هذا الحديث أيضا من المتواترات بين أهل السنة والشيعة رواه المحدثون والمؤرخون في تأليفاتهم ، بتعبيرات مختلفة ، وورد في متون الشيعة مفصلا .
ونحن نذكره على ما في صحاح أهل السنة .
مسند أحمد : عن البراء قال : كنا مع رسول الله « ص » في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلوة جامعة ، وكسح لرسول الله « ص » تحت شجرتين فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي « رض » فقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى . قال : فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . ورواه بسند آخر (1) .
ويروى : عن عطية العوفي قال ، سألت زيد بن أرقم فقلت له أن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي « رض » يوم غدير خم ، فانا أحب ان أسمعه منك ، فقال : أنكم معشر اهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك مني بأس . فقال : نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله « ص » الينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي « رض » فقال : يا أيها الناس ألستم تعلمون اني اولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
ويروى : عن زيد بن أرقم منها . وفيها : فخطبنا وظُلّل لرسول الله « ص » بثوب على شجرة سمرة من الشمس ـ الرواية (3) .
1 ـ مسند أحمد ج 4 ص 281 .
2 ـ مسند أحمد ج 4 ص 368 .
3 ـ نفس المصدر ص 372 .
88
الاستيعاب : وروى بريدة وابو هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن ارقم كل واحد منهم عن النبي « ص » انه قال يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) .
مسند أحمد : عن زاذان بن عمر قال : سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله « ص » يوم غدير خم وهو يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
ويروى : عن أبي الطفيل قريبا منها ، وفيها : فقام ثلاثون من الناس . وقال أبونعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده ، فقال للناس : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (3) .
ويروى : عن زيد بن أرقم قريبا منها . وفيها : فقام ستة عشر رجلا فشهدوا (4) .
أقول : وقد وردت روايات تهدينا الى ما يتفاهم في العرف من معنى كلمة المولى وما فهموا من كلام رسول الله « ص » في قوله : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
ففي مسند أحمد : عن رياح قال : جاء رهط الى عليّ بالرحبة ، فقالوا : السلام عليك يا مولانا . قال : كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ، قالوا سمعنا رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فإن هذا مولاه . قال رياح فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء ؟ قالوا نفر من الأنصار وفيهم أبو أيوم الأنصاري (5) .
وفي مفردات الراغب : الولاية بالكسر النصرة وبالفتح تولي الأمر ، وقيل هما
1 ـ الاستيعاب ج3 ص 1099 .
2 ـ مسند أحمد ج 1 ص 84 .
3 ـ نفس المصدر ج 4 ص 370 .
4 ـ نفس المصدر ج 5 ص 370 .
5 ـ مسند أحمد ج 5 ص 419 .
89
واحدة نحو الدِلالة والدَلالة وحقيقته تولي الأمر ، والولي يستعملان في ذلك الله ولي الذين آمنوا ، نعم المَولى ونعم النصير .
رجال اصبهان : عن عميرة بن سعد قال : شهدت عليا على المنبر يناشد أصحاب رسول الله « ص » من سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد ، فقام اثنى عشر رجلا منهم ابو هريرة وابو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله « ص » يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه (1) .
ويروى : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : نشد عليّ الناس بالرحبة من سمع رسول الله « ص » يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، الا قام ، فقام اثنىعشر بدريا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ... الحديث (2) .
ابن ماجه : قال : أقبلنا مع رسول الله « ص » في حجته التي حج ، فنزل في بعض الطريق فأمر الصلوة جامعة ، فأخذ بيد علي فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : فهذا ولي من أنا مولاه اللهم وال من والاه اللهم عاد من عاداه (3) .
سنن الترمذي : عن النبي « ص » قال : من كنت مولاه فعلي مولاه (4) .
خصائص النسائي : عن سعد خطب رسول الله « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس اني وليكم قالوا صدقت يا رسول الله « ص » ، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال : هذا وليي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه (5) .
ويروى أيضا : عن زيد بن أرقم ، قال : لما رجع النبي « ص » من حجة الوداع
1 ـ رجال اصبهان ج 1 ص 107 .
2 ـ نفس المصدر ج 2 ص 228 .
3 ـ ابن ماجة ج 1 ص 55 .
4 ـ سنن الترمذي ص 533 .
5 ـ خصائص النسائي ص 3 .
90
ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : كأني دعيت فأجبت ، واني تارك فيكم الثقلين احدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : ان الله مولاي وانا ولي كل مؤمن ، ثم انه اخذ بيد علي رضي الله عنه ، فقال من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقلت لزيد : سمعته من رسول الله « ص » ، وانه ما كان في الدوحات أحد الا رآه بعينه وسمعه بأذنيه (1) .
ويروى ايضا : عن زيد بن ارقم ، قام رسول الله « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ألستم تعلمون اني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال فإني من كنت مولاه فهذا مولاه ، واخذ بيد علي (2) .
ويروى ايضا : عن زيد بن يثيغ قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة اني أنشد الله رجلا ولا يشهد الا اصحاب محمد سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ؟ فقام ستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا انهم سمعوا رسول الله « ص » يقول ذلك (3) .
ويروى : بأسانيده روايات بهذا المضمون .
ويروى ايضا : عن عامر قال : جمع عليّ الناس في الرحبة فقال : انشد بالله كل امرء سمع من رسول الله « ص » قال يوم غدير خم : ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وهو قائم ، ثم أخذ بيد عليّ فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (4) .
ويروى ايضا : عن سعد ، قال : كنا مع رسول الله « ص » بطريق مكة وهو متوجه
1 ـ خصائص النسائي ص 15 .
2 ـ نفس المصدر ص 16 .
3 ـ نفس المصدر ص 16 .
4 ـ نفس المصدر ص 17 .
91
اليها ، فلما بلغ غدير خم وقف للناس ثم رد من تبعه ولحقه من تخلف ، فلما اجتمع الناس اليه ، قال : أيها الناس من وليكم ؟ قالوا : الله ورسوله ثلاثا ، ثم أخذ بيد عليّ فاقامه ، ثم قال : من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1) .
ويروى : بأسانيد اخر قريبة منها .
ويروى ايضا : عن سعد بن وهب ، مثل ما في ص 17 عن عامر ، وفيها : فقال سعد : قام الى جنبي ستة (2) .
ويروى أيضا : عن سعيد بن وهب : قال علي رضي الله عنه في الرُحبة : أنشد بالله من سمع رسول الله « ص » يوم غدير خم يقول الله وليي وانا ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ؟ فقال سعيد : قام الى جنبي ستة (3) .
مسند أحمد : ما يقرب منها (4) .
الكنى للدولابي : عن زيد بن أرقم ، قال : كنا مع رسول الله « ص » بين مكة والمدينة اذ نزلنا منزلا يقال له غدير خم ، فنودي ان الصلاة جامعة ، فقام رسول الله ... كما في الخصائص ص 16 (5) .
ويروى أيضا : عن أبي قلابة ، قال : نشد الناس عليّ في الرحبة ، فقام بضعة عشررجلا فيهم رجل عليه جبة عليها ازار حضرميّة ، فشهدوا ان رسول الله « ص » قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه (6) .
مستدرك الحاكم : عن زيد بن ارقم قال : لما رجع رسول الله « ص » من حجة
1 ـ خصائص النسائي ص 18 .
2 ـ نفس المصدر ص 19 .
3 ـ نفس المصدر ص 29 .
4 ـ مسند أحمد ج 5 ص 366 .
5 ـ الكنى للدولابي ج 2 ص 61 .
6 ـ نفس المصدر ص 88 .
92
الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات ... كما في الخصائص ص 15 (1) . ثم يقول الحاكم : هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يُخرجاه بطوله ، شاهده حديث سملة بن كهيل عن أبي الطفيل ايضا صحيح على شرطهما .
ثم يروى : عن أبي الطفيل عن ابن واثلة انه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله « ص » بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثم راح رسول الله « ص » عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله ان يقول ، ثم قال : أيها الناس اني تارك فيكم أمرين لن تضلوا أن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات ؟ قالوا : نعم . فقال رسول الله « ص » : من كنت مولاه فعلي مولاه (2) .
وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين .
ثم يروى عن بريدة قال : غزوت مع علي الى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله « ص » فذكرت عليا فتنقّصته فرأيت وجه رسول الله « ص » يتغير ، فقال : يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت بلى يا رسول الله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه .
أقول : هذا الكلام قاله رسول الله « ص » في موارد مختلفة ، وأثبت لعلي بن أبي طالب « ع » ما ثبت لنفسه من الأولوية على قاطبة المسلمين والمؤمنين ، وهذا ارفع مقام وأعلى درجة لا يتصور فوقها مقام ، وهي الحاكمية المطلقة والولاية التامة والسلطة الظاهرية والباطنية والرياسة الكلية ، ويجمعها عنوان الأولوية على الأنفس ، قال الله تعالى : « النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم » (3) أي له تقدم عليهم واولوية ، وقال تعالى : « واولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض » (4) أي أن
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 .
2 ـ نفس المصدر ص 110 .
3 ـ سورة الأحزاب الآية 6 .
4 ـ سورة الأحزاب الآية 6 .
93
لبعض منهم حق تقدم على بعض آخر .
فاذا ثبتت لعلي بن أبي طالب هذه الأولوية الثابتة للنبي « ص » فكيف يمكن أن يُحكم عليه وأن يكون مولّى عليه وان يُجعل تابعا مطيعا وتؤخذ منه البيعة لمن هو أولى به من نفسه .
ثم أن النبي « ص » دعا على من عاداه ، والمعاداة هي التجاوز ، واشد المعاداة واعظمها التجاوز على حقوق منهو أولى بهم وهو وليهم ومن يحبه الله ورسوله ومن أوصى النبي به . وقال تعالى : « وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين ـ وقد مر في الأحاديث السابقة أن من عادى عليا فقد عادى رسول الله ، ومن أبغض عليا فقد ابغضه ، ومن أطاع عليا فقد عادى رسول الله ، ومن أبغض عليا فقد ابغضه ، ومن أطاع عليا فقد أطاعه ، ومن عصى عليا فقد عصاه .
وهذا الحديث « حديث الغدير » من أدل الدلائل وأتقن البراهين على ولاية علي اميرالمؤمنين ، وان لم يكن لنا الا هذا الحديث لكفانا .
ففي رجال اصبهان : عن جابر قال : كنت عند النبي « ص » وعنده أبوبكر وعمر ، فقال النبي « ص » لعلي اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . فقال ابو بكر لعمر هذه والله الفضيلة (1) .
تاريخ الطبري : عن بريدة الأسلمي قال : لما كان حين نزل رسول الله « ص » بحصن أهل خيبر ، أعطى رسول الله « ص » اللواء عمر بن الخطاب ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا الى رسول الله « ص » يجبنه اصحابه ويجبنهم ، فقال رسول الله « ص » : لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر ، فدعا عليا عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه واعطاه اللواء
1 ـ رجال اصبهان ج 2 ص 358 .
94
ونهض معه من الناس من نهض ، قال فلقى أهل خيبر فاذا مرحب يرتجز يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب
| |
شاكي السلاح بطل مجرب
|
فاختلفهو وعلي ضربتين ، فضربه علي على هامته حتى عضّ السيف منها بأضراسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما تتام آخر الناس مع علي عليه السلاك حتى فتح الله له ولهم (1) .
اقول : هذا دليل قاطع على أن الله ورسوله يحبان عليا وانه يحب الله ورسوله ويظهر بقرينة المقال والمقام أن هذا الوصف كان مخصوصا له من بينهم .
عقد الفريد : وقال النبي « ص » يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، لا يمسي حتى يفتح الله له ، فدعا عليا وكان أرمد فتفل في عينيه وقال : اللهم قِه داء الحر والبرد . فكان يلبس كسوة الصيف في الشتاء وكسوة الشتاء في الصيف ولا يضره (2) .
البخاري : بإسناده : كان علي رضي الله عنه تخلف عن النبي « ص » في خيبر وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول الله « ص » ! فخرج عليّ فلحق بالنبي « ص » ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال قال : يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، فاذا نحن بعلي وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول الله « ص » ففتح الله عليه (3) .
وفي البخاري ايضا : باسناده ، قال النبي « ص » يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، فبات الناس ليلتهم أيهم يُعطى فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : أين عليّ ؟ فقيل يشتكي عينيه ، فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية فقال : اقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ فقال : انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم
1 ـ تاريخ الطبري ج 3 ص 93 .
2 ـ عقد الفريد ج 4 ص 312 .
3 ـ البخاري ج 2 ص 103 و 184 وج 3 ص 33 .
95
ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم (1) .
وفي مسند احمد : ما يقرب منه (2) .
مسلم : قال سلمة : ثم أرسلني الى علي وهو أرمد فقال لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله او يحبه الله ورسوله ، قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد ، حتى أتيت به رسول الله « ص » فبصق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية .
وخرج مرحب فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب
| |
شاكي السلاح بطل مجرب
|
اذا الحروب اقبلت تلهب
فقال علي :
أنا الذي سمتني امي حيدرة
| |
كليث غابات كريه المنظرة
|
او فيهم بالصاع كيل السندرة
قال : فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه (3) .
وفي مسند احمد : ما يقرب منه (4) .
ويروى : باسناده : ان رسول الله « ص » قال يوم خيبر : لاعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة الا يومئذ ، قال فتساورت لها رجاء ان ادعي لها ، قال فدعا رسول الله « ص » علي بن أبي طالب فاعطاه اياها ، وقال : امش ولا تلتفت ، فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس ؟ قال : قاتلهم حتى يشهدون أن لا إله الا الله وان محمد رسول الله ، فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم الا بحقها ، وحسابهم على الله (5) .
1 ـ البخاري ج 2 ص 106 وج 3 ص 33 .
2 ـ مسند أحمد : ج 5 ص 333 .
3 ـ مسلم : ج 5 ص 195 .
4 ـ مسند أحمد ج 4 ص 52 .
5 ـ مسلم ج 7 ص 121 .
96
وفي مسند أحمد : ما يقرب منه (1) .
ويروي البخاري أيضا : قريبا من الرواية ، وفي آخرها فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم (2) .
ويروي أيضا : قريبا من رواية البخاري ( ج 2 ، ص 103 ) (3) .
ابن ماجة : عن رسول الله « ص » ، قال : لابعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، فتشرف له الناس فبعث الى عليّ فاعطاها اياه (4) .
مستدرك الحاكم : يروى روايات قريبة مما في مسلم (5) .
مسند أحمد : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبي يسمر مع علي وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقيل له لو سألته ، فسأله ؟ فقال : ان رسول الله « ص » بعث الي وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت يا رسول الله اني أرمد العين ، قال : فتفل في عيني وقال : اللهم اذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ ، وقال : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، فتشرف لها أصحاب النبي « ص » فأعطانيها (6) .
ويروى : عن أبي بريدة قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، واصاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال رسول الله « ص » : إني دافع اللواء غدا الى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا ... الحديث (7) .
1 ـ مسند أحمد ج 2 ص 384 .
2 ـ البخاري ج 2 ص 106 .
3 ـ مسلم ج 7 ص 122 .
4 ـ ابن ماجة ج 1 ص 56 .
5 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 38 .
6 ـ مسند أحمد ج 1 ص 99 .
7 ـ نفس المصدر ج 5 ص 353 .
97
الاستيعاب : وروى سعد بن أبي وقاص ، سهل بن سعد ، أبو هريرة ، وبريدة الأسلمي ، أبو سعيد الخدري ، عبد الله بن عمر ، عمران بن الحصين وسلمة بن الأكوع ، كلهم بمعنى واحد ، عن النبي « ص » انه قال يوم خيبر ، لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يحبه الله ورسوله ليس بفرار (1) .
أقول : التعبير بكلمة : « ليس بفرار ، لا يرجع أبدا » اشارة الى فرار آخرين ورجوعهم ، بل وتصريح الى فرار من سبقه وعصيانه .
خصائص النسائي : عن أبي ليلى ، قال لعلي وكان يسير معه : ان الناس قد أنكروا منك شيئا : تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر وفي الخشن والثوب الغليظ ! فقال لم تكن معنا بخيبر ؟ قال : بلى ، قال بعث ابا بكر وعقد له لواءا فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواءا فرجع ، فقال رسول الله « ص » : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، فأرسل الي وأنا أرمد فتفل في عيني ، فقال : اللهم اكفه اذى الحر والبرد ، قال : ما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا .
ويروى ايضا : عن بريدة يقول : حاصرنا خيبر فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له فأخذ من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ، وأصاب الناس شدة وجهد ، فقال رسول الله « ص » : إني دافع لوائي غدا الى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يجع حتى يفتح له ، وبتنا طيبة أنفسنا ان الفتح غدا ، فلما اصبح رسول الله « ص » صلى الغداة ثم جاء قائما ورمى اللواء والناس على اقصافهم ، فما منا انسان له منزلة عند الرسول « ص » الا وهو يرجو ان يكون صاحب اللواء ، فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد ، فتفل ومسح في عينيه فدفع اليه اللواء وفتح الله عليه ، قالوا أخبرنا ممن تطاول بها (2) .
ويروى أيضا : عن أبي هريرة قريبا من مسلم « ج (3) » .
1 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1099 .
2 ـ خصائص النسائي ص 4 .
3 ـ نفس المصدر ص 5 .
98
أقول : يظهر من هذه الروايات أن لعلي « ع » مقامات مسلمة :
1 ـ إن الله تعالى يحبه وهو يحب الله تعالى .
2 ـ إن رسول الله « ص » يحبه وهو يحب رسول الله « ص » .
3 ـ إن فتح خيبر كان على يديه بعد عجز آخرين ، وبعد ما أصاب الناس شدة وجهد .
4 ـ إنه ليس بفرار كرجال آخرين .
5 ـ استجابة دعاء الرسول « ص » له في رفع الرمد ودفع ضر الحر والبرد .
ويروى أيضا : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا « رضي الله عنه » خرج علينا في حر شديد وعليه ثياب الشتاء وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، ثم مسح العرق عن جبينه ، فملا رجع الى بيته قال : يا أبتاه رأيت ما صنع اميرالمؤمنين رضي الله عنه خرج علينا في الشتاء ؟ فقال ابو ليلى ما فطنت ، وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن فأتى عليا رضي الله عنه فقال له الذي صنع ، فقال له علي رضي الله عنه : ان النبي « ص » كان بعث الي وأنا أرمد شديد الرمد ، فبزق في عيني ثم قال : افتح عينيك ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لي فقال : اللهم اذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا وبردا حتى يومي هذا (1) .
الطبقات : كما في مسلم ج 5 وج 7 ، وفيها : قال عمر فما أحببت الإمارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها اليّ ، فلما كان الغد دعا عليا فدفعها اليه ... الخ (2) .
أقول : يظهر من هذه الجملات أن عمر بن الخطاب كسائر الأصحاب تطاول واستشرف أن يكون مصداق قول رسول الله « ص » « وهو من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويكون الفتح على يديه » ثم أن رسول الله « ص » دعا عليا ودفع الراية اليه وجعله مصداق قوله ووصفه ، دون الآخرين .
1 ـ خصائص النسائي ص 27 .
2 ـ الطبقات ج 2 ص 110 .