back page fehrest page next page

داود الرقي قال : خرج إخوان لي يريدان المزار فعطش أحدهما عطشا شديدا حتى سقط من الحمار و سقط الآخر في يده فقام فصلى و دعا الله و محمدا و أمير المؤمنين و الأئمة كان يدعو واحدا بعد واحد حتى بلغ إلى آخرهم جعفر بن محمد فلم يزل

[241]

يدعوه و يلوذ به فإذا هو برجل قد قام عليه و هو يقول يا هذا ما قصتك فذكر له حاله فناوله قطعة عود و قال ضع هذا بين شفتيه ففعل ذلك فإذا هو قد فتح عينيه و استوى جالسا و لا عطش به فمضى حتى زار القبر فلما انصرفا إلى الكوفة أتى صاحب الدعاء المدينة فدخل على الصادق (عليه السلام) فقال له اجلس ما حال أخيك أين العود فقال يا سيدي إني لما أصبت بأخي اغتممت غما شديدا فلما رد الله عليه روحه نسيت العود من الفرح فقال الصادق (عليه السلام) أما إنه ساعة صرت إلى غم أخيك أتاني أخي الخضر فبعثت إليك على يديه قطعة عود من شجرة طوبى ثم التفت إلى خادم له فقال له علي بالسفط فأتى به ففتحه و أخرج منه القطعة العود بعينها ثم أراها إياه حتى عرفها ثم ردها إلى السفط .

داود النيلي قال : خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) إلى الحج فلما كان أوان الظهر قال لي يا داود اعدل بنا عن الطريق حتى نأخذ أهبة الصلاة فقلت جعلت فداك أ و لسنا نحن في أرض قفر لا ماء فيها فقال لي ما أنت و ذاك قال فسكت و عدلنا عن الطريق فنزلنا في أرض قفر لا ماء فيها فركضها برجله فنبع لنا عين ماء يسيب كأنه قطع الثلج فتوضأ و توضيت ثم أدينا ما علينا من الفرض فلما هممنا بالمسير التفت فإذا بجذع نخل فقال لي يا داود أ تحب أن أطعمك منه رطبا فقلت نعم قال فضرب بيده إلى الجذع فهزه فاخضر من أسفله إلى أعلاه قال ثم اجتذبه الثانية فأطعمنا اثنين و ثلاثين نوعا من أنواع الرطب ثم مسح بيده عليه فقال عد نخلا بإذن الله تعالى قال فعاد كسيرته الأولى .

أمالي أبي الفضل قال أبو حازم عبد الغفار بن الحسن : قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة و أنا معه و ذلك على عهد المنصور و قدمها جعفر بن محمد العلوي فخرج جعفر يريد الرجوع إلى المدينة فشيعه العلماء و أهل الفضل من أهل الكوفة و كان فيمن شيعه سفيان الثوري و إبراهيم بن أدهم فتقدم المشيعون له فإذا هم بأسد على الطريق فقال لهم إبراهيم بن أدهم قفوا حتى يأتي جعفر فننظر ما يصنع فجاء جعفر (عليه السلام) فذكروا له الأسد فأقبل حتى دنا من الأسد فأخذ بأذنه فنحاه عن الطريق ثم أقبل عليهم فقال أما إن الناس لو

[242]

أطاعوا الله حق طاعته لحملوا عليه أثقالهم .

و في خبر الربيع أنه : قال المنصور يا أبا عبد الله إنك تعلم الغيب قال و من أخبرك بهذا قال هذا الشيخ قال أ فأحلفه يا أمير المؤمنين قال نعم فلما بدأ باليمين قال قل برئت من حول الله و قوته و التجأت إلى حولي و قوتي و في رواية قل أبرأ إلى الله من حوله و قوته و الجأ إلى حولي و قوتي إن لم أكن سمعتك تقول هذا القول فما أتم الكلام حتى دلع لسانه و مات من وقته فقال المنصور ما هذا اليمين قال جعفر (عليه السلام) حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أن العبد إذا حلف باليمين الذي ينزه الله فيها و هو كاذب امتنع الله من عقوبته عليها في عاجلته لما نزه الله ثم نهض جعفر فقال المنصور ويلك يا ربيع اكتمها عن الناس لا يفتنون .

و روي في المعجزات أنه : استؤذن عليه لوافد ملك الهند ميزان فأبى فبقي سنة محجوبا فشفع فيه محمد بن سليمان الشيباني و أخوه يزيد فأمر الصادق (عليه السلام) بطي الحصر فلما دخل ميزان الهندي برك على ركبتيه و قال أصلح الله الإمام حجبتني سنة أ هكذا أفعال أولاد الأنبياء فأطرق (عليه السلام) رأسه ثم رفعه و قال فلتعلمن نبأه بعد حين ثم قرأ الكتاب فإذا فيه أما بعد فقد هدانا الله على يديك و جعلنا من مواليك و قد وجهنا نحوك بجارية ذات حسن و جمال و خطر و بصر مع شي‏ء من الطيب و الحلل و الحلي على يدي أميني فقال له الإمام ارجع يا خائن إلى من بعثك بهداياه قال أ بعد سنة هذا جوابي قال هذا جوابك عندي قال و لم قال لخيانتك ثم أمر بفروته أن تبسط على الأرض ثم صلى ركعتين و سجد و قال في سجوده اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و أمينك في خلقك و أن تنطق فروة هذا الهندي بفعله بلسان عربي مبين ثم رفع رأسه و قال أيها الفرو الطائع لرب العالمين تكلم بما تعلم من هذا الهندي و صف لنا ما جنى قال فانبسطت حتى ضاق عليها المكان ثم قلصت حتى صارت كشاة ثم قالت يا ابن رسول الله إن الملك ليستأمنه عليها و كان أمينا حتى مطر عليهم و ابتل ثيابهم فأنفذ خدامه إلى شراء شي‏ء لينشف الثياب فخرجت

[243]

الجارية مكشوفة ساقيها فهواها و ما زال يكايدها حتى باضعها علي فأسألك أن تجيرني من النار من فساد هذا الزاني فجعل ميزان يرتعد و يستعفي فقال لا يعفو عنك إلا أن تقر بما جنيت فأقر بجميع ذلك فأمره أن يلبس الفروة فلما لبسها حنق عليه حتى اسود عنقه فأمرها (عليه السلام) أن تخلي عنه ثم أمره أن يردها إلى صاحبها فلما ردها إليه خوفها الملك فذكرت له ما كان من الفروة فضرب عنق ميزان .

و في كتاب الدلالات بثلاثة طرق عن الحسين بن أبي العلاء و علي بن حمزة و أبي بصير قالوا : دخل رجل من أهل خراسان على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له جعلت فداك فلان بن فلان بعث معي بجارية و أمرني أن أدفعها إليك قال لا حاجة لي فيها و إنا أهل بيت لا يدخل الدنس بيوتنا فقال له الرجل و الله جعلت فداك لقد أخبرني أنها مولدة بيته و أنها ربيبته في حجرته قال إنها قد فسدت عليه قال لا علم لي بهذا فقال أبو عبد الله (عليه السلام) و لكني أعلم أن هذا هكذا .

علي بن إسماعيل عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن لنا أموالا و نحن نعامل الناس و أخاف إن حدث حدث أن تفرق أموالنا قال فقال اجمع أموالك في كل شهر ربيع فمات إسحاق في شهر ربيع .

الكافي : أن شاميا سأله مناظرة أصحابه فقال أبو عبد الله (عليه السلام) كلامك هذا من كلام رسول الله أو من عندك فقال من كليهما فقال فأنت شريك رسول الله يا يونس هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم و أمر بإدخال بعض المتكلمين فأدخل حمران بن أعين و محمد بن النعمان الأحول و هشام بن سالم و قيس الماصر فأخرج أبو عبد الله رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخب فقال هشام و رب الكعبة فإذا هشام بن الحكم قد ورد فقال لحمران كلم الرجل فكلمه فظهر عليه ثم أمر الطاقي فكلمه فظهر عليه ثم أمر ابن سالم فكلمه فتعارفا ثم أمر قيسا فكلمه و أبو عبد الله يتبسم من كلامهم و قد استخذل الشامي في يده ثم قال كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم فقال يا غلام سلني في إمامة هذا قال أ ربك أنظر لخلقه أم هم فقال بل ربي أنظر لخلقه قال ففعل بنظره لهم في دينهم ما ذا قال الشامي كلفهم و أقام لهم حجة و دليلا على ما كلفهم و أزاح في ذلك عللهم فقال هشام فما الدليل الذي نصبه لهم قال الشامي هذا رسول الله قال

[244]

فبعده من قال الكتاب و السنة قال فهل ينفعنا اليوم الكتاب و السنة فيما اختلفنا فيه حتى يرفع عنا الاختلاف و يمكننا من الاتفاق قال نعم قال فلم اختلفنا نحن و أنت و جئتنا من الشام تخالفنا و تزعم أن الرأي طريق الدين و أنت مقر بأن الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين فسكت الشامي متفكرا فقال له الصادق (عليه السلام) ما لك لا تتكلم قال إن قلت إننا ما اختلفنا كابرت و إن قلت إن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه و لكن لي عليه مثل ذلك قال سله تجده مليا فقال الشامي لهشام من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم قال بل ربهم قال فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم و يرفع اختلافهم قال في ابتداء الشريعة فرسول الله و أما بعده فغيره قال و من غير النبي القائم مقامه في حجته قال هشام في وقتنا هذا أم قبله قال بل في وقتنا هذا قال هذا الجالس يعني الصادق (عليه السلام) الذي يخبرنا عن السماء وراثة عن أب عن جد قال فكيف لي أن أعلم ذلك قال سله عما بدا لك قال الشامي قطعت عذري فعلي السؤال فقال أبو عبد الله (عليه السلام) أنا أكفيك المسألة يا شامي أخبرك عن مسيرك و سفرك خرجت يوم كذا و كان طريقك كذا و مررت على كذا و مر بك كذا فأقبل الشامي يقول صدقت و الله و حسن اعتقاده .

عمر بن يزيد قال : دخل هشام بن الحكم و كان جهميا على أبي عبد الله ليناظره مرارا و كان لا يقدر على التفوه فسأله أبو عبد الله مسألة و هو يؤجله ثم رآه مرة أخرى بالحيرة فهاله منظر أبي عبد الله (عليه السلام) فبقي منسيا و وقف أبو عبد الله (عليه السلام) مليا ينتظر ما يكلمه فلما رأى حيرته ضرب بغلته و سار فترك هشام مذهبه و دان بدين الحق .

يونس بن ظبيان و المفضل بن عمر و أبو سلمة السراج و الحسين بن ثوير قالوا : كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال عندنا خزائن الأرض و مفاتيحها و لو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفجرت الأرض ثم مال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر ثم قال انظروا حسنا فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها على بعض يتلألأ .

معرفة الرجال عن أبي عمر الكشي قال عمار الساباطي لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت

[245]

فداك أحب أن تخبرني باسم الله عز و جل الأعظم فقال لي إنك لا تقوى على ذلك فلما ألححت عليه قال فمكانك إذا ثم قام فدخل البيت هنيهة ثم صاح بي ادخل فدخلت فقال لي ما ذلك فقلت أخبرني به جعلت فداك قال فوضع يده على الأرض فنظرت إلى البيت يدور بي و أخذني أمر عظيم كدت أهلك فصحت فقلت جعلت فداك حسبي لا أريد ذا .

عبد الله بن كثير عن الصادق (عليه السلام) في خبر ... : هما و الله أول من ظلمنا حقنا و حملا الناس على رقابنا و جلسا مجلسا نحن أولى به منهما فلا غفر الله لهما ذلك الذنب كافران و من يتولهما كافر يعني عدوين له و كان معنا في المجلس رجل من أهل خراسان يكنى بأبي عبد الله فتغير لون الخراساني لما أن ذكرهما فقال له الصادق (عليه السلام) لعلك ورعت عن بعض ما قلنا قال قد كان ذلك يا سيدي قال فهلا كان هذا الورع ليلة نهر بلخ حيث أعطاك فلان بن فلان جاريته لتبيعها فلما عبرت النهر فجرت بها في أصل شجرة كذا و كذا قال قد كان ذلك و لقد أتى على هذا الحديث أربعون سنة و لقد تبت إلى الله منه قال يتوب عليك إن شاء الله .

داود الرقي : بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند الصادق (عليه السلام) فقال السيد كافر فأتاه و سأل يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم و معاداتي الناس فيكم قال و ما ينفعك ذاك و أنت كافر بحجة الدهر و الزمان ثم أخذ بيده و أدخله بيتا فإذا في البيت قبر فصلى ركعتين ثم ضرب بيده على القبر فصار القبر قطعا فخرج شخص من قبره ينفض التراب عن رأسه و لحيته فقال له الصادق (عليه السلام) من أنت قال أنا محمد بن علي المسمى بابن الحنفية فقال فمن أنا فقال جعفر بن محمد حجة الدهر و الزمان فخرج السيد يقول :

تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا *** ...

عثمان بن عمر الكواء في خبر ... : أن السيد قال له اخرج إلى باب الدار تصادف غلاما نوبيا على بغلة شهباء معه حنوط و كفن يدفعها إليك .

قال : فخرجت فإذا بالغلام الموصوف , فلما رآني , قال ; يا عثمان إن سيدي جعفر بن محمد يقول لك : ما آن أن ترجع عن كفرك و ضلالك ? فإن الله عز و جل اطلع عليك فرآك للسيد خادما فانتجبك , فخذ في جهازه .

[246]

الأغاني قال عباد بن صهيب : كنت عند جعفر بن محمد فأتاه نعي السيد فدعا له و ترحم عليه فقال له رجل يا ابن رسول الله و هو يشرب الخمر و يؤمن بالرجعة فقال (عليه السلام) حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد لا يموتون إلا تائبين و قد تاب و رفع مصلى كان تحته فأخرج كتابا من السيد يعرفه أنه قد تاب و يسأله الدعاء .

و في أخبار السيد : أنه ناظر معه مؤمن الطاق في ابن الحنفية فغلبه عليه فقال .

تركت ابن خولة لا عن قلى و إني لكالكلف الوامق‏و إني له حافظ في المغيب أدين بما دان في الصادق‏هو الحبر حبر بني هاشم و نور من الملك الرازق‏به ينعش الله جمع العباد و يجري البلاغة في الناطق‏أتاني برهانه معلنا فدنت و لم أك كالمائق‏فمن صد بعد بيان الهدى إلى حبتر و أبي حامق

فقال الطاقي أحسنت الآن أتيت رشدك و بلغت أشدك و تبوأت من الخير موضعا و من الجنة مقعدا و أنشأ السيد يقول :

تجعفرت باسم الله و الله أكبر *** و أيقنت أن الله يعفو و يغفر

و دنت بدين غير ما كنت دائنا به *** و نهاني سيد الناس جعفر

فقلت هب أني قد تهودت برهة *** و إلا فديني دين من يتنصر

فإني إلى الرحمن من ذاك تائب *** و إني قد أسلمت و الله أكبر

و لست بغال ما حييت و راجع *** إلى ما عليه كنت أخفي و أظهر

و أنشد :

أ يا راكبا نحو المدينة حسرة *** عذافرة يطوي بها كل سبسب

‏إذا ما هداك الله عاينت جعفرا *** فقلت ولي الله و ابن المهذب

‏ألا يا أمين الله و ابن وليه *** أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي

[247]

إليك من الذنب الذي كنت مبطنا *** أجاهد فيه دائبا كل مغرب

‏و أشهد ربي أن قولك حجة على *** الناس طرا من مطيع و مذنب

‏بذاك أدين الله سرا و جهرة *** و لست و إن عوتبت فيه بمعتب

و أنشد فيه :

أمدح أبا عبد الإله *** فتى البرية في احتماله

‏سبط النبي محمد *** حبل تفرع من حباله

‏تغشى العيون الناظرات *** إذا سمون إلى جلاله

‏عذب الموارد بحره *** يروى الخلائق من سجاله

‏بحر أطل على البحور *** يمدهن ندى بلاله

‏سقت العباد يمينه *** و سقى البلاد ندى شماله

‏يحكي السحاب يمينه *** و الودق يخرج من خلاله

‏الأرض ميراث له *** و الناس طرا في عياله

‏يا حجة الله الجليل *** و عينه و زعيم آله

‏و ابن الوصي المصطفى *** و شبيه أحمد في كماله

‏أنت ابن بنت محمد *** حذوا خلقت على مثاله

‏فضياء نورك نوره *** و ظلال روحك من ظلاله

‏فيك الخلاص عن الردى *** و بك الهداية من ضلاله

‏أثني و لست ببالغ *** عشر الفريدة من خصاله

فصل في علمه (عليه السلام) :

ينقل عنه من العلوم ما لا ينقل عن أحد و قد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات و كانوا أربعة آلاف رجل .

بيان ذلك أن ابن عقده مصنف كتاب الرجال لأبي عبد الله (عليه السلام) عددهم فيه .

و كان حفص بن غياث إذا حدث عنه قال : حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد و كان علي بن غراب يقول : حدثني الصادق جعفر بن محمد .

حلية أبي نعيم : أن جعفر الصادق حدث عنه من الأئمة و الأعلام مالك بن أنس

[248]

و شعبة بن الحجاج و سفيان الثوري و ابن جريح و عبد الله بن عمرو و روح بن القاسم و سفيان بن عيينة و سليمان بن بلال و إسماعيل بن جعفر و حاتم بن إسماعيل و عبد العزيز بن المختار و وهب بن خالد و إبراهيم بن طحان في آخرين قال و أخرج عنه مسلم في صحيحة محتجا بحديثه .

و قال غيره و روى عنه : مالك و الشافعي و الحسن بن صالح و أبو أيوب السجستاني و عمرو بن دينار و أحمد بن حنبل .

و قال مالك بن أنس ما رأت عين و لا سمعت أذن و لا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا .

و سئل سيف الدولة عبد الحميد المالكي قاضي الكوفة عن مالك فوصفه و قال : و كان جربند جعفر الصادق أي الربيب و كان مالك كثيرا ما يدعى سماعه و ربما قال حدثني الثقة يعنيه (عليه السلام) .

و جاء أبو حنيفة ليسمع منه : و خرج أبو عبد الله يتوكأ على عصا .

فقال له أبو حنيفة : يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا ?

قال : هو كذلك ; و لكنها عصا رسول الله أردت التبرك بها .

فوثب أبو حنيفة , و قال له : أقبلها يا ابن رسول الله .

فحسر أبو عبد الله (عليه السلام) عن ذراعه , و قال له : و الله لقد علمت أن هذا بشر رسول , و أن هذا من شعره , فما قبلته ; و تقبل عصا .

أبو عبد الله المحدث في رامش افزاى : إن أبا حنيفة من تلامذته و إن أمه كانت في حبالة الصادق (عليه السلام) قال و كان محمد بن الحسن أيضا من تلامذته و لأجل ذلك كانت بنو العباس لم تحترمهما قال و كان أبو يزيد البسطامي طيفور السقاء خدمه و سقاه ثلاث عشرة سنة .

و قال أبو جعفر الطوسي : كان إبراهيم بن أدهم و مالك بن دينار من غلمانه و دخل إليه سفيان الثوري يوما فسمع منه كلاما أعجبه فقال هذا و الله يا ابن رسول الله الجوهر فقال له بل هذا خير من الجوهر و هل الجوهر إلا حجر .

الترغيب و الترهيب عن أبي القاسم الأصفهاني : أنه دخل عليه سفيان الثوري فقال (عليه السلام) أنت رجل مطلوب و للسلطان علينا عيون فاخرج عنا غير مطرود القصة .

[249]

و دخل عليه الحسن بن صالح بن حي فقال له يا ابن رسول الله ما تقول في قوله تعالى : أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم .

قال : العلماء .

فلما خرجوا , قال الحسن : ما صنعنا شيئا , إلا سألناه من هؤلاء العلماء ?

فرجعوا إليه , فسألوه .

فقال : الأئمة منا أهل البيت .

و قال نوح بن دراج لابن أبي ليلى : أ كنت تاركا قولا قلته أو قضاء قضيته لقول أحد قال لا إلا رجل واحد قلت من هو قال جعفر بن محمد .

الحلية قال عمرو بن المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .

و لا تخلو كتب أحاديث و حكمة و زهد و موعظة من كلامه يقولون قال جعفر بن محمد الصادق قال جعفر الصادق ذكره النقاش و الثعلبي و القشيري و القزويني في تفاسيرهم .

و ذكر في الحلية و الإبانة و أسباب النزول و الترغيب و الترهيب و شرف المصطفى و فضائل الصحابة و في تاريخ الطبري و البلاذري و الخطيب و مسند أبي حنيفة و اللالكائي و قوت القلوب و معرفة علوم الحديث لابن البيع و قد روت الأمة بأسرها عنه دعاء أم داود .

العلاء بن سيابة عن الصادق (عليه السلام) قال : إنا لنعلم ما في الليل و النهار و في رواية إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم سكت ثم قال و علمه في كتاب الله أنظر إليه هكذا ثم بسط كفه و قال إن الله يقول فيه تبيان كل شي‏ء .

عبد الغفار الحارثي و أبو الصباح العبدي قال (عليه السلام) : إني أتكلم على سبعين وجها لي من كلها المخرج .

حماد بن عيسى عنه (عليه السلام) قال : للصلاة أربعة آلاف حد و في رواية : أربعة آلاف باب .

و سئل عن محمد بن عبد الله بن الحسن فقال (عليه السلام) : ما من نبي و لا وصي و لا ملك إلا هو في كتاب عندي يعني مصحف فاطمة و الله ما لمحمد بن عبد الله فيه اسم .

أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا دعي

[250]

به أجاب و إذا سئل به أعطى و لو كان اليوم لاحتاج إلينا .

صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن الصادق قال : و الله لقد أعطينا علم الأولين و الآخرين فقال له رجل من أصحابه جعلت فداك أ عندكم علم الغيب فقال له ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال و أرحام النساء ويحكم وسعوا صدوركم و لتبصر أعينكم و لتع قلوبكم فنحن حجة الله تعالى في خلقه و لن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة إلا بإذن الله و الله لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم و ما من يوم و لا ليلة إلا و الحصى يلد إيلادا كما يلد هذا الخلق و الله لتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضا .

بكير بن أعين قال : قبض أبو عبد الله (عليه السلام) على ذراع نفسه و قال يا بكير هذا و الله جلد رسول الله و هذه و الله عروق رسول الله و هذا و الله لحمه و هذا عظمه و إني لأعلم ما في السماوات و أعلم ما في الأرض و أعلم ما في الدنيا و أعلم ما في الآخرة فرأى تغير جماعة فقال يا بكير إني لأعلم ذلك من كتاب الله تعالى إذ يقول وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ .

المرشد أبو يعلى الجعفري و أبو الحسين الكوفي و أبو جعفر الطوسي أنه : قال زيد بن علي لسورة بن كليب يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على ما تذكرون قال كنا نأتي أخاك محمد بن علي فنسأله فيقول قال رسول الله و قال الله ثم مضى أخوك فأتيناكم آل محمد و أنت فيمن أتينا فأجبتم عن بعض فأتينا ابن أخيك أبا عبد الله فقال لنا كما قال أبوه و لم يترك شيئا مما سألنا عنه إلا أجابنا فيه بما يقع قال فتبسم زيد ثم قال أما و الله لئن قلت هذا فإن كتب علي (عليه السلام) عنده دوننا .

تفسير علي بن إبراهيم أن زنديقا سأل أبا جعفر الأحول عن قوله تعالى : فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً ثم قال وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ و بين القولين فرق فاستمهل الأحول و سأل الصادق (عليه السلام) فقال أما قوله فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فإنه عنى في النفقة و أما قوله وَ لَنْ تَسْتَطِيعُوا فإنه عنى في المودة فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة قال فرجعت إلى الرجل فأخبرته فقال هذا ما حملته من الحجاز .

[251]

غرر المرتضى قيل : إن الجعد بن درهم جعل في قارورة ماء و ترابا فاستحال دودا و هواما فقال لأصحابه أنا خلقت ذلك لأني كنت سبب كونه فبلغ ذلك جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال ليقل كم هي و كم الذكران منه و الإناث إن كان خلقه و كم وزن كل واحدة منهن و ليأمر الذي سعى إلى هذا الوجه أن يرجع إلى غيره فانقطع و هرب .

حلية الأولياء قال أحمد بن المقدام الرازي : وقع الذباب على المنصور فذبه عنه فعاد فذبه عنه حتى أضجره فدخل جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال له المنصور يا أبا عبد الله لم خلق الذباب قال ليذل به الجبابرة .

و دخل عمرو بن عبيد عليه و قرأ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ و قال أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله فقال نعم يا عمرو ثم فصله بأن الكبائر الشرك بالله إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ و اليأس لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ و عقوق الوالدين لأن العاق جبار شقي وَ بَرًّا بِوالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا و قتل النفس وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً و قذف المحصنات و أكل مال اليتيم إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى و الفرار من الزحف وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ و أكل الربا الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا و السحر وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ و الزناء وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنى وَ مَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً و اليمين الغموس إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَيْمانِهِمْ ثَمَناً و الغلول وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ و منع الزكاة يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ و شهادة الزور و كتمان الشهادة وَ مَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ و شرب الخمر لقوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : شارب الخمر كعابد وثن و ترك الصلاة لقوله : من ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله و ذمة رسوله و نقض العهد و قطيعة لرحم الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ و قول الزور وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ و الجرأة على الله أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ و كفران النعمة وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ و بخس الكيل و الوزن وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ و اللواط الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ و البدعة قوله (عليه السلام) : من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه .

back page fehrest page next page