و قال في قصة علي وَ كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ .
ابن مكي :
فإن يكن آدم من قبل الورى *** نبي و في جنة عدن داره
فإن مولاي علي ذو العلى *** من قبله ساطعة أنواره
تاب على آدم من ذنوبه *** بخمسة و هو بهم أجاره
و إن يكن نوح بنى سفينة *** تنجيه من سيل طمى تياره
فإن مولاي علي ذو العلى *** سفينة ينجى بها أنصاره
و إن يكن ذو النون ناجى حوته *** في اليم لما كضه حضاره
ففي جلندى للأنام عبرة *** يعرفها من دله اختياره
[266]
ردت له الشمس بأرض بابل *** و الليل قد تجللت أستاره
و إن يكن موسى رعى مجتهدا *** عشرا إلى أن شفه انتظاره
و سار بعد ضره بأهله *** حتى علت بالواديين ناره
فإن مولاي علي ذو العلى *** زوجه و اختار من يختاره
و إن يكن عيسى له فضيلة *** تدهش من أدهشه انبهاره
من حملته أمه ما سجدت *** للات بل شغلها استغفاره
ابن الرومي :
رأيتك عند الله أعظم زلفة *** من الأنبياء المصطفين ذوي الرشد
و قال الله تعالى في حق الملائكة يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ; و في حق علي إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا .
سأل جبرئيل الخاتم فحباه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ; و سأل ميكائيل الطعام فأعطاه وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ; و سأل المصطفى الروح ففداه وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ; و سأل الله السر و العلانية فآتاه الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ .
فردوس الديلمي جابر : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إن الله تعالى يباهي بعلي بن أبي طالب كل يوم الملائكة المقربين حتى يقولوا بخ بخ هنيئا لك يا علي قال جبرئيل أنا منكما يا محمد .
و النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ .
و قال جبرئيل و ما منا إلا له مقام معلوم .
و مقام علي أشرف , و هو منكب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) .
و جبرئيل جاوز بلحظة واحدة سبع سماوات و سبع حجب حتى وصل إلى النبي من عند العرش ما كان لم يقطع في خمسين ألف سنة ; و علي رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في معراجه في أعلى مكان , و علي (عليه السلام) في المكانة و الأمانة عند النبي كجبرئيل و ميكائيل في المكانة و الأمانة عند الله تعالى .
بيت :
و قد يتقارب الوصفان حدا *** و موصوفاهما متباعدان
فصل في المفردات :
علي : أول هاشمي ولد من هاشميين و أول من ولد في الكعبة و أول من آمن
[267]
و أول من صلى و أول من بايع و أول من جاهد و أول من تعلم من النبي و أول من صنف و أول من ركب البغلة في الإسلام بعد النبي و لذلك أخرات كثيرة .
و علي : آخر الأوصياء و آخر من آخى النبي و آخر من فارقه عند موته و آخر من وسده في قبره و خرج .
و من نوادر الدنيا هاروت و ماروت في الملائكة و عزير في بني آدم و ولادة سارة في الكبر و كون عيسى بلا أب و نطق يحيى بعيسى في صغرهما و القرآن في الكلام و شجاعة علي بين الناس .
و من العجائب كلب أصحاب الكهف و حمار عزير و عجل السامري و ناقة صالح و كبش إسماعيل و سمك يونس و هدهد سليمان و نملته و غراب نوح و ذئب أوس بن أهنان و سيف علي .
و قد من الله على المؤمنين بثلاثة بنفسه يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا و بالنبي لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا ... الآية ; و بعلي قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ .
و قد سمى الله ستة أشياء رحمة :
فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ ; المطر .
وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ; التوفيق .
يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ ; الإسلام .
وَ آتانِي مِنْهُ رَحْمَةً ; الإيمان .
وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً ; النبي .
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ ; علي .
و قد مدح الله حركاته و سكناته :
فقال لصلاته إِلَّا الْمُصَلِّينَ ; و لقنوته : أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ ; و لصومه : وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا ; و لزكاته : وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ ; و لصدقاته : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ; و لحجه : وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ; و لجهاده : أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ ; و لصبره : الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ; و لدعائه : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ ; و لوفائه : يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ; و لضيافته : إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ; و لتواضعه : إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ; و لصدقه : وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ; و لآبائه : وَ تَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ; و لأولاده : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ; و لإيمانه : السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ; و لعلمه : وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا علي ; ما عرف الله حق معرفته : غيري و غيرك ; و ما عرفك حق معرفتك : غير الله و غيري .
[268]
ابن حماد :
جل العلي علا عن مشبه و نظير
إمام كل إمام *** أمير كل أمير
حجاب كل حجاب *** سفير كل سفير
باب إلى كل رشد *** نور على كل نور
و حجة الله ربي *** على الجحود الكفور
و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) علي في السماء كالشمس في النهار في الأرض ; و في السماء الدنيا كالقمر بالليل في الأرض .
و قال النبي مثله كمثل بيت الله الحرام ; يزار و لا يزور .
و مثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة .
و مثله كمثل الشمس إذا طلعت أنارت .
دعبل :
علي كعين الشمس عم ضياؤها *** بذاك أشار المؤمنون إلى علي
و كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خليفتان .
في الخبر : أن النبي بكى عند موته .
فجاء جبرئيل , و قال : لم تبكي ?
قال : لأمتي , من لهم بعدي .
فرجع .
ثم قال : إن الله تعالى يقول أنا خليفتك في أمتك .
و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام) أنت تبلغ عني رسالاتي .
قال , يا رسول الله : أ ما بلغت ?
قال : بلى , و لكن تبلغ عني تأويل الكتاب .
خلفه ليلة الفراش , و يوم تبوك لحفظ الأولياء و تخويف الأعداء ; فكانت دلالة على إمامته : أنت مني بمنزلة هارون من موسى , أقامه مقامه بالنهار و أنامه منامه بالليل .
لأبي الحسن فاذشاه :
كأنكم لم تعرفوا من نومه *** على الفراش إذ تواعدتم دمه
السوسي :
كهارون من موسى تخلف بعده *** غداة تبوك إذ غدا عنه غائبا
و قدمه للإخاء و المباهلة و الغدير و غيرها من كنت مولاه فعلي مولاه قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) مقدما
[269]
في الخلق مؤخرا في البعث .
و منه قوله : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة .
و قوله : خلقت أنا و علي من نور واحد ... الخبر .
فكنا مقدمين في الابتداء مؤخرين في الانتهاء فلم يزد محمد إلا حمدا و لا علي إلا علوا .
الفائق : أن أسماء بنت عميس جاء ابنها من جعفر و ابنها من أبي بكر يختصمان إليها كل واحد يقول أبي خير من أبيك .
فقال علي : عزمت عليك لتقضين بينهما .
فقالت لابن جعفر : كان أبوك خير شباب الناس .
و قالت لابن أبي بكر : كان أبوك خير كهول الناس .
ثم التفت إلى علي , فقالت : إن ثلاثة أنت آخرهم لخيار .
فقال علي لأولادها منه : قد فسكلتني أمكم ; أي أخرتني و جعلتني كالفسكل و هو آخر خيل السباق .
صقر :
يا من به امتحن الإله عبيده *** من كان منهم عاصيا أو طائعا
إني لأعجب من معاشر عصبة *** جعلوك في عدد الخلافة رابعا
العوني :
و لاح لحاني في علي زجرته *** و سددت بالسبابتين المسامعا
و باح عليا و اشترى غيره به *** شراء و بيعا أعقبا و صنائعا
فقلت له لم قد ضللت عن الهدى *** و ظلت عم في مربع الكفر راتعا
أ صيرت مفضولا كمن هو فاضلا *** و صيرت متبوعا كمن هو تابعا
فكان علي أولا فجعلته بجهلك *** ظلما لا أبا لك رابعا
و لو لم تخف يوما و ملكت طاعة *** لصيرته من فرط بغضك تاسعا
العرب تبدأ بالأدنى فتقول ربيعة و مضر و على هذا قوله فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ * التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ فتقديمه تأخيره لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ .
أبو منصور :
لا تلحني في هوى الأخير *** و قد جاءت به البينات و الرسل
هذا نبي الهدى أخيرهم *** مفضل عندنا على الأول
[270]
غيره :
و إني و إن كنت الأخير فإنني *** أعد إذا ما أحجم القوم أولا
آخر :
لأستعملن السيف في كل مارق *** يقول علي آخر و هو أول
منعوا حقه فعوضه الله الجنة وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً .
عزلوه عن الملك فملكه الله الآخرة وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً .
أطعم قرصة فأتى الله عليهم بثمان عشر آية , قوله : إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ إلى قوله مَشْكُوراً .
و أنزل في شأن المتكلفين وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ .
أطعم الطعام على حبه فأوجب حبه على الناس و بذل النفس على رضاه فجعل الله رضاه في رضائه .
قال الشيخ وليتكم و لست بخيركم ; و قال الله في علي إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ .
الماء على ضربين طاهر و نجس ; فعلي طاهر , لقوله : وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً , و عدوه نجس : إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ .
الطهور طاهر و مطهر , و النجس نجس عينه كيف يطهر غيره فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا فمحمد الطهور و علي الصعيد لأن محمد أبو الطاهر و علي أبو التراب .
قوله تعالى : أ و من * أ فمن * أم * من في القرآن في عشرة مواضع , و كلها في أمير المؤمنين و في أعدائه : أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً * أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ * أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ * أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ * أَ فَمَنْ يَعْلَمُ * أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ * أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ * أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ و قد تقدم شرح جميعها .
قال الصادق (عليه السلام) : أ و من كان ميتا عنا فأحييناه بنا .
أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال : نزلت قوله أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً في حمزة و جعفر و علي .
و مجاهد و ابن عباس في قوله : أَ فَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ يعني الوليد بن المغيرة أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً من غضب الله و هو أمير المؤمنين ثم أوعد أعداءه فقال اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ ... الآية .
الأغاني : كان إبراهيم بن المهدي شديد الانحراف عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فحدث المأمون يوما قال رأيت عليا في النوم فمشيت معه حتى جئنا قنطرة فذهب
[271]
يتقدمني لعبورها فأمسكته و قلت له إنما أنت رجل تدعي هذا الأمر بامرأة و نحن أحق به منك فما رأيته بليغا في الجواب قال و أي شيء قال لك قال ما زادني على أن قال سلاما سلاما فقال المأمون قد و الله أجابك أبلغ جواب قال كيف قال عرفك أنك جاهل لا تجاب قال الله عز و جل وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً .
أبو منصور الثعالبي في كتاب الاقتباس من كلام رب الناس أنه : رأى المتوكل في منامه عليا (عليه السلام) بين نار موقدة ففرح بذلك لنصبه فاستفتى معبرا فقال المعبر ينبغي أن يكون هذا الذي رآه أمير المؤمنين نبيا أو وصيا قال من أين قلت هذا من قوله تعالى أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَ مَنْ حَوْلَها .
الحريري في درة الغواص : أنه ذكر شريك بن عبد الله النخعي فضائل علي (عليه السلام) فقال أموي نعم الرجل علي فغضب و قال أ لعلي يقال نعم الرجل فقال يا عبد الله أ لم يقل الله في الإخبار عن نفسه فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ و قال أيوب إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ و قال في سليمان وَ وَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ أ فلا ترضى لعلي ما يرضى الله لنفسه و لأنبيائه فاستحسن منه .
و قال بعض النحاة : هذا الجواب ليس بصواب و ذلك أن نعم من الله تعالى ثناء على حقيقة الوصف له تقريبا على فهم السامعين لمكان إنعامه عليهم , و في حق أنبيائه تشريفا لهم ; فأما من الآدمي في حق الأعلى فهو يقرب من الذم و إن كان مدحا في اللفظ كما يقال في حق النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) محمد فيه خير فهو صادق إلا أنه مقصر .
و كان أبو بكر الهروي يلعب بالشطرنج فسأله جبلي عن الإمام بعد النبي فوضع الهروي شاه و أربع بياذق فقال هذا نبي و هذه الأربعة خلفاؤه .
فقال الجبلي : الذي في جنبه ابنه ?
فقال : لا , و لم يبق له سوى بنت .
قال : فهذا ختنه ?
قال : لا , و إنما هو ذاك الأخير .
قال : هذا أقربهم إليه أو أشجعهم أو أعلمهم أو أزهدهم ?
قال : لا , إنما ذلك هو الأخير .
قال : فما يصنع هذا بجنبه ?
العين , و اللام , مائة ; و الياء , عشرة و في عقد الأصابع المائة بالشمال و العشرة باليمين يتساويان فإذا نظرت فيهما وجدت لفظة الله مرتين موازين السماء و الأرض محمد و علي و ذلك بعد ما ألقيت من كل كلمة تسعة تسعة فيدل الباقي على أنهما خلقتا
[272]
لهما الحاء و العين من حروف الحلق فإذا قلت محمد و علي ملأت فاك و قلبك قولهم محمد و علي كلاهما أملى و قالت الميمية و العينية إن محمدا و عليا قبالة جميع الناس فالرأس منهم بمنزلة الميم من محمد و الحاء بمنزلة اليدين و الميم بمنزلة البطن و الدال بمنزلة الرجلين و قد كتب الله على جميع وجوه الناس عليا في موضعين كل عين من الوجه بمنزلة عين من علي و بعده فالباصرة تسمى عينا و الأنف بمنزلة اللام و كل حاجب بمنزلة ياء مقلوب .
ابن حماد :
و إذا اختار كل قوم إماما *** فاختياري عين و لام و يا
كلام منظوم : اتفقت تفاصيل حروفه و مقاطع ألفاظه في المعنى و هو وجوب الإمامة 35- العلة 35- ا ا ن ا ه مفردا 13- النبي 3- و أوجبت الإمامية 4- العلي ه 4- ه 1- 5- مفردا .
فصل في الشواذ :
إن الله تعالى ذكر الجوارح في كتابه و عنى به عليا (عليه السلام) نحو .
قوله وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ قال الرضا (عليه السلام) علي خوفهم به .
قوله وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ قال الصادق نحن وجه الله و نحن الآيات و نحن البينات و نحن حدود الله .
أبو المضا عن الرضا قال في قوله فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ قال علي .
العبدي :
و إنك وجهه الباقي و عين *** له ترعى الخلائق أجمعينا
و له :
و هو عين الله و الوجه الذي *** نوره نور الذي لا ينطفئ
و له أيضا :
فسماه في القرآن ذو العرش جنبه *** و عروته و الوجه و العين و الأذنا
فشد به ركن النبي محمد فكان *** له من كل نائبة حصنا
و أفرده بالعلم و البأس و الندى *** فمن قدره يسمى و من فعله يكنى
قوله تعالى تَجْرِي بِأَعْيُنِنا الأعمش : جاء رجل مشجوج الرأس يستعدي عمرا على علي (عليه السلام) , فقال علي : مررت بهذا و هو مقاوم امرأة , فسمعت ما كرهت .
[273]
فقال عمر : إن لله عيونا , و إن عليا من عيون الله في الأرض .
و في رواية الأصمعي : أنه قال (عليه السلام) رأيته ينظر في حرم الله إلى حريم الله .
فقال عمر : اذهب وقعت على عين من عيون الله , و حجاب من حجب الله , تلك يد الله اليمنى يضعها حيث يشاء .
العوني :
إمامي عين الله في الأرض تطرف *** العيون لها من كل ناظرة كل
العبدي :
أنت عين الإله و الجنب من *** فرط فيه يصلى لظى مذموما
أنت فلك النجاة فينا و ما *** زلت صراطا إلى الهدى مستقيما
و عليك الورود تسقي من الحوض *** و من شئت ينثني محروما
و إليك الجواز تدخل من شئت *** جنانا و من تشاء جحيما
ابن الصباح :
قال فما العين و فيما صورت *** قلت هو العين علي فابتسم
قال و ما أذن وعت عن ربها *** قلت وعى بالأذن من غير صمم
قال و ما الجنب و ما فضلهم *** قلت هو الجنب و حبل المعتصم
قال فما الفلك المنجي أهلها *** قلت هو الفلك و أسباب النعم
قال فما الشهر الحرام يا فتى *** قلت هو الشهر الحلال و الحرم
قال فما الحج و ما الحجر أبن *** قلت فلولاه فما كان حرم
أبو ذر في خبر : عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات القيامة ينادي يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله و في عنقه طوق من النار .
الصادق و الباقر و السجاد و زيد بن علي (عليهم السلام) في هذه الآية : قالوا جَنْبِ اللَّهِ علي و هو حجة الله على الخلق يوم القيامة .
الرضا (عليه السلام) في : جَنْبِ اللَّهِ قال في ولاية علي .
و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنا صراط الله أنا جنب الله .
السوسي :
علي على رغم العدى أكرم البشر *** و خيرهم من يأب ذاك فقد كفر
[274]
هو الجنب جنب الله هالك كل من *** يفرط فيه هكذا جاء في الخبر
العوني :
أنت الصراط السوي فينا لله *** و الجنب و البقية
يا سيدي يا علي يا من *** أعلامه ليس بالخفية
ابن حماد :
و جنب الله فرط فيه قوم *** فأضحوا في القيامة نادمينا
العوني :
إمامي يد الله البسيطة في الورى *** بها يقبض الأرواح إن شاء و البدل
العبدي :
يا علي بن أبي طالب *** يا ابن الأول
يا حجاب الله و الباب *** القديم الأزلي
أنت أنت العروة الوثقى *** التي لم تفصل
أنت باب الله من *** يأتيك منه يصل
العوني :
و هو الحجاب القديم قدما *** و حجة الله و السفير
و له :
أبان من الفرقان ما كان مشكلا *** و أثبت في الأحكام ما كان قد ذهب
و زلزل بالأرجاس كل مزلزل *** و أوهى عماد الكفر بالسمر و القضب
هو العين عين الله و الجنب جنبه *** و ميثاقه المأخوذ في الذر إذ نصب
هو النور نور الله في الذكر مثبت *** فلم يخف من عين الولي و لم يغب
هو المثل الأعلى كفاك باسمه *** علي علا في الاسم و البأس و الحسب
فيا زينة الدنيا و نور سمائها *** و يا صاحب الآيات دائرة القطب
و يا نهر طالوت المحرم شربه سوى *** غرفة يروى بها المرء إن شرب
الزاهي :
مفقه الأمة و القاضي الذي *** أحاط من علم الهدى ما لم يحط
[275]
و النبأ الأعظم و الحجة و المصباح *** و المحنة في الخطب الورط
حبل إلى الله و باب الحطة *** الفاتح بالرشد مغاليق الخطط
و القدم الصدق الذي سيط به *** قلب امرئ بالخطوات لم يسط
و نهر طالوت و جنب الله و العين *** التي بنورها العقل خلط
و الأذن الواعية الصماء عن كل *** خنا يغلط فيه من غلط
حسن مآب عند ذي العرش و من *** لو لا أياديه لكنا نختبط
العبدي :
هو البحر يعلو العنبر المحض متنه *** كما الدر و المرجان من قعره يجنى