|
|
|
|
|
|
|
||||||||||||||||||
|
الصفحة 33
فيما صرّحت به السنّة والآراء
من ظُلامات فاطمة الزّهراء (عليها السلام)
الصفحة 34
الصفحة 35
ظلامتها (عليها السلام) في غصب فدك
! التّعريف بفدك.
! الآيات النّازلة في أمر فدك.
! أقوال العُلماء من الفريقين في غصب فدك.
! الاحتجاجات في أمر فدك.
! خُطبة فاطمة الزّهراء (عليها السلام) في شأن فدك.
! خُطبة أخرى لفاطمة الزّهراء (عليها السلام) في شأن فدك.
! ردّ أبي بكر على فاطمة الزّهراء (عليها السلام).
! ردّ أمّ سلمة «رضي الله عنها» على خُطبة أبي بكر. الصفحة 36
الصفحة 37
غصب فدك
{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ
فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ
سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي
الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}(1).
صحيح أنّ الظّالمين كُثر، والظُلامات جمّة، وأنّ الإنسان ـ إلاّ من رحمه الله ـ قد
مارس الظّلم والإجحاف والتّجاوز على حُقوق الآخرين، ولكن أن تكون المظلومة حبيبة
المُصطفى (صلى الله عليه وآله) وفلذة كبده، وهو المبعوث رحمة للعالمين، وأنّ
المُبتزّ والهاضم لحُقوقها، من يدّعي صحبة أبيها، وبها يتصدّى لقيادة المُسلمين،
فهذا ما ينكره ويأباه العقل والوجدان، ولا يرتضيه بل يشجبه كُلّ أحد ـ كائناً من
كان ـ وفي كُلّ مكان وزمان!!
وأسفاً! أن يكون هذا هو واقع الحال، فسيّدة نساء العالمين فاطمة الزّهراء (عليها
السلام) تمنع حقّها المشروع في فدك، الّذي أوصى به رسول ربّ العالمين (صلى الله
عليه وآله) بأمر من البارئ جلّ وعلا، ويُغتصب إرثها رغم مُطالبتها به،
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الكهف:
29 الصفحة 38
وهي
الصّادقة الصّدّيقة المُصدّقة، ورغم شهادة من قال النّبيّ (صلى الله عليه وآله)
بحقّه: «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» وقال (صلى الله عليه وآله): «عليّ مع الحقّ،
والحقّ مع عليّ».
هذه الحقيقة ـ أخي القارئ ـ قد دوّنها لنا التّاريخ على لسان الخاصّ والعامّ
بأسانيد مُعتبرة، وسنورد فيما يلي بعضاً منها، وذلك من خلال تسليطنا الأضواء عليها
من جهات ثمان:
الجهة الأولى: التّعريف بفدك، ويتضمّن محورين:
المحور الأوّل: حُدودها الطّبيعيّة.
المحور الثّاني: حُدودها الرّمزيّة.
الجهة الثّانية: الآيات القُرآنيّة النّازلة في أمر فدك، وما فسّره الفريقان في
ذلك.
الجهة الثّالثة: أقوال العُلماء من الفريقين.
الجهة الرّابعة: الاحتجاجات في أمر فدك.
الجهة الخامسة: خُطبة فاطمة الزّهراء (عليها السلام) في شأن فدك.
الجهة السّادسة: خُطبة أخرى لفاطمة الزّهراء (عليها السلام) في شأن فدك.
الجهة السّابعة: ردّ أبي بكر على فاطمة الزّهراء (عليها السلام).
الجهة الثّامنة: ردّ اُمّ سلمة(رضي الله عنها) على أبي بكر. الصفحة 39
التّعريف بفدك
المحور الأوّل: حُدودها الطّبيعيّة
حدّد بعض العُلماء في مُصنفاتهم حُدود فدك الطّبيعيّة، منهم:
1 ـ الطّريحي في مُعجم البحرين.
قال: فدك ـ بفتحتين ـ: قرية من قرى اليهود، بينها وبين مدينة النّبيّ (صلى الله
عليه وآله) يومان. وبينها وبين خيبر دون مرحلة، وهي ما أفاء الله على رسوله (صلى
الله عليه وآله)... وكانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنّه فتحها هو وأمير
المؤمنين (عليه السلام) لم يكن معهُما أحد، فزال عنها حُكم الفيء، ولزمها اسم
الأنفال. فلمّا نزل: {وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ}(1) أي أعط فاطمة (عليها السلام)
فدكاً، أعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إيّاها، وكانت في يد فاطمة (عليها
السلام) إلى أن توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاُخذت من فاطمة (عليها
السلام) بالقهر والغلبة.(2)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الإسراء: 26.
(2)
مجمع البحرين: 5 / 283.
الصفحة 40
2 ـ السّيّد ابن طاووس، في كشف المحجّة.
قال: وكان دخلها ـ في رواية الشّيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري ـ أربعة وعشرين ألف
دينار في كُلّ سنة. وفي رواية غيره سبعين ألف دينار.(1)
3 ـ الحموي في مُعجم البُلدان.
قال: فدك: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل: ثلاثة، أفاءها الله على
رسوله (صلى الله عليه وآله) في سنة سبع صلحاً، وذلك أنّ النّبيّ (صلى الله عليه
وآله) لمّا نزل خيبر، وفتح حصونها، ولم يبق إلاّ ثلث، واشتدّ بهم الحصار، راسلوا
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسألونه أن ينزلهم على الجلاء، وفعل، وبلغ ذلك أهل
فدك، فأرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يُصالحهم على النّصف من ثمارهم
وأموالهم، فأجابهم إلى ذلك، فهي ممّا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فكانت خالصة
لرسول الله (صلى الله عليه وآله). وفيها عين فوّارة، ونخيل كثيرة، وهي الّتي أقطعها
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة صلوات الله عليها. ولمّا قالت فاطمة (عليها
السلام): إنّ رسول الله نحلنيها. قال أبو بكر: اُريد لذلك شهوداً!!(2).
4 ـ ابن منظور في لسان العرب.
قال: فدك: قرية بخيبر، وقيل: بناحية الحجاز، فيها عين ونخل، أفاءها الله على نبيّه
(صلى الله عليه وآله)... فذكر عليّ رضي الله عنه، أنّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله)
كان جعلها في حياته لفاطمة رضي الله عنها وولدها (عليهم السلام).(3)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) كشف المحجّة: 124، عنه سفينة البحار: 7 / 45.
(2) مُعجم البُلدان: 4 / 238.
(3)
لسان العرب: 10 / 203.
الصفحة 41
المحور الثّاني: حُدودها الرّمزيّة
1 ـ الشّيخ الكُليني في الكافي الشّريف.
روي عن عليّ بن مُحمّد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا ـ أظنّه السيّاري ـ عن عليّ بن
أسباط، قال: لمّا ورد أبو الحسن موسى (عليه السلام) على المهدي(1) رآه يردّ
المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين، ما بال مظلمتنا لا تُردّ؟ فقال له: وما ذاك يا
أبا الحسن؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيّه (صلى الله عليه وآله)
فدكاً وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيّه (صلى الله عليه
وآله): {وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ} (2) فلم يدر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
من هم. فراجع في ذلك جبرئيل، وراجع جبرئيل (عليه السلام) ربّه، فأوحى الله إليه أن
إدفع فدكاً إلى فاطمة (عليها السلام). فدعاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال
لها: يا فاطمة، إنّ الله أمرني أن أدفع إليك فدكاً. فقالت: قد قبلت يا رسول الله من
الله ومنك. فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلمّا ولّي
أبو بكر أخرج عنها وكلاءها! فأتته فسألته أن يردّها عليها، فقال لها: أتيني بأسود
أو أحمر يشهد لك بذلك! فجاءت بأمير المؤمنين (عليه السلام) واُمّ أيمن، فشهدا لها،
فكتب لها بترك التّعرّض، فخرجت والكتاب معها. فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت
مُحمّد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة. قال: أرينيه. فأبت، فانتزعه من يدها
ونظر
ـــــــــــــــــــــــ
(1) هو مُحمّد بن عبد الله بن مُحمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس، ثالث سلاطين
بني العبّاس.
(2)
الإسراء: 26. الصفحة 42
فيه، ثمّ تفل فيه ومحاه وخرقه! فقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا
ركاب! فضعي الحبال(1) في رقابنا. فقال له المهديّ: يا أبا الحسن، حدّها لي.
فقال: حدّ منها جبل اُُحد(2)، وحدّ منها عريش مصر(3)، وحدّ منها سيف
البحر(4)، وحدّ منها دومة الجندل(5). فقال له: كُلّ هذا؟! قال: نعم، يا أمير
المؤمنين هذا كلّه، إنّ هذا كلّه ممّا لم يوجف على أهله رسول الله بخيل ولا ركاب.
فقال: كثير! وأنظر فيه. (6)
2 ـ ابن شهرآشوب في المناقب.
في كتاب أخبار الخُلفاء: إنّ هارون الرّشيد كان يقول لموسى بن جعفر (عليه السلام):
حد فدكاً حتّى أردّها إليك، فيأبى حتّى ألحّ عليه، فقال (عليه السلام): لا
ـــــــــــــــــــــــ
(2) قال الطّريحي في مجمع البحرين: 3 / 6: اُحد، بضمّتين: جبل معروف على ظهر مدينة الرّسول وبقربه كانت الوقعة الّتي قتل فيها حمزة، عمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقبره هناك. (3) العريش: كلّ ما يستظلّ به، والمُراد هنا: ابتداء بيوت مصر. (4) سيف البحر: ساحل البحر. (5) دومة الجندل: هي من أعمال المدينة، حصن على سبعة مراحل من دمشق، بينها وبين المدينة. قيل: هي في غلائظ من الأرض خمسة فراسخ، ومن قبل مغربه عين تثج فتسقي ما به من النّخل والزّرع وحصنها مارد، وسمّيت دومة الجندل لأنّها مبنيّة به، وهي قرب جبلي طيء. أُنظر مراصد الاطلاع: 2 / 542. (6) الكافي: 1 / 543، عنه البحار: 48 / 156 ح 29، والبّرهان: 2 / 414ح1. الصفحة 43
أحدّها إلاّ بحدودها. قال: وما حُدودها؟ قال: إن حددتها لم تردّها! قال: بحقّ جدّك
إلاّ فعلت. قال: أمّا حدّها الأوّل: فعدن(1). فتغيّر وجه الرّشيد، وقال:
إيه(2)! قال: والحدّ الثّاني: سمرقند(3). فأربدّ وجهه(4). والحدّ
الثّالث: إفريقية. فاسودّ وجهه، وقال: هيه! قال: والرّابع: سيف البحر ممّا يلي
الجزر وارمينية(5). قال الرّشيد: فلم يبق لنا شيء، فتحوّل إلى مجلسي!قال موسى
(عليه السلام): قد أعلمتك أنّني إنّ حدّدتها لم تردّها. فعند ذلك عزم على قتله!!
وفي رواية ابن أسباط أنّه (عليه السلام) قال: أمّا الحدّ الأوّل: فعريش مصر.
والثّاني: دومة الجندل. والثّالث: اُحد. والرّابع: سيف البحر. فقال: هذا كلّه! هذه
الدّنيا! فقال: هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبي هالة، فأفاءه الله على رسوله
بلا خيل ولا ركاب، فأمره الله أن يدفعه إلى فاطمة (عليها السلام).(6)
3ـ الطّريحي في مجمع البحرين.
وقد حدّها عليّ (عليه السلام): حدّ منها جبل اُحد، وحدّ منها عريش مصر، وحدّ منها
سيف البحر، وحدّ منها دومة الجندل، يعني الجرف. (7)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) عدن: مدينة
مشهورة على ساحل بحر اليمن. مراصد الاطلاع: 2 / 923.
(2) إيه: اسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل.
(3) سمرقند ـ بفتحتين ـ: بلد معروف مشهور، قيل: إنّه من بناء ذي القرنين بما وراء
النّهر، وهو قصبة الصّغد على جنوبي وادي الصّغد، مُرتفعة عليه. مراصد الاطلاع: 2 /
736.
(4) أي
تغيّر لونه من الغضب.
(5) أقول: وهذه هي الحُدود التّقريبيّة للعالم الإسلامي آنذاك.
(6) مناقب آل أبي طالب: 4 / 320، عنه البحار: 48 / 144 ح 20.
(7)
مجمع البحرين: 5 / 283. |
|
||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||
|
|
|
|
|
|
|
|
|
||||||||||||||||
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|