back page fehrest page next page

و على رايته :

هذا علي و الهدى يقوده *** من خير فتيان قريش عوده

خاتمه (عليه السلام) سلمان الفارسي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال يا علي تختم بالعقيق تكن من المقربين قال يا رسول الله و ما المقربون قال جبرئيل و ميكائيل قال فبم أتختم قال بالعقيق الأحمر .

[302]

ابن عباس و صعصعة و عائشة أنه : هبط جبرئيل على رسول الله فقال يا محمد ربي يقرئك السلام و يقول لك البس خاتمك بيمينك و اجعل فصه عقيقا و قل لابن عمك يلبس خاتمه بيمينه و يجعل فصه عقيقا فقال علي يا رسول الله و ما العقيق قال العقيق جبل في اليمن ... و الخبر المذكور في فضل الميثاق .

زياد القندي عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : لما كلم الله موسى بن عمران على جبل طور سيناء اطلع على الأرض اطلاعة فخلق من نور وجهه العقيق و قال أقسمت على نفسي أن لا أعذب كف لابسك إذا توالى عليا بالنار .

ابن عباس و السدي : كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) أربعة خواتيم ياقوت لنبله فيروزج لنصره حديد صيني لقوته عقيق لحرزه .

صحيح البخاري و شمائل الترمذي عن عبد الله بن جعفر و جامع البيهقي عن جابر و عن أنس و تختم عبد الرحمن السلمي عن ابن المسيب عن زين العابدين عن أبيه (عليه السلام) و تختم محمد بن يحيى المحتسب عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة و عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة و عن نافع عن ابن عمر و عن أنس و عن جابر كلهم عن النبي أنه : كان (صلى الله عليه وآله وسلّم) يتختم في يمينه و زاد بعضهم في الرواية : و قبض و الخاتم في يمينه .

و قال أبو أمامة : كان النبي يجعل خاتمه في يمينه .

عكرمة و الضحاك عن ابن عباس أنه : كان النبي يتختم في اليد اليمنى .

شمائل الترمذي و سنن السجستاني و تختم المحتسب : أنه كان علي (عليه السلام) يتختم في يمينه .

جامع البيهقي : كان ابن عباس و عبد الله بن جعفر يتختمان في يمينهما .

الراغب في محاضراته : كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و أصحابه يتختمون في أيمانهم و أول من تختم في يساره معاوية .

نتف :

أبي عبد الله السلامي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يتختم في يمينه و الخلفاء الأربعة بعده فنقلها معاوية إلى اليسار و أخذ الناس بذلك فبقي كذلك أيام المروانية فنقلها السفاح إلى اليمين فبقي إلى أيام الرشيد فنقلها إلى اليسار و أخذ الناس بذلك .

و اشتهر أن عمرو بن العاص عند التحكيم سلها من يده اليمنى و قال خلعت

[303]

الخلافة من علي كخلعي خاتمي هذا من يميني و جعلتها في معاوية كما جعلت هذا في يساري .

نقوش الخواتيم عن الجاحظ : أنه كان آدم و إدريس و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و إلياس و يعقوب و داود و سليمان و يوسف و دانيال و يوشع و ذو القرنين و يونس و لوط و هود و شعيب و زكريا و يحيي و صالح و عزير و أيوب و لقمان و عيسى و محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) يتختمون في أيمانهم .

الصقعب بن زهير : أنه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن التختم في اليمين فقال لما أنزل الله على نبيه فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا ... الآية قال جبرئيل يا رسول الله ما من نبي إلا و أنا بشيره و نذيره فما افتخرت بأحد من الأنبياء إلا بكم أهل البيت .

فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا جبرئيل أنت منا .

فقال جبرئيل : أنا منكم ?

فقال رسول الله : أنت منا يا جبرئيل .

فقال يا رسول الله : بين لي ليكون لي فرج لأمتك .

فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) خاتمه بشماله , فقال أنا رسول الله أولكم , و ثانيكم علي , و ثالثكم فاطمة , و رابعكم الحسن , و خامسكم الحسين , و سادسكم جبرئيل , و جعل خاتمه في إصبعه اليمنى .

فقال : أنت سادسنا يا جبرئيل .

فقال جبرئيل : يا رسول الله ما من أحد تختم بيمينه و أراد بذلك سنتك و رأيته يوم القيامة متحيرا إلا أخذت بيده و أوصلته إليك و إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .

محمد بن أبي عمير قلت لموسى بن جعفر (عليه السلام) : تختم أمير المؤمنين (عليه السلام) باليمين ?

فقال : إنما يتختم بيمينه لأنه إمام أصحاب اليمين بعد رسول الله و قد مدح الله أصحاب اليمين و ذم أصحاب الشمال .

جابر الأنصاري :

إن التختم باليمين جلالة *** لذوي العقول و فعل كل أديب

‏لا للنواصب بل لشيعة أحمد *** النصب كفر عند كل لبيب‏

يا ذا الذي قاس الوصي بغيره *** ثكلتك أمك كنت غير مصيب

المطرف العبدي :

قالوا تختم باليمين و إنما *** مارست ذاك تشبها بالصادق

‏و تقربا مني لآل محمد و *** تباعدا مني لكل منافق

‏الماسحين فروجهم بخواتم *** اسم النبي بها و اسم الخالق

[304]

شاعر :

قد تختمت في يدي جميعا *** في يميني و آخر في شمالي

‏في يميني عقد الولاء لعلي *** و شمالي ردا على الأنذال

فصل في أزواجه و أولاده و أقربائه و خدامه :

أبوه : أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم .

و أمه : فاطمة بنت أسد بن هاشم .

و إخوته : طالب و عقيل و جعفر و علي أصغرهم و كل واحد منهم أكبر من أخيه بعشر سنين بهذا الترتيب و أسلموا كلهم و أعقبوا إلا طالب فإنه أسلم و لم يعقب .

أخته : أم هاني , و اسمها فاختة , و جمانة .

و خاله : حنين بن أسد بن هاشم .

و خالته : خالدة بنت أسد .

و ربيبه : محمد بن أبي بكر .

و ابن أخته : جعدة بن هبيرة .

قال الشيخ المفيد في الإرشاد : أولاده خمسة و عشرون و ربما يزيدون على ذلك إلى خمسة و ثلاثين ذكره النسابة العمري في الشافي و صاحب الأنوار : البنون خمسة عشر و البنات ثمانية عشر .

فولد من فاطمة (عليها السلام) : الحسن , و الحسين , و المحسن سقط , و زينب الكبرى , و أم كلثوم الكبرى تزوجها عمر , و ذكر أبو محمد النوبختي في كتاب الإمامة : أن أم كلثوم كانت صغيرة , و مات عمر قبل أن يدخل بها ; و إنه خلف على أم كلثوم بعد عمر , عون بن جعفر , ثم محمد بن جعفر , ثم عبد الله بن جعفر .

و من خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية : محمدا .

و من أم البنين ابنة حزام بن الخالد الكلابية : عبد الله , و جعفر الأكبر , و العباس , و عثمان .

و من أم حبيب بنت ربيعة التغلبية : عمر , و رقية توأمان في بطن .

و من أسماء بنت عميس الخثعمية : يحيى , و محمد الأصغر , و قيل بل ولدت له عونا , و محمد الأصغر من أم ولد .

و من أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية : نفيسة , و زينب الصغرى , و رقية الصغرى .

و من أم شعيب المخزومية : أم الحسن , و رملة .

[305]

و من الهملاء بنت مسروق النهشلية : أبو بكر , و عبد الله .

و من أمامة بنت أبي العاص بن الربيع , و أمها زينب بنت رسول الله : محمد الأوسط .

و من محياة بنت إمرئ القيس الكلبية : جارية هلكت و هي صغيرة .

و كان له خديجة , و أم هاني , و تميمة , و ميمونة , و فاطمة , لأمهات أولاد .

و توفي قبله : يحيى , و أم كلثوم الصغرى , و زينب الصغرى أم الكرام , و جمانة و كنيتها أم جعفر , و أمامة , و أم سلمة , و رملة الصغرى .

و زوج ثماني بنات : زينب الكبرى من عبد الله بن جعفر ; و ميمونة من عقيل بن عبد الله بن عقيل ; و أم كلثوم الصغرى من كثير بن عباس بن عبد المطلب ; و رملة من أبي الهياج عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ; و رملة من الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث ; و فاطمة من محمد بن عقيل .

و في الأحكام الشرعية عن الخزاز القمي : أنه نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى أولاد علي و جعفر فقال : بناتنا لبنينا , و بنونا لبناتنا .

و أعقب له من خمسة : الحسن , و الحسين , و محمد بن الحنفية , و العباس الأكبر , و عمر .

و كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يتمتع بحرة و أمة في حياة خديجة و كذلك علي مع فاطمة .

و في قوت القلوب : أنه تزوج بعد وفاتها بتسع ليال و إنه تزوج بعشر نسوة .

و توفي عن أربعة : أمامة , و أمها زينب بنت النبي ; و أسماء بنت عميس ; و ليلى التميمية ; و أم البنين الكلابية ; و لم يتزوجن بعده .

و خطب المغيرة بن نوفل , أمامة ; ثم أبو الهياج بن أبي سفيان بن حارث .

فروت عن علي (عليه السلام) : أنه لا يجوز لأزواج النبي و الوصي أن يتزوجن بغيره بعده فلم يتزوج امرأة و لا أم ولد بهذه الرواية .

و توفي : عن ثماني عشرة أم ولد .

فقال (عليه السلام) : جميع أمهات أولادي الآن محسوبات على أولادهن بما ابتعتهن به من أثمانهن .

فقال , و من كان من إمائه غير ذوات أولاد , فهن حرائر من ثلثه .

و كتابه : عبيد الله بن أبي رافع , و سعيد بن نمران الهمداني , و عبد الله بن جعفر , و عبيد الله بن عبد الله بن مسعود .

[306]

و كان بوابه سلمان .

و مؤذنه : جويرية بن مسهر العبدي , و ابن النباح , و همدان الذي قتله الحجاج .

و خدامه : أبو نيرز , من أبناء ملوك العجم رغب في الإسلام و هو صغير , فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأسلم , و كان معه . فلما توفي (صلى الله عليه وآله وسلّم) صار مع فاطمة و ولديها و كان عبد الله بن مسعود في سبي فزارة فوهبه النبي لفاطمة (عليها السلام) فكان بعد ذلك مع معاوية .

و كان له ألف نسمة , منهم : قنبر و ميثم قتلهما الحجاج , و سعد , و نصر قتلا مع الحسين (عليه السلام) , و أحمر قتل في صفين , و منهم : غزوان و ثبيت و ميمون .

خادمته : فضة , و زبراء , و سلافة .

و كان له بغلة يقال لها الشهباء , و دلدل : أهداها إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

كشاجم :

و والدهم سيد الأوصياء *** معطي الفقير و مردي البطل‏

و من علم السمر طعن الكلى *** لدى الروع و البيض ضرب القلل

‏و لو زالت الأرض يوم الهياج *** لمن تحت أخمصه لم يزل

‏و من صد عن وجه دنياهم *** و قد لبست حليها و الحلل

‏و كانوا إذا ما أضافوا إليه *** بأرفعهم رتبة في المثل

‏سماء أضفت إليه الحضيض *** و بحر قرنت إليه الوشل

فصل في حليته و تواريخه :

ابن إسحاق و ابن شهاب : أنه كتب حلية أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ثبيت الخادم على عمره فأخذها عمرو بن العاص فزم بأنفه فقطعها و كتب أن أبا تراب كان شديد الأدمة عظيم البطن حمش الساقين و نحو ذلك فلذلك وقع الخلاف في حليته .

[307]

و ذكر في كتاب صفين و نحوه عن جابر و ابن الحنفية : أنه كان علي رجلا دحداحا ربع القامة أزج الحاجبين أدعج العينين أنجل تميل إلى الشهلة , كان وجهه القمر ليلة البدر حسنا , و هو إلى السمرة , أصلع له حفاف من خلفه كأنه إكليل , و كان عنقه إبريق فضة , و هو أرقب ضخم البطن , أقرى الظهر , عريض الصدر , محض المتن , شثن الكفين , ضخم الكسور لا يبين عضده من ساعده تدامجت إدماجا عبل الذراعين , عريض المنكبين , عظيم المشاشين , كمشاش السبع الضاري , له لحية قد زانت صدره , غليظ العضلات حمش الساقين .

قال المغيرة : كان علي (عليه السلام) على هيئة الأسد , غليظا منه ما استغلظ , دقيقا منه ما استدق .

ولد (عليه السلام) في البيت الحرام , يوم الجمعة الثالث عشر من رجب , بعد عام الفيل بثلاثين سنة .

و روى ابن همام : بعد تسعة و عشرين سنة .

و قبض قتيلا في مسجد الكوفة وقت التنوير ليلة الجمعة لتسعة عشر مضين من شهر رمضان على يدي عبد الرحمن بن الملجم المرادي , و قد عاونه وردان بن مجالد من تيم الرباب و شبيب بن بجرة و الأشعث بن قيس و قطام بنت الأخضر ; فضربه سيفا على رأسه مسموما فبقي يوما إلى نحو ثلث من الليل , و له يومئذ خمس و ستون سنة في قول الصادق (عليه السلام) , و قالت العامة ثلاث و ستون سنة .

عاش مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بمكة ثلاث عشرة سنة , و بالمدينة عشر سنين .

[308]

و قد كان هاجر و هو ابن أربع عشرة سنة , و ضرب بالسيف بين يدي النبي و هو ابن ست عشرة سنة , و قتل الأبطال و هو ابن تسع عشرة سنة , و قلع باب خيبر و له اثنتان و عشرون سنة .

و كانت مدة إمامته : ثلاثون سنة , منها أيام أبي بكر سنتان و أربعة أشهر , و أيام عمر تسع سنين و أشهر و أيام و عن الفرياني : عشر سنين و ثمانية أشهر , و أيام عثمان اثنتا عشرة سنة ; ثم آتاه الله الحق خمس سنين و أشهر .

و كان (عليه السلام) أمر بأن يخفى قبره , لما عرف من بني أمية و عداوتهم فيه إلى أن أظهره الصادق (عليه السلام) .

ثم إن محمد بن زيد الحسني أمر بعمارة الحائر بكربلاء و البناء عليهما , و بعد ذلك زيد فيه , و بلغ عضد الدولة العناية في تعظيمهما و الأوقاف عليهما .

دعبل :

ألا إنه طهر زكي مطهر *** سريع إلى الخيرات و البركات

‏غلاما و كهلا خير كهل *** و يافع و أبسطهم كفا إلى الكربات

‏و أشجعهم قلبا و أصدقهم أخا *** و أعظمهم في المجد و القربات

‏أخو المصطفى بل صهره و وصيه *** من القوم و الستار للعورات

‏كهارون من موسى على رغم معشر *** سفال لئام شقق البشرات

فصل في مقتله (عليه السلام) :

تفسير وكيع و سدي و سفيان و أبي صالح أن عبد الله بن عمر قرأ قوله تعالى : أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها يوم قتل أمير المؤمنين و قال لقد كنت يا أمير المؤمنين الطرف الأكبر في العلم اليوم نقص علم الإسلام و مضى ركن الإيمان .

الزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح قال : لما قتل علي بن أبي طالب قال ابن عباس هذا نقص الفقه و العلم من أرض المدينة ثم قال إن نقصان الأرض نقصان علمائها و خيار أهلها إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال و لكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فيسألوا فيفتوا بغير علم فيضلوا و أضلوا .

[309]

سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً و قد كان قبر علي بن أبي طالب مع نوح في السفينة فلما خرج من السفينة ترك قبره خارج الكوفة فسأل نوح ربه المغفرة لعلي و فاطمة قوله وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثم قال وَ لا تَزِدِ الظَّالِمِينَ يعني الظلمة لأهل بيت محمد إِلَّا تَباراً .

و روي : أنه نزل فيه وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ .

أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين و أبو بكر الشيرازي في نزول القرآن : أنه قال سعيد بن المسيب كان علي يقرأ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها قال فو الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا ; و أشار إلى لحيته و رأسه .

و روى الثعلبي و الواحدي بإسنادهما عن عمار و عن عثمان بن صهيب عن الضحاك و روى ابن مردويه بإسناده عن جابر بن سمرة و عن صهيب و عن عمار و عن ابن عدي و عن الضحاك و الخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة و روى الطبري و الموصلي عن عمار و روى أحمد بن حنبل عن الضحاك : أنه قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يا علي أشقى الأولين عاقر الناقة و أشقى الآخرين قاتلك و في رواية : من يخضب هذه من هذا .

الصنوبري :

قال النبي له أشقى البرية *** يا علي إذ ذكر الأشقى شقيان

‏هذا عصى صالحا في عقر ناقته *** و ذاك فيك سيلقاني بعصيان

‏ليخضبن هذه من ذا أبا حسن *** في حين يخضبها من أحمر قان

و كان عبد الرحمن بن ملجم التجوبي عداده من مراد .

قال ابن عباس : كان من ولد قدار عاقر ناقة صالح و قصتهما واحدة لأن قدار عشق امرأة يقال لها رباب كما عشق ابن ملجم قطاما .

سمع ابن ملجم و هو يقول : لأضربن عليا بسيفي هذا فذهبوا به إليه (عليه السلام) فقال , ما اسمك ?

قال : عبد الرحمن بن ملجم .

قال : نشدتك بالله عن شي‏ء تخبرني ?

قال : نعم .

قال : هل مر عليك شيخ يتوكأ على عصاه و أنت في الباب فشقك بعصاه , ثم قال : بؤسا لك لشقي من عاقر ناقة ثمود ?

قال : نعم .

[310]

قال : هل كان الصبيان يسمونك ابن راعية الكلاب و أنت تلعب معهم ?

قال : نعم .

قال : هل أخبرتك أمك أنها حملت بك و هي طامث ?

قال : نعم .

قال : فبايع , فبايع ; ثم قال : خلوا سبيله .

و روي : أنه جاءه ليبايعه ; فرده مرتين أو ثلاثا , فبايعه , و توثق منه إلا يغدر , و لا ينكث .

فقال : و الله ما رأيتك تفعل هذا بغيري .

فقال : يا غزوان , احمله على الأشقر .

فأركبه , فتمثل أمير المؤمنين (عليه السلام) :

أريد حياته و يريد قتلي *** غديرك من خليلك من مراد

امض يا ابن ملجم , فو الله ما أرى تفي بما قلت .

و في رواية : و الذي نفسي بيده لتخضبن هذه من هذا .

الحسن البصري : أنه (عليه السلام) سهر في تلك الليلة , و لم يخرج لصلاة الليل على عادته .

فقالت أم كلثوم : ما هذا السهر ?

قال : إني مقتول لو قد أصبحت .

فقالت : مر جعدة فليصل بالناس .

قال : نعم , مروا جعدة ليصل .

ثم مر , و قال : لا مفر من الأجل و خرج قائلا :

خلوا سبيل الجاهد المجاهد *** في الله ذي الكتب و ذي المشاهد

في الله لا يعبد غير الواحد *** و يوقظ الناس إلى المساجد

روي : أنه (عليه السلام) سهر في تلك الليلة فأكثر الخروج و النظر إلى السماء , و هو يقول : و الله ما كذبت و لا كذبت و إنها الليلة التي وعدت بها .

ثم يعاود مضجعه , فلما طلع الفجر أتاه ابن التياح , و نادى : الصلاة .

فقام فاستقبله الإوز , فصحن في وجهه .

فقال : دعوهن , فإنهن صوائح , تتبعها نوائح .

و تعلقت حديدة على الباب في ميزره , فشد إزاره و هو يقول :

اشدد حيازيمك للموت *** فإن الموت لاقيكا

و لا تجزع من الموت *** إذا حل بواديكا

فقد أعرف أقواما *** و إن كانوا صعاليكا

مساريع إلى الخير *** و للشر متاريكا

[311]

أبو صالح الحنفي : سمعت عليا (عليه السلام) يقول رأيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود و اللدد و بكيت .

فقال : لا تبك يا علي , و التفت , فالتفت ; فإذا رجلان مصفدان , و إذا جلاميد يرضخ بها رءوسهما .

و روي : أنه (عليه السلام) قال لأم كلثوم يا بنية إني أراني قل ما أصحبكم .

قالت : و كيف ذاك يا أبتاه ?

قال : إني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في منامي هو يمسح الغبار عن وجهي , و يقول : يا علي , لا عليك قد قضيت ما عليك .

قالت : فما مكثنا حتى ضرب تلك الليلة الضربة .

و في رواية : أنه قال , يا بنية : لا تفعلي , فإني أرى رسول الله يشير إلي بكفه , يا علي : إلينا ; فإن ما عندنا هو خير لك .

أبو مخنف الأزدي و ابن راشد و الرفاعي و الثقفي جميعا : أنه اجتمع نفر من الخوارج بمكة , فقالوا إنا شرينا أنفسنا لله فلو أتينا أئمة الضلال و طلبنا غرتهم فأرحنا منهم البلاد و العباد .

فقال عبد الرحمن بن ملجم : أنا أكفيكم عليا .

و قال الحجاج بن عبد الله السعدي الملقب بالبرك : أنا أكفيكم معاوية .

فقال عمرو بن بكر التميمي : أنا أكفيكم عمرو بن العاص .

و اتعدوا التاسع عشر من شهر رمضان ; ثم تفرقوا .

فدخل ابن ملجم الكوفة , فرأى رجلا من أهل التيم , تيم الرباب عند قطام التميمية , و كان أمير المؤمنين (عليه السلام) قتل أباها الأخضر و أخاها الأصبغ بالنهروان , فشغف بها ابن ملجم و خطبها .

فأجابته ; بمهر ذكره العبدي في كلمة له , فقال :

فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة *** كمهر قطام من فصيح و أعجم

‏ثلاثة آلاف و عبد و فتية *** و ضرب علي بالحسام المسمم

‏فلا مهر أغلى من علي و إن غلا *** و لا قتل إلا دون قتل ابن ملجم

فقبل ابن ملجم ذلك .

قالت : ويحك من يقدر على قتل علي , و هو فارس الفرسان و مغالب الأقران و السباق إلى الطعان , و أما المالية فلا بأس علي منها .

قال : أقبل .

فبعثت إلى وردان بن مجالد التميمي , و سألته معونة ابن ملجم .

و استعان ابن ملجم بشبيب بن بجرة فأعانه , و أعانه رجل من وكلاء عمرو بن العاص بخط فيه مائة ألف درهم , فجعله مهرها .

فأطعمت لهما اللوزينج و الجوزينق و سقتهما الخمر العكبري فنام شبيب و تمتع ابن ملجم معها .

[312]

ثم قامت فأيقظتهما و عصبت صدورهم بحرير و تقلدوا أسيافهم و كمنوا له مقابل السدة , و حضر الأشعث بن قيس لمعونتهم , فقال لابن ملجم : النجا النجا لحاجتك ; فقد ضحك الصبح .

فأحس حجر بن عدي بما أراد الأشعث , فقال له : قتلته يا أشعث , و خرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين , فدخل المسجد .

فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف .

و قال محمد بن عبد الله الأزدي : أقبل أمير المؤمنين ينادي الصلاة الصلاة فإذا هو مضروب , و سمعت قائلا يقول : الحكم لله يا علي , لا لك , و لا لأصحابك .

و سمعت عليا يقول : فزت و رب الكعبة ثم يقول : لا يفوتنكم الرجل .

و كان قد ضربه شبيب فأخطأه و وقعت ضربته في الطاق و مضى هاربا حتى دخل منزله .

back page fehrest page next page