back page fehrest page next page

فإن قلت : ليس بأبي فقد كفرت , و إن قلت نعم , فقد أقررت .

ثم قال : أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمدا منها , و أصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا منها , و أصبحت العجم تعرف حق العرب بأن محمدا منها , يطلبون حقنا و لا يردون إلينا حقنا .

و كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث :

عن مكان بمقدار وسط السماء ; و عن أول قطرة دم وقعت على الأرض ; و عن مكان طلعت فيه الشمس مرة .

فلم يعلم ذلك , فاستغاث بالحسن بن علي (عليه السلام) .

فقال : ظهر الكعبة ; و دم حواء ; و أرض البحر حين ضربه موسى .

[13]

و عنه (عليه السلام) في جواب ملك الروم :

ما لا قبلة له , فهي الكعبة ; و ما لا قرابة له , فهو الرب تعالى .

و سأل شامي الحسن بن علي (عليه السلام) , فقال : كم بين الحق و الباطل ?

فقال : أربع أصابع , فما رأيت بعينك فهو الحق و قد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا .

و قال : كم بين الإيمان و اليقين ?

فقال : أربع أصابع , الإيمان ما سمعناه ; و اليقين ما رأيناه .

و قال : كم بين السماء و الأرض ?

قال : دعوة المظلوم , و مد البصر .

قال : كم بين المشرق و المغرب ?

قال : مسيرة يوم للشمس .

أبو المفضل الشيباني في أماليه و ابن الوليد في كتابه بالإسناد عن جابر بن عبد الله قال : كان الحسن بن علي قد ثقل لسانه و أبطأ كلامه فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في عيد من الأعياد و خرج معه الحسن بن علي فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الله أكبر يفتتح الصلاة فقال الحسن الله أكبر قال فسر بذلك رسول الله فلم يزل رسول الله يكبر و الحسن معه يكبر حتى كبر سبعا فوقف الحسن عند السابعة فوقف رسول الله عندها ثم قام رسول الله إلى الركعة الثانية فكبر الحسن حتى بلغ رسول الله خمس تكبيرات فوقف الحسن عند الخامسة فصار ذلك سنة في تكبير صلاة العيدين و في رواية أنه كان الحسين (عليه السلام) .

كتاب إبراهيم قال بعض أصحاب الحسن (عليه السلام) مرفوعا : الطلق للنساء إنما يكون سرة المولود متصلة بسرة أمه فتقطع فيؤلمها .

ابن حماد :

يا ابن النبي المصطفى *** و ابن الوصي المرتضى

‏يا ابن البتول فاطم *** الزهراء سيدة النسا

يا ابن الحطيم و زمزم *** و ابن المشاعر و الصفا

يا ابن السماحة و الندى *** و ابن المكارم و النهى

ابن المقلد الشيرازي أو شرف الدولة :

سلام على أهل الكساء هداتي *** و من طاب محياي بهم و مماتي

‏بنى البيت و الركن المخلق من *** بنى النسك و التقديس و الصلوات

‏بنى الرشد و التوحيد و الصدق و *** الهدى بنى البر و المعروف و الصدقات

[14]

بهم محص الرحمن عظم جرائمي *** و ضاعف لي في حبهم حسناتي

‏و لولاهم لم يزك لي عمل و لا *** تقبل صومي خالقي و صلاتي

‏محبتهم لي حجة و ولاهم *** ألاقي به الرحمن عند وفاتي

فصل في مكارم أخلاقه (عليه السلام) :

أما زهده : ما جاء في روضة الواعظين عن الفتال : أن الحسن بن علي (عليه السلام) كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله و اصفر لونه فقيل له في ذلك فقال حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه و ترتعد مفاصله و كان (عليه السلام) إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و يقول إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسي‏ء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم .

الفائق : أن الحسن (عليه السلام) كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس و إن زحزح أي و إن أريد تنحية من ذلك باستنطاق ما يهم .

قال الصادق (عليه السلام) : إن الحسن بن علي (عليه السلام) حج خمسا و عشرين حجة ماشيا و قاسم الله تعالى ماله مرتين و في خبر قاسم ربه ثلاث مرات و حج عشرين حجة على قدميه .

أبو نعيم في حلية الأولياء بالإسناد عن القاسم بن عبد الرحمن عن محمد بن علي (عليه السلام) : قال الحسن إني لأستحيي من ربي أن ألقاه و لم أمش إلى بيته ; فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .

و في كتابه بالإسناد عن شهاب بن عامر : أن الحسن بن علي (عليه السلام) قاسم الله تعالى ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله .

و في كتابه بالإسناد عن أبي نجيح : أن الحسن بن علي (عليه السلام) حج ماشيا و قسم ماله نصفين .

و في كتابه بالإسناد عن علي بن جذعان قال خرج الحسن بن علي من ماله مرتين و قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أن كان ليعطي نعلا و يمسك نعلا و يعطي خفا و يمسك خفا .

و روى عبد الله بن عمر عن ابن عباس قال : لما أصيب معاوية قال ما آسى على شي‏ء إلا على أن أحج ماشيا و لقد حج الحسن بن علي خمسا و عشرين حجة ماشيا و إن النجائب لتقاد معه و قد قاسم الله ماله مرتين حتى أن كان ليعطي النعل و يمسك النعل و يعطي الخف و يمسك الخف .

و روي : أنه دخلت عليه امرأة جميلة و هو في صلاته فأوجز في صلاته ثم قال لها

[15]

أ لك حاجة ?

قالت : نعم .

قال : و ما هي ?

قالت : قم فأصب مني , فإني وفدت و لا بعل لي .

قال : إليك عني , لا تحرقيني بالنار و نفسك .

فجعلت تراوده عن نفسه , و هو يبكي , و يقول : ويحك إليك عني .

و اشتد بكاؤه , فلما رأت ذلك , بكت لبكائه .

فدخل الحسين و رآهما يبكيان , فجلس يبكي , و جعل أصحابه يأتون و يجلسون و يبكون , حتى كثر البكاء و علت الأصوات ; فخرجت الأعرابية , و قام القوم و ترحلوا , و لبث الحسين بعد ذلك دهرا لا يسأل أخاه عن ذلك إجلالا .

فبينما الحسن ذات ليلة نائما إذ استيقظ و هو يبكي .

فقال له الحسين : ما شأنك ?

قال : رؤيا رأيتها الليلة .

قال : و ما هي ?

قال : لا تخبر أحدا ما ما دمت حيا .

قال : نعم .

قال : رأيت يوسف , فجئت أنظر إليه فيمن نظر , فلما رأيت حسنه بكيت , فنظر إلي في الناس , فقال : ما يبكيك يا أخي بأبي أنت و أمي ?

فقلت : ذكرت يوسف و امرأة العزيز , و ما ابتليت به من أمرها , و ما لقيت من السجن , و حرقة الشيخ يعقوب , فبكيت من ذلك , و كنت أتعجب منه .

فقال يوسف : فهلا تعجبت مما فيه المرأة البدوية بالأبواء ?

عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : دخل الحسن بن علي الفرات في بردة كانت عليه .

قال , فقلت له : لو نزعت ثوبك ?

فقال لي : يا أبا عبد الرحمن , إن للماء سكانا .

و للحسن بن علي (عليه السلام) :

ذرى كدر الأيام أن صفاءها *** تولى بأيام السرور الذواهب

‏و كيف يعز الدهر من كان بينه *** و بين الليالي محكمات التجارب

و له (عليه السلام) :

قل للمقيم بغير دار إقامة *** حان الرحيل فودع الأحبابا

إن الذين لقيتهم و صحبتهم *** صاروا جميعا في القبور ترابا

و له (عليه السلام) :

يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها *** إن المقام بظل زائل حمق

و له (عليه السلام) :

لكسرة من خسيس الخبز تشبعني *** و شربة من قراح الماء تكفيني

[16]

و طمرة من رقيق الثوب تسترني *** حيا و إن مت تكفيني لتكفيني

الكميت :

و في حسن كانت مصاديق لاسمه *** أرأب لصدعها المهيمن مرأب‏

و حزم و عزم في عفاف و سودد *** إلى منصب لا مثله كان منصب

المهذب المصري :

خيرة الله في العباد و من *** يعضد ياسين فيهم طاسين

‏و الأولى لا تقر منهم جنوب *** في الدياجي و لا تنام عيون

‏و لهم في القرآن في غسق الليل *** إذا طرب السفيه حنين

‏و بكاء مل‏ء العيون غزير *** و تكاد الصخور منه تلين

و من سخائه (عليه السلام) : ما روي أنه : سأل الحسن بن علي (عليه السلام) رجل فأعطاه خمسين ألف درهم و خمسمائة دينار , و قال : ائت بحمال يحمل لك .

فأتى بحمال , فأعطاه طيلسانه ,فقال : هذا كراء الحمال .

و جاءه بعض الأعراب , فقال أعطوه ما في الخزانة .

فوجد فيها عشرون ألف درهم , فدفعها إلى الأعرابي .

فقال الأعرابي : يا مولاي أ لا تركتني أبوح بحاجتي , و أنشر مدحتي , فأنشأ الحسن (عليه السلام) :

نحن أناس نوالنا خضل *** يرتع فيه الرجاء و الأمل‏

تجود قبل السؤال أنفسنا *** خوفا على ماء وجه من يسل

‏لو علم البحر فضل نائلنا *** لغاض من بعد فيضه خجل

أبو جعفر المدائني في حديث طويل ... : خرج الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر حجاجا ففاتتهم أثقالهم , فجاعوا و عطشوا .

فرأوا في بعض الشعوب خباء رثا و عجوزا , فاستسقوها .

فقالت : اطلبوا هذه الشويهة .

ففعلوا .

و استطعموها .

[17]

فقالت : ليس إلا هي , فليقم أحدكم فليذبحها حتى أصنع لكم طعاما .

فذبحها أحدهم , ثم شوت لهم من لحمها , و أكلوا , و قيلوا عندها .

فلما نهضوا , قالوا لها : نحن نفر من قريش , نريد هذا الوجه , فإذا انصرفنا وعدنا فالممي بنا , فإنا صانعون لك خيرا , ثم رحلوا .

فلما جاء زوجها , و عرف الحال , أوجعها ضربا .

ثم مضت الأيام , فأضرت بها الحال , فرحلت حتى اجتازت بالمدينة , فبصر بها الحسن (عليه السلام) , فأمر لها بألف شاة , و أعطاها ألف دينار , و بعث معها رسولا إلى الحسين .

فأعطاها مثل ذلك , ثم بعثها إلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك .

البخاري : وهب الحسن بن علي (عليه السلام) لرجل ديته .

و سأله رجل شيئا فأمر له بأربعمائة درهم فكتب له بأربعمائة دينار .

فقيل له في ذلك , فأخذه , و قال : هذا سخاؤه , و كتب عليه بأربعة آلاف درهم .

و سمع (عليه السلام) رجلا إلى جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم ; فانصرف إلى بيته و بعث إليه بعشرة آلاف درهم .

و دخل عليه جماعة و هو يأكل فسلموا و قعدوا .

فقال (عليه السلام) : هلموا , فإنما وضع الطعام ليؤكل .

و دخل الغاضري عليه فقال إني عصيت رسول الله .

فقال : بئس ما عملت , كيف ?

قال : قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) , لا يفلح قوم ملكت عليهم امرأة , و قد ملكت علي امرأتي , و أمرتني أن أشتري عبدا , فاشتريته , فأبق مني .

فقال (عليه السلام) : اختر أحد ثلاثة : إن شئت فثمن عبد .

فقال : هاهنا , و لا تتجاوز , قد اخترت .

فأعطاه ذلك .

فضائل العكبري بالإسناد عن أبي إسحاق : أن الحسن بن علي (عليه السلام) تزوج جعدة بنت الأشعث بن قيس على سنة النبي و أرسل إليها ألف دينار .

تفسير الثعلبي و حلية أبي نعيم قال محمد بن سيرين : إن الحسن بن علي تزوج امرأة فبعث إليها مائة جارية مع كل جارية ألف درهم .

الحسن بن سعيد عن أبيه قال : كان تحت الحسن بن علي امرأتان تميمية و جعفية فطلقهما جميعا و بعثني إليهما و قال أخبرهما فليعتدوا و أخبرني بما تقولان و متعهما العشرة آلاف و كل واحدة منهما بكذا و كذا من العسل و السمن فأتيت الجعفية فقلت اعتدي فتنفست الصعداء ثم قالت متاع قليل من حبيب مفارق و

[18]

أما التميمية فلم تدر ما اعتدت حتى قال لها النساء فسكتت فأخبرته بقول الجعفية فنكت في الأرض ثم قال لو كنت مراجعا لامرأة لراجعتها .

و قال أنس : حيت جارية للحسن بن علي بطاقة ريحان فقال لها أنت حرة لوجه الله فقلت له في ذلك فقال أدبنا الله تعالى فقال إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها ... الآية و كان أحسن منها إعتاقها .

و للحسن بن علي (عليه السلام) :

إن السخاء على العباد فريضة *** لله يقرأ في كتاب محكم

‏وعد العباد الأسخياء جنانه *** و أعد للبخلاء نار جهنم

‏من كان لا تندى يداه بنائل *** للراغبين فليس ذاك بمسلم

و له (عليه السلام) :

خلقت الخلائق من قدرة *** فمنهم سخي و منهم بخيل

‏فأما السخي ففي راحة *** و أما البخيل فحزن طويل

و من همته (عليه السلام) ما روي أنه قدم الشام أي عند معاوية فأحضر بارنامجا بحمل عظيم و وضع قبله ثم إن الحسن لما أراد الخروج خصف خادم نعله فأعطاه البارنامج .

و قدم معاوية المدينة , فجلس في أول يوم يجيز من دخل عليه من خمسة آلاف إلى مائة ألف .

فدخل عليه الحسن بن علي (عليه السلام) في آخر الناس .

فقال : أبطأت يا أبا محمد فلعلك أردت تبخلني عند قريش فانتظرت يفنى ما عندنا ; يا غلام أعط الحسن مثل جميع ما أعطينا في يومنا هذا , يا أبا محمد , و أنا ابن هند .

فقال الحسن (عليه السلام) : لا حاجة لي فيها يا أبا عبد الرحمن , و رددتها , و أنا ابن فاطمة بنت محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

المتنبي :

و يعظم في عين الصغير صغيرها *** و يصغر في عين العظيم العظائم

المبرد في الكامل قال مروان بن الحكم : إني مشغوف ببغلة الحسن بن علي (عليه السلام) .

[19]

فقال له ابن أبي عتيق : إن دفعتها إليك تقضي لي ثلاثين حاجة .

قال : نعم .

قال : إذا اجتمع الناس فإني آخذ في مآثر قريش و أمسك عن مآثر الحسن ; فلمني على ذلك .

فلما حضر القوم أخذ في أولية قريش , فقال مروان : أ لا تذكر أولية أبي محمد و له في هذا ما ليس لأحد .

قال : إنما كنا في ذكر الأشراف و لو كنا في ذكر الأولياء لقدمنا ذكره .

فلما خرج الحسن ليركب , تبعه ابن أبي عتيق ; فقال له الحسن و تبسم : أ لك حاجة ?

قال : نعم , ركوب البغلة .

فنزل الحسن (عليه السلام) , و دفعها إليه . إن الكريم إذا خادعته انخدعا .

و من حلمه (عليه السلام) :

ما روى المبرد و ابن عائشة : أن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يرد .

فلما فرغ , أقبل الحسن عليه , فسلم عليه , و ضحك , و قال : أيها الشيخ أظنك غريبا و لعلك شبهت , فلو استعتبتنا أعتبناك , و لو سألتنا أعطيناك , و لو استرشدتنا أرشدناك , و لو استحملتنا حملناك , و إن كنت جائعا أشبعناك , و إن كنت عريانا كسوناك , و إن كنت محتاجا أغنيناك , و إن كنت طريدا آويناك , و إن كان لك حاجة قضيناها لك , فلو حركت رحلك إلينا و كنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك , لأن لنا موضعا رحبا و جاها عريضا و مالا كبيرا .

فلما سمع الرجل كلامه , بكى , ثم قال : أشهد أنك خليفة الله في أرضه ; الله أعلم حيث يجعل رسالاته , و كنت أنت و أبوك أبغض خلق الله إلي , و الآن أنت أحب خلق الله إلي , و حول رحله إليه , و كان ضيفه إلى أن ارتحل , و صار معتقدا لمحبتهم .

المناقب عن أبي إسحاق العدل في خبر ... : أن مروان بن الحكم خطب يوما فذكر علي بن أبي طالب فنال منه و الحسن بن علي جالس .

فبلغ ذلك الحسين , فجاء إلى مروان , و قال : يا ابن الزرقاء أنت الواقع في علي ... في كلام له .

ثم دخل على الحسن , فقال : تسمع هذا يسب أباك فلا تقول له شيئا ?

فقال : و ما عسيت أن أقول لرجل مسلط يقول ما شاء و يفعل ما شاء .

و روي : أن الحسن (عليه السلام) لم يسمع قط منه كلمة فيها مكروه إلا مرة واحدة فإنه

[20]

كان بينه و بين عمرو بن عثمان خصومة في أرض فقال له الحسن ليس لعمرو عندنا إلا ما يرغم أنفه .

الجماني :

تراث لهم من آدم و محمد *** إلى الثقلين من وصي و مصحف

‏فجازوا أباهم عنهم كيف شئتم *** تلاقوا لديه النصف من خير منصف

العوني :

قوم هم حجج الله الجليل و هم *** فلك النجاة لمن والاهم و صلوا

قوم محبتهم فرض و بغضهم كفر *** لأم الذي يشنأهم الهبل

‏و لو بهم قيست الدنيا و زينتها *** بمثلها عدد ما مثلهم عدلوا

أخلص محبة أهل البيت أن بهم *** يوم القيامة تخلص أيها الرجل

فصل في سيادته (عليه السلام) :

جابر الأنصاري قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن علي

و في حديث عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال : انطلقنا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فنادى على باب فاطمة ثلاثا فلم يجبه أحد فمال إلى حائط فقعد فيه و قعدت إلى جانبه فبينا هو كذلك إذ خرج الحسن و قد غسل وجهه و علقت عليه سبحة قال فبسط النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يده و مدها ثم ضم الحسن إلى صدره و قبله و قال : إن ابني هذا سيد لعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين

المحاضرات عن الراغب روى أبو هريرة و بريدة : رأيت النبي يخطب على المنبر ينظر إلى الناس مرة و إلى الحسن مرة , و قال : إن ابني هذا سيصلح الله به فئتين من المسلمين و رواه البخاري و الخطيب و الخركوشي و السمعاني

و روى البخاري و الموصلي و أبو السعادات و السمعاني :
قال إسماعيل بن خالد لأبي جحيفة رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال نعم و كان الحسن يشبهه .

أبو هريرة قال : دخل الحسن بن علي و هو مغتم فظننت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قد بعث .

[21]

الغزالي و المكي في الإحياء و قوت القلوب : قال النبي للحسن : أشبهت خلقي و خلقي

البختري :

و شبيه النبي خلقا و خلقا *** و نسيب النبي جدا فجدا

ابن حماد :

إمام ابن الإمام أخو إمام *** تخطفه الردى و إليه أما

شبيه محمد خلقا و خلقا *** و حيدرة الرضي فهما و علما

و دعا أمير المؤمنين (عليه السلام) محمد بن الحنفية يوم الجمل فأعطاه رمحه و قال له اقصد بهذا الرمح قصد الجمل فذهب فمنعوه بنو ضبة فلما رجع إلى والده انتزع الحسن رمحه من يده و قصد قصد الجمل و طعنه برمحه و رجع إلى والده و على رمحه أثر الدم فتمعر وجه محمد من ذلك فقال أمير المؤمنين لا تأنف فإنه ابن النبي و أنت ابن علي .

و طاف الحسن بن علي (عليه السلام) بالبيت فسمع رجلا يقول هذا ابن فاطمة الزهراء فالتفت إليه فقال قل علي بن أبي طالب فأبي خير من أمي .

و تفاخرت قريش و الحسن بن علي حاضر لا ينطق فقال معاوية يا أبا محمد ما لك لا تنطق فو الله ما أنت بمشوب الحسب و لا بكليل اللسان قال الحسن ما ذكروا فضيلة إلا و لي محضها و لبابها ثم قال :

فيم الكلام و قد سبقت مبرزا *** سبق الجواد من المدى المتنفس

أخبار أبي حاتم : أن معاوية فخر يوما فقال أنا ابن بطحاء مكة أنا ابن أعززها جودا و أكرمها جدودا أنا ابن من ساد قريشا فضلا ناشيا و كهلا .

فقال الحسن بن علي أ علي تفخر يا معاوية ; أنا ابن عروق الثرى ; أنا ابن مأوى التقى ; أنا ابن من جاء بالهدى ; أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالفضل السابق و الحسب الفائق ; أنا ابن من طاعته طاعة الله و معصيته معصية الله ; فهل لك أب كأبي تباهيني به ; و قديم كقديمي تساميني به ; تقول نعم أو لا ?

[22]

قال معاوية : بل أقول لا , و هي لك تصديق .

فقال الحسن (عليه السلام) :

الحق أبلج ما يحيل سبيله *** و الحق يعرفه ذوو الألباب

و قال معاوية للحسن بن علي أنا أخير منك يا حسن قال و كيف ذاك يا ابن هند قال لأن الناس قد أجمعوا علي و لم يجمعوا عليك قال هيهات هيهات لشر ما علوت يا ابن آكلة الأكباد المجتمعون عليك رجلان بين مطيع و مكره فالطائع لك عاص لله و المكره معذور بكتاب الله و حاشى لله أن أقول أنا خير منك فلا خير فيك و لكن الله برأني من الرذائل كما برأك من الفضائل .

الحميري :

مجبر قال لدينا عدد *** و جميع من جماهير البشر

قلت ذم الله ربي جمعكم *** و به تنطق آيات الزبر

من زها سبعين ألف برة *** و سواها في عذاب و سعر

كتاب الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله : وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ أنه جلس الحسن بن علي (عليه السلام) و يزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد يا حسن إني منذ كنت أبغضك قال الحسن اعلم يا يزيد إن إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ و شارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله .

ابن حماد :

كم بين مولود أبوه و أمه *** قد شاركا في حمله الشيطانا

و مطهر لم يجعل الرحمن *** للشيطان في شرك به سلطانا

و هرب سعيد بن سرح من زياد إلى الحسن بن علي فكتب الحسن إليه يشفع فيه فكتب زياد من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي و أنت طالب حاجة و أنا سلطان و أنت سوقة و ذكر نحوا

[23]

من ذلك فلما قرأ الحسن الكتاب تبسم و أنفذ بالكتاب إلى معاوية فكتب معاوية إلى زياد يؤنبه و يأمره أن يخلي عن أخي سعيد و ولده و امرأته و رد ماله و بناء ما قد هدمه من داره ثم قال و أما كتابك إلى الحسن باسمه و اسم أمه لا تنسبه إلى أبيه و أمه بنت رسول الله و ذلك أفخر له إن كنت تعقل .

كتاب الفنون عن أحمد بن المؤدب و نزهة الأبصار عن ابن مهدي أنه : مر الحسن بن علي (عليه السلام) على فقراء و قد وضعوا كسيرات على الأرض و هم قعود يلتقطونها و يأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء قال فنزل و قال إن الله لا يحب المستكبرين و جعل يأكل معهم حتى اكتفوا و الزاد على حاله ببركته ثم دعاهم إلى ضيافته و أطعمهم و كساهم .

و ذكروا : أن الحسن بن علي دخل على معاوية يوما فجلس عند رجله و هو مضطجع فقال له يا أبا محمد أ لا أعجبك من عائشة تزعم أني لست للخلافة أهلا فقال الحسن و أعجب من هذا جلوسي عند رجلك و أنت نائم فاستحيا معاوية و استوى قاعدا و استعذره .

و في العقد : أن مروان بن الحكم قال للحسن بن علي (عليه السلام) بين يدي معاوية أسرع الشيب إلى شاربك يا حسن و يقال إن ذلك من الخرق فقال (عليه السلام) ليس كما بلغك و لكنا معشر بني هاشم طيبة أفواهنا عذبة شفاهنا فنساؤنا يقبلن علينا بأنفاسهن و أنتم معشر بني أمية فيكم بخر شديد فنساؤكم يصرفن أفواههن و أنفاسهن إلى أصداغكم فإنما يشيب منكم موضع العذار من أجل ذلك قال مروان أما إن فيكم يا بني هاشم خصلة سوء قال و ما هي قال الغلمة قال أجل نزعت من نسائنا و وضعت في رجالنا و نزعت الغلمة من رجالكم و وضعت في نسائكم فما قام لأموية إلا هاشمي ثم خرج يقول :

back page fehrest page next page