و قال عبد الله بن الحسين : إن الإمامة في ولد الحسن و الحسين لأنهما سيدا شباب أهل الجنة و هما في الفضل سواء ألا إن للحسن على الحسين فضلا بالكبر و التقديم فكان الواجب أن تكون الإمامة إذا في ولد الأفضل .
فقال الربيع بن عبد الله : إن موسى و هارون كانا نبيين مرسلين و كان موسى أكبر من هارون و أفضل فجعل الله النبوة في ولد هارون دون ولد موسى ; و كذلك جعل الله عز و جل الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن لتجري في هذه سنن من قبلها من الأمم حذو النعل بالنعل .
فبلغ ذلك الصادق (عليه السلام) , فقال : أحسنت يا ربيع . و من ذلك حديث الرضاع .
و يستدل من الحساب على أن الإمامة في أولاد الحسين (عليه السلام) أن لفظة الحسين مائة و ثمانية و عشرين زيادة بعشرة و الحسين و أولاده عشرة .
القاضي بن قادوس البصري :
هي بيعة الرضوان أبرمها التقي *** و أنارها النص الجلي و ألجماما
اضطر جدك في أبيك وصية و هو *** ابن عم أن يكون له انتمى
و كذا الحسين و عن أخيه حازها *** و له البنون بغير خلف منهما
موسى بن جعفر و الحسين بن علي (عليهما السلام) في قوله تعالى الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ قال هذه فينا أهل البيت .
أبو بصير عن الصادق (عليه السلام) في قوله
[48]
تعالى : قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ الوصية لعلي بعدي نزلت مشددة .
الباقر (عليه السلام) في قراءة علي (عليه السلام) : و هو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون لرسول الله و الإمام بعده .
الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى : لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا ... الآية قال هم يزعمون أن الإمام يحتاج منهم إلى ما يحملون إليه .
التباع خمسة و لكل قوم منهم يوم تباع السلطان و لهم النيران وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا و تباع الشياطين و هم الملاعين لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ و تباع أئمة الهوى و لهم الردى وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ و تباع الأئمة و لهم الجنة فقال في رسول الله فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ و في شأن علي وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ و في شأن الأئمة الاثني عشر وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ .
لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بيع النساء و أن يجعل الرجال عبيد العرب و عزم على أن يحملوا العليل و الضعيف و الشيخ الكبير في الطواف و حول البيت على ظهورهم .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ; إن النبي (عليه السلام) قال : أكرموا كريم قوم و إن خالفوكم و هؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا بالسلم و رغبوا في الإسلام فقد أعتقت منهم لوجه الله حقي و حق بني هاشم .
فقالت المهاجرون و الأنصار : قد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله .
فقال : اللهم فاشهد , أنهم قد وهبوا , و قبلت , و أعتقت .
فقال عمر : سبق إليها علي بن أبي طالب و نقض عزمتي في الأعاجم .
و رغب جماعة في بنات الملوك أن يستنكحوهن .
فقال أمير المؤمنين : نخيرهن و لا نكرههن ; فأشار أكبرهم إلى تخيير شهربانويه بنت يزدجرد فحجبت و أبت .
فقيل لها : أيا كريمة قومها من تختارين من خطابك و هل أنت راضية بالبعل فسكتت .
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : قد رضيت و بقي الاختيار بعد سكوتها إقرارها .
فأعادوا القول في التخيير .
فقالت : لست ممن تعدل عن النور الساطع و الشهاب اللامع الحسين إن كنت مخيرة .
فقال أمير المؤمنين : لمن تختارين أن يكون وليك ?
فقالت : أنت .
فأمر أمير المؤمنين حذيفة بن اليمان أن يخطب .
فخطب , و زوجت من الحسين (عليه السلام) .
قال ابن الكلبي : ولى علي بن أبي طالب حريث بن جابر الحنقي جانبا من المشرق
[49]
فبعث بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى فأعطاها علي ابنه الحسين ; فولدت منه عليا .
و قال غيره : إن حريثا بعث إلى أمير المؤمنين بنتي يزدجرد فأعطى واحدة لابنه الحسين فأولدها علي بن الحسين ; و أعطى الأخرى محمد بن أبي بكر فأولدها القاسم بن محمد , فهما ابنا خالة .
الحسين بن علي ميزانه من الحساب إمام المسلمين بالحق لتقابلهما في أربعمائة و سبع و تسعين .
الزاهي :
يا سادتي يا آل ياسين *** و من عليهم الوحي من الله هبط
لولاكم لم يقبل الفرض *** و لا رحنا لبحر العفو من أكرم شط
أنتم ولاة العهد في الذر *** و من هواهم الله علينا قد شرط
ما أحد قايسكم بغيركم *** و مازج السلسل بالشرب اللمط
إلا كمن ضاهى الجبال *** بالحصى أو قايس الأبحر جهلا بالنقط
كشاجم :
آل الرسول فضلتم *** فضل النجوم الزاهرة
و بهرتم أعداءكم *** بالمأثرات السائرة
و لكم من الشرف *** البلاغة و الحلوم الوافرة
و إذا تفوخر بالعلى *** فيكم علاكم فاخرة
البشنوي :
يا ناصبي بكل جهدك فاجهد *** إني علقت بحب آل محمد
الطاهرين الطيبين ذوي الهدى *** طابوا و طاب وليهم في المولد
واليتهم و برئت من أعدائهم *** فأقلل ملامك لا أبا لك أو زد
فهم أمان كالنجوم و أنهم *** سفن النجاة من الحديث المسند
[50]
فصل في معجزاته (عليه السلام) :
كتاب الأنوار : إن الله تعالى هنأ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بحمل الحسين (عليه السلام) و ولادته و عزاه بقتله فعرفت فاطمة فكرهت ذلك فنزلت حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً فحمل النساء تسعة أشهر و لم يولد مولود لستة أشهر عاش غير عيسى و الحسين (عليهما السلام) .
غرر أبي الفضل بن خيرانة بإسناده : أنه اعتلت فاطمة لما ولدت الحسين و جف لبنها فطلب رسول الله مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصها و يجعل الله له في إبهام رسول الله رزقا يغذوه .
و يقال : بل كان رسول الله يدخل لسانه في فيه فيغره كما يغر الطير فرخه فيجعل الله له في ذلك رزقا ففعل ذلك أربعين يوما و ليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .
برة ابنة أمية الخزاعي قالت : لما حملت فاطمة بالحسن خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في بعض وجوهه فقال لها إنك ستلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أصير إليك قالت فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن و له ثلاث ما أرضعته فقلت لها أعطنيه حتى أرضعه فقالت كلا ثم أدركتها رقة الأمهات فأرضعته فلما جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لها ما ذا صنعت قالت أدركني عليه رقة الأمهات فأرضعته فقال أبى الله عز و جل إلا ما أراد فلما حملت بالحسين قال لها يا فاطمة إنك ستلدين غلاما قد هنأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء إليك و لو أقمت شهرا قالت أفعل ذلك و خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) في بعض وجوهه فولدت فاطمة الحسين (عليه السلام) فما أرضعته حتى جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال لها ما ذا صنعت قالت ما أرضعته فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمص حتى قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) إيها حسين إيها حسين ثم قال أبى الله إلا ما يريد هي فيك و في ولدك يعني الإمامة .
و لما منع الماء من الحسين (عليه السلام) أخذ سهما و عد فوق خيام النساء تسع خطوات فحفر الموضع فنبع ماء طيب فشربوا و ملئوا قربهم
[51]
و روى الكلبي : أنه قال مروان للحسين لو لا فخركم بفاطمة بم كنتم تفخرون علينا فوثب الحسين فقبض على حلقه فعصره و لوى عمامته في عنقه حتى غشي عليه ثم تركه ثم تكلم و قال في آخر كلامه و الله ما بين جابرسا و جابلقا رجل ممن ينتحل الإسلام أعدى لله و لرسوله و لأهل بيته منك و من أبيك إذ كان و علامة قولي فيك أنك إذا غضبت سقط رداؤك عن منكبك قال فو الله ما قام مروان من مجلسه حتى غضب فانتفض و سقط رداؤه عن عاتقه .
زرارة بن أعين : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يحدث عن آبائه أن مريضا شديد الحمى عاده الحسين فلما دخل من باب الدار طار الحمى عن الرجل فقال له رضيت بما أوتيتم به حقا حقا و الحمى يهرب عنكم فقال له الحسين (عليه السلام) و الله ما خلق الله شيئا إلا و قد أمره بالطاعة لنا قال فإذا نسمع الصوت و لا نرى الشخص يقول لبيك قال أ ليس أمير المؤمنين أمرك أن لا تقربي إلا عدوا أو مذنبا لكي تكوني كفارة لذنوبه فما بال هذا و كان المريض عبد الله بن شداد بن الهادي الليثي .
تهذيب الأحكام قال أبو عبد الله (عليه السلام) : إن امرأة كانت تطوف و خلفها رجل فأخرجت ذراعها فمال بيده حتى وضعها على ذراعها فأثبت الله يده في ذراعها حتى قطع الطواف , و أرسل إلى الأمير , و اجتمع الناس ; و أرسل إلى الفقهاء , فجعلوا يقولون : اقطع يده فهو الذي جنى الجناية .
فقال : هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ?
فقالوا : نعم , الحسين بن علي قدم الليلة .
فأرسل إليه , فدعاه .
فقال : انظر ما لقي ذان .
فاستقبل الكعبة و رفع يديه فمكث طويلا يدعو ; ثم جاء إليها حتى تخلصت يده من يدها .
فقال الأمير : أ لا نعاقبه بما صنع ?
قال : لا .
و روى عبد العزيز بن كثير : أن قوما أتوا إلى الحسين و قالوا حدثنا بفضائلكم قال لا تطيقون و انحازوا عني لأشير إلى بعضكم فإن أطاق سأحدثكم فتباعدوا عنه فكان يتكلم مع أحدهم حتى دهش و وله و جعل يهيم و لا يجيب أحدا و انصرفوا عنه .
صفوان بن مهران قال : سمعت الصادق (عليه السلام) يقول رجلان اختصما في زمن
[52]
الحسين (عليه السلام) في امرأة و ولدها فقال هذا لي و قال هذا لي فمر بهما الحسين (عليه السلام) فقال لهما في ما ذا تمرجان قال أحدهما إن الامرأة لي فقال للمدعي الأول اقعد فقعد و كان الغلام رضيعا فقال الحسين يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله سترك فقالت هذا زوجي و الولد له و لا أعرف هذا فقال (عليه السلام) يا غلام ما تقول هذه أنطق بإذن الله تعالى فقال له ما أنا لهذا و لا لهذا و ما أبي إلا راع لآل فلان فأمر (عليه السلام) برجمها قال جعفر (عليه السلام) فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها .
الأصبغ بن نباتة قال : سألت الحسين (عليه السلام) فقلت سيدي أسألك عن شيء أنا به موقن و أنه من سر الله و أنت المسرور إليه ذلك السر فقال يا أصبغ أ تريد أن ترى مخاطبة رسول الله لأبي دون يوم مسجد قبا قال هذا الذي أردت قال قم فإذا أنا و هو بالكوفة فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتد إلي بصري فتبسم في وجهي فقال يا أصبغ إن سليمان بن داود أعطي الريح غدوها شهر و رواحها شهر و أنا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان فقلت صدقت و الله يا ابن رسول الله فقال نحن الذين عندنا علم الكتاب و بيان ما فيه و ليس لأحد من خلقه ما عندنا لأنا أهل سر الله فتبسم في وجهي ثم قال نحن آل الله و ورثة رسوله فقلت الحمد لله على ذلك ثم قال لي ادخل فدخلت فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) محتب في المحراب بردائه فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين قابض على تلابيب الأعسر فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يعض على الأنامل و هو يقول بئس الخلف خلفتني أنت و أصحابك عليكم لعنة الله و لعنتي الخبر .
كتاب الإبانة قال بشر بن عاصم : سمعت ابن الزبير يقول قلت للحسين بن علي (عليه السلام) إنك تذهب إلى قوم قتلوا أباك و خذلوا أخاك فقال لئن أقتل بمكان كذا و كذا أحب إلي من أن يستحل بي مكة عرض به (عليه السلام) .
كتاب التخريج عن العامري بالإسناد عن هبيرة بن بريم عن ابن عباس قال : رأيت الحسين قبل أن يتوجه إلى العراق
[53]
على باب الكعبة و كف جبرئيل في كفه و جبرئيل ينادي هلموا إلى بيعة الله عز و جل و عنف ابن عباس على تركه الحسين فقال إن أصحاب الحسين لم ينقصوا رجلا و لم يزيدوا رجلا نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم .
و قال محمد بن الحنفية : و إن أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم .
السوسي :
أنتم سماء للسماوات العلى *** و الخلق أرض تحتكم و مهاد
أنتم معاذ الخلق يوم معادهم *** و إليكم الإصدار و الإيراد
أنتم صراط الله أنتم حبله *** الممدود أنتم بيته المرتاد
بهواكم صلح الفساد و هكذا *** يهوى سواكم للصلاح فساد
لو لم نسبح في الصلاة بذكركم *** كانت ترد صلاتنا و تعاد
بهواكم عرف الرشاد وليكم *** لولاكم لم يعرف الإرشاد
أنتم لشيعتكم بحور ماؤها *** عذب بها يتنعم الوراد
أنتم مواسمهم إذا حجوا و *** أعياد بها صحت لنا الأعياد
السروجي :
خير البرية آباء و أشرفها *** قدرا و أسمحها كفا لمبتذل
صدورهم لبحور العلم واعية *** ظهورهم قبلة من أفضل القبل
الله اختارهم من خلقه حججا *** على البرية يوم الجمع للرسل
من دوحة من جنان الخلد نابتة *** و فرعها ثابت للواحد الأزلي
محمد أصلها و الطهر حيدرة *** و فاطم و بنوها أطيب الأكل
و حسن أوراقها قوم بها علقوا *** فيا لها دوحة جلت عن المثل
فصل في آياته بعد وفاته (عليه السلام) :
الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى : فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) و ذلك أن عليا خرج قبل الفجر متوكئا على عنزة و الحسين خلفه يتلوه
[54]
حتى أتى حلقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ثم قال إن الله تعالى ذكر أقواما فقال فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ و الله ليقتلنه و لتبكي السماء عليه .
أبو نعيم في دلائل النبوة و النسوي في المعرفة قالت نضرة الأزدية : لما قتل الحسين أمطرت السماء دما و حبابنا و جرارنا صارت مملوءة دما .
و قال قرطة بن عبيد الله : مطرت السماء يوما نصف النهار على شملة بيضاء فنظرت فإذا هو دم و ذهبت الإبل إلى الوادي للشرب فإذا هو دم و إذا هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) .
و قال الصادق (عليه السلام) : بكت السماء على الحسين أربعين يوما بالدم .
زرارة بن أعين عن الصادق (عليه السلام) قال : بكت السماء على يحيى بن زكريا و على الحسين بن علي (عليه السلام) أربعين صباحا و لم تبك إلا عليهما قلت فما بكاؤها قال كانت الشمس تطلع حمراء و تغيب حمراء .
أسامة بن شبيب بإسناده عن أم سليم قالت : لما قتل الحسين (عليه السلام) مطرت السماء مطرا كالدم احمرت منه البيوت و الحيطان و روي قريبا من ذلك في الإبانة .
تفسير القشيري و الفتال قال السدي : لما قتل الحسين (عليه السلام) بكت عليه السماء و علامتها حمرة أطرافها .
محمد بن سيرين قال : أخبرنا أن حمرة أطراف السماء لم تكن قبل قتل الحسين .
تاريخ النسوي روى حماد بن زيد عن هشام عن محمد قال : تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هي ?
ثم قال : من يوم قتل الحسين (عليه السلام) .
الأسود بن قيس : لما قتل الحسين ارتفعت حمرة من قبل المشرق و حمرة من قبل المغرب فكادتا تلتقيان في كبد السماء ستة أشهر .
تاريخ النسوي قال أبو قبيل : لما قتل الحسين بن علي (عليه السلام) كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي و في حديث ميثم التمار و تمطر السماء دما و رمادا .
الحميري :
بكت الأرض فقده و بكته *** باحمرار له نواحي السماء
بكتا فقده أربعين صباحا *** كل يوم عند الضحى و المساء
[55]
المعري :
و على الدهر من دماء الشهيدين *** علي و نجله شاهدان
و هما في أواخر الليل فجران *** و في أولياته شفقان
و روي : أن الحسين بن علي (عليه السلام) قال لعمر بن سعد إن مما يقر لعيني أنك لا تأكل من بر العراق بعدي إلا قليلا فقال مستهزئا يا أبا عبد الله في الشعير خلف فكان كما قال لم يصل إلى الري و قتله المختار .
جامع الترمذي و كتاب السدي و فضائل السمعاني : أن أم سلمة قالت رأيت رسول الله في المنام و على رأسه التراب فقلت ما لك يا رسول الله فقال شهدت قتل الحسين آنفا .
ابن فورك في فصوله و أبو يعلى في مسنده و العامري في إبانته من طرق منها عن عائشة و عن شهر بن حوشب أنه : دخل الحسين بن علي على النبي و هو يوحى إليه فنزل الوحي على رسول الله و هو منكب على ظهره فقال جبرئيل تحبه قال أ لا أحب ابني فقال إن أمتك ستقتله من بعدك فمد جبرئيل يده فإذا بتربة بيضاء فقال في هذه التربة يقتل ابنك هذا يا محمد اسمها الطف الخبر و في أخبار سالم بن الجعد أنه كان ذلك ميكائيل و في مسند أبي يعلى أن ذلك ملك القطر .
أحمد في المسند عن أنس و الغزالي في كيمياء السعادة و ابن بطة في كتابه الإبانة من خمسة عشر طريقا و ابن حبيش التميمي و اللفظ له قال ابن عباس : بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت أم سلمة و هي تقول يا بنات عبد المطلب أسعدنني و ابكين معي فقد قتل سيدكن فقيل و من أين علمت ذلك قالت رأيت رسول الله الساعة في المنام شعثا مذعورا فسألته عن ذلك فقال قتل ابني الحسين و أهل بيته فدفنتهم قالت فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء و قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا صارت دما فقد قتل ابنك فأعطانيها النبي فقال اجعليها في زجاجة فليكن عندك فإذا صارت دما فقد قتل الحسين فرأيت القارورة الآن صارت دما عبيطا يفور .
تاريخ النسوي و تاريخ بغداد و إبانة العكبري قال سفيان بن عيينة حدثتني
[56]
جدتي : أن رجلا ممن شهد قتل الحسين كان يحمل ورسا فصار ورسه دما , و رأيت النجم كان فيه النيران يوم قتل الحسين يعني بالنجم النبات .
محمد بن الحكم عن أمه قالت : انتهب الناس ورسا من عسكر الحسين فما استعملته امرأة إلا برصت .
أمالي أبي سهل القطان يرويه عن ابن عيينة قال : أدركت من قتلة الحسين رجلين أما أحدهما فإنه طال ذكره حتى كان يلفه و في رواية : كان يحمله على عاتقه و أما الآخر فإنه كان يستقبل الراوية فيشربها إلى آخرها و لا يروى و ذلك أنه نظر إلى الحسين و قد أهوى إلى فيه بماء و هو يشرب فرماه بسهم .
فقال الحسين : لا أرواك الله من الماء في دنياك و لا آخرتك .
و في رواية : أن رجلا من كلب رماه بسهم فشك شدقه فقال الحسين لا أرواك الله فعطش الرجل حتى ألقى نفسه في الفرات و شرب حتى مات .
المقتل عن ابن بابويه و التاريخ عن الطبري قال أبو القاسم الواعظ : نادى رجل يا حسين إنك لن تذوق من الفرات قطرة حتى تموت أو تنزل على حكم الأمير فقال الحسين اللهم اقتله عطشا و لا تغفر له أبدا فغلب عليه العطش فكان يعب المياه و يقول وا عطشاه حتى تقطع تاريخ الطبري أنه كان هذا المنادي عبد الله بن الحصين الأزدي رواه حميد بن مسلم و في رواية كان رجلا من دارم .
فضائل العشرة عن أبي السعادات بالإسناد في خبر ... : أنه لما رماه الدارمي بسهم فأصاب حنكه جعل يتلقى الدم ثم يقول هكذا إلى السماء فكان هذا الدارمي يصيح من الحر في بطنه و البرد في ظهره بين يديه المراوح و الثلج و خلفه الكانون و النار و هو يقول اسقوني فيشرب العس ثم يقول اسقوني أهلكني العطش .
قال : فانقد بطنه .
ابن بطة في الإبانة و ابن جرير في التاريخ : أنه نادى الحسين ابن جوزة فقال يا حسين أبشر فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الآخرة .
قال : ويحك , أنا ?
قال : نعم .
[57]
قال و لي رب رحيم و شفاعة نبي مطاع كريم ; اللهم إن كان عندك كاذبا فجره إلى النار .
قال : فما هو إلا أن ثنى عنان فرسه فوثب فرمى به , و بقيت رجله في الركاب , و نفر الفرس فجعل يضرب برأسه كل حجر و شجر حتى مات .
و في رواية غيرهما : اللهم جره إلى النار و أذقه حرها في الدنيا قبل مصيره إلى الآخرة .
فسقط عن فرسه في الخندق و كان فيه نار , فسجد الحسين (عليه السلام) .
تاريخ الطبري قال أبو مخنف حدثني عمرو بن شعيب عن محمد بن عبد الرحمن : أن يدي أبحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء و في الصيف تيبسان كأنهما عودان .
و في رواية غيره : كانت يداه تقطران في الشتاء دما و كان هذا الملعون سلب الحسين (عليه السلام) .
و يروى : أنه أخذ عمامته جابر بن زيد الأزدي و تعمم بها فصار في الحال معتوها .
و أخذ ثوبه جعوبة بن حوية الحضرمي و لبسه فتغير وجهه و حص شعره و برص بدنه .
و أخذ سراويله الفوقاني بحير بن عمرو الجرمي و تسرول به فصار مقعدا .
تاريخ الطبري أن رجلا من كندة يقال له مالك بن اليسر : أتى الحسين بعد ما ضعف من كثرة الجراحات فضربه على رأسه بالسيف و عليه برنس من خز .
فقال (عليه السلام) : لا أكلت بها و لا شربت و حشرك الله مع الظالمين .
فألقى ذلك البرنس من رأسه فأخذه الكندي فأتى به أهله .
فقالت امرأته : أ سلب الحسين تدخله في بيتي اخرج فو الله لا تدخل بيتي أبدا .
فلم يزل فقيرا حتى هلك .
أحاديث ابن الحاشر قال : كان عندنا رجل خرج على الحسين ثم جاء بجمل و زعفران ; فكلما دقوا الزعفران صار نارا , فلطخت امرأته على يديها فصارت برصاء .
و قال : و نحر البعير , فكلما جزوا بالسكين صار نارا .
قال : فقطعوه , فخرج منه النار .
فطبخوه , ففارت القدر نارا .
تاريخ النسوي قال حماد بن زيد قال جميل بن مرة : لما طبخوا صارت مثل العلقم .
و روي : أن الحسين (عليه السلام) دعا اللهم إنا أهل بيت نبيك و ذريته و قرابته فاقصم من