back page fehrest page next page

و عنه (عليه السلام) في قوله تعالى وَ اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ قال اتبع سبيل

[284]

محمد و علي .

و عنه (عليه السلام) في قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ قال الحسنة حبنا و معرفة حقنا و السيئة بغضنا و انتقاص حقنا .

و قال زيد بن علي و أبو عبد الله الجدلي قال علي (عليه السلام) : مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ قال حبنا وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ قال بغضنا .

أبو الحسن الماضي (عليه السلام) في قوله : وَ ما ظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ إن الله أعز و أمنع من أن يظلم و أن ينسب نفسه إلى ظلم و لكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه و ولايتنا ولايته .

و عنه (عليه السلام) في قوله يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ قال نحن و الله الآذنون لهم يوم القيامة و القائلون صوابا .

و عنه (عليه السلام) في قوله تعالى كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ الذين فجروا في حق الأئمة و اعتدوا عليهم .

أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى : إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول الله المتوسم و الأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبي .

الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ أي عن ولايتنا .

و عنه (عليه السلام) في قوله وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ قال من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) .

أبو جعفر و أبو عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَ الْفَواحِشَ نزلت في آل محمد .

الصادق و الباقر (عليهما السلام) في قوله تعالى : أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً نعمة الله رسوله إذ يخبر أمته بمن يرشدهم من الأئمة فأحلوهم دار البوار ذلك معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض .

بني الدين على اتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي و اتباع الكتاب وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ و اتباع الأئمة من أولاده وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ .

فاتباع النبي يورث المحبة يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ و اتباع الكتاب يورث السعادة فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَ لا يَشْقى و اتباع الأئمة يورث الجنة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ .

[285]

كادت الأشياء تكون سبعة السماوات و الأرضون و البحار و الجزائر و النجوم السيارة و الأقاليم و الأسابيع و أبواب جهنم و الأعضاء و الوضوء و الطواف و السعي و رمي الجمار و أسباع القرآن و أكثر الأسماء مسجككة و المولود إذا بلغ سبعة أيام عق عنه و إذا بلغ سبع سنين سقط سنه و إذا بلغ ثلاثة أسباع توفر لمحبته و يلف عن النهر ثم جعل طوله بشبره سبعة أشبار و إذا ولد في سبعة أشهر عاش و لا إله إلا الله محمد رسول الله سبع كلمات و موسى بن جعفر سابع الأئمة :

إن الذي قسم الأئمة حازها *** في صلب آدم للإمام السابع

و ميزان موسى بن جعفر من الحساب إمام معصوم منصوص عليه لاستوائهما في أربعمائة و خمس و ثمانين .

ابن حماد :

اصرف هواك إلى النبي و آله *** و تولهم أبدا بقلب غارب

‏قوم براهم ربهم من نوره *** و الخلق من ماء و طين لازب

‏جاءت مراتبهم لديه فأصبحوا *** بالله معدن كل فضل راتب

‏طابت أصولهم معا و فروعهم *** فتطهروا من شبهة و شوائب

‏قوم هم حجج الإله على الورى *** ممن ير بمشارق و مغارب

‏يا عاتبي في حبهم قد زادني *** حبا لهم و هوى مقال العاتب

‏إن كان ذنبي حبهم و مديحهم *** فاشهد بأني منه غير التائب

‏أ أتوب من عمل به أرجو النجا *** يوم المعاد من العذاب الواصب

الكميت :

بنو هاشم فهم الأكرمون *** بنو الباذخ الأفضل الأطيب

‏و آباؤهم فاتخذ أولياء *** من دون ذي النسب الأقرب

‏و في ودهم فأتهم عادلا *** نهاك و في حبلهم فاخطب

‏أرى لهم الفضل و السابغات *** و لم أتمن و لم أحسب

[286]

لئن طال شربي للآجنات *** لقد طاب عندهم مشربي

‏أناس إذا أوردت بحرهم *** صوادي الغرائب لم تضرب

‏نجوم الأمور إذا دلست *** بظلماء ديجورها الغيهب

‏و أهل القديم و أهل الحديث *** إذا نقصت حبوة المجتبي

مهيار :

أين الذين بصروا من العمى *** و فتحوا باب الرشاد المغلقا

و انتظم المجد نبيا صادعا *** بالمعجزات و إماما صادقا

مناسك الناس لكم و عندكم *** جزاء من أسرف أو من اتقى

‏و الوحي و الأملاك في أبياتكم *** مختلفات مهبطا و مرتقى

‏لا يملك الناس عليكم إمرة *** كنتم ملوكا و الأنام سوقا

في جدة الدهر و في شبابه *** و حين شاب عمره و أخلقا

مجدا إلهيا توخاكم به *** رب العلى و شرفا مخلقا

رتقتم بالدين قوما ألحدوا *** فيكم و عن قوم حللتم ربقا

و آمن الله بكم عباده *** حتى حمام بيته المطوقا

ليس المسيح يوم أحيا ميتا *** و لا الكليم يوم خر مصعقا

ثنا لغير ما انثنى في أمركم *** و إن هما تقدما و سبقا

و زالت الريح سليمان لو *** ابتغاكم في ظهرها ما لحقا

و لا أبوه ناسجا أدراعه *** مضاعفا سرورها و الحلقا

فضلتموهم و لكن فضلكم *** فضيلة الرأس المطي و العنقا

و كل مهدي له معجزة *** باهرة بها الكتاب نطقا

[287]

فصل في إنبائه (عليه السلام) بالمغيبات :

بيان بن نافع التفليسي قال : خلفت والدي مع الحرم في الموسم و قصدت موسى بن جعفر (عليه السلام) فلما أن قربت منه هممت بالسلام عليه فأقبل علي بوجهه و قال بر حجك يا ابن نافع آجرك الله في أبيك فإنه قد قبضه إليه في هذه الساعة فارجع فخذ في جهازه فبقيت متحيرا عند قوله و قد كنت خلفته و ما به علة فقال يا ابن نافع أ فلا تؤمن فرجعت فإذا أنا بالجواري يلطمن خدودهن فقلت ما وراءكن قلن أبوك فارق الدنيا قال ابن نافع فجئت إليه أسأله عما أخفاه و رأى فقال لي أبدى ما أخفاه وراءك ثم قال يا ابن نافع إن كان في أمنيتك كذا و كذا أن تسأل عنه فأنا جنب الله و كلمته الباقية و حجته البالغة .

أبو خالد الرماني و أبو يعقوب الزبالي قال كل واحد منهما : استقبلت أبا الحسن (عليه السلام) بالأجفر في المقدمة الأولى على المهدي فلما خرج ودعته و بكيت فقال لي ما يبكيك قلت حملك هؤلاء و لا أدري ما يحدث قال فقال لي لا بأس علي منه في وجهي هذا و لا هو بصاحبي و إني لراجع إلى الحجاز و مار عليك في هذا الموضع راجعا فانتظرني في يوم كذا و كذا في وقت كذا و كذا فإنك تلقاني راجعا قلت له خير البشرى لقد خفته عليك قال فلا تخف فترصدته ذلك الوقت في ذلك الموضع فإذا بالسواد قد أقبل و مناد ينادي من خلفي فأتيته فإذا هو أبو الحسن (عليه السلام) على بغلة له فقال لي إيها أبا خالد قلت لبيك يا ابن رسول الله الحمد لله الذي خلصك من أيديهم فقال أما إن لي عودة إليهم لا أتخلص من أيديهم .

إسحاق بن عمار قال أبو الحسن (عليه السلام) لرجل : يا فلان أنت تموت إلى شهر فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال الشيعة فقال لي يا إسحاق ما تنكرون من ذلك كان رشيد الهجري مستضعفا و كان يعلم علم المنايا و الإمام أولى بذلك منه ثم قال يا إسحاق تموت إلى سنتين و يتشتت مالك و عيالك و أهل بيتك و يفلسون إفلاسا شديدا قال الحسن بن علي بن أبي عثمان فكان كما قال .

يعقوب السراج قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) و هو واقف على رأس أبي الحسن

[288]

و هو في المهد فجعل يساره طويلا فقال لي ادن إلى مولاك فدنوت فسلمت عليه فرد علي السلام بلسان فصيح ثم قال اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس فإنه اسم يبغضه الله و كانت ولدت لي ابنة فسميتها بفلانة فقال لي أبو عبد الله انته إلى أمره ترشد فغيرت اسمها .

الرافعي : كان الحسن بن عبد الله مهيبا عند الملوك زاهدا في الدنيا يأمر بالمعروف على السلطان فلقيه موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال يا أبا علي ما أحب إلي ما أنت عليه و أسرني به إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة قال و ما المعرفة قال اذهب و تفقه و اطلب الحديث قال فذهب فكتب الحديث عن مالك و عن فقهاء المدينة و عرض عليه فأسقط (عليه السلام) كله فجاء و ذهب معرضا و موسى يرد عليه و يقول اذهب و اعرف و كان الرجل معينا بدينه فوجد منه الخلوة فقال إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني إلى خيرة و سأله دلالة فقال اذهب إلى تلك الشجرة فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها و قلت لها فرأيتها و الله تخد الأرض خدا حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها بالرجوع فرجعت قال فلزم الصمت و كان لا يراه أحد بعد ذلك .

محمد بن الفضل قال : اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء هو من الأصابع إلى الكعبين أم من الكعبين إلى الأصابع و كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن ذلك فكتب إليه فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء و الذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا و تستنشق ثلاثا و تخلل لحيتك و تمسح رأسك كله به و تمسح ظاهر أذنيك و باطنهما و تغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثا و لا تخالف ذلك إلى غيره فلما وصل الكتاب إلى علي تعجب مما رسم له فيه ثم قال مولاي أعلم بما قال و أنا ممتثل أمره فكان يعمل في وضوئه على هذه و سعى بعلي إلى الرشيد بالرفض فقال قد كثر القول عندي في رفضه فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين و لا يراه هو فدعا بالماء و توضأ على ما أمره الإمام فلم يملك الرشيد نفسه حتى أشرف عليه بحيث يراه ثم ناداه كذاب يا علي من زعم أنك من الرافضة و صلحت حاله عنده

[289]

و ورد كتاب أبي الحسن (عليه السلام) ابتدئ من الآن يا علي بن يقطين و توضأ كما أمرك الله و ذكر وصفه ثم قال فقد زال ما كنت أخافه عليك و السلام .

قال الشاعر :

ثم حال الوضوء حال عجيب *** كيف أنبأه بالضمير و خبر

هو عين الحياة و هو نجاة *** و رشاد لمن قرأ و تدبر

هو سر الإله في البأس و *** الجود فطوبى لمن به يتبصر

ابن سنان قال : حمل الرشيد في بعض الأيام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها و فيها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب فأنفذ ابن يقطين بها إلى موسى بن جعفر مع مال كثير فلما وصل إلى أبي الحسن قبل المال ورد الدراعة و كتب إليه احتفظ بها و لا تخرجها من يدك فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه فلما كان بعد أيام تغير علي بن يقطين على غلام له فصرفه عن خدمته فسعى الغلام به إلى الرشيد فقال إنه يقول بإمامة موسى بن جعفر و يحمل إليه خمس ماله في كل سنة و قد حمل إليه الدراعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين فغضب الرشيد غضبا شديدا و قال إن كان الأمر على ما تقول أزهقت نفسه فأنفذ بإحضار ابن يقطين و قال علي بالدراعة التي كسوتك إلى الساعة فأنفذ خادما و قال ائتني بالسفط الفلاني فلما جاء به وضعه بين يدي الرشيد و فتحه فنظر إلى الدراعة بحالها مطوية مدفونة في الطيب فسكن الرشيد من غضبه و قال انصرف راشدا فلن أصدق بعدها ساعيا و أمر أن يتبع بجائزة سنية و تقدم بضرب الساعي حتى مات منه .

نظم :

و ابن يقطين حين رد عليه الطهر *** أثوابه و قال و خدر

قال خذها و سوف تسأل عنها و *** معاديك في لا شك يخسر

أحمد بن عمر الخلال قال : سمعت الأخوص بمكة يذكره فاشتريت سكينا و قلت و الله لأقتلنه إذا خرج من المسجد و أقمت على ذلك و جلست له فما شعرت إلا برقعة أبي الحسن (عليه السلام) قد طلعت علي فيها بسم الله الرحمن الرحيم بحقي عليك لما كففت

[290]

عن الأخوص فإن الله ثقتي و هو حسبي .

أحمد بن خالد البرقي عن محمد بن عباد المهلبي قال : لما حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر و أظهر الدلائل و المعجزات و هو في الحبس دعا الرشيد يحيى بن خالد البرمكي و سأله تدبيرا في شأن موسى (عليه السلام) فقال الذي أراه لك أن تمن عليه و تصل رحمه فقال الرشيد انطلق إليه و أطلق عنه الحديد و أبلغه عني السلام و قل له يقول لك ابن عمك أنه قد سبق مني فيك يمين أن لا أخليك حتى تقر لي بالإساءة و تسألني العفو عما سلف منك و ليس عليك في إقرارك عار و لا في مسألتك إياي منقصة و هذا يحيى و هو ثقتي و وزيري فله بقدر ما أخرج من يميني و انصرف راشدا فقال (عليه السلام) يا أبا علي أنا ميت و إنما بقي من أجلي أسبوع أكتم موتي و ائتني يوم الجمعة و صل أنت و أوليائي علي فرادى و انظر إذا سار هذا الطاغية إلى الرقة و عاد إلى العراق لا يراك و لا تراه و احتل لنفسك فإني رأيت في نجمك و نجم ولدك و نجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه ثم قال له يا أبا علي أبلغه عني يقول موسى بن جعفر رسولي يأتيك يوم الجمعة و يخبرك بما يرى و ستعلم غدا إذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم و المتعدي على صاحبه فلما أخبره بجوابه قال له هارون إن لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا فلما كان يوم الجمعة توفي أبو إبراهيم (عليه السلام) .

اجتمع الناس على عبد الله بن جعفر بعد وفاة الصادق (عليه السلام) فدخل عليه هشام بن سالم و محمد بن النعمان صاحب الطاق فسألاه عن الزكاة في كم تجب قال في مائتي درهم خمسة دراهم فقالا ففي مائة قال درهمين و نصف فخرجا يقولان إلى المرجئة إلى القدرية إلى المعتزلة إلى الزيدية فرأيا شيخا يومئ إليهما فاتبعاه خائفين أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور فلما ورد هشام على باب موسى فإذا خادم بالباب فقال له ادخل رحمك الله فلما دخل قال إلي إلي لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لا إلى المعتزلة و لا إلى الزيدية فقال هشام مضى أبوك موتا قال نعم قال فمن لنا بعده قال إن شاء الله أن يهديك هداك قال إن عبد الله يزعم أنه إمام قال عبد الله يريد أن لا يعبد الله قال فمن لنا بعده قال إن شاء الله أن يهديك هداك قال فأنت هو قال و ما أقول ذلك قال عليك إمام قال لا قال أسألك

[291]

كما كنت أسأل أباك قال سل تخبر و لا تذع فإن أذعت فهو الذبح .

أبو علي بن راشد و غيره في خبر طويل ... : أنه اجتمعت العصابة الشيعة بنيسابور و اختاروا محمد بن علي النيسابوري فدفعوا إليه ثلاثين ألف دينار و خمسين ألف درهم و ألفي شقة من الثياب و أتت شطيطة بدرهم صحيح و شقة خام من غزل يدها تساوي أربعة دراهم فقالت إن الله لا يستحيي من الحق قال فثنيت درهمها و جاءوا بجزء فيه مسائل مل‏ء سبعين ورقة في كل ورقة مسألة و باقي الورق بياض ليكتب الجواب تحتها و قد حزمت كل ورقتين بثلاث حزم و ختم عليها بثلاث خواتيم على كل حزام خاتم و قالوا ادفع إلى الإمام ليلة و خذ منه في غد فإن وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسر منها خمسة و أنظره هل أجاب عن المسائل و إن لم تنكسر الخواتيم فهو الإمام المستحق للمال فادفع إليه و إلا فرد إلينا أموالنا فدخل على الأفطح عبد الله بن جعفر و جربه و خرج عنه قائلا رب اهدني إلى سواء الصراط قال فبينما أنا واقف إذا أنا بغلام يقول أجب من تريد فأتى بي دار موسى بن جعفر فلما رآني قال لي لم تقنط يا أبا جعفر و لم تفزع إلى اليهود و النصارى فأنا حجة الله و وليه أ لم يعرفك أبو حمزة على باب مسجد جدي و قد أجبتك عما في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ أمس فجئني به و بدرهم شطيطة الذي وزنه درهم و دانقان الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوازواري و الشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين قال فطار عقلي من مقاله و أتيت بما أمرني و وضعت ذلك قبله فأخذ درهم شطيطة و إزارها ثم استقبلني و قال إن الله لا يستحيي من الحق يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلامي و أعطها هذه الصرة و كانت أربعين درهما ثم قال و أهديت لك شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيداء قرية فاطمة (عليه السلام) و غزل أختي حليمة ابنة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) ثم قال و قل لها ستعيشين تسعة عشر يوما من وصول أبي جعفر

[292]

و وصول الشقة و الدراهم فأنفقي على نفسك منها ستة عشر درهما و اجعلي أربعة و عشرين صدقة منك و ما يلزم عنك و أنا أتولى الصلاة عليك فإذا رأيتني يا أبا جعفر فاكتم علي فإنه أبقى لنفسك ثم قال و اردد الأموال إلى أصحابها و افكك هذه الخواتيم عن الجزء و انظر هل أجبناك عن المسائل أم لا من قبل أن تجيئنا بالجزء فوجدت الخواتيم صحيحة ففتحت منها واحدا من وسطها فوجدت فيه مكتوبا ما يقول العالم (عليه السلام) في رجل قال نذرت لله لأعتقن كل مملوك كان في رقي قديما و كان له جماعة من العبيد الجواب بخطه ليعتقن من كان في ملكه من قبل ستة أشهر و الدليل على صحة ذلك قوله تعالى وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ ... الآية و الحديث من ليس له من ستة أشهر و فككت الختم الثاني فوجدت ما تحته ما يقول العالم في رجل قال و الله لأتصدقن بمال كثير فيما يتصدق الجواب تحته بخطه إن كان الذي حلف من أرباب شياه فليتصدق بأربع و ثمانين شاة و إن كان من أصحاب النعم فليتصدق بأربع و ثمانين بعيرا و إن كان من أرباب الدراهم فليتصدق بأربع و ثمانين درهما و الدليل عليه قوله تعالى لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ فعددت مواطن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا فكسرت الختم الثالث فوجدت تحته مكتوبا ما يقول العالم في رجل نبش قبر ميت و قطع رأس الميت و أخذ الكفن الجواب بخطه يقطع السارق لأخذ الكفن من وراء الحرز و يلزم مائة دينار لقطع رأس الميت لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه قبل أن ينفخ فيه الروح فجعلنا في النطفة عشرين دينارا المسألة إلى آخرها فلما وافى خراسان وجد الذين رد عليهم أموالهم ارتدوا إلى الفطحية و شطيطة على الحق فبلغها سلامه و أعطاها صرته و شقته فعاشت كما قال (عليه السلام) فلما توفيت شطيطة جاء الإمام على بعير له فلما فرغ من تجهيزها ركب بعيره و انثنى نحو البرية و قال عرف أصحابك و أقرئهم مني السلام و قل لهم إني و من يجري مجراي من الأئمة (عليه السلام) لا بد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم فاتقوا الله في أنفسكم .

علي بن أبي حمزة قال : كنا بمكة سنة من السنين فأصاب الناس تلك السنة صاعقة كبيرة حتى مات من ذلك خلق كثير فدخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال مبتدئا من غير أن أسأله يا علي ينبغي للغريق و المصعوق أن يتربص به ثلاثا إلى أن يجي‏ء منه ريح يدل

[293]

على موته قلت له جعلت فداك كأنك تخبرني أنه دفن ناس كثير أحياء قال نعم يا علي قد دفن ناس كثير أحياء ما ماتوا إلا في قبورهم .

عيسى بن شلقان قال : دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) و أنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال مبتدئا من قبل أن أجلس يا عيسى ما يمنعك من تلقاء ابني فتسأله عن جميع ما تريد فقال عيسى فذهبت إلى العبد الصالح و هو قاعد و على شفتيه أثر المداد فقال مبتدئا يا عيسى إن الله تبارك و تعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها أبدا و أعار قوما الإيمان ثم سلبه الله إياه و إن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان ثم سلبه الله إياه فقلت ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم .

علي بن أبي حمزة قال : أرسلني أبو الحسن (عليه السلام) إلى رجل قدامه طبق يبيع بفلس فلس و قال أعطه هذه الثمانية عشر درهما و قل له يقول لك أبو الحسن انتفع بهذه الدراهم فإنها تكفيك حتى تموت فلما أعطيته بكى فقلت و ما يبكيك قال و لم لا أبكي و قد نعيت إلي نفسي فقلت و ما عند الله خير مما أنت فيه فسكت و قال من أنت يا عبد الله فقلت علي بن أبي حمزة قال و الله لهكذا قال لي سيدي و مولاي إني باعث إليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي قال علي فلبثت نحوا من عشرين ليلة ثم أتيت إليه و هو مريض فقلت أوصني بما أحببت أنفذه من مالي قال إذا أنا مت فزوج ابنتي من رجل دين ثم بع داري و ادفع ثمنها إلى أبي الحسن و اشهد لي بالغسل و الدفن و الصلاة قال فلما دفنته زوجت ابنته من رجل مؤمن و بعت داره و أتيت بثمنها إلى أبي الحسن (عليه السلام) فزكاه و ترحم عليه و قال رد هذه الدراهم فادفعها إلى ابنته .

علي بن أبي حمزة قال : أرسلني أبو الحسن (عليه السلام) إلى رجل من بني حنيفة و قال إنك تجده في ميمنة المسجد فدفعت إليه كتابه فقرأه ثم قال ائتني يوم كذا و كذا حتى أعطيك جوابه فأتيته في اليوم الذي كان وعدني فأعطاني جواب الكتاب ثم لبثت شهرا فأتيته لأسلم عليه فقيل إن الرجل قد مات فلما رجعت من قابل إلى مكة لقيت أبا الحسن (عليه السلام) و أعطيته جواب كتابه فقال رحمه الله فقال يا علي لم لم تشهد جنازته قلت قد فاتت مني .

شعيب العقرقوفي قال : بعثت مباركا مولاي إلى أبي الحسن (عليه السلام) و معه مائتا دينار

[294]

و كتبت معه كتابا فذكر لي مبارك أنه سأل عن أبي الحسن (عليه السلام) فقيل قد خرج إلى مكة فقلت لأسير بين مكة و المدينة بالليل و إذا هاتف يهتف بي يا مبارك مولى شعيب العقرقوفي فقلت من أنت يا عبد الله فقال أنا معتب يقول لك أبو الحسن هات الكتاب الذي معك و واف بالذي معك إلى منى فنزلت من محملي و دفعت إليه الكتاب و صرت إلى منى فأدخلت عليه و صببت الدنانير التي معي قدامه فجر بعضها إليه و دفع بعضها بيده ثم قال يا مبارك ادفع هذه الدنانير إلى شعيب و قل له يقول لك أبو الحسن ردها إلى موضعها الذي أخذتها منه فإن صاحبها يحتاج إليها فخرجت من عنده و قدمت على سيدي و قلت ما قصة هذه الدنانير قال إني طلبت من فاطمة خمسين دينارا لأتم بها هذه الدنانير فامتنعت علي و قالت أريد أن أشتري بها قراح فلان بن فلان فأخذتها منها سرا و لم ألتفت إلى كلامها ثم دعا شعيب بالميزان فوزنها فإذا هي خمسين دينارا .

علي بن أبي حمزة قال : قال لي أبو الحسن (عليه السلام) مبتدئا يا علي يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يسألك عني فقل و الله هو الإمام الذي قال لنا أبو عبد الله (عليه السلام) و إذا سألك عن الحلال و الحرام فأجبه قلت و ما علامته قال رجل طويل جسيم يقال له يعقوب فبينا أنا في الطواف إذ أقبل رجل بهذه الصفة فقال لي إني أريد أن أسألك عن صاحبك قلت عن أي أصحابي قال عن فلان بن فلان قلت و ما اسمك قال يعقوب قلت و من أين أنت قال رجل من أهل المغرب فقلت و من أين عرفتني قال أتاني آت في منامي فقال الق عليا فاسأله عن جميع ما تحتاج إليه ثم سألني أن أدخله إلى أبي الحسن (عليه السلام) فاستأذنت عليه فأذن فلما رآه أبو الحسن (عليه السلام) قال يا يعقوب قدمت أمس و وقع بينك و بين أخيك شر في موضع كذا و كذا حتى شتم بعضكم بعضا و هذا ليس من ديني و لا من دين آبائي و نهاني عن مثل ذلك الخبر .

back page fehrest page next page