مستدرك سفينة البحار ج9

الزمر: (أليس في جهنّم مثوى للمتكبّرين).

المؤمن: (إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين).
في الخطبة القاصعة ذمّ التكبّر وأوّل من تكبّر إبليس وأنّ المتكبّر ملعون غاصب حق الله تعالى(1).
في وصايا رسول الله(صلى الله عليه وآله) لأبي ذرّ: ياباذرّ، من مات وفي قلبه مثقال ذرّة من كبر، لم يجد رائحة الجنّة إلاّ أن يتوب قبل ذلك، فقال رجل: يارسول الله، إنّي ليعجبني الجمال حتّى وددت أنّ علاقة سوطي قبال نعلي حسن فهل يرهب على ذلك؟ قال: كيف تجد قلبك؟ قال: أجده عارفاً للحقّ مطمئنّاً إليه، قال: ليس ذلك بالكبر ولكنّ الكبر أن تترك الحقّ وتتجاوزه إلى غيره، وتنظر إلى الناس ولا ترى أنّ أحداً عرضه كعرضك ولا دمه كدمك.
يا اباذرّ، أكثر من يدخل النار المستكبرون. فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، من لبس الصوف وركب الحمار وحلب العنز وجالس المساكين.
يا اباذرّ، من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر. يعني مايشتري من السوق.
يا اباذرّ، من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله عزّوجلّ إليه يوم القيامة.
يا اباذرّ، من رفع ذيله وخصف نعله وعفر وجهه، فقد برئ من الكبر ـ الخ(2).
من مواعظ مولانا الصّادق(عليه السلام): ومن ذهب يرى أنّ له على الآخر فضلاً فهو من المستكبرين، فقلت له: إنّما يرى أنّ له عليه فضلاً بالعافية إذ رآه مرتكباً للمعاصي، فقال: هيهات هيهات، فلعلّه أن يكون قد غفر له ماأتى وأنت موقوفتحاسب. أما تلوت قصّة سحرة موسى، ثمّ قال: كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه، وكم من مستدرج يستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه ـ الخبر(3).


(1) ط كمباني ج 5/443، وجديد ج 14/465.
(2) ط كمباني ج 17/27، وجديد ج 77/90.
(3) ط كمباني ج 17/180، وجديد ج 78/225، وج 73/226.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه