مستدرك سفينة البحار ج5

نهج البلاغة: من كتاب أميرالمؤمنين(عليه السلام) إلى أميرين من اُمراء جيشه: وقد اُمّرت عليكما وعلى من في حيّزكما مالك بن الحارث الأشتر. فاسمعا له وأطيعا، واجعلاه درعاً ومجنّاً، فإنّه ممّن لا يخاف وهنه ولاسقطته ولابطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم ولا إسراعه إلى ماالبطؤ عنه أمثل(1).
قال ابن أبي الحديد في شرح هذا الكلام: هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث ـ ثمّ سرّد نسبه، فقال: ـ وكان حارساً شجاعاً رئيساً من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقيق بولاء أميرالمؤمنين(عليه السلام) ونصره، وقال فيه بعد موته: يرحم الله مالكاً، فلقد كان لي كما كنت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ ثمّ ذكر بعض مايتعلّق به ثمّ قال:
وقد روى المحدّثون حديثّاً يدلّ على فضيلة عظيمة للأشتر، وهي شهادة قاطعة من النبي(صلى الله عليه وآله) بأنـّه مؤتمن (مؤمن; كما نسب إلى المصدر ـ ظ). وهو قوله(صلى الله عليه وآله) لنفر من أصحابه فيهم أبوذرّ: ليموتنّ أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين. وكان الّذي أشار إليه النبي هو أبوذرّ(رضي الله عنه) وكان ممّن شهد موته حجر بن عدّي والأشتر. نقل ذلك من كتاب الاستيعاب في كلام طويل في قصّة موت أبي ذرّ. وقال: مات الأشتر سنة 39 متوجّهاً إلى مصر.
وقال: فأمّا ثناء أميرالمؤمنين(عليه السلام) في هذا الفصل، فقد بلغ فيه مع اختصاره ما لايبلغ بالكلام الطويل. ولعمري، لقد كان الأشتر أهلاً لذلك. كان شديد البأس جواداً، رئيساً، حليماً، فصيحاً، شاعراً. وكان يجمع بين اللين والعنف، فيسطو في موضع السطوة، ويرفق في موضع الرفق(2).

حضور الأشتر في دفن أبي ذرّ(3).

شكاية أميرالمؤمنين(عليه السلام) إلى الأشتر تخاذل أصحابه وفرار بعضهم إلى معاوية وجواب الأشتر في ذلك، وقوله للأشتر: أنت من آمن الناس عندي،


(1) جديد ج 42/176، و ج 32/414، وط كمباني ج 9/642، و ج 8/478.
(2) جديد ج 42/176 ـ 179.
(3) جديد ج 22/399 و 430، وط كمباني ج 6/768 و 777.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه