فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


فألقى السحرة ساجدين
هدى من الآيات

ازداد الصراع احتداما ، و حاول فرعون أن يتهم موسى بالسحر ، و اثار فيهم حب الوطن زاعما : انه يريد ان يخرج الناس من ارضهم ، و استمالهم بالتشاور معهم لمعرفة رأيهم في مصير موسى ، فاشاروا عليه بحبسه ، و بعث العملاء الى اطراف البلاد لجمع السحرة الماهرين ،فلما حشروا ليوم عيد دعوا الناس للإجتماع ، محددين هدفه سلفا باتباع السحرة ، و جاء السحرة طالبين من فرعون أجرهم فبالغ في إعطاء الوعود لهم ، فقال لهم موسى : القوا حبالكم ، فلما فعلوا اقسموا بعزة فرعون انهم هم الغالبون .

و قد ترددت كلمة الغلبة في الآيات مشيرا - فيما يبدو - الى حدة الصراع و مصيريته .

و القى موسى عصاه فاذا بها تلتهم افكهم ، فالقي السحرة ساجدين ، قالوا : آمنا برب العالمين ، رب موسى و هارون ، و انقلب السحر على الساحر .


أما فرعون ( الذي لم ينقصه العناد ) فقد قال لهم : لماذا آمنتم به قبل ان آذن لكــم ؟ ( و احتوى الهزيمة سريعا ) و قال لهم : انه قائدكم ، و انتم تشاركون معه في الثورة ، و هددهم بانه سوف يقطع ايديهم وارجلهم ، و ليصلبنهم أجمعين .

و مرة أخرى اثبتت الرسالة قوتها حيث قال السحرة : " لا ضير انا الى ربنا منقلبون " الذي نطمع ان يغفر لنا خطايانا ، و ان يجعل مبادرتنا الى الايمان كفارة لذنوبنا .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس