back page fehrest page next page

فيقولان : ما قبلتك ?

فيقول المؤمن : الكعبة قبلتي .

فيقولان له : من إمامك ?

فيقول المؤمن : إمامي علي بن أبي طالب .

فيقولان له : صدقت , ثم قال وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ : يعني عن ولاية علي في القبر .

و الله ليسألن عن ولايته على الصراط .

و الله ليسألن عن ولايته يوم الحساب .

ثم قال سفيان بن عيينة و من روى عن ابن عباس : أن المؤمن يقول القرآن إمامي , فقد أصاب أيضا ; و ذلك أن الله تعالى بين إمامة علي (عليه السلام) في القرآن .

الخليل بن أحمد :

الله ربي و النبي محمد *** حييا الرسالة بين الأسباب

‏ثم الوصي وصي أحمد بعده *** كهف العلوم بحكمة و صواب

‏فاق النظير و لا نظير لقدره *** و علا عن الخلان و الأصحاب

‏بمناقب و مآثر ما مثلها *** في العالمين لعابد تواب

‏و بنوه أولاد النبي المرتضى *** أكرم بهم من شيخة و شباب

‏و لفاطم صلى عليهم ربنا *** لقديم أحمد ذي النهى الأواب

عبد الرزاق عن معمر بن قتادة عن أنس قال : سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ .

قال لي , يا أنس : أنا أول من تنشق الأرض عنه عند يوم القيامة و أخرج , و يكسوني جبرئيل سبع حلل من حلل الجنة طول كل حلة ما بين المشرق إلى المغرب , و يضع على رأسي تاج الكرامة و رداء الجمال و يجلسني على البراق و يعطيني لواء الحمد طوله مسيرة مائة عام فيه ثلاثمائة

[226]

و ستون حلة من الحرير الأبيض مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب ولي الله , فآخذه بيدي و أنظر يمنة و يسرة فلا أرى أحدا فأبكي ; و أقول : يا جبرئيل ما فعل أهل بيتي و أصحابي ?

فيقول , يا محمد : إن الله تعالى أول من أحيا اليوم من أهل الأرض أنت , فانظر كيف يحيي الله بعدك أهل بيتك و أصحابك ?

فأول من يقوم من قبره , أمير المؤمنين .

و يكسوه جبرئيل حللا من الجنة , و يضع على رأسه تاج الوقار و رداء الكرامة , و يجلسه على ناقتي العضباء , و أعطيه لواء الحمد فيحمله بين يدي , و نأتي جميعا و نقوم تحت العرش .

و منه الحديث أنت أول من تنشق عنه الأرض بعدي .

أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن فضيل عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ قال لعلي بن أبي طالب .

أمالي ابن خشيش التميمي و تاريخ الخطيب و إبانة العكبري بأسانيدهم عن عليم الكندي عن سليمان و في فردوس شيرويه عن ابن عباس و في رواية جماعة عن إسماعيل بن كهيل عن أبيه عن أبي صادق و عن سلمان و اللفظ له قال : أول هذه الأمة ورودا على نبيها يوم القيامة أولهم إسلاما علي بن أبي طالب . سمعت ذلك من نبيكم .

تاريخ بغداد بالإسناد عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و هو آخذ بيد علي يقول هذا أول من يصافحني يوم القيامة .

الحميري :

و إنك خير أهل الأرض طرا *** و أفضلهم معا حسبا و دينا

و أول من يصافحني بكف *** إذا برز الخلائق ناشرينا

و روي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يأتي يوم القيامة متكئا على علي (عليه السلام) .

حلية الأولياء سلمان بن عبد الله التتري بإسناده عن الخدري : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أعطيت في علي خمسا :

أما إحداها : فيواري عورتي , و الثانية : يقضي ديني , و أما الثالثة : فإنه متكئي في طول القيامة , و الرابعة : فإنه عوني على حوضي , و الخامسة : فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافرا بعد إيمان , و لا زانيا بعد إحصان .

العوني :

ألا يا أمير المؤمنين و من رقي *** إلى كل باب في السماوات سلما

[227]

صرفت الهوى صرفا إليك و إنني *** أحبك حبا ما حييت مسلما

و إني لأرجو منك نظرة راحم *** إذا كان يوم الحشر يوما عرمرما

أ لست توالي من تولاك مخلصا *** و من قبل عادى علج تيم و أدلما

فصل في ملابسه و لوائه (عليه السلام) :

قوله تعالى عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَ إِسْتَبْرَقٌ .

الطبري التاريخي بإسناده عن ابن عباس : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم بخلته و أنا بصفوتي و علي بن أبي طالب يزف بيني و بين إبراهيم زفا إلى الجنة .

سعيد بن جبير عن ابن عباس : أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم بخلته من الله ثم محمد لأنه صفوة الله ثم علي يزف بينهما إلى الجنة ثم قرأ ابن عباس يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قال علي و أصحابه .

شرف المصطفى عن الخركوشي زاذان عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أ ما ترضى أن إبراهيم خليل الله يدعى يوم القيامة فيقام عن يمين العرش فيكسى ثم أدعى فأكسى ثم تدعى فتكسى .

و منه الحديث أنه أول من يكسى معي .

الحميري :

يدعى النبي فيكسوه و يكرمه *** رب العباد إذا ما أحضر الأمما

ثم الوصي فيكسى مثل حلته *** خضراء يرغم منها أنف من رغما

و له :

علي غدا يدعى و يكسوه ربه *** و يدنوه منه في رفيع مكرم

‏فإن كنت منه حيث يكسوه راغما *** و تبدي الرضا كرها من الآن فارغم

القمي :

علي غدا يكسوه ذو العرش حلة *** إذا كسي المختار من غير جرثم

أعرابي :

إن رسول الله يعطي لواء *** الحمد عليا حين يلقاه

[228]

يدعى فيعطى كسوة المصطفى *** و عن يمين العرش مثواه

مقاتل و الضحاك و عطاء و ابن عباس في قوله تعالى : وَ مِنْهُمْ أي من المنافقين مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ و أنت تخطب على منبرك تقول إن حامل لواء الحمد يوم القيامة علي بن أبي طالب حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ تفرقوا عنك و قالوا ما ذا قالَ آنِفاً على المنبر استهزاء بذلك كأنهم لم يسمعوا ثم قال أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ .

أبو الفتح الحفار بالإسناد عن جابر و ابن عباس أنه : سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً قال إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض و نادى مناد ليقم سيد المؤمنين و معه الذين آمنوا بعد بعث محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيقوم علي فيعطى لواء من النور الأبيض بيده تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ... الخبر .

المنتهى في الكمال عن ابن طباطبا : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) آدم و من دونه تحت لواي يوم القيامة فإذا حكم الله بين العباد أخذ أمير المؤمنين اللواء و هو على ناقة من نوق الجنة ينادي لا إله إلا الله محمد رسول الله و الخلق تحت اللواء إلى أن يدخلوا الجنة .

اعتقاد أهل السنة جابر بن سمرة قال : يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة ?

قال : و من عسى يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا علي بن أبي طالب .

الأربعين عن الخطيب و الفضائل عن أحمد في خبر : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) آدم و جميع خلق الله يستظلون بظل لواي يوم القيامة طوله مسيرة ألف سنة سنانه ياقوتة حمراء قضيبه فضة بيضاء زجه درة خضراء له ثلاث ذوائب من در ذؤابة في المشرق و ذؤابة في المغرب و الثالثة وسط الدنيا مكتوب عليه ثلاثة :

أسطر الأول : بسم الله الرحمن الرحيم .

و الثاني : الحمد لله رب العالمين .

و الثالث : لا إله إلا الله محمد رسول الله .

طول كل سطر مسيرة ألف سنة و عرضه مسيرة ألف سنة و تسير بلواي يعني عليا و الحسن عن يمينك و الحسين عن يسارك ثم تقف بيني و بين إبراهيم في ظل العرش ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي .

و أخبرني أبو الرضا الحسيني الراوندي بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرئيل و معه لواء الحمد و هو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس و القمر

[229]

و أنا على كرسي من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس فآخذه و أدفعه إلى علي بن أبي طالب .

فوثب عمر , فقال : يا رسول الله و كيف يطيق علي حمل اللواء ?

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذا كان يوم القيامة يعطي الله تعالى عليا من القوة مثل قوة جبرئيل , و من النور مثل نور آدم , و من الحلم مثل حلم رضوان , و من الجمال مثل جمال يوسف ... الخبر .

و نبأني أبو العلاء الهمداني بالإسناد عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) , يقول : أول من يدخل الجنة بين يدي النبيين و الصديقين علي بن أبي طالب .

فقام إليه أبو دجانة , فقال له : أ لم تخبرنا أن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها أنت ? و على الأمم حتى تدخلها أمتك ?

قال : بلى , و لكن أ ما علمت أن حامل لواء الحمد إمامهم , و علي بن أبي طالب حامل لواء الحمد يوم القيامة بين يدي يدخل به الجنة , و أنا على أثره ... الخبر .

أبو هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : يقبل علي بن أبي طالب يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة بيده لواء الحمد .

فيقول أهل الموقف : هذا ملك مقرب أو نبي مرسل ?

فينادي مناد : هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب .

و جاء فيما نزل من القرآن في أعداء آل محمد (عليهم السلام) عن أبي عبد الله (عليه السلام) : إذا رأى أبو فلان و فلان منزل علي (عليه السلام) يوم القيامة , إذا دفع الله لواء الحمد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) تحته كل ملك مقرب و كل نبي مرسل حتى يدفعه إلى علي سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ قِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ أي باسمه تسمون أمير المؤمنين .

الوراق القمي :

علي لواء الحمد يعطى بكفه يقول *** له الهادي النبي ألا أقدم

الناشي :

فما لابن أبي طالب *** المفضال من ند

هو الحامل في الحشر *** بكفيه لواء الحمد

قسيم النار و الجنة *** بين الند و الضد

ابن الحجاج :

أنا مولى لمن لواء الحمد *** على عاتقه يوم النشور

العوني :

و قد رويتم لواء الحمد في يده *** و الحق تحت لواء الحمد موقفه

[230]

و له :

يأتي غدا و لواء الحمد في يده *** و الناس قد سفروا من أوجه قطب

‏حتى إذا اصطكت الأقدام زائلة *** عن الصراط فويق النار مضطرب

فصل في مراكبه و مراقيه (عليه السلام) :

قوله تعالى وَ حُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ .

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على نجيب من نور و على رأسك تاج قد أضاء نوره و كاد يخطف أبصار أهل الموقف فيأتي النداء من عند الله أين خليفة محمد رسول الله ?

فتقول : ها أنا ذا .

فينادي المنادي : أدخل من أحبك الجنة و من عاداك النار ; و أنت قسيم الجنة و أنت قسيم النار .

و في خبر عن جعفر الصادق (عليه السلام) : فيأتي النداء من قبل الله يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه و حجته على عباده فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله هذا اليوم يستضي‏ء بنوره و ليتبعه في الدرجات العلى من الجنان ... الخبر .

العوني :

و علي عليه تاج من النور *** زها في إكليله المستدير

قد زهت من أنواره عرصة الحشر *** فيا حسن ذاك من منظور

و لتاج الوصي سبعون ركنا *** كل ركن كالكوكب المستنير

الفلكي المفسر قال علي (عليه السلام) في قوله تعالى : إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ فينا و الله نزلت أهل بدر و نزلت فيه قوله مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ .

الطبري و الخركوشي في كتابيهما بالإسناد عن سلمان قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذا كان يوم القيامة ضربت لي قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش و ضرب لإبراهيم قبة خضراء على يسار العرش و ضربت فيما بينهما لعلي بن أبي طالب قبة من لؤلؤ بيضاء فما ظنكم بحبيب من خليلين .

أبو الحسن الدار قطني و أبو نعيم الأصفهاني في الصحيح و الحلية بالإسناد عن سفيان بن عيينة عن أنس : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر طوله ثلاثون ميلا ثم

[231]

ينادي مناد من بطنان العرش أين محمد فأجيب فيقال لي أرق فأكون في أعلاه .

ثم ينادي الثانية : أين علي بن أبي طالب ?

فيكون دوني بمرقاة .

فيعلم جميع الخلائق بأن محمدا سيد المرسلين و أن عليا سيد الوصيين .

فقام إليه رجل , فقال : يا رسول الله , فمن يبغض عليا بعد هذا ?

فقال : يا أخا الأنصار , لا يبغضه من قريش إلا سفحي , و لا من الأنصار إلا يهودي , و لا من العرب إلا دعي , و لا من سائر الناس إلا شقي .

و في رواية ابن مسعود : و من النساء إلا سلقلقية .

قوله تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .

عبد الله بن حكيم بن جبير عن علي (عليه السلام) أنه : قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هل نقدر على رؤيتك في الجنة كلما أردنا ?

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إن لكل نبي رفيقا و هو أول من يؤمن به من أمته ; فنزلت هذه الآية .

عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في خبر : قيل يا رسول الله فكم بينك و بين علي في الفردوس الأعلى ?

قال : فتر , أو أقل من فتر ; أنا على سرير من نور عرش ربنا , و علي على كرسي من نور كرسي ربنا , لا يدرى أينا أقرب من ربه عز و جل .

السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ نزلت في علي و أصحابه .

المحبرة :

أمن له قال النبي فإنني *** و أخي بدار الخلد مجتمعان

‏نرعى و نرتع في مكان واحد *** فوق العباد كأننا شمسان

و روى الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس و روى الخطيب في تاريخه بالإسناد عن أبي لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن ابن عباس و روى الرضا عن آبائه (عليهم السلام) و اللفظ له كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : ليس في القيامة راكب غيرنا و نحن أربعة : أنا على دابة الله البراق , و أخي صالح على ناقة الله التي عقرت , و عمي حمزة على ناقتي العضباء , و أخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة , بيده لواء الحمد واقف بين يدي العرش

[232]

ينادي : لا إله إلا الله محمد رسول .

قال : فيقول الآدميون , ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين .

قال : فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش : ما هذا ملك مقرب , و لا نبي مرسل , و لا حامل عرش , هذا الصديق الأكبر , هذا علي بن أبي طالب .

و قد رواه الخطيب في تاريخه بإسناده عن أبي هريرة و أبو جعفر الطوسي في أماليه بإسناده إلى هارون الرشيد عن المهدي عن المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس : إلا أنهما لم يذكرا حمزة , و قالا في موضعه : فاطمة (عليها السلام) .

العوني :

أنا منهم على البراق مغذ *** و ابنتي فاطم تباري مسيري

‏تحتها يوم ذاك ناقتي العضباء *** تطوي الفجاج طي المغير

و أخي صالح على ناقة الله *** أمامي في العالم المحشور

و علي على ذلول من الجنة *** ما خطب نعتها باليسير

قوله تعالى إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً و قوله تعالى وَ يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ إلى قوله سَلْسَبِيلًا .

النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في خبر : أن عليا أول من يشرب السلسبيل و الزنجبيل و أن لعلي و شيعته من الله مكانا يغبطه الأولون و الآخرون .

جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا علي إن على يمين العرش لمنابر من نور و موائد من نور فإذا كان يوم القيامة جئت و شيعتك يجلسون على تلك المنابر يأكلون و يشربون و الناس في الموقف يحاسبون .

العوني :

و أستغفر الله الكريم فطالما *** تماديت في بحر الضلالة و الريب‏

و لو لا اعتصامي بالولاية موقنا *** بأن موالي الطهر في الحشر لم يخب

‏و أن الولاء للعبد لا شك منقذ *** و منج له الحشر من قبح ما احتقب

[233]

و يبدل إحسانا و يمحو إساءة *** و يغفر حقا ما اجتناه و ما اكتسب

تفسير أبي صالح قال ابن عباس في قوله تعالى : إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ إلى قوله الْمُقَرَّبُونَ نزل في علي و فاطمة و الحسن و الحسين و حمزة و جعفر و فضلهم فيها باهر .

الزجاج و مقاتل و الكلبي و الضحاك و السدي و القشيري و الثعلبي : أن عليا (عليه السلام) جاء في نفر من المسلمين نحو سلمان و أبي ذر و المقداد و بلال و خباب و صهيب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فسخر بهم أبو جهل و المنافقون و ضحكوا و تغامزوا ثم قالوا لأصحابهم رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه .

فأنزل الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ... السورة فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا يعني عليا و أصحابه مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ يعني أبا جهل و أصحابه إذا رأوهم في النار و هم على الأرائك ينظرون .

كتاب أبي عبد الله المرزباني : قال ابن عباس فالذين آمنوا علي بن أبي طالب و الذين كفروا منافقو قريش .

الأصبغ بن نباتة و زيد بن علي أنه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن قوله : وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ .

و سئل الصادق (عليه السلام) و اللفظ له فقال : نحن أولئك الرجال على الصراط ما بين الجنة و النار , فمن عرفنا و عرفناه دخل الجنة و من لم يعرفنا و لم نعرفه أدخل النار .

إبانة العكبري و كشف الثعلبي و تفسير الفلكي بالإسناد عن أبي إسحاق عاصم بن سليمان المفسر عن جوير بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال : الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس و حمزة و علي بن أبي طالب و جعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه و مبغضيهم بسواد الوجوه .

و روينا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال لعلي (عليه السلام) : أنت يا علي و الأوصياء من ولدك أعراف الله بين الجنة و النار لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه و لا يدخل النار إلا من أنكركم و أنكرتموه .

و سأل سفيان بن مصعب العبدي الصادق (عليه السلام) عنها فقال : هم الأوصياء من آل محمد الاثنا عشر لا يعرف الله إلا من عرفهم .

قال : فما الأعراف جعلت فداك ?

قال : كثائب من مسك عليها رسول الله و الأوصياء يعرفون كلا بسيماهم .

فأنشأ سفيان يقول :

و أنتم ولاة الحشر و النشر و الجزا *** و أنتم ليوم المفزع الهول مفزع

[234]

و أنتم على الأعراف و هي كثائب *** من المسك رياها بكم يتضوع

‏ثمانية بالعرش إذ يحملونه و *** من بعدهم في الأرض هادون أربع

و أما قول العامة : أن أصحاب الأعراف من لا يستحق الجنة و لا النار : محال ; و ما جعل الله في الآخرة غير منزلتين :

إما للثواب , و إما للعقاب .

فكيف يكون أصحاب الأعراف بهذه الحالة ? و قد أخبر الله أنهم يعرفون الناس يومئذ بسيماهم ; و أنهم يوقفون أهل النار على ذنوبهم و يقولون ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ... الآية . و ينادون أهل الجنة أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ... الآية .

ابن حماد :

و إنك صادق الأعراف تدعو *** رجالا فائزين و هالكينا

فتقسم منهم قسمين بعضا *** شمالا ثم بعضهم يمينا

غيره :

و هو على الأعراف قد عرفه الر *** حمن من أحسن منا و أساء

آخر :

فالرجال المعرفون على الأعراف *** حقا إذ هم عليها قعود

أبان بن عياش عن أنس و الكلبي عن أبي صالح و شعبة عن قتادة و الحسن عن جابر و الثعلبي عن ابن عباس و أبو بصير و عبد الصمد عن الصادق (عليه السلام) قال : سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قوله تعالى طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ قال نزلت في علي بن أبي طالب و طوبى شجرة أصلها في دار علي (عليه السلام) في الجنة و ليس من الجنة شي‏ء إلا و هو فيها .

back page fehrest page next page