back page fehrest page next page

و في رواية مقاتل و الضحاك و عكرمة عن ابن عباس : و أفضلهن فاطمة .

الفضائل عن عبد الملك العكبري و مسند أحمد بإسنادهما عن كريب عن ابن عباس أنه قال : سيدة نساء أهل الجنة مريم ... الخبر سواء .

تاريخ بغداد بإسناد الخطيب عن حميد الطويل عن أنس قال النبي : خير نساء العالمين ... الخبر سواء .

ثم إن النبي فضلها على سائر نساء العالمين في الدنيا و الآخرة :

[323]

روت عائشة و غيرها عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال : يا فاطمة أبشري فإن الله تعالى اصطفاك على نساء العالمين , و على نساء الإسلام , و هو خير دين .

حذيفة : إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال أتاني ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء الجنة أو نساء أمتي .

البخاري و مسلم في صحيحيهما و ابن السعادات في فضائل العشرة و أبو بكر بن شيبة في أماليه و الديلمي في فردوسه أنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة .

حلية أبي نعيم روى جابر عن سمرة عن النبي في خبر : أما إنها سيدة النساء يوم القيامة .

تاريخ البلاذري : أن النبي قال لفاطمة أنت أسرع أهلي لحاقا بي فوجمت .

فقال لها : أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة فتبسمت .

الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : أسر النبي إلى فاطمة شيئا فضحكت , فسألتها .

فقالت , قال لي : أ لا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء أمتي .

حلية الأولياء و كتاب الشيرازي روى عمران بن حصين و جابر بن سمرة : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) دخل على فاطمة , فقال : كيف تجدينك يا بنية ?

قالت : إني لوجعة , و إنه ليزيدني إنه ما لي طعام آكله .

قال : يا بنية أ ما ترضين أنك سيدة نساء العالمين ?

قالت : يا أبة فأين مريم بنت عمران ?

قال : تلك سيدة نساء عالمها , و أنت سيدة نساء عالمك ; أم و الله زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة .

و قيل للصادق (عليه السلام) قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاطمة سيدة نساء أهل الجنة أي سيدة نساء عالمها ? : قال ذاك مريم , و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة من الأولين و الآخرين .

و في الحديث : أن آسية بنت مزاحم ; و مريم بنت عمران ; و خديجة ; يمشين أمام فاطمة كالحجاب لها إلى الجنة .

و في الحساب : من سيدة الحور من ولد آدم كلهم . وزنه : أم الحجج فاطمة البتول . عدد كل منهما ألف و ستمائة و ثمانية و تسعون .

و سأل بزل الهروي الحسين بن روح رضي الله عنه فقال : كم بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ?

فقال : أربع .

فقال : أيتهن أفضل ?

فقال : فاطمة .

قال : و لم صارت أفضل ? و كانت أصغرهن سنا و أقلهن صحبة لرسول الله .

قال : لخصلتين خصها الله بهما ; إنها ورثت رسول الله , و نسل رسول الله

[324]

منها , و لم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها .

و قال المرتضى رضي الله عنه : التفضيل هو كثرة الثواب بأن يقع خلاص و يقين و نية صافية و لا يمتنع من أن تكون (عليها السلام) قد فضلت على أخواتها بذلك و يعتمد على أنها (عليها السلام) أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية , و على أنه قد ظهر من تعظيم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) لشأن فاطمة و تخصيصها من بين سائرهن ما ربما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه .

مهيار :

يا ابنة المختار من *** كل الأذى روحي فداك

‏يا ابنة المختار إن *** الله بالفضل اجتباك

‏و ارتضى بعلك للخلق *** جميعا و ارتضاك

‏و على الأمة جمعا *** فضل الله أباك

الزاهي :
و بمدح فاطمة البتول تنير لي *** ظلم القيامة يوم ينفخ صورها

فصل في منزلتها عند الله تعالى :

صحيح الدار قطني : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمر بقطع لص .

فقال اللص : يا رسول الله قدمته في الإسلام و تأمره بالقطع .

فقال : لو كانت ابنتي فاطمة .

فسمعت فاطمة , فحزنت .

فنزل جبرئيل (عليه السلام) بقوله لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ فحزن رسول الله فنزل لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فتعجب النبي من ذلك فنزل جبرئيل و قال كانت فاطمة حزنت من قولك , فهذه الآيات لموافقتها لترضى .

سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح في قوله : وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ قال ما من مؤمن يوم القيامة إلا إذا قطع الصراط زوجه الله على باب الجنة بأربع نسوة من

[325]

نساء الدنيا و سبعين ألف حورية من حور الجنة إلا علي بن أبي طالب فإنه زوج البتول فاطمة في الدنيا و هو زوجها في الآخرة في الجنة ليست له زوجة في الجنة غيرها من نساء الدنيا لكن له في الجنان سبعون ألف حوراء لكل حوراء سبعون ألف خادم .

و روي : أن فاطمة (عليها السلام) تمنت وكيلا عند غزاة علي (عليه السلام) فنزل رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا .

و سئل عالم , فقيل : إن الله تعالى قد أنزل هل أتى في أهل البيت و ليس شي‏ء من نعيم الجنة إلا و ذكر فيه إلا الحور العين .

قال ذلك : إجلالا لفاطمة (عليها السلام) .

النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه , ثم أخذ ذلك النور فقذفه , فأصابني ثلث النور , و أصاب فاطمة ثلث النور , و أصاب عليا و أهل بيته ثلث النور ; فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد , و من لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد .

الحسين بن زيد بن علي عن الصادق (عليه السلام) و جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إن الله ليغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها .

ابن شريح بإسناده عن الصادق (عليه السلام) و ابن سعيد الواعظ في شرف النبي عن أمير المؤمنين و أبو صالح المؤذن في الفضائل عن ابن عباس و أبو عبد الله العكبري في الإبانة و محمود الأسفرائيني في الديانة رووا جميعا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : يا فاطمة إن الله ليغضب لغضبك و يرضى لرضاك .

و جاء سندل إلى الصادق (عليه السلام) و سأله عن ذلك , فقال : يا سندل أ لستم رويتم فيما تروون أن الله تعالى يغضب لغضب عبده المؤمن و يرضى لرضاه ?

قال : بلى .

قال : فما تنكر أن تكون فاطمة مؤمنة يغضب لغضبها و يرضى لرضاها .

فقال سندل : الله أعلم حيث يجعل رسالته .

خطيب منيح :

و كان الله يرضى حين ترضى *** و يغضب إن غدت في المغضبينا

تاريخ بغداد و كتاب السمعاني و أربعين ابن المؤذن و مناقب فاطمة عن ابن شاهين بأسانيدهم عن حذيفة و ابن مسعود قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار .

و قال ابن مندة : خاص الحسن و الحسين و يقال أي من ولدته بنفسها و هو المروي عن علي بن موسى بن جعفر (عليه السلام) و الأولى كل مؤمن منهم .

[326]

سئل الصادق (عليه السلام) عن معنى حي على خير العمل .

فقال :
خير العمل بر فاطمة و ولدها و في خبر آخر : الولاية .

الصاحب :

حب علي لي أمل *** و ملجئي من الوجل

‏إن لم يكن لي من عمل *** فحبه خير العمل

و في المحاضرات روى أبو هريرة : أنه سجد رسول الله بخمس سجدات بلا ركوع فقلنا له في ذلك .

فقال : أتاني جبرئيل فقال إن الله يحب عليا , فسجدت ; فرفعت رأسي .

فقال إن الله يحب الحسن , فسجدت ; فرفعت رأسي .

فقال إن الله يحب الحسين , فسجدت ; و رفعت رأسي .

ثم قال إن الله يحب فاطمة , فسجدت .

ثم قال إن الله يحب من أحبهم , فسجدت .

السمعاني في الرسالة القوامية و الزعفراني في فضائل الصحابة و الأشنهي في اعتقاد أهل السنة و العكبري في الإبانة و أحمد في الفضائل و ابن المؤذن في الأربعين بأسانيدهم عن الشعبي عن أبي جحيفة و عن ابن عباس و الأصبغ عن أبي أيوب و قد روى حفص بن غياث عن القزويني عن عطاء عن أبي هريرة كلهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : إذا كان يوم القيامة و وقف الخلائق بين يدي الله تعالى نادى مناد من وراء الحجاب أيها الناس غضوا أبصاركم و نكسوا من رءوسكم فإن فاطمة بنت محمد تجوز على الصراط .

و في حديث أبي أيوب : فيمر معها سبعون جارية من الحور العين كالبرق اللامع .

و روى أهل البيت (عليهم السلام) : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة مدلجة الجنبين خطامها من لؤلؤ رطب قوائمها من الزمرد الأخضر ذنبها من المسك الأذفر عيناه ياقوتتان حمراوان عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها داخلها عفو الله و خارجها رحمة الله على رأسها تاج من نور للتاج سبعون ركنا كل ركن مرصع بالدر و الياقوت يضي‏ء كما يضي‏ء الكوكب الدري في أفق السماء و عن يمينها سبعون ألف ملك و عن

[327]

شمالها سبعون ألف ملك و جبرئيل آخذ بخطام الناقة ينادي بأعلى صوته غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة قال فتسير حتى تحاذي عرش ربها ... الخبر .

البشنوي :

وقف النداء في موضع عبرت *** فيه البتول عيونكم غضوا

فتغض و الأبصار خاشعة *** و على بنان الظالم العض

‏تسود حينئذ وجوه و *** وجوه أهل الحق تبيض

خطيب منيح :

توافي في النشور على نجيب *** به أملاك ربك محدقونا

و يسمع من خلال العرش صوت *** ينادي و الخلائق شاخصونا

ألا إن البتول تجوز فيكم *** فغضوا من مهابتها العيونا

أبو الحسن البوسنجي :

قال النبي المصطفى فيما روي *** عنه علي و هو نور يقتبس

‏نادى مناد من وراء الحجب *** في يوم القيامة و الخلائق أركسوا

هاتيك فاطمة سليلة أحمد *** تهوى تجوز على الصراط و نكسوا

النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في خبر تقدم أوله قال : فتسير يعني فاطمة حتى تحاذي عرش ربها و ترج نفسها عن ناقتها , و تقول : إلهي و سيدي احكم بيني و بين من ظلمني .

احكم بيني و بين من قتل ولدي .

فإذا النداء من قبل الله : يا حبيبتي و ابنة حبيبي سليني تعطى و استشفعي تشفعي فو عزتي و جلالي لا جازني ظلم ظالم .

فتقول : إلهي و سيدي , ذريتي , و شيعتي , و شيعة ذريتي , و محبي ذريتي .

فإذا النداء من قبل الله : أين ذرية فاطمة و شيعتها و محبوها و محبو ذريتها ?

فيقولون , و قد أحاط بهم ملائكة الرحمة .

فتقدمهم فاطمة كلهم حتى تدخلهم الجنة .

و في خبر آخر : تحشر فاطمة و تخلع عليها الحلل و هي آخذة بقميص الحسين ملطخ بالدم و قد تعلقت بقائم العرش , تقول : رب احكم بيني و بين قاتل ولدي الحسين .

فيؤخذ لها بحقها .

[328]

مسعود بن عبد الله القائني :

لا بد أن ترد القيامة فاطم *** و قميصها بدم الحسين ملطخ

‏ويل لمن شفعاؤه خصماؤه *** و الصور في يوم القيامة ينفخ

لغيره :

حسب الذي قتل الحسين *** من الخسارة و الندامة

أن الشفيع لدى الإله *** خصيمه يوم القيامة

الصاحب :

سوف تأتي الزهراء تلتمس الحكم *** إذا حان معشر التعديل

‏و أبوها و بعلها و بنوها *** حولها و الخصام غير قليل‏

و تنادي يا رب ذبح أولادي *** لما ذا و أنت أنت مديلي

‏فينادي بمالك ألهب النار *** و أجج و خذ بأهل الغلول

‏و يجازى كل بما كان منه *** من عقاب التخليد و التنكيل

شاعر :

كأني ببنت المصطفى قد تعلقت *** يداها بساق العرش و الدمع أذرت

‏و في حجرها ثوب الحسين مضرجا *** و عنها جميع العالمين بحسرة

تقول أيا عدل اقض بيني و بين من *** تعدى على ابني بين قهر و قسوة

أجالوا عليه بالصوارم و القنا *** و كم جال فيهم من سنان و شفرة

فيقضي على قوم إليها تألبوا *** بشر عذاب النار من غير فترة

أبو بكر مردويه في كتابه بالإسناد عن سنان الأوسي قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : حدثني جبرئيل أن الله تعالى لما زوج فاطمة عليا (عليه السلام) أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاعا لمحبي أهل بيت محمد ثم أمطرها ملائكة من نور بعدد تلك الرقاع فأخذ تلك الملائكة الرقاع فإذا كان يوم القيامة و استوت بأهلها أهبط الله الملائكة بتلك الرقاع فإذا لقي ملك من تلك الملائكة رجلا من محبي آل بيت محمد دفع إليه رقعة براءة من النار .

[329]

و جاء في كثير من الكتب منها كشف الثعلبي و فضائل أبي السعادات في معنى قوله لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً أنه قال ابن عباس بينا أهل الجنة في الجنة بعد ما سكنوا رأوا نورا أضاء الجنان .

فيقول أهل الجنة يا رب إنك قد قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً .

فينادي مناد : ليس هذا نور الشمس و لا نور القمر و إن عليا و فاطمة تعجبا من شي‏ء فضحكا فأشرقت الجنان من نورهما .

شعبة بن الحجاج عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ... في خبر قال : سمعت رسول الله يقول كنت جالسا و إذا نور ضرب وجهي , فقلت لجبرئيل : ما هذا النور الذي رأيته ?

قال : يا محمد , ما هذا نور الشمس و لا نور القمر ; و لكن جارية من جواري علي بن أبي طالب اطلعت من قصرها فنظرت إليك , فضحكت ; فهذا النور خرج من فيها و هي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين .

الحميري :

و أخبرنا الإله بما وقاهم *** و لقاهم هناك من السرور

و أكرمهم لما صبروا جميعا *** بجنات و ألوان الحرير

فلا شمسا يرون و لا حميما *** و لا غساق بين الزمهرير

العبدي :

أ و ليس الإله قال لنا لا شمس *** فيها يرى و لا زمهريرا

و إذا بالنداء يا ساكن الجنة *** مهلا أمنتم التغييرا

ذا علي الوصي داعب مولاتكم *** فاطما فأبدت سرورا

فبدا إذ تبسمت ذلك النور *** فزادت كرامة و حبورا

أبو صالح في الأربعين عن أبي حامد الأسفرائيني بإسناده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أول شخص يدخل الجنة فاطمة .

ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة و الخركوشي في شرف النبي و ابن بطة في الإبانة عن الكلبي عن جعفر بن محمد (عليه السلام) : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي هل تدري لم سميت فاطمة ?

قال علي : لم سميت فاطمة يا رسول الله ?

[330]

قال : لأنها فطمت هي و شيعتها من النار .

أبو علي السلامي في تاريخه بإسناده عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة : قال علي (عليه السلام) إنما سميت فاطمة لأن الله فطم من أحبها من النار .

ابن شيرويه في الفردوس عن جابر الأنصاري قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها و فطم محبيها عن النار .

الصادق (عليه السلام) : أ تدري أي شي‏ء تفسير فاطمة ?

قلت : أخبرني يا سيدي .

قال : فطمت من الشر .

و يقال : إنها سميت فاطمة لأنها فطمت عن الطمث .

أبو صالح المؤذن في الأربعين : سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ما البتول ?

قال النبي : لم تر حمرة قط , و لم تحض , فإن الحيض مكروه على بنات الأنبياء .

و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعائشة : يا حميراء إن فاطمة ليست كنساء الآدميين لا تعتل كما يعتلن .

أبو عبد الله (عليه السلام) قال : حرم الله النساء على علي ما دامت فاطمة حية لأنها طاهرة لا تحيض .

و قال عبيد الهروي في الغريبين : سميت مريم بتولا لأنها بتلت عن الرجال و سميت فاطمة بتولا لأنها بتلت عن النظير .

أبو هاشم العسكري سألت صاحب العسكر (عليه السلام) : لم سميت فاطمة الزهراء ?

فقال : كان وجهها يزهر لأمير المؤمنين من أول النهار كالشمس الضاحية و عند الزوال كالقمر المنير و عند الغروب غروب الشمس كالكوكب الدري .

الحسن بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) لم سميت فاطمة الزهراء ?

قال : لأن لها في الجنة قبة من ياقوتة حمراء ارتفاعها في الهواء مسيرة سنة معلقة بقدرة الجبار لا علاقة لها من فوقها فتمسكها و لا دعامة لها من تحتها فتلزمها , لها مائة ألف باب و على كل باب ألف من الملائكة , يراها أهل الجنة كما يرى أحدكم الكوكب الدري الزاهر في أفق السماء , فيقولون هذه الزهراء لفاطمة .

منصور الفقيه :

إذا فخرت بنو الإسلام يوما *** على من ليس من آل الرسول

‏قضيت لها كما أقضي عليها *** بأن خيارها ولد البتول

الصاحب :

قد قلت قولا صادقا بينا *** و ليست النفس به آثمة

[331]

لكل شي‏ء فاضل جوهر *** و جوهر الناس بنو فاطمة

فصل في حب النبي إياها :

جامع الترمذي و إبانة العكبري و أخبار فاطمة عن أبي علي الصولي و تاريخ خراسان عن السلامي مسندا أن جميعا التيمي قال : دخلت مع عمتي على عائشة فقالت لها عمتي ما حملك على الخروج على علي ?

فقالت عائشة : دعينا فو الله ما كان أحد من الرجال أحب إلى رسول الله من علي , و لا من النساء أحب إليه من فاطمة .

فضائل العشرة عن أبي السعادات و فضائل الصحابة عن السمعاني و في روايات عن شريك و الأعمش و كثير النواء و ابن الحجام كلهم عن جميع بن عمير عن عائشة و عن أسامة عن النبي و روي عن عبد الله بن عطاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : سألت رسول الله أي النساء أحب إليك ?

قال : فاطمة .

قلت : من الرجال ?

قال : زوجها .

جامع الترمذي قال بريدة : كان أحب النساء إلى رسول الله فاطمة و من الرجال علي .

قوت القلوب عن أبي طالب المكي و الأربعين عن أبي صالح المؤذن و فضائل الصحابة عن أحمد بالإسناد عن سفيان و عن الأعمش عن أبي الجحاف عن جميع عن عائشة أنه : قال علي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لما جلس بينه و بين فاطمة و هما مضطجعان أينا أحب إليك أنا أو هي ?

فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : هي أحب إلي , و أنت أعز علي منها .

و في خبر عن جابر بن عبد الله : أنه افتخر علي و فاطمة بفضائلهما فأخبر جبرئيل للنبي أنهما قد أطالا الخصومة في محبتك فاحكم بينهما , فدخل و قص عليهما مقالتهما .

ثم أقبل على فاطمة , و قال : لك حلاوة الولد , و له عز الرجال , و هو أحب إلى منك .

فقالت فاطمة : و الذي اصطفاك و اجتباك و هداك و هدى بك الأمة لا زلت مقرة له ما عشت .

حلية الأولياء في خبر عن كعب بن عجرة : أن المهاجرين و الأنصار و بني هاشم اختصموا في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أينا أولى به و أحب إليه ?

فقال : أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم .

فقالوا : الله أكبر , ذهبنا به و رب الكعبة .

[332]

و أما أنتم يا معشر المهاجرين , فإنما أنا منكم .

فقالوا : الله أكبر , ذهبنا به و رب الكعبة .

و أما أنتم يا بني هاشم , فأنتم مني و إلي .

فقمنا , و كلنا راض مغتبط برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

عامر الشعبي و الحسن البصري و سفيان الثوري و مجاهد و ابن جبير و جابر الأنصاري و محمد الباقر و جعفر الصادق عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال : إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني أخرجه البخاري عن المسور بن مخزمة .

و في رواية جابر : فمن آذاها فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله .

و في مسلم و الحلية : إنما فاطمة ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها .

سعد بن أبي وقاص سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : فاطمة بضعة مني من سرها فقد سرني و من ساءها فقد ساءني فاطمة أعز البرية علي .

مستدرك الحاكم عن أبي سهل بن زياد عن إسماعيل و حلية أبي نعيم عن الزهري و ابن أبي مليكة و المسور بن مخزمة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : إنما فاطمة شجنة مني يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها .

و جاء سهل بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز , فقال : إن قومك يقولون إنك تؤثر عليهم ولد فاطمة .

back page fehrest page next page