back page fehrest page next page

فقالت المرضعة له من سعد بن بكير :

إني أشبهك يا مولاي ذا لبة *** شثن البراش أو صماء حيات

‏و لست تشبه ورد اللون ذا لبد *** و لا ضئيلا من الرقش الضئيلات

[384]

و لو خسأت سباع الأرض أسكتها *** إشجاء صوتك حتفا أي إسكات

‏و لو عزمت على الحيات تأمرها *** بالكف ما جاوزت تلك العزيمات

و قد روى عنه المصنفون ; نحو : أبي بكر أحمد بن ثابت في تاريخه و أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره و محمد بن مندة بن مهربذ في كتابه .

و روى إبراهيم بن هاشم قال : استأذنت أبا جعفر لقوم من الشيعة فأذن لهم فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب فيها و هو ابن عشر سنين .

و كتب عبد العظيم الحسني إلى أبي جعفر يسأله عن الغائط و نتنه فقال (عليه السلام) : إن الله خلق آدم فكان جسده طينا و بقي أربعين سنة ملقى تمر به الملائكة تقول لأمر ما خلقت و كان إبليس يدخل في فيه و يخرج من دبره فلذاك صار ما في جوف ابن آدم منتنا خبيثا غير طيب .

و يقال : إذا بال الإنسان أو تغوط يردد النظر إليهما لأن آدم (عليه السلام) لما هبط من الجنة لم يكن له عهد بهما فلما تناول الشجرة المنهية أخذه ذلك فجعل ينظر إلى شي‏ء يخرج منه فبقي ذلك في أولاده لأنه تغذى في الجنة و بال و تغوط في الدنيا .

و لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله فكتب إلى عبد الملك الزيات أن ينفذ إليه التقي و أم الفضل فأنفذ ابن الزيات علي بن يقطين إليه فتجهز و خرج إلى بغداد فأكرمه و عظمه و أنفذ أشناس بالتحف إليه و إلى أم الفضل ثم أنفذ إليه شراب حماض الأترج تحت ختمه على يدي أشناس و قال إن أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي داود و سعد بن الخصيب و جماعة من المعروفين و يأمرك أن تشرب منها بماء الثلج و صنع في الحال فقال اشربها بالليل قال إنها ينفع باردا و قد ذاب الثلج و أصر على ذلك فشربها عالما بفعلهم و روي من وجه آخر سنذكره في فصل معجزاته إن شاء الله تعالى .

عمير بن المتوكل :

كنا كشارب سم حان مهلكه *** أغاثه الله بالترياق من كثب

‏هاجت بمصرعه الدنيا فما سكنت *** إلا باسمهم المحاء للديب

[385]

و كتب إبراهيم بن عقبة إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) يسأله عن زيارة الحسين بن علي و موسى بن جعفر و محمد بن علي ببغداد فكتب (عليه السلام) المقدم و هذان أجمع و أعظم أجرا .

العبدي :

يا سادتي يا بني علي *** يا آل طه و آل صاد

من ذا يوازيكم و أنتم *** خلائف الله في البلاد

أنتم نجوم الهدى اللواتي *** يهدي بها الله كل هاد

لو لا هداكم إذا ضللنا *** و التبس الغي بالرشاد

لا زلت في حبكم أوالي *** عمري و في بغضكم أعادي

‏و ما تزودت غير حبي *** إياكم و هو خير زاد

و ذاك ذخري الذي عليه *** في عرصة الحشر اعتمادي

‏ولاؤكم و البراء ممن *** يشناكم اعتقادي

الناشي :

يا آل ياسين من يحبكم *** بغير شك لنفسه نصحا

أنتم رشاد من الضلال *** كما كل فساد بحبكم صلحا

و كل مستحسن لغيركم *** إن قيس يوما بفضلكم قبحا

ما محيت آية النهار لنا *** بذاته الليل ذو الجلال محا

و كيف يمحى رشاد نوركم *** و أنتم في دجى الظلام ضحى

‏أبوكم أحمد و صاحبه *** الممنوح من علم ربه منحا

مهيار :

غلامكم في الجحفل ابن عجاجة *** مغيمة من دجنها الدم يهطل

[386]

تعانق منه الموت عريان تحتها *** شجاع بغير الصبر لا يتبتل

‏فكم لكم في فتكه و انبساطه *** فتى و فتاكم في الحجى يتكهل

‏و أنتم ولاة الدين أرباب حقه *** مبينوه في آياته و هو مشكل

‏مساقط وحي الله في حجراتكم *** و بيتكم كان الكتاب ينزل

‏يذاد عن الحوض الشقي ببغضكم *** و يورد من أحببتموه فينهل

********

عجبت لقوم أضلوا السبيل *** و لم يبتغوا اتباع الهدى

‏فما عرفوا الحق حين استنار *** و لا أبصروا الفجر لما بدا

ألا أيها المعشر النائمون *** أحذركم أن تعصوا الكرى

‏أفيقوا فما هي إلا اثنتان *** أما الرشاد و أما العمى‏

و ما خفي الرشد لكنما *** أضل الحلوم اتباع الهوى

‏و ما خلقت عبثا أمة *** و لا ترك الله قوما سدى

‏أ كل بني أحمد فضله *** و لكنه الواحد المجتبى

ابن حجاج :

يا باني الشرف الذي *** أوفى و عم و طبقا

سبا بأسباب النبي *** و جبرئيل معلقا

ابن رزيك :

قوم علومهم عن جدهم أخذت *** عن جبرئيل و جبرئيل عن الله

‏هم السفينة ما كنا لنطمع أن ننجو *** من الهول يوم الحشر لو لا هي

‏الخاشعون إذا جن الظلام فما *** تغشاهم سنة تنفى بإنباه

‏و لا بدت ليلة إلا و قابلها *** من التهجد منهم كل أواه

‏و ليس يشغلهم عن ذكر ربهم *** تغريد شاد و لا ساق و لا طاه

‏سحائب لا تزال العلم هامية *** أجل من سحب تهمي بأمواه

[387]

فصل في معجزاته (عليه السلام) :

كان (عليه السلام) شديد الأدمة فشك فيه المرتابون و هو بمكة فعرضوه على القافة فلما نظروا إليه خروا لوجوههم سجدا ثم قاموا فقالوا يا ويحكم أ مثل هذا الكوكب الدري و النور الزاهر تعرضون على مثلنا و هذا و الله الحسب الزكي و النسب المهذب الطاهر ولدته النجوم الزواهر و الأرحام الطواهر و الله ما هو إلا من ذرية النبي و أمير المؤمنين و هو في ذلك الوقت ابن خمسة و عشرين شهرا فنطق بلسان أرهف من السيف و أفصح من الفصاحة يقول :

الحمد لله الذي خلقنا من نوره , و اصطفانا من بريته , و جعلنا أمناء على خلقه و وحيه ; معاشر الناس : أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و بن فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى عليهم السلام أجمعين ; أ في مثلي يشك و على الله تبارك و تعالى و على جدي يفترى و أعرض على القافة إني و الله لأعلم ما في سرائرهم و خواطرهم و إني و الله لأعلم الناس أجمعين بما هم إليه صائرون ; أقول حقا و أظهر صدقا علما قد نبأه الله تبارك و تعالى قبل الخلق أجمعين و قبل بناء السماوات و الأرضين , و ايم الله ; لو لا تظاهر الباطل علينا , و غواية ذرية الكفر , و توثب أهل الشرك و الشك و الشقاق علينا , لقلت قولا يعجب منه الأولون و الآخرون .

ثم وضع يده على فيه , ثم قال : يا محمد اصمت كما صمت آباؤك , و اصبر كما صبر أولو العزم من الرسل , و لا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون .

ثم أتى إلى رجل بجانبه , فقبض على يده , فما زال يمشي يتخطى رقاب الناس و هم يفرجون له .

قال : فرأيت مشيخة أجلاءهم ينظرون إليه , و يقولون : الله أعلم حيث يجعل رسالته .

فسألت عنهم , فقيل هؤلاء قوم من بني هاشم , من أولاد عبد المطلب .

فبلغ الرضا (عليه السلام) و هو في خراسان ما صنع ابنه ; فقال : الحمد لله ; ثم ذكر ما قذفت به مارية القبطية .

ثم قال : الحمد لله الذي جعل في ابني محمد أسوة برسول الله و ابنه إبراهيم .

قال عسكر مولى أبي جعفر (عليه السلام) : دخلت عليه فقلت في نفسي يا سبحان الله ما أشد سمرة مولاي و أضوى جسده قال فو الله ما استتممت الكلام في نفسي حتى تطاول و عرض جسده و امتلأ به الإيوان إلى سقفه و مع جوانب حيطانه ثم رأيت لونه و قد أظلم

[388]

حتى صار كالليل المظلم ثم ابيض حتى صار كأبيض ما يكون من الثلج ثم احمر حتى صار كالعلق المحمر ثم أخضر حتى صار كأخضر ما يكون من الأغصان الورقة الخضرة ثم تناقص جسمه حتى صار في صورته الأولى عاد لونه الأول و سقطت لوجهي مما رأيت فصاح بي يا عسكر تشكون فننبئكم و تضعفون فنقويكم و الله لا وصل إلى حقيقة معرفتنا إلا من من الله عليه و ارتضاه لنا وليا .

العوني :

هذا الذي إذ ولدته أمه *** عاجلها منه حسيبا فابتدر

حتى تفرقن النساء من حولها *** و قلن هذا هو أمر مبتكر

و الولد الطيب قد جلله *** عنهن مولاه بثوب فاستتر

بنان بن نافع قال : سألت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقلت جعلت فداك من صاحب الأمر بعدك فقال لي يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي و هو حجة الله تعالى من بعدي فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي (عليه السلام) فلما بصر بي قال لي يا ابن نافع أ لا أحدثك بحديث إنا معاشر الأئمة إذا حملته أمه يسمع الصوت من بطن أمه أربعين يوما فإذا أتى له في بطن أمه أربعة أشهر رفع الله تعالى له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارة و إن قولك لأبي الحسن من حجة الدهر و الزمان من بعده فالذي حدثك أبو الحسن ما سألت عنه هو الحجة عليك فقلت أنا أول العابدين ثم دخل علينا أبو الحسن فقال لي يا ابن نافع سلم و أذعن له بالطاعة فروحه روحي و روحي روح رسول الله .

اجتاز المأمون بابن الرضا (عليه السلام) و هو بين صبيان فهربوا سواه فقال علي به فقال له ما لك ما هربت في جملة الصبيان قال ما لي ذنب فأفر و لا الطريق ضيق فأوسعه عليك تمر من حيث شئت فقال من تكون قال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال ما تعرف من العلوم قال سلني عن أخبار السماوات فودعه و مضى و على يده باز أشهب يطلب به الصيد فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه و شماله لم ير صيدا و الباز يثب عن يده فأرسله و طار يطلب الأفق حتى غاب عن ناظره ساعة ثم عاد إليه و قد صاد حية فوضع الحية في

[389]

بيت الطعم و قال لأصحابه قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم على يدي ثم عاد و ابن الرضا في جملة الصبيان فقال ما عندك من أخبار السماوات فقال نعم يا أمير المؤمنين حدثني أبي عن آبائه عن النبي عن جبرئيل عن رب العالمين أنه قال بين السماء و الهواء بحر عجاج يتلاطم به الأمواج فيه حيات خضر البطون رقط الظهور و يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء فقال صدقت و صدق آباؤك و صدق جدك و صدق ربك فأركبه ثم زوجه أم الفضل .

محمد بن أحمد بن يحيى في نوادر الحكمة عن أمية بن علي قال : دعا أبو جعفر (عليه السلام) يوما بجارية فقال قولي لهم يتهيئون للمأتم قالوا مأتم من قال مأتم خير من على ظهرها فأتى خبر أبي الحسن بعد ذلك بأيام فإذا هو قد مات في ذلك اليوم .

محمد بن الفرج كتب إلي أبو جعفر (عليه السلام) : احملوا إلي الخمس فإني لست آخذه منكم سوى عامي هذا فقبض في تلك السنة .

و في كتاب معرفة تركيب الجسد عن الحسين بن أحمد التميمي روي عن أبي جعفر الثاني : أنه استدعى فاصدا في أيام المأمون فقال له افصدني في العرق الزاهر فقال له ما أعرف هذا العرق يا سيدي و لا سمعته فأراه إياه فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجرى حتى امتلأ الطست ثم قال له أمسكه فأمر بتفريغ الطست ثم قال خل عنه فخرج دون ذلك فقال شدة الآن فلما شد يده أمر له بمائة دينار فأخذها و جاء إلى بخناس فحكى له ذلك فقال و الله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب و لكن هاهنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون فامض بنا إليه فإن كان عنده علمه و إلا لم نقدر على من يعلمه فمضيا و دخلا عليه و قص القصص فأطرق مليا ثم قال يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي .

معلى بن محمد قال : خرج علي أبو جعفر (عليه السلام) حدثان موت أبيه فنظرت إلى قده لأصف قامته لأصحابنا بمصر فقعد ثم قال يا معلى إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و قد رواه علي بن أسباط .

[390]

أبو سلمة قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) و كان بي صمم شديد فخبر بذلك لما أن دخلت عليه فدعاني إليه فمسح يده على أذني و رأسي ثم قال اسمع و عه فو الله إني لأسمع الشي‏ء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته .

و روي أن أبا جعفر (عليه السلام) : لما صار إلى شارع الكوفة نزل عند دار المسيب و كان في صحنه نبقة لم تحمل فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أسفل النبقة و قام فصلى بالناس المغرب و العشاء الآخرة و سجد سجدتي التكبير ثم خرج فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس و قد حملت حسنا فتعجبوا من ذاك و أكلوا منها فوجدوا نبقا حلوا لا عجم له و ودعوه و مضى إلى المدينة .

قال الشيخ المفيد : و قد أكلت من ثمرها و كان لا عجم له .

ابن عياش في كتاب أخبار أبي هاشم الجعفري قال : دخلت على أبي جعفر و معي ثلاث رقاع غير معنونة فاشتبهت علي فاغتممت لذلك فتناول إحداهن و قال هذه رقعة ريان بن شبيب و تناول الثانية و قال هذه رقعة محمد بن أبي حمزة و تناول الثالثة و قال هذه رقعة فلان فبهت فنظر (عليه السلام) و تبسم .

و فيه أنه قال الحميري قال لي أبو هاشم أعطاني أبو جعفر ثلاثمائة دينار في صرة فأمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه و قال أما إنه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه فكان كما قال .

و قال أبو هاشم : كلمني جمال أن أكلمه له ليدخل في بعض أموره فدخلت عليه أكلمه فوجدته يأكل في جماعة فلم يمكني كلامه فقال يا أبا هاشم كل و وضع الطعام بين يدي ثم قال يا غلام انظر الجمال الذي أتانا به أبو هاشم فضمه إليك .

و قال أبو هاشم : قلت له جعلت فداك إني مولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد أيام يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين قلت فما شي‏ء أبغض إلي منه .

محمد بن حمزة الهاشمي قال : أصابني العطش عند أبي جعفر (عليه السلام) فنظر في وجهي و قال أراك عطشانا قلت أجل قال يا غلام اسقنا ماء فقلت الساعة يأتونه

[391]

بماء مسموم من بيت المأمون و اغتممت لذلك فتبسم في وجهي ثم قال يا غلام ناولني الماء فتناول الماء فشرب ثم ناولني فشربت فعطشت مرة أخرى فدعا بالماء ففعل كما فعل أولا فقال محمد الهاشمي و الله أظن أبا جعفر يعلم ما في النفوس كما تقول الرافضة .

الحسن بن علي : أن رجلا جاء إلى التقي (عليه السلام) و قال أدركني يا ابن رسول الله فإن أبي قد مات فجأة و كان له ألفا دينار و لست أصل إليه و لي عيال كثير فقال إذا صليت العتمة فصل على محمد و آله مائة مرة ليخبرك به فلما فرغ الرجل من ذلك رأى أباه يشير إليه بالمال فلما أخذه قال يا بني اذهب به إلى الإمام و أخبره بقصتي فإنه أمرني بذلك فلما انتبه الرجل أخذ المال و أتى أبا جعفر و قال الحمد الله الذي أكرمك و اصطفاك و في رواية ابن أسباط و هو إذ ذاك خماسي إلا أنه لم يذكر موت والده .

و قال المطرفي : مضى أبو الحسن (عليه السلام) و لي عليه أربعة آلاف درهم لم يكن يعرفها غيري فأرسل إلي أبو جعفر (عليه السلام) إذا كان في غد فائتني فأتيته من الغد فقال لي مضى أبو الحسن و لك عليه أربعة آلاف درهم فدفع دنانير من تحت مصلاه و كانت قيمتها في الوقت أربعة آلاف درهم .

و روي : أن امرأته أم الفضل بنت المأمون سمته في فرجه بمنديل فلما أحس بذلك قال لها أبلاك الله بداء لا دواء له فوقعت الأكلة في فرجها و كانت تنتصب للطبيب فينظرون إليها و يسرون بالدواء عليها فلا ينفع ذلك حتى ماتت من علتها .

العوني :

يا آل أحمد لولاكم لما طلعت شمس *** و لا ضحكت أرض على العشب‏

يا آل أحمد لا زال الفؤاد بكم *** صباية بادرت تبكي على الندب‏

يا آل أحمد أنتم خير من وجدت *** به المطايا و أنتم منتهى إربي

‏يا زينة الأرض يا فجر الظلام بها *** يا درة المجد يا عرعورة العرب

العبدي :

صلوات الإله ربي عليكم *** أهل بيت الصيام و الصلوات

[392]

قدم الله كونكم في قديم الكون *** قبل الأرضين و السماوات‏

و اصطفاكم لنفسه و ارتضاكم *** و أرى الخلق فيكم المعجزات

‏و علمتم ما قد يكون و ما *** كان و علم الدهور و الحادثات‏

أنتم جنبه و عروته الوثقى *** و أسماؤه و باب النجاة

و بكم يعرف الخبيث من الطيب *** و النور في دجى الظلمات

‏لكم الحوض و الشفاعة و الأعراف *** عرفتم جميع السمات

المعري :

يا ابن الذي بلسانه و بنانه *** هدي الأنام و نزل التنزيل

‏عن فضله نطق الكتاب و بشرت *** لقدومه التوراة و الإنجيل

‏لو لا انقطاع الوحي بعد محمد *** قلنا محمد من أبيه بديل

‏هو مثله في الفضل إلا أنه *** لم يأته برسالة جبريل

مهيار :

لئن قام دهري دون المنى *** و أصبح عن نيلها مقعدي

‏و لم آل أحمد أفعاله *** فلي أسوة ببني أحمد

بخير الورى و هم خيرهم *** إذا ولد الخير لم يولد

و أكرم حي على الأرض قام *** و ميت توسد في ملحد

و بيت تقاصر عنه البيوت *** و طاول علي على الفرقد

نجوم الملائك من حوله *** و يصبح في الوحي دار الند

و منها :

و إرث علي لأولاده *** إذا أنه الإرث لم يفسد

فمن قاعد منهم خائف *** و من ناثر قام لم يسعد

فسلط بغي أكف النفاق *** منهم على سيد سيد

أبوهم و أمهم من علمت *** فانقص متأخرهم أو زد

ستعلم من فاطم خصمه *** بأي نكال غدا يرتدي

[393]

ابن الحجاج :

ابن النبي المصطفى *** و المرتضى الهادي الوصي

فصل في آياته (عليه السلام) :

أخبر علي بن خالد بالعسكر أن متنبيا أتى من الشام و حبس فيه فأتاه و قال ما قصتك قال كنت بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسين (عليه السلام) فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله إذ رأيت شخصا يقول قم فقمت فمشى بي قليلا و إذا أنا في مسجد الكوفة فصلينا فيه ثم انصرفنا و مشينا قليلا فإذا نحن بمسجد الرسول فصلينا فيه ثم خرجنا فمشينا قليلا و إذا نحن بمكة فطفنا بالبيت ثم خرجنا فمشينا قليلا فإذا نحن بموضعي ثم غاب الشخص عن عيني فبقيت متعجبا بذلك حولا بما رأيت فلما كان في العام المقبل أتاني أيضا ففعل كما فعل في العام الماضي فلما أراد مفارقتي قلت له أسألك بالحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا أخبرتني من أنت قال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر فحدثت بذلك فرفع إلى محمد بن عبد الملك الزيات فأخذني و كبلني كما ترى و ادعى علي المحال فكتب خالد عنه قصته و رفعها إلى ابن الزيات فوقع في ظهرها قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى مكة و من مكة إلى الشام أن يخرجك من حبسك هذا فانصرف خالد محزونا فلما كان من الغد باكر الحبس ليأمره بالصبر فوجد أصحاب الحرس و غوغاء يهرجون فسأل عن حالهم فقيل المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس و كان علي بن خالد زيديا فقال بالإمامة لما رأى ذلك و حسن اعتقاده .

محمد بن أبي العلاء سألت يحيى بن أكثم بعد التحف و الطرف فقلت له علمني من علوم آل محمد فقال : أخبرك بشرط أن تكتمه على حال حياتي .

فقلت : نعم .

قال : دخلت المدينة فوجدت محمد بن علي الرضا يطوف عند قبر النبي فناظرته في مسائل

[394]

فأجابني .

فقلت في نفسي خفية أريد أن أبديها .

فقال : إني أخبرك بها ; تريد أن تسأل من الإمام في هذا الزمان ?

فقلت : هو و الله هذا .

فقال : إنني .

فسألته : علامة .

فتكلم عصا في يده , فقال : إن مولاي إمام هذا الزمان و هو الحجة .

حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قالت : لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر (عليه السلام) دعاني الرضا فقال لي يا حكيمة احضري ولادتها و ادخلي و إياها و القابلة بيتا و وضع لنا مصباحا و أغلق الباب علينا فلما أخذها الطلق طفي المصباح و بين يديها طست فاغتممت بطفي المصباح فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر (عليه السلام) في الطست و إذا عليه شي‏ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتى أضاء البيت فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا ففتح الباب و قد فرغنا من أمره فأخذه فوضعه في المهد و قال لي يا حكيمة الزمي مهده قالت فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثم نظر يمينه و يساره ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله فقمت ذعرة فزعة فأتيت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت له لقد سمعت من هذا الصبي عجبا فقال و ما ذاك فأخبرته الخبر فقال يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر .

صفوان بن يحيى قال حدثني أبو نصر الهمداني و إسماعيل بن مهران و حبران الأسباطي عن حكيمة بنت أبي الحسن القرشي عن حكيمة بنت موسى بن عبد الله عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى التقي (عليه السلام) قال : دخلت على أم الفضل بنت المأمون يوم السابع من وفاة التقي فوجدتها جزعة و كان الناس يعزونها و يذكرون مناقبه فدعت ياسر الخادم و جواري كثيرة و قالت كنت أغار على محمد التقي و كان (عليه السلام) يشدد علي القول و كنت أشكو ذلك إلى والدي فيقول والدي يا بنية احتمليه فإنه بضعة من رسول الله فبينا أنا جالسة يوما إذ دخلت امرأة من أحسن الناس و سلمت علي فسألتها من أنت قالت أنا من أولاد عمار بن ياسر فأجلستها لحرمته فقالت أنا زوجة محمد التقي فوسوس إلي الشيطان بقتلها ثم احتملت و رحبت إليها و أعطيتها فلما خرجت

[395]

دخلت على والدي و قصصت عليه و هو سكران لا يعقل فقال علي بالسيف و الله لأقتلنه و دخل عليه و ضربه حتى قطعه و انصرف فنام فلما انتبه رآني فقال ما تصنعين هاهنا قلت قد قتلت البارحة ابن الرضا فبرقت عيناه و غشي عليه فلما أفاق قال ويلك ما تقولين قلت نعم يا أبة دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتى قتلته فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا ثم قال علي بياسر الخادم فلما حضر قال ويلك ما هذا الذي تقول هذه فقال صدقت يا أمير المؤمنين فضرب نفسه و حوقل و قال هلكنا و الله و عطبنا و افتضحنا إلى آخر الأبد ويلك فانظر ما القصة فخرج و انصرف قائلا البشرى يا أمير المؤمنين قال فما عندك قال رأيته يستاك فقلت يا ابن رسول الله أريد أن تخلع علي ثوبك و غرضي أن أرى أعضاءه قال بل أكسوك خيرا منه قلت لست أريد غيره فأتى بآخر فنزعه و خلع علي فلم أجد عليه أثرا فبكى والدي و قال ما بقي بعد هذا شي‏ء آخر إن هذا لعبرة الأولين و الآخرين ثم قال أعلمه من قصتها و دخولي عليه بالسيف لعن الله هذه البنت و هددها في شكايتها عنه و أنفذ ياسر إليه بألف دينار و أمر الهاشميين أن يأتوه في الخدمة فنظر التقي إليه مليا فقال هكذا كان العهد بينه و بين أبي و بينه و بيني حتى هجم علي بالسيف أ و ما علم أن لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه فقال ياسر ما شعر و الله فدع عن عتابك فإنه لن يسكر أبدا ثم ركب حتى أتى إلى والدي فرحب به والدي و ضمه إلى نفسه و قال إن كنت وجدت علي فاعف عني و أصلح فقال ما وجدت شيئا و ما كان إلا خيرا فقال المأمون لا تقربن إليه بخراج الشرق و الغرب و لأهلكن أعداءه كفارة لما صدر مني ثم أذن للناس و دعا بالمائدة .

back page fehrest page next page