back page fehrest page next page

و قال (عليه السلام) نزلت هذه الآية على النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هكذا : و قال , الظالمون آل محمد حقهم لما رأوا العذاب و علي هو العذاب هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ فيقولون نرد فنتولى عليا .

قال الله وَ تَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها يعني أرواحهم تعرض على النار خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ إلى علي مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ

[216]

فـ قالَ الَّذِينَ آمَنُوا بآل محمد إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِيهِمْ إلى يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ لآل محمد حقهم ; في عذاب أليم .

الحسكاني في شواهد التنزيل بإسناده عن ابن المسيب عن ابن عباس أنه لما نزلت قوله : وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً قال النبي : من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي و نبوة الأنبياء قبلي .

كتاب أبي عبد الله محمد بن السراج عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في خبر : من ظلم عليا مجلسي هذا كمن جحد نبوتي و نبوة من كان قبلي .

عمران بن حصين في خبر أنه : عاد النبي عليا (عليه السلام) فقال عمر : يا رسول الله ما علي إلا لما به .

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : لا و الذي نفسي بيده , يا عمر لا يموت علي حتى يملأ غيظا , و يوسع غدرا , و يوجد من بعدي صابرا .

تاريخ بغداد و كتاب إبراهيم الثقفي روى عمرو بن الوليد الكرابيسي بإسناده عن أبي إدريس عن علي (عليه السلام) قال : عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن الأمة ستغدر بك .

و في حديث سلمان : قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي إن الأمة ستغدر ; بك فاصبر لغدرها .

الحارث بن حصين : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يا علي إنك لاق بعدي كذا و كذا .

فقال , يا رسول الله : إن السيف لذو شفرتين , و ما أنا بالقتل و لا الذليل .

قال : فاصبر يا علي .

قال علي : أصبر يا رسول الله .

أشجع بن عمر في ممدوحه :

و على عدوك يا ابن عم محمد *** رصدان ضوء الصبح و الأظلام

‏و إذا تنبه رعته و إذا *** غفا سلت عليه سيوفك الأحلام

و اختلفوا في محاربة علي (عليه السلام):

فقالت الزيدية , و من المعتزلة : النظام و بشر بن المعتمد ; و من المرجئة : أبو حنيفة و أبو يوسف و بشر المريشي ; و من قال بقولهم : أنه كان مصيبا في حروبه بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و أن من قاتله (عليه السلام) كان على خطإ .

و قال أبو بكر الباقلاني و ابن إدريس : من نازع عليا في خلافته فهو باغ .

و في تلخيص الشافي : أنه قالت الإمامية : من حارب أمير المؤمنين (عليه السلام) كان كافرا يدل عليه إجماع الفرقة .

[217]

و أن من حاربه كان منكرا لإمامته دافعا لها ; و دفع الإمامة كفر , كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما على حد واحد .

و قوله (عليه السلام) : من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .

و ميتة الجاهلية لا تكون إلا على كفر .

و قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : اللهم وال من والاه و عاد من عاداه .

و لا تجب عداوة أحد بالإطلاق دون الفساق ; و من حاربه كان يستحل دمه و يتقرب إلى الله بذلك , و استحلال دم المؤمن كفر بالإجماع و هو أعظم من استحلال جرعة من الخمر الذي هو كفر بالاتفاق . فكيف استحلال دم الإمام ?

و روى عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) المخالف و المؤالف : يا علي حربك حربي و سلمك سلمي .

و معلوم أنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) إنما أراد أن أحكام حربك تماثل أحكام حربي و لم يرد أن أحد الحربين هو الآخر لأن المعلوم خلاف ذلك و إذا كان حرب النبي كفرا ; وجب مثل ذلك في حربه .

بيت :

يا أخي يا علي سلمك سلمي *** في جميع الورى و حربك حربي

أبو موسى في جامعه و السمعاني في كتابه و ابن ماجة في سننه و أحمد في المسند و الفضائل و ابن بطة في الإبانة و شيرويه في الفردوس و السدي في التفسير و القاضي المحاملي كلهم عن زيد بن أرقم و روى الثعلبي في تفسيره عن أبي هريرة و أبو الجحاف عن مسلم بن صبيح كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنه نظر إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين , فقال : أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم .

تاريخ الطبري و أربعين ابن المؤذن أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم .

ابن مسعود : قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : عاديت من عاداك و سالمت من سالمك .

الخركوشي في اللوامع : و قال النبي (عليه السلام) : من قاتلني في الأولى و قاتل أهل بيتي في الثانية فأولئك شيعة الدجال .

أبو يعلى الموصلي و الخطيب التأريخي و أبو بكر مردويه بطرق كثيرة عن علي (عليه السلام) : أمرت بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين .

و كثر أصحاب الحديث على شريك و طالبوه بأنه يحدثهم ; بقول النبي : تقتلك الفئة الباغية .

فغضب و قال : أ تدرون أن لا فخر لعلي أن يقتل معه عمار إنما الفخر لعمار أن يقتل مع علي (عليه السلام) .

و روى ابن مردويه بخمسة عشر طريقا : أن أمير المؤمنين قال في حرب صفين

[218]

و الله ما وجدت من القتال بدا أو الكفر بما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

و روينا عن أبي جعفر : أنه ذكر الذين حاربهم علي (عليه السلام) فقال أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

قيل له : و كيف ذلك يا ابن رسول الله ?

قال : أولئك كانوا جاهلية و هؤلاء قرءوا القرآن , و عرفوا أهل الفضل فأتوا ما أتوا بعد البصيرة .

عبدوس بن عبد الله الهمداني و أبو بكر بن فورك الأصفهاني و شيرويه الديلمي و الموفق الخوارزمي و أبو بكر مردويه في كتبهم عن الخدري ... في خبر قال : فقال علي (عليه السلام) يا رسول الله على ما أقاتل القوم ?

قال : على الأحداث في الدين .

و في رواية : أنه قال فأين الحق يومئذ ?

قال : يا علي الحق معك و أنت معه .

قال : لا أبالي ما أصابني .

شيرويه في الفردوس عن وهب بن ضيفي و روى غيره عن زيد بن أرقم قالا : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) :أنا أقاتل على التنزيل و علي يقاتل على التأويل .

علي على التأويل لا شك قاتل *** كقتلي على تنزيله كل مجرم

و مما يمكن أن يستدل به من القرآن قوله تعالى وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِي‏ءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ و الباغي : من خرج على الإمام ; فافترض قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين .

و أما اسم الإيمان عليهم كقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ أي الذين أظهروا الإيمان بألسنتهم آمنوا بقلوبكم .

و قيل لزين العابدين (عليه السلام) : إن جدك كان يقول إخواننا بغوا علينا .

فقال : أ ما تقرأ كتاب الله وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً فهم مثلهم , أنجاه الله و الذين معه , و أهلك عادا بالريح العقيم .

و قد ثبت أنه نزل فيه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ... الآية .

و في حديث الأصبغ بن نباتة : قال رجل لأمير المؤمنين (عليه السلام) هؤلاء القوم الذين نقاتلهم : الدعوة واحدة و الرسول واحد و الصلاة واحدة و الحج واحد . فبم نسميهم ?

قال : سمهم بما سماهم الله في كتابه تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَ أَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَ لكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ فلما وقع الاختلاف كنا أولى بالله و بالنبي و بالكتاب و بالحق .

[219]

الباقرين (عليهما السلام) في قوله : فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ يا محمد من مكة إلى المدينة فإنا رادوك منها و منتقمون منهم بعلي أورده النطنزي في الخصائص و الصفواني في الإحن و المحن عن السدي و الكلبي و عطاء و ابن عباس و الأعمش و جابر بن عبد الله الأنصاري : أنها نزلت في علي (عليه السلام) .

ابن جريح عن مجاهد عن ابن عباس و عن سلمة بن كهيل عن عبد خير و عن جابر بن عبد الله الأنصاري بل رووا ذلك على اتفاق و اجتماع : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خطب في حجة الوداع فقال , لأقتلن العمالقة في كتيبة فقال له جبرئيل أو علي بن أبي طالب (عليه السلام) .

و في رواية جابر و ابن عباس : ألا لألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ; أما و الله لئن فعلتم ذلك لتعرفنني في كتيبة فأضرب وجوهكم فيها بالسيف فكأنه غمز من خلفه فالتفت ; ثم أقبل علينا , فقال : أو علي فنزل فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ بعلي بن أبي طالب ثم نزل قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ إلى قوله هِيَ أَحْسَنُ .

ثم نزل فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ من أمر علي بن أبي طالب إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ و إن عليا لذكر لك و لقومك و سوف تسألون عن محبة علي .

أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن عمر بن الخطاب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لما نزلت هذه الآية : فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ قال أو بعلي بن أبي طالب ثم قال بذلك حدثني جبرئيل .

الحميري :

كان من قوله ألا لا تعودوا *** بعد موتي في ردة و عنود

تلحقوا الحرب بينكم فتصيروا *** في فريقين قائد و مقود

و لئن أنتم فتنتم و حلتم *** في عمى حائل و في ترديد

لتروني و في يدي السيف صلتا *** أو عليا في فيلق كالأسود

تحته بغلتي و درعي عليه *** و حسامي في كفه و عمودي

‏فوقه رايتي تطير بها الريح *** عليكم في يوم نحس مبيد

و ليلة الهرير لم تكن صلاتهم الظهر و العصر و المغرب و العشاء عند وقت كل صلاة

[220]

إلا التكبير و التهليل و التسبيح و التحميد و الدعاء و كانت تلك صلاتهم لم يأمرهم بإعادتها .

و كان (عليه السلام) لا يتبع موليهم , و لا يجيز على جريحهم , و لم يسب ذراريهم , و كان لا يمنع من مناكحتهم و موارثتهم .

أبو علي الجبائي في كتاب الحكمين : الذي روى أنه (عليه السلام) سبى قوما من الخوارج أنهم كانوا قد ارتدوا و تنصروا و كان عليان المجنون مقيما بالكوفة و كان قد ألف دكان طحان فإذا اجتمع الصبيان عليه و آذوه يقول قد حمي الوطيس و طاب اللقاء و أنا على بصيرة من أمري ثم يثب و يحمحم و ينشد :

أريني سلاحي لا أبا لك إنني *** أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا

ثم يتناول قصبته ليركبها فإذا تناولها يقول :

أشد على الكتيبة لا أبالي *** أ حتفي كان فيها أو سواها

قال : فينهزم الصبيان بين يديه ; فإذا لحق بعضهم يرمي الصبي بنفسه إلى الأرض , فيقف عليه , و يقول : عورة مسلم و حمى مؤمن و لو لا ذلك لتلفت نفس عمرو بن العاص يوم صفين .

ثم يقول لأسيرن فيكم سيرة أمير المؤمنين : لا أتبع موليا , و لا أجيز على جريح .

ثم يعود إلى مكانه و يقول :

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه *** خشاش كراش الحية المتوقد

سبب بغضه (عليه السلام) :

قال ابن عمر لعلي (عليه السلام) : كيف تحبك قريش و قد قتلت في يوم بدر و أحد من ساداتهم سبعين سيدا تشرب أنوفهم الماء قبل شفاههم و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

ما تركت بدر لنا مذيقا *** و لا لنا من خلفنا طريقا

و سئل زين العابدين (عليه السلام) و ابن عباس أيضا : لم أبغضت قريش عليا ?

قال : لأنه أورد أولهم النار و قلد آخرهم العار .

معرفة الرجال عن الكشي : أنه كانت عداوة

[221]

أحمد بن حنبل لأمير المؤمنين (عليه السلام) أن جده ذا الثدية قتله أمير المؤمنين يوم النهروان .

كامل المبرد أنه : كان أصمع بن مظهر جد الأصمعي قطع علي (عليه السلام) يده في السرقة , فكان الأصمعي يبغضه ; قيل له من أشعر الناس ?

قال : من قال :

كان أكفهم و الهام تهوي *** عن الأعناق تلعب بالكرينا

فقالوا : السيد الحميري ?

فقال : هو و الله أبغضهم إلي .

و في سبه (عليه السلام) :

تفسير القشيري نزل قوله تعالى : قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ أي تهذون : من الهذيان .

في ملأ من قريش : سبوا علي بن أبي طالب , و سبوا النبي , و قالوا في المسلمين ; هجرا .

الحلية كعب بن عجزة عن أبيه : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : لا تسبوا عليا فإنه ممسوس في ذات الله .

مسند الموصلي : قالت أم سلمة : أ يسب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و أنتم أحياء ?

قلت : و أني ذلك ?

قالت : أ ليس يسب عليا ? و من يحب عليا ? و قد كان رسول الله يحبه .

الطبري في الولاية و العكبري في الإبانة أنه : مر ابن عباس بنفر يسبون عليا و فقال : أيكم الساب لله ؟

فأنكروا .

قال : فأيكم الساب لرسول الله ؟

فأنكروا .

قال : فأيكم الساب عليا ?

قالوا : فهذا نعم .

فقال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : من سب عليا فقد سبني , و من سبني فقد سب الله , و من سب الله فقد كفر ثم التفت إلى ابنه , فقال : قل فيهم .

فقال :

نظروا إليه بأعين محمرة *** نظر التيوس إلى شفار الجازر

خزر الحواجب خاضعي أعناقهم *** نظر الذليل إلى العزيز القاهر

فقال ابن عباس :

سبوا الإله و كذبوا بمحمد *** و المرتضى ذاك الوصي الطاهر

[222]

أحياؤهم خزي على أمواتهم *** و الميتون فضيحة للغابر

العبدي :

و قد روى عكرمة في خبر *** ما شك فيه أحد و لا امترى

‏مر ابن عباس على قوم و *** قد سبوا عليا فاستراع و بكى

‏و قال مغتاظا لهم أيكم *** سب إله الخلق جل و علا

قالوا معاذ الله قال أيكم *** سب رسول الله ظلما و اجترى

‏قالوا معاذ الله قال أيكم *** سب عليا خير من وطئ الحصى

‏قالوا نعم قد كان ذا فقال *** قد سمعت و الله النبي المجتبى

‏يقول من سب عليا سبني *** و سبني سب الإله و اكتفى

الحميري :

قد قال أحمد إن شتم وصيه ***أو شتمه أبدا هما سيان

‏و كذاك قد شتم الإله لشتمه *** و الذل يغشاهم بكل مكان

أبو الفضل :

لعنوا أمير المؤمنين *** بمثل إعلان القيامة

يا لعنة صارت على *** أعناقهم طوق الحمامة

الحكاك :

يدينون بالسب صراح لحيدر *** ألا لعن الرحمن من دينه السب

و الأصل في سبه : ما صح عند أهل العلم : إن معاوية أمر بلعنه على المنابر .

فتكلم فيه ابن عباس .

فقال : هيهات , هذا أمر دين ليس إلى تركه سبيل , أ ليس الغاش لرسول الله , الشتام لأبي بكر , المعير عمر , الخاذل عثمان ?

قال : أ تسبه على المنابر و هو بناها بسيفه ?

قال : لا أدع ذلك حتى يموت فيه الكبير , و يشب عليه الصغير .

الموصلي :

أ على المنابر تعلنون بسبه *** و بسيفه قامت لكم أعوادها

[223]

فبقي ذلك إلى أن ولي عمر بن عبد العزيز فجعل بدل اللعنة في الخطبة قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ تعالى يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ... الآية .

فقال عمرو بن شعيب : ويل للأمة , رفعت الجمعة , و تركت اللعنة , و ذهبت السنة .

و قال كثير :

وليت فلم تشتم عليا و لم تخف *** بريا و لم تتبع شجية مجزم

‏و قلت فصدقت الذي قلت بالذي*** فعلت فأضحى راضيا كل مسلم

‏تكلمت بالحق المبين و إنما *** تبين آيات الهدى بالتكلم

‏و عاقبت فيما قد تقدمت قبله *** و أعرضت عما كان قبل التقدم

و كان قال قبله :

لعن الله من يسب عليا *** و بنيه من سوقة و إمام

‏أ و ليس المطيبون جدودا *** و الكرام الأخوال و الأعمام

الأغاني : لما قام السفاح قال له أحمد بن يوسف لو أمرت بلعنة معاوية على المنبر كما سن اللعن على علي (عليه السلام) .

فأبى , و تمثل بقول لبيد :

فلما دعاني عامر لأسبهم أبيت *** و إن كان ابن علياء ظالما

الرضي :

يا ابن عبد العزيز لو بكت *** العين فتى من أمية لبكيتك

‏غير أني أقول إنك قد طبت *** و إن لم تطب و لم يزك بيتك

‏أنت نزهتنا عن السب و القذف *** فلو أمكن الجزاء لجزيتك

فصل في درجاته (عليه السلام) عند قيام الساعة :

زريق عن الصادق (عليه السلام) في قوله : لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا قال هو أن يبشراه بالجنة عند الموت يعني محمدا و عليا (عليهما السلام) .

الفضل بن يسار عن الباقرين (عليهما السلام) قالا : حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى محمدا و عليا و حسنا و حسينا بحيث تقر عينها .

الحافظ أبو نعيم بالإسناد عن هند الجملي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) و روى الشعبي و جماعة من أصحابنا عن الحارث الأعور عنه (عليه السلام) : و لا يموت عبد يحبني إلا رآني حيث يحب و لا يموت عبد يبغضني إلا رآني حيث يكره .

[224]

سئل الصادق (عليه السلام) عن الميت يدمع عينه عند الموت فقال (عليه السلام) : ذاك معاينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيرى ما يسره .

و لما احتضر السيد الحميري بدت في وجهه نكتة سوداء فجعلت تنمي حتى طبقت وجهه فاغتم لذلك من حضره من الشيعة و ظهرت من الناصبة شماتة ثم بدت في ذلك المكان لمعة بيضاء حتى أسفر وجهه و أشرق و أفتر ضاحكا و أنشأ يقول :

كذب الزاعمون أن عليا *** لم ينج محبه من هنات

‏كذبوا قد دخلت جنة عدن *** و عفاني الإله عن سيئاتي

‏فأبشروا اليوم أولياء علي *** و توالوا الوصي حتى الممات

‏ثم من بعده توالوا بنيه *** واحدا بعد واحد بالصفات

ثم قال :

أحب الذي من مات من أهل وده *** تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك‏

و من كان يهوى غيره من عدوه *** فليس له إلا إلى النار مسلك

القصيدة ...

ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله حقا حقا و أشهد أن محمدا رسول الله صدقا صدقا و أشهد أن عليا ولي الله رفقا رفقا ; ثم غمض عينيه لنفسه فكأنما كانت روحه ذبالة طفيت أو حصاة سقطت .

الخالديين :

يا حب آل محمد لك رحمة *** من ربهم نزلت و عدن منزل

غيره :

أعددت للحد و إطباق الثرى *** حبي للسته أصحاب العبا

قال المرتضى : إن الأنبياء و الأوصياء أجسام فكيف يشاهدون كل محتضر و الجسم لا يكون في الحالة الواحدة في جهات مختلفة فمعناها أنه يعلم في تلك الحال ثمرة ولايتهم و انحرافه عنهم لأن المحب لهم يرى في تلك الحال ما يدله على أنه من أهل الجنة .

كتاب الشيرازي و سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة في قوله : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ يعني بقوله لا إله إلا الله محمد رسول الله فِي الْحَياةِ الدُّنْيا

[225]

ثم قال وَ فِي الْآخِرَةِ قال هذا في القبر يدخلان عليه ملكان فظان غليظان يحفران القبر بأنيابهما و أصواتهما كالرعد العاصف و أعينهما كالبرق الخاطف و مع كل واحد منهما مرزبة فيها ثلاثمائة و ستون عقدة في كل عقدة ثلاثمائة و ستون حلقة وزن كل حلقة كوزن حديد الدنيا لو اجتمع عليها أهل السماء و الأرض أن يقلوها ما أقلوها هي في أيديهم أخف من جناحة بعوض فيدخلان القبر على الميت و يجلسانه في قبره و يسألانه : من ربك ?

فيقول المؤمن : الله ربي .

ثم يقولان : فمن نبيك ?

فيقول المؤمن : محمد نبيي .

back page fehrest page next page