و دخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره , فقال : ما هذا لعلك قتلت أمير المؤمنين ?
فأراد أن يقول , لا ; فقال : نعم .
فقتله الأزدي .
و أما ابن ملجم فإن رجلا من همدان لحقه و طرح عليه قطيفة و صرعة .
و انسل الثالث بين الناس .
فلما رآه أمير المؤمنين , قال : النفس بالنفس , إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني ; و إن سلمت رأيت فيه رأيي .
و في رواية : إن عشت رأيت فيه رأيي و إن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي .
فسئل عن معناه , فقال : اقتلوه ثم أحرقوه بالنار .
فقال ابن ملجم : لقد ابتعته بألف , و سممته بألف , فإن خانني فأبعده الله ; و لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم .
و في محاسن الجوابات عن الدينوري أنه قال : سألت الله أن يقتل به شر خلقه .
فقال علي (عليه السلام) : قد أجاب الله دعوتك , يا حسن إذا مت فاقتله بسيفه .
و روي : أنه قال أطعموه و اسقوه و أحسنوا إساره فإن أصح فأنا ولى دمي , إن شئت عفوت , و إن شئت استنفذت , و إن هلكت فاقتلوه .
ثم أوصى , فقال : يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا , تقولون قتل أمير المؤمنين ; ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي , و نهى عن المثلة .
و روى أبو عثمان المازني أنه قال (عليه السلام) :
تلكم قريش تمناني لتقتلني *** فلا و ربك ما فازوا و ما ظفروا
فإن بقيت فرهن ذمتي لهم *** بذات ودقين لا يعفو لها أثر
[313]
و إن هلكت فإني سوف أوترهم *** ذل الممات فقد خانوا و قد غدروا
و أمر الحسن (عليه السلام) أن يصلي الغداة بالناس .
و روي : أنه دفع في ظهره جعدة فصلى بالناس الغداة .
الأصبغ في خبر : أن عليا (عليه السلام) قال : لقد ضربت في الليلة التي قبض فيها يوشع بن نون , و لأقبض في الليلة التي رفع فيها عيسى ابن مريم .
الحسن بن علي (عليه السلام) في خبر : و لقد صعد بروحه في الليلة التي صعد فيها بروح يحيى بن زكريا .
فلما توفي أمير المؤمنين , و دفن ; جلس الحسن و أمر به فضرب عنقه .
و استوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته لتتولى إحراقها .
فوهبها لها .
فأحرقتها بالنار .
و أما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على معاوية و عمرو , فإن أحدهما ضرب معاوية على أليتيه و هو راكع .
و أما الآخر فإنه قتل خارجة بن أبي حنيفة العامري , و هو يظن أنه عمرو و كان قد استخلفه لعلة وجدها .
الحسن بن علي (عليه السلام) :
أين من كان لعلم المصطفى *** في الناس بابا
أين من كان إذا ما *** قحط الناس سحابا
أين من كان إذا نودي *** في الحرب أجابا
أين من كان دعاه *** مستجابا و مجابا
و له (عليه السلام) :
خل العيون و ما أردن *** من البكاء على علي
لا تقبلن من الخلي *** فليس قلبك بالخلي
لله أنت إذا الرجال *** تضعضعت وسط الندي
فرجت غمته و لم تر *** كن إلى فشل و عي
و له (عليه السلام) :
خذل الله خاذليه و لا أغمد *** عن قاتليه سيف الفناء
زيد بن علي قال الحسين لما قتل أمير المؤمنين سمعت جنية ترثيه بهذه
[314]
الأبيات :
لقد هد ركني أبو شبر *** فما ذاقت العين طيب الوسن
و لا ذاقت العين طيب الكرى *** و ألقيت دهري رهين الحزن
و أقلقني طول تذكاره *** حرارة ثكل الرقوب الشثن
و قال أنس بن مالك سمعت صوت هاتف من الجن :
يا من يؤم إلى مدينة قاصدا *** أد الرسالة غير ما متوان
قتلت شرار بني أمية سيدا *** خير البرية ماجدا ذا شأن
رب المفضل في السماء و أرضها *** سيف النبي و هادم الأوثان
بكت المشاعر و المساجد بعد ما *** بكت الأنام له بكل مكان
و في شرف النبوة أنه سمع منهم :
لقد مات خير الناس بعد محمد *** و أكرمهم فضلا و أوفاهم عهدا
و أضربهم سيفا في مهج العدى *** و أصدقهم قيلا و أنجزهم وعدا
صعصعة بن صوحان :
إلى من لي بأنسك يا أخيا *** و من لي أن أبثك ما لديا
طوتك خطوب دهر قد توالى *** لذاك خطوبه نشرا و طيا
فلو نشرت قواك إلى المنايا *** شكوت إليك ما صنعت إليا
بكيتك يا علي لدر عيني *** فلم يغن البكاء عليك شيئا
كفى حزنا بدفنك ثم إني *** نفضت تراب قبرك من يديا
و كانت في حياتك لي عظات *** و أنت اليوم أوعظ منك حيا
فيا أسفا عليك و طول شوقي *** إلي لو أن ذلك رد شيا
و له :
هل خبر القبر سائليه *** أم قر عينا بزائريه
[315]
أم هل تراه أحاط علما *** بالجسد المستكن فيه
لو علم القبر من يواري *** تاه على كل من يليه
يا موت ما ذا أردت مني *** حققت ما كنت أتقيه
يا موت لو تقبل افتداء *** لكنت بالروح أفتديه
دهر زماني بفقد إلفي *** أذم دهري و أشتكيه
أبو الأسود الدؤلي :
ألا يا عين ويحك فاسعدينا *** أ لا أبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا *** و حثحثها و من ركب السفينا
و من لبس النعال و من حذاها *** و من قرأ المثاني و المبينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين *** رأيت البدر راق الناظرينا
يقيم الحد لا يرتاب فيه *** و يقضي بالفرائض مستبينا
ألا أبلغ معاوية بن حرب *** فلا قرت عيون الشامتينا
أ في الشهر الحرام فجعتمونا *** بخير الناس طرا أجمعينا
و من بعد النبي فخير نفس *** أبو حسن و خير الصالحينا
كأن الناس إذ فقدوا عليا *** نعام جال في بلد سنينا
و كنا قبل مهلكه بخير *** نرى فينا وصي المسلمينا
فلا و الله لا أنسى عليا *** و حسن صلاته في الراكعينا
لقد علمت قريش حيث كانت *** بأنك خيرهم حسبا و دينا
فلا تشمت معاوية بن حرب *** فإن بقية الخلفاء فينا
الطائي :
حميت ليدخل جنات أبو حسن *** و أوجبت بعده للقاتل النار
الحميري :
لا در در المرادي الذي سفكت *** كفاه مهجة خير الخلق إنسانا
[316]
لبعض الصحابة :
دعوتك يا علي فلم تجبني *** و ردت دعوتي بأسا عليا
بموتك ماتت اللذات عني *** و كانت حية إذ كنت حيا
فيا أسفي عليك و طول شوقي *** إليك لو أن ذلك رد ليا
لبعضهم :
أصحى بما قد تعاطاه بضربته *** مما عليه من الإسلام عريانا
أبكى السماء لباب كان يعمره *** منها و حنت عليه الأرض تحنانا
عبدا تحمل إثما لو تحمله *** ثهلان طرفة عين هد ثهلانا
طورا أقول ابن ملعونين ملتقط *** من نسل إبليس لا بل كان شيطانا
ويل أمه أيما ذا لعنة ولدت *** ويل له أيما ذا لعنة كانا
أضحى ببرهوت من بلهوت محتسبا *** يلقى بها من عذاب الله ألوانا
ما دب في الأرض مذ ذلت مناكبها *** خلق من الخير أخلى منه ميزانا
لا عاقر الناقة المردي ثمود لها *** رب أتوا سخطة فسقا و كفرانا
و لا ابن آدم قابيل اللعين أخو *** هابيل إذ قربا لله قربانا
بل المرادي عند الله أعظمهم *** خزيا و أشقاهم نفسا و جثمانا
الصنوبري :
نعم الشهيد إن رب الخلق يشهد لي *** و الخلق إنهما نعم الشهيدان
من ذا يعزي النبي المصطفى بهما *** من ذا يعزيه من قاص و من دان
من ذا لفاطمة اللهفاء ينبئها *** عن بعلها و ابنها إنهاء لهفان
من قابض النفس في المحراب منتصبا *** و قابض النفس في الهيجاء عطشان
نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا *** نعم و شمسان أما قلت شمسان
سيفان يغمد سيف الحرب إن برزا *** و في يمينهما للحرب سيفان
[317]
المصري :
غصبتم ولي الحق مهجة نفسه *** و كان لكم غصب الأمانة مقنعا
و ألجمتم آل النبي سيوفكم *** تفري من السادات سوقا و أذرعا
ضغائن بدر أظهرتها و جاهرت *** بما كان منها في الجوانح مودعا
لوى عذره يوم الغدير بحقه *** و أعقبه يوم البعير و أتبعا
و حاربه القرآن عنه فما ارعوى *** و عاتبه الإسلام فيه فما رعا
فصل في زيارته (عليه السلام) :
النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : من زار عليا بعد وفاته فله الجنة .
الصادق (عليه السلام) : من ترك زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) لم ينظر الله إليه , أ لا تزورون من تزوره الملائكة و النبيون .
و عنه (عليه السلام) : إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين , فلا تكن عند الخير نواما .
ابن مدلل :
زر بالغري العالم الرباني *** علم الهدى و دعائم الإيمان
و قل السلام عليك يا خير الورى *** يا أيها النبأ العظيم الشأن
يا من على الأعراف يعرف فضله *** يا قاسم الجنات و النيران
نار تكون قسيمها يا عدتي *** أنا آمن منها على جثماني
و أنا مضيفك و الجنان لي القرى *** إذ أنت أنت مورد الضيفان
دعبل :
سلام بالغداة و بالعشي *** على جدث بأكناف الغري
و لا زالت غزال النور ترجى *** إليه صبابة المزن الروي
ألا ذا حبذا ترب بنجد *** و قبر ضم أوصال الوصي
وصي محمد بأبي و أمي *** و أكرم من مشى بعد النبي
[318]
لأن حجوا إلى البلد القصي *** فحجي ما حييت إلى علي
و إن زاروا هم الشيخين زرنا *** عليا بالغداة و بالعشي
و كتب على مشهده (عليه السلام) :
هذا ولي الله في أرضه *** في جنة الخلد و آلائه
لا يقبل الله له زائرا *** لم يبر من سائر أعدائه
ابن رزيك :
كأني إذ جعلت إليك قصدي *** قصدت الركن بالبيت الحرام
و خيل لي بأني في مقامي *** لديه بين زمزم و المقام
أيا مولاي ذكرك في قعودي *** و يا مولاي ذكرك في قيامي
و أنت إذا انتبهت سمير فكري *** كذلك أنت أنسي في منامي
و حبك إن يكن قد حل قلبي *** و في لحمي استكن و في عظامي
فلو لا أنت لم تقبل صلاتي *** و لو لا أنت لم يقبل صيامي
عسى أسقى بكأسك يوم حشري *** و يبرد حين أشربها أوامي
باب مناقب فاطمة الزهراء (عليها السلام)
فصل في تفضيلها على النساء :
الخركوشي في كتابيه اللوامع و شرف المصطفى بإسناده عن سلمان و أبو بكر الشيرازي في كتابه عن أبي صالح و أبو إسحاق الثعلبي و علي بن أحمد الطائي و أبو محمد بن الحسن بن علوية القطان في تفاسيرهم عن سعيد بن جبير و سفيان الثوري و أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس و عن أبي مالك عن ابن عباس و القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق (عليه السلام) و اللفظ له في قوله : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال علي و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه و في رواية : بَيْنَهُما بَرْزَخٌ رسول الله يَخْرُجُ
[319]
مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الحسن و الحسين (عليه السلام) .
أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس : أن فاطمة (عليها السلام) بكت للجوع و العرى , فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : اقنعي يا فاطمة بزوجك فو الله إنه سيد في الدنيا , سيد في الآخرة , و أصلح بينهما .
فأنزل الله مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ يقول أنا الله أرسلت البحرين علي بن أبي طالب بحر العلم و فاطمة بحر النبوة يلتقيان يتصلان , أنا الله أوقعت الوصلة بينهما .
ثم قال بَيْنَهُما بَرْزَخٌ مانع رسول الله يمنع علي بن أبي طالب أن يحزن لأجل الدنيا و يمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا : فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ تُكَذِّبانِ بولاية أمير المؤمنين و حب فاطمة الزهراء ; فاللؤلؤ : الحسن , و المرجان : الحسين ; لأن اللؤلؤ الكبار و المرجان الصغار و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما , فإن البحر سمي بحرا لسعته و أجرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فرسا فقال وجدته بحرا .
البشنوي :
ما عبد شمس و لا تيم و ناصبها *** من جندها الغيث و الطير الأبابيل
في البرزخ الشأن لما أنزلت مرج *** البحرين إذ يخرج المرجان و اللؤلؤ
محمد بن منصور السرخسي :
و أراد رب العرش أن يلقى بها *** شجر كريم العرق و الأغصان
فقضى فزوجها عليا إنه *** كان الكفي لها بلا نقصان
و قضى الإله من أن تولد منهما *** ولدان كالقمرين يلتقيان
سبطا محمد الرسول و فلذتا *** كبد البتول كذاك يعتلقان
فبنى الإمامة و الخلافة و الهدى *** بعد الرسالة ذانك الولدان
تفسير ابن عباس و قتادة و مجاهد و ابن جبير و الكلبي و الحسن و أبي صالح و القزويني و المغربي و الوالبي و في صحيح مسلم و شرف الخركوشي و اعتقاد الأشنهي في قوله تعالى : وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ كانت فاطمة فقط و هو المروي عن الصادق و عن سائر أهل البيت (عليهم السلام) .
عمار بن ياسر في قوله تعالى : فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ
[320]
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى قال فالذكر علي و الأنثى فاطمة وقت الهجرة إلى رسول الله في الليلة .
الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى فالذكر أمير المؤمنين و الأنثى فاطمة إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى لمختلف فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى بقوته و صام حتى وفى بنذره و تصدق بخاتمه و هو راكع و آثر المقداد بالدينار على نفسه قال وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى و هي الجنة و الثواب من الله فَسَنُيَسِّرُهُ لذلك و جعله إماما في الخير , و قدوة و أبا للأئمة ; يسره الله لليسرى .
الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم كذا نزلت على محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) .
القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق (عليه السلام) : قالت فاطمة لما نزلت لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً هبت رسول الله أن أقول له يا أبة فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة و اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال يا فاطمة إنها لم تنزل فيك و لا في أهلك و لا في نسلك أنت مني و أنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش أصحاب البذخ و الكبر قولي يا أبة فإنها أحيا للقلب و أرضى للرب .
و اعلم أن الله ذكر اثنتي عشرة امرأة في القرآن على وجه الكناية .
اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ حواء .
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ .
إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ امرأة فرعون .
وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ لإبراهيم .
وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ لزكريا .
الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ زليخا .
وَ آتَيْناهُ أَهْلَهُ لأيوب .
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ بلقيس .
إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ لموسى .
وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً حفصة و عائشة .
وَ وَجَدَكَ عائِلًا خديجة .
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ فاطمة (عليها السلام) .
ثم ذكرهن بخصال :
التوبة من حواء قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا .
و الشوق من آسية رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ .
و الضيافة من سارة وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ .
و العقل من بلقيس إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً .
و الحياء من امرأة موسى فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي .
[321]
و الإحسان من خديجة وَ وَجَدَكَ عائِلًا .
و النصيحة لعائشة و حفصة يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ إلى قوله وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ .
و العصمة من فاطمة وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ .
و إن الله تعالى أعطى عشرة أشياء لعشرة من النساء :
التوبة لحواء زوجة آدم .
و الجمال لسارة زوجة إبراهيم .
و الحفاظ لرحيمة زوجة أيوب .
و الحرمة لآسية زوجة فرعون .
و الحكمة لزليخا زوجة يوسف .
و العقل لبلقيس زوجة سليمان .
و الصبر لبرحانة أم موسى .
و الصفوة لمريم أم عيسى .
و الرضا لخديجة زوجة المصطفى .
و العلم لفاطمة زوجة المرتضى .
و الإجابة لعشرة :
وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ .
فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ يوسف .
قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما موسى و هارون .
فَاسْتَجَبْنا لَهُ يونس .
فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ أيوب .
فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ يَحْيى زكريا .
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ للمخلصين .
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ للمضطرين .
وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي للداعين .
فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ فاطمة و زوجها .
و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها و بشره بها :
لفراقه وطنه , فأنزل الله إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ
و لتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب فنزل إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ .
و لأمته من العذاب فنزل وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ .
و لظهور الدين فنزل لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .
و للمؤمنين بعده فنزل يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ .
و لخصمائهم فنزل يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا .
و للشفاعة فنزل وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى .
و للفتنة بعده على وصيه فنزل فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ يعني بعلي .
و لثبات الخلافة في أولاده فنزل لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ .
و لابنته حال الهجرة فنزل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً ... الآيات .
و رأس التوابين أربعة :
آدم قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا .
و يونس قال سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ .
و داود وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ .
و فاطمة الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً .
[322]
و خوفت أربعة من الصالحات :
آسية عذبت بأنواع العذاب فكانت تقول رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ .
و مريم خافت من الناس و هربت فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي .
و خديجة عذلها النساء في النبي فهجرنها فقالت فاطمة أ ما كان أبي رسول الله أ لا يحفظ في ولده سرع ما أخذتم و أعجل ما نكصتم .
و رأس البكاءين ثمانية :
آدم و نوح و يعقوب و يوسف و شعيب و داود و فاطمة و زين العابدين (عليه السلام) .
قال الصادق (عليه السلام) : أما فاطمة فبكت على رسول الله حتى تأذى أهل المدينة فقالوا لها آذيتنا بكثرة بكائك إما أن تبكي بالليل و إما أن تبكي بالنهار و كانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي .
و خير نساء العالمين أربعة :
كتاب أبي بكر الشيرازي و روى أبو الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أبيه أن رسول الله قرأ : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ ... الآية ; فقال يا علي خير نساء العالمين أربع :
مريم بنت عمران ; و خديجة بنت خويلد ; و فاطمة بنت محمد ; و آسية بنت مزاحم .
أبو نعيم في الحلية و ابن البيع في المسند و الخطيب في التأريخ و ابن بطة في الإبانة و أحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن معمر عن قتادة عن أنس و روى الثعلبي في تفسيره و السلامي في تاريخ خراسان و أبو صالح المؤذن في الأربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة و روى الشعبي عن جابر بن عبد الله و سعيد بن المسيب و روى كريب عن ابن عباس و روى مقاتل عن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس و قد رواه أبو مسعود و عبد الرزاق و أحمد و إسحاق كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و اللفظ للحلية أنه قال (عليه السلام) : حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران ; و خديجة بنت خويلد ; و فاطمة بنت محمد ; و آسية امرأة فرعون .