مستدرك سفينة البحار ج10

وعترته وأنـّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، وقوله في حقّ عليّ(عليه السلام) : منكنت مولاه فعليّ مولاه ـ الخ، مع زيادة قوله: وأدر الحقّ معه حيث دار، قال: وهذا أقوى ماتمسّك به الشيعة والإماميّة والرافضة على أنّ عليّاً كرّم الله وجهه أولى بالإمامة من كلّ أحد، وقالوا: هذا نصّ صريح على خلافته، سمعه ثلاثون صحابيّاً وشهدوا به.
قالوا: فلعليّ عليهم من الولاء ماكان له عليهم بدليل قوله(صلى الله عليه وآله): ألست أولى بكم. وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان ـ إلى أن قال:
وقد جاء أنّ عليّاً قام خطيباً فحمد الله واثنى عليه، ثمّ قال: اُنشد الله منينشد يوم غدير خمّ إلاّ قام، ولا يقوم رجل يقول: اُنبئت أو بلغني إلاّ رجل سمعت اُذناه ووعي قلبه، فقام سبعة عشر صحابيّاً. وفي رواية ثلاثون صحابيّاً. وفي المعجم الكبير ستّة عشر. وفي رواية اثنا عشر. فقال: هاتوا ماسمعتم فذكروا الحديث ـ الخ.
ثمّ ذكر كتمان زيد بن أرقم وذهاب بصره، وحديث الحارث بن النعمان له(صلى الله عليه وآله): هذا من الله ومنك؟ وحلفه والله الّذي لا إله إلاّ هو أنـّه من الله وليس منّي، قالها ثلاثاً، فخرج وهو يقول: اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأرسل علينا حجارة من السماء فوقع ماسأل ونزل قوله: (سئل سائل بعذاب واقع).
وسائر الروايات من طرق العامّة في ذلك الحديث «من كنت مولاه» وفيه التصريح بأنـّه بمعنى الأولويّة على الأموال والأنفس في كتاب فضائل الخمسة(1). وفيها الروايات قول أبي بكر وعمر لعليّ: أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(2).
تفسير قوله تعالى: (واُولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) (من المؤمنين والمهاجرين) نصّ الآية في إمامة عليّ لكونه أولى بالنبي من كلّ أحد، لكونه أخاهفي الدنيا والآخرة، وهو بمنزلة نفس رسول الله في آية (أنفسنا)، وغير ذلك من


(1 و2) فضائل الخمسة ج 1/349 ـ 384، وص 384 ـ 386.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه