التالي

السابق

ظلامات فاطمة الزهراء عليها السلام ـ ط 4

 

 

 

الصفحة 30

ورجاؤنا لمُسلمي المعمورة أن يُطالعوا هذا الكتاب بواقعيّة خالية من كُلّ تعصّب وتطرّف، وأن يضعوا نصب أعينهم مصلحة ديننا الحنيف، والمحاولات الجمّة الّتي يحتالها عدوّهم لإلحاق الوهن في صفوفهم، وزرع الفتنة، ويبثّ الفُرقة بفنونه الخبيثة وأساليبه الشّيطانيّة، وأن يكيلوا له صفعة قاضية بادراكهم وتفهّمهم غرض الكتاب ومادّته، أعني حقائق التّاريخ المُدوّنة فيه، قال تعالى:

 {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(1).

عملنا في الكتاب

 لا نُجافي واقعاً أو نُخالف حقيقة ـ أخي القارئ ـ إذا قُلنا بأنّنا لم نأت بشيء جديد، فكُتب الحديث والتّاريخ والسّير والتّراجم تتضمن، بل تصرّح بكُلّ ما أوردناه في كتابنا هذا، غير أنّها مُبعثرة هُنا وهُناك، وعليه فإنّ جهودنا قد انصبّت على جمع ما تفرّق وانتثر في الكُتب المُختلفة، وترتيب ما جمعناه وتبويبه؛ ليكون وحدة كاملة مُتماسكة الحلقات، يدعم كُلّ موضوع منها الموضوع الآخر ويُكمله، ثمّ تنسيقه وتهذيبه، وذلك بضبط نصوصه وتقويمها، وملاحظة أسماء الأعلام والرّواة الواردة أسماؤهم في أسانيد الأحاديث، وتصويب ما اشتبه منها، وإيراد بعض التّراجم، وكذا الحال بالنّسبة للأعلام الجغرافيّة. وأرجعنا كُلّ حديث إلى مصدره الذي استلّ منه، وذكرنا بعض المصادر أو الجوامع الحديثية الّتي ذكرت عين الحديث أو ما يشابهه.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) الأنفال: 30.


الصفحة 31

ثمّ عملنا فهارس عامّة للكتاب، كفهرس الآيات والمصادر والموضوعات؛ وذلك تسهيلاً لوصول القارئ إلى المعنى المطلوب، وتيسيراً لبلوغه الهدف المُراد.

وقد ارتأينا أن نشفع كتابنا بآراء وأقوال العُلماء الأعلام والفُقهاء العظام، والمُحدّثين الكرام، من تقدّم منهم ومن تأخّر، وكذا من نعاصرهم باعتبار أنّهم لم يصدروا حُكماً، أو يقيّموا شيئاً، أو يقولوا كلاماً إلاّ بعد دراسة مُستفيضة، وتحقيق عميق، وتدقيق لكُلّ شاردة وواردة في المسألة المطروحة عليهم، وذلك بعد عرضها على كتاب الله الكريم وأحاديث رسوله الأمين (صلى الله عليه وآله)، فهم بحقّ أصدق النّاس لهجة، وأطولهم باعاً في هذا المجال.

 وقد وفّقنا الله فعلاً بالتّشرّف في أن نلتقي بعض العُلماء المُعاصرين حفظهم الله، وطرحنا عليهم سؤالاً ذكرنا نصّه في متن الكتاب، يتعلّق بظلامة اُمّ الأئمة فاطمة الزّهراء صلوات الله عليها، فأتحفونا بآرائهم الثّاقبة، ونشرناها مع مصوّراتها، بخطّهم المُبارك، وقد اعتمدناها دعماً وتوثيقاً للأحاديث، ليكون القارئ أكثر اطمئناناً، وأعمق ثقة فيما يقرأه.


 الصفحة 32

وبعد كُلّ هذا فإنّ مسألة قبول الحقيقة أو رفضها إنّما يعتمد على الاستعداد الذّاتي للشّخص، قال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}(1).

وأخيراً وليس آخراً، وبعد شكره تبارك وتعالى، نُقدّم شكرنا وتقديرنا لكُلّ من ساهم وشارك في إعداد ونشر هذا الكتاب من عُلماء أعلام، ومُحقّقين وأفاضل، ممّن أفاض علينا بعلم أو عمل، مُتضرّعين للبارئ عزّ وجلّ أن يوفّقهم ويديمهم ذخراً لدينه الحنيف، وما التّوفيق إلاّ من عنده تعالى، إنّه نعم المولى ونعم المعين.

 وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

 عبد الكريم العُقيلي

ـــــــــــــــــــــــ

(1) النّور: 40

 

 

 

 

التالي

السابق