129 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 = الملائكة من تلك الجمعة إلى الجمعة المقبلة في تلك الساعة . وروى الثقة الكليني في الكافي أنّه إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل : « اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك ، وبارك عليهم بأفضل بركاتك والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته » فإنّ مَنْ قالها بعد العصر كتب الله عزّوجلّ له مائة ألف حسنة ، ومحا عنه مائة ألف سيّئة ، وقضى له بها مائة ألف حاجة ، ورفع له بها مائة ألف درجة . 18 ) ما رواه ثقة الإسلام الكليني بسنده عن الحسين بن زيد ، عن أبي عبدالله (عليه السلام)قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزّوجلّ ولم يصلّوا على نبيّهم إلاّ كان ذلك المجلس حسرةً ووبالا عليهم »(1). 19 ) ما رواه شيخ المحدّثين الصدوق بسنده عن الأعمش في حديث شرائع الإسلام عن الإمام الصادق (عليه السلام) جاء فيه : « والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبة في كلّ المواطن ، وعند العطاس ، والرياح ، وغير ذلك »(2). 20 ) ما رواه أيضاً بسنده عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه الطيّبين ، عن أمير المؤمنين سلام الله عليه في حديث الأربعمائة الشريف حيث علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه ودنياه ، جاء فيه : « صلّوا على محمّد وآل محمّد فانّ الله عزّوجلّ يقبل دعاءكم عند ذكر محمّد ودعائكم له وحفظكم إيّاه »(3). = 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص497 ، ح5 . 2 ـ الخصال : أبواب المائة فما فوقها ، ص607 ، ح9 . 3 ـ الخصال : باب المائة فما فوقها ، ص613 ، ح10 . 130 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 = 21 ) ما رواه أيضاً بسنده عن ابن المغيرة قال : سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول : من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلّم أحداً : « إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي ياأيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً . اللهمّ صلّ على محمّد النبي وذرّيته » قضى الله له مائة حاجة سبعون في الدنيا وثلاثون في الآخرة . قال : قلت له : ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين ؟ قال : صلاة الله رحمة من الله ، وصلاة ملائكته تزكية منهم له ، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له . ومِنْ سِرِّ آل محمّد في الصلاه على النبي وآله «اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد في الأوّلين ، وصلّ على محمّد وآل محمّد في الآخرين وصلّ على محمّد وآل محمّد في الملأ الأعلى ، وصلّ على محمّد وآل محمّد في المرسلين ، اللهمّ أعط محمّداً ] وآل محمّد [الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة ، اللهمّ إنّي آمنت بمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم أره ، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته ، وارزقني صحبته ، وتوفّني على ملّته ، واسقني من حوضه مشرباً رويّاً سائغاً هنيئاً لا أظمأ بعده أبداً إنّك على كلّ شيء قدير ، اللهمّ كما آمنت بمحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم أره فعرّفني في الجنان وجهه ، اللهمّ بلّغ روح محمّد عنّي تحيّة كثيرة وسلاماً » . فإنّ من صلّى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الصلوات هُدمت ذنوبه ومحيت خطاياه ، ودام سروره واستجيبت دعاؤه ، واُعطي أمله ، وبسط له في رزقه ، واُعين على عدوّه ، وهيّىء له سبب أنواع الخير ، ويجعل من رفقاء نبيّه في الجنان الأعلى . يقولهنّ ثلاث مرّات غدوة ، وثلاث مرّات عشيّة »(1). = 1 ـ ثواب الأعمال : ص187 ، ح1 . 131 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 = 22 ) ما رواه أيضاً بسنده عن عبدالله بن سنان ويأتي في الوصايا عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم لأمير المؤمنين (عليه السلام) : ألا اُبشّرك؟ قال : بلى بأبي أنت واُمّي فإنّك لم تزل مبشّراً بكلِّ خير ، فقال : أخبرني جبرئيل آنفاً بالعجب ، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : وما الذي أخبرك يارسول الله ؟ قال : أخبرني أنّ الرجل من اُمّتي إذا صلّى عليَّ وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء ، وصلّت عليه الملائكة سبعين صلاة وإنّه للذَّنب حطّاً(1) ، ثمّ تحاتُّ عنه الذنوب كما تحاتُّ الورق من الشجر ، ويقول الله تبارك وتعالى : لبّيك عبدي وسعديك ، ياملائكتي أنتم تصلّون عليه سبعين صلاة وأنا اُصلّي عليه سبعمائة صلاة ، فإذا صلّى عليَّ ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجاباً ويقول الله جلّ جلاله : لا لبّيك ولا سعديك ، ياملائكتي لا تصعدوا دعاءَه إلاّ أن يلحق بالنبي عترته ، فلا يزال محجوباً حتّى يلحق بي أهل بيتي(2). 23 ) روى الشيخ الصدوق باسناده إلى الإمام الباقر (عليه السلام) انّه سئل عن أفضل الأعمال يوم الجمعة ؟ قال : « لا أعلم عملا أفضل من الصلاة على محمّد وآل محمّد »(3). 24 ) روى الشيخ المفيد عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) انّه قال : « إذا كانت عشيّة الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة من السماء معها أقلام من الذهب = 1 ـ في الأمالي للشيخ الصدوق : ص519 : وان كان مذنباً خطّاءً ، وفي نسخة اُخرى : وإنّه لمذنب خطّاء . 2 ـ ثواب الأعمال : ص188 ، ح1 . 3 ـ كنز الدقائق : ج10 ، ص438. 132 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 = وصحف من الفضّة ، لا يكتبون إلاّ الصلاة على النبي وآله إلى أن تغيب الشمس من يوم الجمعة »(1). 25 ) روى الشيخ المفيد أيضاً ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : « الصلاة على محمّد وآله يوم الجمعة بألف من الحسنات ، ويحطّ الله فيها ألفاً من السيّئات ، ويرفع فيها ألفاً من الدرجات .. وانّ المصلّي على محمّد وآله في ليلة الجمعة يزهر نوره في السماوات إلى يوم الساعة ، وانّ ملائكة الله عزّوجلّ في السماوات ليستغفرون له ، وليستغفر له الملك الموكّل بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أن تقوم الساعة »(2). 26 ) روى الشيخ الصدوق باسناده إلى الإمام الرضا (عليه السلام) انّه قال : « الصلاة على محمّد وآله تعدل عند الله عزّوجلّ التسبيح والتهليل والتكبير »(3). 27 ) روى الحميري بسنده عن أحدهما (عليهما السلام) انّه قال : « أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمّد وعلى أهل بيته »(4). 28 ) روى انّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل له : يارسول الله أرأيت قول الله تعالى : ( إنَّ اللّهَ وَمَلاَئكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبِيِّ ) كيف هو ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : « هذا من العلم المكنون ، ولولا أنّكم سألتموني ما أخبرتكم ، إنّ الله تعالى وكّل بي ملكين فلا أُذكر عند مسلم فيصلّي عليّ إلاّ قال له ذلك الملكان : غفر = 1 ـ المقنعة من الينابيع الفقهية : ج3 ، ص130 . 2 ـ المقنعة من الينابيع الفقهية : ج3 ، ص129 . 3 ـ أمالي الصدوق : ص65 ، المجلس السابع عشر . 4 ـ قرب الاسناد : ص14 ، ح45 . 133 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 = الله لك ، وقال الله وملائكته آمين ، ولا أُذكر عند مسلم فلا يصلّي عليّ إلاّ قال له الملكان: لا غفر الله لك ، وقال الله وملائكته : آمين »(1). 29 ) عن ابن عبّاس قال : قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : « رأيت في ما يرى النائم عمّي حمزة بن عبدالمطلّب ، وأخي جعفر بن أبي طالب وبين يديهما طبق من نبق فأكلا ساعة ، فتحوّل النبق عنباً فأكلا ساعة ، فتحوّل العنب لهما رطباً فأكلا ساعة ، فدنوت منهما وقلت : بأبي أنتما أيُّ الأعمال وجدتما أفضل ؟ قالا : فديناك بالآباء والاُمّهات وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك ، وسقي الماء ، وحبّ علي بن أبي طالب » . وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أكثروا الصلاة عليَّ ، فانّ الصلاة عليّ نور في القبر ، ونور على الصراط ، ونور في الجنّة »(2). 30 ) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : « من صلّى عليّ في كتاب لم تزل الملائكة لتستغفر له ما دام إسمي في ذلك الكتاب »(3). هذا واعلم إنّ فضل الصلاة على النبي وآله وردت حتّى من طريق العامّة كالبخاري ومسلم وابن المغازلي والسمعاني وغيرهم كما تلاحظ إحصاء أحاديثهم في البحار(4). وبهذا يظهر بوضوح أنّ الصلوات أجلّ الدعوات المقبولات .. فيلزم على = 1 ـ بحار الأنوار : ج94 ، ص68 ، ب29 ، ح57 . 2 ـ بحار الأنوار : ج94 ، ص70 ، ب29 ، ح63 . 3 ـ بحار الأنوار : ج94 ، ص71 ، ب29 ، ح65 . 4 ـ بحار الأنوار : ج27 ، ص257 ، باب 15 ، الأحاديث . 134 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 = الإنسان تحصيلا لخير دنياه وآخرته أن يصلّي على محمّد وعترته .. بل ينبغي بعد الصلاة عليهم أن يلعن أعداءهم ومبغضيهم .. تمسّكاً بكلا الركنين التولّي لأولياء الدين ، والتبرّي من أعداء الدين . وقد أورد شيخ الإسلام المجلسي أحاديث ثواب لعن أعدائهم(1). من ذلك حديث تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)(2) عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال له رجل : يابن رسول الله إنّي عاجز ببدني عن نصرتكم ، ولست أملك إلاّ البراءة من أعدائكم واللعن عليهم ، فكيف حالي ؟ فقال له الصادق (عليه السلام) : حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن رسول الله صلوات الله عليهم أنّه قال : « من ضعف عن نصرتنا ولعن في خلواته أعدائنا بلّغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش .. فكلّما لعن هذا الرجل أعدائنا لعناً ساعدوه ، ولعنوا من يلعنه ، ثمّ ثنّوا فقالوا : اللّهمّ صلّ على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ولو قدر على أكثر منه لفعل .. فإذا النداء من قبل الله عزّوجلّ : قد أجبت دعاءَكم وسمعت نداءَكم وصلّيت على روحه في الأرواح وجعلته عندي من المصطفين الأخيار » . وجاء أيضاً هذا الحديث في المكيال(3) نقلا عن علي بن عاصم الكوفي ، عن مولانا العسكري (عليه السلام) .. وفيه : « فكلّما لعن أحدكم أعداءَنا ساعدته الملائكة ولعنوا من لا يلعنهم » . = 1 ـ بحار الأنوار : ج27 ، ص218 ـ 239 ، باب 10 ، الأحاديث . 2 ـ بحار الأنوار : ج27 ، ص222 ، باب 10 ، ح11 . 3 ـ مكيال المكارم : ج2 ، ص67 . 135 ياعلي : إيّاك ونَقرةِ الغُراب (368) وفريشةِ الأسد (369) . ياعلي : لأن أُدخِلَ يدي في فمِ التِنّين (370) إلى المرفقِ ... = وما أحسن الصلاة على الرسول والآل الكرام ، واللعن على أعداءهم اللئام إمتثالا لهذه الأحاديث المتظافرة ، ومصداقاً للتولّي والتبرّي اللذين هما من دعائم الدين الفاخرة(1). فصلوات الله تعالى على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنته على أعدائهم إلى يوم الدين . (368) كناية عن تخفيف السجود ـ في الصلاة ـ وأنّه لا يمكث فيه إلاّ مقدار وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله(2). (369) أي في السجود .. وهو أن يسجد الإنسان ويبسط ذراعيه على الأرض .. إذ المستحبّ هو أن يجنّح ذراعيه حين السجود ، مع التجافي أيضاً إلاّ في سجدة الشكر التي يستحبّ فيها أن يوصل صدره وذراعيه بالأرض كما اُفيد في الفقه . وفي بعض النسخ فرشة الأسد . (370) التنّين على وزن سكّين .. ضرب من الحيّات العظيمة جدّاً ، تعيش في إفريقية والهند .. سُمّي بالتنّين لأنّه يترك البرّ ويدخل البحر .. من التَّنن بمعنى ترك الأصدقاء ، أو لأنّه يشبه بعض الكواكب .. من التِنَّن بمعنى الشبيه . وذكر بعض أنّ صغار التنانين تبلغ خمسة أذرع وكبارها تبلغ ثلاثين ذراعاً . وفي فمّ التنّين أنياب مثل أسنّة الرماح ، وهو أحمر العينيّن ، واسع الفمّ(3). = 1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص18 ، ح3 ـ 10 . 2 ـ مجمع البحرين : مادّة نقر ، ص307 . 3 ـ المعجم الزوولوجي : ج2 ، ص254 . 136 أحبُّ إليَّ من أن أسألَ من لم يكنْ ثمّ كان (371) . ياعلي : ] إنّ [ أعتى الناسِ (372) على اللّهِ عزّوجلّ القاتلُ غيرَ قاتلهِ والضاربُ غيرَ ضاربه (373) ، ومن تَولّى غيرَ مواليه (374) فقد كفَرَ بما أنزل اللّهُ عزّوجلّ ] عَلَيَّ [ . ياعلي : تَخَتَّمْ باليَمينِ (375) ... = وبهذا يتبيّن مشقّة إدخال اليد في فم التنّين ، لكن مع ذلك هذه المشقّة أهون من سؤال من لم يكن ثمّ كان . (371) أي لم يكن له مال ثمّ حصل له المال ، فإنّ الغالب في أمثالهم الخسّة والبخل وردّ السائل بخلاف من نشأ في المال والخيرات(1). (372) من العتوّ بمعنى التكبّر والتجبّر والتجاوز عن الحدّ . (373) فإنّهما جناية على غير المستحقّ ، وظلم للبريء . (374) أي الذين جعلهم الله مواليه في كتابه ، وعلى لسان نبيّه . في مثل قوله تعالى : ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ راكِعُونَ )(2). وفي مثل حديث الغدير الشريف الذي نقلته واتّفقت عليه الخاصّة والعامّة بطرقها المتواترة ، وقد جاءت رواياتها بثلاثة وأربعين طريقاً من الخاصّة ، وتسعة وثمانين طريقاً من العامّة كما تلاحظها بأسانيدها ومتونها في غاية المرام(3). (375) ففي حديث محمّد بن أبي عمير قال : قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام) : = 1 ـ روضة المتّقين : ج12 ، ص253 . 2 ـ سورة المائدة : الآية 55 . 3 ـ غاية المرام : ص79 ـ 90 ، باب 16 و 17 ، الأحاديث . 137 فإنّها فضيلةٌ من اللّهِ عزّوجلَّ للمقرَّبين (376) . قال : بم أتختمُ يارسولَ اللّه ؟ قال : بالعقيقِ الأحمَر (377) ... = « أخبرني عن تختّم أمير المؤمنين (عليه السلام) بيمينه لأيّ شيء كان ؟ فقال : « إنّما كان يتختّم بيمينه لأنّه كان إمام أصحاب اليمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد مدح الله أصحاب اليمين ، وذمّ أصحاب الشمال .. وقد كان يتختّم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيمينه ، وهو علامة لشيعتنا يُعرَفون به وبالمحافظة على أوقات الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ومواساة الإخوان ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر »(1). (376) وفُسِّر « المقرّبون » بجبرئيل وميكائيل في حديث سلمان الفارسي قال : « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : ياعلي تختّم باليمين تكن من المقرّبين . قال : يارسول الله وما المقرّبون ؟ قال : جبرئيل وميكائيل ... »(2). (377) وهو الحجر الكريم المبارك المعروف الذي يتّخذ منه فصوص الخواتيم . وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة منها مفصّل حديث سليمان بن مهران الأعمش(3) قال : « كنت مع جعفر بن محمّد (عليه السلام) على باب أبي جعفر المنصور ، فخرج من عنده رجل مجلود بالسوط ، فقال لي : ياسليمان انظر ما فصّ خاتمه ؟ فقلت : يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصّه غير عقيق . فقال : ياسليمان أما انّه لو كان عقيقاً لما جُلِد بالسوط . قلت : يابن رسول الله زدني . = 1 ـ علل الشرايع : ص158 ، باب 127 ، ح1 . 2 ـ علل الشرايع : ص158 ، باب 127 ، ح3 . 3 ـ مكارم الأخلاق : ج1 ، ص200 ، ح597 . 138 فإنّه أوّلُ جَبَل أقرَّ للّهِ تعالى بالربُوبيّةِ ، ولي بالنُبوّةِ ، ولكَ بالوصيّةِ ، ولُولدِك بالإمامةِ ، ولشيعتِك بالجنَّةِ ، ولأعدائِك بِالنّار . ياعلي : إنّ اللّهَ عزّوجلّ أشرفَ على ] أهلِ [ الدنيا فاختارني منها على رجالِ العالَمين ، ثمّ اطلَع الثانيةَ فاختارَك على رجالِ العالَمين ، ثمّ أطلع الثالثَة فاختار الأئمَّةَ من وُلدِك على رجالِ العالَمين ، ثمّ أطلَع الرابعة فاختار فاطمةَ على نساءِ العالمين (378) . = قال : ياسليمان هو أمان من قطع اليد . قلت : يابن رسول الله زدني . قال : ياسليمان هو أمان من الدم . قلت : يابن رسول الله زدني . قال : ياسليمان إنّ الله عزّوجلّ يحبّ أن ترفع إليه في الدعاء يد فيها فصّ عقيق . قلت : يابن رسول الله زدني . قال : ياسليمان العجب كلّ العجب من يد فيها فصّ عقيق كيف تخلو من الدنانير والدراهم . قلت : يابن رسول الله زدني . قال : ياسليمان إنّه حرز من كلِّ بلاء . قلت : يابن رسول الله زدني . قال : ياسليمان هو أمان من الفقر . قلت : يابن رسول الله اُحدّث بها عن جدّك الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ قال : نعم » . (378) إعلم أنّ إختيار الله تعالى هذه الأنوار الطيّبة اتّفقت عليها أحاديث الخاصّة والعامّة ، بل تواترت فيه الأخبار ، ويكفيك في ذلك هذا الحديث الذي نقله القاضي نور الله (قدس سره) عن العامّة سنداً ومتناً في كتاب الإحقاق(1) انّه رواه ابن = 1 ـ إحقاق الحقّ : ج4 ، ص104 ـ 111 ، و ج9 ، ص478 ، و ج20 ، ص495 . 139 ياعلي : إنّي رأيتُ اسمَك مقروناً باسمي في ثلاثةِ مواطِن (379) فآنستُ بالنظر إليه : إنّي لمّا بلغتُ بيتَ المقدَّس في معراجي إلى السماءِ وجدتُ على صخرتِها « لا إلَه إلاّ اللّهُ ، محمّدٌ رسولُ اللّه ، أيّدتُه بوزِيره ، ونصرتُه بوزيره » فقلتُ لجبرئيل (عليه السلام) : مَن وزيري ؟ فقال : عليُّ بن أبي طالب ، فلمّا انتهيتُ إلى سِدرةِ المنتهى وجدتُ مكتوباً عليها ... = المغازلي في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وأخطب خوارزم في المناقب والمقتل ، وابن حسنويه في درّ بحر المناقب ، ومحبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى ، والحمويني في فرائد السمطين ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، والسمهودي في جواهر العقدين ، والسيوطي في ذيل اللئالي ، والمتّقي الهندي في منتخب كنز العمال ، والترمذي في المناقب المرتضوية ، والقندوزي في ينابيع المودّة ، والبدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العبا ، والحضرمي في وسيلة المآل ، وحسام الدين المروي في آل محمّد ، كما تلاحظ متون وأسناد أحاديثهم في الإحقاق . (379) وهذه المواضع هي من أشرف المواضع التي لا ينالها الأوّلون والآخرون .. وقد بلغها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتزيّنت بوصيّه ووزيره وخليفته وناصره وأخيه ونفسه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) واعلم أنّ الموجود هنا ثلاثة مواطن ، وفي مكارم الأخلاق أربعة مواطن ، لكن لم يذكر الرابع . إلاّ أنّه في الخصال ذكر الرابع ، كما جاء في هامش بعض نسخ الفقيه ، والرابع بعد قوله بوزيره : فلمّا رفعت رأسي وجدت على بطنان العرش مكتوباً « أنا الله لا إله إلاّ أنا وحدي ، محمّد عبدي ورسولي ، أيّدته بوزيري ونصرته بوزيري »(1). 1 ـ الخصال : ص207 ، ح26 . |