مستدرك سفينة البحار ج4

لم أر أحداً وإن كان يحبّه، إلاّ وهو لشدّة معرفته بفضله يحسده; ولا رأيت أحداًوإن كان يبغضه، إلاّ وهو لشدّة مداراته له يداريه(1).
مناقب ابن شهرآشوب: من عدّة كتب، عن ابن شهاب الزهري، قال: شهدت عليّ بن الحسين (عليه السلام) يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام، فأثقله حديداً وكّل به حفّاظاً في عدّة وجمع، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له، فأذنوا . فدخلت عليه والأقياد في رجليه والغلّ في يديه . فبكيت وقلت: وددت أنـّي مكانك وأنت سالم . فقال: يا زهري، أو تظنّ هذا بما ترى عليّ وفي عنقي يكربني ؟! أما لو شئت ما كان ـ إلى أن قال:
ثمّ أخرج يديه من الغلّ ورجليه من القيد، ثمّ قال: يا زهري، لأجزت معهم على ذا منزلتين من المدينة . قال: فما لبثنا إلاّ أربع ليال حتّى قدم الموكّلون به يطلبونه بالمدينة، فما وجدوه . فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنّا نراه متبوعاً إنّه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلاّ حديدة . فقدمت بعد ذاك على عبد الملك، فسألني عن عليّ بن الحسين (عليه السلام)فأخبرته فقال: إنّه قد جاءني في يوم فقده الأعوان، فدخل عليّ فقال: ما أنا وأنت ؟! فقلت: أقم عندي . فقال: لا اُحبّ . ثمّ خرج، فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة . قال الزهري: فقلت: ليس عليّ بن الحسين حيث تظنّ، إنّه مشغول بنفسه . فقال: حبّذا شغل مثله، فتعمّ ما شغل به(2).

سائر ما صدر منه في مدح مولانا السجّاد (عليه السلام)(3).

الكفاية : عن الزهري قال: دخلت على عليّ بن الحسين (عليه السلام) في المرض


(1) ط كمباني ج 11/20، وجديد ج 46/64 .
(2) ط كمباني ج 11/35، وجديد ج 46/123 .
(3) ط كمباني ج 11/2 و3 و7 و12 و18 ـ 28 و43، وجديد ج 46/2 و7 و20 و37و57 ـ 97 و150 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه