وروى جعفر بن الحسين البلخي عنه; كما ذكرناه في رجالنا(1). ولكنه فيه: شقيق بن أحمد البلخي.
شقىالشقاء بالفتح والمدّ، الشدّة والعسر، وهو ينقسم إلى دنيويّ، وهو في المعاش والنفس، والمال، والأهل; واُخرويّ وهو في المعاد. والشقاء والشقاوة ضدّ السعادة. ويشهد على ذلك ماتقدَّم في «سعد».
ويحمل على القسم الأوَّل; قوله تعالى خطاباً لآدم وحوّاء: (فلا يخرجنّكما من الجنّة فتشقى)، وقوله: (طه ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى).
ويشير إلى القسم الثاني قوله تعالى: (فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولايشقى)، وقوله تعالى، في أحوال يوم القيامة: (يوم يأت لاتكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد فأمّا الّذين شقوا ففي النّار لهم فيها زفير وشهيق) ـ إلى قوله تعالى ـ : (وأمّا الّذين سعدوا ففي الجنّة) ـ الآية.
وأشار إلى القسمين في قوله تعالى في كهيعص: (ولم أكن بدعائك ربّ شقيّاً)، وقوله تعالى: (عسى أن لاأكون بدعاء ربّي شقيّاً)، فإنَّ الدعاء يرفع الشقاوة الدنيويّة والاُخرويّة.
وفي الدعوات الواردة في ليالي شهر رمضان ـ في ليلة 23 ـ : «اللّهمّ وإن كنت من الأشقياء، فامحني من الأشقياء، واكتبني من السعداء فإنّك قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل صلواتك عليه وآله: (يمحو الله مايشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب).
ويأتي في «قرء»، أنَّ من قرأ الجحد والتّوحيد في الفريضة، إن كان شقيّاً محي من الأشقياء، واثبت في السعداء.
ثواب الأعمال: عن زرارة، عن الصّادق(عليه السلام) في حديث أنَّ من مجّد الله بما مجّد به نفسه، ثمَّ كان في حال شقوة، حُوِّل إلى سعادة، والتمجيد: أنت الله لا إله إلاّ
(1) مستدركات علم رجال الحديث ج 2/152.