back page fehrest page next page

[69]

سأمضي فما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى خيرا و جاهد مسلماو و واسى الرجال الصالحين بنفسه و فارق مذموما و خالف مجرماأقدم نفسي لا أريد بقاءها لنلقى خميسا في الهياج عرمرمافإن عشت لم أذمم و إن مت لم ألم كفى بك ذلا أن تعيش فترغما

و من زهده (عليه السلام) أنه قيل له ما أعظم خوفك من ربك فقال لا يأمن يوم القيامة إلا من خاف الله في الدنيا .

إبانة ابن بطة قال عبد الله بن عبيد أبو عمير : لقد حج الحسين بن علي خمسة و عشرين حجة ماشيا و إن النجائب تقاد معه .

عيون المجالس : أنه ساير أنس بن مالك فأتى قبر خديجة فبكى ثم قال اذهب عني قال أنس فاستخفيت عنه فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا :

يا رب يا رب أنت مولاه فارحم عبيدا إليك ملجاه‏يا ذا المعالي عليك معتمدي طوبى لمن كنت أنت مولاه‏طوبى لمن كان خائفا أرقا يشكو إلى ذي الجلال بلواه‏و ما به علة و لا سقم أكثر من حبه لمولاه‏إذا اشتكى بثه و غصته أجابه الله ثم لباه‏إذا ابتلي بالظلام مبتهلا أكرمه الله ثم أدناه

فنودي :

لبيك لبيك أنت في كنفي و كلما قلت قد علمناه‏صوتك تشتاقه ملائكتي فحسبك الصوت قد سمعناه‏دعاك عندي يجول في حجب فحسبك الستر قد سفرناه‏لو هبت الريح في جوانبه خر صريعا لما تغشاه‏سلني بلا رغبة و لا رهب و لا حساب إني أنا الله

و له (عليه السلام) :

يا أهل لذة دنيا لا بقاء لها *** إن اغترارا بظل زائل حمق

[70]

العبدي :

آل النبي محمد *** أهل الفضائل و المناقب

‏المرشدون من العمى *** المنقذون من اللوازب

‏الصادقون الناطقون *** السابقون إلى الرغائب

‏فولاهم فرض من الرحمن *** في القرآن واجب

‏و هم الصراط فمستقيم *** فوقه ناج و ناكب

القاضي الجليس بن حباب المصري :

هم الصائمون القائمون لربهم *** هم الخائفون خشية و تخشعا

هم القاطعو الليل البهيم تهجدا *** هم العامروه سجدا فيه ركعا

هم الطيب الأخيار و الخير في الورى *** يروقون مرأى أو يشوقون مسمعا

بهم تقبل الأعمال من كل عامل *** بهم ترفع الطاعات ممن تطوعا

هم القائلون الفاعلون تبرعا *** هم العالمون العاملون تورعا

أبوهم وصي المصطفى حاز علمه *** و أودعه من قبل ما كان أودعا

فصل في محبة النبي إياه (عليه السلام) :

الصادق (عليه السلام) و ابن عباس : أنه أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أن أم أيمن لا تزال تبكي من الليل إلى اليوم فأتاها و قال ما الذي أبكاك قالت يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) تقصيها على رسول الله فإن الله و رسوله أعلم قالت تعظم علي أن أتكلم بها فقال إن الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها على رسول الله قالت رأيت في ليلتي هذه كأن بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال (عليه السلام) نامت عينك يا أم أيمن تلد فاطمة الحسين تربيه و تلبيه فيكون بعض أعضائي في بيتك فلما كان اليوم السابع من ولادة الحسين أقبلت به إلى رسول الله فقال مرحبا بالحامل و المحمول هذا تأويل رؤياك أخرجه القيرواني في التعبير و صاحب فضائل الصحابة .

سليم بن قيس عن سلمان الفارسي قال : كان الحسين على فخذ رسول الله و هو

[71]

يقبله و يقول أنت السيد ابن السيد أبو السادة أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة أنت الحجة ابن الحجة أبو الحجج تسعة من صلبك و تاسعهم قائمهم .

ابن عمر : إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بينما هو يخطب على المنبر إذ خرج الحسين فوطئ في ثوبه فسقط و بكى فنزل النبي عن المنبر فضمه إليه و قال قاتل الله الشيطان إن الولد لفتنة و الذي نفسي بيده ما دريت أني نزلت عن منبري .

أبو السعادات في فضائل العشرة قال يزيد بن أبي زياد : خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع الحسين يبكي فقال أ لم تعلمي أن بكاءه يؤذيني .

ابن ماجة في السنن و الزمخشري في الفائق : رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) الحسين يلعب مع الصبيان في السكة فاستقبل النبي أمام القوم فبسط إحدى يديه فطفق الصبي يفر مرة من هاهنا و مرة من هاهنا و رسول الله يضاحكه ثم أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه و الأخرى على فأس رأسه و أقنعه فقبله و قال أنا من حسين و حسين مني أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط .

استقبل أي تقدم و أقنعه أي رفعه .

قال المغيرة بن عبد الله : مر الحسين فقال له أبو ظبيان ما له قبحه الله أن كان رسول الله ليفرج بين رجليه و يقبل زبيبه .

عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كنا جلوسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ أقبل الحسين فجعل ينزو على ظهر النبي و على بطنه فبال فقال دعوه .

أبو عبيد في غريب الحديث : أنه قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا ترزموا ابني أي لا تقطعوا عليه بوله ثم دعا بماء فصبه على بوله .

سنن أبي داود : أن الحسين بال في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فقال لبانة أعطني إزارك حتى أغسله قال إنما يغسل من بول الأنثى و ينضح من بول الذكر .

أحاديث الليث بن سعد : أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان يصلي يوما في فئة و الحسين صغير بالقرب منه و كان النبي إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرك رجليه و قال حل حل و إذا أراد رسول الله أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه فإذا سجد عاد على ظهره

[72]

و قال حل حل فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي من صلاته فقال يهودي يا محمد إنكم لتفعلون بالصبيان شيئا ما نفعله نحن فقال النبي أما لو كنتم تؤمنون بالله و برسوله لرحمتم الصبيان قال فإني أؤمن بالله و برسوله فأسلم لما رأى كرمه من عظم قدره .

أمالي الحاكم قال أبو رافع : كنت ألاعب الحسين (عليه السلام) و هو صبي بالمداحي فإذا أصابت مدحاتي مدحاته قلت احملني فيقول أ تركب ظهرا حمله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأتركه فإذا أصابت مدحاته مدحاتي قلت لا أحملك كما لم تحملني فيقول أ ما ترضى أن تحمل بدنا حمله رسول الله فأحمله .

المدحاة لعب الأحجار في الحفيرات .

ابن عباس : سألت هند عائشة أن تسأل النبي تعبير رؤيا فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) قولي لها فلتقصص رؤياها فقالت رأيت كأن الشمس قد طلعت من فوقي و القمر قد خرج من مخرجي و كان كوكبا قد خرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها فاسود الأفق لابتلاعها ثم رأيت كواكب بدت من السماء و كواكب مسودة في الأرض إلا أن المسودة أحاطت بأفق الأرض من كل مكان فاكتحلت عين رسول الله بدموعه ثم قال هي هند اخرجي يا عدوة الله مرتين فقد جددت على أحزاني و نعيت إلي أحبابي فلما خرجت قال اللهم العنها و العن نسلها فسئل عن تعبيرها فقال أما الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب و الكوكب الذي خرج من القمر أسود فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله و تلك الظلمة التي زعمت و رأت كوكبا يخرج من القمر أسود فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعتها فاسودت فذلك ابني الحسين يقتله ابن معاوية فتسود الشمس و يظلم الأفق و أما الكواكب المسودة في الأرض أحاطت الأرض من كل مكان فتلك بنو أمية .

و يروى للحسين (عليه السلام) :

سبقت العالمين إلى المعالي *** بحسن خليقة و علو همه

[73]

و لاح بحكمتي نور الهدى *** في ليال في الضلالة مدلهمه

‏يريد الجاحدون ليطفئوه *** و يأبى الله إلا أن يتمه

البديع الهمداني :

أحب النبي و آل النبي *** و أختص آل أبي طالب

أحمد بن علي النيسابوري :

حسبي بمرضاة ربي نعمة فيها *** أنال من جنة الفردوس آمالي

الحيص بيص :

قوم إذا أخذ المديح قصائدا *** أخذوه عن طه و عن ياسين

‏و إذا عصى أمر الممالك خادم *** نفذت أوامرهم على جبرين

أنشد :

علي أبو حسن و الحسين *** رشيدين للراشد المرشد

و من دنس الرجس قد طهروا *** ففاز الذي بهم يقتدي

فصل في معالي أموره (عليه السلام) :

الرضا عن آبائه (عليهم السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين رواه الطبريان في الولاية و المناقب و السمعاني في الفضائل بأسانيدهم عن إسماعيل بن رجاء و عمرو بن شعيب : أنه مر الحسين على عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عبد الله من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذا المجتاز و ما كلمته منذ ليالي صفين فأتى به أبو سعيد الخدري إلى الحسين (عليه السلام) فقال الحسين أ تعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء و تقاتلني و أبي يوم صفين و الله إن أبي لخير مني فاستعذر و قال إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال لي أطع أباك فقال له الحسين (عليه السلام) أ ما سمعت قول الله تعالى وَ إِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما و قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : إنما الطاعة في المعروف و قوله لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن رسول الله كان في الصلاة و إلى

[74]

جانبه الحسين فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فلم يحر الحسين التكبير ثم كبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فلم يحر الحسين التكبير و لم يزل رسول الله يكبر و يعالج الحسين التكبير و لم يحر حتى أكمل رسول الله سبع تكبيرات فأحار الحسين التكبير في السابعة فقال أبو عبد الله (عليه السلام) فصارت سنة .

ابن عباس و الصادق (عليه السلام) : إن الحسين لما ولد أمر الله جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله من الله تعالى و من جبرئيل قال فهبط جبرئيل فمر على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له فطرس فكان من الحملة فبعثه الله في شي‏ء فأبطأ عليه فكسر جناحه و ألقاه في تلك الجزيرة فعبد الله سبعمائة عام حتى ولد الحسين فقال الملك لجبرئيل أين تريد قال إن الله عز و جل أنعم على محمد بنعمة فبعثت أهنئه من الله و مني فقال يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا يدعو لي قال فحمله فلما دخل جبرئيل على النبي هنأه من الله و منه و أخبره بحال فطرس فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قل له يتمسح بهذا المولود و عد إلى مكانك قال فتمسح فطرس بالحسين و ارتفع فقال يا رسول الله أما إن أمتك ستقتله و له علي مكافأة لا يزوره زائر إلا أبلغته عنه و لا يسلم مسلم إلا أبلغته سلامه و لا يصلي عليه مصل إلا أبلغته صلاته ثم ارتفع قال ابن عباس فالملك ليس يعرف في الجنة إلا بأن يقال هذا مولى الحسين بن علي (عليه السلام) .

و قد ذكر الطوسي في المصباح رواية عن القاسم بن العلاء الهمداني حديث فطرس الملك في الدعاء .

و في المسألة الباهرة في تفضيل الزهراء الطاهرة عن أبي محمد الحسن بن الطاهر القائني الهاشمي : أن الله تعالى كان خيره من عذابه في الدنيا أو في الآخرة فاختار عذاب الدنيا و كان معلقا بأشفار عينيه في جزيرة في البحر لا يمر به حيوان و تحته دخان منتن غير منقطع فلما أحس الملائكة نازلين سأل من مر به منهم عما أوجب لهم ذلك فقال ولد للحاشر النبي الأمي أحمد من بنته و وصيه ولد يكون منه أئمة الهدى إلى يوم القيامة فسأل من أخبره أنه يهنئ رسول الله بتلك عنه و يعلمه بحاله فلما علم النبي

[75]

(صلى الله عليه وآله وسلّم) بذلك سأل الله تعالى أن يعتقه للحسين ففعل سبحانه فحضر فطرس و هنأ النبي و عرج إلى موضعه و هو يقول من مثلي و أنا عتاقة الحسين بن علي و فاطمة و جده أحمد الحاشر .

قال و جاء الحديث أن جبرئيل نزل يوما فوجد الزهراء نائمة و الحسين قلقا على عادة الأطفال مع أمهاتهم فقعد جبرئيل يلهيه عن البكاء حتى استيقظت فأعلمها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بذلك .

الطبري طاوس اليماني عن ابن عباس : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء لا صدع فيها و لا وصل فقلت حبيبي جبرئيل لمن هذا القصر قال للحسين ابنك ثم تقدمت أمامه فإذا أنا بتفاح فأخذت تفاحة ففلقتها فخرجت منها حوراء كأن مقاديم النسور أشفار عينيها فقلت لمن أنت فبكت ثم قالت لابنك الحسين .

و روي عن الحسين بن علي (عليه السلام) : أنه قال صح عندي قول النبي أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن بما لا إثم فيه فإني رأيت غلاما يؤاكل كلبا فقلت له في ذلك فقال يا ابن رسول الله إني مغموم أطلب سرورا بسروره لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه فأتى الحسين (عليه السلام) إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له فقال اليهودي الغلام فدى لخطاك و هذا البستان له و رددت عليك المال فقال (عليه السلام) و أنا قد وهبت لك المال فقال قبلت المال و وهبته للغلام فقال الحسين أعتقت الغلام و وهبته له جميعا فقالت امرأته قد أسلمت و وهبت زوجي مهري فقال اليهودي و أنا أيضا أسلمت و أعطيتها هذه الدار .

الترمذي في الجامع : كان ابن زياد يدخل قضيبا في أنف الحسين (عليه السلام) و يقول ما رأيت مثل هذا الرأس حسنا فقال أنس إنه أشبههم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

و روي : أن الحسين (عليه السلام) كان يقعد في المكان المظلم فيهتدى إليه ببياض جبينه و نحره .

أبو عيسى في جامعه و أبو نعيم في حليته و السمعاني في فضائله و ابن بطة في إبانته عن أبي نعيم : أنه سأل رجل ابن عمر عن دم البعوض فقال انظروا إلى هذا سألني

[76]

عن دم البعوض و قد قتلوا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) و سمعته يقول الحسن و الحسين هما ريحانتاي في الدنيا .

أبو حمزة بن عمران قال : ذكرت خروج الحسين و تخلف ابن الحنفية عنه فقال الصادق (عليه السلام) يا أبا حمزة أقول لك ما يغنيك سؤاله إن الحسين لما انصرف من مكة دعا بكاغد و كتب بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أما بعد فإنه من لحق بي منكم استشهد و من تخلف لم يدرك الفتح و السلام .

ابن حماد :

شربت من ماء الولاء شربة *** فأورثتني النسك قبل الفطام

‏و لاح نجم السعد في طالعي *** إذ صرت مولى لأناس كرام

‏لآل ياسين الذين حبهم *** ينجو به المؤمن يوم الخصام

‏فمثل مولاي الحسين الذي *** بالطف مدفون عليه السلام

‏ابن علي بن أبي طالب *** سبط رسول الله خير الأنام

‏من شرف الله به مكة *** و زمزما و البيت بيت الحرام

‏من ظهر الإسلام طفلا به *** و طهر الكفر بحد الحسام

‏هذا ابن من قد كان من ربه *** كقاب قوسين بغير احتشام

‏هذا ابن من آثر في قوته *** و بات بالأهل ثلاثا صيام‏

هذا ابن من ساد بني هاشم *** إذ ظللته في الفلاة الغمام

‏هذا شهيد الطف هذا الذي *** حبي له يمحو جميع الآثام

‏هذا الإمام ابن الإمام الذي *** منه لنا في كل عصر إمام‏

هذا الذي زائره كالذي *** حج إلى الكعبة في كل عام

فصل في تواريخه و ألقابه (عليه السلام) :

ولد الحسين : عام الخندق في المدينة يوم الخميس أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة بعد أخيه بعشرة أشهر و عشرين يوما و روي أنه لم يكن بينه و بين أخيه إلا الحمل و الحمل ستة أشهر .

[77]

عاش مع جده : ست سنين و أشهرا و قد كمل عمره خمسين و يقال كان عمره سبعا و خمسين سنة و خمسة أشهر و يقال ست و خمسون سنة و خمسة أشهر و يقال ثمان و خمسون .

و مدة خلافته : خمس سنين و أشهر في آخر ملك معاوية و أول ملك يزيد .

قتله : عمر بن سعد بن أبي وقاص و خولي بن يزيد الأصبحي و احتز رأسه سنان بن أنس النخعي و شمر بن ذي الجوشن و سلب جميع ما كان عليه إسحاق بن حيوة الحضرمي و أمير الجيش عبيد الله بن زياد وجه به يزيد بن معاوية و مضى قتيلا يوم عاشوراء و هو يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال و يقال يوم الجمعة بعد صلاة الظهر و قيل يوم الإثنين بطف كربلاء بين نينوى و الغاضرية من قرى النهرين بالعراق سنة ستين من الهجرة و يقال سنة إحدى و ستين و دفن بكربلاء من غربي الفرات قال الشيخ المفيد فأما أصحاب الحسين (عليه السلام) فإنهم مدفونون حوله و لسنا نحصل لهم أجداثا و الحائر محيط بهم .

و ذكر المرتضى في بعض مسائله : أن رأس الحسين (عليه السلام) رد إلى بدنه بكربلاء من الشام و ضم إليه .

و قال الطوسي : و منه زيارة الأربعين .

و روى الكلبي في ذلك روايتين إحداهما عن أبان بن تغلب عن الصادق (عليه السلام) : أنه مدفون بجنب أمير المؤمنين (عليه السلام) .

و الأخرى عن يزيد بن عمرو بن طلحة عن الصادق (عليه السلام) : أنه مدفون بظهر الكوفة دون قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) .

أبناؤه : على الأكبر الشهيد أمه برة بنت عروة بن مسعود الثقفي و علي الإمام و هو علي الأوسط و علي الأصغر و هما من شهربانويه و محمد و عبد الله الشهيد من أم الرباب بنت إمرئ القيس و جعفر و أمه قضاعية .

و بناته : سكينة أمها رباب بنت إمرئ القيس الكندية و فاطمة أمها أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله و زينب و أعقب الحسين (عليه السلام) من ابن واحد و هو زين العابدين و ابنتين .

و بابه : رشيد الهجري .

و من أصحابه : عبد الله بن يقطر رضيعه و كان رسوله رمى به من فوق القصر

[78]

بالكوفة و أنس بن الحارث الكاهلي و أسعد الشامي عمرو بن ضبيعة رميث بن عمرو زيد بن معقل عبد الله بن عبد ربه الخزرجي سيف بن مالك شبيب بن عبد الله النهشلي ضرغامة بن مالك عقبة بن سمعان عبد الله بن سليمان المنهال بن عمرو الأسدي الحجاج بن مالك بشر بن غالب عمران بن عبد الله الخزاعي .

اسمه : الحسين ; و في التوراة شبير ; و في الإنجيل طاب .

و كنيته : أبو عبد الله و الخاص أبو علي .

و ألقابه : الشهيد السعيد و السبط الثاني و الإمام الثالث و المبارك و التابع لمرضاة الله المتحقق بصفات الله و الدليل على ذات الله أفضل ثقات الله المشغول ليلا و نهارا بطاعة الله الثاري بنفسه لله الناصر لأولياء الله المنتقم من أعداء الله الإمام المظلوم الأسير المحروم الشهيد المرحوم القتيل المرجوم الإمام الشهيد الولي الرشيد الوصي السديد الطريد الفريد البطل الشديد الطيب الوفي الإمام الرضي ذو النسب العلي المنفق الملي أبو عبد الله الحسين بن علي منبع الأئمة شافع الأمة سيد شباب أهل الجنة و عبرة كل مؤمن و مؤمنة صاحب المحنة الكبرى و الواقعة العظمى و عبرة المؤمنين في دار البلوى و من كان بالإمامة أحق و أولى المقتول بكربلاء ثاني السيد الحصور يحيى ابن النبي الشهيد زكريا الحسين بن علي المرتضى زين المجتهدين و سراج المتوكلين مفخر أئمة المهتدين و بضعة كبد سيد المرسلين نور العترة الفاطمية و سراج الأنساب العلوية و شرف غرس الأحساب الرضوية المقتول بأيدي شر البرية سبط الأسباط و طالب الثأر يوم الصراط أكرم العتر و أجل الأسر و أثمر الشجر و أزهر البدر معظم مكرم موقر منظف مطهر أكبر الخلائق في زمانه في النفس و أعزهم في الجنس أذكاهم في العرف و أوفاهم في العرف أطيب العرق و أجمل الخلق و أحسن الخلق قطعة النور و لقلب النبي سرور المنزه عن الإفك و الزور و على تحمل المحن و الأذى صبور مع القلب المشروح حسور مجتبى الملك الغالب الحسين بن علي بن أبي طالب .

و قال أبو الفضل الهمداني : من أبوه الرسول و أمه البتول و شاهده التوراة و الإنجيل و ناصره التأويل و التنزيل و المبشر به جبرئيل و ميكائيل غذته كف الحق و ربي في حجر الإسلام و رضع من ثدي الإيمان .

[79]

و أنشأ (عليه السلام) يوم الطف :

كفر القوم و قدما رغبوا *** عن ثواب الله رب الثقلين

‏قتلوا قدما عليا و ابنه *** الحسن الخير الكريم الطرفين

‏حنقا منهم و قالوا أجمعوا *** نفتك الآن جميعا بالحسين

‏يا لقوم من أناس رذل *** جمعوا الجمع لأهل الحرمين

‏ثم ساروا و تواصوا كلهم *** باحتياجي لرضاء الملحدين‏

لم يخافوا الله في سفك دمي *** لعبيد الله نسل الكافرين‏

و ابن سعد قد رماني عنوة *** بجنود كوكوف الهاطلين

‏لا لشي‏ء كان مني قبل ذا *** غير فخري بضياء الفرقدين‏

بعلي الخير من بعد النبي *** و النبي القرشي الوالدين

‏خيرة الله من الخلق أبي *** ثم أمي فأنا ابن الخيرتين

‏فضة قد خلصت من ذهب *** فأنا الفضة و ابن الذهبين

‏فاطم الزهراء أمي و أبي *** وارث الرسل و مولى الثقلين

‏طحن الأبطال لما برزوا *** يوم بدر و بأحد و حنين

‏و له في يوم أحد وقعة *** شفت الغل بفض العسكرين

‏ثم بالأحزاب و الفتح معا *** كان فيها حتف أهل الفيلقين

‏و أخو خيبر إذ بارزهم *** بحسام صارم ذي شفرتين

‏منفي الصفين عن سيف له *** و كذا أفعاله في القبلتين

‏و الذي أردى جيوشا أقبلوا *** يطلبون الوتر في يوم حنين

‏في سبيل الله ما ذا صنعت *** أمة السوء معا بالعترتين

[80]

عترة البر التقي المصطفى *** و على القرم يوم الجحفلين

‏من له عم كعمي جعفر *** وهب الله له أجنحتين

‏من له جد كجدي في الورى *** و كشيخي فأنا ابن العلمين

‏والدي شمس و أمي قمر *** فأنا الكوكب و ابن القمرين

‏جدي المرسل مصباح الهدى *** و أبي الموفى له بالبيعتين

‏بطل قرم هزبر ضيغم *** ماجد سمح قوي الساعدين‏

عروة الدين علي ذاكم *** صاحب الحوض مصلي القبلتين

‏مع رسول الله سبعا كاملا *** ما على الأرض مصل غير ذين

‏ترك الأوثان لم يسجد لها *** مع قريش مذ نشا طرفة عين

‏عبد الله غلاما يافعا *** و قريش يعبدون الوثنين

‏يعبدون اللات و العزى معا *** و علي قائم بالحسنيين

‏و أبي كان هزبرا ضيغما *** يأخذ الرمح فيطعن طعنتين

‏كتمشي الأسد بغيا فسقوا *** كأس حتف من نجيع الحنظلين

ثم استوى على فرسه , و قال :

أنا ابن علي الخير من آل هاشم *** كفاني بهذا مفخرا حين أفخرو

جدي رسول الله أكرم خلقه *** و نحن سراج الله في الأرض يزهرو

فاطم أمي من سلالة أحمد *** و عمي يدعى ذا الجناحين جعفرو

فينا كتاب الله أنزل صادقا *** و فينا الهدى و الوحي بالخير يذكرو

نحن أمان الله للخلق كلهم *** نسر بهذا في الأنام و نجهرو

نحن ولاة الحوض نسقي ولينا *** بكأس رسول الله ما ليس ينكرو

شيعتنا في الناس أكرم شيعة *** و مبغضنا يوم القيامة يخسر

[81]

فصل في المفردات :

تاريخ بغداد و خراسان و الإبانة و الفردوس قال ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا و أقتل بابن بنتك سبعين ألفا و سبعين ألفا .

back page fehrest page next page