الفصل الثالث والعشرون
الامام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام
يعرّف ابنه انه المهدي الذي يظهر بعد غيبته
ويملأ الارض قسطاً وعدلاً
1 ـ كمال الدين : ج2 ص408
حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رحمه الله ، قال : حدثنا جعفر بن
محمد بن مسعود العيّاشي عن ، أبيه ، عن أحمد بن عليّ بن كلثوم ، عن علي بن
أحمد الرازي ، عن أحمد بن اسحاق بن سعد قال : سمعت أبا محمد الحسن بن
علي العسكري عليهما السلام يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني
الخلف من بعدي ، أشبه النّاس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلقاً وخلقاً يحفظه الله تعالى
في غيبته ثم يظهره فيملأ الارض قسطاً وعدالاً كما ملئت جوراً وظلماً.
2 ـ غيبة الشيخ : 164
أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن عبدالله بن محمد بن خاقان
الدهقان عن أبي سليمان داود بن عنان البحراني (قال) : قرأت على أبي سهل
اسماعيل بن علي النوبختي مولد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي
الرضا بن علي الرضا بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن عليّ بن
الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين ولد عليه السلام بسامراء
سنة ست وخمسين ومأتين أُمه صيقل ويكنى أبا
( 360 )
القاسم ، بهذه الكنية اوصى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : اسمه كاسمي ، وكنيته ككنيتي ، لقبه المهدي ، وهو الحجّة ، وهو
المنتظر ، وهو صاحب الزمان.
وقال اسماعيل بن علي : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام
في المرضة التي مات فيها ، وانا عنده اذ قال لخادمه عقيد ـ وكان الخادم اسود
نوبياً قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربي الحسن عليه السلام : يا عقيد اغل لى ماء
بمصطكى فاغلى له ثم جائت به صيقل الجارية ام الخلف عليه السلام فلما صار القدح
في يديه وهم بشربه فجعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن فتركه
من يده وقال العقيد : ادخل البيت فانك ترى صبياً ساجداً فاتني به ، قال ابو سهل :
قال عقيد : فدخلت أتحرى فاذا انا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء
فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت : أن سيدي يأمرك بالخروج اليه ، اذا
جاءت امه صيقل فاخذت بيده واخرجته الى ابيه الحسن عليه السلام.
قال ابو سهل : فلما مثل الصبيّ بين يديه سلم واذا هو دري الللون وفي
شعر رأسه قطط ، مفلج الانسان ، فلما رآه الحسن عليه السلام بكى وقال : يا سيد أهل
بيته اسقني الماء فاني ذاهب الى ربي واخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكى
بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه فلما شربه قال هيئوني للصلاة ، فطرح في حجره
منديل فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه فقال له ابو
محمد عليه السلام : ابشر يا بني فانت صاحب الزمان وانت المهدي وانت حجة الله
على ارضه وانت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وانت محمد بن الحسن بن علي
بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب ولدك رسول الله عليه السلام وأنت خاتم الائمة الطاهرين وبشربك
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسماك وكناك بذلك عهد الى أبي عن آبائك الطاهرين صلى
الله على أهل البيت ربنا انه حميد مجيد ، ومات الحسن بن علي من وقته
صلوات الله عليهم اجمعين.
( 361 )
3 ـ كمال الدين : ج2 ص 384
حدثنا علي بن عبدالله الوراق قال : حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن
اسحاق بن سعد الاشعري قال : دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام
وانا اريد أن اسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدئاً : يا أحمد بن اسحاق ان
الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم عليه السلام ولا يخليها الى أن تقوم
الساعة من حجة الله على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الارض وبه ينزل الغيث
وبه يخرج بركات الارض قال : فقلت له : يا بن رسول الله فمن الامام والخليفة
بعدك؟
فنهض عليه السلام مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه
القمر ليلة البدر من ابناء ثلاث سنين فقال : يا أحمد بن اسحاق لولا كرامتك على
الله عزّ وجلّ وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا انه سمي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملت جوراً وظلماً ، يا أحمد
بن اسحاق مثله في هذه الامة مثل الخضر ومثله مثل ذا القرنين ، والله ليغيبن غيبة
لا ينجو من الهلكة فيها الا من ثبته الله عزّ وجلّ على القول بامامته ووفقه فيها
للدعاء بتعجيل فرجه.
فقال احمد بن اسحاق فقلت : يا مولاي فهل من علامة يطمئن اليها قلبي؟
فنطق الغلام بلسان عربي فصيح فقال : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من اعدائه
ولا تطلب اثراً بعد عين يا أحمد بن اسحاق ، قال احمد بن اسحق : فخرجت
مسروراً فرحاً ، فلما كان من الغد عدت اليه فقلت : يا بن رسول الله لقد عظم
سروري بما مننت به عليَّ فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ قال :
طول الغيبة يا أحمد ، قلت : يا بن رسول الله وان غيبته لتطول؟ قال : اي وربي
حتى يرجع عن هذا الامر اكثر القائلين به ولا يبقى الا من اخذ الله عزّ وجلّ عهده
بولايتنا وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه يا أحمد بن اسحاق هذا امر من
الله وسر من سرِّ الله وغيب من غيب الله فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين
تكن معنا غداً في عليين.
( 362 )
4 ـ اثبات الهداة : ج7 ص139
قال فضل بن شاذان في كتاب « الرجعة » حدثنا إبراهيم بن محمد بن
فارس النيسابوري عن أبي محمد عليه السلام وذكر حديثاً وفيه : انه دخل عليه وعنده
غلام فسأله عنه فقال : هو ابني وخليفتي من بعدي وهو الذي يغيب غيبة طويلة
ويظهر بعد امتلاء الارض جوراً وظلماً فيملأها عدلاً وقسطاً.
5 ـ كمال الدين : ج2 ص431
حدثنا محمد بن موسى المتوكل رحمه الله قال : حدثنا عبدالله بن جعفر
الحميري قال : حدثنا محمد بن أحمد العلوي عن أبي غانم الخادم قال : ولد
لأبي محمد عليه السلام مولود فسماه محمداً فعرضه على اصحابه يوم الثالث وقال :
هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد اليه الاعناق
بالانتظار فإذا امتلأت الارض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً.
6 ـ غيبة الشيخ : ص147
روي أن بعض اخوات أبي الحسن عليه السلام كانت لها جارية ربتها تسمى
نرجس فلما كبرت دخل ابو محمد عليه السلام فنظر اليها فقالت له : أراك ياسيدي تنظر
اليها ، فقال : إني ما نظرت اليها الا متعجباً ، أما ان المولود الكريم على الله تعالى
يكون منها ثم امرها ان تستأذن أبا الحسن 7 في دفعها اليه ففعلت فامرها
بذلك.
7 ـ دلال الامامة : ص269
أخبرني ابو الحسين محمد بن هارون قال حدثني أبي قال : حدثنا أبو علي
محمد بن همام ، قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا محمد بن جعفر عن
أبي نعيم ، عن محمد
( 363 )
بن القاسم العلوي قال : دخلنا جماعة من العلوية على
حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى فقالت : جئتم تسألوني عن ميلاد ولي الله ،
قلنا : بلى والله ، قالت : كان عندي البارحة وأخبرني بذلك وانه كانت عندي صبية
يقال لها : نرجس وكنت أربيها من بين الجواري ولا يلي تربيتها غيري اذ دخل
ابو محمد عليَّ ذات يوم فبقى يلح النظر اليها فقلت : يا سيدي هل لك فيها من
حاجة؟
فقال : انا معشر الاوصياء لسنا ننظر نظر ريبة ولكنا ننظر تعجباً أن المولود
على الله يكون منها ، قالت : قلت : يا سيدي فاروح بها اليك؟ قال استأذني أبي في
ذلك فصرت الى أخي فلما دخلت عليه تبسم ضاحكاً وقال : يا حكيمة جئت
تستأذنيني في أمر الصبية ابعثي بها الى أبي محمد فان الله عزّ وجلّ يحب ان
يشرككك في هذا الامر فزينتها وبعثت بها الى أبي محمد فكنت بعد ذلك إذا
دخلت عليها تقوم فتقبل (فاقبل ظ) رأسها وتقبل يدي واقبل رجلها وتمديدها
الى خفي لتنزعه فامنعها من ذلك فاقبل يدها إجلالاً واكراماً للمحل الذي أحله
الله فيها فمكث بعد ذلك الى أن مضى أخي أبو الحسن فدخلت على ابي محمد
ذات يوم فقال : يا عتماه فان المولود الكريم على الله ورسوله سيولد ليتنا هذه
فقلت يا سيدي في ليلتنا هذه؟ قال نعم.
فقمت إلى الجارية فقلبتها ظهراً لبطن فلم أريها حملاً فقلت يا سيدي
ليس بها حمل ، فتبسم ضاحكاً وقال : يا عمتاه إنا معاشر الاوصياء ليس يحمل لنا
في ا لبطون ولكنا نحمل في الجنوب فلما جن الليل صرت اليه فاخذ ابو محمد
محرابه فاخذت محرابها فلم يزالا يحييان الليل وعجزت عن ذلك مرة أنام ومرة
أُصلي الى آخر الليل فسمعتها آخر الليل لما انفتلت من الوتر مسلمة صاحت : يا
جارية الطست فجائت بالطست فقدمته إليها فوضعت صبياً كأنه فلقة قمر على
ذراعه الايمن مكتوب جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقاً وناغاه ساعة
حتى استهل وعطس وذكر الاوصياء قبله حتى بلغ الى نفسه ودعا لاوليائه على
يده بالفرج ثم وقعت ظلمة بيني وبين أبي محمد فلم اره.
فقلت : يا سيدي أين الكريم على الله ؟ قال : اخذه من هو احق به منك ،
فقمت وانصرفت الى منزلي فلم أره ، وبعد اربعين يوماً دخلت دار أبي محمد
فاذا أنا بصبي
( 364 )
يدرج في الدار فلم أروجها أحسن من وجهه ولا لغة افصح من
لغته ولا نغمة اطيب من نغمته فقلت : يا سيدي من هذا الصبي؟ ما رأيت أصبح
وجهاً ولا افصح لغة منه ولا اطيب نغمة منه قال : هذا المولود الكريم على الله ،
قلت : يا سيدي وله اربعون يوماً وانا لا ارى منه امره هذا ، قالت : فتبسم ضاحكاً
وقال : يا عمتاه أما علمت إنا معشر الاوصياء ننشأ في الشهر ما ينشأ غيرنا في
السنة فقمت فقبلت رأسه وانصرفت الى منزلي ، ثم عدت فلم اره.
فقلت : يا سيدي يا أبا محمد لست أرى المولود الكريم على الله قال :
استودعناه من استودعنه أم موسى ، وانصرفت وما كنت أراه إلا كل أربعين يوماً.
ورواه الصدوق في كمال الدين ج2 ص 426 وسائط عن حكيمة ـ
الى ان قالت ـ حتى اذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة فضممتها
الى صدري وسميّت عليها فصاح ابو محمد وقال اقرئي عليها انا انزلناه في ليلة
القدر فاقبلت أقرء عليها وقلت لها ما حالك قالت ظهر بي الامر الذي أخبرك به
مولاي فاقبلت أقرء عليها كما امرني فاجابني الجنين من بطنها يقرء مثل ما أقرء
وسلّم عليّ قالت حكيمة ففزعت لما سمعت فصاح بي ابو محمد عليه السلام لا
تعجبي من امر الله عزّ وجل ان الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً ويجعلنا
حجّة في أرضه كباراً فلم يستتم الكلام حتّى غيبت عنّي فلم أرها كانّه
ضرب بين وبينها حجاب فعدوت نحو ابي محمد واما صارخة فلم اللبث ان
«كشف الغطاء الذي بيني وبينها واذا انا بها وعليها من اثر النور ما نمشي بصري
واذا انا بالصبي ساجداً لوجهه ، جائياً على ركبتيه رافعاً سبّابتيه وهو يقول اشهد
ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له) وان جدي محمداً رسول الله وأنّ أبي أمير
المؤمنين ثم عدّ اماماً اماما الى ان بلغ الى نفسه ، ثم قال : اللّهم انجز لي ما وعدتني
واتمم لي أرمي وثبت وطأتي واملأ الارض بي عدلاً وقسطاً ، فصاح ابي أبو محمد
عليه السلام فقال يا عمّة تناوليه وهاتيه فتناولته واتيت به نحوه فلما مثلّت بين يدي ابيه
فتناوله الحسن عليه السلام منّي وناد له لسانه فشرب منه ، ثم قال : امضي به الى امّه
ترضعه وردّ به اليّ ، قالت فتناولته امه فارضعته فرددته الى ابي محمد والير
ترفرف على رأسه فصاح يطير منها فقال له احمله واحفظه وردّه الينا في كل
أربعين يوماً فتناوله الطّير وطار به فى جوّ السماء واتبعته سائر الطير فسمعت ابا
محمد عليه السلام يقول : استودعك الله الّذي أودعته أم موسى موسى فبكت نرجس
فقال لها اسكتي فان الرضاع محرّم عليه اي من ثديك قالت حكيمة. فقلت : وماهذا الطير ؟ قال : هذا روح القدس الموكل بالائمة يوفقهم ويسددهم ويريبهم بالعلم الحديث .
8ـ كمال الدين : جلد 2ص 409
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رحمه الله قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يقول : كأني وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما ان المقر بالائمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنكر لولدي كمن اقر بجميع انبياء الله ورسله ثم انكر نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمنكر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كمن انكر جميع أنبياء الله لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لاخرنا كالمنكر لاولنا ، أما ان لولدي غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمة الله .
ورواه في كفاية الاثر : ص 291 عن الحسن بن علي عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار سندا ومتنا .
9ـ كمال الدين : ج 2 ص 409
حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق قال: حدثني ابو علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سمع أبي يقول : سئل ابومحمد الحسن بن علي عليهما السلام وانا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام ، أن
( 365 )
الارض لا
تخلو من حجة لله على خلقه الى يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف امام زمانه
مات ميتة جاهلية وقال عليه السلام : ان هذا حق كما أن النهار حق فقيل له : يا بن رسول
الله فمن الحجة والامام بعدك؟ فقال : ابني محمد هو الامام والحجة بعدي من
مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما ان له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك
فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج ، فكأني أنظر الى الاعلام البيض
تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
ورواه في كفاية الاثر : ص 292 قال : اخبرنا ابو المفضل رحمه الله قال : حدثنا ابو
علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري فذكر الحديث بعين ما
تقدم عن كمال الدين سنداً ومتناً.
10 ـ دلائل الامامة : ص 268
حدثنا ابو المفضل محمد بن عبدالله قال : حدثني اسماعيل الحسني عن
حكيمة إبنة محمد بن علي عليهما السلام انها قالت : قال له الحسن بن علي العسكري
ذات ليلة أو ذات يوم : احب أن تجعلي افطارك الليلة عندنا فانه يحدث في هذه
الليلة امر فقلت ما هو ؟ قال : ان القائم من آل محمد يولد في هذه الليلة ، فقلت :
ممن؟ قال : من نرجس فصرت اليه ودخلت الى الجواري فكان اول من تلقتني
نرجس.
فقالت : يا عمة كيف أنت؟ أنا أفديك ، فقلت : لها بل أنا افديك يا سيدة
نساء هذا العالم فخلعت خفي وجائت لتصب على رجلي الماء فحلفتها الا
تفعل وقلت لها أن الله قد اكرمك بمولود تلدينه في هذه الليلة فرأيتها لما قلت
لها ذلك قد لبسها ثوب من الوقار والهيبة ولم أريها حملا ولا اثر حمل فقالت :
أي وقت يكون ذلك؟ فكرهت أن أذكر وقتاً بعينه فأكون قد كذبت فقال لي أبو
محمد : في الفجر الاول ، فلما أفطرت وصليت وضعت رأسي ونمت ونامت
نرجس معي في المجلس ثم انتبهت وقت صلاتنا فتأهبت وانتبهت نرجس
وتأهبت ثم اني صليت وجلست أنتظر الوقت ونامت الجواري ونامت نرجس.
( 366 )
فلما ظننت أن الوقت قرب خرجت فنظرت الى السماء وإذا الكواكب قد
انحدرت وِذا هو قريب من الفجر الاول ثم عدت فكان الشيطان خبث قلبي قال
أبو محمد لا تعجلي فكأنه قد كان ، وقد سجدت فسمعته يقول في دعائه شيئاً لم
ادر ما هو ووقع على الثبات في ذلك الوقت فانتبهت بحركة الجارية فقلت لها
بسم الله عليك فسكنت الى صدذري فرمت به عليَّ وخرجت ساجدة فسجد
الصبي وقال : لا اله الا الله محمّد رسول الله وعلي حجة الله ، وذكر اماماً اماماً حتى
انتهى الى ابنه فقال ابو محمد : الى ابني ، فذهبت لا صلح منه شيئاً فاذا هو مسوى
مفروغ منه ، فذهبت به اليه فقبل وجهه ويديه ورجليه ووضع لسانه في فمه
وزقه كما يزق الفرخ ثم قال : أقرء.
فبدأ بالقرآن من بسم الله الرحمن الرحيم الى آخره ثم انه دعا بعض
الجواري ممن اعلم انها تكتم خبره فنظرت ثم قال : سلموا عليه وقبلوه وقولوا
استودعناك الله وانصرفوا. ثم قال : يا عمة ادعي لي نرجس فدعوتها وقلت لها
انما يدعوك لتودعيه فودعته وتركناه مع أبي محمد ثم انصرفنا ثم إني صرت اليه
من الغد فلم أره عنده فهنيته فقال : يا عمة هو في ودايع الله الى ان يأذن الله في
خروجة.
11 ـ اثبات الهداة : ج7 ص143
روى الحسين بن حمدان الحضيني في كتاب « الهداية في الفاضل »
باسناده عن عيسى بن محمد الجوهري في حديث طويل انه خرج هو وجماعة
لتهنئة أبي محمد عليه السلام بمولد المهدي عليه السلام قال : فأخبرنا اخواننا أن المولود كان
وقت طلوع الفجر ليلة الجمعة في شعبان فلما دخلنا على أبي محمد 7 بدأنا
بالتهنئة قبل أن نبدأه بالسلام ، الى أن قال : فقال لنا قبل السؤال : وفيكم من اضمر
عن مسئلتي عن ولدي المهدي وأين هو؟ وقد استودعته الله كما استودعته الله
كما استودعت ام موسى حين قذفته في التابوت فى اليم الى أن رده الله اليها.
12 ـ كفاية الاثر : ص 290
حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا المظفر بن جعفر العلوي السمرقندي
قال : حدثنا
( 367 )
جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن أحمد بن علي بن
كلثوم عن أ حمد بن علي الرازي عن اسحاق بن سعد قال : سمعت أبا محمد
الحسن بن علي العسكري عليهما السلام يقول : الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا
حتى أراني الخلف من بعدي ، اشبه الناس برسول الله خُلقاً يحفظه الله في غيبته
ويظهره فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
13 ـ اثبات الهداة : ج7 ص352
روى رجب الحافظ البرسي في كتاب مشارق انوار اليقين عن الحسن بن
حمدان عن حكيمة بنت محمد بن علي عليهما السلام قالت : كان مولد القائم عليه السلام ليلة
النصف من شعبان سنة خمس وستين ومأتين ، وامه نرجس بنت ملك الروم ،
قالت حكيمة : فلما وضعته عليه السلام سجد واذا على جبينيه مكتوب بالنور : جاء
الحق وزهق الباطل ، قالت : فجئت به الى الحسن عليه السلام فمسح يده الشريفة على
وجهه وقال : تكلم يا حجة الله ويا بقية الانبياء وخاتم الاوصياء وصاحب الكرة
البيضا والمصباح من البحر العميق الشديد الضياء ، تكلم يا خليفة الاتقياء ونور
الاوصياء.
فقال : اشهد أن لا اله الا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله وأشهد أن علياً
ولي الله ، ثم عدّ الاوصياء اليه ، فقال له الحسن عليه السلام اقراء ما نزل على الانبياء
فابتدأ بصحف ابراهيم فقرأها بالسريانية ثم قرأ كتاب نوح وادريس وكتاب
صالح وتوراة موسى وانجيل عيسى وفرقان محمد صلّى الله عليه وعليهم
اجمعين ، ثم قص قصص الانبياء الى عهده.
14 ـ كمال الدين : ج2 ص408
حدثنا محمد بن محمد بن عصام رحمه الله قال : حدثنا محمد بن يعقوب قال :
حدثني علان الرازي قال : أخبرني بعض أصحابنا انه لما حملت جارية أبي
محمد عليه السلام قال : ستحملين ذكراً ، واسمه محمد وهو القائم من بعدي.
( 368 )
ورواه في كفاية الاثر : ص 289 قال : أخبرنا محمد بن عبدالله الشيباني
قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، فذكر الحديث بعينه سنداً ومتناً.
15 ـ اثبات الهداة : ج7 ص137
قال فضل بن شاذان في كتاب الرجعة : حدثنا محمد بن عبد الجبار قال :
قلت لسيدي الحسن بن علي عليهما السلام : يا بن رسول الله جعلني الله فداك أحب أن
اعلم من الامام وحجة الله على عباده من بعدك؟ فقال عليه السلام : أن الامام
وحجة الله من بعدي ابني سميّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه الذي هو خاتم حجج
الله وآخر خلفائه ، قال : ممن هو يا بن رسول الله ؟ قال : من إبنه إبن قيصر ملك
الروم الا انه سيولد ويغيب عن الناس غيبة طويلة ثم يظهر « الحديث » .
16 ـ غيبة الشيخ : ص 140
اخبرني ابن ابي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار محمد
بن الحسن القمي ، عن أبي عبدالله المطهري ، عن حكيمة بنت محمد بن علي
الرضا قالت : بعث إلي أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومأتين في النصف
من شعبان وقال : يا عمة إجعلي الليلة افطارك عندي فان الله عز وجل سيسرك
بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي ، قالت حكيمة : فتداخلني لذلك
سرور شديد واخذت ثيابي عليَّ وخرجت من ساعتي حتى انتهيت الى أبي
محمد عليه السلام وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله ، فقلت : جعلت فداك
ياسيدي الخلف ممن هو؟ قال من سوسن : فادرت طرفي فيهن فلم أرجاية
عليها أثر غير سوسن قالت حكيمة : فلما ان صليت المغرب والعشاء الاخرة
اتيت بالمائدة فافطرت أنا وسون وياتيتها في بيت واحد فغفوت غفوة ثم
استيقظت فلم ازل مفكرة فيما وعدني ابو محمد عليه السلام من أمر ولي الله
عليه السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت اقوم في كل ليلة للصلاة فصليت صلاة الليل
حتى بلغت الى الوتر فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة واسبغت الوضوء ثم
( 369 )
عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر فوقع في قلبي ان الفجر قد قرب
فقمت لا نظر فاذا بالفجر الاول قد طلع فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد
عليه السلام.
فناداني من حجرته لا تشكي وكأنك بالامر الساعة قدر ايته إن شاء الله
تعالى ، قالت حكيمة : فاستحييت من أبي محمد عليه السلام مما وقع في قلبي ورجعت
الى البيت وأنا خجلة فاذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة فلقيتها على باب
البيت فقلت : بأبي أنت وامي هل تحسين شيئاً؟ قالت : نعم يا عمة اني لاجد امراً
شديداً قلت : لا خوف عليك إن شاء الله تعالى ، واخذت وسادة فالقيتها في وسط
البيت واجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة
فقبضت على كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنت أنّة وتشهدت ونظرت تحتها
فاذا انا بولي الله صلوات الله عليه متلقياً الارض بمشاجده ، فاخذت بكتفيه
فاجلسته في حجري فاذا هو نظيف مفروغ منه.
فناداني أبو محمد عليه السلام يا عمة هلمي فأتيني بابني فاتيته به فتناوله
فأخرج لسانه فمسح عينيه ففتحا ثم أدخله في فيه فحنكه ثم في أذنيه وأجلسه
في أجلسه في راحته اليسرى فاستوى ولي الله جالساً فمسح يده على رأسه
وقال له يا بني انطق بقدرة الله ، فاستعاذ ولي الله عليه السلام من الشيطان الرجيم
واستفتح (بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في
الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوراثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون
وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) وصلى على رسول الله صلّى الله
عليه وآله وسلّم وعلى امير المؤمنين والائمة عليهم السلام واحداً واحداً حتى
انتهى الى ابيه.
فناولنيه ابو محمد عليه السلام وقال : يا عمة رديه الى اُمه حتى تقر عينها ولا
تحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
فرددته الى اُمه وقد انفجر الفجر الثاني فصليت الفريضة وعقبت الى ان
طلعت الشمس ثم ودعت أبا محمد عليه السلام وانصرفت إلى منزلي.
فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلى وليَّ الله فصرت إليهم فبدأت بالحجرة
التي كانت سوسن فيها فلم أر أثراً ولا سمعت ذكراً فكرهت أن أسأل فدخلت
على أبي محمد
( 370 )
عليه السلام فاستحييت أن أبدء بالسؤال فبدأني فقال : هو يا عمة في
كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له ، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني
ورأيت شيعتي قد اختلفوا فاخبري الثقات منهم ، وليكن عندك وعندهم مكتوماً
فان ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدم له
جبرائيل عليه السلام فرسه ، ليقضي الله امراً كان مفعولا.
17 ـ غيبة الشيخ : ص143
أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن علي بن سميع بن بنان عن
محمد بن علي بن أبي الداري عن احمد بن محمد عن احمد بن عبدالله عن
احمد بن روح الاهوازي عن محمد بن ابراهيم عن حكيمة بمثل معنى الحديث
الاول الا أنه قال : قالت : بعث الي ابو محمد 7 ليلة النف من شهر رمضان سنة
خمس وخمسين ومأتين وقلت له : يا بن رسول الله من امه قال : نرجس ، قالت :
فلما كان في اليوم الثالث اشتد شوقي إلى ولي الله فأتيتهم عائدة فبدأت بالحجرة
التي فيها الجارية فاذا أنا بها جالسة في مجلس المرأة النفساء وعليها اثواب
خضر فعدلت الى المهد ورفعت عنه الاثواب.
فاذا أنا بوليَّ الله نائم على قفاه غير مخروم ولا مقموط ففتح عينيه وجعل
يضحك ويناجيني باصبعه فتناولته وادنيته إلى فمي لا قبله فشممت منه رائحة ما
شممت قط أطيب منها وناداني أبو محمد 7 يا عمتي هلمي فتاي إليَّ فتناوله ،
وقال : يا بني انطق (وذكر الحديث) قالت : ثم تناولته منه وهو يقول : يا بني
استودعك الذي استودعته ام موسى كن في دعة الله وستره وكنفه وجواره ، وقال :
رديه الى اُمه يا عمة واكتمي خبر هذا المولود علينا ولا تخبري به احداً حتى يبلغ
الكتاب أجله فاتيت امه وودعتهم (وذكر الحديث إلى آخره).
ورواه ايضاً عن أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن حنظلة بن
زكريا (قال) : حدثني الثقة عن محمّد بن علي بن بلال عن حكيمة بمثل ذلك.