نوره و الناس إلى أشكالهم أميل .
بيت :
لا يعشق الهدهد قمرية *** و لا غراب البين خطافا
آخر :
فلن ترى الشمس *** أبصار الخفافيش
و قال رجل لأمير المؤمنين يوم صفين : لم دفعكم قومكم عن هذا الأمر و كنتم أعلم الناس بالكتاب و السنة ?
فقال (عليه السلام) : كانت إمرة شحت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين و لنعم الحكم الله و الزعيم محمد فدع عنك نهبا صيح في حجراته . ثم تكلم في معاوية و أصحابه .
عن الباقرين (عليهما السلام) في قوله تعالى : أَ فَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ علي كَمَنْ هُوَ أَعْمى أعداؤه إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ الأئمة الذين غرس في قلوبهم العلم من ولد آدم .
و عنهما (عليهما السلام) : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من يقبل منكم وصيتي و يؤازرني على أمري و يقضي ديني و ينجز عداتي من بعدي و يقوم مقامي .
و في كلام له : فقال رجلان لسلمان ما ذا يقول آنفا محمد ?
فقام إليه أمير المؤمنين فضمه إلى صدره , و قال : أنت لها يا علي . فأنزل الله وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ إلى قوله طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ .
موسى بن جعفر (عليه السلام) في قوله : أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ قال إذا كان نزلت الآية في علي ثنى أحدهم صدره لئلا يسمعها , و يستخفي من النبي .
الباقر (عليه السلام) في قوله : يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان إذا حدث بشيء من فضائل علي (عليه السلام) أو تلا عليهم ما أنزل فيه نفضوا ثيابهم و قاموا . يقول الله يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ .
جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله : إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قال لعلي : المجرمون يا علي , المكذبون بولايتك .
قال الشعبي : ما ندري ما نصنع بعلي بن أبي طالب إن أحببناه افتقرنا و إن أبغضناه كفرنا .
و قال النظام : علي بن أبي طالب محنة على المتكلم إن وفى حقه غلا و إن بخسه
[215]
حقه أساء و المنزلة الوسطى دقيقة الوزن حادة الشأن صعب الترقي إلا على الحاذق الدين .
و قال أبو العيناء لعلي بن الجهم : إنما تبغض عليا لأنه كان يقتل الفاعل و المفعول و أنت أحدهما .
فقال له : يا مخنث .
فقال أبو العيناء : وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ .
ابن حماد :
و لبغض الوصي علة سوء *** عند ما وقت يولد المولود
و بذا جاءنا ابن عباس في*** التفسير في الحق ما له مردود
غيره :
الحمد لله إني لا أرى أحدا *** يثني عليه و لم يسترخ مفصله
فإن تشككت يوما في عقيدته *** فلا تناكره و انظر كيف أسفله
شيرويه في الفردوس قال ابن عباس قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إنما رفع الله القطر عن بني إسرائيل بسوء رأيهم في أنبيائهم و إن الله يرفع القطر عن هذه ببغضهم علي بن أبي طالب .
و في رواية : فقام رجل فقال , يا رسول الله : و هل يبغض عليا أحد ?
قال : نعم ; القعود عن نصرته بغض .
استسقى القاضي سوار لأهل البصرة فقال السيد الحميري :
ابتلعي يا أرض أقدامهم *** ثم ارمهم يا مزن بالجلمد
لا تسقهم من وابل قطرة *** فإنهم حرب بني أحمد
فصل في ظالميه و مقاتليه :
الشوهاني بإسناده : سأل عبد الله بن عطاء المكي الباقر (عليه السلام) عن قوله رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ قال ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق ألا إنه لا يدخل الجنة إلا مسلم فيومئذ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ لولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) .