back page fehrest page next page

عمار السجستاني قال : دخل عبد الله النجاشي على الصادق (عليه السلام) و كان زيديا منقطعا إلى عبد الله بن الحسن فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) ما دعاك إلى ما صنعت أ تذكر يوما مررت على باب قوم فسال عليك ميزاب من الدار فقلت إنه قذر فطرحت نفسك في النهر بثيابك و عليك منشفة فاجتمع عليك الصبيان يضحكون منك و يصيحون عليك قال فلما خرجنا قال يا عمار هذا صاحبي لا غيره .

عبد الله النجاشي قال : أصاب جبة فرو من نضح بول شككت فيه فغمزتها في ماء في ليلة باردة فلما دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ابتدأني فقال إن البول إذا غسلته بالماء فسد الفراء .

[221]

مهزم قال : وقع بيني و بين أمي كلام فأغلظت لها فلما كان من الغد صليت الغداة و أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه فقال لي مبتدئا يا مهزم ما لك و لخالدة أغلظت لها البارحة أ ما علمت أن بطنها منزلا قد سكنته و أن حجرها مهدا قد عمرته و أن ثديها وعاء قد شربته قلت بلى قال فلا تغلظ لها .

الحارث بن حصيرة الأزدي قال : قدم رجل من أهل الكوفة إلى خراسان فدعا الناس إلى ولاية الصادق (عليه السلام) ففرقة أطاعت و أجابت و فرقة جحدت و أنكرت و فرقة تورعت و وقفت قال فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا على الصادق (عليه السلام) فقال أحدهم أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة فدعا الناس إلى ولايتك و طاعتك فأجاب قوم و أنكر قوم و تورع قوم فقال له من أي الثلاثة أنت قال أنا من الفرقة التي ورعوا قال و أين ورعك يوم كذا و كذا مع الجارية يعرض به أنه كان مع بعض القوم جارية فخلا بها و وقع عليها قال فسكت الرجل .

عبد الرحمن بن كثير في خبر طويل ... : أن رجلا دخل المدينة يسأل عن الإمام فدلوه على عبد الله بن الحسن فسأله هنيهة ثم خرج فدلوه على جعفر بن محمد (عليه السلام) فقصده فلما نظر إليه جعفر قال يا هذا إنك كنت مغرى فدخلت مدينتنا هذه تسأل عن الإمام فاستقبلك فئة من ولد الحسن فأرشدوك إلى عبد الله بن الحسن فسألته هنيهة ثم خرجت فإن شئت أخبرتك عما سألته و ما رد عليك ثم استقبلك فتية من ولد الحسين فقالوا لك يا هذا إن رأيت أن تلقى جعفر بن محمد فافعل فقال صدقت قد كان كما ذكرت فقال له ارجع إلى عبد الله بن الحسن فاسأله عن درع رسول الله و عمامته (صلى الله عليه وآله وسلّم) فذهب الرجل فسأله عن درع رسول الله و العمامة فأخذ درعا من كندوج له فلبسها فإذا هي سابغة فقال كذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يلبس الدرع فرجع إلى الصادق (عليه السلام) فأخبره فقال ما صدق ثم أخرج خاتما فضرب به الأرض فإذا الدرع و العمامة ساقطين من جوف الخاتم فلبس أبو عبد الله الدرع فإذا هي إلى نصف ساقه ثم تعمم بالعمامة فإذا هي سابغة فنزعها ثم ردهما في الفص

[222]

ثم قال هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يلبسها إن هذا ليس مما غزل في الأرض إن خزانة الله في كن و إن خزانة الإمام في خاتمه و إن الله عنده الدنيا كسكرجة و إنها عند الإمام كصحيفة فلو لم يكن الأمر هكذا لم نكن أئمة و كنا كسائر الناس .

أبو بصير قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال يا أبا محمد ما فعل أبو حمزة الثمالي قلت خلفته صالحا قال إذا رجعت إليه فأقرئه مني السلام و أعلمه أنه يموت يوم كذا و كذا من شهر كذا و كذا فكان كما قال .

شهاب بن عبد ربه قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) : كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان قال فلا و الله ما عرفت محمد بن سليمان من هو فكنت يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان و هو والي البصرة إذ ألقى إلي كتابا و قال لي يا شهاب عظم الله أجرك و أجرنا في إمامك جعفر بن محمد قال فذكرت الكلام فخنقتني العبرة .

محمد بن علاء و سعد الإسكاف عن سعد قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم إذ دخل عليه رجل من ولد الأنصار من أهل الجبل بهدايا و ألطاف و كان فيما أهدي إليه جراب فيه قديد وحش فنشره أبو عبد الله (عليه السلام) قدامه ثم قال خذ هذا القديد فأطعمه الكلب فقال الرجل و لم فقال إن القديد ليس بذكي فقال الرجل لقد اشتريته من رجل مسلم قال فرده أبو عبد الله في الجراب كما كان ثم قال للرجل قم فأدخله البيت فضعه في زاوية البيت ففعل و قد تكلم أبو عبد الله بكلام لا أعرفه و لا أدري ما هو فسمع الرجل القديد و هو يقول يا عبد الله ليس مثلي يأكله الإمام و لا أولاد الأنبياء إني لست بذكي فحمل الرجل الجراب حتى مر على كلب فألقاه إليه فأكله الكلب .

أخطل الكاهلي : قال أبو عبد الله (عليه السلام) لقرابتي يا عبد الله بن يحيى الكاهلي إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي و قل له عزمت عليك بعزيمة الله و عزيمة محمد و عزيمة سليمان بن داود و عزيمة أمير المؤمنين و عزيمة الأئمة من بعده فإنه ينصرف عنك قال عبد الله بن الكاهلي فقدمت الكوفة فخرجت مع ابن عم لي إلى بعض القرى فإذا سبع قد اعترض لنا في بعض الطريق فقرأت في وجهه ما أمرني به أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قلت أ لا تنحيت عن

[223]

طريقنا و لا تؤذينا فإنا لا نؤذيك قال فنظرت إليه و قد طأطأ رأسه و أدخل ذنبه بين رجله و تنكب الطريق راجعا من حيث جاء فقال ابن عمي ما سمعت كلاما أحسن من كلامك هذا الذي سمعته منك فقلت أي شي‏ء سمعت هذا كلام جعفر بن محمد فقال أنا أشهد أن جعفر بن محمد إمام فرض الله طاعته .

سيف بن عميرة عن أبي أسامة الشحام قال : قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا زيد كم أتى عليك من سنة قلت كذا و كذا قال يا أبا أسامة جدد عبادة و أحدث توبة فبكيت فقال لي ما يبكيك يا زيد قلت جعلت فداك نعيت إلي نفسي فقال يا أبا أسامة أبشر فإنك معنا و أنت من شيعتنا ثم قال بعد كلام و الله لكأني أنظر إليك و إلى الحارث بن المغيرة البصري في الجنة في درجة واحدة رفيقك فأبشر .

شعيب بن ميثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا شعيب أحسن إلى نفسك و صل قرابتك و تعاهد إخوانك و لا تستبد بالشي‏ء فتقول ذا لنفسي و عيالي إن الذي خلقهم هو الذي يرزقهم فقلت نعى و الله إلي نفسي فرجع شعيب فو الله ما لبث إلا شهرا حتى مات .

صندل عن سورة بن كليب قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) : يا سورة كيف حججت العام قال استقرضت حجتي و الله إني لأعلم أن الله سيقضيها عني و ما كان حجتي بعد المغفرة إلا شوقا إليك و إلى حديثك قال أما حجتك فقد قضاها الله فأعطيكها من عندي ثم رفع مصلى تحته فأخرج دنانير فعد عشرين دينارا فقال هذه حجتك و عد عشرين دينارا و قال هذه معونة لك حياتك حتى تموت قلت أخبرتني أن أجلي قد دنا فقال يا سورة أ ما ترضى أن تكون معنا فقال صندل فما لبث إلا سبعة أشهر حتى مات .

ابن مسكان عن سليمان بن خالد في خبر طويل ... : أنه دخل على الصادق (عليه السلام) آذنه و أذن لقوم من أهل البصرة فقال (عليه السلام) كم عدتهم فقال لا أدري فقال (عليه السلام) اثنا عشر رجلا فلما دخلوا عليه سألوا عن حرب علي و طلحة و الزبير و عائشة قال و ما تريدون بذلك قالوا نريد أن نعلم علم ذلك قال إذا تكفرون يا أهل البصرة فقال علي كان مؤمنا منذ بعث الله نبيه إلى أن قبضه إليه لم يؤمر عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أحدا قط و لم يكن في سرية قط إلا كان أميرها و ذكر فيه أن طلحة و الزبير بايعاه و غدرا به

[224]

و أن النبي (عليه السلام) أمره بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين فقالوا لئن كان هذا عهد من رسول الله لقد ضل القوم جميعا فقال (عليه السلام) أ لم أقل لكم إنكم ستكفرون إن أخبرتكم أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم من أهل البصرة فتخبرونهم بما أخبرتكم فيكفرون أعظم من كفركم فكان كما قال .

حسن بن أبي العلاء قال : كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ جاء رجل يشكو امرأته فقال ائتني بها فأتاه بها فقال ما لزوجك يشكوك فقالت فعل الله به و فعل قال لها أبو عبد الله (عليه السلام) أما إنك إن ثبت على هذا لم تعيشي إلا ثلاثة أيام فقالت و الله ما أبالي أن لا أراه أبدا فقال أبو عبد الله (عليه السلام) خذ بيدها فليست تبيت في بيتك أكثر من ثلاثة أيام فلما كان اليوم الثالث دخل علينا الرجل فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) ما فعلت زوجتك قال و الله دفنتها الساعة فقلت جعلت فداك ما كان حال هذه المرأة قال كانت متعدية عليه فبتر الله له عمرها و أراحه منها .

قال موسى بن جعفر (عليه السلام) فيما أوصاني به أبي أن قال : يا بني إذا أنا مت فلا يغسلني أحد غيرك فإن الإمام لا يغسله إلا إمام و اعلم أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلى نفسه فدعه فإن عمره قصير فلما أن مضى غسلته كما أمرني و ادعى عبد الله الإمامة مكانه فكان كما قال أبي و ما لبث عبد الله يسيرا حتى مات و روى مثل ذلك الصادق (عليه السلام) .

و في حديث علي أنه قال الصادق (عليه السلام) : نعلم أنك خلفت في منزلك ثلاثمائة درهم و قلت إذا رجعت أصرفها و أبعث بها إلى محمد بن عبد الله الدعبلي قال و الله ما تركت في بيتي شيئا إلا و قد أخبرتني به .

و قال سماعة بن مهران دخلت على الصادق (عليه السلام) فقال لي مبتدئا : يا سماعة ما هذا الذي بينك و بين جمالك في الطريق إياك أن تكون فاحشا أو صياحا قال و الله لقد كان ذلك لأنه ظلمني فنهاني عن مثل ذلك .

معتب قال : قرع باب مولاي الصادق (عليه السلام) فخرجت فإذا زيد بن علي (عليه السلام) فقال الصادق لجلسائه ادخلوا هذا البيت و ردوا الباب و لا يتكلم منكم أحد فلما دخل قام إليه فاعتنقا و جلسا طويلا يتشاوران ثم علا الكلام بينهما فقال زيد دع ذا عنك

[225]

يا جعفر فو الله لئن لم تمد يدك حتى أبايعك أو هذه يدي فبايعني لأتعبنك و لأكلفنك ما لا تطيق فقد تركت الجهاد و أخلدت إلى الخفض و أرخيت الستر و احتويت على مال الشرق و الغرب فقال الصادق (عليه السلام) يرحمك الله يا عم يغفر لك الله يا عم يغفر لك الله يا عم و زيد يسمعه و يقول موعدنا الصبح أ ليس الصبح بقريب و مضى فتكلم الناس في ذلك فقال مه لا تقولوا لعمي زيد إلا خيرا رحم الله عمي فلو ظفر لوفى فلما كان في السحر قرع الباب ففتحت له الباب فدخل يشهق و يبكي و يقول ارحمني يا جعفر يرحمك الله ارض عني يا جعفر رضي الله عنك اغفر لي يا جعفر غفر الله لك فقال الصادق (عليه السلام) غفر الله لك و رحمك و رضي عنك فما الخبر يا عم قال نمت فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) داخلا علي و عن يمينه الحسن و عن يساره الحسين و فاطمة خلفه و علي أمامه و بيده حربة تلتهب التهابا كأنها نار و هو يقول إيها يا زيد آذيت رسول الله في جعفر و الله لئن لم يرحمك و يغفر لك و يرضى عنك لأرمينك بهذه الحربة فلأضعها بين كتفيك ثم لأخرجها من صدرك فانتبهت فزعا مرعوبا فصرت إليك فارحمني يرحمك الله فقال رضي الله عنك و غفر الله لك أوصني فإنك مقتول مصلوب محروق بالنار فوصى زيد بعياله و أولاده و قضاء الدين عنه .

أبو بصير : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول و قد جرى ذكر المعلى بن خنيس فقال يا أبا محمد اكتم علي ما أقول لك في المعلى قلت أفعل فقال أما إنه ما كان ينال درجتنا إلا بما كان ينال منه داود بن علي قلت و ما الذي يصيبه من داود قال يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه و يصلبه و ذلك من قابل فلما كان من قابل ولي داود المدينة فدعا المعلى و سأله عن شيعة أبي عبد الله (عليه السلام) فكتمه فقال أ تكتمني أما أنك إن كتمتني قتلتك فقال المعلى بالقتل تهددني و الله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم و إن أنت قتلتني لتسعدني و لتشقين فلما أراد قتله قال المعلى أخرجني إلى الناس فإن لي أشياء كثيرة حتى أشهد بذلك فأخرجه إلى السوق فلما اجتمع الناس قال أيها الناس اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو أمه أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد (عليه السلام) فقتل .

قال محمد بن محمد الأشعري القمي في نوادر الحكمة بإسناده عن نباتة الأخمسي قال :

[226]

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) و أنا أريد أن أسأله عن صلاة الليل و نسيت فقلت السلام عليك يا ابن رسول الله فقال أجل و الله إنا ولده و ما نحن بذي قرابة من أتى الله بالصلوات الخمس المفروضة لم يسأل عما سوى ذلك فاكتفيت بذلك .

عروة بن موسى الجعفي : قال (عليه السلام) يوما و نحن نتحدث الساعة انفقأت عين هشام في قبره .

قلنا : و متى مات ?

قال : اليوم الثالث .

قال : فحسبنا موته , و سألنا عنه , فكان كذلك .

ابن بابويه القمي في دلائل الأئمة و معجزاتهم قال أبو بصير : دخلت المدينة و كانت معي جويرية لي فأصبت منها ثم خرجت إلى الحمام فلقيت أصحابنا الشيعة و هم متوجهون إلى الصادق (عليه السلام) فخفت أن يسبقوني و يفوتني الدخول عليه فمشيت معهم حتى دخلت الدار معهم فلما مثلت بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) نظر إلي ثم قال يا أبا بصير أ ما علمت أن بيوت الأنبياء و أولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب فاستحييت و قلت يا ابن رسول الله إني لقيت أصحابنا و خفت أن يفوتني الدخول معهم و لن أعود إلى مثلها أبدا .

و في كتاب الدلالات عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني قال أبو بصير : اشتهيت دلالة الإمام فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) و أنا جنب فقال يا أبا محمد ما كان لك فيما كنت فيه شغل تدخل على إمامك و أنت جنب فقلت جعلت فداك ما عملته إلا عمدا قال أ و لم تؤمن قلت بلى و لكن ليطمئن قلبي قال فقم يا أبا محمد و اغتسل ... الخبر .

مهزم قال : كنا نزولا بالمدينة و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني و إني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت يدها فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد الله فقال يا مهزم أين أقصى أثرك اليوم قلت ما برحت المسجد فقال أ ما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال إلا بالورع .

في معرفة الرجال قال عمار الساباطي : دخل رجل على الصادق (عليه السلام) فقال ما أقبح بالرجل أن يأتمنه رجل من إخوانه على حرمة من حرمه فيخونه بها .

عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال : لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أبي جعفر فقال أبو حنيفة لنفر من أصحابه انطلقوا بنا إلى إمام الرافضة نسأله عن أشياء نحيره فيها فانطلقوا فلما دخلوا إليه نظر إليه أبو عبد الله (عليه السلام) فقال أسألك بالله يا نعمان لما

[227]

صدقتني عن شي‏ء أسألك عنه هل قلت لأصحابك مروا بنا إلى إمام الرافضة فنحيره فقال قد كان ذلك قال فاسأل ما شئت القصة .

أبو العباس البقباق : قال تزارا ابن أبي يعقوب و المعلى بن خنيس فقال ابن أبي يعقوب الأوصياء علماء أتقياء أبرار و قال ابن خنيس الأوصياء أنبياء قال فدخلا على أبي عبد الله فلما استقر مجلسهما قال (عليه السلام) أبرأ ممن قال إنا أنبياء .

الشيخ المفيد بإسناده عن داود بن كثير الرقي قال : كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك إني علمت صلتك له أسرع لفناء عمره و قطع أجله قال داود و كان لي ابن عم ناصبيا معاندا بلغني عنه و عن عياله سوء حال فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة فلما صرت إلى المدينة أخبرني أبو عبد الله (عليه السلام) بذلك .

سدير الصيرفي قال : دخلت على أبي عبد الله و قد اجتمع على ماله بيان فأحببت دفعه إليه و كنت حبست منه دينارا لكي أعلم أقاويل الناس فوضعت المال بين يديه فقال لي يا سدير خنتنا و لم ترد بخيانتك إيانا قطيعتنا قلت جعلت فداك و ما ذلك قال أخذت شيئا من حقنا لتعلم كيف مذهبنا قلت صدقت جعلت فداك إنما أردت أن أعلم قول أصحابي فقال لي أ ما علمت أن كل ما يحتاج إليه نعلمه و عندنا ذلك أ ما سمعت قول الله تعالى وَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ اعلم أن علم الأنبياء محفوظ في علمنا مجتمع عندنا و علمنا من علم الأنبياء فأين يذهب بك قلت صدقت جعلت فداك .

محمد بن محمد بن أبي حمزة في نوادر الحكمة بإسناد له عن أبي بصير قال : دخل شعيب العقرقوفي على أبي عبد الله (عليه السلام) و معه صرة فيها دنانير فوضعها بين يديه فقال له أبو عبد الله (عليه السلام) أ زكاة أم صلة فسكت ثم قال لا حاجة لنا في الزكاة قال فقبض قبضة فدفعها إليه فلما خرج قلت له كم كانت الزكاة من هذه قال بقدر ما أعطاني و الله لم تزد حبة و لم تنقص حبة .

[228]

شعيب العقرقوفي قال : بعث معي رجل بألف درهم و قال إني أحب أن أعرف فضل أبي عبد الله (عليه السلام) على أهل بيته فقال خذ خمسة دراهم مستوقة فاجعلها في الدراهم و خذ من الدراهم خمسة فصيرها في لبنة قميصك فإنك ستعرف ذلك قال فأتيت بها أبا عبد الله (عليه السلام) فنثرتها بين يديه فأخذ الخمسة فقال خذ خمستك و هات خمستنا .

إبراهيم بن عبد الحميد قال : خرجت إلى قبا لأشتري نخلا فلقيته (عليه السلام) و قد دخل المدينة فقال أين تريد فقلت لعلنا نشتري نخلا فقال أ و أمنتم الجراد فقلت لا و الله لا أشتري نخلة فو الله ما لبثنا إلا خمسا حتى جاء من الجراد ما لم يترك في النخل حملا .

ابن جمهور القمي في كتاب الواحدة : أن محمد بن عبد الله بن الحسن قال لأبي عبد الله و الله إني لأعلم منك و أسخى و أشجع فقال له أما ما قلت إنك أعلم مني فقد أعتق جدي و جدك ألف نسمة من كديده فسمهم لي و إن أحببت أن أسميهم لك إلى آدم فعلت و أما ما قلت إنك أسخى مني فو الله ما بت ليلة و لله علي حق يطالبني به و أما ما قلت إنك أشجع مني فكأني أرى رأسك و قد جي‏ء به و وضع على حجر الزنابير يسيل منه الدم إلى موضع كذا و كذا قال فحكى ذلك لأبيه فقال يا بني آجرني الله فيك إن جعفرا أخبرني أنك صاحب حجر الزنابير .

أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين : لما بويع محمد بن عبد الله بن الحسن على أنه مهدي هذه الأمة جاء أبوه عبد الله إلى الصادق (عليه السلام) و قد كان ينهاه و زعم أنه يحسده فضرب الصادق يده على كتف عبد الله و قال إيها و الله ما هي إليك و لا إلى ابنك و إنما هي لهذا يعني السفاح ثم لهذا يعني المنصور يقتله على أحجار الزيت ثم يقتل أخاه بالطفوف و قوائم فرسه في الماء فتبعه المنصور فقال ما قلت يا أبا عبد الله فقال ما سمعته و إنه لكائن قال فحدثني من سمع المنصور أنه قال انصرفت من وقتي فهيأت أمري فكان كما قال .

و روي أنه : لما كبر المنصور أمر ابني عبد الله استطلع حالهما منه فقال الصادق (عليه السلام) ما يئول إليه حالهما أتلو عليك آية فيها منتهى علمي و تلا لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَ لَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَ لَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ فخر المنصور ساجدا و قال حسبك أبا عبد الله .

[229]

ابن كادش العكبري في مقاتل العصابة العلوية كتابة : لما بلغ أبا مسلم موت إبراهيم الإمام وجه بكتبه إلى الحجاز إلى جعفر بن محمد و عبد الله بن الحسن و محمد بن علي بن الحسين يدعو كل واحد منهم إلى الخلافة فبدأ بجعفر فلما قرأ الكتاب أحرقه و قال هذا الجواب فأتى عبد الله بن الحسن فلما قرأ الكتاب قال أنا شيخ و لكن ابني محمدا مهدي هذه الأمة فركب و أتى جعفرا فخرج إليه و وضع يده على عنق حماره و قال يا أبا محمد ما جاء بك في هذه الساعة فأخبره فقال لا تفعلوا فإن الأمر لم يأت بعد فغضب عبد الله بن الحسن و قال لقد علمت خلاف ما تقول و لكنه يحملك على ذلك الحسد لابني فقال لا و الله ما ذلك يحملني و لكن هذا و إخوته و أبناءه دونك و ضرب بيده على ظهر أبي العباس السفاح ثم نهض فاتبعه عبد الصمد بن علي و أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فقالا له أ تقول ذلك قال نعم و الله أقول ذلك و أعلمه .

زكار بن أبي زكار الواسطي قال : قبل رجل رأس أبي عبد الله فمس أبو عبد الله ثيابه و قال ما رأيت كاليوم أشد بياضا و لا أحسن منها فقال جعلت فداك هذه ثياب بلادنا و جئتك منها بخير من هذه قال فقال يا معتب اقبضها منه ثم خرج الرجل فقال أبو عبد الله صدق الوصف و قرب الوقت هذا صاحب رايات السود الذي يأتي بها من خراسان ثم قال يا معتب الحقه فسله ما اسمه ثم قال إن كان عبد الرحمن فهو و الله هو قال فرجع معتب فقال قال اسمي عبد الرحمن قال فلما ولى ولد العباس نظرت إليه فإذا هو عبد الرحمن أبو مسلم .

و في رامش افزاى : أن أبا مسلم الخلال وزير آل محمد عرض الخلافة على الصادق (عليه السلام) قبل وصول الجند إليه فأبى و أخبره أن إبراهيم الإمام لا يصل من الشام إلى العراق و هذا الأمر لأخويه الأصغر ثم الأكبر و يبقى في أولاد الأكبر و أن أبا مسلم بقي بلا مقصود فلما أقبلت الرايات كتب أيضا بقوله و أخبره أن سبعين ألف مقاتل وصل إلينا فننتظر أمرك فقال إن الجواب كما شافهتك فكان الأمر كما ذكر فبقي إبراهيم الإمام في حبس مروان و خطب باسم السفاح .

و قرأت في بعض التواريخ : لما أتى كتاب أبي مسلم الخلال إلى الصادق (عليه السلام) بالليل قرأه ثم وضعه على المصباح فحرقه فقال له الرسول و ظن أن حرقه له تغطية و ستر و صيانة

[230]

للأمر هل من جواب قال الجواب ما قد رأيت .

و قال أبو هريرة : الأبار صاحب الصادق (عليه السلام) .

و لما دعا الداعون مولاي لم يكن ليثني عليه عزمه بصواب‏و لما دعوه بالكتاب أجابهم بحرق الكتاب دون رد جواب‏و ما كان مولاي كمشري ضلالة و لا ملبسا منها الردى بثواب‏و لكنه لله في الأرض حجة دليل إلى خير و حسن مآب

back page fehrest page next page