341
والمأمون والمعتصم والواثق واشتهر بالغناء والموسيقى ، وجمع ثروة هائلة من وراء ذلك ، قال عنه الاصمعي بعد حادثة طريفة في بلاط الرشيد : ان إسحاق أحذق بصيد الدراهم مني .
غنى ذات اليوم للبرامكة فمنحوه ثلاثة ملايين درهم !
قال المأمون عنه : كان لا يغني أبداً الا وتذهب وساوسي المتزايدة !
الأعلام 1/283 ، الاغاني 5/268ـ435 ، طبقات الشعراء 260 ، تاريخ بغداد 6/175 ، الفهرست 201 .

178. المستطرف من كل فن مستظرف 2/306 .
179. التحف والهدايا /109 .
180. اثبات الوصية /215 .
181. سيرة الأئمة الاثني عشر 2/ 421 .
182. مقاتل الطالبييّن /566 .
183. عيون التواريخ 3/227 .
184. عيون أخبار الرضا 2/247 ، نور الابصار /145 .
185. وقعت الحادثة في خريف سنة 818 م .
186. آل عمران : الآية 154 .
187. أعيان الشيعة 2/72 .
188. الأحزاب : الآية 38 .
189. اثبات الوصية /216 .
190. عيون أخبار الرضا 2/241 .
191. مقاتل الطالبييّن /567 ، كشف الغمة 3/72 .
192. المصدر السابق .
193. المصدر السابق .



342
194. تاريخ اليعقوبي .
195. حياة الامام الرضا 2/376 .
196. عيون أخبار الرضا 2/247 .
197. المصدر السابق 2/249 .
198. أحداث التاريخ الاسلامي 2/1164 .
199. الحياة السياسية للامام الرضا /418 .
200 . أحداث التاريخ الاسلامي 2/1168 .
201. عاد المأمون الى ارتداء الزي الاسود مرّة أخرى بعد ثمانية ايام فقط من دخول بغداد .
أحداث التاريخ الاسلامي 2/1171 .

202. موسوعة احداث التاريخ الاسلامي 2/1171 .
203. تمثال يتربع فوق القبة الخضراء في قصر الذهب الذي بناه المنصور أثناء تأسيس مدينة بغداد سنة 145 هـ .
وظلّ التمثال حتى سنة 329 هـ حيث سقط وانهارت القبة في عاصفة مطرية .
تاريخ بغداد 1/14ـ20 ، آثار البلاد /314 .

204. كولاك « فارسية » : عاصفة ثلجية .
205. كريمة أهل البيت باللغة الفارسية /273 .


343
وثائق
تلقي الضوء على
ما ورد في الرواية من أحداث :
ملحق رقم 1 : النص الكامل لوثيقة ولاية العهد .
ملحق رقم 2 : نص الرسالة الجوابية التي بعثها المأمون الى بغداد إبّان الأزمة بسبب ولاية العهد ، ونفوذ ذي الرئاستين .
ملحق رقم 3 : نص الرسالة الجوابية التي ارسلها عبد الله بن موسى الكاظم من مخبأه الى الخليفة المأمون وكان الأخير قد عرض عليه ولاية العهد .
ملحق رقم 4 : قصيدة الشاعر دعبل الخزاعي التي القيت في مرو .
ملحق رقم 5 : نص كتاب « الحباء والشرط » الذي زوّر باسم الامام الرضا عليه السّلام .
ملحق رقم 6 : نص الرسالة الذهبية في الطب والصحّة العامة .


344


345
الملحق رقم 1
النص الكامل لوثيقة ولاية العهد
بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد ، أمير المؤمنين ، لعلي بن موسى بن جعفر ، ولي عهده..
    أما بعد :
    فإن الله عزّ وجل اصطفى دينا ، واصطفى من عباده رسلا دالّين عليه ، وهادين إليه ، يبشر أولهم بآخرهم ، ويصدّق تاليهم ماضيهم ، حتى انتهت نبوة الله إلى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، على فترة من الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاع من الوحي ، واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين ، وجعله شاهداً لهم ، ومهيمناً عليهم .
    وأنزل عليه كتابه العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ، بما أحلّ وحرّم ، ووعد وأوعد ،


346
وحذّر وأنذر ، وأمر به ، ونهى عنه ؛ لتكون له الحجة البالغة على خلقه ؛ ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حيَّ عن بيّنة ، وإن الله لسميع عليم..
    فبلّغ عن الله رسالته ، ودعا إلى سبيله بما أمره به : من الحكمة ، والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، ثم بالجهاد والغلظة ، حتى قبضه الله إليه ، واختار ما عنده صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ فلما انقضت النبوة ، وختم الله بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، الوحي والرساله ، جعل قوام الدين ، ونظام أمر المسلمين بالخلافة ، وأتمامها وعزها ، والقيام بحق الله فيها بالطاعة ، التي يقام بها فرائض الله تعالى وحدوده ، وشرائع الاسلام وسننه ، ويجاهد بها عدوه..
    فعلى خلفاء الله طاعته فيما استحفظهم واسترعاهم من دينه وعباده ، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ، ومعاونتهم على إقامة حق الله وعدله ، وأمن السبيل ، وحقن الدماء ، وصلاح ذات البين ، وجمع الألفة . وفي خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين ، واختلالهم ، واختلاف ملتهم ، وقهر دينهم ، واستعلاء عدوهم ، وتفرّق الكلمة ، وخسران الدنيا والآخرة .
    فحق على من استخلفه الله في أرضه ، وائتمنه على خلقه ، أن يجهد الله نفسه ، ويؤثر ما فيه رضا الله وطاعته ، ويعتد لما الله موافقه عليه ، ومسائله عنه . ويحكم بالحق ، ويعمل بالعدل فيما أحله الله وقلّده ؛ فإنّ الله عز وجل يقول لنبيه داود : « يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ، ولا تتبع الهوى ، فيضلك عن سبيل الله ، إن


347
الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب » . وقال الله عز وجل : « فو ربّك لنسألهم أجمعين بما كانوا يعملون » ، وبلغنا أن عمر بن الخطاب قال : « لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات ، لتخوّفت أن يسألني الله عنها » .
    وأيم الله ، إنّ المسؤول عن خاصة نفسه ، الموقوف على عمله فيما بينه وبين الله ، ليعرض على أمر كبير ، وعلى خطر عظيم ، فكيف بالمسؤول عن رعاية الامة ؟ وبالله الثقة ، وإليه المفزع والرغبة في التوفيق والعصمة ، والتسديد والهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة ، والفوز من الله بالرضوان والرحمة..
    وأنظر الامة لنفسه ، وأنصحهم لله في دينه وعباده ، من خلائقه في أرضه ، من عمل بطاعة الله وكتابه ، وسنة نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّم في مدة أيامه ، وبعدها ، وأجهد رأيه فيمن يوليه عهده ، ويختاره لامامة المسلمين ورعايتهم بعده وينصبه علماً لهم ، ومفزعاً في جمع الفتهم ، ولمِّ شعثهم ، وحقن دمائهم ، والأمن بإذن الله من فرقتهم ، وفساد ذات بينهم واختلافهم ، ورفع نزغ الشيطان وكيده عنهم ، فإن الله عز وجل جعل العهد بعد الخلافة من تمام الاسلام وكماله ، وعِزّه ، وصلاح أهله ، وألهم خلفاءه من توكيده لم يختارونه له من بعدهم ما عظمت به النعمة ، وشملت فيه العافية ، ونقض الله بذلك مكر أهل الشقاق والعداوة ، والسعي والفرقة ، والتربص للفتنة .
    ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة ، فاختبر بشاعة


348
مذاقها ، وثقل محملها ، وشدة مؤونتها ، وما يجب على من تقلّدها من ارتباطه طاعة الله ، ومراقبته فيما حمله منها ، فأنصب بدنه ، وأسهر عينه ، وأطال فكره فيما فيه عِزّ الدين ، وقمع المشركين ، وصلاح الامة ، ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنة . ومنعه ذلك من الخفض والدعة ، ومهنأ العيش ، علماً بما الله سائله عنه ، ومحبة أن يلقى الله مناصحاً في دينه ، وعباده ، ومختاراً لولاية عهده ، ورعاية الامة من بعده : أفضل من يقدر عليه : في دينه وورعه ، وعلمه ، وأرجاهم للقيام في أمر الله وحقه ، مناجياً بالاستخارة في ذلك ، ومسألته إلهامه ما فيه رضاه وطاعته ، في آناء ليله ونهاره . مُعملاً في طلبه والتماسه في أهل بيته : من ولد عبد الله بن العباس ، وعلي بن أبي طالب فكره ، ونظره . مقتصراً ممن عالم حاله ومذهبه منهم على علمه ، وبالغاً في المسألة عمّن خفي عليه أمره جهده وطاقته.. حتى استقصى أمورهم معرفة ، وابتلى أخبارهم مشاهدة ، واستبرأ أحوالهم معاينة ، وكشف ما عندهم مساءلة ، فكان خيرته بعد استخارته الله ، وإجهاده نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده ، في البيتين جميعاً :
علـي بـن موسـى ، بن جعفـر ، بن محمـد ابن علي ، بن الحسين ، بن علي ، بن أبي طالب

    لما رأى من فضله البارع ، وعلمه النافع ، وورعه الظاهر ، وزهده ا لخالص ، وتخلّيه من الدنيا ، وتسلّمه من الناس..
    وقد استبان له مالم تزل الأخبار عليه متواطئة ، والألسن عليه


349
متّفقة ، والكلمة فيه جامعة ، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل : يافعاً ، وناشئاً ، وحدثاً ، وكهلاً ، فعقد له بالعقد والخلافة من بعده.. واثقاً بخيرة الله في ذلك ، إذ علم الله أنه فعله إيثاراً له ، وللدين ، ونظراً للاسلام والمسلمين ، وطلباً للسلامة ، وثبات الحجة ، والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين .
    ودعا أمير المؤمنين ولده ، وأهل بيته ، وخاصته وقواده ، وخدمه فبايعوا مسارعين مسرورين ، عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ، ممن هو أشبك منه رحماً ، وأقرب قرابة . وسماه « الرضا » ؛ إذا كان رضا عند أمير المؤمنين .
    فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين ، ومن بالمدينة المحروسة ، من قواده وجنده ، وعامة المسلمين ، لأمير المؤمنين ، وللرضا من بعده علي بن موسى على اسمه وبركته ، وحسن قضائه لدينه وعباده ، بيعة مبسوطة إليها أيديكم ، ومنشرحة لها صدروكم ، عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها ، وآثر طاعة الله ، ونظر لنفسه ولكم فيها ، شاكرين الله على ما ألهم أمير المؤمنين بها : من قضاء حقه في رعايتكم ، وحرصه على رشدكم وصلاحكم ، راجين عائدة ذلك في جمع ألفتكم ، وحقن دمائكم ، ولم شعثكم ، وسد ثغوركم ، وقودة دينكم ، ورغم عدوكم ، واستقامة أموركم .
    وسارعوا إلى طاعة الله ، وطاعة أمير المؤمنين ، فإنه الأمن إن


350
سارعتم إليه ، وحمدتهم الله عليه ، عرفتم الحظ فيه إن شاء الله .    
وكتب بيده يوم الاثنين ، لسبع خلون من شهر رمضان ، سنة إحدى ومائتين.. وتقدم إلى علي بن موسى ، وقال له : اكتب خطك بقبول هذا العهد ، وأشهد الله ، والحاضرين عليك بما تعده في حق الله ، ورعاية المسلمين .
نص ما ورده على ظهر العهد ، بخط الامام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام .

بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الفعّال لما يشاء ، ولا معقب لحكمه ، ولا رادَّ لقضائه ، يعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور . وصلاته على نبيه محمد ، خاتم النبيين ، وآله الطيبين الطاهرين..
    أقول ـ وأنا علي بن موسى بن جعفر ـ : إنّ أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفقه للرشاد ، عرف من حقنا ما جهله غيره ؛ فوصل أرحاماً قطعت ، وأمن أنفساً فزعت ، بل أحياها وقد تلفت ، وأغناها إذ افتقرت ، مبتغياً رضا رب العالمين ، لا يريد جزاءً من غيره ، وسيجزي الله الشاكرين ، ولا يضيع أجر المحسنين..
وإنه جعل إليَّ عهده ، والامرة الكبرى ـ إن بقيت ـ بعده ، فمن حلّ عقدةً أمر الله بشدّها ، وفصم عروةً أحب الله إيثاقها ، فقد أباح الله حريمه ، وأحل محرمه ، إذ كان بذلك زارياً على الإمام ، منتهكاً حرمة الاسلام . بذلك جرى السالف ، فصبر منه على الفلتات ، ولم يعترض على العزمات ، خوفاً من شتات الدين ، واضطراب حبل المسلمين ،