الهاء : أخو رسول الله و ابن عمه و الخصيص به كابن أمه و الذاب عنه كسيفه و سهمه و كشاف كربه و غمه و مساهمه في طمه و رمه مسيط لحمه بلحمه و دمه بدمه و المحيط بعلمه أبو الأئمة مقتدى الأمة مزيل الغمة خليفته في أمته و ختنه على ابنته .
اللام ألف و : من أسمائه الأمير و الأمين و الإيمان و الأمة و الأمانة و الأولى
[290]
و الأفضل و الإحسان و الآية و الأذن و الأذان و من نعوته الإسلام و الأخ و الإنسان و الإيقان .
الياء : هو علي العلي الوصي الولي الهاشمي المكي المدني الأبطحي الطالبي الرضي المرضي المنافي العصامي الأجودي القوي الحري اللوذعي الأربحي المولوي الصفي الوفي المهدي السخي الزكي التقي النقي الذي كان للمؤمنين وليا حفيا و للنبي وصيا و من آمن به صبيا هارونه في البرية و أمينه في الوصية و أعلم الناس في القضية و أفضلهم عند الله مزية ولى الله و وصي رسول الله سديد الرأي كثير اللأي المتقي و المصدق المهتدي و المحسن المنادي و المصباح المهدي و الخير الرضي و الأرض الزكي المسمى بعلي عروة الله الوثقى و أمينه الأعلى و وصي رسوله المصطفى الملقب بالمرتضى و من أسمائه المهاجر و المؤتي و المجاهد و المشتري و الولي المولي و المتوسم و المصلي و المؤثر و المزكي و المستغفر و المتقي و الرعية و الراعي و المؤذن و الداعي و المنفق و المناجي و المؤيد و الملتقي .
فصل في القصائد :
السيد الحميري :
علي أمير المؤمنين و عزهم *** إذا الناس خافوا مهلكات العواقب
علي هو الحامي المرجى فعاله *** لدى كل يوم باسل الشر غاصب
علي هو المرهوب و الذائد الذي *** يذود عن الإسلام كل مناصب
علي هو الغيث الربيع مع الحبا *** إذا نزلت بالناس إحدى المصائب
علي هو العدل الموفق و الرضا *** و فارج لبس المبهمات الغرائب
علي هو المأوى لكل مطرد شريد *** و منحوب من الشر هارب
[291]
علي هو المهدي و المقتدى به *** إذا الناس حاروا في فنون المذاهب
علي هو القاضي الخطيب بقوله *** يجيء بما يعيى به كل خاطب
علي هو الخصم القوول بحجة *** يرد بها قول العدو المشاغب
علي هو البدر المنير ضياؤه *** يضيء سناه في ظلام الغياهب
علي أعز الناس جارا و حاميا *** و أقتلهم للقرن يوم الكتائب
علي أعم الناس حلما و نائلا *** و أجودهم بالمال حقا لطالب
علي أكف الناس عن كل محرم *** و أبقاهم لله في كل جانب
العوني :
من شارك الطاهر في يوم العبا *** في نفسه من شك في ذاك كفر
من جاد بالنفس و ما ظن بها *** في ليلة عند الفراش المشتهر
من صاحب الدار الذي انقض بها *** نجم من الجو نهارا فانكدر
من صاحب الراية لما ردها *** بالأمس بالذل قبيع و زفر
من خص بالتبليغ في براءة *** فتلك للعاقل من إحدى العبر
من كان في المسجد طلقا بابه *** حلا و أبواب أناس لم تذر
من حاز في خم بأمر الله ذاك *** الفضل و استولى عليهم و اقتدر
من فاز بالدعوة يوم الطائر *** المشوي من خص بذاك المفتخر
من ذا الذي أسري به حتى رأى *** القدرة في حندس ليل معتكر
من خير خلق الله أعني أحمدا *** لما دعا الله سرارا و جهر
من خاصف النعل و من خبركم *** عنه رسول الله أنواع الخبر
سائل به يوم حنين عارفا *** من صدر الحرب و من ولى الدبر
كليم شمس الله و الراجعها *** من بعد ما انجاب ضياها و استتر
كليم أهل الكهف إذ كلمهم *** في ليلة المسح فشا عنها خبر
[292]
و قصة الثعبان إذ كلمه *** و هو على المنبر و القوم زمر
و الأسد العابس إذ كلمه *** معترفا بالفضل منه و أقر
بأنه مستخلف الله على *** الأمة و الرحمن ما شاء قدر
عيبة علم الله و الباب الذي *** يوفي رسول الله منه المشتهر
لم يلج في شيء إلى القوم و *** كل القوم محتاج إليه إن حضر
طب حكيم ما احتبى في جمعهم *** إلا أبان الفضل فيهم و الخطر
صديقنا الأكبر و الفاروق بين *** الحق و الباطل بالسيف الذكر
ابن الصباح :
قال فبعد المصطفى الأمر لمن *** كان فقلت الأمر للطهر العلم
قال فمن خير الورى من بعده *** قلت علي خيرهم أب و أم
قال فمن أقربهم لأحمد قلت *** شقيق الروح أولى و الرحم
قال فصحب المصطفى قلت فهل *** يبلغ للمختار صهرا و ابن عم
قال فمن أدناهم قلت الذي *** لم يتخذ من دون ذي العرش صنم
قال فمن أكرمهم قلت الذي *** صدق بالخاتم في يوم العدم
قال فمن أفتكهم قلت الذي *** تعرفه الحرب إذا فيها هجم
قال فمن أقدمهم قلت الذي *** كان له المختار آخى يوم خم
قال فمن أعلمهم قلت الذي *** كان له العلم و مذ كان علم
قال و أحد قلت ما زال بها *** مثابتا حتى له الجمع انهزم
قال فسل عمرو بن ود ما له *** قلت سقى عمرا بكأس لم يرم
قال و في خيبر من نازله *** قلت له من لم يكن منه سلم
قال فباب الحصن من دكدكه *** قلت الذي أومى إليه فانهدم
قال فبالبصرة ما ذا نالها *** قلت ملأ الغدران بالبصرة دم
قال بصفين أبن لي أمرها *** قلت علا بالسيف أولاد التهم
قال و من خاطب ثعبانا و *** من كلمه الذئب إذ الذئب ظلم
قال فمن ردت له الشمس الضحى *** و خاطبته بلسان منعجم
[293]
قال فعند الحوض من يسقي الورى *** قلت علي فهو يسقي من قدم
قال فمن هذا فدتك مهجتي *** قلت له ذاك الإمام المحترم
قال فما في عبد شمس مثله *** قلت و لا في الخلق شبه يا ابن عم
الصاحب :
قالت فمن بعده تصفى الولاء له *** قلت الوصي الذي أربى على رجل
قالت فهل أحد في الفضل يقدمه *** فقلت هل هضبة توفي على جبل
قالت فمن أول الأقوام صدقه *** فقلت من لم يصر يوما إلى هبل
قالت فمن بات من فوق الفراش فدى *** فقلت أثبت خلق الله في الوهل
قالت فمن ذا الذي آخاه عن مقة *** فقلت من حاز رد الشمس في الطفل
قالت فمن زوج الزهراء فاطمة *** فقلت أفضل من حاف و منتعل
قالت فمن والد السبطين إذ فرعا *** فقلت سابق أهل السبق في مهل
قالت فمن فاز في بدر بمعجزها *** فقلت أضرب خلق الله في القلل
قالت فمن ساد يوم الروع في أحد *** فقلت من نالهم بأسا و لم يهل
قالت فمن أسد الأحزاب يفرسها *** فقلت قاتل عمرو الضيغم البطل
قالت فخيبر من ذا هد معقلها *** فقلت سائق أهل الكفر في غفل
قالت فيوم حنين من قرأ و برا *** فقلت حاصد أهل الشرك في عجل
قالت براءة من أدى قوارعها *** فقلت من صين عن ختل و عن دغل
قالت فمن صاحب الرايات يحملها *** فقلت من حيط عن عمش و عن نعل
قالت فمن ذا دعي للطير يأكله *** فقلت أقرب مرضي و منتحل
قالت فمن تلوه يوم الكساء أجب *** فقلت أفضل مكسو و مشتمل
قالت فمن سادني يوم الغدير أبن *** فقلت من كان للإسلام خير ولي
قالت ففي من أتى في هل أتى شرف *** فقلت أبذل أهل الأرض للنفل
[294]
قالت فمن راكع زكى بخاتمه *** فقلت أطعنهم مذ كان بالأسل
قالت فمن ذا قسيم النار يسهمها *** فقلت من رأيه أزكى من الشعل
قالت فمن باهل الطهر النبي به *** فقلت تاليه في حل و مرتحل
قالت فمن شبه هارون لنعرفه *** فقلت من لم يحل يوما و لم يزل
قالت فمن ذا غدا باب المدينة *** قل فقلت من سألوه و هو لم يسل
قالت فمن قاتل الأقوام إذ نكثوا *** فقلت تفسيره في وقعة الجمل
قالت فمن حارب الأرجاس إذ قسطوا *** فقلت صفين تبدي صفحة العمل
قالت فمن فارع الأنجاس إذ مرقوا *** فقلت معناه يوم النهروان جلي
قالت فمن صاحب الحوض الشريف غدا *** فقلت من بيته في أشرف الحلل
قالت فمن ذا لواء الحمد يحمله *** فقلت من لم يكن في الروع بالوجل
قالت أ كل الذي قد قلت في رجل *** فقلت كل الذي قد قلت في رجل
قالت فمن هو هذا الفرد سم لنا *** فقلت ذاك أمير المؤمنين علي
غيره :
علي الوصي علي التقي *** علي الزكي الرضي الأورع
علي السفين علي الأمين *** علي البطين الفتي الأنزع
علي القسيم علي الكليم *** علي العليم الهدي الأبرع
علي الوزير علي السفير *** علي الأمير لمن يخشع
علي الفلاح علي النجاح *** علي الصباح إذا يلمع
علي الجمال علي الكمال *** علي الهلال إذا يطلع
باب في أحواله (عليه السلام)
فصل في ذكر سيفه و درعه و مركوبه :
تفسير السدي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ قال أنزل الله آدم من الجنة معه ذو الفقار خلق من ورق آس الجنة ثم قال فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ و كان به يحارب آدم أعداءه من الجن و الشياطين و كان عليه مكتوبا لا يزال
[295]
أنبيائي يحاربون به نبي بعد نبي و صديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين فيحارب به عن النبي الأمي وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ لمحمد و علي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ منيع من النقمة بالكفار بعلي بن أبي طالب .
و قد روى كافة أصحابنا أن : المراد بهذه الآية ذو الفقار أنزل به من السماء على النبي فأعطاه عليا .
و سئل الرضا (عليه السلام) : من أين هو ?
فقال : هبط به جبرئيل من السماء , و كان حلية من فضة , و هو عندي .
و قيل : أمر جبرئيل أن يتخذ من صنم حديد في اليمن فذهب علي و كسره و اتخذ منه سيفين مخدم و ذا الفقار و طبعهما عمير الصيقل .
و قيل صار إليه يوم بدر أخذه من العاص بن منبه السهمي و قد قتله .
و قيل كان من هدايا بلقيس إلى سليمان .
و قيل أخذه من منبه بن الحجاج السهمي في غزاة بني المصطلق بعد أن قتله .
و قيل كان سعف نخل نفث فيه النبي فصار سيفا .
و قيل صار إلى النبي يوم بدر فأعطاه عليا ثم كان مع الحسن ثم مع الحسين إلى أن بلغ المهدي (عليه السلام) .
سئل الصادق (عليه السلام) لم سمي ذو الفقار ? فقال : إنما سمي ذو الفقار لأنه ما ضرب به أمير المؤمنين أحدا إلا افتقر في الدنيا من الحياة و في الآخرة من الجنة .
علان الكليني رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إنما سمي سيف أمير المؤمنين ذو الفقار لأنه كان في وسطه خطة في طوله مشبه بفقار الظهر .
زعم الأصمعي أنه : كان فيه ثماني عشرة فقرة .
تاريخ أبي يعقوب : كان طوله سبعة أشبار و عرضه شبر و في وسطه كالفقار .
ابن حماد :
فأنزل الله ذا الفقار له *** مع جبرئيل الأمين منتجبا
و قيل إن النبي ناوله *** جريدة رطبة لها اجتلبا
فانقلبت ذا الفقار في يده *** كرامة من إلهه و حبا
سيف يكون الإله طابعه فكيف *** ينبو أو أن يقال نبا
نصر بن المنتصر :
من هز في يوم الوغى جريدة *** فكان منها ذو الفقار المنتضى
[296]
الزاهي :
من هزم الجيش يوم خيبرة *** و هز باب القموص و اقتلعه
من هز سيف الإله بينكم *** سيف من النور ذو العلى طبعه
ابن الحجاج :
أبيض لكنه فرندا أخضر *** و الموت فيه أحمر
كأنه ذو الفقار يمشي *** به إمام الأنام قنبر
أبو عبد الله (عليه السلام) : نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى جبرئيل بين السماء و الأرض على كرسي من ذهب و هو يقول لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي .
القاضي أبو بكر الجعاني بإسناده عن الصادق (عليه السلام) : نادى ملك من السماء يوم أحد يقال له رضوان لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي و مثله في إرشاد المفيد و أمالي الطوسي عن عكرمة و أبي رافع و قد رواه السمعاني في فضائل الصحابة و ابن بطة في الإبانة : إلا أنهما قالا يوم بدر .
أحمد بن علوية :
لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى *** إلا أبو حسن فتى الفتيان
قال النبي أ ما علمت بأنه مني *** و منه أنا و قد أبلاني
جبرئيل قال له و إني منكما *** فمضى بفضل خلاصة الخلان
أبو مقاتل بن الداعي العلوي :
و من مشى جبرئيل مع ميكاله *** عن جانبيه في الحروب إذ مشى
و من ينادي جبرئيل معلنا *** و الحرب قد قامت على ساق الردى
لا سيف إلا ذو الفقار فاعلموا *** و لا فتى إلا علي في الورى
الزاهي :
لا فتى في الحروب غير علي *** لا و لا صارم سوى ذي الفقار
العوني :
من صاح جبريل بالصوت العلي به *** دون الخلائق عند الجحفل اللجب
[297]
فخرا و لا سيف إلا ذو الفقار *** و لا غير الوصي فتى في هفوة الكرب
منصور الفقيه :
من قال جبريل و الأرماح شارعة *** و البيض لامعة و الحرب تشتعل
لا سيف يذكر إلا ذو الفقار و لا*** غير الوصي إمام أيها الملل
غيره :
جبريل نادى في الوغى *** و النقع ليس بمنجل
و المسلمون بأسرهم *** حول النبي المرسل
و الخيل تعثر بالجما *** جم و الوشيح الذيل
هذا النداء لمن له ال *** زهراء ربه منزل
لا سيف إلا ذو الفقار *** و لا فتى إلا علي
غيره :
لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى *** إلا علي للطغاة طعون
ذاك الوصي فما له من مشبه فضلا *** و لا في العالمين قرين
ذاك الوصي وصي أحمد في الورى *** عف الضمائر للإله أمين
أنشد :
من كان يمدح ذا ندى لنواله *** فالمدح مني للنبي و آله
لا سيف إلا ذو الفقار و لا *** فتى إلا علي في أوان قتاله
نادى النبي له بأعلى صوته *** يا رب من والى عليا و آله
شهرة السيف من صاحبه لأن السيف بضاربه .
روي أن الفرزدق ضرب عنق رومي فنبا السيف عنه فقال :
كأنني و ابن اليقين و قد هجاني ....
و قال :
بسيف أبي رعوان سيف مجاشع *** ضربت و لم تضرب بسيف ابن طالب
درعه (عليه السلام) : رآه قيس بن سعيد الهمداني في الحرب و عليه ثوبان فقال يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال نعم يا قيس إنه ليس من عبد إلا و له من الله حافظ
[298]
و واقيه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر فإذا نزل القضاء خليا بينه و بين كل شيء .
و كان مكتوبا على درعه (عليه السلام) :
أي يومي من الموت أفر يوم *** لا يقدر أم يوم قدر
يوم لا يقدر لا أخشى الوغى *** يوم قد قدر لا يغني الحذر
و روي أن درعه (عليه السلام) كانت لا قب لها أي لا ظهر فقيل له في ذلك فقال إن وليت فلا واليت ; أي نجوت .
السوسي :
و كان له مثل الدراهم سائل *** على ظهره في الدرع كالسطر إذ سطر
فأبصره من لا أسميه قلة *** و أما قليل يظهر الله ما استتر
و قال أ لا أجعل خلف ظهرك مثل ما *** يوقيك في الهيجاء من مكر من مكر
فقال يوقي ظهره من بنفسه *** إذا ما رأى القرن المبارز أن يفر
فأما أنا و الله يعلم أنني *** لو الموت لاقاني على غفلة ذعر
و قولا لقرني أنت في حرج متى *** عفوت إذا ولاك حيدرة الدبر
المرتضى :
يشهد الحرب حاسرا ثم يأتي *** و عليه من النجيع دروع
مسلم :
عليه درع تلين المرهفات له *** من الشجاعة لا من نسج داود
مركوبة (عليه السلام) : بغلة بيضاء يقال لها دلدل أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و إنما سميت دلدل لأن النبي لما انهزم المسلمون يوم حنين قال دلدل فوضعت بطنها على الأرض فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم ثم أعطاها عليا (عليه السلام) و ذلك دون الفرس .
و قيل له (عليه السلام) أ لا تركب الخيل و طلابك كثير فقال الخيل للطلب و الهرب و لست أطلب مدبرا و لا أنصرف عن مقبل و في رواية : لا أكر على من فر و لا أفر ممن كر و البلغة تزجيني ; أي تكفيني .
[299]
فصل في لوائه و خاتمه :
محمد الكسائي في المبتدأ : أن أول حرب كانت بين بني آدم ما كان بين شيث و قابيل و ذلك أن الله تعالى أهدى إليه حلة بيضاء و رفعت الملائكة له راية بيضاء فسلسلت الملائكة لقابيل و حملوه إلى عين الشمس و مات فيها و صارت ذريته عبيدا لشيث .
و في الخبر : أن أول من اتخذ الرايات إبراهيم الخليل (عليه السلام) .
ابن أبي البختري و سائر أهل السير أنه : كانت راية قريش و لواؤها جميعا بيدي قصي بن كلاب , ثم لم تزل الراية في يدي عبد المطلب ; فلما بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أقرها في بني هاشم و دفعها إلى علي (عليه السلام) في أول غزاة حملت فيها , و هي ودان , فلم تزل معه .
و كان اللواء يومئذ في عبد الدار , فأعطاه النبي مصعب بن عمير ; فاستشهد يوم أحد .
و أخذها النبي و دفعها إلى علي (عليه السلام) , فجمع يومئذ له الراية و اللواء , و هما أبيضان و ذكره الطبري في تاريخه و القشيري في تفسيره .
تنبيه المذكرين ; زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) : كسرت زند علي يوم أحد و في يده لواء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فسقط اللواء من يده فتحاماه المسلمون أن يأخذوه فقال رسول الله فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة و في رواية غيره : فرفعه المقداد و أعطاه عليا و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنت صاحب رايتي في الدنيا و الآخرة .
المواعظ و الزواجر عن العسكري : أن مالك بن دينار سأل سعيد بن جبير من كان صاحب لواء النبي ?
قال : علي بن أبي طالب .
عبد الله بن حنبل أنه : لما سأل مالك بن دينار سعيد بن جبير عن ذلك , قال : فنظر إلي , فقال : كأنك رخي البال فغضبت و شكوت إلى القراء .
فقالوا : إنك سألته و هو خائف من الحجاج , و قد لاذ بالبيت فاسأله الآن .
فسألته , فقال : كان حاملها علي , كان حاملها علي , كذا سمعته من عبد الله بن عباس .
الحميري :
و حامل راية الإيمان يلقى *** بها الأعداء ضرغاما كميا
تاريخ الطبري و البلاذري و صحيحي مسلم و البخاري أنه : لما أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)
[300]
أن يخرج إلى بدر اختار كل قوم راية فاختار حمزة حمراء و بنو أمية خضراء و علي بن أبي طالب صفراء و كانت راية النبي بيضاء فأعطاها عليا يوم خيبر لما قال لأعطين الراية غدا رجلا ... الخبر .
و كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عقد لحمزة و لعبيدة بن الحارث و لسعيد بن أبي وقاص ألوية بيضاء .
و حدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الإمامة النبوية : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) رأى العباس في ثوبين أبيضين فقال إنه لأبيض الثوبين و هذا جبرئيل يخبرني أن ولده يلبسون السواد .
عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب صفين أنه : نشر عمرو بن العاص في يوم صفين راية سوداء ... الخبر .
و في أخبار دمشق عن أبي الحسين محمد بن عبد الله الرازي قال ثوبان قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يكون لبني العباس رايتان مركزهما كفر و أعلاهما ضلالة , إن أدركتها يا ثوبان فلا تستظل بظلها .
أبي بن كعب : أول الرايات السود نصر و أوسطها غدر و آخرها كفر فمن أعانهم كان كمن أعان فرعون على موسى .
تاريخ بغداد قال أبو هريرة قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق فإن أولها فتنة و أوسطها هرج و آخرها ضلالة .
أخبار دمشق عن النبي (عليه السلام) أبو أمامة في خبر : أولها منشور و آخرها مثبور .
تاريخ الطبري : أن إبراهيم الإمام أنفذ إلى أبي مسلم لواء النصرة و ظل السحاب و كان أبيض طوله أربعة عشر ذراعا مكتوب عليها بالحبر أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ فأمر أبو مسلم غلامه أرقم أن يتحول بكل لون من الثياب .
فلما لبس السواد , قال : معه هيبة , فاختاره خلافا لبني أمية و هيبة للناظر ; و كانوا يقولون هذا السواد حداد آل محمد و شهداء كربلاء و زيد و يحيى .
أبو العلاء السروي :
ضدان جالا على خديك فاتفقا *** من بعد ما افترقا في الدهر و اختلفا
هذا بأعلام بيض اغتدى فبدا *** و ذا بأعلام سود انطوى فعفا
[301]
اعجب بما حكيا في كتب أمرهما *** عن الشعارين في الدنيا و ما وصفا
هذا ملوك بني العباس قد شرعوا *** لبس السواد و أبقوه لهم شرفا
و ذا كهول بني السبطين رايتهم *** بيضاء تخفق أما حادث أزفا
كم ظل بين شباب لا بقاء له *** و بين شيب عليه بالنهي عطفا
هل المشيب إلى جنب الشباب سوي *** صبح هنالك عن وجه الدجى كشفا
و هل يؤدي شباب قد تعقبه *** شيب سوى كدر أعقبت منه صفا
لو لم يكن لبني الزهراء فاطمة *** من شاهد غير هذا في الورى لكفى
فراية لبني العباس عابسة *** سوداء تشهد فيه التيه و السرفا
و راية لبني الزهراء زاهرة *** بيضاء يعرف فيه الحق من عرفا
شهادة كشفت عن وجه أمرهما *** فبح بها و انتصف إن كنت منتصفا
و لغيره :
رايته راية النبي و قد سار بها صهره إلى خيبر
فلو رآها الوصي سلمها إلى *** شبير في الحرب أو شبر
و لم يكن سيدي يسلمها من *** عزة عنده إلى قنبر
و لا إلى مالك ليحملها *** و إنه كان يكره الأشتر
و كان مكتوبا على علم أمير المؤمنين (عليه السلام) :
الحرب إن باشرتها فلا *** يكن منك الفشل
و اصبر على أهوالها *** لا موت إلا بالأجل