الفصل التاسع عشر
الامام السابع موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام
يعرّف المهدي باسم آبائه عليهما السلام
1 ـ كمال الدين : ج 2 ص 361
حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدثنا علي بن ابراهيم
بن هاشم عن أبيه عن صالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمن قال :
دخلت على موسى بن جعفر عليهما السلام فقلت له : يابن رسول الله أنت القائم بالحق؟
فقال : انا القائم بالحق ولكن الذي يطهر الارض من اعداء الله عزّ وجلّ يملأَها
عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفاً
على نفسه يرتد فيها اقوام ويثبت فيها آخرون.
ثم قال : طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على
موالاتنا والبرائة من اعدائنا اولئك منا نحن منهم فقد رضوا بنا ائمة ورضينا بهم
شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة.
ورواه في كفاية الاثر ص 265 قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن حمزة عن
عمه الحسن بن حمزة عن عليّ بن ابراهيم بعين ما تقدم عن كمال الدين : سنداً
ومتناً.
2 ـ الكافي : ج 1 ص 271
علي بن محمد ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن
أبيه ، عن جده ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليها السلام قال : اذا فقد
( 339 )
الخامس من ولد السابع فالله الله في اديانكم لا يزيلكم عنها احد يا بني إنه لابد
لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به ، إنما هي
محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً اصحّ من
هذا لا تبعوه ، قال : فقلت : يا سيّدي من الخامس من ولد السّابع؟ فقال : يا بنيَّ!
عقولكم تصغر عن هذا واحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف
تدركونه.
ورواه في كمال الدين : ج 2 ص 359 قال:
حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن
عبدالله ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن أبيه عن جده
محمد بن علي عن علي بن جعفر ، عن اخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : إذا فقد
الخامس من ولد السابع فالله الله في اديانكم لا يزيلنكم ، أحد عنها ، يابني انه لا
بد من الامر من غييبة حتى يرجع من هذا الامر من كان يقول به ، انما هي محنة
من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم واجدادكم ديناً اصح من هذا
لا تبعوه.
فقلت : يا سيدي وما الخامس من ولد السابع؟ فقال : يا بني عقولكم
تضعف عن ذلك واحلامكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا فسوف
تدركونه.
ورواه في كفاية الاثر : ص 264 قال : حدثنا علي بن محمد السندي عن
محمد بن الحسن عن سعد بن عبدالله بعين ما تقدم عن « الاكمال » سنداً ومتناً.
ورواه الشيخ في الغيبة كما في البحار : ج 52 ص 113 عن سعد بن عبدالله
بعين ما تقدم عن الاكمال : سنداً ومتناً الى قوله امتحن الله بها خلقه.
ورواه في غيبة النعماني : وعلل الشرائع : كما في البحار : ج 51 ص 150.
3 ـ من لا يحضره الفقيه : ص 519
وقد وردت الاخبار الصحيحة بالاسانيد القوية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اوصى بامر الله تعالى ذكره الى علي بن ابي طالب عليه السلام واوصى علي بن ابي
طالب عليه السلام الى « الحسن » واوصى الحسن الى « الحسين » واوصى الحسين
( 340 )
الى « علي بن الحسين » واوصى علي بن الحسين الى ابنه « محمد بن علي الباقر »
واوصى محمد بن علي الباقر الى « جعفر بن محمد الصادق » واوصى جعفر بن
محمد الصادق الى « موسى بن جعفر الكاظم » واوصى موسى بن جعفر الى ابنه
«علي بن موسى الرضا » واوصى علي بن موسى الرضا الى ابنه « محمد بن علي
الجواد » واوصى محمد بن علي ابنه « علي بن محمد » واوصى علي بن محمد ابنه
«الحسن بن علي » واوصى الحسن بن علي الى « ابنه حجة الله القائم بالحق » الذي
لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأَها عدلاً
وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.
4 ـ اثبات الهداة : ج 7 ص 48
قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن حمزة ، عن عمه الحسن بن حمزة ، عن
علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن محمد بن زياد الازدي يعني ابن أبي عمير ، عن
موسى بن جعفر عليهما السلام في حديث قال : قلت له الائمة تكون فيهم من تغيب؟
قال : نعم يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره
وهو الثاني عشر منّا.
5 ـ كفاية الاثر : ص 266
حدثنا محمد بن عبدالله بن حمزة ، عن عمّه (الحسن بن حمزة) عن علي
بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه ، عن أبي احمد بن زياد الازدي قال : سألت سيدي
موسى بن جعفر عن قول الله عزّ وجلّ : (واسبغ عليكم نعمه ظاهرة
وباطنه)(1) قال : النعمة الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب ، قال : فقلت
له فيكون في الائمة من يغيب؟ قال : نعم يغيب عن ابصار الناس شخصه ولا
يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا ، يسهل الله تعالى له كل
عسر ويذلل كل صعب ويظهر له كنوز
____________
(1) سورة لقمان ، الآية 20 .
( 341 )
الارض ويقرب عليه كل بعيد ويبتر كل
جبار عنيد ويهلك على يده كل شيطان مريد ذلك ابن سيدة الاماء الذي يخفى
على الناس ولادته ولا تحل لهم تسميته حتى يظهره الله فيملأَ به الارض قسطاً
وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
ورواه في كمال الدين : ج 2 ص 40
عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن
ابراهيم بن هاشم عن ابنه عن حماد بن زياد الازدي يعينه.
6 ـ من لا يحضره الفقيه : ص 90
روى بسنده ، عن عبدالله بن جندب ، عن موسى بن جعفر عليهما السلام انه قال :
تقول في سجدة الشكر : اللهم اني اشهدك واشهد ملائكتك وانبيائك ورسلك
وجميع خلقك انك انت الله ربي والاسلام ديني ومحمد نبيي وعلي بن ابي
طالب والحسن والحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر
وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجّة بن
الحسن بن علي ائمتي بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرء ، الدعاء.
( 342 )
الفصل العشرون
الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليهما السلام
يعرّف المهدي باسم آبائه عليهما السلام
1 ـ كمال الدين : ج 2 ص 376
حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي
بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : قلت للرضا : أنت صاحب الاَمر
فقال : أنا صاحب الامر ولكني لست بالذي أملاَها عدلاً كما ملئت جوراً وكيف
أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ولكن القائم هو الذي اذا خرج كان من
سن الشيوخ ومنظر الشبان قوي في بدنه حتى لو مد يده الى أعظم شجرة على
وجه الارض لقلعها ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا
موسى وخاتم سليمان ذاك الرابع من ولدي يغيبه الله في ستره ما شاء الله ثم
يظهره فيملأَ به الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
2 ـ الفصول المهمة : لابن الصباغ المالكي وهو من علماء اهل السنة : ص 230
روي عن أبي الصّلت رحمه الله قال قال دعبل رضي الله عنه لمّا أنشدت مولاي
الرّضا هذه القصيدة وأنتهيت إلى قولي :
خروج امـام لا محـالة قـائم * يـقوم عـلى اسـم الله والـبركات
يـمـيـز فـينـا حـقٍّ وبـاطـل * ويجزى على النعماء والنقمات
بكى الرّضا ثمّ رفع رأسه وقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا
( 343 )
البيت أتدري من هذا الاِمام الذي تقول؟ قلت : لا أدري إلا أنّي سمعت يا مولاي
بخروج إمام منكم يملأَ الاَرض عدلاً فقال : يا دعبل الاِمام بعدي محمد ابني
وبعده عليّ ابنه وبعد عليّ ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في
غيبته المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدّنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم
حتى يخرج فيملأَ الاَرض عدلاً كما ملئت جوراً.
ورواه بعينه من علماء أهل التسنّن أيضاً الشبراوي في الاتحاف بحبّ
الاشراف وكذا من علمائهم الحمويني الشافعي في فرائد السمطين : ورواه
الصّدوق في كمال الدين : ج 2 ص 373 قال حدثنا احمد بن زياد بن جعفر
الهمداني قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن ابيه عن عبد السلام بن
صالح الهروي فذكر الحديث بعينه.
ورواه في كفاية الاثر : ص 270 قال حدثنا محمد بن عبدالله بن حمزة قال :
حدثنا عمي الحسن ، قال : حدثنا علي بن ابراهيم فذكر الحديث بعين ما تقدم
عن كمال الدين : سنداً ومتناً.
3 ـ كمال الدين : ج 2 ص 480
حدثنا محمد بن ابراهيم ، بن اسحاق رحمه الله قال : حدثنا احمد بن محمد
الهمداني قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه عن أبي الحسن
علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي
كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولم ذلك يابن رسول الله؟ قال : لان
امامهم يغيب عنهم قلت : ولم؟ قال : لئلا يكون في عنقه لاحد بيعة اذا قام
بالسيف.
أقول : الصحيح الرابع من ولدي كما يشهد به غيره من الاحاديث
المتواترة مضافاً الى ان الغيبة لم تقع في الثالث وكان في عنقه بيعة كما هو من
بديهيّات التاريخ.
4 ـ كمال الدين : ج 2 ص 371
حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رحمه الله قال : حدثنا علي بن ابراهيم
بن
( 344 )
هاشم ، عن أبيه عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد قال : قال علي بن
موسى الرضا عليه السلام : لا دين لمن لا ورع له ولا ايمان لمن لا تقية له وان اكرمكم
عند الله اعملكم بالتقية فقيل له : يابن رسول الله الى متى؟
قال : الى يوم الوقف المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقية قبل
خروج قائمنا فليس منا ، فقيل له : يابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟
قال : الرابع من ولدي ابن سيدة الاماء ، يطهر الله به الارض من كلّ جور
يقدّسها من كل ظلم ، وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل
خروجه ، فاذا خرج أشرقت الارض بنوره ووضع ميزان العدل ببن الناس فلا
يظلم أحد أحداً ، وهو الذي تطوى له الاَرض ولا يكون له ظل وهو الذي ينادي
مناد من السماء باسمه يسمعه جميع أهل الاَرض بالدعاء اليه يقول : ألا إن حجّة
الله قد ظهر عند بيت الله فاتّبعوه ، فإن الحقّ مع وفيه وهو قول الله عزّ وجلّ : (إن
نشأ تنزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين).
ورواه في كفاية الاثر : ص 323 عن محمد بن علي عن احمد بن زياد
فذكر الحديث بعينه سنداً ومتناً.
ورواه بعينه في ينابيع المودّة وهي من كتب أهل السنة ـ ص 448 ط
اسلامبول وزاد في آخره : وقول الله عزّ وجلّ يوم ينادي المنادي من مكان قريب
ويسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج أي خروج ولدي القائم المهدي.
5 ـ تاريخ مواليد الائمة على ما في كشف الاستار : ص 36
روى باسناده عن أبي بكر احمد بن نصر بن عبدالله بن الفتح الدارع
النهرواني حدثنا صدقة بن موسى حدثنا ابي عن الرضا عليه السلام قال : الخلف الصالح
من ولد أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان وهو المهدي.
ونقله في الفصول المهمة : ص 274 (وهو من كتب أهل السنّة) عن ابن
الخشاب في الكتاب المذكور لكنّه سمّاه مواليد اهل البيت.
6 ـ كمال الدين ج2 ص376
أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، قال : قلت للرضا عليه السلام : أنت صاحب الأمر ؟ فقال : أنا صاحب هذا الامر ، قال : قلت للرضا عليه السلام : أنت صاحب الأمر ؟ فقال : أنا صاحب هذا الامر ، ولكني لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ، وأن القائم هو الذي اذا خرج كان في سن الشيوخ ، ومنظر الشبان قوياً في بدنه ، حتى لو مد يده الى أعظم شجرة على وجه الارض لقعها ، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها . يكون معه عصى موسى ، وخاتم سليمان عليهما السلام ، ذاك الرابع من ولدي ، يغيبه الله في ستره ما شاع ثم يظهره ، فيملأ به الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .
وأخرجه في إعلام الورى ص407 ، والصراط المستقيم ج2 ص229 ، والبحار ج52 ص322 ، وحلية الابرار ، ج2 ص584 عن الصدوق مثله (5) .
7 ـ عيون اخبار الرضا ج2 ص121
عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار ، عن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ، قال : سأل المأمون علي بن موسى الرضا عليهما السلام أن يكتب له محض الاسلام على سبيل الايجاز والاختصار ، فكتب عليه السلام : إن محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الهاً واحداً أحداً فرداً صمداً قيوماً سميعاً بصيراً ، قديراً قديماً باقياً عالماً لا يجهل ، قادراً لا يعجز ، غنياً لا يحتاج ، عدلاً لايجوز ، وانه خالق كل شيء ، وليس كمثله شيء ، لاشبيه له ولا ضد له ، ولا ند له ، ولا كفور له ، وأ،ه المقصود بالعبادة والدعاء والرغبة ، والرهبة ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأمينه ، وصفيه ، وصفوته من خلقه ، وسيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وأفضل العالمين ، لانبي بعده ، ولا تبديل لملته ولا تغيير لشريعته ، وأن جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحق المبين ، والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه ، والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بيد يديه ، ولا م خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وأنه المهيمن على الكتب كلها ، وأ،ه حق من فاتحته الى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصه وعامه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ، ومنسوخه ، وقصصه وإخباره ، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله ، وأن الدليل بعده ، والحجة على المؤمنين والقائم بامر المسلمين ، والناطق على القرآن والحاكم بأحكامه ، أخوه ، وخليفته ، ووصيه ، ووليه ، والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد العز المحجلين ، وأفضل الوصيين ، ووارث علم النبيين والمرسلين ، وبعده الحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة ، ثم علي بن الحسين ، زين العابدين ، ثم محمد بن علي باقر علم النبيين ، ثم جعفر بن محمد الصادق ، وارث علم الوصيين ، ثم موسى بن جعفر الكاظم ، ثم عي بن موسى الرضا ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ثم الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم اجمعين ، أشهد لهم بالوصية والإمامة ، وأن الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان ، وأنهم العروة الوثقة ، والأئمة الهدى على أهل الدنيا الى أن يرث الله الارض ومن عليها ، وأن كل من خالفهم ضال مضل ، باطل ، تارك للحق والهدى ، وأ،هم المعبرون عن القرآن والناطقون عن الرسول صلى الله عليه وآله بالبيان ، ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية ، وأن من دينهم الورع ، والفقه ، والصدق ، والصلاح ، والاستقامة ، والإجتهاد ، وأداء الأمانة الى البر والفاجر ، وطول السجود ، وصيام النهار وقيام الليل ، واجتناب المحارم ، وانتظار الفرج بالصبر ، وحسن العزاء وكرم الصحبة الحديث (1) .
عيون اخبار الرضا : حدثني بذلك حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد ابن زيد بن علي بن الحسين بن عي بن ابي طالب عليهم السلام ، عن أبي نصر قنبر بن شاذان ، عن أبيه ، عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليه السلام مثله باختلاف يسير (2) .
قال : وحديث عبد الواحد بن محمد بن عبدوس رضى الله عنه عندي أصح ولاقوة إلا بالله .
قال وحدثنا : الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان ، رضي الله عنه ، عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليه السلام ، مثل حديث عبد الله بن محمد بن عبدوس .
وأخرجه عنه في الصراط المستقيم ج2 ص158 ، واثبات الهداة ج2 ص345 مختصراً ، والبحار ج23 ص84 ، وفي موضع آخر منه ج85 ص162 ، وفي مكان آخر قطعة منه ج80 ص215 .
( 345 )
الفصل الحادي والعشرون
الاِمام التّاسع محمّد بن علي التقي عليهما السلام
يعرّف المهدي باسمه واسم آبائه عليهم السّلام
1 ـ كمال الدين : ج 2 ص 378
حدثنا عبد الواحد بن محمد العبدوس العطار قال : حدثنا علي بن محمّد
بن قتيبة النيشابوري قال : حدثنا حمدان بن سليمان قال : حدثنا الصقر بن ابي
دلف قال : سمعت أبا جعر محمد بن علي الرضا عليهما السلام يقول : ان الامام بعدي
ابني علي ، امره امري وقوله قولي وطاعته طاعتي والامام بعده ابنه الحسن ، أمره
أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت ، فقلت له : يابن رسول الله
فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى بكاء شديداً ثم قال : إن من بعد الحسن إبنه القائم
بالحق المنتظر.
فقلت : يابن رسول الله ولِمَ سميَّ القائم؟ قال : لاَنه يقوم بعد موت ذكره
وارتداد أكثر القائلين بامامته ، فقلت له : ولِمَ سميَّ المنظر؟ قال لان له غيبة يكثر
ايامها ويطول امدها ، فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزيء
بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه
المسلمون.
ورواه في كفاية الاثر : ص 279 بعينه سنداً ومتناً.
2 ـ كمال الدين : ج 2 ص 377
حدثنا محمد بن احمد الشيباني رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن أبي
عبدالله
( 346 )
الكوفي ، عن سهل بن زياد الادمي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني
قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السلام : أني لاَرجو ان تكون القائم من أهل
بيت محمد الذي يملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
فقال : يا أبا القاسم مامنا الا وهو قائم بامر الله عزّ وجلّ وهاد الى دين الله
ولكن القائم الذي يطهّر الله عزّ وجلّ به الارض من أهل الكفر والجحود
ويملأَها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه
ويحرم عليهم تسميته وهو سميّ رسول الله وكنيّه وهو الذي تطوى له الارض
ويذل له كل صعب ، الحديث.
3 ـ كمال الدين : ج 2 ص 337
حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق قال : حدثنا محمد بن هارون
الصوفي قال : حدثنا ابو تراب عبيدالله بن موسى الرؤياني قال : حدثنا عبد العظيم
بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب :
الحسني قال : دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد
بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب : وانا اريد ان اسأله عن القائم هو
المهدي أو غيره؟
فابتدأني فقال لي : يا ابا القاسم إنّ القائم منا هو المهدي الذي يجب ان
ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي ، والذي بعث محمداً
صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة وخصنا بالامامة أنّه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطوّل الله
ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ،
وانّ الله تبارك وتعالى ليصلح له امره في ليلة كما اصلح امر كليمه موسى اذذهب
يقتبس لاهله ناراً فرجع وهو رسول نبيّ ثم قال عليه السلام : حدثنا محمد بن علي قال :
حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق فذكر الحديث بعين ما تقدم
عن كمال الدين سنداً ومتناً.
( 347 )
4 ـ الكافي : ج 1 ص 447
محمد بن يحيى ، عن احمد بن عيسى ومحمد بن ابي عبدالله ، ومحمد بن
الحسين ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن الحسن بن العباس بن الحريش ، عن ابي
جعفر الثاني عليه السلام أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لابن عباس : إن ليلة القدر في كل
سنة وإنّه ينزل في تلك الليلة أمر السّنة ولذلك الاَمر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
فقال ابن عباس : من هم؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي ائمة محدَّثون.
5 ـ من لا يحضره الفقيه ج1 ص215
وقال ( أي أبو جعفر محمد بن علي الرضا ) عليه السلام : إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل « رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبالكعبة قبلةً وبمحمد نبياً وبعلياً ولياً والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن بن علي أئمة ، اللهم وليّك الحجة فاحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ومدد له في عمره واجعله القائم بأمرك المنتصر لدينك وأره ما يحب وتقر به عينه في نفسه وفي ذريته وأهله وماله وفي شيعته وفي عدوه ، وأرهم منه ما يحذرون وأره فيهم ما تحب وتقرّ به عيه ، واشف به صدورنا وصدور قوم مؤمنين » .
( 348 )
الفصل الثاني والعشرون
الامام العاشر علي بن محمّد الهادي عليهما السلام
يعرّف المهدي باسمه واسم آبائه عليهما السلام
1 ـ كمال الدين : ج 2 ص 383
حدثنا أحمد بن زياد جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن ابراهيم قال :
حدثنا عبدالله بن احمد الموصلي قال : حدثنا الصقر بن أبي دلف قال : سمعت
الامام علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام يقول : ان الاِمام بعدي الحسن ابني
وبعد الحسن ابنة القائم الذي يملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
ورواه في البحار : ج 50 ص 239.
2 ـ كمال الدين : ج 2 ص 382
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر رحمه الله قال : حدثنا علي بن ابراهيم قال حدثنا
عبدالله بن أحمد الموصلي ، عن الصقر بن أبي دلف قال : لما حمل المتوكل
سيدنا أبا الحسن عليه السلام جئت لاسأل عن خبره قال : فنظر الي حاجب المتوكل
فأمر أن أدخل اليه فادخلت اليه فقال : يا صقر ما شأنك؟ فقلت خيراً ايها الاستاذ
فقال : اقعد ، قال الصقر فاخذني ما تقدم وما تأخر وقلت اخطأت في المجيء
قال : فوحى الناس عنه ثم قال : ما شأنك وفيم جئت؟ قلت الخبر ، قال لعلك
جئت تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت : ومن مولاي؟ مولاي امير المؤمنين ، فقال
اسكت مولاك هو الحق لا تتحشمني
( 349 )
فاني على مذهبك؟ فقلت : الحمد لله.
فقال : أتحب أن تراه؟ قلت : نعم ، فقال : اجلس حتى يخرج صاحب البريد
قال : فجلست ، فلما خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر وأدخله الحجرة التي فيها
العلوي المحبوس وخل بينه وبينه ، فأدخلني الحجرة وأومأ بيده الى بيت
فدخلت ، فاذا هو عليه السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور ، قال
فسلمت فرد عليَّ السلام ، ثم أمرني بالجلوس فجلست ثم قال لي : يا صقر ما
أتى بك؟ فقلت يا سيدي جئت أتعرف خبرك قال : ثم نظرت الى القبر وبكيت ،
ثم نظر اليَّ وقال : يا صقر لا عليك لن يصلوا الينا بسوء ، فقلت : الحمد لله.
ثم قلت : يا سيّدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أعرف معناه قال :
وما هو؟ قلت قوله صلى الله عليه وآله وسلم لا تعادوا الاَيام فتعاديكم ما معناه؟ فقال : نعم الاَيام
نحن بنا قامت السماوات والارض فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاحد امير
المؤمنين والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي
الباقر وجعفر بن محمد الصادق والاربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى
ومحمد بن علي وانا والخميس إبني الحسن والجمعة ابن ابي وإليه تجتمع
عصابة الحق وهو الذي يملأَ الارض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً فهذا
معنى الاَيام ولا تعادوهم في الدنيا يعادوكم في الاخرة ثم قال : ودع واخرج فلا
آمن عليك.
ورواه في كفاية الاثر ص 285 عن علي بن محمد بن متويه ، عن احمد بن
زياد الهمداني بعينه سنداً ومتناً.
ورواه في البحار : ج 5 ص 194 عن علل الشرائع : والخصال : عن ابن
المتوكل ، عن علي بن ابراهيم عن عبدالله بن احمد الموصلي ، عن الصقر.
3 ـ دلائل الامامة : ص 262
حدثنا المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني سنة خمس
وثمانين وثلاثمائة
( 350 )
قال : حدثنا ابو الحسين محمد بن يحيى الذهبي الشيباني قال :
وردت كربلاء سنة ست وثمانين ومأتين وزرت قبر غريب رسول الله ثم
انكفأت الى مدينة السلام متوجهاً الى مقابر قريش في وقت تقدم الهواجر
وتوقد السماء فلما وصلت منها الى مشهد الكاظم عليه السلام واستنشقت نسيم تربّته
المغمورة بالحرمة المحفوفة بحدائق الغفران انكببت عليها بعبرات متقاطرة
وزفرات متتابعة وقد حجب الدمع طرفي عن النظر.
فلما رقأت العبرة وانقطع النحيب فتحت بصري فاذا أنا بشيخ قد انحنى
صلبه وتقوس منكباه وتثفنت جبهته وهو يقول لاخر معه عند القبر : يابن اخي
لقد نال عمك شرفاً عظيماً مما حمله السيدان من غوامض العبرات وشرايف
العلوم التي لا يحتمل مثلها الا سلمان الفارسي وقد اشرف عمك على استكمال
المدة وانقضاء العمر وليس يجد في أهل الولاية رجلاً يفضي اليه بسره.
قلت يا نفس لا تزال العناء والمشقة ينالان منك ما لقاني الخف والحافر
في طلب العلم وقد قرعت سمعي من الشيخ لفظة تدل على علم جسيم واثر
عظيم ، فقلت : يا شيخ من السيدان؟ قال : النجمان المغيبان في سر من رآى فقلت
فاني اقسم بالولاية وشرف محل هذين السيدين من الامامة والوراثة اني خاطب
علمهما وطالب آثارهما وباذل من نفسي الايمان المؤكدة على حفظ اسرارهما.
فقال : ان كنت فيما تقول صادقاً فاحضر ما صاحبك من الاثار من نقله
اخبارهم فلما نشرت الكتب وتصفح الروايات منها قال : صدقت أنا بشر من
سلمان النخاس من ولد ابي ايوب خالد بن زيد الانصاري احد موالي أبي
الحسن وأبي محمد وجارهما بسر من رآى ، قلت : فأكرم اخاك ببعض ما
شاهدت من آثارهما قال : فان مولانا ابا الحسن علي بن محمد العسكري فقهني
في امر الرقيق فكنت لا ابتاع ولا ابيع الا باذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات
حتى كملت معرفتي واحسنت الفرق بين الحلال والحرام.
فبينا أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رآى وقد مضى دهر منها اذا قرع
الباب قارع فعدوت مسرعاً فاذا بكافور مولانا أبي الحسن علي بن محمد
العسكري يدعوني
( 351 )
اليه فلبست ثيابي فدخلت عليه فرأيته يحدث ابنه ابا محمد
واخته حكيمة من وراء الستر فلما جلست قال : يا بشر انك من ولد الانصار
وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف من سلف وانتم ثقاتنا أهل البيت وإني
مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سوابق الشيعة في الولاية بسر اطلعك عليه
وانفذك في تتبع امره.
وكتب كتاباً لطيفاً بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه خاتمه واخرج
سبيكة صفراء فيها مأتان وعشرون ديناراً فقال : خذها وتوجه الى مدينة بغداد
واحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا فاذا وصلت الى جانب زواريق السبايا
وبرزن الجواري منها فستحدق بهن طوايف المبتاعين من وكلاء قواد بني
العباس وشراذم من فتيان العراق فاذا رأيت ذلك فاشرف من البعد على المسمى
عمرو بن يزيد النخاس عامة نهارك الى أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا
لابسة حريرين صفيقين تمنع من السفور وليس يمكن الوصول والانقياد لمن
يحاول لمسها او يشغل نظره بتأمل يكاشفها من وراء الستر الرقيق فيضربها
النخاس فتصرخ صرخة رومية فاعلم انها تقول : واهتك ستراه ، فيقول بعض
المبتاعين : عليّ ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة ، فتقول له بالعربية
لو سرت في زي سليمان بن داود على مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة
فاشفق على مالك.
فيقول النخاس : فما الحلية؟ ولا بد من بيعك ، فتقول الجارية : وما العجلة؟
ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي الى امانته ووفائه ، فعند ذلك قم الى عمرو
بن يزيد النخاس وقل له : ان معي كتاباً لبعض الاشراف كتبه بلغة رومية ولفظ
رومي ووصف فيه نبله وكرمه وسخاه فناولها لتتأمل منه اخلاق صاحبه فان
مالت اليه ورضيته فانا وكيله في ابتياعها منك ، قال بشر بن سليمان النخاس :
فامتثلت جميع ما حده لي مولانا ابو الحسن في امر الجارية ، فلما نظرت الى
الكتاب بكت بكاء شديداً وقالت لعمرو بن يزيد النخاس : بعني من صاحب هذا
الكتاب وحلفت بالمحرجة المغلظة انه متى من بيعها منه قتلت نفسها.
فما زلت إشاحة في ثمنها حتى استقر الثمن على مقدار كان اصبحني
مولاي
( 352 )
ابو الحسن من الدنانير في السبيكة الصفراء فاستوفاه مني وتسلمت منه
الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها الى حجرتي التي كنت آوى اليها ببغداد
فما اخذها القرار حتى اخرجت كتاب مولانا ابي الحسن من كمها وهي تلثمه
وتضعه على خدها تطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها فقلت متعجباً منها
أتلثمين كتاباً لا تعرفين صاحبه؟
فقالت : أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل اولاد الانبياء أعرني سمعك
وفرغ لي قلبك. أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأُمي من ولد
الحواريين ونسبي متصل الى وصي المسيح شمعون انبئك أن جدي قيصر أراد
أن يزوجني من إبن أخيه وأنا من بنات ثلاثة عشر سنة فجمع في قصره من نسل
الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل من ذوي الاخطار منهم
تسعمائة رجل ، وجمع من امراء الاجناد وقواد العساكر ونقباء الجيوش وملوك
العشاير اربعة آلاف وابرز من بهي ملكه كرسيّاً مرصّعاً من اصناف الجواهر الى
صحن القصر فوق اربعين مرقاة فلما صعد إبن أخيه واحدقت به الصلبان
وقامت الاساقفة خلفه ونشرت أسفار الانجيل تساقطت الصلبان من الاعالي
حتى الصقت بالارض وتقوضت الاعمدة(1)وتغيرت ألوان الاساقفة وارتعدت
فرائصهم.
فقال كبيرهم لجدي : أيها الملك اعفنا من ملاقات هذه النحوس الدالة
على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني فتطير جدي من ذلك تطيراً
شديداً وقال للاَساقفة أقيموا هذه الاعمدة وارفعوا الصلبان واحضروا أخا هذا
العاثر المنكوس جده لا زوج منه هذه الصبية فتدفع نحوسه عنكم بسعوده فلما
فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الاول وتفرق الناس وقام جدي
قيصر مغتماً فدخل قصره وارخيت الستور.
ورأيت في تلك الليلة كان المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد
اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبراً(1)يباري السماء علواً وارتفاعاً في
الموضع الذي كان جدي
____________
(1) وزاد في غيبة الشيخ وخر الصاعد من العرش مغشياً عليه
(2) وزاد في غيبة الشيخ من نور .
( 353 )
نصب فيه عرشه فيدخله عليهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مع ختنه وعدة من أهل بيته فيقوم
اليهم المسيح فيعتنقه فيقول له : يا روح الله جئتك خاطباً من وصيك شمعون
فتاته فلانة لابني هذا واومأ بيده إلى أبي محمد بن صاحب هذا الكتاب فنظر
المسيح الى شمعون فقال : قد اتاك الشرف فصل رحمتك برحم رسول الله قال :
قد فعلت فصعدوا ذلك المنبر.
فخطب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وزوجني من ابنه وشهد المسيح وشهد ابناء محمد
والحواريون فلما اسيتقظت من نومي اشفقت أن اقص هذه الرؤيا على أبي
وحدى مخافة القتل فكنت اسرها في نفسي ولا ابديها لهم وضرب صدري
بمحبة أبي محمد حتى امتنعت عن الطعام والشراب وضعفت نفسى ودق
شخصي ومرضت مرضاً شديداً فما بقى في مدائن الروم طبيب الا احضره
جدي سأله عن دوائي فلما برح اليأس قال : قرة عيني يخطر ببالك شهوة
فاوردكها في هذه الدنيا.
قلت! يا جدي أرى ابواب الفرج على مغلقة فلو كشف العذاب عمن في
سجنك من المسلمين وفككت عنهم الاغلال وتصدقت عليهم ومنيتهم
بالخلاص رجوت ان يهب لي المسيح وامه العافية والشفاء ، فلما فعل ذلك
تجلدت في اظهار الصحة في بدني وتناولت يسيراً من الطعام فسر بذلك جدي
وأقبل على اكرام الاسارى واعزازهم.
فأريت أيضاً بعد اربعة عشر ليلة كان سيدة النساء فاطمة عليها السلام ومعها مريم
بنت عمران وألف من وصائف الجنان فتقول لي مريم : هذه سيدة النساء أم
زوجك أبي محمّد فأتعلق بها وابكي واشكوا اليها امتناع ابي محمد من زيارتي.
فقالت سيدة النساء : ان إبني ابا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله على
مذهب النصرانية هذه اختي مريم ابنة عمران تبرأ إلى الله من ذلك فإن ملت اليَّ
رضي الله ورضى المسيح ومريم عنك وزيارة إبني أبي محمد اباك فقولي : اشهد
ان لا اله الا الله وان محمّداً رسول الله فلما تكلمت بهذه الكلمة صمتني سيدة
النساء الى صدرها وطيبت نفسي وقالت : الآن توقّعي زيارة إبني أبي محمد اياك
فإني منفذته إليك فانتبهت وأنا اقول : واشوقاه إلى لقاء أبي محمد ، فلما كانت
الليلة القابلة رأيت أبا محمد كأنني أقول
( 354 )
له : لم جفوتني يا حبيبي بعد ان شغلت
قلبي بجوامع حبك؟ قال : فما كان تأخري عنك الا لشركك ، وإذ قد اسلمت فاني
زائرك كل ليلة إلى ان يجمع الله شملنا في العيان ، فما قطع عني زيارته بعد ذلك
الى هذه الغاية ، قال بشر : فقلت لها : كيف وقعت الاسارى؟
قالت : أخبرني أبو محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسرى جيوشاً إلى
قتال المسلمين يوم كذا فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم مع عدة من
الوصايف من طريق كذا ، ففعلت ، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من
امري ما رأيت وشاهدت وما شعر بأني إبنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد
سواك وذلك باطلاعي اياك عليه ولقد سألني الشيخ الذي وقعت اليه في قسم
الغنيمة عن اسمي فانكرت وقلت نرجس فقال : اسم الجواري قال بشر : فقلت
لها العجب أنك رومية ولسانك عربي! قالت : بلغ من ولوع جدي وحمله إياي
على تعلم الاداب او عزالي امرأة ترجمان له في الاختلاف اليَّ ، فكانت تقصدني
صباحاً ومساء وتفيدني العربية حتى استمر عليها واستقام.
قال بشر : فلما انكفأت الى سر من رأى دخلت على مولانا أبي الحسن
بها ، فقال لها : كيف أراك الله عزّ وجلّ عز الاسلام وذل النصرانية وشرف أهل
بيت نبيه محمد؟ قالت : كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني
قال : فاني أحب أن أكرمك فايما احب اليك عشرة الف درهم أم بشرى لك
بشرف الابد؟
قالت : بل البشرى قال : أبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً يملأَ الاَرض
قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً فقالت : ممن ؟ قال ممن خطبك رسول الله
ليلة كذا من شهر كذا بالرومية ، قالت : من إبنك أبي محمد.
قال : فهل تعرفينه قالت : وهل خلت ليلة من زيارته منذ الليلة التي أسلمت
على يد سيدة النساء فقال ابو الحسن : يا كافور أدع لي حكيمة فلما دخلت عليه
قال لها : ها هي ، فاعتنقتها طويلاً وسرت بها كثيراً ، فقال مولانا : يا بنت رسول الله
خذيها اليك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد.
( 355 )
ورواه الشيخ في الغيبة : ص 124 قال : اخبرني جماعة عن أبي المفضل
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن دلائل الامامة سنداً ومتناً ، الا انه ذكر بدل محمد
بن يحيى الذهبي الشيباني في السند ، محمد بن بحر الشيباني وأسقط في المتن
صدر الحديث الى قوله فاذا انا بكافور وفي آخره : فانها زوجة أبي محمد واُم
القائم عليه السلام.
4 ـ كمال الدين : ج2 ص 379
حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق رضي الله عنه وعلي بن عبدالله الورّاق قالاً :
حدثنا محمد بن هارون الصوفي قال حدثنا ابو تراب عبد الله (عبيد الله خ ل) بن
موسى الرؤياني عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني قال : دخلت على سيدي
علي بن محمد عليهما السلام فلما أبصرني قال لي : مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقاً
قال : فقلت : يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اني اريد أن اعرض عليك ديني فان كان
مرضاً ثبت عليه حتى القى الله عزّ وجلّ ، فقال : هات يا أبا القاسم؟
فقلت : إني اقول : إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء خارج عن
الحدّين حدّ الابطال وحد التشبيه وانه ليس بجسم ولا ورة ولا عرض ولا جوهر
بل هو مجسم الاجسام ومصور الصور وخالق الاعراض والجواهر وربِّ كل
شيء ومالكه وجاعله ومحدثه وان محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين ولا نبي
بعده الى يوم القيامة وان شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها الى يوم
القيامة ، وأقول : الامام والخليفة وولي الامر بعده امير المؤمنين علي بن أبي طالب
ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم انت يا مولاي
فقال عليه السلام : ومن بعدي الحسن إبني فكيف للناس بالخلف من بعده؟
قال : فقلت : وكيف ذلك يا مولاي؟ قال لانه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره
باسمه حتى يخرج فيملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
( 356 )
قال : فقلت أقررت واقول : إنّ وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم
طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ، واقول : إنّ المعراج حقّ والمسائله في القبر حقّ
وأنّ الجنّة حقّ والنّار حقّ والصراط حقّ والميزان حق وأن الساعة آتية لا ريب
فيها وأن الله يبعث من في القبور واقول : الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة
والزكاة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال علي
بن محمد عليهما السلام : يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه
ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
ورواه في كفاية الاثر : ص 282 عن محمد بن علي بن علي بن احمد بن
محمد بن عمران بن موسى الدقاق وعلي بن عبدالله الورّاق بعين ما تقدم عن
كمال الدين سنداً ومتناً.
ونقله في البحار : ج50 ص 239 عن كمال الدين : والاَمالي : والتوحيد.
5 ـ غيبة الشيخ : ص 133
روى محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد
بن عيسى الاشعري ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عقبة بن جعفر قال :
قلت لاَبي الحسن عليه السلام : قد بلغت ما بغلت وليس لك ولد فقال يا عقبة بن جعفر
ان صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى ولده من بعده.
6 ـ كفاية الاثر : ص 285
حدثنا علي بن محمد بن منويه ، قال حدثنا احمد بن زياد الهمداني ، قال
حدثنا علي بن ابراهيم ، قال حدثني عبدالله بن أحمد الموصلي ، عن الصقر بن
ابي دلف ، قال : لما حمل المتوكل سيدي أبا الحسن عليه السلام جئت اسأل عن خبره ،
قال : فنظر اليّ المتوكل فأمر أن ادخل اليه فقال : يا صقر ما شأنك؟ قلت : خير أيها
الاستاد. فقال : أقعد. قال الصقر : فأخذني ما تقدم وما تأخر ، فقلت : أخطأت في
المجىء. قال : فدحى
( 357 )
الناس عنه ثم قال : ما شأنك وقيم جئت؟ قلت : بخير. فقال :
لعلك جئت تسأل عن مولاك [فقلت له : ومن مولاي يا أمير المؤمنين؟ فقال :
اسكت مولاك] هو الحق لا تحتشمني فاني على مذهبك. فقلت : الحمدلله. قلت :
نعم. قال : اجلس حتى يخرج صاحب الهد. قال : فجلست فلما خرج قال الغلام
له : خذ ببد الصقر فأدخله الى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه
وبينه. قال : فأدخلني الحجرة وأومأ الى بيت ، فدخلت. فاذا هو عليه السلام جالس على
صدر حصير وبحذاه قبر محفور. قال : فسلمت ، فرد ثم أمرني بالجلوس ،
فجلست ثم قال : يا صغر ما أتى بك؟ قلت : سيدى جئت أتعرف خبرك. قال : ثم
نظرت الى القبر فبكيت ، فنظر الي وقال : يا صقر لا عليك لن يصلوا الينا بسوء
فقلت : الحمدلله. ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أعرف
معناه. فقال : وما هو؟ قلت : قوله صلى الله عليه وآله وسلم « لا تعادوا ا لايام فتعاديكم » ما معناه؟
فقال : نعم الايام نحن ما قامت السماوات والارض ، والسبت اسم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، والاحد أمير المؤمنين ، والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن
الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ، والاربعاء موسى بن جعفر وعلى
بن موسى ومحمد بن علي وأنا ، والخميس ابني الحسن ، والجمعة ابن ابني واليه
يجتمع عصابة الحق ، وهو الذي يملأَها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً ، فهذا معنى
الايام فلا تعادوهم في الدنيا فتعاديكم في الآخرة. ثم قال : ودع فلا آمن عليك.
7 ـ كفاية الاثر : ص 288
حدثنا محمد بن عبدالله بن حمزة قال : حدثنا الحسن بن حمزة قال :
حدثنا علي بن ابراهيم قال : حدثنا عبدالله بن أحمد الموصلي قال حدثنا الصقر
بن أبي دلف قال : سمعت علي بن محمد بن علي الرضا يقول : الامام بعدي
الحسن إبني وبعد الحسن ابنة القائم الذي يملأَ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت
جوراً وظلماً.
*
*
*
( 358 )
8 ـ اصول الكافي : ج1 ص 268
علي بن محمد ، عمَّن ذكره ، عن محمّد بن احمد العلوي ، عن داود بن
القاسم الجعفري قال : سمعت ابا الحسن العسكري عليه السلام يقول : الخلف من
بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت : ولم جعلني الله
فداك؟ قال : انكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه ، فقلت : فكيف
نذكره؟ فقال : قولوا : الحجّة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه.
ورواه في كفاية الاثر : ص 284 ، عن محمد بن علي السندي قال : حدثنا
محمد بن الحسن عن سعد بن عبدالله قال : حدثنا محمد بن أحمد العلوي فذكر
الحديث بعين ما تقدّم عن « اصول الكافي » سنداً ومتناً ، ورواه بعينه فى كمال
الدين : ج2 ص 381 بسنده عن ابي هاشم الجعفري ، ونقله في البحار : ج50
ص240 وج51 ص158.