انه كان نادما على امور صدرت منه ، وكان متحسرا عليها ، ويظهر الأسف الشديد على تلك الأمور ، ويقول في آخر أيام من عمره ما يبعد عن ظاهر مقامه .
مستدرك الحاكم ، والطبقات : فقال عمر : والله لو أن لي ما على الأرض من شيء لافتديت به من هول المطلع (1) .
ويروى في الطبقات أيضا ، ومسند أحمد : أما تبشيرك لي بالجنة : فوالله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا وما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم الخبر ، وأما ما ذكرت في إمرة المؤمنين : فو الله لوددت أن ذلك كفاف لالي ولا عليّ (2) .
ويروى أيضا : قال : ثم صحبت ابا بكر فسمعت واطعت ، فتُوفّي ابوبكر وأنا سامع مطيع ، وما أصبحتُ أخاف على نفسي إلا إمارتكم هذه (3) .
ويروى أيضا : قال : أنّ من غرّه عمره لمغرور ، والله لوددت إني أخرج منهاكما دخلت فيها ، والله لو كان لي ما طلعت ... الخ .
تاريخ الطبري : قال عمر : لا أرب لنا في أموركم ، ما حمدتها فأرغب فيها لأحد من أهل بيتي ، ان كان خيرا فقد أصبنا منه وأن كان شرا فشر عنا إلى عمر ، بحسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد ويُسأل عن امر أمة محمد ، أما لقد جهدتُ نفسي وحرمتُ أهلي ، وان نجوت كفافا لا وزر ولا أجر إني لسعيد (4) .
أقول : يستفاد من هذه الروايات امور :
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 92 والطبقات ج 3 ص 352 .
2 ـ الطبقات ص 353 ومسند أحمد ج 1 ص 46 .
3 ـ الطبقات ص 355 .
4 ـ تاريخ الطبري ج 5 ص 34 .
246
1 ـ اضطرابه الشديد من هول الموت وما بعده .
2 ـ خوفه من عوارض الإمارة وآثارها وأوزارها .
3 ـ انه يودّ أن له كفافا لا وزر له ولا أجر .
فدلّت هذه الكلمات على أن تولّيه الإمارة لم يكن من باب العمل بالوظيفة الآلهية ، ولم يكن مستندا الى أمر رباني وحقيقة روحانية مسلّمة ، حتى لا يبقى إضطراب وتزلزل وتردّد في باطنة .
الطبقات : آخر كلمة قالها عمر حتى قضى : ويَلي وويل أمّي أن لم يغفر الله لي ، ويل وويل أمي أن لم يغفر الله لي ، ويلي وويل أمي أن لم يغفر الله لي (1) .
ويروى باسناد آخر : ما يقرب منها .
ويروى أيضا : رأيت عمر بن الخطاب أخذ تِبنة من الأرض فقال : ليتني كنت هذه التِبنة ، ليتني لم أخلق ، ليت أمي لم تَلدني ، ليتني لم أكُ شيئا ، ليتني كنت نسيا منسيا .
ويروى بأسناد اخر : ما يقرب منها .
أقول : هذه الكلمات تدل على غاية الاضطراب ونهاية التحسر على ما فرط في جنب الله ، ولا يمكن ظهورها والتكلم بها إلا ممن لم يرتبط قلبه بالملكوت واللاهوت ، ولم ترسخ مقامات العبودية والأنوار الآلهية في باطنه ، ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به . ويكفي في اضطراب النفس ما وقع بينه وبين أهل بيت الرسول « ص » ، من أحراق بيت فاطمة « ع » والتهيؤ لمقاتلتهم واخراج علي « ع » للبيعة واخذ حقوقهم . وقد سبق أن فاطمة « ع » ماتت وهي غضبى عليه ، وأوصت أن لا يحضر في جنازتها .
الطبقات : سمعت رجلا من الأنصار يقول : دعوت الله أن يُريني عمر في النوم فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العرق عن جبينه ، فقلت يا أميرالمؤمنين ما فعلت ؟ فقال الآن فرغتُ ولولا رحمة ربي لهلكت (2) .
1 ـ الطبقات ج 3 ص 360 .
2 ـ نفس المصدر ص 376 .
247
ويروى أيضا : عن ابن عباس : دعوت الله أن يُريني عمر في النوم فرأيته بعد سنة وهو يسلت العرق عن وجهه وهو يقول : الآن خرجت من الحِناد أو مثل الحناد .
ويروى روايات اخر قريبة منها .
أقول : هذه الروايات تدل على ابتلائه الشديد في هذه المدة ، وقد رفعت الشدة بدرجة . وما هذه الشدة إلا بمخافته اهل البيت ، وانحرافه عن وصيه رسول الله « ص » .
عقد الفريد : قال عمر : المغرور والله من غررتموه أما والله لو أن لي ما بين المشرق والمغرب لافتديت به من هول المطلع (1) .
ويروى عن قتادة : لما ثقل عمر ، قال لولده عبدالله : ضع خدّي على الأرض فكره أن يفعل ذلك . فوضع عمر خده على الأرض وقال : ويل لعمر ولامّ عمر أن لم يعفُ الله عنه .
أقول : قلنا ان مبدا اضطرابه ما وقع بينه وبين اهل بيت رسول الله « ص » ، وقد اشار إليه إجمالا في آخر كلماته ، حيث قال : لئن سألت رسول الله « ص » عن الخلافة أحبّ اليّ من حُمر النعم .
مستدرك الحاكم : عن عمر بن الخطاب قال : لأن أكون سألت رسول الله « ص » عن ثلاث أحب إليّ من حُمر النعم : من الخليفة بعده ، وعن قوم قالوا نُقرّ بالزكاة في أموالنا ولا نُؤديها إليك أيحل قِتالهم ، وعن الكلالة (2) .
وعن ابن عباس قال : كنت آخر الناس عهدا بعمر فسمعته يقول : القول ما قلتُ ، قلت وما قلت ؟ قال ، قلت الكلالة من لا ولد له .
ويروى عن عمر بن الخطاب قال : ثلاث لأن يكون النبي « ص » بيّنهنّ لنا أحب إليّ من الدنيا وما فيها ، الخلافة والكلالة والربا (3) .
1 ـ عقد الفريد ج 4 ص 274 .
2 ـ مستدرك الحاكم ج 2 ص 303 .
3 ـ نفس المصدر ص 304 .
248
سنن البيهقي ما يقرب منها (1) .
أقول : تدل هذه الروايات على أنه كان في ريب في هذه الموضوعات ، وقد اشتدّ اضطرابه من هذه الجهة في الأيام الأخيرة من حياته . وقد كان أبوبكر أيضا يُظهر الأسف والندامة في موضوع الخلافة ، وكان يقول : وددت إني سألت رسول الله « ص » لمن هذا الأمر ، ووددت انّي يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين . وقد قال الله تعالى يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضيّة .
سنن البيهقي : عن الشعبي قال : قال عمر : الكلالة ما عدا الولد قال ابوبكر : ما عدا الولد والوالد . فلما طُعن عمر قال : إني لأستحيي ان أخالف ابابكر ، الكلالة ما عدا الولد والوالد (2) .
أقول : قال اللهتعالى في آخر سورة النساء : يَستفتونك قل الله يُفتيكم في الكلالة ان امرء هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ... الآية . وعلى أيّ حال فأحد القولين مخالف للكتاب . راجع كتاب التحقيق .
الطبقات : في كلام لعمر وأوصيكم بالأعراب فإنهم أصلكم ومادّتكم (3) .
ويروى أيضا : عنه ثم قال لابن عباس : لقد كنت أنت وأبوك تُحبان أن تكثر العُلوج بالمدينة ، فقال ابن عباس : ان شئت فعلنا ، فقال : أبعدَ ما تكلموا بكلامكم وصلوا بصلاتكم ونسكوا نُسككم (4) ؟ .
ويروى أيضا : واوصيه بالأعراب فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام وان يؤخذ
1 ـ سنن البيهقي ج 6 ص 225 .
2 ـ نفس المصدر ج 6 ص 244 .
3 ـ الطبقات ج 3 ص 337 .
4 ـ نفس المصدر ص 338 .
249
من حواشي اموالهم فيرد على فقرائهم (1) .
أقول : قال الله تعالى ـ ان اكرمكم عند الله أتقيكم ـ أي لا كرامة لأحد ولا فضل إلا بالتقوى ، وليس لعرب على عجم فضل ، ولا لأهل بلد على أهل بدل آخر كرامة ، وليس في الاسلام تعصّب جاهلية ، وأن اصل الاسلام ومادذته هو القرآن المنزل من الله تعالى ، فمن كان ذل نصيب وافر من حقائق الاسلام فهو الكريم ـ من كان يُريد العزة فإن العزة لله جميعا ، وأما قوله : أبعد ما تكلموا بكلامكم وصلوا بصلاتكم ـ يدل على تعصبه الشديد مع الاعتراف باسلامهم وتسليمهم .
1 ـ الطبقات ج 3 ص 339 .
250
تاريخ الطبري : قال عمر بن الخطاب : وأنظر فإن استخلفت فقد استخلف من هو خير مني وأن أترك فقد ترك من هو خير مني ، ولن يُضيّع الله دينه فخرجوا ثم راحوا فقالوا يا اميرالمؤمنين لو عهدت عهدا ! فقال قد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أنظر فأُوليّ رجلا أمركم هو أحراكم ان يَحملكم على الحق ، واشار إلى عليّ ، ورهفتني غشية فرأيت رجلا دخل جنة قد غرسها فجعل يَقطف كل غضّة ويانعة فَيضّمه إليه ويُصيّره تحته ، فعلمت ان الله غالب أمره ومُتوفّ عمر ، فما انهم من أهل الجنة ، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل منهم ولست مُدخله ، ولكن الستة (1) .
أقول : المتبع هو سنة الرسول « ص » ، فكيف يعارض عمل فرد من الرعية وهو ابوبكر سنته وعمله ، حتى يتخيّر فرد آخر في اختيار أيهما شاء ، فعلى تقدير صحة القول بترك استخلاف الرسول « ص » فكيف يجوز مخالفته وترك اتباعه . ثم أنه اذا كان عليّ « ع » أحرى الأمة والحامل على الحق : فكيف يجوز التعدّي عنه والميل الى غير الأحرى والأفضل وأما رؤية رجل يَقطف كل غضّة ويانعة مما غرسه : فلعلها اشارة الى ما نواه من استخلافه غير عليّ « ع » ، فإنه مرادف لقطف ما عمله من خير وصلاح وخدمة ، ولا يمكن أن تكون اشارة الى نظره في تولية علي « ع » فإن كونه أحرى الامة والحامل على الحق يُضاد أن يقطف كل غضّة
1 ـ تاريخ الطبري ج 5 ص 34 .
251
ويانعة ، م ان تعيينه عليا من عداد الستة ينافي تأويله هذا .
مستدرك الحاكم : عن ثابت قال : بلغني ان عمر بن الخطاب قال : لو أدركت ابا عبيدة بن الجراح لا ستخلفته وما شاورت ، فإن سُئلت عنه قلت : استخلفت امين الله وامين رسول الله « ص » (1) .
اقول : هذا أشتباه من عمر ، فإن اللازم من صفات الخليفة أن يكون عالما بالأحكام عارفا بالحقائق الإلهية مدبرا لأمور المسلمين ، وأما صفة الأمانة المنفردة فقط فلا تكفي في هذا المقام .
عقد الفريد وتاريخ الطبري : قال عمر : لو كان ابو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته ، فإن سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول : أنه أمين هذه الأمة ، ولو كان سالم مولى أبي حُذيفة حيا استخلفته ، فإن سألني ربي قلت : سمعت نبيك يقول : أن سالما شديد الحب لله (2) .
أقول : كأنه ما سمع الأحاديث المتواترة في فضل علي « ع » عن النبي « ص » ، أو انه كان مخالفا لخلافته .
وقد قال رسول الله « ص » : من أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني . وقال : أنا من علي وعلي مني . وقال : أنت أخي في الدنيا والآخرة . وقال : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . وقال : أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، وغيرها ، وقد سبق من قوله في عليّ « ع » : هو أحراكم أن يحملكم على الحق . وفي الاستيعاب : وقوله في علي : ان ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم . الأجلح ـ يعني عليا (3) .
البخاري : باسناده ، قيل لعمر ألا تَستخلف ؟ قال : ان أستخلف فقد استخلف من هو خير مني ، ابوبكر ، وأن أترك فقد ترك من هو خير مني ، رسول الله « ص » ، فأثنوا عليه ، فقال : راغب وراهب ، إني وددتُ اني نجوت منها
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 268
2 ـ عقد الفريد ج 4 ص 274 وتاريخ الطبري ج 5 ص 34 .
3 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1154 .
252
كفافا لالي ولا عليّ لا أتحملها حيا وميتا (1) .
مسلم : عن ابن عمر قال : حضرت أبي حين أصيب ، فأثنوا عليه وقالوا : جزاك الله خيرا ، فقال : راغب وراهب ، قالوا : استخلف ! فقال أتحمّل أمركم حيا وميتا ! لوددت أن حظي منها الكفاف لا عليّ ولالي ، فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني ابابكر وأن أترككم فقد ترككم من هو خير مني رسول الله « ص »(2) .
أقول : يستفاد من هذه الجملات امور :
الأول ـ أنه استبصر في آخر ساعة من حياته بأن تحمّله للخلافة قد وقع في غير محله وعلى خلاف صلاحه ، وان الكفاف والنجاة منها كان أصلح وأوقع له .
الثاني ـ أنه مع هذا القول ( بأن عدم التحمل حيا وميتا أوقع له ، وأن رسول الله « ص » ، ما استخلف ويلزم اتباع الرسول ) خالف قوله ، وخالف سيرة الرسول ، واستخلف بطريق الشورى بين ستة على شرايط ومقررات معلومة أنتجت خلافة عثمان .
ويروى مسلم أيضا : عن ابن عمر : قال : دخلت على حفصة ، فقالت : أعلمت أن أباك غير مستخلف ؟ قال : قلت ما كان ليفعل ، قالت : أنه فاعل ، قال : فحلفتُ اني أكلّمه في ذلك ، فسكتّ حتى غدوتُ ولم أكلمه ، قال : فكنت كأنما أحمل بيميني جَبلا ، حتى رجعت فدخلت عليه ، فسألني عن حال الناس وأنا أخبره ، قال : ثم قلت له : إني سمعت الناس يقولون مقالة فآليت ان أقولها لك : زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعي ابل أوراعي غنم ثم جاك وتركها رأيت أن قد ضيّع ؟ فرعاية الناس أشد ، قال : فوافقه قولي فوضع رأسه ساعة ثم رفعه إليّ ، فقال أن الله عزوجل يحفظ دينه ، وإني لئن لا استخلف فإن رسول الله « ص » لم يستخلف ، وان استخلف فإن أبابكر قد استخلف . قال : فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله « ص » وابابكر ، فعلمت
1 ـ البخاري ج 4 ص 152 .
2 ـ مسلم ج 6 ص 4 .
253
أنه لم يكن ليعدل برسول الله أحدا وأنه غير مستخلف (1) .
أقول : قول ابن عمر ( لو كان لك راعي ابل ) كلام فطريّ عقليّ وجدانيّ لا يُنكره من كان له أدنى تدبر ، وعلى هذا ترى أن عمر وافقه ولم ينكره ، وهذا رأينا في رسول الله « ص » بأنه قد أوصى واستخلف .
الثاني ـ أن ابابكر على قولهم خالف عمل الرسول « ص » صريحا ، واعتذاره غير مقبول ، ولا سيما في هذا الأمر المهم .
الثالث ـ أن عمر قد استخلف أيضا ، فإن تعيين شخص على نحو التفصيل أو الاجمال لا فرق بينهما من جهة أصل التعيين ، مضافا الى أن التعيين الاجمالي يدل على تحقق الضعف والعجز اما من ناحية العلم والمعرفة ، وإما من جانب رعاية التقية وملاحظة الأحوال وعدم التمكن والاستطاعة من التعيين التفصيلي .
فاذا كان النبي « ص » لم يستخلف على اعتقادهم ، وجعل الأمة بعد ، حيارى وتركهم لا يهتدون سبيلا : فكيف خالفوا هذه الطريقة وحكموا بلزوم تعيين الخليفة .
هل كان رسول الله « ص » لا يدري ما وظيفته ؟ أو لم يعمل بما علم وسامح في العمل برسالته ؟ أو أن اللهتعالى قد أهمل عباده وأظلهم بعد أن أرسل إليهم رسولا ؟ .
ثم إذا كان هذا الإهمال وترك الأمة صلاحا فكيف لم يعمل به آخرون ، ولم يتمكّنوا من اتباع هذه المصلحة وسلوك هذه الطريقة ، حتى أن عمر التزم أن يستخلف بهذه الكيفية المخصوصة .
وما هذا إلا لأن الاستخلاف أمر طبيعي يحكم به العقل والوجدان ، وقد استخلف رسول الله « ص » ، وصرّح باستخلافه في موارد كثيرة ، وأعلن وصيّتها بالفاظ مختلفة ، ويكفي لنا قوله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا .
1 ـ مسلم ج 6 ص 5 .
254
فنحن نتمسك بالقرآن الحكيم وأهل البيت الطاهرين ، ونتبع الثقلين الذين أوصى بهما رسول الله « ص » ، وعلم أنه ما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى . وهذه حجتنا فيما بيننا وبين الله تعالى . فأتوا بكتاب من عنده ان كنتم صادقين .