351
ولقرب أمر الجاهلية ، ورصد فرصة تنتهز ، وبايقةٍ تبتدر..
    وقد جعلت الله على نفسي ، إن استرعاني أمر المسلمين ، وقلدني خلافته : العمل فيهم عامة ، وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة بطاعته . وطاعة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وألّا أسفك دماً حراماً ، ولا أبيح فرجاً ، ولا مالاً ، الا ما سفكته حدود الله ، وأباحته فرائضه . وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي . وجعلت بذلك على نفسي عهداً مؤكداً ، يسألني الله عنه ؛ فإنه عز وجل يقول : ( أوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسؤولاً ) .
    وإن أحدثت ، أو غيّرت ، أو بدلت ، كنت للغير مستحقاً ، وللنكال متعرضاً . وأعوذ بالله من سخطه ، وإليه أرغب في التوفيق لطاعته ، والحول بيني وبين معصيته ، في عافيةٍ لي وللمسلمين..
    والجامعة والجفر 1 يدلان على ضد ذلك ، وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ، إن الحكم الا لله ، يقضي بالحق ، وهو خير الفاصلين..
    لكني امتثلت أمر أمير المؤمنين ، وآثرت رضاه ، والله يعصمني واياه ، وأشهدت الله على نفسي بذلك ، وكفى بالله شهيداً..
وكتبت بخطي ، بحضرة أمير المؤمنين ، أطال الله بقاءه ، والفضل بن سهل ، وسهل بن الفضل ، ويحيى بن أكثم ، وعبد الله بن طاهر ، وثمامة بن أشرس ، وبشر بن المعتمر ، وحماد بن نعمان ، في شهر رمضان ، سنة إحدى وماءتين..

1. كتابان توارثهما ائمة أهل البيت عن علي بن أبي طالب عليه السّلام .


352
الشهود على الجانب الأيمن :
   شهد يحيى بن أكثم على مضمون هذا المكتوب ، ظهره ، وبطنه . وهو يسأل الله : أن يعرف أمير المؤمنين ، وكافة المسلمين ببركة هذا العهد ، والميثاق . وكتب بخطه في تاريخ المبيّن فيه..
   عبد الله بن طاهر بن الحسين : أثبت شهادته فيه بتاريخه .
   شهد حماد بن النعمان : بمضمونه ظهره وبطنه ، وكتب بيده في تاريخه .
   بشر بن المعتمر يشهد بمثل ذلك .
الشهود على الجانب الأيسر :
   رسم أمير المؤمنين ، أطال الله بقاءه ، قراءة هذا الصحيفة ، التي هي صحيفة الميثاق . نرجو أن نجوز بها الصراط ، ظهرها وبطنها ، بحرم سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بين الروضة والمنبر ، على رؤوس الأشهاد ، بمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم ، وسائر الأولياء والأجناد ، بعد استيفاء شروط البيعة عليهم ، بما أوجب أمير المؤمنين الحجة على جميع المسلمين ، ولتبطل الشبهة التي كانت أعترضت آراء الجاهلين : « وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه »..
   وكتب الفضل بن سهل بأمر أمير المؤمنين بالتاريخ فيه 1 .

المصادر : صبح الاعشى 9/362 ، مآثر الانافة 2/325 ، البحار 49/107 ، الفصول المهمة /293 ، مسند الامام الرضا 1/102 .
1. وفي هامش نسخة مصححة : « قال العبد الفقير إلى الله يحيى عفى الله عنه : قابليت المكتوب الذي كتبه تعالى ، الفضل بن الامام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه ، وعلى آبائه الطاهرين بأصله الذي كتبه الامام المذكور عليه السّلام بيده الشريفة ، حرفاً فحرفاً . وألحقت ما فات منه ، وذكرت أنه من خطه . وذلك يوم الثلاثاء ، مستهل المحرم ، من سنة تسع وتسعين وست مأة الهلالية بواسط ، والحمد الله ، وله المنة.. » .


353
الملحق رقم 2
نص الرسالة الجوابية التي
بعث بها المأمون الى بغداد إبّان الأزمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآل محمد ، على رغم أنف الراغمين..
    أما بعد :
    عرف المأمون كتابكم ، وتدبير أمركم ، ومخض زبدتكم ، وأشرف على قلوب صغيركم وكبيركم ، وعرفكم مقبلين ومدبرين ، وما آله إليه كتابكم قبل كتابكم ، في مراوضة الباطل ، وصرف وجوه الحق عن مواضعها ، ونبذكم كتاب الله والآثار ، وكلما جاءكم به الصادق محمد عليه السّلام ، حتى كأنكم من الامم السالفة ، التي هلكت بالخسفة ، والغرق ، والريح ، والصيحة ، والصواعق ، والرجم..


354
    أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ؟.. والذي هو أقرب إلى المأمون من حبل الوريد ، لولا أن يقول قائل : إن المأمون ترك الجواب عجزاً لما أجبتكم ؛ من سوء أخلاقكم ، وقلة أخطاركم ، وركاكة عقولكم ، ومن سخافة ما تأوون إليه من آرائكم ؛ فليستمع مستمع ، فليبلغ شاهد غائباً..
    أما بعد :
    فإن الله تعالى بعث محمداً على فترة من الرسل ، وقريش في أنفسها ، وأموالها ، لا يرون أحداً يساميهم ، ولا يباريهم ، فكان نبينا صلّى الله عليه وآله وسلّم أميناً من أوسطهم بيتاً ، وأقلهم مالاً ؛ فكان أول من آمن به خديجة بنت خويلد ؛ فواسته بمالها . ثم آمن به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؛ سبع سنين ، لم يشرك بالله شيئاً طرفة عين ، ولم يعبد وثناً ، ولم يأكل رباً ، ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم ، وكانت عمومة رسول الله إما مسلم مهين ، أو كافر معاند ، الا حمزة ؛ فإنه لم يمتنع من الاسلام ، ولا يمتنع الاسلام منه ، فمضى لسبيله على بيّنةٍ من ربه..
    وأما أبو طالب : فإنه كفله ورباه ، ولم يزل مدافعاً عنه ، ومانعاً منه ؛ فلما قبض الله أبا طالب ، فهمَّ القوم ، وأجمعوا عليه ليقتلوه ؛ فهاجر إلى القوم الذين تبوّؤا الدار والإيمان من قبلهم ، يحبون من هاجر إليهم ، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ، ويؤثرون على أنفسهم ، ولو كان بهم خصاصة ، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون..
    فلم يقع مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحد من المهاجرين كقيام علي بن


355
أبي طالب عليه السّلام : فإنه آزره ووقاه بنفسه ، ونام في مضجعه . ثم لم يزل بعد مستمسكاً بأطراف الثغور ، وينازل الأبطال ، ولا ينكل عن قرنٍ ، ولا يولي عن جيشٍ ، منيع القلب ، يؤمر على الجميع ، ولا يؤمر عليه أحد . أشد الناس وطأة على المشركين ، وأعظمهم جهاداً في الله ، وأفقههم في دين الله ، وأقرأهم لكتاب الله ، وأعرفهم بالحلال والحرام .
    وهو صاحب الولاية في حديث « غدير خم » ، وصاحب قوله : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، الا أنه لا نبي بعدي » ، وصاحب يوم الطائف . وكان أحب الخلق إلى الله تعالى ، وإلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وصاحب الباب ، فتح له ، وسد أبواب المسجد . وهو صاحب الراية يوم خيبر . وصاحب عمرو بن عبدود في المبارزة . وأخو رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين آخى بين المسلمين..
    وهو منيع جزيل . وهو صاحب آية : « ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ، ويتيماً ، وأسيراً » . وهو زوج فاطمة سيدة نساء العالمين ، وسيدة نساء أهل الجنة ، وهو ختن خديجة عليها السّلام . وهو ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، رباه وكفاه . وهو إبن أبي طالب في نصرته وجهاده . وهو نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في يوم المباهلة .
    وهو الذي لم يكن أبو بكر وعمر ينفذان أمراً حتى يسألانه عنه ؛ فما رأى إنفاذه أنفذاه ، ومالم يره رداه . وهو دخل من بني هشام في الشورى ، ولعمري لو قدر أصحابه على دفعه عنه عليه السّلام ، كم دُفِعَ العباس رضوان الله عليه ، ووجدوا إلى ذلك سبيلاً لدفعوه .


356
    فأما تقديمكم العباس 1 عليه ؛ فإن الله تعالى يقول : « أجعلتم سقاية الحاج ، وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر ، وجاهد في سبيل الله ، لا يستوون عند الله » .
    والله ، لو كان ما في أمير المؤمنين من المناقب والفضائل ، والآي المفسرة في القرآن خلة واحدة في رجل من رجالكم ، أو غيره ، لكان مستأهلاً متأهلاً للخلافة ، مقدماً على أصحاب رسول الله بتلك الخلة .
    ثم لم يزل الامور تتراقى به إلى أن ولى أُمور المسلمين ، فلم يعن بأحدٍ من بني هاشم الا بعبد الله بن عباس ، تعظيماً لحقه ، ووصلةً لرحمه ، وثقة به ، فكان من أمره الذي يغفر الله له..
    ثم.. نحن وهم يد واحدة ـ كما زعمتم ـ حتى قضى الله تعالى بالأمر إلينا ، فأخفناهم ، وضيقناعليهم ،وقتلناهم أكثر من قتل بني أُمية إياهم.. ويحكم ، إن بني أُمية إنما قتلوا من سلّ منهم سيفاً ، وإنا معشر بني العباس قتلناهم جملاً ، فلتسألن أعظم الهاشمية بأي ذنب قتلت ، ولتسألن نفوس أُلقيت في دجلة والفرات ، ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء ، هيهات ، إنه من يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره 2..
1. أحدث إعلان المأمون افضلية علي على العباس ضجة كبرى في أوساط البيت العباسي ! .
2. وتكشف هذه السطور محنة أهل البيت في ظل الحكم العباسي الغاشم .



357
    وأما ما وصفتم في أمر المخلوع 1 ، وما كان فيه من لبس ؛ فلعمري ما لبَّس عليه أحد غيركم ؛ إذ هونتم عليه النكث ، وزينتم له الغدر ، وقلتم له : ما عسى أن يكون من أمر أخيك ، وهو رجل مغرب ، ومعك الأموال والرجال ، نبعث إليه ، فيؤتي به ؛ فكذبتم ، ودبرتم ، ونسيم قول الله تعالى : « ومن بغى عليه لينصرنّه الله.. » .
    وأما ما ذكرتم : من استبصار المأمون في البيعة لأبى الحسن الرضا عليه السّلام ؛ فما بايع له المأمون الا مستبصراً في أمره ، عالماً بأنه لم يبق أحد على ظهرها أبين فضلاً ، ولا أظهر عفة ، ولا ورع ورعاً ، ولا أزهد زهداً في الدنيا ، ولا أطلق نفساً ، ولا أرضى في الخاصة والعامة ، ولا أشد في ذلك الله منه . وإن البيعة له لموافقه رضا الرب عز وجل . ولقد جهدت وما أجد في الله لومة لائم..
    ولعمري ، لو كانت بيعتي بيعة محاباة ، لكان العباس ابني ، وسائر ولدي أحب إلى قلبي ، وأجلى في عيني ، ولكن أردت أمراً ، وأراد الله أمراً ؛ فلم يسبق أمري أمر الله..
    وأما ما ذكرتم : مما مسكم من الجفاء في ولايتي ، فلعمري ما كان ذلك الا منكم بمظافرتكم ، عليه ، على(المخلوع) ، ومما يلتكم إياه ، فلما قتلته تفرقتم عباديد ، فطوراً أتباعاً لابن أبي خالد ، وطوراً أتباعاً لأعرابي ، وطوراً أتباعاً لابن شكلة 2 ، ثم لكل من سل سيفاً علي . ولولا
1. الخليفة الأمين .
2. إبراهيم بن المهدي المغني والخليفة في بغداد أثناء الازمة وهو عم المأمون .



358
أن شيمتي العفو ، وطبيعتي التجاوز ما تركت على وجهها منكم أحداً ، فكلكم حلال الدم ، محل بنفسه..
    وأما ما سألتم : من البيعة للعباس ابني.. اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟! ويلكم ، إن العباس غلام حدث السن ، ولم يؤنس رشده ، ولم يمهل وحده ، ولم تحكمه التجارب . تدبره النساء ، وتكفله الاماء ، ثم.. لم يتفقه في الدين ، ولم يعرف حلالاً من حرام ، الا معرفة لا تأتي به رعية ، ولا تقوم به الحجة ، ولو كان مستأهلاً ، قد أحكمته التجارب ، وتفقه في الدين ، وبلغ مبلغ أمير العدل في الزهد في الدنيا ، وصرف النفس عنها.. ما كان له عندي في الخلافة ، الا ما كان لرجل من عك وحمير ، فلا تكثروا من هذا المقال ، فإن لساني لم يزل مخزوناً عن أُمورٍ وأنباء ، كراهية أن تخنث النفوس عندما تنكشف ، علماً بأن الله بالغ أمره ، ومظهر قضاءه يوما..
    فإذ أبيتم الا كشف الغطاء ، وقشر العظاء ، فالرشيد أخبرني عن آبائه ، وعما وجده في كتاب الدولة ، وغيرها : أن السابع من ولد العباس ، لا تقوم لبني العباس بعده قائمة ، ولا تزال النعمة متعلقة عليهم حياته ، فإذا أودعت فودِّعها ، فإذا أودع فودعاها ، وإذا فقدتم شخصي ، فاطلبوا لأنفسكم معقلاً ، وهيهات ، ما لكم الا السيف ، يأتيكم الحسني الثائر البائر ، فيحصدكم حصداً ، أو السفياني المرغَّم ، والقائم المهدي لا يحقن دماءكم الا بحقها..
    وأما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسى ، بعد استحقاق منه


359
لها في نفسه ، واختيار مني له ، فما كان ذلك مني الا أن أكون الحاقن لدمائكم ، والذائد عنكم ، باستدامة المودة بيننا وبينهم . وهي الطريق اسلكها في إكرام آل أبي طالب ، ومواساتهم في الفيء بيسير ما يصيبهم منه 1 .
    وإن تزعموا : أني أردت أن يؤول إليهم عاقبة ومنفعة ، فإني في تدبيركم ، والنظر لكم ولعقبكم ، وابناكم من بعدكم.. وأنتم ساهون ، لاهون ، تائهون ، في غمرةٍ تعمهون ، لا تعلمون ما يراد بكم ، وما أظللتم عليه من النقمة ، وابتزاز النعمة .
    همة أحدكم أن يمسي مركوباً ، ويصبح مخموراً تباهون بالمعاصي ، وتبتجهون بها ، وآلهتكم البرابط ، مخنثون ، مؤنثون لا يتفكر متفكر منكم في إصلاح معيشة ، ولا استدامة نعمة ، ولا اصطناع مكرمة ، ولا كسب حسنة يمد بها عنقه ، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم..
    أضعتم الصلاة ، وأتبعتم الشهوات ، واكببتم على اللذات ، فسوف تلقون غياً ، وأيم الله ، لربما أُفكر في أمركم ، فلا أجد أُمة من الامم استحقوا العذاب ، حتى نزل بهم لخلة من الخلال ، الا أُصيب تلك الخلة بعينها فيكم ، مع خلال كثيرة ، لم أكن أظن أن إبليس اهتدى إليها ، ولا أمر بالعمل بها . وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز عن قوم صالح : إنه كان
1. تكشف هذه الفقرة الأهداف الحقيقية للمأمون من وراء مسألة ولاية العهد وحجم الخطر العلوي الذي رأى معالجته بهذه الطريقة .


360
فيهم تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، فأيكم ليس معه تسعة وتسعون من المفسدين في الأرض ، وقد اتخذتموهم شعاراً ، ودثاراً ، استخفافاً بالمعاد ، وقلة يقين بالحساب . وأيكم له رأي يتبع ، أوروية تنفع ، فشاهت الوجوه ، وعفرت الخدود .
    وأما ما ذكرتم : من العثرة كانت في أبي الحسن عليه السّلام نور الله وجهه ، فلعمري . إنها عندي للنهضة والاستقلال ، الذي أرجو به قطع الصراط ، والأمن والنجاة من الخوف يوم الفزع الاكبر . ولا أظن عملاً وهو عندي أفضل من ذلك ، الا أن أعد بمثلها إلى مثله ، وأين لي بذلك ، وأنى لكم بتلك السعادة..
    وأما قولكم : إني سفهت آراء آبائكم ، وأحلام أسلافكم ، فكذلك قال مشركوا قريش : « إنا وجدنا آباءنا على أُمة ، وإنا على آثارهم مقتدون » . ويلكم ، إن الدين لا يؤخذ الا من الأنبياء ، فافقهوا ، وما أراكم تعقلون..
    وأما تعبيركم إياي : بسياسة المجوس إياكم ، فما أذهبكم عن الانفة من ذلك ، ولو ساستكم القردة والخنازير ، وما أردتم الا أمير المؤمنين.. ولعمري ، لقد كانوا مجوساً فأسلموا ، كآبائنا ، وأُمهاتنا في القديم ، فهم المجوس الذين أسلموا وأنتم المسلمون الذين ارتدوا ، فمجوسي أسلم خير من مسلم ارتد ، فهم يتناهون عن المنكر ، ويأمرون بالمعروف ، ويتقربون من الخير ، ويتباعدون من الشر ، ويذبّون عن حرم المسلمين ، يتباهجون بما نال الشرك وأهله من المنكر ، ويتباشرون بما