و عن ابن عباس : و في دار كل مؤمن منها غصن .
و في الكشف عن الثعلبي بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) و عن الحاكم الحسكاني بالإسناد عن موسى بن جعفر (عليه السلام) : قال سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن طوبى .
فقال : شجرة في الجنة أصلها في داري , و فرعها على أهل الجنة .
ثم سألوه عنها ثانية , فقال شجرة أصلها في دار علي , و فرعها على أهل الجنة .
فقيل له في ذلك .
فقال : إن داري و دار علي غدا واحدة .
سفيان بن عيينة عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)
[235]
يوما لعمر بن الخطاب , يا عمر : إن في الجنة لشجرة ما في الجنة قصر و لا دار و لا منزل و لا مجلس إلا و فيه غصن من أغصان تلك الشجرة , و أصل تلك الشجرة في داري .
ثم مضى على ذلك ثلاثة أيام , ثم قال : يا عمر , إن في الجنة لشجرة ما في الجنة قصر و لا دار و لا منزل و لا مجلس إلا و فيه غصن من أغصان تلك الشجرة , و أصل تلك الشجرة في دار علي بن أبي طالب .
فقال عمر في ذلك .
فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا عمر , أ ما علمت أن منزلي و منزل علي بن أبي طالب في الجنة واحد .
الفلكي المفسر : قال ابن سيرين طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي و سائر أغصانها في سائر الجنة .
السمعاني في فضائل الصحابة عن الفضل بن المرزوق عن عطية عن أبي سعيد : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أول من يأكل من شجرة طوبى علي .
أم أيمن : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة (عليها السلام) فجعلها في منزل علي .
الحميري :
و كفاه بأن طوبى له *** في داره أصلها بدار الخلود
أيكة كل منزل لسعيد *** فيه غصن منها برغم الحسود
تتدلى عليه منها ثمار *** من جنى لينة و طلح نضيد
و له :
و من ذا داره في أصل طوبى *** و تلقاه الكرام مصافحينا
و أنهار تفجر جاريات *** تفيض الخمر و الماء المعينا
و أنهار من العسل المصفى *** و محض غير محض الخافتينا
و له أيضا :
و قال طوبى أيكة ظلها *** صاح ظليل ذات أغصان
أغصانها ناعمة جمة *** من ذهب أحمر عقيان
[236]
و حملها من عبقر مونق *** صاف و ياقوت و مرجان
لها جنى من كل ما يشتهي *** من فاقع أصفر أو قان
تنشق أكمام لها عن كسا *** من حلل تبرق ألوان
من سندس منها و إستبرق *** و من ضروب الثمر الآني
و أصلها من أمة المصطفى *** أحمد في منزل إنسان
فقلت من قال علي و ما *** من منزل ناء و لا دان
لمؤمن إلا و منها بها *** غصن و منها ما به اثنان
خطيب خوارزم :
فطوبى لمن ظل طوبى لهم *** و طوباهم ثم طوباهم
فصل في حمايته لأوليائه :
تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن فضيل عن الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى : وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ ... الآية قال المؤذن أمير المؤمنين .
أبو القاسم بإسناده عن محمد بن الحنفية عن علي (عليه السلام) : قال أنا ذلك المؤذن .
و بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس : أن لعلي آية في كتاب الله لا يعرفها الناس قوله فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ يقول ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي و استخفوا بحقي .
أبو جعفر (عليه السلام) : وَ نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ ... الآية قال المؤذن أمير المؤمنين (عليه السلام) .
في خطبة الافتخار : و أنا أذان الله في الدنيا و مؤذنه في الآخرة .
يعني قوله تعالى وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ في حديث براءة و قوله فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ و إنه لما صار في الدنيا منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) على أعدائه صار منادي الله في الآخرة على أعدائه .
الجماني :
و إذ بيتي على رغم الملاحي *** هو البيت المقابل للصراح
و والدي المشار به إذا ما *** دعا الداعي بحي على الفلاح
[237]
زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله : فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ... الآية هذه نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) و أصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون أمير المؤمنين في أغبط الأماكن لهم فيسوء وجوههم و يقال لهم هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ الذي انتحلتم اسمه .
و في رواية عنهم (عليهم السلام) : هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ يعني أمير المؤمنين .
أبو حمزة الثمالي عنه (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في قوله : لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ ... الآيات .
قال : فيعطى ناقة فيقال اذهب في القيامة حيث ما شئت , فإن شاء وقع في الحساب , و إن شاء وقف على شفير جهنم , و إن شاء دخل الجنة , و إن خازن النار يقول : يا هذا من أنت أ نبي أو وصي ?
فيقول : أنا من شيعة محمد و أهل بيته .
فيقول : ذلك لك .
الصادق (عليه السلام) : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أحبني و أحب ذريتي أتاه جبرئيل إذا خرج من قبره فلا يمر بهول إلا أجازه إياه ... الخبر .
تاريخ بغداد سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر عن جدته عن عائشة : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي حسبك ما لمحبك حسرة عند موته , و لا وحشة في قبره , و لا فزع يوم القيامة .
أمالي الطوسي الحارث الأعور عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة من ذي العرش , و أخذت أنت يا علي بحجزتي , و أخذت ذريتك بحجزتك , و أخذت شيعتكم بحجزتكم . فما ذا يصنع الله بنبيه ? و ما يصنع نبيه بوصيه ? خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة ; أنت و من أحببت , و لك ما اكتسبت .
الحميري :
قول علي لحارث عجب *** كم ثم أعجوبة له حملا
يا حار همدان من يمت يرني *** من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفة و أعرفه *** بعينه و اسمه و ما فعلا
و أنت عند الصراط تعرفني *** فلا تخف عثرة و لا زللا
أسقيك من بارد على ظمإ *** تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض *** على جسرها ذرى الرجلا
ذريه لا تقربيه إن له حبلا *** بحبل الوصي متصلا
[238]
هذا لنا شيعة و شيعتنا *** أعطاني الله فيهم الأملا
قوله تعالى فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً .
زيد بن علي و جعفر الصادق (عليهما السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا كان يوم القيامة و حشر الناس في المحشر وجدتم علي بن أبي طالب يتلألأ نورا كالكوكب الدري .
شيرويه في الفردوس و يحيى بن الحسين بإسناده عن أنس : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليزهر في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا .
الفردوس طاوس عن ابن عباس : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إن الناس لو اجتمعوا على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار .
أبو حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى : هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا بولاية علي بن أبي طالب قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ .
النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في خبر : يا ابن عباس و الذي بعثني بالحق نبيا إن النار لأشد غضبا على مبغضي علي منها على من زعم أن لله ولدا .
الصنوبري :
فمضمر الحب في نور يخص به *** و مضمر البغض مخصوص بنيران
هذا غدا مالك في النار يملكه *** و ذاك رضوان يلقاه برضوان
الناشي :
إذا ما قصد الجنة *** رب الغل و الحقد
يناديه التمس نورا *** به ذو الدين يستهدي
باب النكت و اللطائف
فصل في إضافة الله تعالى عليا إلى نفسه :
قال الله تعالى لنفسه وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ و فيه وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا .
و قال لنفسه وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لا يُطْعَمُ و فيه وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ .
و قال لنفسه لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ و فيه أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ .
و قال لنفسه هُوَ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ و فيه قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ .
قال الرضا (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي : بك وعظت قريش .
و قال لنفسه قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ و فيه وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً .
[239]
و قال لنفسه يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و فيه عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً .
و قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله .
و قال لنفسه يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ و فيه إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا .
و قال لنفسه اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا و فيه من كنت مولاه .
و قد سماه بكذا و كذا اسم من أسمائه منها :
الوارث , و النور , و الهادي , و الهدى , و الشاهد , و الشهيد , و العزيز , و الودود , و العلي , و الولي , و الفاضل , و العالم , و الحق , و العدل , و الصادق , و المبين , و المؤمن , و العظيم , و غير ذلك و قد تقدم بيانها في مواضعه .
ثم إنه جعل عليا (عليه السلام) ثاني نبيه و ثالث نفسه في خمسة و عشرين موضعا :
العزة : لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ .
و الولاية : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا ... الآية .
و الرؤية : وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ .
و الصلاة : إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً .
و الأذى : إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ .
و الطاعة : أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ .
و العصيان : وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَتَعَدَّ حُدُودَهُ .
و الإيمان : فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا .
و الموالاة : فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ .
و الشهادة : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ .
و قال لنفسه وَ إِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا ; و لنبيه وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ; و له وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ .
و قال لنفسه وَ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً ; و لنبيه وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ; و له وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ .
و قال لنفسه و الله خَيْرُ الْحاكِمِينَ ; و لنبيه حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ; و له قد جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ بولاية علي إلى قوله تَسْلِيماً .
و قال لنفسه صَدَقَ اللَّهُ ; و لنبيه وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ ; و له رِجالٌ صَدَقُوا .
و قال لنفسه بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ ; و لنبيه قُلْ جاءَ الْحَقُّ ; و له وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ .
و قال لنفسه أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ; و لنبيه إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ ; و له وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ .
و قال لنفسه فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما ; و لنبيه النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ; و له إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ... الآية .
و قال لنفسه السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ; و لنبيه آمَنَ الرَّسُولُ ; و له وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ .
و قال لنفسه إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ; و لنبيه أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ; و له أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ .
و قال لنفسه ب ِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ; و لنبيه
[240]
وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً ; و له قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ .
و قال لنفسه مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ; و لنبيه لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ ; و له تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ .
و قال لنفسه وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ; و لنبيه إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ; و له عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ .
و قال لنفسه اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ; و لنبيه قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ ; و له وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ .
ثم إن الله تعالى سمى عليا مثل ما سمى به كتبه ; قال , إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً ; و لعلي وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ .
و قال فِيها هُدىً وَ نُورٌ ; و للقرآن وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ; و لعلي جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ .
و قال يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ ; و لعلي لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ .
و قال صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى ; و لعلي ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ; و الكتاب أكبر .
و قال في القرآن وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ ; و له يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ .
و في القرآن هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ ; و له قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ .
و في القرآن يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ; و له وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ .
و في القرآن هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ ; و له أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ .
و في القرآن هُدىً وَ بُشْرى ; و له لَهُمُ الْبُشْرى .
و في القرآن سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ; و له إني تارك فيكم الثقلين ... الخبر .
و في القرآن وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ ; و له أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ .
و في القرآن فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ ; و له , قال أمير المؤمنين : أنا حجة الله , أنا خليفة الله .
و في القرآن إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ ; و له وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ .
و في القرآن وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ ; و له قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .
و في القرآن وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ ; و له كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ .
و في القرآن تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ; و له إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ .
و في القرآن وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً ; و له ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ .
و في القرآن اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ; و له مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ .
و في القرآن قالُوا خَيْراً ; و له أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ .
و في القرآن ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ ; و له وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً .
و في القرآن هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ; و له وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى .
و في القرآن يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ; و له وَ إِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ أي عال في البلاغة و علا على كل كتاب لكونه
[241]
معجزا و ناسخا و منسوخا و كذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ; ثم قال حَكِيمٌ أي مظهر للحكمة البالغة بمنزلة حكيم ينطق بالصواب ; و هكذا في علي بن أبي طالب , و هاتان الصفتان له خليقة لأنهما من صفات الحي .
و في القرآن ـ على سبيل التوسع ـ ثم قال للقرآن أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ الذكر و له فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ .
و في القرآن وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ و علم هذا الكتاب عنده لقوله وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .
و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الإسلام يعلو و لا يعلى .
و قال تعالى وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا .
بيانه : وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ .
العوني :
عدل القرآن و صنو المصطفى و أبو*** السبطين أكرم به من والد و أب
بعل المطهرة الزهراء و النسب ال *** طهر الذي ضمه حقا إلى نسب
فصل في مساواته مع آدم و إدريس و نوح (عليهم السلام) :
ساواه مع آدم في أشياء :
في العلم : وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ; و له : أنا مدينة العلم و علي بابها .
و التزويج : لأنه جرى تزويجها في الجنة .
و أنزل الحديد على آدم ; و أنزل على علي ذا الفقار .
و آدم أبو الآدميين ; و علي أبو العلويين .
و اعتذر عن آدم فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ; و شكر عن علي يُوفُونَ بِالنَّذْرِ .
و آمن آدم في قوله ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ ; و كذلك لعلي (عليه السلام) فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ .
و كان آدم خليفة الله إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ; و علي خليفة الله , قوله (عليه السلام) : من لم يقل إني رابع الخلفاء ... الخبر .