الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج1)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 41

المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجة في بلاده، فمن أنكر شيئا من ذلك ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر بأنبيائه ورسله. يا جابر من عرف الله تعالى بهذه الصفات فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى *(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ليس كمثله شيء وهو السميع العليم)*(1) وقوله تعالى *(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)*(2) قال جابر: يا سيدي ما أقل أصحابي. قال (عليه السلام): هيهات هيهات أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قلت: يا بن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل إقليم منهم ما بين الألف إلى ألفين، بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيها. قال (عليه السلام): يا جابر خالفك ظنك وقصر رأيك أولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب. قلت: يا بن رسول الله ومن المقصر؟ قال: الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره وروحه. قلت: يا سيدي وما معرفة روحه؟ قال (عليه السلام): أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره، يخلق بإذنه ويحيي بإذنه ويعلم ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، ذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهو كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله، يسير من المشرق إلى المغرب بإذن الله في لحظة واحدة يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض يفعل ما شاء وأراد. قلت: يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وأنه من أمر خصه الله تعالى بمحمد وأوصيائه (عليهم السلام). قال: نعم إقرأ هذه الآية *(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان وكذلك جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عباده)*(3)، وقوله تعالى *(أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه)*(4) قلت: فرج الله عنك كما فرجت عني ووقفتني على معرفة الروح والأمر. ثم قلت: يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة. قال: يا جابر فإن لم تعرف منهم أحدا فإني أعرف منهم نفرا قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني شيئا من سرنا ومكنوننا وباطن علومنا. قلت: إن فلان بن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله وذلك أني سمعت منهم سرا من أسراركم وباطنا من علومكم ولا أظن وقد كملوا وبلغوا.

(هامش)

1 - الأنعام: 103. 2 - الأنبياء: 23. 3 - الشورى: 52. 4 - المجادلة: 22. (*)

ص 42

قال: يا جابر ادعهم غدا واحضرهم معك. قال: فأحضرتهم من الغد فسلموا على الإمام وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه. فقال: يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية، أتقرون أيها النفر أن الله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟ قالوا: نعم إن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. قال جابر: فقلت: الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا. قال: يا جابر لا تعجل بما لا تعلم، فبقيت متحيرا. فقال (عليه السلام): هل يقدر علي بن الحسين (عليه السلام) أن يصير بصورة ابنه محمد وهل يقدر ابني محمد أن يصير بصورتي؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا. قال: يا جابر سلهم: هل يقدر محمد أن يكون بصورتي؟ قال جابر: فسألتهم فأمسكوا وسكتوا. قال: فنظر إلي الإمام وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك به قد بقي عليهم بقية. فقلت لهم: ما لكم لا تجيبون إمامكم فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال: يا جابر هذا ما أخبرتك به، قد بقي عليهم بقية. وقال الباقر (عليه السلام): ما لكم لا تنطقون فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون وقالوا: يا بن رسول الله لا علم لنا فعلمنا. قال: فنظر الإمام سيد العابدين علي بن الحسين إلى ابنه محمد الباقر (عليه السلام) وقال لهم: من هذا؟ قالوا: ابنك. فقال لهم: من أنا؟ قالوا: أبوه علي بن الحسين (عليهما السلام). قال: فتكلم بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وعلي بصورة ابنه محمد، قالوا: لا إله إلا الله. فقال الإمام: لا تعجبوا من قدرة الله أنا محمد ومحمد أنا. وقال محمد: لا تعجبوا من أمر الله أنا علي وعلي أنا وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر الله أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد. قال: فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجدا وهم يقولون: آمنا بولايتكم وبسركم وعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم. فقال الإمام زين العابدين: يا قوم ارفعوا رؤوسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون وأنتم الكاملون البالغون الله الله لا تطلعوا أحدا من المقصرين المستضعفين على ما رأيتم مني ومن محمد فيشنعوا عليكم ويكذبوكم. قالوا: سمعنا وأطعنا، قال: وانصرفوا راشدين كاملين. فانصرفوا. قال جابر: قلت: سيدي وكل من لا يعرف هذا الأمر على الوجه الذي صنعته وبينته إلا أن عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرأ من أعدائكم، ما يكون حاله؟ قال (عليه السلام): يكونون في خير إلى أن يبلغوا. قال جابر: قلت: يا بن رسول الله هل بعد

ص 43

ذلك شيء يقصرهم؟ قال (عليه السلام): نعم إذا قصروا في حقوق إخوانهم ولم يشاركوهم في أموالهم ولم يشاوروهم في سر أمورهم وعلانيتهم واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك تسلب المعروف وتسلخ من دونه سلخا ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها ما لا يطيقه ولا يحتمله من الإرجاع في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر إخوانه. قال جابر: فاغتممت والله غما شديدا وقلت: يا بن رسول الله ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال (عليه السلام): يفرح لفرحه ويحزن إذا حزن وينفذ أموره كلها فيحصلها ولا يغتم بشيء من حطام الدنيا الفانية إلا واساه حتى يجريا في الخير والشر في قرن واحد. قلت: يا سيدي فكيف أوجب الله كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟ قال: لأن المؤمن لأبيه وأمه على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحق بما يملكه. قال جابر: سبحان الله ومن يقدر على ذلك؟ قال (عليه السلام): من يريد أن يقرع أبواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلام. قال جابر: فقلت: هلكت والله يا بن رسول الله لأني قصرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنه يلزمني من التقصير كل هذا ولا عشره وأنا أتوب إلى الله تعالى يا بن رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين (1).

(هامش)

1 - البحار: 26 / 17 ح 2. (*)

ص 44

في أن الإمامة في الأعقاب

 الفرع الثاني
في أن الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في عم ولا أخ إلا الحسن والحسين (عليهما السلام)

 الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا إنما جرت من علي بن الحسين (عليه السلام) كما قال الله تعالى *(وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)*(1) فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (2). (وفيه) سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام): أتكون الإمامة في عم أو خال؟ قال: لا. سئل: ففي أخ؟ فقال: لا. سئل ففيمن؟ قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له (3). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): أبى الله أن يجعلها لأخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام) (4). (وفيه) عنه (عليه السلام): لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (5). وفيه: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): إن كان كون ولا أراني الله، فبمن أئتم؟ فأومأ إلى ابنه موسى. قيل: فإن حدث فبمن أئتم؟ قال: بولده. قيل: فإن حدث بولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتم؟ قال: بولده ثم واحد فواحد، وفي نسخة ثم هكذا أبدا (6). وفي البحار عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فكيف صارت الإمامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة، كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وأن الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى (عليه السلام) وإن كان موسى أفضل من هارون. قلت: فهل يكون إمامان في وقت؟ قال: لا، إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه

(هامش)

1 - الأنفال: 75. 2 - الكافي: 1 / 285 ح 1. 3 - الكافي: 1 / 286 ح 3. 4 - الكافي: 1 / 286 ح 2. 5 - الكافي: 1 / 286 ح 4. 6 - الكافي: 1 / 286 ح 5. (*)

ص 45

والآخر إماما ناطقا لصاحبه، وأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا. قلت: فهل الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين؟ قال: إنما هي جارية في عقب الحسين كما قال الله عز وجل *(وجعلها كلمة باقية في عقبه)*(1) ثم هي جارية في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة (2). (وفيه) عن عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي، قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن وهما يجريان في شرعي واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به، إن جبرائيل نزل على محمد وما ولد الحسين بعد فقال له: يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك. فقال: يا جبرئيل لا حاجة فيه، فخاطبه ثلاثا ثم دعا عليا فقال له: إن جبرئيل يخبرني عن الله عز وجل أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك. فقال: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة فأرسل إلى فاطمة (عليها السلام): إن الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي. فقالت فاطمة: ليس لي فيه حاجة يا أبه، فخاطبها ثلاثا ثم أرسل إليها: لا بد أن يكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة. فقالت له: رضيت من الله عز وجل، فعلقت وحملت بالحسين فحملت ستة أشهر ثم وضعت ولم يعش مولود قط ستة أشهر غير الحسين بن علي وعيسى ابن مريم فكفلته أم سلمة وكان رسول الله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يروى، فأنبت الله عز وجل لحمه من لحم رسول الله ولم يرضع من فاطمة ولا من غيرها لبنا قط، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه *(وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي)*(3) فلو قال أصلح لي ذريتي كانوا كلهم أئمة ولكن خص هكذا (4). (وفيه) عن العلل: فقال: يا فضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر؟ فقلت: لا، قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة فليس ملك يملك إلا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه فما وجدت لولد

(هامش)

1 - الزخرف: 28. 2 - البحار: 25 / 183 ح 4. 3 - الأحقاف: 15. 4 - البحار: 25 / 254 ح 15، وكامل الزيارات: 124. (*)

ص 46

الحسن فيه شيئا (1). (وفيه) عن محمد بن يعقوب البلخي سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) قلت: لأي علة صارت الإمامة في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن؟ قال: لأن الله عز وجل جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن والله لا يسأل عما يفعل (2). (وفيه) عن عبد الرحمن بن كثير قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام): ما عنى الله عز وجل بقوله *(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)*(3) قال: نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين ثم وقع تأويل هذه الآية *(وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)*(4) وكان علي بن الحسين إماما ثم جرت في الأئمة من ولده والأوصياء فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله (5). (وفيه) عن عبد الرحيم القصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل *(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)* في من أنزلت؟ قال: أنزلت في الإمرة، إن هذه جرت في الحسين بن علي (عليهما السلام) وفي ولد الحسين من بعده فنحن أولى بالأمر وبرسول الله من المؤمنين والمهاجرين. فقلت: لولد جعفر فيها نصيب؟ قال: لا، فعددت عليه بطون بني عبد المطلب كل ذلك يقول: لا. ونسيت ولد الحسن (عليه السلام) فدخلت عليه بعد ذلك فقلت: هل لولد الحسن فيها نصيب؟ قال: لا يا أبا عبد الرحمن ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (6).

(هامش)

1 - البحار: 25 / 259 ح 21 وعلل الشرائع: 1 / 207 ح 7. 2 - البحار: 25 / 258 ح 19، وعلل الشرائع: 1 / 208. 3 - الأحزاب: 33. 4 - الأنفال: 75. 5 - البحار: 25 / 255 ح 16. 6 - الكافي: 1 / 288 والبحار: 25 / 256 ح 17. (*)

ص 47

في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرها صغر السن

 الفرع الثالث
 في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرها صغر السن

في الكافي عن يزيد الكناسي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): أكان عيسى ابن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟ فقال: كان يومئذ نبيا حجة الله غير مرسل أما تسمع لقوله حين قال *(إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا)*(1) قلت: فكان يومئذ حجة الله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال: كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان وكان زكريا الحجة لله عز وجل على الناس بعد صمت عيسى سنين (2) ثم مات زكريا فورث ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز وجل *(يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا)*(3) فلما بلغ عيسى سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله تعالى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين، وليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة الله على الناس منذ يوم خلق الله آدم وأسكنه الأرض. فقلت: جعلت فداك أكان علي حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: نعم يوم أقامه للناس ونصبه علما ودعاهم إلى ولايته وأمرهم بطاعته، فكانت طاعة علي واجبة على الناس في حياة رسول الله وبعد وفاته، نعم ولكنه صمت فلم يتكلم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت الطاعة لرسول الله على أمته وعلى علي في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت الطاعة من الله ومن رسوله على الناس كلهم لعلي بعد وفاة رسول الله وكان عليا حكيما عالما (4). (وفيه) عن صفوان بن يحيى قلت للرضا (عليه السلام): قد كنا نسألك أن يهب لك أبا جعفر فكنت تقول يهب لي غلاما فقد وهب الله لك فقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه. فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين! قال:

(هامش)

1 - مريم: 31. 2 - في المصدر: بسنتين. 3 - مريم: 12. 4 - الكافي: 1 / 383 ح 1. (*)

ص 48

وما يضره من ذاك شيء، قد قام عيسى بالحجة وهو ابن ثلاث سنين (1). (وفيه) عن بعض الأصحاب قلت لأبي جعفر الثاني: إنهم يقولون في حداثة سنك. فقال: إن الله تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل وعلماؤهم، فأوحى الله إلى داود (عليه السلام) أن خذ عصا المتكلمين وعصا سليمان واجعلهما في بيت واختم عليهما بخواتيم القوم، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت فأثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود (عليه السلام) فقالوا: رضينا وسلمنا (2). (وفيه) عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شيء من أمر الإمام فقلت: يكون الإمام ابن أقل من سبع سنين؟ فقال: نعم وأقل من خمس سنين (3). (وفيه) عن الخيراني عن أبيه كنت واقفا بين يدي أبي الحسن بخراسان قال له قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال: إلى أبي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر (عليه السلام). فقال أبو الحسن: إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر. (وفيه) قال علي بن حسان لأبي جعفر: يا سيدي إن الناس ينكرون عليك حداثة سنك، فقال: وما ينكرون من ذلك قول الله لقد قال الله لنبيه *(قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)*(4) فوالله ما تبعه إلا علي وله تسع سنين وأنا ابن تسع سنين (5). (وفيه) سئل الرضا (عليه السلام) عن الإمام يغسله الإمام قال: سنة موسى بن عمران (6)، حيث غسل أخاه هارون في التيه (7). (وفيه) قيل للرضا: إن الإمام لا يغسله إلا الإمام. فقال: أما تدرون من حضر لعله قد حضره خير ممن غاب عنه الذين حضروا يوسف في الجب حين غاب أبواه وأهل بيته (8).

(هامش)

1 - الكافي: 1 / 321 ح 10. 2 - الكافي: 1 / 383 ح 3. 3 - الكافي: 1 / 384 ح 5. 4 - يوسف: 108. 5 - الكافي: 1 / 385 ح 3. 6 - الكافي: 1 / 385 ح 2. 7 - البحار: 13 / 364. 8 - الكافي: 1 / 385 ح 3. (*)

ص 49

 
 
إخبار الله تعالى بقيام القائم (عليه السلام)
 الغصن الثاني
 أخبار الله تعالى بقيام القائم (عليه السلام)

 

 وفيه فرعان

 الفرع الأول:
 إخبار الله تعالى في كلامه المجيد وفرقانه الحميد بوجود القائم وغيبته وعلامات ظهوره وقيامه في آخر الزمان والآيات المؤولة به

 اعلم أن الآيات المذكورة في هذا الغصن والروايات المنقولة المأثورة فيها ما كان أسانيدها مقيدا مذكورا يؤخذ ويسند إلى من أخذنا منه، وما كان منها مطلقا ينصرف إلى [كتاب] المحجة للسيد الجليل النبيل المتبحر المحدث النحرير السيد هاشم البحراني (رحمه الله) فمنها: الآية الأولى: قوله عز وجل في سورة البقرة *(ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)*(1) عن الصادق (عليه السلام): المتقون شيعة علي والغيب هو الحجة (عليه السلام) (2)، وشاهد ذلك قوله تعالى: *(ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين)*(3) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبتهم أولئك من وصفهم الله في كتابه فقال تعالى *(الذين يؤمنون بالغيب)* قال: أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون (4). الآية الثانية: قوله تعالى *(فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)*(5) عن أبي عبد الله (عليه السلام): يعني أصحاب القائم عجل الله فرجه الثلاثمائة والبضعة عشر. قال (عليه السلام): هم والله الأمة المعدودة يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف، فبايعوه بين الركن والمقام ومعه عهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد توارثوا الأبناء من الآباء (6). وفي ذيل هذه الآية نقل (رحمه الله) عن كتاب مسند فاطمة سلام الله عليها أسماء الأصحاب وبلدهم وعددهم ذكرناها في الفرع الرابع من الغصن السابع لا حاجة بذكرهم (7). وفي غيبة النعماني: قال الصادق (عليه السلام):

(هامش)

1 - البقرة: 1 - 2 - 3. 2 - كمال الدين: 340 ح 20 باب 33. 3 - الأعراف: 71. 4 - ينابيع المودة: 3 / 285، والبحار: 36 / 306. 5 - المائدة: 48. 6 - غيبة النعماني: 282 ح 67. 7 - المصدر السابق. (*)

ص 50

نزلت الآية في القائم وأصحابه يجمعون على غير ميعاد (1). في المجمع عنهم (عليهم السلام): إن المراد به أصحاب المهدي في آخر الزمان (2). وعن الرضا (عليه السلام): وذلك والله أن لو قام قائمنا يجمع الله جميع شيعتنا من جميع البلدان (3). الآية الثالثة: آية أخرى جعلتها رابعة والرابعة خامسة وهكذا قوله تعالى *(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن)*(4) الآية في الخصال عن مفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل *(وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات)* ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم. فقلت: يا بن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله *(فأتمهن)*؟ قال: يعني فأتمهن إلى القائم اثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين... الحديث (5). الآية قوله تعالى *(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة)*(6) (7). في تفسير البرهان عن العياشي عن الفضل بن محمد الجعفي عن الصادق (عليه السلام) قال: الحبة فاطمة والسبعة السنابل سبعة من ولدها سابعها قائمهم. قلت: الحسن. قال: إن الحسن إمام من الله مفترض الطاعة ولكن ليس من السنابل السبعة أولهم الحسين وآخرهم القائم. قلت: قوله *(في كل سنبلة مائة حبة)* فقال: يولد الرجل منهم في الكوفة مائة من صلبه وليس ذاك إلا هؤلاء السبعة (8). أقول: ينافي هذا الخبر من أن الحسين والتسعة من ولده عشرة وعاشرهم قائمهم: أن يحمل السبعة سبعة أسماء وهم حسين وعليون ثلاث ومحمدان اثنان وجعفر وموسى والحسن والقائم. قوله تعالى: *(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 241 ح 37 باب 13. 2 - الكافي: 8 / 313 ح 487، والينابيع: 3 / 235. 3 - بحار الأنوار: 81 / 43. 4 - البقرة: 124. 5 - الخصال: 304 الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه فأتمهن ح 84. 6 - مناقب آل أبي طالب: 1 / 243. 7 - البقرة: 261. 8 - تفسير العياشي: 1 / 147. (*)

ص 51

وبشر الصابرين)*(1) عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا بد وأن يكون قدام قيام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وإن ذلك في كتاب الله لبين (2). وعن أبي جعفر (عليه السلام): الجوع جوع خاص وجوع عام، فأما العام فهو بالشام فإنه عام، وأما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم ولكن يخص بالكوفة أعداء آل محمد فيهلكهم الله بالجوع، وأما الخوف فإنه عام بالشام وذلك الخوف إذا قام القائم وأما الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام) (3). في الإكمال عن محمد بن مسلم سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لقيام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين. قلت: وما هي جعلني الله فداك؟ قال: قول الله عز وجل *(ولنبلونكم)* يعني المؤمنين قبل خروج القائم *(بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)* قال: نبلوهم بشيء من *(الخوف)* ملوك بني فلان في آخر سلطانهم *(والجوع)* بغلاء أسعارهم *(ونقص من الأموال)* قال: كساد التجارات وقلة الفضل *(ونقص من الأنفس)* قال: موت ذريع *(ونقص من الثمرات)* قلة ريع ما يزرع *(وبشر الصابرين)* عند ذلك بخروج القائم (4). الآية الرابعة: في أواخر سورة البقرة قوله تعالى *(مبتليكم بنهر)*(5) في غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالى *(مبتليكم بنهر)* وإن أصحاب القائم (عليه السلام) يبتلون بمثل ذلك (6). قوله تعالى في سورة آل عمران *(وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون)*(7) عن أبي الحسن (عليه السلام): أنزلت في القائم إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها فعرض (عليه السلام) عليهم الإسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويوحد الله، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد إلا وحد الله. قلت: جعلت فداك إن الخلق أكثر من ذلك؟

(هامش)

1 - البقرة: 155. 2 - غيبة النعماني: 250 باب العلامات ح 6. 3 - تفسير العياشي: 1 / 68 في سورة البقرة ح 125. 4 - كمال الدين: 649 ح 3 باب 57. 5 - البقرة: 249. 6 - غيبة النعماني: 316 ح 13 باب 12. 7 - آل عمران: 83. (*)

ص 52

فقال: إن الله إذا أراد أمرا قلل الكثير وكثر القليل (1). الآية الخامسة: قوله تعالى *(يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)*(2) عن الباقر (عليه السلام): اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم المنتظر (3). الآية السادسة: قال الله تعالى *(تلك الأيام نداولها بين الناس)*(4). في البحار عن أبي عبد الله (عليه السلام): ما زال منذ خلق الله آدم دولة لله ودولة لإبليس فأين دولة الله؟ ما هو إلا قائم واحد (5). الآية السابعة: قال الله تعالى في سورة النساء *(يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها)*(6) عن أبي جعفر (عليه السلام) لجابر الجعفي: الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدث به بعدي.. إلى أن يقول: ولا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية *(يا أيها الذين)* الخ (7). الآية الثامنة: قال الله تعالى *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)*(8) عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله على نبيه محمد *(يا أيها الذين آمنوا)* الخ قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد

(هامش)

1 - تفسير العياشي: 1 / 183 في سورة آل عمران ح 82. 2 - آل عمران: 200. 3 - تأويل الآيات: 133 وغيبة النعماني: 199 ح 13 باب 11. 4 - آل عمران: 140. 5 - البحار: 51 / 54 ح 38. 6 - النساء: 47. 7 - الإختصاص: 255 حديث في زيارة المؤمن لله. وغيبة النعماني: 279. 8 - النساء: 59. (*)

ص 53

ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي (عليهم السلام)، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره مشارق الأرض له، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: قلت له: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال (عليه السلام): إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب. يا جابر هذا من مكنون سر الله ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله (1). الآية التاسعة: قال الله تعالى *(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)*(2) في الدمعة عن تفسير القمي عن الصادق (عليه السلام): النبيين رسول الله والصديقين علي والشهداء الحسن والحسين والصالحين الأئمة *(وحسن أولئك رفيقا)* القائم من آل محمد (3). الآية العاشرة: قوله تعالى *(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم)* إلى قوله تعالى *(لولا أخرتنا إلى أجل قريب)*(4) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله، الذي صنعه الحسن بن علي كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس، فوالله لقد نزلت هذه الآية *(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)* إنما هي طاعة الإمام وطلب القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (عليه السلام)*(قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل)*(5) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (6). الآية الحادية عشرة: قوله تعالى *(وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا)*(7) عن الباقر (عليه السلام): إن عيسى قبل القيامة ينزل إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا من آمن قبل موته ويصلي خلف المهدي (عليه السلام) (8). الآية الثانية عشرة: قوله تعالى في سورة المائدة *(اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني)*(9).

(هامش)

1 - كمال الدين: 253 ح 3 باب نص الله عليه. 2 - النساء: 69. 3 - تفسير القمي: 2 / 104. 4 - النساء: 77 - 78. 5 - إبراهيم 44. 6 - تفسير العياشي: 1 / 258 ح 196. 7 - النساء: 159. 8 - تفسير القمي: 1 / 158 من سورة النساء. 9 - المائدة: 3. (*)

ص 54

في البحار: يوم يقوم القائم يئس بنو أمية فهم الذين كفروا يئسوا من آل محمد (صلى الله عليه وآله) (1). الآية الثالثة عشرة: قال الله تعالى *(ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به)*(2) عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا تشتروا من السودان أحدا فإن كان ولا بد فمن النوبة فإنهم *(من الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به)* أنه ستذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم هنا عصابة منهم، ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء (3). الآية الرابعة عشرة: قوله تعالى *(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه)* - إلى قوله - *(أعزة على الكافرين)*(4) عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن صاحب هذا الأمر محفوظ له، لو ذهب الناس جميعا أتى الله بأصحابه وهم الذين قال الله *(فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)*(5) وهم الذين قال الله *(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)*(6). الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى في الأنعام *(فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)*(7) عن أبي جعفر (عليه السلام): أما قوله *(فلما نسوا ما ذكروا به)* يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها، وأما قوله *(حتى إذا فرحوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)* يعني قيام القائم (8). الآية السادسة عشرة: قوله تعالى *(فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)*(9) عن أبي عبد الله (عليه السلام): أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية أي قوله *(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم)* إلى *(أعزة على الكافرين)*(10). الآية السابعة عشرة: قوله تعالى *(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا

(هامش)

1 - البحار: 51 / 55 ح 39. 2 - المائدة: 14. 3 - عوالي اللئالي: 3 / 302 باب النكاح. 4 - الحجرات: 54. 5 - الأنعام: 89. 6 - تأويل الآيات: 155. 7 - الأنعام: 44. 8 - تفسير القمي: 1 / 200 مورد الآية من الأنعام. 9 - الأنعام: 89. 10 - تفسير العياشي: 1 / 326 من المائدة ح 135 و369 ح 56. (*)

ص 55

إنا منتظرون)*(1) عن أبي عبد الله (عليه السلام): الآيات الأئمة المنتظرة القائم فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بما تقدمه من آبائه (2). الآية الثامنة عشرة: قوله تعالى في الأعراف *(المص)*(3) في البحار والدمعة والمحجة عن أبي جعفر (عليه السلام) لأبي لبيد: إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة فتذبحه فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي. يا لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تعالى أنزل *(ألم ذلك الكتاب)*(4) فقام محمد حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الألف السابع مائة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من الحروف المقطعة حرف لا ينقضي الأيام إلا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون، فذلك مائة وإحدى وستون. ثم كان به وخروج الحسين بن علي *(ألم)* الله فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس من عند *(المص)* ويقوم قائمنا عند انقضائها بالراء فافهم، ذلك وعد (5). (فاكهة) قال الشيخ الأوحد الشيخ أحمد الإحسائي في بيان الرمز: كان في زماننا رجل من أهل الخلاف يدعي معرفة الحقيقة والرمز، فاجتمع ببعض إخواننا المعاصرين لنا وهو شيخنا الشيخ موسى بن محمد الصائغ، فكان بينهما كلام في بعض المسائل فأخبرني بمجلسهما وأنه كثير الدعوى وهو على مذهب أهل الخلاف في أن الصاحب (عليه السلام) في الأصلاب، فأشار إلي أن أكتب مسألة فيها رمز لا يفهمها حتى ينكسر، وإن فهمها انكسر، لأنها تلزمه مذهب الحق ضرورة وعيانا ومشاهدة وكشفا وإشارة ودلالة وحسنا وجفرا وشرعا وغير ذلك حتى لا يكون له ولمنكره سبيل في أرض أو سماء إلا الإقرار أو الانكسار وهي: بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: روي أنه بعد انقضاء *(المص)* بالمرا يقوم المهدي والألف قد أتى على آخر

(هامش)

1 - الأنعام: 158. 2 - كمال الدين: 18. 3 - الأعراف: 1. 4 - البقرة: 1 - 2. 5 - تفسير العياشي: 2 / 3 في سورة الأعراف ح 3 مع تفاوت. (*)

ص 56

الصاد والصاد عندكم أوسع من الفخذين فكيف يكون إحداهما. وأيضا الواو ثلاثة أحرف ستة وألف وستة وقد مضت ستة الأيام والألف هو التمام ولا كلام فكيف الستة والأيام الأخر وإلا لما حصل العود لأنه سر التنكيس لرمز الرئيس، فإن حصل من الغير الإقرار بالستة الباقية تم الأمر بالحجة وظهر الاسم الأعظم بالألفين القائمين بالحرف الذي هو حرفان من الله، إذ هما أحد عشر وبهما ثلاثة عشر فظهروا والذي هو هاء فأين الفصل؟ ولكن الواحد ما بين الستة والستة مقدر بانقضاء *(المص)* بالمرا فظهر الستة والستين في سدسها الذي هو ربعها وتمام السدس الذي هو الربع بالألف المندمجين فيه وسره تنزل الألف من النقطة الواسعة بالستة والستة الثاني في الليلة المباركة بالأحد عشر وهي هو الذي هو الستر والاسم المستتر الأول الظاهر في سر يوم الخميس، فيستتم السر يوم الجمعة ويجري الماء المعين يوم تأتي السماء بدخان مبين، هذا والكل في الواو المنكوسة من الهاء المهموسة فأين الوصل عند مثبت الفصل؟ ليس في الواحد ولا بينه غير وإلا لكان غير واحد *(وتلك الأمثال نضربها للناس ولكن لا يعقلها إلا العالمون)*(1) تم كلامه (2). قال بعض الفضلاء في حل هذا الرمز: هذا الحديث من أخبارهم الصعبة المستصعبة، هذا واحتمال البداء في أخبارهم من غير الحتمية جار، وهو يرفع إشكال عدم المطابقة في بعض التواريخ كما عرفت بل يمكن أن يخبروا بخبر في رجل فيقع في ولده أو يخبروا في ولده فيقع في ولد ولده، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله أوحى إلى عمران إني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل، فحدث عمران امرأة حسنة بذلك وهي أم مريم فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام فلما وضعتها قالت: *(إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى)*(3) أي لا تكون البنت رسولا، يقول الله عز وجل *(والله أعلم بما وضعت)* فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك (4). وفي العوالم عن غيبة الطوسي قال أبو عبد الله: كان هذا الأمر في فأخره الله ويفعل بعد

(هامش)

1 - العنكبوت: 43. 2 - في تفسير العياشي قريب منه: 2 / 203 ح 2. 3 - آل عمران: 36. 4 - تفسير القمي: 1 / 101 في سورة آل عمران. (*)

ص 57

بذريتي ما يشاء (1). وقال: قد يقوم الرجل بعدل أو يجور وينسب إليه، ولم يكن قام به فيكون ذلك ابنه أو ابن ابنه من بعده وهو (2)، انتهى. فإذا إذا صدر عنهم توقيت على حسب التقدير ذلك اليوم ولم يقع في الموعد ولعله يقع بعد أيام أو شهور أو سنين، ولا حرج إذا أخبروا عن مجرى التقدير ولا كذب. وقد قلنا أنه لا يقع إذا أخبروا حال التحدي وإقامة الحجة فإن أغلب توقيتاتهم التي أخبروا عنها وتحير العلماء في تطبيقها يحمل على ذلك ولا تحير بعد هذا، ويمكن أن يكون العدد عدد الأيام أو الأسابيع أو الشهور أو السنين أو القرون، ويمكن أن يكون نفس العدد العدد الكبير أو العدد الوسيط أو العدد الصغير أو العدد المجموعي أو عدد الزبر أو عدد البينات أو هما معا أو عدد الحروف أو الأبجد المعروف أو أبجد المغاربة أو غيرهم أو عدد كبير الأبجد أو عدد صغير الأبجد أو غير ذلك. ومن كان من أهل الجفر يقدر على تطبيق الأعداد مع الحوادث الماضية بوجه من الوجوه ولكن الحوادث الآتية فلا يحصل منها العلم، لأن الإنسان لا يعلم أن يحاسب بأي تلك الأعداد ولا علم عندي في قول الإنسان يحتمل ويحتمل، ولا فضل فيه. وقال الفاضل المذكور عند شرح قوله: وأيضا الواو ثلاثة أحرف ستة ألف وستة إلى رمز الرئيس (عليه السلام). أقول: قد مضت الإشارة إلى شرح ذلك ونزيد بيانا بالستر الجفري أن اسم الواو ويكتب واو وألف وواو كما ترى، فالواو الأول ستة وهو إشارة إلى الستة الأيام في القوس النزولية أو الغيب أو الدهر والواو الآخر إشارة إلى الستة الأيام في الغيب في القوس الصعودية أو الشهادة والزمان. وقد علم أولو الألباب أن الاستدلال على ما هنالك لا يعلم إلا بما هاهنا، فكما أن نزول الأشياء لم يكن إلا في الحدود الستة، صعودها أيضا لا يكون إلا في الحدود الستة، والألف القائم في الواوين هو الولي الواقف على الطتنجين الناظر في المغربين والمشرقين، والواو فخذاه وهو قائم بهما قيام ظهور، وهما حيتان قائمتان به، وقد عرفت أن الحدود الستة لا قوام لها بدون جوهر يكون ركن وجودها وقوام شهودها، فلا قوام للواو الأول إلا بالألف بداهة وهو التمام ولا كلام، فإنه لا يضر بالمخالف فإذا كان العود على جهة البدء كما قال سبحانه *(كما بدأكم تعودون)*(3) فلا بد وأن يكون للواو الآخر أيضا ألف، ولما

(هامش)

1 - غيبة الشيخ: 428 فصل في بيان عمره. 2 - الكافي: 1 / 535 ح 3. 3 - الأعراف: 29. (*)

ص 58

كان الألفان واحدا بين الرئيس في رمزه الحرف بالتنكيس ليعود على الأول فتبين وظهر لمن نظر وأبصر أن الواو الثاني يحتاج إلى الألف كما يحتاج إليه الواو الأول، فلأجل ذلك نكس الواو الرئيس عجل الله فرجه في رمزه في الاسم الأعظم وهو هذا * 111 مم = 1111 ه‍، فنكس الواو ليدل على دورانه على الألف الأول هكذا وا، فأشار بتنكيس الواو إلى دورانه على الألف الذي هو قطبها وعليه يدور رحاهما، ظاهر بهما وبه قوامهما. إلى هنا مقدار حاجتنا. الآية التاسعة عشرة: قوله تعالى *(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)*(1)، عن كتاب التحصين لابن فهد الحلي صاحب العدة في صفات العارفين في القطب الثالث منه عن كتاب زهد النبي (صلى الله عليه وآله) بإسناده عن عميرة بن نفيل قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: وأقبل على أسامة بن زيد فقال: يا أسامة. وساق الحديث إلى أن قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى علا بكاؤه واشتد نحيبه وزفيره وشهيقه، وهاب القوم أن يكلموه فظنوا أنه لأمر قد حدث من السماء، ثم إنه رفع رأسه فتنفس الصعداء ثم قال: اوه اوه، بؤسا لهذه الأمة، ماذا يلقى منهم من أطاع الله، ويضربون ويكذبون من أجل أنهم أطاعوا الله فأذلوهم بطاعة الله، ألا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله ويحبون من عصى الله، فقال عمر: يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام؟ قال (صلى الله عليه وآله): وأين الإسلام يومئذ يا عمر، إن المسلم كالغريب الشريد، ذلك زمان يذهب فيه الإسلام، ولا يبقى إلا اسمه، ويندرس فيه القرآن فلا يبقى إلا رسمه. قال عمر: يا رسول الله وفيما يكذبون من أطاع الله ويطردونهم ويعذبونهم؟ فقال: يا عمر ترك القوم الطريق وركنوا إلى الدنيا ورفضوا الآخرة وأكلوا الطيبات ولبسوا الثياب المزينات وخدمتهم أبناء فارس والروم، فهم يغتذون في طيب الطعام ولذيذ الشراب وزكي الذبح ومشيد البنيان ومزخرف البيوت ومنجد المجالس، يتبرج الرجل منهم كما تتبرج الزوجة لزوجها وتتبرج النساء بالحلي والحلل المزينة، رأيتهم يومئذ ذي الملوك الجبابرة يتباهون بالجاه واللباس، وأولياء الله عليهم الفناء، شجية ألوانهم من السهر، ومنحنية أصلابهم من القيام، قد لصقت بطونهم بظهورهم من طول الصيام، قد أذهلوا أنفسهم وذبحوها بالعطش طلبا لرضى الله وشوقا إلى

(هامش)

1 - الأعراف: 32. (*)

ص 59

جزيل ثوابه وخوفا من أليم عقابه، فإذا تكلم منهم بحق متكلم أو تفوه بصدق قيل له: اسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة، يتأولون كتاب الله على غير تأويله ويقولون *(قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)* إلى قوله تعالى *(هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله)*(1) عن الصادق (عليه السلام) فهو من الآيات التي تأويلها بعد تنزيلها قال: ذلك بعد قيام القائم، ويقول يوم القيامة *(يقول الذين نسوه من قبل)*(2) أي تركوه *(قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا)*(3) قال: هذا يوم القيامة *(أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم)*(4) أي بطل *(ما كانوا يفترون)*(5). الآية العشرون: قوله تعالى *(قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)*(6). في الدمعة عن الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) عن كتاب علي: أنا وأهل بيتي الذين أورثنا الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (7)، وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل حتى يظهر القائم من أهل بيتي بالسيف فيحويها ويمنعها منهم ويخرجهم كما حواها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومنعها إلا ما كان في أيدي شيعتنا، يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم (8). الآية الحادية والعشرون: قوله تعالى *(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)* إلى قوله *(المفلحون)*(9) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: *(يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)* يعني النبي والوصي والقائم (عليهم السلام)، يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر، والمنكر من أنكر فضل الإمام وجحده *(ويحل لهم الطيبات)* أخذ العلم من أهله *(ويحرم عليهم الخبائث)* قول من خالف *(ويضع عنهم إصرهم)* وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام والأغلال التي كانت عليهم

(هامش)

1 - الأعراف: 53. 2 - الأعراف: 53. 3 - الأعراف: 53. 4 - الأعراف: 53. 5 - الحديث بتفاوت في التحصين لابن فهد: 21 القطب الثالث في فوائدها. 6 - الأعراف: 128. 7 - تأويل الآيات: 184 سورة الأعراف. 8 - الكافي: 1 / 407 ح 1 وتأويل الآيات: 184. 9 - الأعراف: 157. (*)

ص 60

*(والأغلال)* ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام *(فلما عرفوا)* فضل الإمام *(ويضع عنهم إصرهم)* والإصر الذنوب ثم نسبهم فقال *(الذين آمنوا)* يعني بالإمام *(وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)* يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها، والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال *(وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل)* ثم جزاهم فقال *(لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)* والإمام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد الصادقين على الحوض (1). الآية الثانية والعشرون: قوله تعالى *(ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)*(2) عن المفضل بن عمر، قال أبو عبد الله (عليه السلام)، إذا ظهر القائم من ظهر هذا البيت بعث الله معه سبعة وعشرين رجلا، منهم أربعة عشر رجلا من قوم موسى وهم الذين قال الله *(ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)*، وأصحاب الكهف سبعة والمقداد وجابر الأنصاري ومؤمن آل فرعون ويوشع بن نون وصي موسى (3). الآية الثالثة والعشرون: قوله تعالى في سورة الأنفال *(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)*(4) عن أبي جعفر (عليه السلام): لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قام قائمنا بعد سيرى من يدرك ما يكون من تأويل هذه الآية ليبلغن دين محمد (صلى الله عليه وآله) ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض (5). الآية الرابعة والعشرون: قوله تعالى *(وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا أساطير الأولين)*(6). في البحار: يعني تكذيبه بقائم آل محمد، إذ يقول له: لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة كما قال المشركون لمحمد (صلى الله عليه وآله) (7). الآية الخامسة والعشرون: قوله تعالى في سورة البراءة *(وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر)*(8) في البحار، قال: خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه (9).

(هامش)

1 - تأويل الآيات: 185 سورة الأعراف. 2 - الأعراف: 159. 3 - دلائل الإمامة: 247 معرفة وجوب القائم. 4 - الأنفال: 39. 5 - تفسير العياشي: 2 / 56 سورة الأنفال ح 48. 6 - القلم: 15 والمطففين 13. 7 - البحار: 24 / 280 ح 6. 8 - التوبة: 3. 9 - البحار: 51 / 55 ح 40. (*)

ص 61

الآية السادسة والعشرون: قوله تعالى *(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)*(1) عن أبي عبد الله (عليه السلام): والله ما أنزل تأويلها حتى يخرج القائم، فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه، حتى لو كان كافر في بطن صخرة قالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله (2). الآية السابعة والعشرون: قوله تعالى *(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)*(3). في البحار والمحجة والدمعة عن أبي عبد الله (عليه السلام): موسع على شعيتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه حتى يأتيه فيستعين به على عدوه، وهو قول الله عز وجل في كتابه *(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)*(4). الآية الثامنة والعشرون: قوله تعالى *(إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)*(5) عن جابر الجعفي: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تأويل قول الله عز وجل *(إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)* قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال (عليه السلام): يا جابر أما السنة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين (عليه السلام) وأبي وأني وابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماما، حجج الله على خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه، والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد علي أمير المؤمنين وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد، فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم *(فلا تظلموا أنفسكم)*، أي قولوا بهم جميعا تهتدوا (6).

(هامش)

1 - التوبة: 33. 2 - كمال الدين: 670 ح 16 وتفسير فرات: 481 ح 627. 3 - الحجرات: 34. 4 - تفسير العياشي: 2 / 87 سورة براءة. 5 - التوبة: 36. 6 - تأويل الآيات: 209 سورة براءة. (*)

ص 62

الآية التاسعة والعشرون: قوله تعالى *(وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)*(1) عن أبي جعفر (عليه السلام): قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة حتى لا يكون شرك ويكون الدين كله لله. فقال: ولم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال الله تعالى (2). الآية الثلاثون: قوله تعالى في سورة يونس (عليه السلام)*(ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين)*(3) عن الصادق (عليه السلام): المتقون شيعة علي، والغيب الحجة القائم (4). الآية الحادية والثلاثون: قوله تعالى *(قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون)*(5) في الدمعة عن أبي جعفر (عليه السلام): فهو عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم (6). الآية الثانية والثلاثون: قوله تعالى *(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا)*(7) عن الصادق (عليه السلام) قال: نزلت في بني فلان ثلاث آيات: قوله عز وجل *(حتى إذا أخذت الأرض)* إلى *(أو نهارا)* يعني القائم بالسيف *(فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس)* وقوله عز وجل *(ولو فتحنا عليهم بركات كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)*(8) قال أبو عبد الله (عليه السلام): بالسيف، وقوله عز وجل *(فلما رأوا بأسنا إذا هم منها يركضون ولا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون)* يعني القائم يسأل بني فلان عن كنوز بني أمية (9). الآية الثالثة والثلاثون: قوله تعالى *(قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله

(هامش)

1 - التوبة: 36. 2 - تفسير العياشي: 2 / 56 سورة الأنفال. 3 - الأعراف: 71. 4 - كمال الدين: 340 ح 20 باب ما روي عن الصادق من النص على القائم (33). 5 - يونس: 51. 6 - تفسير القمي: 1 / 312 في سورة يونس. 7 - يونس: 24. 8 - الأنعام: 45. 9 - دلائل الإقامة: 469 ح 456 ط. مؤسسة البعثة. (*)

ص 63

يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)*(1) عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يوبخوننا ويكذبوننا أنا نقول: صيحتان يكونان، يقولون: من أين يعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟ قال: فما تردون عليهم؟ قلت: ما نرد عليهم شيئا. قال: قولوا يصدق بها إذا كان من يؤمن بها من قبل إن الله عز وجل يقول *(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)*(2). الآية الرابعة والثلاثون: قوله تعالى في سورة هود *(مثل الفريقين كالأعمى والأصم والسميع والبصير هل يستويان مثلا أفلا تذكرون)*(3) في مجمع النورين وملتقى البحرين للشيخ أبو الحسن المرندي عن عبد الله البشار الأخ الرضاعي للحسين بن علي (عليهما السلام) في حديث طويل له عن الحسين (عليه السلام) قال: اختلاف الصنفين من العجم في لفظ كلمة عدل [إلى أن يقول:] ويسفك فيهم دماء كثيرة ويقتل منهم ألوف ألوف ألوف وخروج الشروس من بلاد الأرومية إلى أذربايجان يسمى بالتبريز، يريد وراء الري الجبل الأحمر بالجبل الأسود لزيق جبال طالقان - فتكون بين الشروس (4) والمروزي وقعة صيلمانية يشيب منه الصغير ويهرم منه الكبير، الله الله فتوقعوا خروجه إلى الزوراء وهي بغداد وهي أرض مشؤومة، هي أرض ملعونة، ويبعث جيشه إلى الزوراء، مائة وثلاثون ألف ويقتل على جسرها إلى مدة ثلاثة أيام سبعون ألف نفس ويفتض اثنا عشر ألف بكر، وترى ماء الدجلة محمرا من الدم ومن نتن الأجساد (5). من سورة الشعراء ومن سورة هود قوله تعالى *(ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة)*(6) عن أبي عبد الله (عليه السلام): العذاب خروج القائم والأمة المعدودة أهل بدر وأصحابه (7). الآية الخامسة والثلاثون: قوله تعالى *(لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد)*(8) عن

(هامش)

1 - يونس: 35. 2 - يونس: 35. 3 - هود: 24. 4 - في المصدر: السروسي. 5 - كمال الدين: 469 باب ذكر من شاهد القائم ح 22 بتفاوت. 6 - هود: 8. 7 - غيبة النعماني: 241 ح 36 باب صفته. 8 - هود: 80. (*)

ص 64

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قوة القائم والركن الشديد الثلاثمائة والثلاثة عشر أصحابه، وقال (عليه السلام): ما كان قول لوط (عليه السلام) لقومه *(لو أن لي بكم قوة أو أوي إلى ركن شديد)* إلا تمنيا لقوة القائم، ولا الركن إلا شدة أصحابه فإن الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا وإن قلبه أشد من زبر الحديد، لو مروا بالجبال الحديد لتدكدكت، لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل (1). الآية السادسة والثلاثون: قوله تعالى *(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)*(2) عن أبي عبد الله (عليه السلام): جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا إليه طول دولة الجور فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): والله لا يكون ما تأملون حتى يهلك المبطلون ويضمحل الجاهلون ويأمن المتقون، وقليل ما يكون حتى لا يكون لأحدكم موضع قدمه، وحتى تكونوا على الناس أهون من الميتة عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذا جاء نصر الله والفتح وهو قول ربي عز وجل في كتابه *(حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)*(3). الآية السابعة والثلاثون: في سورة إبراهيم (عليه السلام) قوله تعالى *(وذكرهم بأيام الله)*(4) عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: أيام الله ثلاثة، يوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة (5). الآية الثامنة والثلاثون: قوله تعالى *(قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل)*(6) عن أبي جعفر (عليه السلام): أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (7). الآية التاسعة والثلاثون: قوله تعالى *(وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم)*(8) عن غير واحد ممن حضر عند أبي عبد الله (عليه السلام) رجل يقول: قد بنيت دار صالح ودار عيسى بن علي وذكر دور العباسية، فقال رجل: أرانا الله خرابها أو خربها بأيدينا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم وأصحابه، أما سمعت الله يقول *(وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم)*(9).

(هامش)

1 - كمال الدين: 673 ح 27 باب في نوادر الكتاب. 2 - يوسف: 110. 3 - دلائل الإمامة: 251 معرفة وجوب القائم. 4 - إبراهيم: 5. 5 - الصراط المستقيم: 2 / 264. 6 - النساء: 77. 7 - تفسير العياشي: 1 / 258 مورد الآية. 8 - إبراهيم: 45. 9 - تفسير العياشي: 2 / 235 مورد الآية. (*)

ص 65

الآية الأربعون: قوله تعالى *(وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)*(1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن مكر بني العباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال (2). الآية الحادية والأربعون: قوله تعالى في سورة الرعد *(شديد المحال)*(3)، في غيبة النعماني عن علي (عليه السلام): إن بين يدي القائم سنين خداعة، يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب، ويقرب فيها الماحل ويتعلق فيها الرويبضة. قلت: ما الرويبضة؟ وما الماحل؟ قال (عليه السلام): أما تقرأون القرآن قوله *(وهو شديد المحال)* قال: قلت: وما الماحل؟ قال: يريد المكار (4) الآية.. قوله تعالى *(أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب)*(5). عن الطبرسي في المجمع عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نقصانها ذهاب عالمها (6). وعن القمي قال: موت علمائها (7). وعن الكافي عن الصادق (عليه السلام)*(ننقصها)* يعني بالموت من العلماء، قال: نقصانها ذهاب عالمها (8). وعن الجوامع: يريد أرض الكفر ننقصها من أطرافها بما يفتح على المسلمين من بلادهم فننقص بلاد الحرب ونزيد في بلاد الإسلام (9). الآية الثانية والأربعون: قوله تعالى في سورة الحجر *(قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون. قال فإنك من المنظرين. إلى يوم الوقت المعلوم)*(10) عن الصادق (عليه السلام): أي وقت قيام قائمنا فيأخذ بناصيته ويضرب عنقه، فذلك إلى يوم الوقت المعلوم (11). الآية الثالثة والأربعون: قوله تعالى *(ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم)*(12) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن ظاهرها الحمد وباطنها ولد المولد والسابع منها القائم (عليه السلام) (13). الآية الرابعة والأربعون من سورة النحل: قوله تعالى *(أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه

(هامش)

1 - إبراهيم: 46. 2 - المصدر السابق. 3 - الرعد: 13. 4 - غيبة النعماني: 278 باب 14. 5 - الرعد: 41. 6 - الكافي: 1 / 38. 7 - تفسير القمي: 1 / 367 مورد الآية. 8 - الكافي: 1 / 38 / ح 6. 9 - بحار الأنوار: 3 / 311 عن الطبرسي. 10 - الحجر: 36 - 38. 11 - دلائل الإمامة: 240 معرفة وجوب القائم. 12 - الحجر: 87. 13 - تفسير العياشي: 2 / 250 سورة الحجر وفيه: ولد الولد. (*)

ص 66

وتعالى عما يشركون)*(1) عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن أول من يبايع القائم (عليه السلام) جبرئيل، ينزل بصورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ورجلا على بيت المقدس، ثم ينادي بصوت ذلق فيسمع الخلائق *(أتى أمر الله فلا تستعجلوه)*(2). وفي غيبة النعماني عن الصادق (عليه السلام) قال: هو أمرنا أمر الله عز وجل فلا تستعجل به، يؤيده بثلاثة أجناد بالملائكة وبالمؤمنين وبالرعب، وخروجه كخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذلك قوله عز وجل *(كما أخرجك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون)*(3). (4) الآية الخامسة والأربعون: قوله تعالى *(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون)*(5) عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): *(وأقسموا بالله)* الخ الآية. فقال لي: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟ قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله لا يبعث الموتى. قال: فقال: تبا لمن قال هذا، هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه. قال: فقال: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع، سيوفهم على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون: بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم (عليه السلام) فبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم، هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب، لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة. قال: فحكى الله قولهم *(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت)*(6). الآية السادسة والأربعون: قوله تعالى *(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون)*(7) سئل أبو عبد الله عن قول الله هذه الآية، قال: هم أعداء الله وهم يمسخون (8) ويقذفون ويسيحون في الأرض (9). الآية السابعة والأربعون: قوله تعالى في سورة بني إسرائيل *(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ثم رددنا لكم الكرة عليهم)* إلى قوله

(هامش)

1 - النحل: 1. 2 - النحل: 1. 3 - الأنفال: 5. 4 - غيبة النعماني: 243 ح 43 باب 13. 5 - النحل: 38. 6 - تأويل الآيات: 258 مورد الآية. 7 - النحل: 45. 8 - الظاهر أن المراد قوم السفياني خ ل. 9 - تفسير العياشي: 2 / 261 سورة النحل. (*)

ص 67

تعالى *(وجعلناكم أكثر نفيرا)*(1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية *(لتفسدن في الأرض مرتين)* قال: قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وطعن الحسن بن علي *(ولتعلن علوا كبيرا)* قال: قتل الحسين، والكرة الرجعة (2). وفي الصافي في ذيل (لكم الكرة) أن في الحديث: هي خروج الحسين في سبعين من أصحابه، عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان، يؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه، وأنه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين جاء الحجة الموت فيكون هو الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته، ولا يلي الوصي إلا الوصي *(فإذا جاء وعد إليهما)* قال: إذا جاء نصر الحسين *(بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار)* قوم يبعثهم الله قبل قيام القائم (عليه السلام) ثم لا يدعون لآل محمد وترا إلا أخذوه *(وكان وعدا مفعولا)*(3). وقد ذكرنا هذه الآية في الثمرة الثالثة من الغصن التاسع في ذكر الآيات المشعرة بالرجعة عموما مفصلا ذكرناها هنا طردا للباب. الآية الثامنة والأربعون: قوله تعالى *(عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا)*(4) عن الصادق (عليه السلام)*(عسى ربكم أن يرحمكم)* أن ينصركم على عدوكم ثم خاطب بني أمية فقال: *(وإن عدتم عدنا)* يعني عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله)*(وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا)*(5). الآية التاسعة والأربعون: قوله تعالى *(ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)*(6) سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى *(ومن قتل)* إلى *(إنه كان منصورا)* قال (عليه السلام): ذلك قائم آل محمد صلوات الله عليه يخرج فيقتل بدم الحسين، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفا وقوله *(فلا يسرف في القتل)* أي لم يكن ليضيع شيئا فيكون

(هامش)

1 - الإسراء: 4 - 5. 2 - تفسير العياشي: 2 / 281 سورة الإسراء، ح 20. 3 - المصدر السابق، وغيبة النعماني: 272 ح 48. 4 - الإسراء: 8. 5 - تفسير القمي: 2 / 14 مورد الآية. 6 - الإسراء: 33. (*)

ص 68

مسرفا، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائهم. وعنه (عليه السلام): إذا قام القائم (عليه السلام) قتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها. فقال: هو كذلك. قلت: فقول الله عز وجل *(ألا تزر وازرة وزر أخرى)*(1) ما معناه؟ فقال: صدق الله في جميع أقواله، لكن ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بايئون أفعال آبائهم ويفتخرون لها، ومن رضي شيئا كمن أتاه، ولو أن رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم بالقائم إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم. قال: فقلت له: بأي شيء يبدأ القائم فيكم؟ قال: يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل (2). الآية الخمسون: سورة بني إسرائيل قوله تعالى *(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)*(3) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل (4). قوله تعالى *(فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم)*(5) عن جابر الجعفي عن الصادق (عليه السلام) يقول: الزم الأرض ولا تحرك يدك ولا رجلك أبدا حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة وتر، وترى مناديا ينادي بدمشق وخسف بقرية من قراها وتسقط طائفة من مسجدها، فإذا رأيت الترك جاوزوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة، وسنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب، وأن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات الأصهب والأبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفياني أخواله كلب، يظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شيئا قط، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلا وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية التي يقول الله تعالى *(فاختلف الأحزاب من بينهم)* إلى *(يوم عظيم)*(6) والحديث طويل فاطلبه في محله (7). الآية الحادية والخمسون: قوله تعالى في سورة مريم *(حتى إذا رأوا ما يوعدون إما

(هامش)

1 - الأنعام: 164. 2 - عيون أخبار الرضا: 1 / 273 ح 5 باب 28. 3 - الإسراء: 81. 4 - الفصول العشرة بتفاوت: 74 فصل 4. 5 - مريم: 37. 6 - مريم: 37. 7 - تفسير العياشي: 1 / 64 سورة البقرة ح 117. (*)

ص 69

العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا)*(1) عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل *(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا)*(2) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا، فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا، الذين أقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت: أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا تعييرا منهم فقال الله: ردا عليهم *(وكم أهلكنا من قبلهم من قرن من الأمم السالفة هي أحسن أثاثا ورئيا)* قلت: قوله *(قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا)*(3) قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا بولايتنا فكانوا ضالين مضلين، فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم شر مكانا وأضعف جندا. قلت: قوله *(حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا)* قال: أما قوله *(حتى إذا رأوا ما يوعدون)* فهو خروج القائم وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدي وليه فذلك قوله *(من هو شر مكانا)* نعني عند القائم *(وأضعف جندا)* قلت: قوله *(ويزيد الله الذين اهتدوا هدى)*(4) قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه قلت: قوله *(لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)*(5) قال: إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من بعده فهو العهد عند الله. قلت: قوله *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)*(6) قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الود الذي قال الله. قلت: قوله *(فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا)*(7) قال: إنما يسرناه على لسانه حين قام أمير المؤمنين (عليه السلام) علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين وهم الذين

(هامش)

1 - مريم: 75. 2 - مريم: 73. 3 - مريم: 75. 4 - مريم: 76. 5 - مريم: 87. 6 - مريم: 96. 7 - مريم: 97. (*)

ص 70

ذكرهم الله في كتابه *(لدا)* أي كفارا (1). الآية الثانية والخمسون: قوله تعالى في سورة طه *(يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما)*(2) عن الصادق (عليه السلام) قال: ما بين أيديهم ما مضى من أخبار الأنبياء، وما خلفهم من أخبار القائم (3). الآية الثالثة والخمسون: قوله تعالى *(ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما)*(4) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أخذ الله الميثاق على النبيين وقال *(ألست بربكم قالوا بلى)* وأن هذا محمدا رسولي، وأن عليا أمير المؤمنين والأوصياء من بعده ولاة أمري وخزان علمي، وأن المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي فأنتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها *(قالوا أقررنا ربنا وشهدنا)* ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لآدم عزيمة على الإقرار وهو قول الله تعالى *(ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما)*(5). الآية الرابعة والخمسون: قوله تعالى *(فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى)*(6) عن موسى بن جعفر (عليهما السلام): سألت أبي عن هذه الآية قال: الصراط هو القائم، والمهدي ومن اهتدى إلى طاعته (7). ومثلها في كتاب الله *(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)*(8) قال: إلى ولايتنا. وفي كثير من الروايات أنها في الأئمة وولايتهم (9). الآية الخامسة والخمسون: قوله تعالى *(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين)* إلى قوله *(لعلكم تسألون)* إلى قوله تعالى *(خامدين)*(10) عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله عز وجل *(فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون)*(11) قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم فيقول لهم الروم: لا ندخلنكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان

(هامش)

1 - تفسير القمي: 2 / 57 سورة مريم. 2 - طه: 110. 3 - تفسير القمي: 2 / 65 سورة طه. 4 - طه: 115. 5 - تأويل الآيات: 313 سورة طه. 6 - طه: 135. 7 - تأويل الآيات: 317 سورة طه. 8 - طه: 82. 9 - تأويل الآيات: 309 والبصائر: 78 وتفسير فرات: 257 سورة طه. 10 - الأنبياء: 11 - 15. 11 - الأنبياء: 13. (*)

ص 71

فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم (عليه السلام): لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم. قال: فيدفعونهم إليهم فذلك قوله *(ارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون)* قال: يسألونهم الكنوز ولهم علم بها. قال فيقولون: *(يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعويهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين)*(1) بالسيف، وهو سعيد بن عبد الملك الأموي صاحب سعيد بالرحبة (2). الآية السادسة والخمسون: قوله تعالى *(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)*(3) عن الصادق (عليه السلام): الكتب كلها ذكر الله *(إن الأرض يرثها عبادي الصالحون)* قال: القائم (عليه السلام) وأصحابه (4). وعن أبي جعفر (عليه السلام)*(إن الأرض يرثها عبادي الصالحون)* هم أصحاب المهدي في آخر الزمان (5). الآية في سورة الأنبياء *(أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون)*(6). الآية السابعة والخمسون: قوله تعالى في سورة الحج *(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير)*(7) عن أبي جعفر (عليه السلام): في القائم (عليه السلام) وأصحابه (8). وعن الصادق (عليه السلام): العامة يقولون نزلت في رسول الله لما أخرجته قريش من مكة، وإنما هو القائم (عليه السلام) إذا خرج يطلب بدم الحسين (عليه السلام)، وهو قوله: نحن أولياؤكم في الدم وطلب الدية (9). الآية الثامنة والخمسون: قوله تعالى *(الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)*(10) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: هذه لآل محمد (صلى الله عليه وآله)، المهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله عز وجل به وأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولله عاقبة الأمور (11). الآية التاسعة والخمسون: قوله تعالى *(ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن

(هامش)

1 - الأنبياء: 14 - 15. 2 - تأويل الآيات بتفاوت: 320 سورة الأنبياء. 3 - الأنبياء: 105. 4 - تفسير القمي: 2 / 77 سورة الأنبياء. 5 - مجمع البيان: 7 / 66 وتأويل الآيات: 1 / 332. 6 - الرعد: 41. 7 - الحج: 39. 8 - تأويل الآيات: 334 سورة الحج. 9 - تفسير القمي: 2 / 84 سورة الحج. 10 - الحج: 41. 11 - تفسير القمي: 2 / 87. (*)

ص 72

يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)*(1). في البحار في باب النصوص من الله ومن آبائهم (عليهم السلام) عن كعب الأحبار قال في الخلفاء: هم اثنا عشر فإذا كان عند انقضائهم وأتى طبقة صالحة مد الله لهم في العمر، كذلك وعد الله هذه الأمة ثم قرأ *(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)*(2) قال: وكذلك فعل الله عز وجل ببني إسرائيل، وليس بعزيز أن يجمع هذه الأمة يوما أو نصف يوم *(وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)*(3). الآية الستون: قوله تعالى *(ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور)*(4) في تفسير علي بن إبراهيم هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أخرجته قريش من مكة وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه فعاقبهم الله يوم بدر، فقتل عتبة وشيبة والوليد وأبا جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطلب بدمائهم فقتل الحسين (عليه السلام) وآل محمد (صلى الله عليه وآله) بغيا وعدوانا وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر: ليت أشياخي ببدر شهدوا * وقعة الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل وقال أيضا: يا ليت أشياخنا الماضين بالحضر * حتى يقيسوا قياسا لا يقاس به أيام بدر فكان الوزن بالقدر فقال الله تعالى *(ومن عاقب)* يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله)*(بمثل ما عوقب به)* حين أرادوا أن يقتلوه *(ثم بغي)* عليه *(لينصرنه الله)* يعني بالقائم (عليه السلام) من ولده (5). الآية الحادية والستون: قوله تعالى في سورة المؤمنون *(فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)*(6) عن أبي الحسن موسى (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى خلق الأرواح

(هامش)

1 - الحج: 47. 2 - النور: 55. 3 - البحار: 25 / 73 ح 63. 4 - الحج: 60. 5 - تفسير القمي: 2 / 87. 6 - المؤمنون: 101. (*)

ص 73

قبل الأجساد بألفي عام ثم خلق الأبدان بعد ذلك، فما تعارف منها في السماء تعارف في الأرض وما تناكر منها في السماء تناكر في الأرض، فإذا قام القائم ورث الأخ في الدين ولم يورث الأخ في الولادة، وذلك قول الله عز وجل في كتابه *(قد أفلح المؤمنون)* *(فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون)*(1). (2) الآية الثانية والستون: قوله تعالى في سورة النور *(الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح)* إلى قوله تعالى *(يهدي الله لنوره من يشاء)*(3) الآية. عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخلت إلى مسجد الكوفة وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يكتب بإصبعه وتبسم، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما الذي يضحكك؟ فقال (عليه السلام): عجبت لمن يقرأ هذه الآية ولم يعرفها حق معرفتها! فقلت له: أي آية يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): قوله تعالى *(الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة)* المشكاة محمد (صلى الله عليه وآله)*(فيها مصباح)* أنا المصباح *(في زجاجة)* الزجاجة الحسن والحسين *(كأنها كوكب دري)* هو علي بن الحسين *(يوقد من شجرة مباركة)* محمد بن علي *(زيتونة)* جعفر بن محمد *(لا شرقية)* موسى بن جعفر *(ولا غربية)* علي بن موسى الرضا *(يكاد زيتها يضئ)* محمد بن علي *(ولو لم تمسسه نار)* علي بن محمد *(نور على نور)* الحسن بن علي *(يهدي لنوره من يشاء)* القائم المهدي (عليه السلام)*(ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم)*(4) والروايات في أن الآية نزلت في أهل البيت كثيرة (5). الآية الثالثة والستون: قوله تعالى *(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)*(6) عن أبي عبد الله (عليه السلام): نزلت في علي ابن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ولده *(وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا)* قال: عني به ظهور القائم (7). في كنز الواعظين للفاضل المحدث البرغاني عن غيبة النعماني عن الصادق (عليه السلام): إذا كان

(هامش)

1 - المؤمنون: 1 و101. 2 - دلائل الإمامة: 260 معرفة وجوب القائم (عليه السلام). 3 - النور: 35. 4 - مصباح الهداية: 250، وغاية المرام: 317 وبصائر الدرجات: 200 ح 19. 5 - تأويل الآيات: 365 مورد الآية. 6 - النور: 55. 7 - تأويل الآيات: 365 مورد الآية. (*)

ص 74

ليلة الجمعة أهبط الرب تعالى ملائكة إلى سماء الدنيا، فإذا طلع الفجر نصب لمحمد وعلي والحسن والحسين منابر من نور عند البيت المعمور فيصعدون عليها ويجمع لهم الملائكة والنبيين والمؤمنين وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس قال رسول الله: يا رب، ميعادك الذي وعدت في كتابك وهو هذه الآية *(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)* الخ. ويقول الملائكة والنبيون مثل ذلك، ثم يخر محمد وعلي والحسن والحسين سجدا ثم يقولون: يا رب اغضب فإنه قد هتك حريمك وقتل أوصياؤك وأذل عبادك الصالحون، فيفعل الله ما يشاء وذلك وقت معلوم (1). الآية الرابعة والستون: قوله تعالى *(بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا)*(2) عن مفضل قلت لأبي عبد الله: ما قول الله في هذه الآية؟ قال: الليل اثنتا عشر ساعة والشهور اثنا عشر شهرا والأئمة اثنا عشر إماما والنقباء اثنا عشر نقيبا، وإن عليا ساعة من اثنتي عشرة ساعة وهو قول الله عز وجل *(بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا)*(3). وعنه (عليه السلام): إن الليل والنهار اثنتي عشر ساعة وإن علي بن أبي طالب أشرف ساعة من اثنتي عشرة ساعة وهو قوله تعالى *(بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا)*(4). الآية الخامسة والستون: قوله تعالى *(الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا)*(5) عن محمد بن الحسن عن علي بن أسباط قال: روى أصحابنا في قول الله *(الملك يومئذ)* الخ. قال: الملك للرحمن اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم، ولكن إذا قام القائم (عليه السلام) لم يعبد إلا الله عز وجل (6). الآية السادسة والستون: قوله تعالى في سورة الشعراء *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*(7) عن عبد الله بن سنان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)

(هامش)

1 - بحار الأنوار: 52 / 297 وغيبة النعماني: 147. 2 - الفرقان: 11. 3 - 4 - تفسير القمي: 2 / 464 والبحار: 24 / 231 ح 54. 5 - الفرقان: 26. 6 - تأويل الآيات: 1 / 173 وتفسير البرهان: 3 / 162. 7 - الشعراء: 4. (*)

ص 75

فسمعت رجلا من همدان يقول: إن هؤلاء العامة يغيرون ويقولون: إنكم تزعمون أن مناديا ينادي باسم صاحب هذا الأمر، وكان متكئا فغضب وجلس، ثم قال: لا ترووه عني وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني سمعت أبي يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)* فلا يبقى في الأرض يومئذ إلا خضع وذلت رقبته، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء، ألا إن الحق في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وشيعته. قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض ثم ينادي ألا إن الحق في عثمان بن عفان فإنه قتل مظلوما فاطلبوا بدمه. قال: *(فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت)* على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولوننا ويقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت، ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام)*(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)*(1). (2) الآية السابعة والستون: قوله تعالى *(أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون)*(3) الآية عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في هذه الأمة خروج القائم (عليه السلام)*(ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)*(4) قال: هم بنو أمية الذين متعوا بدنياهم (5). الآية الثامنة والستون: قوله تعالى *(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)*(6) عن النبي (صلى الله عليه وآله): من أحب أن يتمسك بديني ويركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب وليعاد عدوه وليوال وليه، فإنه خليفتي ووصيي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي، وهو أمير كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدي، قوله قولي وأمره أمري ونهيه نهيي وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي، ثم قال (صلى الله عليه وآله): من فارق عليا بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة، ومن خالف عليا حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار، ومن خذل عليا خذله الله

(هامش)

1 - القمر: 2. 2 - غيبة النعماني: 261 ح 20. 3 - الشعراء: 206. 4 - الشعراء: 207. 5 - تأويل الآيات: 1 / 393 والبحار: 24 / 372 ح 96. 6 - الشعراء: 227. (*)

ص 76

يوم يعرض عليه، ومن نصر عليا نصره الله يوم يلقاه ولقاه حجته عند المنازلة، ثم قال (صلى الله عليه وآله): الحسن والحسين إماما أمتي بعد أبيهما وسيدا شباب أهل الجنة، وأمهما سيدة نساء العالمين، وأبوهما سيد الوصيين، وولد الحسين (عليه السلام) تسعة أئمة، تاسعهم القائم (عليه السلام) من ولدي، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم والمضيعين لحقهم بعدي وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا لعترتي وأئمة أمتي ومنتقما من الجاحدين لحقهم *(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)*(1). الآية التاسعة والستون: قوله تعالى في سورة النمل *(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض)*(2) أول المضطر بالمهدي: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن القائم (عليه السلام) إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل القبلة ويجعل ظهره إلى المقام، ثم يصلي ركعتين، ثم يقوم فيقول: يا أيها الناس أنا أولى الناس بآدم، يا أيها الناس أنا أولى الناس بإبراهيم، يا أيها الناس أنا أولى الناس بإسماعيل، يا أيها الناس أنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله)، ثم يرفع يديه إلى السماء ويدعو ويتضرع حتى يقع على وجهه وهو قول الله عز وجل *(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون)*(3). الآية السبعون: قوله تعالى في سورة القصص *(ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)*(4) عن الباقر والصادق (عليهما السلام): إن فرعون وهامان هاهنا، هما شخصان من جبابرة قريش يحييهما الله تعالى عند قيام القائم (عليه السلام) من آل محمد في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا (5). والروايات في أن هذه الآية نزلت في الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله) كثيرة، ذكر جلها السيد الأجل المحدث البحراني في تفسير البرهان وغيره. الآية الحادية والسبعون: قوله تعالى في سورة العنكبوت *(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن

(هامش)

1 - كمال الدين: 261 ح 6. 2 - النمل: 62. 3 - البحار: 51 / 59 ح 56، وتفسير البرهان: 3 / 208 ح 5. 4 - القصص: 5. 5 - تفسير البرهان: 3 / 220 ح 1. (*)

ص 77

يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)*(1) روى المفيد في الإرشاد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا، فلا يبقى منكم إلا ندر ثم قرأ قوله *(ألم أحسب الناس)* الآية (2). الآية الثانية والسبعون: قوله تعالى *(ولئن جاء نصر من ربك)*(3) يعني القائم (عليه السلام)*(ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين)*(4). الآية الثالثة والسبعون: قوله تعالى في سورة الروم *(ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون)* إلى قوله تعالى *(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)*(5) عن أبي عبد الله (عليه السلام) حين سئل عن تفسير *(ألم غلبت الروم)* قال (عليه السلام): هم بنو أمية وإنما أنزلها الله عز وجل: *(ألم غلبت الروم)* بنو أمية *(في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)* عند قيام القائم (عليه السلام). وعن علي (عليه السلام): قوله تعالى: *(ألم غلبت الروم)* فينا وفي بني أمية (6). الآية الرابعة والسبعون: قوله تعالى *(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر)*(7) الآية، عن أبي عبد الله (عليه السلام): الأدنى عذاب السقر والأكبر المهدي (عليه السلام) بالسيف في آخر الزمان (8). الآية الخامسة والسبعون: قوله تعالى *(قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون)*(9) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم (عليه السلام)، لا ينفع أحدا تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا وبعد هذا الفتح موقنا، فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم الله عنده قدره وشأنه، ويزخرف له يوم القيامة والبعث جنانه، وتحجب عنه نيرانه،

(هامش)

1 - العنكبوت: 1 - 2. 2 - الإرشاد: 2 / 375 وفيه: إلا القليل، وبالهامش: الأندر. 3 - العنكبوت: 10. 4 - البحار: 9 / 229 ح 118. 5 - الروم: 1 - 2 - 3. 6 - تفسير البرهان: 3 / 257 ح 1 وتأويل الآيات: 1 / 434 ح 2. 7 - 8 - معجم أحاديث الإمام المهدي: 5 / 342 عن المحجة: 173 وفيه: الأدنى القحط والجدب. 9 - السجدة: 29. (*)

ص 78

وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولذريته الطيبين (1). الآية السادسة والسبعون: في سورة لقمان *(وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)*(2) في الدمعة عن الكفاية عن محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر (عليهما السلام) عن هذه الآية قال (عليه السلام): النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب. قال: فقلت له: فيكون في الأئمة من يغيب؟ قال: نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا، يسهل الله تعالى له كل عسير، ويذلل كل صعب، ويظهر له كنوز الأرض، ويقرب عليه كل بعيد (3). الآية السابعة والسبعون: قوله تعالى في سورة الأحزاب *(ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن نجد لسنة الله تبديلا)*(4). في كنز البرغاني عن ابن أبي الحديد في شرح خطبة نهج البلاغة المشتملة على ذكر بني أمية ثم قال: ومنها فانظروا أهل بيت نبيكم، فإن لبدوا فالبدوا، وإن استنصروكم فانصروهم، ليفرجن الله برجل منا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماء لا يعطيهم إلا السيف هرجا هرجا موضوعا على عاتقه ثمانية حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا، يغريه الله ببني أمية حتى يجعلهم حطاما ورفاتا *(ملعونين أينما ثقفوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا)*. ثم قال ابن أبي الحديد: فإن قيل: من هذا الرجل الموعود؟ قيل: أما الإمامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر وأنه ابن أمة اسمها نرجس. وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد وليس موجودا الآن. فإن قيل: فمن يكون من بني أمية في ذلك الوقت موجودا حتى يقول (عليه السلام) في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم؟ قال: أما الإمامية فيقولون بالرجعة ويزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم من بني أمية وغيرهم إذا ظهر إمامهم المنتظر وأنه يقطع أيدي أقوام وأرجلهم ويسمل عيون بعضهم ويصلب قوما آخرين وينتقم من أعداء آل محمد (صلى الله عليه وآله) المتقدمين والمتأخرين إلى آخر كلامه (5).

(هامش)

1 - تأويل الآيات: 2 / 445 ح 9. 2 - لقمان: 20. 3 - بحار الأنوار: 51 / 150 ح 2. 4 - 5 - شرح النهج لابن أبي الحديد: 7 / 58 الخطبة 97. (*)

ص 79

الآية قوله تعالى في سورة الأحزاب *(يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله لعل الساعة تكون قريبا)*(1) في تفسير مفتاح الجنان عن البحار عن المفضل عن الصادق (عليه السلام) هل للمأمول المنتظر المهدي من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا. قلت: يا سيدي لم ذلك؟ قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى *(يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض)* الآية، وهو الساعة التي قال الله تعالى *(ويسألونك عن الساعة أيان مرساها)*(2) وقال *(وعنده علم الساعة)*(3) ولم يقل إنها عند واحد، وقال *(هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها)*(4) وقال *(اقتربت الساعة وانشق القمر)*(5) وقال *(ما يدريك لعل الساعة تكون قريبا يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنه الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد)*(6) قلت: فما معنى يمارون؟ قال: يقولون: متى ولد؟ ومن رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ كل ذلك استعجالا لأمر الله وشكا في قضائه. الخبر (7). وعن الكافي مسندا عن الصادق (عليه السلام) في حديث: أما قوله *(حتى إذا رأوا ما يوعدون)*(8) فهو خروج القائم (عليه السلام) وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدي قائمه - الخبر - *(قل إنما علمها عند الله)* لا يعلمها غيره *(وما يدريك)* يا محمد أي: أي شيء يعلمك عن الساعة متى يكون قيامها، أي أنت لا تعرفه، ثم قال *(لعل الساعة تكون قريبا)*(9) أي قريبا مجيئها (10). قوله تعالى في سورة سبأ *(وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين)*(11) عن محمد بن صالح الهمداني كتبت إلى

(هامش)

1 - الأحزاب: 63. 2 - الأحزاب: 63. 3 - الزخرف: 85. 4 - محمد: 18. 5 - القمر: 1. 6 - الشورى: 18. 7 - البحار: 53 / 2 باب 25، وينابيع المودة: 3 / 251. 8 - مريم: 75 والجن: 24. 9 - الأحزاب: 63. 10 - أصول الكافي: 1 / 431 ح 90 والبحار: 24 / 332. 11 - سبأ: 18. (*)

ص 80

صاحب الزمان: إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك أنهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله. فكتب: ويحكم أما تقرؤون ما قال الله *(وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة)*(1) فنحن والله القرى التي بارك الله فيها وأنتم القرى الظاهرة (2). الآية الثامنة والسبعون: قوله تعالى *(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد)*(3) إلى آخر السورة، عن أبي جعفر (عليه السلام): يكون لصاحب هذا الأمر غيبة - وذكر حديثا طويلا يتضمن غيبة صاحب الأمر وظهوره إلى أن قال - فيدعو الناس - يعني القائم (عليه السلام) - إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) والبراءة من عدوه، ولا يستمر أحدا حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذهم من تحت أقدامهم وهو قول الله تعالى *(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به)* يعني بقائم آل محمد *(وقد كفروا به)* يعني بقائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) إلى آخر السورة. فلا يبقى منهم إلا رجلان يقال [لهما]: وتر ووتيرة من مراد، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى فيخبران الناس بما فعل بأصحابهم. والحديث طويل اكتفينا بقدر الحاجة (4). الآية في سورة يس *(وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون)*(5). عن كتاب الغيبة للسيد علي عن السجاد (عليه السلام) قال: يقتل القائم من أهل المدينة حتى ينتهي إلى الأجفر ويصيبهم مجاعة شديدة، قال (عليه السلام): فيصبحون وقد نبتت لهم ثمرة يأكلون منها ويتزودون وهو قوله تعالى *(وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون)*(6) الخبر (7). الآية التاسعة والسبعون: قوله تعالى في سورة الصافات *(وإن من شيعته لإبراهيم)*(8) سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) عن تفسير هذه الآية، فقال: إن الله

(هامش)

1 - سبأ: 18. 2 - كتاب الغيبة للطوسي: 345. 3 - سبأ: 51. 4 - بحار الأنوار: 52 / 342. 5 - يس: 33. 6 - يس: 33. 7 - البحار: 52 / 387 عن الغيبة. 8 - الصافات: 83. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج1)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب