فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
[ 1] [ طس تلك ءايات القرءان و كتاب مبين ]

" تلك " اشارة الى " طــس " بأنها آيات القــرآن الثابتة من جهة ( فالكتاب هو الشيء الثابت ) و الواضحة من جهة أخرى ، اذ عرفتها الآية بأنها مبينة .

[ 2] [ هدى و بشرى للمؤمنين ]

يحمل القرآن في آياته الهدى و البشرى ، و لكن ليس لكل أحد بل لمن يريد الهداية و بالتالي البشرى ، فمن ناحية تتحرك انت نحو القرآن فيتحرك القرآن نحوك ، لتلتقي انت و السعادة و الفلاح ، أما اذا جلست دون حركة نحو القرآن فلن تتلقى الهدى و لا البشارة .

[ 3] الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم بالأخرة هم يوقنون ]الصلاة و الزكاة رمزان لجانبين من أعمال الانسان ، فالاولى رمز للعبودية المطلقة لله ، و بالتالي التحرر المطلق من قيود الذات و الواقع السلبي ، و الثانية رمز للعطاء ، و هذه هي العلاقة التي يجب ان تقوم بين الانسان و نظيره الانسان ، و المفارقة بين العلاقتين واضحة ، فمع الله تكون علاقة العبودية ، و مع الناس تكون علاقة الاحســان لا الشرك ، و يعبر القرآن عن هاتين العلاقتين في آية أخرى حين يقول : " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا " (1)(1) النساء / 36 .


[ 4] [ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون ]ان الذي يضع لنفسه هدفا بعيدا كالآخرة يكيف نفسه مع ذلك الهدف ، فلا يتأثر بالعادات و الظروف المحيطة به ، لانه يجعل سائر اعمال الحياة وسيلة لهدف اسمى ، فلا يعبد ذلك العمل ولا يحبه أو يمارسه الا من أجل الهدف الذي يؤدي هذا العمل اليه ، اما الذي لا هدف له فهو يحب الوسيلة و يقف عندها كالذين لا يؤمنون بالآخرة فهم يستمرون على اعمال الدنيا لان عملهم محدود بالظواهر فقط ، و لعل قوله تعالى : " زينا لهم أعمالهم " اشارة الى هذه الفكرة ، فالكافرون لا ينظرون الى الجوانب المختلفة من العمل ، و انما يربطون أنفسهم بالعمل ذاته فيعمهون أي ( يعمون ) عن عواقبه .

[ 5] [ اولئك الذين لهم سوء العذاب وهم في الآخرة هم الأخسرون ]وان أعمالهم لا تورث لهم الا العذاب و الخسران .

[ 6] [ و إنك لتلقى القرءان من لدن حكيم عليم ]

الله يلقي الكتاب على قلب الرسول ، و الرسول يتلقاه بوعي و علم ، و الله حكيم و القرآن آية حكمته ، و عليم يتجلى علمه في القرآن .

و هكذا كان ظاهر القرآن حكما صائبا لانه من الله الحكيم ، و باطنه علما لأنه من الله العليم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس