back page fehrest page next page

فقالت : أ تأذن لي أن أصير إلى منزل رسول الله ?

قال : قد أذنت لك .

فدخلت فاطمة , فقال لها رسول الله يا بنية جئت تشكين عليا .

فقالت : إي و رب الكعبة .

فقال : ارجعي إلى علي , و قولي رغم أنفي لرضاك , ثلاثا .

فلما رجعت و ذكرت ذلك .

قال : يا فاطمة شكوتيني إلى خليلي و حبيبي رسول الله ; أشهد الله يا فاطمة أن الجارية حرة لوجه الله و أن الأربعة آلاف درهم صدقة على فقراء المسلمين .

ثم لبس و انتعل و أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) , فهبط جبرئيل مرة أخرى , و قال : يا محمد إن الله يقرئك السلام و يقول لك قل لعلي إني أعطيتك الجنة بعتقك الجارية لرضى فاطمة , و التصدق بأربعة آلاف درهم فأدخل الجنة برحمتي من شئت و أخرج من النار بعفوي من شئت .

فعندها , قال أمير المؤمنين : أنا قسيم الجنة و النار .

[343]

ابن شاهين في مناقب فاطمة و أحمد في مسند الأنصار بإسنادهما عن أبي هريرة و ثوبان أنهما قالا : كان النبي يبدأ في سفره بفاطمة و يختم بها فجعلت وقتا سترا من كساء خيبرية لقدوم أبيها و زوجها .

فلما رآه النبي تجاوز عنها و قد عرف الغضب في وجهه حتى جلس عند المنبر فنزعت قلادتها و قرطيها و مسكتيها و نزعت الستر فبعثت به إلى أبيها و قالت اجعل هذا في سبيل الله .

فلما أتاه قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ما لآل محمد و للدنيا فإنهم خلقوا للآخرة و خلقت الدنيا لغيرهم .

و في رواية أحمد : فإن هؤلاء أهل بيتي و لا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا .

أبو صالح المؤذن في كتابه بالإسناد عن علي (عليه السلام) : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) دخل على ابنته فاطمة فإذا في عنقها قلادة , فأعرض عنها .

فقطعتها , فرمت بها .

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أنت مني يا فاطمة .

ثم جاءها سائل , فناولته القلادة .

و في مسند الرضا (عليه السلام) : أنه قال لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد و عليك لبس الجبابرة .

فقطعتها , و باعتها , و اشترت بها رقبة فأعتقتها ; فسر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بذلك .

أبو القاسم القشيري في كتابه : قال بعضهم انقطعت في البادية عن القافلة , فوجدت امرأة , فقلت لها : من أنت ?

فقالت : وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ .

فسلمت عليها , فقلت : ما تصنعين هاهنا ?

قالت : مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ .

فقلت : أ من الجن أنت أم من الإنس ?

قالت : يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ .

فقلت : من أين أقبلت ?

قالت : يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ .

فقلت : أين تقصدين ?

قالت : وَ لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ .

فقلت : متى انقطعت ?

قالت : وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ .

فقلت : أ تشتهين طعاما ?

فقالت : وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ .

فأطعمتها , ثم قلت هرولي , و تعجلي .

قالت : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها .

فقلت : أردفك ?

فقالت : لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا .

فنزلت , فأركبتها .

فقالت : سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا .

فلما أدركنا القافلة , قلت لها : أ لك أحد فيها ?

قالت : يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ * وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ * يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ * يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ .

فصحت بهذه الأسماء , فإذا بأربعة شباب متوجهين نحوها .

فقلت : من هؤلاء منك ?

قالت : الْمالُ وَ الْبَنُونَ

[344]

زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا .

فلما أتوها .

فقالت : يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ .

فكافوني بأشياء .

فقالت : وَ اللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ .

فزادوا علي .

فسألتهم عنها .

فقالوا : هذه أمنا فضة جارية الزهراء (عليها السلام) , ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن .

معقل بن يسار و أبو قبيل و ابن إسحاق و حبيب بن أبي ثابت و عمران بن حصين و ابن غسان و الباقر (عليه السلام) مع اختلاف الروايات و اتفاق المعنى : أن النسوة قلن يا بنت رسول الله خطبك فلان و فلان فردهم أبوك , و زوجك عائلا .

فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) , فقالت : يا رسول الله زوجتني عائلا .

فهز رسول الله بيده معصمها , و قال : لا يا فاطمة , و لكن زوجتك أقدمهم سلما , و أكثرهم علما , و أعظمهم حلما , أ ما علمت يا فاطمة أنه أخي في الدنيا و الآخرة .

فضحكت , و قالت : رضيت يا رسول الله .

و في رواية أبي : قبيل لم أزوجك , حتى أمرني جبرئيل .

و في رواية عمران بن الحصين و حبيب بن ثابت : أما إني قد زوجتك خير من أعلم .

و في رواية ابن غسان : زوجتك خيرهم .

و في كتاب ابن شاهين عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة : قال النبي أنكحتك أحب أهلي إلي .

العبدي :

إذ أتته البتول فاطم تبكي *** و توالي شهيقها و الزفيرا

اجتمعن النساء عندي و أقبلن *** يطلن التقريع و التعييرا

قلن إن النبي زوجك اليوم *** عليا بعلا معيلا فقيرا

قال يا فاطم اصبري و اشكري *** الله فقد نلت منه فضلا كبيرا

أمر الله جبرئيل فنادى معلنا *** في السماء صوتا جهيرا

اجتمعن الأملاك حتى إذا ما *** وردوا بيت ربنا المعمورا

قام جبريل خاطبا يكثر *** التحميد لله جل و التكبيرا

خمس أرضي لها حلال فصيره *** على الخلق دونها مبرورا

نثرت عند ذاك طوبى و للحور *** من المسك و العبير نثيرا

[345]

فصل في تزويجها (عليها السلام) :

قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) و ابن عباس و ابن مسعود و جابر الأنصاري و أنس بن مالك و البراء بن عازب و أم سلمة بألفاظ مختلفة و معاني متفقة : أن أبا بكر و عمر خطبا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاطمة مرة بعد أخرى فردهما .

و روى أحمد في الفضائل عن بريدة : أن أبا بكر و عمر خطبا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاطمة فقال إنها صغيرة .

و روى ابن بطة في الإبانة : أنه خطبها عبد الرحمن فلم يجبه .

و في رواية غيره : أنه قال بكذا من المهر فغضب (صلى الله عليه وآله وسلّم) و مد يده إلى حصى فرفعها فسبحت في يده و جعلها في ذيله فصارت درا و مرجانا يعرض به جواب المهر .

و لما خطب علي (عليه السلام) , قال : سمعتك يا رسول الله تقول كل سبب و نسب منقطع إلا سببي و نسبي .

فقال النبي : أما السبب فقد سبب الله و أما النسب فقد قرب الله , و هش و بش في وجهه .

و قال : أ لك شي‏ء أزوجك منها ?

فقال : لا يخفى عليك حالي , إن لي فرسا و بغلا و سيفا و درعا .

فقال : بع الدرع .

و روي : أنه أتى سلمان إليه و قال أجب رسول الله .

فلما دخل عليه , قال : أبشر يا علي فإن الله قد زوجك بها في السماء قبل أن أزوجكها في الأرض ; و لقد أتاني ملك و قال أبشر يا محمد باجتماع الشمل و طهارة النسل .

قلت : و ما اسمك ?

قال : نسطائيل , من موكلي قوائم العرش , سألت الله هذه البشارة , و جبرئيل على أثري .

أبو بريدة عن أبيه : أن عليا خطب فاطمة .

فقال له النبي : مرحبا و أهلا .

فقيل لعلي : يكفيك من رسول الله إحداهما ; أعطاك الأهل و أعطاك الرحب .

الأصفهاني :

أمن بسيدة النساء قضى *** له ربي فأصبح أسعد الأختان

‏من بعد خطاب أتوه فردهم *** ردا يبين مضمر الأشجان

‏فأبان منعهما و قال صغيرة *** تزويجها في سنها لم يأن

‏حتى إذا خطب الوصي أجابه *** من غير تورية و لا استئذان

[346]

فالله زوجه و أشهد في *** العلا أملاكه و جماعة السكان‏

و الله قدر نسله من صلبه *** فلذا لأحمد لم يكن بنتان

تاريخ بغداد بالإسناد عن بلال بن حمامة : أطلع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) و وجهه مشرق كالبدر , فسأل ابن عوف عن ذلك .

فقال : بشارة أتتني من ربي لأخي و ابن عمي و ابنتي , و أن الله زوج عليا بفاطمة و أمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاعا بعدد محبي أهل بيتي و أنشأ من تحتها ملائكة من نور و دفع إلى كل ملك صكا فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا يبقى محبا لنا أهل البيت إلا دفعت إليه صكا براءة من النار بأخي و ابن عمي و ابنتي فكاك رقاب رجال و نساء من أمتي .

و في رواية : أنه يكون في الصكوك براءة من العلي الجبار لشيعة علي و فاطمة من النار .

ابن بطة و ابن المؤذن و السمعاني في كتبهم بالإسناد عن ابن عباس و أنس بن مالك قالا : بينما رسول الله جالس إذ جاء علي , فقال : يا علي ما جاء بك ?

قال : جئت أسلم عليك .

قال : هذا جبرئيل يخبرني أن الله زوجك فاطمة , و أشهد على تزويجها أربعين ألف ملك و أوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر و الياقوت فنثرت عليهم الدر و الياقوت فابتدرن إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر و الياقوت و هن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة و كانوا يتهادون و يقولون هذه تحفة خير النساء .

و في رواية ابن بطة عن عبد الله : فمن أخذ منه يومئذ شيئا أكثر مما أخذ صاحبه أو أحسن افتخر به على صاحبه إلى يوم القيامة .

ابن مردويه في كتابه بإسناده عن علقمة قال : لما تزوج علي فاطمة تناثر ثمار الجنة على الملائكة .

عبد الرزاق بإسناده إلى أم أيمن في خبر طويل : عن النبي و عقد جبرئيل و ميكائيل في السماء نكاح علي و فاطمة فكان جبرئيل المتكلم عن علي و ميكائيل الراد عني .

و في حديث خباب بن الأرت : أن الله تعالى أوحى إلى جبرئيل زوج النور من النور و كان الولي الله و الخطيب جبرئيل و المنادي ميكائيل و الداعي

[347]

إسرافيل و الناثر عزرائيل و الشهود ملائكة السماوات و الأرضين ثم أوحى إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك فنثرت الدر الأبيض و الياقوت الأحمر و الزبرجد الأخضر و اللؤلؤ الرطب فبادرن الحور العين يلتقطن و يهدين بعضهن إلى بعض .

الصادق (عليه السلام) في خبر : أنه دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و قال أبشر يا علي فإن الله قد كفاني ما كان من همتي تزويجك أتاني جبرئيل و معه من سنبل الجنة و قرنفلها فتناولتهما و أخذتهما فشممتهما فقلت ما سبب هذا السنبل و القرنفل قال إن الله أمر سكان الجنة من الملائكة و من فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها و أشجارها و ثمارها و قصورها و أمر ريحها فهبت بأنواع العطر و الطيب و أمر حور عينها بالقراءة فيه طه و يس و طواسين و حم عسق ثم نادى مناد من تحت العرش ألا إن اليوم يوم وليمة علي ألا إني أشهدكم أني زوجت فاطمة من علي رضى مني ببعضهما لبعض ثم بعث الله سبحانه سحابة بيضاء فقطرت من لؤلؤها و زبرجدها و يواقيتها و قامت الملائكة فنثرن من سنبلها و قرنفلها و هذا مما نثرت الملائكة ... إلى آخر الخبر .

ديك الجن :

أول خلق جاء فيها خاطبا *** إلى النبي جائيا و ذاهبا

جبريل حتى تم تزويج النبي *** بقدرة الله العظيم من علي

‏فلاحت الأنوار منه الساطعة *** و صف أملاك السماء السابعة

و قام جبريل عليهم يخطب *** فتمم الله لهم ما طلبوا

ثم قضى الله إلى الجنان *** أن عجن من دانية الأغصان

‏فأمطرتهم حللا و حليا *** حتى وعى ذلك منها وعيا

فمن حوى الأكثر منها افتخر *** ما عاش في عالمه على الآخر

و في خبر : أنه كان الخطيب راحيل و قد جاء في بعض الكتب أنه خطب راحيل في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع , فقال الحمد لله الأول قبل أولية الأولين , الباقي بعد فناء العالمين , نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين , و بربوبيته مذعنين و له على ما أنعم علينا شاكرين , حجبنا من الذنوب و سترنا من العيوب أسكننا في السماوات و قربنا إلى السرادقات و حجب عنا النهم للشهوات و جعل نهمتنا

[348]

و شهوتنا في تقديسه و تسبيحه , الباسط رحمته الواهب نعمته جل عن إلحاد أهل الأرض من المشركين , و تعالى بعظمته عن إفك الملحدين .

ثم قال , بعد كلام : اختار الملك الجبار صفوة كرمه و عبد عظمته لأمته سيدة النساء بنت خير النبيين و سيد المرسلين و إمام المتقين فوصل حبله بحبل رجل من أهله و صاحبه المصدق دعوته المبادر إلى كلمته علي الوصول بفاطمة البتول ابنة الرسول .

و روي : أن جبرئيل روى عن الله تعالى عقيبها قوله عز و جل : الحمد ردائي و العظمة كبريائي و الخلق كلهم عبيدي و إمائي زوجت فاطمة أمتي من علي صفوتي اشهدوا ملائكتي .

ابن حماد :

و جاء جبريل في الأملاك قال له *** جئنا نهنيك إطنابا و إسهابا

و كنت خاطبها و الله واليها *** و شاهدوها الكرام الغر أحسابا

و صير الطيب من طوبى نثارهما *** أكرم بذاك نثارا ثمرا نهابا

و أقبل الحور يلقطن النثار معا *** فهن يهدينه فخرا و تحبابا

الحميري :

نصب الجليل لجبرئيل منبرا *** في ظل طوبى من متون زبرجد

شهد الملائكة الكرام و ربهم *** و كفى بهم و بربهم من شهد

و تناثرت طوبى عليهم لؤلؤا *** و زمردا متتابعا لم يعقد

و ملاك فاطمة الذي ما مثله *** في متهم شرف و لا في منجد

و له :

و الله زوجه الزكية فاطما *** في ظل طوبى مشهدا محضورا

كان الملائك ثم في عدد الحصى *** جبريل يخطبهم بها مسرورا

يدعو له و لها و كان دعاؤه *** لهما بخير دائما مذكورا

[349]

حتى إذا فرغ الخطيب تتابعت *** طوبى تساقط لؤلؤا منثورا

و تهيل ياقوتا عليهم مرة *** و تهيل درا تارة و شذورا

فترى نساء الحور ينتهبونه *** حورا بذلك يهتدين الحورا

فإلى القيامة بينهن هدية *** ذاك النثار عشية و بكورا

خطيب منيح :

ملاك كانت الأملاك فيه *** لتزويج الزكية شاهدينا

و كان وليها جبريل منهم *** و ميكائيل خير الخاطبينا

و زخرفت الجنان فظل فيها *** لها ولدانها متزينينا

و كان نثارها حللا و حليا *** و ياقوتا و مرجانا ثمينا

و عقيانا و حور العين فيها *** و ولدان كرام لاقطونا

و كان من النثار كما روينا *** صكاك ينتشرن و ينطوينا

بها للشيعة الأبرار عتق *** جرى من عند رب العالمينا

و كان بين تزويج أمير المؤمنين و فاطمة (عليهما السلام) في السماء إلى تزويجهما في الأرض أربعين يوما ; كزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من علي أول يوم من ذي الحجة و روي : أنه كان يوم السادس منه .

علي بن جعفر قال موسى بن جعفر (عليه السلام) : بينما رسول الله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها , فقال له :حبيبي جبرئيل لم أرك في هذه الصورة ?

قال الملك : لست بجبرئيل , أنا محمود بعثني الله أن أزوج النور من النور .

قال : من بمن ?

قال : فاطمة من علي .

فلما ولى الملك , إذا بين كتفيه : محمد رسول الله علي وصيه .

فقال رسول الله : منذ كم كتب هذا بين كتفيك ?

قال : من قبل أن يخلق الله آدم باثنين و عشرين ألف عام .

و في رواية : بأربعة و عشرين ألف عام .

عبد الله بن ميمون حدثنا أبو هريرة عن أبي الزبير عن جابر الأنصاري حديث محمود و أنبأني أبو العلى العطار و أبو المؤيد الخطيب : بنحو هذا الخبر ... إلا أنهما رويا ملك له عشرون رأسا في كل رأس ألف لسان و كان اسم الملك صرصائيل ز

[350]

أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين بالإسناد عن أنس بن مالك و كتاب أبي القاسم سليمان الطبري بإسناده عن شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق عن ابن مسعود كلاهما : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي .

كتاب ابن مردويه قال ابن سيرين قال عبيدة : إن عمر بن الخطاب ذكر عليا فقال ذاك صهر رسول الله نزل جبرئيل على رسول الله فقال إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من علي .

ابن شاهين بالإسناد عن أبي أيوب الأنصاري : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أمرت بتزويجك من البيضاء .

و في رواية : من السماء .

الضحاك : أن النبي قال لفاطمة إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته و فضله من الإسلام , و إني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و أحبهم إليه , و قد ذكر من أمرك شيئا . فما ترين ?

فسكتت , فخرج رسول الله و هو يقول : الله أكبر سكوتها إقرارها .

و خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين في أماليه و ابن بطة في الإبانة بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا و رويناها عن الرضا (عليه السلام) فقال : الحمد لله المحمود بنعمته , المعبود بقدرته , المطاع في سلطانه , المرغوب إليه فيما عنده , المرهوب من عذابه , النافذ أمره في سمائه و أرضه , خلق الخلق بقدرته , و ميزهم بأحكامه , و أعزهم بدينه , و أكرمهم بنبيه محمد .

إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا , و أمرا مفترضا , و شج بها الأرحام , و ألزمها الأنام , قال الله تعالى وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً .

ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي , و قد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة ; إن رضيت يا علي .

قال : رضيت يا رسول الله .

و روى ابن مردويه : قال لعلي تكلم خطيبا لنفسك .

فقال : الحمد لله الذي قرب من حامديه , و دنا من سائليه , و وعد الجنة من يتقيه , و أنذر بالنار من يعصيه , نحمده على قديم إحسانه و أياديه , حمد من يعلم أنه خالقه و باريه , و مميته و محييه , و مسائله عن مساويه , و نستعينه و نستهديه و نؤمن به و نستكفيه , و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه و ترضيه ,

[351]

و أن محمدا عبده و رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) صلاة تزلفه و تحظيه و ترفعه و تصطفيه , و النكاح ما أمر الله به و يرضيه , و اجتماعنا مما قدره الله و أذن فيه , و هذا رسول الله زوجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم , و قد رضيت .

فاسألوه و اشهدوا .

و في خبر : زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن و قد رضيت بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني .

و في خبر : فنعم الأخ أنت و نعم الختن أنت و نعم الصاحب أنت و كفاك برضى الله رضى .

فخر علي ساجدا شكرا لله تعالى و هو يقول رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ... الآية .

فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : آمين .

فلما رفع رأسه , قال النبي : بارك الله عليكما و أسعد جدكما و جمع بينكما و أخرج منكما الكثير الطيب .

ثم أمر النبي بطبق بسر و أمر بنهبه , و دخل حجرة النساء و أمر بضرب الدف .

الحسين بن علي (عليه السلام) في خبر : زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاطمة عليا على أربعمائة و ثمانين درهما .

و روي : أن مهرها أربعمائة مثقال فضة و روي : أنه كان خمسمائة درهم , و هو أصح ; و سبب الخلاف في ذلك :

ما روى عمر بن المقدام و جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : كان صداق فاطمة برد حبرة و إهاب شاة على عرار .

و روي عن الصادق (عليه السلام) قال : كان صداق فاطمة درع حطمية و إهاب كبش أو جدي . رواه أبو يعلى في المسند عن مجاهد .

كافي الكليني : زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فاطمة من جرد برد .

و قيل للنبي : و قد علمنا مهر فاطمة في الأرض فما مهرها في السماء ?

قال : سل عما يعنيك و دع ما لا يعنيك .

قيل : هذا مما يعنينا يا رسول الله .

قال : كان مهرها في السماء خمس الأرض , فمن مشى عليها مبغضا لها و لولدها مشى عليها حراما إلى أن تقوم الساعة .

و في الجلاء و الشفاء في خبر طويل عن الباقر (عليه السلام) : و جعلت نحلتها من علي خمس الدنيا , و ثلثي الجنة , و جعلت لها في الأرض أربعة أنهار : الفرات و نيل مصر و نهروان و نهر بلخ ; فزوجها يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لأمتك ... الخبر .

[352]

و في حديث خباب بن الأرت : ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) زوجت ابنتي فاطمة منك بأمر الله تعالى على صداق خمس الأرض و أربعمائة و ثمانين درهما للأجل خمس الأرض و العاجل أربعمائة و ثمانين درهما .

و قد روي حديث : خمس الأرض عن الصادق (عليه السلام) من يعقوب بن شعيب .

إسحاق بن عمار و أبو بصير قال الصادق (عليه السلام) : إن الله تعالى مهر فاطمة ربع الدنيا فربعها لها , و مهرها الجنة و النار فتدخل أولياءها الجنة و أعداءها النار .

back page fehrest page next page