back page fehrest page next page

و دخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره , فقال : ما هذا لعلك قتلت أمير المؤمنين ?

فأراد أن يقول , لا ; فقال : نعم .

فقتله الأزدي .

و أما ابن ملجم فإن رجلا من همدان لحقه و طرح عليه قطيفة و صرعة .

و انسل الثالث بين الناس .

فلما رآه أمير المؤمنين , قال : النفس بالنفس , إن أنا مت فاقتلوه كما قتلني ; و إن سلمت رأيت فيه رأيي .

و في رواية : إن عشت رأيت فيه رأيي و إن هلكت فاصنعوا به ما يصنع بقاتل النبي .

فسئل عن معناه , فقال : اقتلوه ثم أحرقوه بالنار .

فقال ابن ملجم : لقد ابتعته بألف , و سممته بألف , فإن خانني فأبعده الله ; و لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم .

و في محاسن الجوابات عن الدينوري أنه قال : سألت الله أن يقتل به شر خلقه .

فقال علي (عليه السلام) : قد أجاب الله دعوتك , يا حسن إذا مت فاقتله بسيفه .

و روي : أنه قال أطعموه و اسقوه و أحسنوا إساره فإن أصح فأنا ولى دمي , إن شئت عفوت , و إن شئت استنفذت , و إن هلكت فاقتلوه .

ثم أوصى , فقال : يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا , تقولون قتل أمير المؤمنين ; ألا لا يقتلن بي إلا قاتلي , و نهى عن المثلة .

و روى أبو عثمان المازني أنه قال (عليه السلام) :

تلكم قريش تمناني لتقتلني *** فلا و ربك ما فازوا و ما ظفروا

فإن بقيت فرهن ذمتي لهم *** بذات ودقين لا يعفو لها أثر

[313]

و إن هلكت فإني سوف أوترهم *** ذل الممات فقد خانوا و قد غدروا

و أمر الحسن (عليه السلام) أن يصلي الغداة بالناس .

و روي : أنه دفع في ظهره جعدة فصلى بالناس الغداة .

الأصبغ في خبر : أن عليا (عليه السلام) قال : لقد ضربت في الليلة التي قبض فيها يوشع بن نون , و لأقبض في الليلة التي رفع فيها عيسى ابن مريم .

الحسن بن علي (عليه السلام) في خبر : و لقد صعد بروحه في الليلة التي صعد فيها بروح يحيى بن زكريا .

فلما توفي أمير المؤمنين , و دفن ; جلس الحسن و أمر به فضرب عنقه .

و استوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته لتتولى إحراقها .

فوهبها لها .

فأحرقتها بالنار .

و أما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على معاوية و عمرو , فإن أحدهما ضرب معاوية على أليتيه و هو راكع .

و أما الآخر فإنه قتل خارجة بن أبي حنيفة العامري , و هو يظن أنه عمرو و كان قد استخلفه لعلة وجدها .

الحسن بن علي (عليه السلام) :

أين من كان لعلم المصطفى *** في الناس بابا

أين من كان إذا ما *** قحط الناس سحابا

أين من كان إذا نودي *** في الحرب أجابا

أين من كان دعاه *** مستجابا و مجابا

و له (عليه السلام) :

خل العيون و ما أردن *** من البكاء على علي

‏لا تقبلن من الخلي *** فليس قلبك بالخلي

‏لله أنت إذا الرجال *** تضعضعت وسط الندي

‏فرجت غمته و لم تر *** كن إلى فشل و عي

و له (عليه السلام) :

خذل الله خاذليه و لا أغمد *** عن قاتليه سيف الفناء

زيد بن علي قال الحسين لما قتل أمير المؤمنين سمعت جنية ترثيه بهذه

[314]

الأبيات :

لقد هد ركني أبو شبر *** فما ذاقت العين طيب الوسن‏

و لا ذاقت العين طيب الكرى *** و ألقيت دهري رهين الحزن

‏و أقلقني طول تذكاره *** حرارة ثكل الرقوب الشثن

و قال أنس بن مالك سمعت صوت هاتف من الجن :

يا من يؤم إلى مدينة قاصدا *** أد الرسالة غير ما متوان

‏قتلت شرار بني أمية سيدا *** خير البرية ماجدا ذا شأن

‏رب المفضل في السماء و أرضها *** سيف النبي و هادم الأوثان

‏بكت المشاعر و المساجد بعد ما *** بكت الأنام له بكل مكان

و في شرف النبوة أنه سمع منهم :

لقد مات خير الناس بعد محمد *** و أكرمهم فضلا و أوفاهم عهدا

و أضربهم سيفا في مهج العدى *** و أصدقهم قيلا و أنجزهم وعدا

صعصعة بن صوحان :

إلى من لي بأنسك يا أخيا *** و من لي أن أبثك ما لديا

طوتك خطوب دهر قد توالى *** لذاك خطوبه نشرا و طيا

فلو نشرت قواك إلى المنايا *** شكوت إليك ما صنعت إليا

بكيتك يا علي لدر عيني *** فلم يغن البكاء عليك شيئا

كفى حزنا بدفنك ثم إني *** نفضت تراب قبرك من يديا

و كانت في حياتك لي عظات *** و أنت اليوم أوعظ منك حيا

فيا أسفا عليك و طول شوقي *** إلي لو أن ذلك رد شيا

و له :

هل خبر القبر سائليه *** أم قر عينا بزائريه

[315]

أم هل تراه أحاط علما *** بالجسد المستكن فيه

‏لو علم القبر من يواري *** تاه على كل من يليه

‏يا موت ما ذا أردت مني *** حققت ما كنت أتقيه

‏يا موت لو تقبل افتداء *** لكنت بالروح أفتديه

‏دهر زماني بفقد إلفي *** أذم دهري و أشتكيه

أبو الأسود الدؤلي :

ألا يا عين ويحك فاسعدينا *** أ لا أبكي أمير المؤمنينا

رزينا خير من ركب المطايا *** و حثحثها و من ركب السفينا

و من لبس النعال و من حذاها *** و من قرأ المثاني و المبينا

إذا استقبلت وجه أبي حسين *** رأيت البدر راق الناظرينا

يقيم الحد لا يرتاب فيه *** و يقضي بالفرائض مستبينا

ألا أبلغ معاوية بن حرب *** فلا قرت عيون الشامتينا

أ في الشهر الحرام فجعتمونا *** بخير الناس طرا أجمعينا

و من بعد النبي فخير نفس *** أبو حسن و خير الصالحينا

كأن الناس إذ فقدوا عليا *** نعام جال في بلد سنينا

و كنا قبل مهلكه بخير *** نرى فينا وصي المسلمينا

فلا و الله لا أنسى عليا *** و حسن صلاته في الراكعينا

لقد علمت قريش حيث كانت *** بأنك خيرهم حسبا و دينا

فلا تشمت معاوية بن حرب *** فإن بقية الخلفاء فينا

الطائي :

حميت ليدخل جنات أبو حسن *** و أوجبت بعده للقاتل النار

الحميري :

لا در در المرادي الذي سفكت *** كفاه مهجة خير الخلق إنسانا

[316]

لبعض الصحابة :

دعوتك يا علي فلم تجبني *** و ردت دعوتي بأسا عليا

بموتك ماتت اللذات عني *** و كانت حية إذ كنت حيا

فيا أسفي عليك و طول شوقي *** إليك لو أن ذلك رد ليا

لبعضهم :

أصحى بما قد تعاطاه بضربته *** مما عليه من الإسلام عريانا

أبكى السماء لباب كان يعمره *** منها و حنت عليه الأرض تحنانا

عبدا تحمل إثما لو تحمله *** ثهلان طرفة عين هد ثهلانا

طورا أقول ابن ملعونين ملتقط *** من نسل إبليس لا بل كان شيطانا

ويل أمه أيما ذا لعنة ولدت *** ويل له أيما ذا لعنة كانا

أضحى ببرهوت من بلهوت محتسبا *** يلقى بها من عذاب الله ألوانا

ما دب في الأرض مذ ذلت مناكبها *** خلق من الخير أخلى منه ميزانا

لا عاقر الناقة المردي ثمود لها *** رب أتوا سخطة فسقا و كفرانا

و لا ابن آدم قابيل اللعين أخو *** هابيل إذ قربا لله قربانا

بل المرادي عند الله أعظمهم *** خزيا و أشقاهم نفسا و جثمانا

الصنوبري :

نعم الشهيد إن رب الخلق يشهد لي *** و الخلق إنهما نعم الشهيدان

‏من ذا يعزي النبي المصطفى بهما *** من ذا يعزيه من قاص و من دان

‏من ذا لفاطمة اللهفاء ينبئها *** عن بعلها و ابنها إنهاء لهفان

‏من قابض النفس في المحراب منتصبا *** و قابض النفس في الهيجاء عطشان

‏نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا *** نعم و شمسان أما قلت شمسان‏

سيفان يغمد سيف الحرب إن برزا *** و في يمينهما للحرب سيفان

[317]

المصري :

غصبتم ولي الحق مهجة نفسه *** و كان لكم غصب الأمانة مقنعا

و ألجمتم آل النبي سيوفكم *** تفري من السادات سوقا و أذرعا

ضغائن بدر أظهرتها و جاهرت *** بما كان منها في الجوانح مودعا

لوى عذره يوم الغدير بحقه *** و أعقبه يوم البعير و أتبعا

و حاربه القرآن عنه فما ارعوى *** و عاتبه الإسلام فيه فما رعا

فصل في زيارته (عليه السلام) :

النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : من زار عليا بعد وفاته فله الجنة .

الصادق (عليه السلام) : من ترك زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) لم ينظر الله إليه , أ لا تزورون من تزوره الملائكة و النبيون .

و عنه (عليه السلام) : إن أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لأمير المؤمنين , فلا تكن عند الخير نواما .

ابن مدلل :

زر بالغري العالم الرباني *** علم الهدى و دعائم الإيمان

‏و قل السلام عليك يا خير الورى *** يا أيها النبأ العظيم الشأن‏

يا من على الأعراف يعرف فضله *** يا قاسم الجنات و النيران

‏نار تكون قسيمها يا عدتي *** أنا آمن منها على جثماني

‏و أنا مضيفك و الجنان لي القرى *** إذ أنت أنت مورد الضيفان

دعبل :

سلام بالغداة و بالعشي *** على جدث بأكناف الغري

‏و لا زالت غزال النور ترجى *** إليه صبابة المزن الروي

‏ألا ذا حبذا ترب بنجد *** و قبر ضم أوصال الوصي

‏وصي محمد بأبي و أمي *** و أكرم من مشى بعد النبي

[318]

لأن حجوا إلى البلد القصي *** فحجي ما حييت إلى علي

‏و إن زاروا هم الشيخين زرنا *** عليا بالغداة و بالعشي

و كتب على مشهده (عليه السلام) :

هذا ولي الله في أرضه *** في جنة الخلد و آلائه

‏لا يقبل الله له زائرا *** لم يبر من سائر أعدائه

ابن رزيك :

كأني إذ جعلت إليك قصدي *** قصدت الركن بالبيت الحرام

‏و خيل لي بأني في مقامي *** لديه بين زمزم و المقام

‏أيا مولاي ذكرك في قعودي *** و يا مولاي ذكرك في قيامي

‏و أنت إذا انتبهت سمير فكري *** كذلك أنت أنسي في منامي

‏و حبك إن يكن قد حل قلبي *** و في لحمي استكن و في عظامي

‏فلو لا أنت لم تقبل صلاتي *** و لو لا أنت لم يقبل صيامي

‏عسى أسقى بكأسك يوم حشري *** و يبرد حين أشربها أوامي

باب مناقب فاطمة الزهراء (عليها السلام)

فصل في تفضيلها على النساء :

الخركوشي في كتابيه اللوامع و شرف المصطفى بإسناده عن سلمان و أبو بكر الشيرازي في كتابه عن أبي صالح و أبو إسحاق الثعلبي و علي بن أحمد الطائي و أبو محمد بن الحسن بن علوية القطان في تفاسيرهم عن سعيد بن جبير و سفيان الثوري و أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام) عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس و عن أبي مالك عن ابن عباس و القاضي النطنزي عن سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق (عليه السلام) و اللفظ له في قوله : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ قال علي و فاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه و في رواية : بَيْنَهُما بَرْزَخٌ رسول الله يَخْرُجُ

[319]

مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ
الحسن و الحسين (عليه السلام) .

أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس : أن فاطمة (عليها السلام) بكت للجوع و العرى , فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : اقنعي يا فاطمة بزوجك فو الله إنه سيد في الدنيا , سيد في الآخرة , و أصلح بينهما .

فأنزل الله مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ يقول أنا الله أرسلت البحرين علي بن أبي طالب بحر العلم و فاطمة بحر النبوة يلتقيان يتصلان , أنا الله أوقعت الوصلة بينهما .

ثم قال بَيْنَهُما بَرْزَخٌ مانع رسول الله يمنع علي بن أبي طالب أن يحزن لأجل الدنيا و يمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا : فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ تُكَذِّبانِ بولاية أمير المؤمنين و حب فاطمة الزهراء ; فاللؤلؤ : الحسن , و المرجان : الحسين ; لأن اللؤلؤ الكبار و المرجان الصغار و لا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما و كثرة خيرهما , فإن البحر سمي بحرا لسعته و أجرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فرسا فقال وجدته بحرا .

البشنوي :

ما عبد شمس و لا تيم و ناصبها *** من جندها الغيث و الطير الأبابيل

‏في البرزخ الشأن لما أنزلت مرج *** البحرين إذ يخرج المرجان و اللؤلؤ

محمد بن منصور السرخسي :

و أراد رب العرش أن يلقى بها *** شجر كريم العرق و الأغصان

‏فقضى فزوجها عليا إنه *** كان الكفي لها بلا نقصان

‏و قضى الإله من أن تولد منهما *** ولدان كالقمرين يلتقيان‏

سبطا محمد الرسول و فلذتا *** كبد البتول كذاك يعتلقان

‏فبنى الإمامة و الخلافة و الهدى *** بعد الرسالة ذانك الولدان

تفسير ابن عباس و قتادة و مجاهد و ابن جبير و الكلبي و الحسن و أبي صالح و القزويني و المغربي و الوالبي و في صحيح مسلم و شرف الخركوشي و اعتقاد الأشنهي في قوله تعالى : وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ كانت فاطمة فقط و هو المروي عن الصادق و عن سائر أهل البيت (عليهم السلام) .

عمار بن ياسر في قوله تعالى : فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ

[320]

مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى
قال فالذكر علي و الأنثى فاطمة وقت الهجرة إلى رسول الله في الليلة .

الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثى فالذكر أمير المؤمنين و الأنثى فاطمة إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى لمختلف فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى بقوته و صام حتى وفى بنذره و تصدق بخاتمه و هو راكع و آثر المقداد بالدينار على نفسه قال وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى و هي الجنة و الثواب من الله فَسَنُيَسِّرُهُ لذلك و جعله إماما في الخير , و قدوة و أبا للأئمة ; يسره الله لليسرى .

الباقر (عليه السلام) في قوله : وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ كلمات في محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ذريتهم كذا نزلت على محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق (عليه السلام) : قالت فاطمة لما نزلت لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً هبت رسول الله أن أقول له يا أبة فكنت أقول يا رسول الله فأعرض عني مرة و اثنتين أو ثلاثا ثم أقبل علي فقال يا فاطمة إنها لم تنزل فيك و لا في أهلك و لا في نسلك أنت مني و أنا منك إنما نزلت في أهل الجفاء و الغلظة من قريش أصحاب البذخ و الكبر قولي يا أبة فإنها أحيا للقلب و أرضى للرب .

و اعلم أن الله ذكر اثنتي عشرة امرأة في القرآن على وجه الكناية .

اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ حواء .

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ .

إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ امرأة فرعون .

وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ لإبراهيم .

وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ لزكريا .

الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ زليخا .

وَ آتَيْناهُ أَهْلَهُ لأيوب .

إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ بلقيس .

إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ لموسى .

وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً حفصة و عائشة .

وَ وَجَدَكَ عائِلًا خديجة .

مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ فاطمة (عليها السلام) .

ثم ذكرهن بخصال :

التوبة من حواء قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا .

و الشوق من آسية رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ .

و الضيافة من سارة وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ .

و العقل من بلقيس إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً .

و الحياء من امرأة موسى فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي .

[321]

و الإحسان من خديجة وَ وَجَدَكَ عائِلًا .

و النصيحة لعائشة و حفصة يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ إلى قوله وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ .

و العصمة من فاطمة وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ .

و إن الله تعالى أعطى عشرة أشياء لعشرة من النساء :

التوبة لحواء زوجة آدم .

و الجمال لسارة زوجة إبراهيم .

و الحفاظ لرحيمة زوجة أيوب .

و الحرمة لآسية زوجة فرعون .

و الحكمة لزليخا زوجة يوسف .

و العقل لبلقيس زوجة سليمان .

و الصبر لبرحانة أم موسى .

و الصفوة لمريم أم عيسى .

و الرضا لخديجة زوجة المصطفى .

و العلم لفاطمة زوجة المرتضى .

و الإجابة لعشرة :

وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ .

فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ يوسف .

قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما موسى و هارون .

فَاسْتَجَبْنا لَهُ يونس .

فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ أيوب .

فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ يَحْيى زكريا .

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ للمخلصين .

أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ للمضطرين .

وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي للداعين .

فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ فاطمة و زوجها .

و كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يهتم لعشرة أشياء فآمنه الله منها و بشره بها :

لفراقه وطنه , فأنزل الله إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ

و لتبديل القرآن بعده كما فعل بسائر الكتب فنزل إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ .

و لأمته من العذاب فنزل وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ .

و لظهور الدين فنزل لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .

و للمؤمنين بعده فنزل يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ .

و لخصمائهم فنزل يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا .

و للشفاعة فنزل وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى .

و للفتنة بعده على وصيه فنزل فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ يعني بعلي .

و لثبات الخلافة في أولاده فنزل لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ .

و لابنته حال الهجرة فنزل الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً ... الآيات .

و رأس التوابين أربعة :

آدم قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا .

و يونس قال سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ .

و داود وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ .

و فاطمة الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً .

[322]

و خوفت أربعة من الصالحات :

آسية عذبت بأنواع العذاب فكانت تقول رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ .

و مريم خافت من الناس و هربت فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِي .

و خديجة عذلها النساء في النبي فهجرنها فقالت فاطمة أ ما كان أبي رسول الله أ لا يحفظ في ولده سرع ما أخذتم و أعجل ما نكصتم .

و رأس البكاءين ثمانية :

آدم و نوح و يعقوب و يوسف و شعيب و داود و فاطمة و زين العابدين (عليه السلام) .

قال الصادق (عليه السلام) : أما فاطمة فبكت على رسول الله حتى تأذى أهل المدينة فقالوا لها آذيتنا بكثرة بكائك إما أن تبكي بالليل و إما أن تبكي بالنهار و كانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي .

و خير نساء العالمين أربعة :

كتاب أبي بكر الشيرازي و روى أبو الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن أبيه أن رسول الله قرأ : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ ... الآية ; فقال يا علي خير نساء العالمين أربع :

مريم بنت عمران ; و خديجة بنت خويلد ; و فاطمة بنت محمد ; و آسية بنت مزاحم .

أبو نعيم في الحلية و ابن البيع في المسند و الخطيب في التأريخ و ابن بطة في الإبانة و أحمد السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن معمر عن قتادة عن أنس و روى الثعلبي في تفسيره و السلامي في تاريخ خراسان و أبو صالح المؤذن في الأربعين بأسانيدهم عن أبي هريرة و روى الشعبي عن جابر بن عبد الله و سعيد بن المسيب و روى كريب عن ابن عباس و روى مقاتل عن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس و قد رواه أبو مسعود و عبد الرزاق و أحمد و إسحاق كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و اللفظ للحلية أنه قال (عليه السلام) : حسبك من نساء العالمين : مريم بنت عمران ; و خديجة بنت خويلد ; و فاطمة بنت محمد ; و آسية امرأة فرعون .

back page fehrest page next page