بينات من الآيات
منطق الرسل [ 16] لقد استجاب الرب لطلب موسى بأن يجعل له وزيرا من أهله ، فبعثه هو أخاه هارون الى فرعون .
[ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ]
لقد كانت رسالة واحدة ، يحملها اثنان ، و لعله - لذلك - جاء التعبير هكذا : " انا رسول " ولم يأت " انا رسولا " و لقد كان الرسول هو موسى ، بينما كان هارون وزيره ، و الوحي كان يهبط عليه دونه ، و كان ينوب عنه عند غيابه .
وجاء في حديث طويل ماثور عن الإمام الباقر (ع) عن كيفية ذهاب موسى الى باب قصر فرعون ، تقول الرواية :
" ... فغدا الى فرعون ، فوالله لكأني أنظر اليه طويل الباع ، ذو شعر أدم ، عليه جبة من صوف ، عصاه في كفه ، مربوط حقوه بشريط ، نعله من جلد حمار شراكها من ليف ، فقيل لفرعون : ان على الباب فتى يزعم انه رسول رب العالمين ، فقال فرعــون لصاحــب الاسد : خل سلاسلها ، و كان اذا غضب على رجل خلاها فقطعته ، فخلاها ، فقرع موسى الباب الأول - وكانت تسعة ابواب - فلما قرع الباب الأول انفتحت له الأبواب التسعة ، فلما دخل جعلن يبصصن تحت رجليه كأنهن جراء ، فقال فرعون لجلسائه : رأيتم مثل هذا قط ؟! " (1)
[ 17] لرسالات الله شواهد منها عليها ، ومن شواهدها تحدي أكبر فساد في المجتمع ، دون خلاف أو مداهنة ، لقد تحدى نوح - عليه السلام - الطبقية ، و إبراهيم - عليه السلام - الوثنية ، و مثله فعل النبي محمد - صلى الله عليه وآله - ولوط تحدى الفساد الخلقي ، بينما واجه شعيب الفساد الاقتصادي و هكذا ، أما موسى - عليه السلام - فقد حارب العنصرية ، و طالب فرعون بتحرير بني اسرائيل الذين كان قد استضعفهم قائلا :
[ أن أرسل معنا بني إسرائيل ]
|