back page fehrest page next page

الفصل السابع والثلاثون
في جملة ممّن فاز برؤيته في الغيبة الصغرى

واليك بعض الاحاديث الدالة عليه مع ذكر اساميهم.

1 ـ الكافي : ج1 ص267

علي عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس ، عن أبيه أنّه قال : رأيته عليه السلام بعد مضي أبي محمد حين ايفع وقبلت يديه ورأسه.
2 ـ الكافي : ج1 ص266

علي بن محمد عن فتح مولى الزراري قال : سمعت أبا علي بن مطهر يذكر أنه قد رآه ووصف له قده.
3 ـ غيبة الشيخ : ص 149

محمد بن يعقوب ، عن أحمد بن النصر ، عن القنبري من ولد قنبر الكبير مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : جرى حديث جعفر فشتمه فقلت : فليس غيره فهل رأيته؟ قال : لم أره ولكن رآه غيري قلت : ومن رآه قال : رآه جعفر مرتين وله حديث.
4 ـ غيبة الشيخ : ص149

وحدث عن رشيق صاحب المادراي قال : بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرساً ونجنب آخر ونخرج مخفين لا يكون معنا قليل ولا كثير الا على السرج مصلى وقال لنا : الحقوا بسامره ووصف لنا محلة وداراً وقال إذا


( 461 )

أتيتموها تجدون على الباب خادماً اسود فاكبسوا الدار ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه ، فوافينا سامرة فوجدنا الامر كما وصفه ، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها فسألناه عن الدار ومن فيها فقال : صاحبها. فوالله ما التفت الينا وقل اكتراثه بنا ، فكسبنا الدار كما أمرنا فوجدنا داراً سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه كان الايدي رفعت عنه في ذلك الوقت.

ولم يكن في الدار أحد فرفعنا الستر فاذا بيت كبير كأن بحراً فيه ماء وفي أقصى البيت حصير قد علمنا انه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي. فلم يلتفت الينا ولا إلى شيء من اسبابنا ، فسبق أحمد بن عبدالله ليتخطى البيت فغرق في الماء وما زال يضطرب حتى مددت يدي اليه فخلصته وأخرجته وغشى عليه وبقى ساعة ، وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك ، وبقيت مبهوتاً فقلت لصاحب البيت : المعذرة إلى الله واليك فوالله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجيء وانا تائب إلى الله ، فما التفت إلى شيء مما قلنا وما انفتل عما كان فيه ، فهالنا ذلك وانصرفنا عنه.

وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلى الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت كان ، فوافيناه في بعض الليل فادخلنا عليه فسألنا عن الخبر فحكينا له ما رأينا ، فقال : ويحكم لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول؟ قلنا : لا ، فقال : أنا نفى من جدي ـ وحلف بأشد ايمان له ـ أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن اعناقنا ، فما جسرنا أن نحدث به الا بعد موته.
5 ـ الكافي : ج1 ص267

علي بن محمد ، عن علي بن قيس ، عن بعض جلاوزة السواد قال : شاهدت سيماء آنفاً بسر من رأى وقد كسر باب الدار فخرج عليه وبيده طبرزين فقال له : ما تصنع في داري؟ فقال سيماء : ان جعفراً زعم أن اباك مضى ولا ولد له فان كانت دارك فقد انصرفت عنك فخرج عن الدار ، قال علي بن قيس : فخرج علينا خادم من خدم


( 462 )

الدار فسألته عن هذا الخبر ، فقال لي : من حدثك بهذا ؟ فقلت له : حدثني بعض جلاوزة السواد فقال لي : لا يكاد يخفى الناس شيء.
6 ـ كمال الدين : ج2 ص476

حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبدالله بن محمد بن مهران الآبي العروضي رضي الله عنه بمرو فقال : حدثنا الحسين بن زيد بن عبدالله البغدادي قال : حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال : حدثنا أبي قال : لما قبض سيدنا أبومحمد الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليهما قدم من قم والجبال وفود بالاموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن عليه السلام فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن سيدنا الحسن عليه السلام فقيل لهم : أنه قد فقد ، قالوا : ومن وارثه؟ قالوا اخوه جعفر بن علي فسألوا عنه فقيل لهم : أنه قد خرج متنزهاً وركب زورقاً في الدجلة يشرب ومعه المغنون.

قال : فتشاور القوم وقالوا : هذه ليست من صفة الامام وقال بعضهم لبعض : امضوا بنا حتى نرد هذا الاموال على أصحابها فقال ابو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي : قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر امره بالصحة قال : فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا : يا سيدنا نحن من قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها وكنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي الاموال فقال : اين هي؟ قالوا : معنا.

قال : احملوها إليَّ ، قالوا : لا ان لهذه الاموال خبراً طريفاً فقال : وما هو؟ قالوا : ان هذه الاموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا اوردنا بالمال على سيدنا أبي محمد عليه السلام يقول : جملة المال كذا وكذا ديناراً من عند فلان كذا ومن عند فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم ويقول ما على نقش الخواتيم ، فقال جعفر : كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله ، هذا علم الغيب ولا يعلمه الا الله ، قال : فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض ، فقال لهم : أحملوا هذا المال اليّ ، قالوا إنا قوم مستأجرون وكلاء لارباب المال


( 463 )

وانا لا نسلم المال الا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا الحسن بن علي عليهما السلام فان كنت الامام فبرهن لنا وإلا رددنا الاموال إلى اصحابها يرون فيها رأيهم.

قال : فدخل جعفر على الخليفة وكان بسر من رأى فاستعدى عليهم فلما أحضروا قال الخليفة : احملوا هذا المال إلى جعفر ، قالوا : أصلح الله امير المؤمنين إنا قوم مستأجرون وكلاء لارباب هذه الاموال وهذه وداعة لجماعة وأمرونا ان لا نسلمها الا بعلامة ودلالة وقد جرت بهذه العادة مع أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال الخليفة : فما كانت العلامة التي كانت مع أبي محمد؟

قال القوم : كان يصف لنا الدنانير واصحابها والاموال وكم هي فاذا فعل ذلك سلمناها إليه وقد وفدنا إليه مراراً فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا وقد مات فان يكن هذا الرجل صاحب هذا الامر فليقم لنا ما كان يقيمه أخوه وإلا رددنا على اصحابها فقال جعفر يا أمير المؤمنين ان هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب.

فقال الخليفة : القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين قال : فبهت جعفر ولم يرد جواباً ، فقال القوم : يتطول أمير المؤمنين باخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة قال : فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها فلما أن خرجوا من البلد خرج اليهم غلام احسن الناس وجهاً كانه خادم فصاح يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم قال فقالوا : انت مولانا؟ قال : معاذ الله أنا عبد مولاكم فسيروا إليه قال : فسرنا إليه معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام فاذا ولده سيّدنا القائم عليه السَّلام قاعد على سرير كأنه فلقة قمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام.

ثم قال : جملة المال كذا وكذا ديناراً حمل فلان كذا وحمل فلان كذا ، ولم يزل يصف حتى وصف الجميع ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب فخررنا سجداً لله عزّ وجل شكراً لما عرفنا وقبلنا الارض بين يديه وسألناه عما اردنا فاجاب فحملنا اليه الاموال ، وأمرنا القائم عليه السلام إنا لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئاً من المال وانه ينصب لنا ببغداد رجلاً يحمل اليه الاموال ويخرج من عنده التوقيعات قالوا : فانصرفنا من عنده ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئاً


( 464 )

من الحنوط والكفن فقال له : اعظم الله أجرك في نفسك ، قال : فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفّي رحمه الله وكان بعد ذلك تحمل الاموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين بها ويخرج من عندهم توقيعات.
7 ـ الكافي : ج1 ص266

علي بن محمد عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن خادم لابراهيم بن عبده النيسابوري أنها قالت : كنت وافقة مع إبراهيم الصفا ، فجاء حتى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه وحدثه باشياء.
8 ـ الكافي : ج1 ص267

علي بن محمد ، عن محمد بن علي بن ابراهيم ، عن أبي عبدالله بن صالح أنّه رآه عند الحجر الاسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول : ما بهذا امروا.
9 ـ كمال الدين : ج2 ص440

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ، قال : حدثنا عبدالله بن جعفرالحميري قال : سمعت محمد بن عثمان العمري رضى الله عنه يقول : رأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول : اللهم انتقم لي من اعدائي (اعدائك ، خ ل).

ورواه ايضاً في من لا يحضره الفقيه : ص 279 ورواه الشيخ في الغيبة : ص151 قال : اخبرني جماعة عن محمد بن علي بن الحسين قال : اخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى بن المتوكل عن عبدالله بن جعفر الحميري فذكر الحديث بعينه.
10 ـ كمال الدين : ج2 ص440

حدثنا محمد بن المتوكل رحمه الله ، قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، قال : سألت محمد بن عثمان العمري فقلت له : رأيت صاحب هذا الامر فقال : نعم ، وآخر


( 465 )

عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول : اللهم انجز لي ما وعدتني.
ورواه من لا يحضره الفقيه ص 279

ورواه الشيخ في الغيبة ص 151 قال : اخبرني جماعة عن محمد بن علي بن الحسين قال : اخبرنا أبي ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى المتوكل عن عبدالله بن جعفر الحميري فذكر الحديث بعينه.
11 ـ الكافي : ج1 ص268

علي بن محمد ، عن أبي أحمد بن راشد ، عن بعض أهل المدائن قال : كنت حاجاً مع رفيق لي فوافينا إلى الموقف فاذا شاب قاعد عليه ازار ورداء وفي رجليه نعل صفراء قومت الازار والرداء بماثة وخمسين ديناراً وليس عليه أثر السفر فدنا منا سائل فرددناه ، فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئاً من الارض وناوله فعدا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال فقام الشاب وغاب عنا ، فدنونا من السائل فقلنا له : ويحك ما أعطاك؟ فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالاً ، فقلت لصاحبي : مولانا عندنا ونحند لا ندري ، ثم ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كله فلم نقدر عليه ، فسألنا كل من كان حوله من اهل مكة والمدينة فقالوا : شاب علوي يحج في كل سنة ماشياً.
12 ـ من لا يحضره الفقيه : ص279

وروي عن محمد بن عثمان العرمي رضي الله عنه ، انه قال : والله ان صاحب هذا الامر ليحضر الموسم كل سنة ، يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه.
13 ـ الكافي : ج1 ص266

علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد


( 466 )

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعراق فقال : رأيته بين المسجدين وهو غلام(1).
14 ـ كمال الدين : ج2 ص442

المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري عن جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن جعفر بن معروف عن أبي عبدالله البخلي محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولى الرضا عليه السلام قال خرج صاحب الزمان عليه السلام على جعفر الكذاب من موضع لم يعلم به عندما نازع في الميراق بعد مضيّ أبي محمد عليه السلام.

فقال له : يا جعفر مالك تعرض في حقوقي؟ فتحير جعفر فبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره ، فلما ماتت أم الحسن الجدة أمرت أن تدفن في الدار فنازعهم ، وقال : هي دار الاتدفن فيها فخرج عليه السّلام فقال : يا جعفر أدارك هي؟ ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك.
15 ـ غيبة الشيخ : ص159

جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن علي بن الحسين عن رجل ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر إسمه عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال : دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الاهوازي فسألته عن آل أبي محمد عليه السلام فقال : يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم ، حججت عشرين حجة كلا اطلب به عيان الامام فلم اجد إلى ذلك سبيلا ، فبينا أنا ليلة قائم في مرقدي إذا رأيت قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي في الحج فلم أعقل ليلتي حتى اصبحت فانا مفكر في أمري ، أرقب الموسم ليلي ونهاري ، فلما كان وقت الموسم اصلحت أمري ، وخرجت متوجهاً نحو المدينة فما زلت كذالك حتى دخلت يثرب.
____________

(1) لما كان بناء امره عليه السلام على الاختفاء عن الناس لم يعرف له اولاد منتسبة اليه ، ولم نجد دليلاً معتبراً يدل بالبت واليقين على وجود ذرية له عليه السلام ولكن من الممكن ان تكون له اولاد وذراري بين الناس لم يعرف تسبهم اليه لعدم تعريف شخصه وكتمان أمره حتى عن ازواجه ، فاستتر انتساب اولاده اليه واختلطوا بسائر السادات العلويين ولم يتميزوا عن غيرهم .

( 467 )

فسألت عن آل أبي محمد فلم أجد له أثراً ، ولا سمعت له خبراً فاقمت مفكراً في أمري حتى خرجت من المدينة أريد مكة ، فدخلت الجحفة واقمت بها يوماً ، وخرجت منها متوجهاً نحو الغدير ، وهو على أربعة أميال من الجحفة فلما إن دخلت المسجد صليت ، وعفرت ، واجتهدت في الدعاء ، وابتهلت إلى الله لهم ، وخرجت اريد عسفان فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فاقمت بها أياماً اطوف البيت واعتكفت ، فبينا أنا ليلة في الطواف إذا انا بفتى حسن الوجه ، طيب الرائحة ، يتبختر في مشيته ، طائف حول البيت فحس قلبي به فقمت نحوه فحككته ، فقال لي : من اين الرجل؟ فقلت : من أهل العراق فقال لي : من أي العراق؟ قلت : من الاهواز.

فقال : تعرف بها الخصيب؟ فقلت : رحمه الله دعى فأجاب فقال : رحمه الله فما كان أطول ليلته وأكثر تبتله ، واغزر دمعته ، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار! فقلت أنا علي بن إبراهيم فقال : حياك الله ابا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقلت معي ، قال : اخرجها ، فادخلت يدي في جيبي فاستخرجتها فلما أن رآها لم يتمالك ان تعرغرت عيناه بالدموع ، وبكى منتحباً حتى بل طماره ثم قال : أذن لك الان يا بن المازيار صر إلى رحلك وكن على اهبة من أمرك حتى إذا لبس الليل جلبابه وغمز الناس صلامه سر إلى شعب بنى عامر فانك ستلقاني هناك فسرت إلى منزلي.

فلما أن احسست بالوقت اصلحت رحلي ، وقدمت راحلتي وعكمته شديداً ، وحملت وصرت في متنه ، واقبلت مجداً في السير حتى وردت الشعب فاذا انا لفتى قائم ينادى يا ابا الحسن إليّ ، فمازلت نحوه ، فلما قربت بدأني بالسلام وقال لي : سر بنا يا أخ فما زال يحدثني ، واحدثه تخرفنا جبال عرفات ، وسرنا إلى جبال منى وانفجر الفجر الاول ونحن قد توسطنا جبال الطائف فلما ان كان هناك أمرني بالنزول ، وقال لي : انزل فصل صلاة الليل فصليت ، وأمرني بالوتر فاوترت وكانت فائدة منه ثم أمرني بالسجود والتعقيب.

ثم فرغ من صلاته وركب ، وأمرني بالركوب ، وسار وسرت معه حتى علا ذروة


( 468 )

الطائف فقال : هل ترى شيئاً؟ قلت : نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نوراً فلما أن رأيته طابت نفسي فقال لي : هناك الامل والرجاء.

ثم قال سربنا يا أخ ، فسار وسرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة وصار ، في أسفله فقال : انزل فهاهنا يذل كل صعب ويخضع كل جبار ، ثم قال : خل عن زمام الناقة ، قلت فعلى من أخلفها.

فقال : حرم القائم عليه السلام لا يدخله إلا مؤمن ، ولا يخرج منه الا مؤمن فخليت من زمام راحلتي ، وسار وسرت معه إلى ان دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول وامرنيأن أقف حتى يخرج إليَّ ، ثم قال لي : إدخل هناك السلامة فدخلت فاذا انا به جالس قد اتشح ببردة واتزر باخرى ، وقد كسر بردته على عاتقه وهو كاقحوانة أرجو أن قد تكاثف عليها الندى واصابها ألم الهوى ، وإذا هو كغصن باب أوقضيب ريحان سمح ، سخي ، تقي ، نقي ، ليس بالطويل الشامخ ، ولا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة صلت الجبين ازج الحاجبين أقنى الانف سهل الخدين ، على خده الايمن خال كأنه فتاة مسك على رضراضة عنب فلما أن رأيته بدرته بالسلام ، فردَّ على أحسن ما سلمت عليه ، وشافهني وسألني عن أهل العراق.

فقلت : سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة ، وهم بين القوم اذلاء ، فقال لي : يا بن المازيار لتملكونهم كما ملكوكهم وهم يؤمذ اذلاء ، فقلت : سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب ، فقال : يا بن المازيار أبي ابو محمد عهد إليَّ ان لا أجاور قوماً غضب الله عليهم ، ولعنهم ولهم الخزي في الدنيا والاخرة ولهم عذاب أليم ، وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها ومن البلاد إلا قفرها ، والله مولاكم أظهر التقية فوكلها بيَّ فانا في التقية إلى يوم يؤذن لي فاخرج ، فقلت : يا سيدي متى يكون هذا الامر؟ فقال : إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر واستدار بهما الكواكب والنجوم.

فقلت : متى يا بن رسول الله؟ فقال لي : في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة ، ومعه عصى موسى وخاتم سليمان تسوق الناس إلى المحشر قال فأقمت عنده اياماً ، وأذن لي بالخروج بعد ان استقصيت لنفسي وخرجت نحو منزلي ،


( 469 )

والله لقد سرت من مكة إلى الكوفة ، ومعي غلام يخدمني فلم أرا لاخيراً ، وصلى الله على محمد وآله وسلّم تسليماً.
16 ـ كمال الدين : ج2 ص444

محمّد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني عن أبي القاسم علي بن أحمد الحذيجي عن الازدي قال : بينا انا في الطواف قد طفت ستاً وأريد أن اطوف السابع فاذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبتة ، متقرب إلى الناس يتكلم فم أر أحسن من كلامه ، ولا أعذب من نطقه ، وحسن جلوسه ، فذهبت أكلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا؟ فقالوا هذا ابن رسول الله يظهر في كل سنة يوماً لخواصه يحدثهم فقلت : يا سيدي مسترشداً أتيتك فارشدني هذاك الله فناولني عليه السلام حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه : ما لاذي دفع اليك؟ فقلت : حصاة ، وكشفت عنها فاذا انا بسبيكة ذهب فذهب فاذا أنا به 7 قد لحقني فقال لي ثبتت عليك الحجة ، وذهب عنك العمى ، وظهر لك الحق أرعفني؟ فقلت : لا فقال عليه السلام : أنا المهدي وأنا قائم الزمان وأنا الذي أملاَها عدلاً كما ملئت جوراً ، ان الارض لا تخلو من حجة ، ولا يبقى الناس في فترة وهذا أمانة لا تحدث بها الا اخوانك من أهل الحق ، ورواه في ينابيع المودة (ص464) نحوه. 17 ـ كمال الدين : ج2 ص475

قال ابو الاديان كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الامصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتباً ، وقال امض بها إلى المدائن فانك ستغيب أرعبة عشر يوماً وتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر ، وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل.

قال أبو الاديان : فقلت يا سيدي فاذا كان ذلك فمن؟ قال : من طالبك بجوابات كبتي فهو القائم من بعدي فقلت زدني فقال : من يصلي عليَّ فهو القائم بعدي فقلت


( 470 )

زدني ، فقال : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته ان أسأله عما في الهميان وخرجت بالكتب إلى المدائن ، وأخذت جواباتها ، ودخلت سر من راى يوم الخامس عشر كما قال لي عليه السلام وإذا أنا بالواعية في داره ، وإذا أنا بجعفر الكذاب بن علي أخيه بباب الدّار ، والشيعة من حوله يعزونه ، ويهنؤونه فقلت في نفسي : أن يكن هذا الامام فقد بطلت الامامة لاَني كنت أعرف يشرب النبيذ ، وياقمر في الجوسق ويلعب بالظنبور ، فتقدمت وهنيت فلم يسألني عن شيء ثم خرج عقيد فقال : يا سيدي قد كفن أخوك ، فقم فصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قبيل (قتيل ـ خ بحار الانوار) المعتصم المعروف بسلمة ، فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليهم على نعشه مكفناً فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما هم بالتكبير خرج صبي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين بوجهه سمرة بشعره قطط فجذب برداء جعفر بن علي وقال : تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة على أبي فتأخر جعفر وقد اربد وجهه واصفر ، وتقدم الصبي فصلى عليه ، ودفن إلى جانب قبر أبيه عليهما السلام .

ثم قال : يا بصري هات جوابت الكتب التي معك ، فدفعتها إليه فقلت في نفسي هذه بينتان ، بقي الهميان ، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر قال له حاجز الوشا يا سيدي من الصبي؟ ليقيم الحجة عليه فقال : والله ما رأيته قط ولا أعرفه ، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته فقالوا : فمن نعزي؟ فاشاروا إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنؤوه.

وقالوا : معنا كتب ومال فتقول ممن الكتب وكم المال؟ فقام ينقض اثوابه ويقول : تريدون منا أن نعلم الغيب ، قال : فخرج لخادم فقال : معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دناينر منها مطللية ، فدفعوا إليه الكتب والمال ، وقالوا : الذي وجه بك لاَجل ذلك هو الامام ، فدخل جعفر بن علي على المعتمد ، وكشف ذلك له فوجه له ذلك المعتمد بخدمه فقبضوا على صيقل الجارية فطالبوها بالصبي ، وانكرته وادعت حبلابها التغطى على حال الصبيّ ، فسلمت إلى إبن أبي


( 471 )

الشوارب القاضي ، وبغتهم موت عبيدالله بن خاقان فجأة ، وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت من ايديهم والحمد لله رب العالمين.
18 ـ غيبة الشيخ : ص 156

أحمد بن علي الرازي عن علي بن عائذ الرازي عن الحسن بن وجني النصيبي عن أبي نعيم محمد بن أ حمد الانصاري قال : كنت حاضراً عند المستجار بمكة وجماعة زهاء ثلاثين رجلاً لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ خرج علينا شاب من الطواف ، عليه إزاران تاختج (تاضج خ ـ كمال الدين) محرم بهما وفي يده نعلان ، فلما رأيناه قمنا جميعاً هيبة له ، ولم يبق منا احد الاقام فسلم علينا ، وجلس متوسطاً ونحن حوله ثم التفت يميناً وشمالاً ثم قال : أتدرون ما كان أبو عبدالله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا وما كان يقول قال : كان يقول : اللهم أني اسألك باسمك الذي به تقوم السماء وبه تقوم الارض ، وبه تفرق بين الحق والباطل ، وبه تجمع بين المتفرق ، وبه تفرق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال ، وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلي على محمد وآله محمد وأن تجعل لي من أمري فرجاً.

ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف وانسينا أن نذكر أمره ، وأن نقول من هو؟ وأي شيء هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالامس وجلس في مجلسه متوسطاً فنظر يميناً وشمالاً فقال : أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا : وما كان يقول؟ قال : كان يقول : اليك رفعت الاصوات ، وعنت الوجوه ، ولك خضعت الرقاب واليك التحاكم في الاعمال يا خير من سئل ، ويا خير من أعطى ، يا صادق يا بارئ ، يا من لا يخلف الميعاد ، يا من أمر بالدعاء ووعد الاجابة يا من قال ( ادعوني استجب لكم ) يا من قال ( إذا سئلك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ويا من قال ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من


( 472 )

رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) لبيك وسعديك ها أنا ذا بين يديك المسرف ، وأنت القائل لا قتنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً.

ثم نظر يميناً وشمالاً بعد هذا الدعاء فقال : أتدرون ما كان أمير المؤمنين يقول في سجدة الشكر فقلت : وما كان يقول : قال : كان يقول : يا من لا يزيده كثرة العطاء (الدعاء ـ خ) إلا سعة وعطاء ، يا من لا تنفد خزائنه ، يا من له خزائن السماوات والارض ، يا من له خزائن ما دق وجل ، لا يمنعك إسائتي من إحسانك أنت تفعل بي الذي أنت أهله فانك أنت أهل الكرم والجود والعفو والتجاوز يا رب يا الله ، لا تفعل بي الذي أنا اهله فاني أهل العقوبة وقد استحققتها لا حجة لي ، ولا عذر لي عندك ، ابوء لك بذنوبي كلها ، واعترف بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني ، ابوء لك بكل ذنب أذنبته ، وكل خطيئة احتملتها ، وكل سيئة عملتها رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك أنت ا لاعز الاكرم ، وقام ودخل في الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لاقباله كفعلنا فيما مضى فجلس متوسطاً ، ونظر يميناً وشمالاً ، فقال : كان علي بن الحسين سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع : وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب (عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه غيرك).

ثم نظر يميناً وشمالاً ونظر إلى محمّد بن القاسم من بيننا فقال : يا محمد بن القاسم أنت على خير ان شاء الله تعالى. وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر ثم قال دخل الطواف فما بقى منا احد الا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وانسينا أن نتذاكر أمره إلا في آخر يوم فقال لنا أبو علي المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم فقلنا وكيف علمت يا أبا علي فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان قال : فبينا نحن يوماً عشية عرفة ، وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال : من الناس ، قلت : من أي الناس؟ قال : من عربها قلت : من أبي عربها؟ قال : من أشرفها قلت : ومن هم؟ قال بنوهاشم ثم قلت : من أيّ بني هاشم؟ فقال : من أعلاها ذروة ، وساناها قلت : ممن؟ قال ممن فلق الهام ، واطعم


( 473 )

الطعام ، وصلى والناس نيام قال : فعلمت أنه علوي فاجبته على العلوية ثم افتقدته من بين يدي فلم أدر كيف مضى ، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا : نعم يحج معنا في كل سنة ماشياً فقلت سبحانه الله ، والله ما أرى به أثر مشي.

قال فانصرفت إلى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه ، ونمت من ليلتي تلك فاذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا أبا أحمد رأيت طلبتك ، فقلت ومن ذاك يا سيدي؟ فقال : الذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك قال : فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه أن لا يكون أعلمنا ذلك فذكر أنه كان ينسى أمره إلى وقت ما حدثنا به (قال الشيخ) وأخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد بن عبدالله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري ، وساق الحديث بطوله.
19 ـ غيبة الشيخ : ص 163

أحمد بن علي الرازي ، عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة وهو محمد بن الحسن بن عبدالله التميمي وكان زيدياً قال : سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله أنه خرج إلى الحير قال : فلما صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلي ، ثم انه ودع وودعت ، وخرجنا فجئنا إلى المشرعة فقال لي : يا أبا سورة أين تريد؟ فقلت الكوفة ، فقال لي : مع من؟ قلت مع الناس ، قال لي لا نريد نحن جميعاً نمضي قلت ومن معنا؟ فقال : ليس نريد معنا احداً قال : فمشينا ليلتنا فاذا نحن على مقابر مسجد السهلة فقال لي : هوذا منزلك فان شئت فامض ثم قال لي : تمر إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له يعطيك المال الذي عنده فقلت له لا يدفعه إليَّ فقال لي : قل له بعلامة أنه كذا وكذا دينارً وكذا وكذا درهماً وهو في موضع كذا وكذا ، وعليه كذا وكذا مغطى.

فقلت له ومن أنت؟ قال : أنا محمد بن الحسن ، قلت : فان لم يقبل مني وطولبت بالدلالة فقال : أنا وراك قال : فجئت إلى ابن الزراري وقلت له فدفعني ، فقلت له العلامات التي قال لي ، وقلت له قد قال لي انا وراك ، فقال : ليس بعد هذا


( 474 )

شيىء ولم يعلم بهذا الا الله تعالى ودفع إليَّ المال. وفي حديث آخر عنه وزاد قال ابو سورة فسألني الرجل عن حالي فاخبرته بضيعتي (يضيقي ـ خ) وبعيلتي فلم يزل يماشيني حتى انتهيا إلى النواويس في السحر فجلسنا ثم حفر بيده فاذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلى ثلاث عشر ركعة ثم قال لي : إمض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فاقرأ عليه السلام ، وقل له يقول لك الرجل : إدفع إلى أبي سورة من السبع مائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار ، واني مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقالت من هذا؟ فقلت قولي لاَبي الحسن هذا ابو سورة فسمعته يقول : ما لي ولاَبي سورة؟ ثم خرج إليَّ فسلمت عليه ، وقصصت عليه الخبر ، فدخل واخرج إليَّ مائة دينار فقبضتها فقال لي صافحته ، فقلت : نعم فاخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه : قال أحمد بن علي : وقد روى هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفر ، وعبدالله بن بشر الخزاز وغيرهما ، وهو مشهور عندهم ، ورواه في الخرائج.
20 ـ الكافي : ج1 ص431

علي بن محمد وعن غير واحد من اصحابنا القمّيين عن محمد بن محمد العامري عن أبي سعيد غانم الهندي قال : كنت بمدينة الهند المعروفة الداخلة واصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك ، أربعون رجلاً كلهم يقرأ الكتب الاربعة : التوارةب والنجيل والزبور وصحف إبراهيم نقضى بين الناس ونفقههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم ، يفزع الناس إلينا الملك فمن دونه فتجارينا ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا : هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره واتفق راينا وتوافقنا على أن اخرج فارتاد لهم ، فخرجت ومعي مال جليل ، فسرت اثني عشر شهراً حتى قربت من كابل ، فعرض لي قوم من الترك فقطعوا عليَّ واخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة ودفعت إلى مدينة كابل ، فانفذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ وعليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي [الا]سود ، فبلغه خبري وأني خرجت مرتاداً من الهند وتعلمت الفارسية وناظرت الفقهاء


( 475 )

واصحاب الكلام ، فارسل الي داود بن العباس فاحضرني مجلسه وجمع عليَّ الفقهاء فناظروني فاعلمتهم أني خرجت من بلدي اطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب ، فقال لي : من هو وما اسمه؟ فقلت محمد ، فقالوا : هو نبيّنا الذي تطلب ، فسالتهم عن شرائعه ، فاعلموني ، فقلت لهم : أنا أعلم أنّ محمداً نبي ولا اعلمه هذا الذي تصفون أم لا فأعلموني موضعه لاَقصده فاسائله عن علامات عندي ودلالت ، فان كان صاحبي الذي طلبت آمنت به ، فقالوا : قد مضى صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : فمن وصيّه وخليفته فقالوا : أبو بكر ، قلت : فسموه لي فان هذه كنيته؟ قالوا : عبدالله بن عثمان ونسبوه إلى قريش ، قلت : فانسبوا لي محمداً نبيكم فنسبوه لي ، فقلت : ليس هذا صاحبي الذي طلبت ، صاحبي الذي أطلبه خليفته ، أخوه في الدين وابن عمه في النسب وزوج ابنته وأبو ولده ، ليس لهذا النبي ذريّة على الارض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته ، قال : فوثبوا بي وقالوا : ايها الامير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم ، فقلت لهم : يا قوم أنا رجل معي دين متمسّك به الا افارقه حتى ارى ما هو اقوى منه ، اني وجدت صفة هذا الرّجل في الكتب التي أنزلها الله على انبيائه وانما خرجت من بلاد الهند ومن العزّ الذي كنت فيه طلباً له ، فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبيّ الموصوف فيالكتب فكفوا عني وبعث العامل إلى رجل يقال له:الحسين بن اشكيب فدعاه ، فقال له : ناظر هذا الرجل الهندي ، فقال له الحسين : اصلحك الله عندك الفقهاء والعلماء وهم أعلم وأبصر بمناظرته ، فقال له : ناظره كما اقول لك واخل به والطف له ، فقال لي الحسين بن اشكيب بعدما فاوضته : إنَّ صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الامر في خليفته كما قالوا ، هذا النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب ووصيه علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وهو زوج فاطمة بنت محمد وأبو الحسن والحسين سبطي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قال غانم أبو سعيد : فقلت : الله أكبر هذا الذي طلبت ، فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له : أيها الامير! وجدت ما طلبت وأنا أشهد أن لا إله الله وأن محمد رسول الله ، قال : فبرّني ووصلني ، وقال للحسين تفقده ، قال : فمضيت اليه حتى


( 476 )

آنست به وفقهني فيما احتجب إليه من الصلاة والصيام والفرائض ، قال : فقلت له : إنا نقرا في كتبنا أنّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم النبيّين لانبي بعده وأن الامر من بعده إلى وصيه ووارثه وخليفته من بعده ، ثمَّ إلى الوصيَّ بعد الوصي ، لا يزال أمر الله جارياً في اعقابهم حتى تنقضى الدنيا ، فمن وصي وصي محمد؟ قال : الحسن ثم الحسين ابنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ساق الامر في الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان عليه السلام ثم أعلمني ما حدث ، فلم يكن لي همة إلا طلب الناحية فوافى قم وقعد مع اصحابنا في سنة أربع وستّين ومائتين وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب ، قال : فحدثني غانم قال : وانكرت من رفيقي بعض اخلاقه فهجرته ، وخرجت حتى سرت إلى العبّاسية أتهيّا للصلاة واصلي وإني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال : أنت فلان؟ اسمه بالهند ـ فقلت : نعم فقال : اجب مولاك فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطرق حتى أتى داراً وبستاناً فاذا أنا به عليه السلام جالس ، فقال : مرحبا يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك؟ وكيف خلفت فلاناً وفلاناً؟ حتى عد الاربعين كلهم فسألني عنهم واحداً واحداً ، ثمّ أخبرني بما تجارينا كل ذلك بلام الهند ، ثم قال:اردت أن تحج مع أهل قم؟ قلت : نعم يا سيدي ، فقال : لا تحجّ معهم وانصرف سنتك هذه وحجّ في قابل ، ثمّ القى إليَّ صرة كانت بين يديه فقال لي : اجعلها نففتك ولا تدخل إلى بغداد إلى فلان سمّاه ، ولا تطلعه على شيء. وانصرف الينا إلى البلد ، ثم وفانا بعض الفتوح فاعلمونا أن اصحابنا انصرفوا من العقبة ومضى نحو خراسان فلما كان في قابل حجّ وارسل إلينا بهديه من طرف خراسان فاقام بهامدة ، ثم مات رحمه الله.
21 ـ الكافي : ج2 ص267

علي بن محمد ، عن أبي محمد الوجنائي أنه اخبره عمن رآه عليه السلام خرج من الدار قبل الحادث بعشرة أيام وهو يقول : اللّهم إنك تعلم انا احب البقاع لولا


( 477 )

الطّرد أو كلام نحو هذا.

بيان : لعل المراد بالحادث وفاة ابي محمد عليه اللام والضمير في « أنها » راجع إلى سامراء .
22 ـ احتجاج الطبرسي : ج2 ص284

محمّد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل قد اشكلت على فورد التوقيع ـ إلى أن قال ـ وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الابصار السحاب وأني لاَمان لاَهل الارض كما أن النجوم أمان لاَهل السماء الخ.
23 ـ كمال الدين : ج2 ص473

حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن [علي بن] محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : سمعت أبا الحسين الحسن بن وجناء يقول حدثنا أبي ، عن جده أنه كان في دار الحسن بن علي عليهما السلام فكبستنا الخيل وفيهم جعفر بن علي الكذاب واشتغلوا بالنهب والغراة وكانت همتي في مولاي القائم عليه السلام قال : فاذا [أنا] به عليه السلام قد أقبل وخرج عليهم من الباب وأنا انظر اليه وهو عليه السلام ابن ست سنين فلم يره أحد حتى غاب.
24 ـ غيبة الشيخ : ص164

روى محمد بن يعقوب رفعه عن الزهري قال : طلبت هذا الاَمر طلباً شاقاً حتى ذهب لي فيه مال صالح فوقعت إلى العمريّ وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان فقال لي : ليس إلى ذلك وصول فخصعت فقال لي : بكرة بالغداة ، فوافيت واستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجهاً ، وأطيبهم رائحة بهيئة التجّار ، وفي كمّه شيء كهيئة التجار.

back page fehrest page next page